ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان البحر الاحمر يستعيد أمجاد كاترين دونوف

هوفيك حبشيان

مهرجان البحر الأحمر السينمائي

الدورة الأولى

   
 
 
 
 
 
 

الممثلة الكبيرة تعد نفسها فرنسية مع انفتاح على العالم

كيف نكتب عن قرابة 60 سنة من تاريخ سينمائي فرنسي وأوروبي متجسد في امرأة واحدة، وهي رمز من رموز السينما الشعبية وسينما المؤلف في الحين نفسه؟ في المسألة تحد. كاترين دونوف صاحبة فيلموغرافيا متشعبة وغنية بعشرات الأسماء والتواريخ والمحطات، التي لا يتسنى لكل فنان الفوز بها في حياة واحدة! الممثلة الكبيرة التي رافقت أجيالاً عدة من المشاهدين، متواجدة في جدة للمشاركة في تكريمها خلال الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي. مساء الاثنين الفائت، مشت دونوف بكل أناقتها وروعتها السبعينية على السجادة الحمراء ليلة افتتاح أول تظاهرة سينمائية بهذا الحجم تُقام في السعودية، بعدما قرر القائمون إعادة اعتبار مسيرتها الحافلة التي انطلقت في أواخر الخمسينيات. كعادتها، كبتت "مادموازيل" دونوف كثيراً من مشاعرها في طلتها التي تُعيد إلى الأذهان لحظات من أفلام كبيرة ارتبطت بها.

المرأة الساحرة التي لم يعصَ عليها دور، وعملت مع أعظم السينمائيين من جاك دومي إلى رومان بولانسكي ففرنسوا تروفو ولارس فون ترير، وكانت رمزاً للأنوثة والغموض في "جميلة النهار" للويس بونويل، لم تقتصر تجربتها التمثيلية على أفلام جماهيرية فحسب، بل خاضت مغامرات تخرج عن الدروب المطروقة. لا بل رأيناها قبل عقد ونصف في فيلم "بدي شوف" للثنائي اللبناني جوانا حاجي توما وخليل جريج المتواجدين في المهرجان بفيلمهما الجديد "دفاتر مايا".

80 دوراً

دونوف، صاحبة الـ80 دوراً على الشاشة، يزعجها أن يُقال عنها "أيقونة"، على الرغم من أنها كذلك. تقول، "تعلم ماذا تعني أيقونة. أنها رمز. وبما أنني لا أزال ناشطة وأتابع مسيرتي، فهذه الكلمة تبدو لي غير مناسبة. في المقابل، أعرف لمَ يقال عني إني أيقونة. فأنا سلّمت أمري لأشياء تسهل اعتباري أيقونة، من مثل إجراء حملة دعائية في مرحلة ما لـ"شانيل". لكن حين نمضي في مشاريع كهذه لا نلحظ أهميتها في لحظتها، ولا نعرف كيف سيبدو ذلك مع مر الزمن".

تقول دونوف إنها مستعدة للمغامرات السينمائية التي تُقترح عليها إذا ما اقتنعت بها، ولكنها لا تضمن أنها ستهرع غداً إلى مجاهل أفريقيا لتصور فيلماً هناك. في أي حال، لن تفعل ذلك على الفور. السبب هو أنها مرتبطة دائماً بتصوير أفلام عدة، ولا ترغب في الانتقال من حالة مغامرة إلى حالة متكررة ومكرسة ضمن نظام واضح. قد يقترح عليها أحدهم شيئاً يجذبها وتوافق عليه، شرط ألا يكون تكراراً للشيء نفسه. في رأيها أن السينما عالم واسع. تقول، "لست نوستالجية، ولا حنين عندي إلى حقبات ماضية من تاريخ السينما، علماً أني أشعر بأسى من أن بعض كبار السينمائيين الذين عملتُ معهم مضوا. أعتقد حقاً أنني استفدتُ من كل شيء أُتيح لي أن أستفيد منه. طبعاً، من أصل مئة فيلم شاركتُ فيها، أنا نادمة على عدد منها. اليوم، أختار الدور وفق ما كنت أختاره قبل ٣٠ عاماً، الرغبة في قراءة سيناريو متقن، والشغل مع مخرج يكون مدركاً لما يفعله ومتمكناً من موضوعه. هذه أولوياتي. أحياناً، مثلتُ في أفلام لمخرجين مبتدئين. لكنني أحببتُ نصوصهم، فقررتُ أن أواكبهم في مشروعهم. نعم، مثلتُ في إدارة سينمائيين كبار، لكن حين نهتم فعلاً بالسينما، نجد فيها دائماً ما يبعث على الشغف، سواء عند سينمائي مغمور أو آخر لم يسمع به أحد".

دونوف كثيرة الاهتمام بالسياسة. تقول "لولا هذا الاهتمام، لما مثّلت في عديد من الأفلام".، لكنها ترفض الدخول في جدل السياسة وزواريبها. في رأيها، مجرد وجودها في بعض الأفلام فعل سياسي واضح! تعلق، "سبق أن قلت إنني أفضل الفعل على الكلام، ولا رغبة لي في شرح خياراتي وتبريرها. (...). يؤلمني أن يترجَم كلامي أحياناً في المؤتمرات الصحافية. ليست تلك الكلمات المترجمة كلامي، ولا يسعها أن تكون بالضبط ما أريد أن أقوله".

حكم المزاج

كيف توفّق دونوف، نجمة فرنسا الأولى، بين حياتها الشخصية وحياتها العامة، وهل ثمة خطة جاهزة؟ سؤال يطرح نفسه. تقول، "ليس من خطة جاهزة، هذا يتوقّف على مزاجي، ولا أعني مزاجي الجيد أو السيئ، إنما قوتي الجسمانية وحالتي النفسية. هذا يتوقف على كثير من الاعتبارات. لكن، أنا غريزية وغريزتي تفرض علي أن أبقى محافظة وأمتنع عن فلش خصوصياتي كيفما اتفق. ولكوني أنجبتُ أطفالاً (خصوصاً الأول منهم) في سن مبكرة، فيبقى الحفاظ على الشخصي مسألة أساسية في وجودي. حياتي الشخصية بالغة الأهمية بالنسبة إلى أولادي. ضرورات عملي قيّدتهم لسنوات طويلة حين كانوا في سن أصغر، ومنذ أصبحوا في سن تسمح لي بأن أتركهم وشأنهم، فقد فُتحت أمامي أبواب السفر، وصرت أسافر أكثر مما كنت أسافر في السابق. لا أبحث عن توازن ما، إنه في داخلي! كنت دوماً مثلما أنا الآن. أنحدر من عائلة كبيرة، وأنا مقربة جداً إليها، ولديّ أصدقاء قدامى جداً ووفية لهم، هذا كله مهم جداً في حياتي، لكن لا أبذل أي جهد لأكون ما أنا عليه. فأنا هكذا".

هل يجب أن نصدقها عندما تؤكد أنها لم تبحث يوماً عن مكان لها تحت الشمس في السينما الفرنسية الحالية؟ فهي تقول هذا انطلاقاً من حرصها المتواصل على عدم زجها في خانة، الأمر الذي تنبذه بشدة. تقول، "مرة أخرى، أفضل الفعل على الكلام، لذا، أفعل ومن ثم أتكلم. لا أرغب في أن أحشر نفسي في أي شيء. لي نمط حياة طبيعية. ولي وجود منسحب من معظم ما يشكل اليوم الحياة الإعلامية للممثلين والنجوم".

على الرغم من أنها كانت لها حياة سينمائية عاشتها في أوسع نطاق، ظلت دونوف فرنسية في الصميم. مثلت بلغات عدة منها الإنجليزية، الأمر الذي لم يكن دائماً بتلك السهولة. تدّعي أن الممثل الذي يلعب بلغة ليست لغته يفقد كثيراً من وسائله التعبيرية. حتى إذا أتقن لغة البلد التي يمثل فيها، فالأمر مختلف مهما بدا مشابهاً. تُضاف إلى ذلك استحالة أن يُقترَح على الممثل دور مميز في لغة غير لغته. تقول، "لهذا كله، أجد من الطبيعي أن أكون ممثلة فرنسية. كان يمكنني ان أكون ممثلة فرنسية تصور كثيراً في الخارج، لكن أقولها بصراحة، لم أجد من الأدوار التي اقتُرحت علي في السينما الأميركية ما يفتح شهيتي. طبعاً، أنا فرنسية، لكنني منفتحة على العالم".

 

الـ The Independent  في

08.12.2021

 
 
 
 
 

(البحر الأحمر).. ولد ليبقى!

طارق الشناوي

أمس كان يوما تاريخيا فى مدينة جدة، تم تدشين مهرجان البحر الأحمر لنجد أن المملكة العربية السعودية وقد وضعت أقدامها على خريطة العالم السينمائية بقوة ورصانة.

نعم كان ينبغى فى العام الماضى التأجيل بسبب (كورونا) التى صارت هى الاسم الأكثر رعبا، إلا أن مولده المرتقب جاء، بينما العالم بدأ فى التعافى باستخدام (القميص الواقى) وأعنى به (الفاكسين)، مع قدر كبير من الاحتراز، الفيروس على الجانب الآخر لا يستسلم بسهولة، مصر على البقاء بيننا مدة أطول، وتتعدد التحورات، قرر العالم أنه لن يلجأ مجددا لأبغض الحلال، أقصد الإغلاق التام للحدود، بدأنا طريق التعافى بالعودة لكل الأنشطة، وهكذا شاهدنا أغلب المطارات فى العالم وقد عادت إليها الحياة، وباتت دور العرض قادرة على استقبال الجمهور، وعادت المهرجانات الكبرى (كان) و(فينسيا) و(برلين)، ومؤخرا أنهى (القاهرة) دورته الناجحة، ليستقبل العالم بعدها مباشرة (البحر الأحمر).

الكل ترقبه بشغف، ليس فقط عالمنا العربى، ومن الممكن التأكد من ذلك عمليا من خلال تعدد الجنسيات المختلفة وتواجدها على (الريد كاربت) المهرجان تمكن قبل أن يبدأ فعالياته، بأكثر من عام، أن يصبح بؤرة حديث كل الأوساط السينمائية عربيا وعالميا. قبل ثلاث سنوات وأنا أشاهد علم المملكة العربية السعودية مرفرفا داخل سوق مهرجان (كان) المطل على شاطئ (الريفييرا) وأيضا جناح فى مهرجان (برلين) وغيرهما، لتصل الرسالة للعالم كله أن السينما السعودية قادمة وبقوة.

(المملكة) لديها من الذخيرة البشرية ما هو أهم وأبقى من الاحتياطى النفطى، بلد خصب قادر على أن يمنحنا مبدعين كبارا فى كل المجالات، وبينها قطعا وفى مقدمة الفنون الجماهيرية السينما، عاشت المملكة قبل عقود فى زمن إغلاق كامل لدور العرض، وتنطلق بقوة فى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى العهد صاحب السمو الملكى محمد بن سلمان، قفزة حضارية على كل الأصعدة، نرصدها جميعا، والباب صار مفتوحا على مصراعيه لكل المبدعين.

يقول وليم شكسبير (أحذر منه أنه لا يحب الموسيقى)، المقصود قطعا الفن بكل تنويعاته، مؤخرا قرأت تصريحا لمدير دار الأوبرا فى برلين (اونتر دير ليندن) عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل - المنتهية ولايتها - مشيدا بدورها العظيم على كل الأصعدة وتحديدا الفن والثقافة.

نعم السينما أداة تواصل جماهيرية لا بديل عنها، والمهرجان يمثل ذروة الانطلاق السينمائى، منطلقا من مدينة (جدة) التاريخية، لم يكن الأمر مفاجأة لأحد من المتابعين، لأن ما يجرى من وميض ثقافى وفنى متدفق بتنويعاته المختلفة فى السينما والمسرح والموسيقى والغناء والفن التشكيلى حاليا، كان ينبغى أن يُسفر عن هذا المهرجان الذى يقام بدعم من وزارة الثقافة برئاسة الوزير الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وبفريق عمل متميز يقوده المنتج السعودى الهوليوودى محمد التركى.

المهرجانات الكبرى تتوجه أساسا لدعم السينما فى البلد المضيف، وهكذا نجد دائما فى (كان) و(برلين) و(فينسيا) وغيرها إطلالة آنية وتاريخية على السينما المحلية، كما أن المهرجان، كما أعلن فى أول بيان له، بتوجهه السعودى، لن يغفل البعد الخليجى والعربى والعالمى.

كثير من الأفلام السعودية شاهدتها مؤخرا، ومنها (بلوغ) الذى قدمته خمس مخرجات، كل منهن قدمت فيلما قصيرا يحمل إطلالة على نفس التيمة (البلوغ)، توقفت أمام الجرأة الإبداعية الجمالية، وخفة الظل وروح الحداثة فى السرد السينمائى، كما أنه لأول مرة يكسر النمط السائد فى السينما العربية، خاصة المصرية، التى عادة ما تقدم صورة واحدة للشخصية الخليجية المرفهة، وهى بالمناسبة ليست أفلاما نسائية بقدر ما تجد أن عنوانها هو الإنسان. ونُكمل غدا!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

08.12.2021

 
 
 
 
 

كيف تصدرت المرأة المشهد في مهرجان البحر الأحمر السينمائي؟

جدة- أحمد فاروق

• «صالون هدى» و«ريحانة» و«أخوات» ضربة بداية نسائية.. ومشاركة ملحوظة للفتيات في التنظيم

مثلما تصدرت المرأة المشهد في حفل افتتاح الدورة الأولى لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بـ3 تكريمات نسائية، وهي الفرنسية كاترين دينوف، والمصرية ليلى علوي، والسعودية هيفاء المنصور، استحوذت المرأة أيضا على المشهد في اليوم الأول للفعاليات، سواء في نسبة الأفلام التي تناولت موضوعات نسائية، أو نسبة المشاركة الملحوظة للفتيات السعوديات في تنظيم الفعاليات المختلفة.

فلا تتحرك في أي موقع للمهرجان في مدينة جدة التاريخية في أي ساعة من اليوم، إلا وكانت النساء حاضرات بقوة، ربما بشكل موازي أو يزيد عن المشاركة الرجالية، تجدهن داخل قاعة العرض تنظمن عملية الدخول، وكذلك في شباك التذاكر، كما تشاركن في حركة السيارات التي تنقل الضيوف من وإلى مقر المهرجان.

وإذا تجولت في الشوارع المحيطة بمقر المهرجان، ولم تستطع الوصول لوجهتك، ستجد الفتيات أيضا يرشدنك إلى الطريق الصحيح، ومنهن من تفتح معك حوارا حول المهرجان والسينما، دون أن تنسى دعوتك بحب وإخلاص شديدين للتعرف أكثر على مدينتها جدة التاريخية، وكيف أنها تستعيد بهائها.

على مستوى الأفلام، شهدت شاشة المهرجان حضورا للمرأة وقضاياها في مجموعة من أفلام اليوم الأول، منها "ريحانة مريم نور" إخراج عبدالله محمد سعد، الذي يعد أول فيلم من بنجلاديش يعرض في مهرجان كان السينمائي، ضمن فئة "نظرة ما"، ويعرضه المهرجان لأول مرة في العالم العربي بمسابقة البحر الأحمر، وهو يتناول قصة "ريحانة"، الأستاذة المساعدة في كلية طب، التي تقرر بالإبلاغ عن أستاذ يعتدي على الطالبات، بينما تكشف الأحداث عن مدى سهولة أن يفلت الرجال ذوو النفوذ من العقاب.

الفيلم الثاني داخل المسابقة يتناول قضية مفاهيم الولاء والخيانة والحرية من خلال قصة نسائية، هو "صالون هدى" إخراج هاني أبو أسعد، الذي يشارك في إنتاجه فلسطين ومصر وهولندا وقطر، ويعرضه المهرجان لأول مرة في العالم العربي، حيث تدور أحداثه المستوحاه من قصة حقيقية، في محل لتصفيف الشعر في بيت لحم، تمتلكه سيدة تدعى "هدى"، تقوم بتصوير أم شابة تدعى "ريم" من رواد المحل في مواضع مخلة بعد تخديرها، قبل أن تقوم بابتزازها لتقوم بما هو ضد مبادئها بالتخابر لصالح العدو الإسرائيلي، وتضع "ريم" في مأزق الاختيار بين شرفها وخيانة بلدها، الفيلم يتطرق أيضا للقهر الذي تتعرض له المرأة داخل المنزل من الرجل، وما قد يترتب عليه من أزمات.

وفي قسم روائع العالم، عرض أيضا في اليوم الأول للفعاليات، فيلم "أخوات" إخراج يمينة بن قيقي، إنتاج الجزائر وفرنسا، ويعرضه المهرجان لأول مرة في العالم العربي، وتدور أحداثه حول 3 أخوات فرنسيات من أصول جزائرية، أمضين 30 عاما على أمل العثور على أخيهن "رضا"، الذي اختطفه والده وأخفاه في مكان ما في الجزائر إبان الاستقلال، وخلال الرحلة، تكتشف الأخوات أن والدهن على فراش الموت، فيقررن انتهاز الفرصة الأخيرة لمحاولة إجباره للكشف عن مكان الأخ الضائع.

الدور الذي تقوم به المرأة في تنظيم المهرجان، واختيار مبرمجيه أفلاما تتناول قصصا نسائية، فضلا عن أن يكون نسبة 38% من إجمالي الأفلام التي تعرض في هذه الدورة من إخراج نساء، ربما يؤكد ما قالته المخرجة السعودية هيفاء المنصور، في كلمتها بحفل الافتتاح، إنها نشأت في فترة كانت المرأة والفنون في السعودية ليس لهما مركزا، أما اليوم فأصبحا هما المركز، مشيرة إلى أن المملكة فتحت صفحة جديدة، المرأة فيها قادمة بقوة، ولا تخاف من المنافسة.

 

الشروق المصرية في

08.12.2021

 
 
 
 
 

مخرج "صالون هدى":

الاحتلال الإسرائيلى نجح فى إضعاف المجتمع الفلسطينى ومصيره الزوال

جدة – على الكشوطى

شهد مهرجان البحر الأحمر السينمائي بالسعودية في دورته الأولى، عرض فيلم المخرج الفلسطينى العالمى، هانى أبو أسعد "صالون هدى"، وهو الفيلم المأخوذ عن أحداث حقيقية، ويتعمق في مفاهيم الولاء والخيانة والحرية، من خلال أحداث تدور فى محل لتصفيف الشعر فى بيت لحم، تمتلكه سيدة تدعى هدى، تتردد أم شابة تدعى ريم على المحل بصورة دورية لتغيير قَصة شعرها، تنقلب الأمور رأسًا على عقب حين يتم تخديرها وتصويرها فى مواضع مخلة بسبب هدى التى تحاول ابتزازها لتقوم بما هو ضد مبادئها وتحولها إلى عملية لقوات الاحتلال، ويتعين على ريم أن تختار بين شرفها وخيانة بلدها.

الفيلم من بطولة على سليمان، منال عوض وميساء عبد الهادي، وإنتاج هانى أبو أسعد وأميرة دياب ومحمد حفظى، وإخراج أبو أسعد أيضا وهو سيناريست ومخرج فلسطينى، ويعد أحد أشهر وأهم المخرجين العرب المعاصرين، تضم قائمة أعماله أفلاماً عربية حققت نجاحاً دولياً استثنائياً حيث ترشح فيلم الجنة الآن (2005) لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبى وفاز بـالجولدن جلوب، وفيلم عمر (2013) والذى ترشح للأوسكار أيضاً كأفضل فيلم أجنبى، وفى 2017 أخرج أول أفلامه فى هوليوود وهو The Mountain Between Us من بطولة النجمة كيت وينسلت وإدريس إلبا وافتتح الفيلم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الـ 39، ويُعد فيلم صالون هدى أحدث أعماله.

اليوم السابع التقى المخرج هانى أبو أسعد خلال مشاركته فى المهرجان، المقام حاليا ويستمر حتى 15 ديسمبر، وقال المخرج هانى أبو أسعد إن القصة الحقيقية فى الفيلم، هى أن هناك فتاة تعرضت للتخدير والتصوير وهى فى وضع مخل، لتهديدها واستخدامها فى العمالة ضد فلسطين وذلك داخل صالون لتصفيف الشعر تديره امرأة فلسطينية، وبعد تعرضها لذلك لم تحتمل الأمر وانتحرت تاركة رسالة مكتوبة كشفت فيها ما حدث لها ومن هنا، عرف الأمر وفكر هو فى تقديم القصة فى فيلم سينمائى، أما الجزء الخيالى الذى وضعه ضمن الدراما بالفيلم هو باقي الشخصيات التي تدور حولها الأحداث.

وحول حرصه علي كتباة السيناريو وعدم الاستعانة بكاتب للسيناريو والحوار بالفيلم، قال هاني أبو أسعد، إن الأمر جاء بالصدفة، حيث كان من المفترض أن تكتب زوجته السيناريو، لكنه عندما تحمس للقصة وجد نفسه يكتب السيناريو وعندما قال لها أن تعدل عليه وتكتبه وجدت أنه لا يحتاج لأي تعديلات ولذلك كان الامر صدفة.

أما عن غلبة لغة الخطابة علي بعض مشاهد الفيلم والذي وصل إلى حد المباشرة في تقديم المعلومات وطريقة السرد، مشهد الخطابة؟ المباشرة كل واحد من وجهة نظره انه هو الصحبين شخصية علي سليمان والذي يمثل المقاومة الفلسطنية وبين منال عوض "هدي" والتي تمثل شخصية مصففة الشعر الخائنة التي تستغل الفتيات للايقاع بهن في شباك العمالة مع قوات الاحتلال ضد فلسطين، قال إن الإنسان العادي من خلال الفن يستطيع أن يعيش تجارب لا يستطيع خوضها في الواقع، وأنه حرص علي أن خلق حالة من الصراع الداخلي للمشاهد، لطرح أسئلة هدفها هو تشغيل المخ والفكر، تجاه مسائل وجودية وأسئلة مهمة، وذلك هدفه تحصين الإنسان ودفعه للاستعداد للمستقبل وفهم الذات بشكل كبير، ليواجه المشكلات التي سيجدها فى المجتمع الفلسطيني بعد زوال الاحتلال.

وأشار إلى أن معرفة الذات تأتي من خلال الكتب والافلام والموسيقي لانها تعمل علي فهم المشاعر الداخلية للإنسان ولدوافعه، وهو ما حاول أن يسلط عليه الضوء في فيلم "صالون هدى".

أما عن ترك نهاية الفيلم مفتوحة، وعدم حسمها في ظل تعاطف البعض مع شخصية هدي والتي هي ضحية أيضا، قال إن الإنسان نتيجة ظروفه وبقدر فهمه ووعيه لنفسه، تكون قدرته للتغلب علي الظروف التي يمر بها، وشخصية المقاوم وهدي تضاد لبعضهما وأحيانا هناك شخصية يكون داخلها هذا التضاد مثلما داخل كل إنسان بيننا الخير والشر، واللذان يتصارعان معا طوال الوقت داخلنا وهو ما يدفع الإنسان في النهاية لاتخاذ القرار الصح

أما عن فكرة تأريخ الفيلم للاستسلام وليس للمقاومة من خلال خيانة الفلسطيني لاخيه الفلسطيني مستعينا بالعدو الإسرائيلي، قال هاني أبو أسعد أن هذا يحدث في العالم كله وليس في فلسطين فقط و في عالمنا العربي دائما الاخوة عندما يتصارعون يستعينون بالاعداء دون فهم أن الاستعانه بالعدو خسارة وفي النهاية العدو سيأكله، واعوذ بالله أن أكون قاصد لتأريخ هذا المعني، ولكن أردت أن أوعي من مخاطر هذا التصرف وهو التعاون مع العدو والاستعانه به

أما عن عدم ظهور الشخص الاسرائيلي في الفيلم والاستماع لصوته فقط، قال هاني أبو أسعد أنه في وجهة نظره الاحتلال الإسرائيلي مصيره إلى زوال، وأنه وظيفته أن يتغذي علي الضعف في المجتمع ليس فقط في فلسطين، فالفرنسيين قاموا بتغذية المشكلات  الاجتماعية في الجزائر ليسيطروا عليها اكثر وظيفتنا كفنتانين أن نحذر من هذا الخطر، والعدو لابد أن يظل خارجي وأن نحصن انفسنا من تكوين عدو داخلي لأن الاحتلال سيزول وسيبقي ما تسبب فيه من مشاكل اجتماعية داخل المجتمع.

أما عن رصد الخيانة من الفلسطيني لأخيه الفلسطيني والتي تكررت في عدة أفلام فلسطينية مؤخرا، وعن ما اذا كان النسيج الفلسطيني تغير، قال هاني أبو أسعد إن الاحتلال لن يستمر لكنه نجح في عمل حالة ضعف عام في المجتمع الفلسطيني لأن لديه مقدرات هائلة، استطاع من خلالها بث سممومه في المجتمع وأشعل الطائفية وأثار العنف ضد المراة نتيجة تغذية طويلة من قبل المستعمر بشكل مباشر وغير مباشر لكثير من الأمراض الاجتماعية ودفع للاقتتلال الدخلي في ليبيا و في سوريا وفي العراق واليمن وهو أيضا ينعكس علي الفن، وهذا لا يعني أن نيأس، لابد أن نظل متفائلين لأنها فترة صعبة وأحاول من خلال الفن أن نحصن أنفسنا ونتعلم.

 

####

 

يسرا وليلى علوى وإلهام شاهين ولبلبة فى عرض فيلم "صالون هدى" بمهرجان البحر الأحمر

جدة - علي الكشوطي

شهد مهرجان البحر الأحمر السينمائي عرض فيلم "صالون هدي" للمخرج الفلسطيني العالمي هاني أبو أسعد، وذلك بحضور طاقم الفيلم، وعدد كبير من نجوم مصر والوطن العربي، حيث حضرت يسرا ولبلبة وليلى علوى وإلهام شاهين وهند صبرى وصبا مبارك، وإيناس الدغيدى.

فيلم صالون هدى مأخوذ عن أحداث حقيقية، ويتعمق في مفاهيم الولاء والخيانة والحرية، من خلال أحداث تدور في محل لتصفيف الشعر في بيت لحم، تمتلكه سيدة تدعى هدى، تتردد أم شابة تدعى ريم على المحل بصورة دورية لتغيير قَصة شعرها؛ تنقلب الأمور رأسًا على عقب حين يتم تصويرها في مواضع مخلة بسبب هدى التي تحاول ابتزازها لتقوم بما هو ضد مبادئها، يتعين على ريم أن تختار بين شرفها وخيانة بلدها، والفيلم من بطولة علي سليمان، منال عوض وميساء عبد الهادي، وإنتاج هاني أبو أسعد وأميرة دياب ومحمد حفظي.

هاني أبو أسعد سيناريست ومخرج فلسطيني، يعد أحد أشهر وأهم المخرجين العرب المعاصرين، تضم قائمة أعماله أفلاماً عربية حققت نجاحاً دولياً استثنائياً حيث ترشح فيلم الجنة الآن (2005) لـجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي وفاز بـالجولدن جلوب، وفيلم عمر (2013) والذي ترشح للأوسكار أيضاً كأفضل فيلم أجنبي، وفي 2017 أخرج أول أفلامه في هوليوود وهو The Mountain Between Us من بطولة النجمة كيت وينسلت وإدريس إلبا وافتتح الفيلم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ 39، ويُعد فيلم صالون هدى أحدث أعماله.

 

####

 

بعد عرض فيلم بمهرجان البحر الأحمر.. إلهام شاهين لـ أبو أسعد : مبروك يا عالمي

كتبت : شيماء عبد المنعم

يبدو أن فيلم المخرج هاني أبو أسعد، قد نال إعجاب النجمة إلهام شاهين، فبعد إقامة العرض الخاص للفيلم خلال فاعليات مهرجان البحر الأحمر نشرت شاهين صورة تجمعها بـ أبو أسعد والنجمة ليلي علوي علي السجادة الحمراء وعلقت عليها بـ "مبروووووووووووك المخرج العالمى الفلسطيني هانى أبو أسعد على فيلمه صالون هدى بمهرجان البحر الأحمر بالسعودية ".

وشهد مهرجان البحر الأحمر السينمائي أمس الثلاثاء عرض فيلم "صالون هدي" للمخرج الفلسطيني العالمي هاني أبو أسعد، وذلك بحضور طاقم الفيلم، وعدد كبير من نجوم مصر والوطن العربي، حيث حضرت يسرا ولبلبة وليلى علوى وإلهام شاهين وهند صبرى وصبا مبارك، وإيناس الدغيدى.

فيلم صالون هدى مأخوذ عن أحداث حقيقية، ويتعمق في مفاهيم الولاء والخيانة والحرية، من خلال أحداث تدور في محل لتصفيف الشعر في بيت لحم، تمتلكه سيدة تدعى هدى، تتردد أم شابة تدعى ريم على المحل بصورة دورية لتغيير قَصة شعرها؛ تنقلب الأمور رأسًا على عقب حين يتم تصويرها في مواضع مخلة بسبب هدى التي تحاول ابتزازها لتقوم بما هو ضد مبادئها، يتعين على ريم أن تختار بين شرفها وخيانة بلدها، والفيلم من بطولة علي سليمان، منال عوض وميساء عبد الهادي، وإنتاج هاني أبو أسعد وأميرة دياب ومحمد حفظي.

هاني أبو أسعد سيناريست ومخرج فلسطيني، يعد أحد أشهر وأهم المخرجين العرب المعاصرين، تضم قائمة أعماله أفلاماً عربية حققت نجاحاً دولياً استثنائياً حيث ترشح فيلم الجنة الآن (2005) لـجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي وفاز بـالجولدن جلوب، وفيلم عمر (2013) والذي ترشح للأوسكار أيضاً كأفضل فيلم أجنبي، وفي 2017 أخرج أول أفلامه في هوليوود وهو The Mountain Between Us من بطولة النجمة كيت وينسلت وإدريس إلبا وافتتح الفيلم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ 39، ويُعد فيلم صالون هدى أحدث أعماله.

 

####

 

اليوم افتتاح سوق مهرجان البحر الأحمر السينمائى بالسعودية

جدة علي الكشوطي

يشهد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي اليوم الأربعاء افتتاح فعاليات سوق البحر الأحمر والذي يستمر حتي 11 ديسمبر، ويقدم المهرجان العديد من الفعاليات التي تهدف لتعزيز قطاع صناعة السينما، كما ستحصل الموهبة الفائزة على فرصة لقاء كوكبة من صناع المحتوى السينمائي ومتخصصين بالمجال لتبادل الخبرات وتسهيل الشراكات، ويتضمن البرنامج أيضًا سلسلة من الندوات والعروض السينمائية، ويتيح الفرصة للتواصل مع صناع الأفلام المحليين والعالميين والمسئولين التنفيذيين.

وسيتم تدشين مشاريع سوق البحر الأحمر بعرض تقديمي لثلاثة وعشرين مشروعًا قيد التطوير، بما في ذلك 12 مشروعًا من معمل البحر الأحمر و11 مشروعًا من سوق البحر الأحمر. كما سيتم عرض 5 أفلام منتظرة ما زالت في مرحلة ما بعد الإنتاج.

يشار إلى أنه ستتم مناقشة جميع الأفلام المعروضة في سوق البحر الأحمر من قبل لجنة تحكيم مستقلة. حيث تتألف هذه اللجنة من مخرج المهرجان -الشاعر السعودي- أحمد الملا، والمنتجة الأمريكية أليكس ماديجان، والمنتج الألماني تاناسيس كاراثانوس في حين يتولى مدير المهرجان أليكس موسى ساوادوغو، والمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، والمخرج الفرنسي لادج لي لجنة الأعمال قيد الإنجاز.

كما سيتم منح أكثر من 700,000 دولار أمريكي للمشاريع الفائزة بجوائز سوق البحر الأحمر بتمويل من صندوق البحر الأحمر والدعم السخي من قبل رعاة المهرجان.

ستشمل محادثات السوق سلسلة من ورش العمل، والندوات السينمائية، والدورات التي يعقدها كبار المتحدثين في المجال السينمائي، بالإضافة إلى جلسات تواصل سينمائية تجمع بين ضيوف متخصصين بالمجال والمشاركين في السوق

 

####

 

اليوم جلسة حوارية للمخرجة السعودية هيفاء المنصور بمهرجان البحر الأحمر

جدة علي الكشوطي

يعقد مهرجان البحر الأحمر اليوم الأربعاء جلسة حوارية مع المخرجة هيفاء المنصور في الخامسة مساء، وهي المخرجة التي كرمها المهرجان في حفل الافتتاح، وتعتبر من الأسماء البارزة فى صناعة السينما السعودية والعربية والعالمية، وكرمت اعترافاً بإنجازاتها ودورها الريادى فى دعم المرأة، وهى المخرجة التى قدمت أول أفلامها الطويلة بعنوان "وجدة" عام 2012، ليكون أول فيلم روائى طويل يتم تصويره بالكامل فى المملكة السعودية، ونالت عليه العديد من الترشيحات والجوائز حول العالم، بما فيها جائزة الأكاديمية البريطانية (بافتا) لأفضل فيلم ناطق بغير الإنجليزية، بعد ذلك قدمت هيفاء العديد من الأفلام والمسلسلات العالمية، قبل أن تعود بالفيلم السعودى "المرشحة المثالية" (2019).

وشهد مهرجان البحر الأحمر السينمائي عرض فيلم صالون هدى للمخرج الفلسطيني العالمي هاني أبو أسعد، وذلك بحضور طاقم الفيلم، وعدد كبير من نجوم مصر والوطن العربي، حيث حضرت يسرا ولبلبة وليلي علوي وإلهام شاهين وهند صبري وصبا مبارك، وإيناس الدغيدي.

فيلم صالون هدى مأخوذ عن أحداث حقيقية، وهو من بطولة علي سليمان، منال عوض وميساء عبد الهادي، وإنتاج هاني أبو أسعد وأميرة دياب ومحمد حفظي.

هاني أبو أسعد سيناريست ومخرج فلسطيني، يعد أحد أشهر وأهم المخرجين العرب المعاصرين، تضم قائمة أعماله أفلاماً عربية حققت نجاحاً دولياً استثنائياً حيث ترشح فيلم الجنة الآن (2005) لـجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي وفاز بـالجولدن جلوب، وفيلم عمر (2013) والذي ترشح للأوسكار أيضاً كأفضل فيلم أجنبي، وفي 2017 أخرج أول أفلامه في هوليوود وهو The Mountain Between Us من بطولة النجمة كيت وينسلت وإدريس إلبا وافتتح الفيلم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ 39، ويُعد فيلم صالون هدى أحدث أعماله.

 

اليوم السابع المصرية في

08.12.2021

 
 
 
 
 

القضية الفلسطينية بين 4 سيناريوهات سينمائية مثيرة للجدل فى مهرجان البحر الأحمر

جدة ــ أحمد فاروق

* الأردن تسحب «أميرة» من سباق الأوسكار.. وأسرة الفيلم توقف عرضه لحين تشكيل لجنة تبرئه من اتهام الإساءة للأسرى الفلسطينيين

* «فرحة» يكسب تعاطف المشاهدين بتقديم شهادة حقيقية عن جرائم الاحتلال فى نكبة 48.. ورشيد مشهراوي يوثق قصة تهجير والده من يافا في "استعادة.. و«صالون هدى» يثير جدلا بتناوله لمفهوم الولاء والخيانة

رغم أن برنامج الدورة الأولى لمهرجان البحر السينمائى، يضم أكثر من 130 فيلما، إلا أن القضية الفلسطينية كانت الأكثر وضوحا حتى الآن، والتى فرضت نفسها بقوة، عبر أربعة أفلام عرض منها اثنان هما «صالون هدى» إخراج هانى أبو أسعد، و«فرحة» إخراج دارين سلام، وهناك أيضا الفيلم الوثائقي "استعادة" إخراج رشيد مشهراوي، أما الفيلم الرابع الذى أثار الجدل قبل أن يعرض فى المهرجان هو «أميرة» إخراج محمد دياب، والذى أنتج بشراكة مصرية فلسطينية مع الأردن التى قرّرت سحبه من سباق الأوسكار بعد أن كانت قد اختارته لتمثيلها قبل شهر تقريبا.

وأوضحت الهيئة في بيان صحفي، أنها تقدر قيمة الفيلم الفنية وتؤمن أن الفيلم لا يمسّ بأي شكل من الأشكال بالقضية الفلسطينية ولا بقضية الأسرى؛ بل على العكس، فإنه يسلط الضوء على محنتهم ومقاومتهم وكذلك توقهم لحياة كريمة على الرغم من الاحتلال.

«أميرة» الذى تشارك فى بطولته صبا مبارك، وعلى سليمان، وتارا عبود، يتناول قضية شائكة، متعلقة بالإنجاب عن طريق تهريب النطف من سجون الاحتلال، وتعرض الفيلم، لاتهامات بالإساءة للأسرى وللأبناء المولودين من تلك النطف، والذين يطلق عليهم لقب «سفراء الحرية»، وأنه يدعم «الرواية الإسرائيلية» بشأن تهريب النطف، الذى يعتبره الفلسطينيون شكلا من أشكال النضال.

ويتناول فيلم «أميرة» الذى نسجت قصته الخيالية من واقع أحداث حقيقية، وهى أن ولادة أكثر من 100 طفل فلسطينى لآباء معتقلين عن طريق تهريب السائل المنوى بمساعدة رجال ينتظرونهم خارج السجن.

أحداث الفيلم تروى قصة «نوار» الذى أسر فى سجون الاحتلال الإسرائيلى قبل أن تولد ابنته «أميرة»، التى تظهر فى الأحداث فى ريعان العمر، وتظن أن أمها قد حبلت عن طريق تهريب نطفة من «نوار» إلا أن تكشف الأحداث أنه عاقر وغير قادر على الإنجاب، فتنهار العائلة، وتبدأ «أميرة»، للبحث عن والدها الحقيقى لتصدم بأنه حارس السجن، فترفض هذا الواقع وتتخلص من روحها.

وأدانت وزارة الثقافة الفلسطينية إنتاج «أميرة»، وقالت إنه «يعتدى ويسىء بكل وضوح لكرامة المعتقلين».

وقال وزير الثقافة الفلسطينى، عاطف أبو سيف، إن الفيلم «يمس بشكل واضح قضية مهمة من قضايا الشعب الفلسطينى، ويضرب روايتنا الوطنية والنضالية»، مطالبا وزارة الثقافة الأردنية بالنظر إلى «الانعكاسات الخطيرة لهذا الفيلم على قضية الأسرى، وبخاصة أنها تسىء لعائلاتهم بعد إنجابهم الأطفال من عملية تهريب النطف»، كما جاء فى بيان.

من جهتها، قالت «كتلة الصحفى الفلسطينى»: إن «فيلم (أميرة) جريمة وطنية وأخلاقية ومساس بالنسيج المجتمعى تستوجب أشد العقوبات القانونية والنبذ المجتمعى لكل من شارك فى إنتاجه».

الغضب من فيلم أميرة لم يكن فلسطينيا فقط، وإنما دعت أطراف أردنية كذلك إلى سحبه، واتهمته بأنه «مسىء».

وطالبت «اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين»، بوقف عرض الفيلم وسحبه من كل المنصات، و«محاسبة المسئولين عنه».

كما أصدرت «الحركة الفلسطينيّة الأسيرة فى سجون الاحتلال الصهيونى»، بيانا صحفيا، وصفت فيه الفيلم بالمسىء للأسرى ونضالاتهم وزوجاتهم خاصّة فى مسألة «النطف المهربة»، داعية إلى وقوف نقابتى الفنانين الأردنية والمصرية وذوى الاختصاص عند مسئولياتهم فى مناصرة قضايا الشعب الفلسطينى، وذلك عبر سحب هذا الفيلم المسىء لقضية إنسانية بامتياز، ومعاقبة جميع من شارك فى هذه الجريمة مِن منتجين ومخرجين وممثلين ومسوقين.

وبيّنت الحركة، أنّه على جميع الوزارات المختصة فى السلطة الفلسطينية، ومنها وزارة الثقافة ووزارة الإعلام أن تأخذ دورها فى مواجهة هذا الفيلم وما يروجه من فريةٍ مسيئةٍ لأشرف قضية فى العالم، داعيةً إلى اعتبار من شارك فى إنتاج وإخراج وتمثيل وتسويق الفيلم شخصيات غير مرغوب بها فى فلسطين وأى مكان يتعاطف ويقف مع قضيتنا العادلة، وأن الشخصيات المذكورة مطلوبة للملاحقة الأخلاقية والقانونية.

كما دعت الحركة الأسيرة جميع من شارك فى الإنتاج والإخراج والتمثيل والتسويق لهذه الجريمة بحق شرف وعرض الأسرى، إعلان التوبة والاعتذار العلنى للأسرى و«سفراء الحرية» وعوائلهم، وللشعب الفلسطينى ومحبيه فى الأماكن التى توازى بشهرتها أماكن عرض الفيلم.

وأعلنت الحركة الأسيرة وهى تحتفل بولادة سفير الحرية «رقم مائة»، أنّ المعركة مستمرة ولا تؤثر بها هوامش عابرة، فكما قهرنا العدو فى الميدان وانتصرنا عليه وراء القضبان، سننتصر فى معركة حرية «النطف المقدسة» إلى حين حريتنا الكبيرة.

مع زيادة حدة الاتهامات على مواقع التواصل الاجتماعى، التى طالت الفيلم وصناعه قبل عرضه فى مهرجان البحر الأحمر فى قسم «عروض عالمية»، اضطرت أسرة «أميرة» للدفاع عن موقفها من القضية الفلسطينية، بإصدار بيان هى الأخرى، أعلنت من خلاله عن وقف أى عروض للفيلم خلال الفترة المقبلة، للتأكيد أولا على أن الأسرى الفلسطينيين ومشاعرهم هم الأولوية لصناع الفيلم ولقضيتهم الرئيسية، كما طالبت أسرة الفيلم خلال البيان بتأسيس لجنة مختصة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدة الفيلم ومناقشته، مشددين على أنهم مؤمنين بنقاء ما قدموه فى فيلم أميرة، دون أى إساءة للأسرى والقضية الفلسطينية.

وأوضحت أسرة الفيلم، أنها تتفهم الغضب الذى اعترى الكثيرين على مايظنونه إساءة للأسرى وذويهم، وهو غضب وطنى نتفهمه، مشيرة إلى أنهم كانوا يتمنون أن تتم مشاهدة الفيلم قبل الحكم عليه نقلا أو اجتزاء، خاصة أن الهدف السامى الذى صنع من أجله الفيلم لا يمكن أن يتأتى على حساب مشاعر الأسرى وذويهم والذين تأذوا بسبب الصورة الضبابية التى نسجت حول الفيلم.

وقالت أسرة الفيلم إنه كان من المفهوم تماما لأسرة الفيلم حساسية قضية تهريب النطف وقدسية أطفال الحرية ولهذا كان القرار التصريح بأن قصة الفيلم خيالية ولا يمكن أن تحدث، فالفيلم ينتهى بجملة تظهر على الشاشة تقول «منذ ٢٠١٢ ولد أكثر من ١٠٠ طفل بطريقة تهريب النطف. كل الأطفال تم التأكد من نسبهم. طرق التهريب تظل غامضة»، مشيرة فى الوقت نفسه إلى أن الفيلم يتناول معاناة وبطولات الأسرى وأسرهم ويظهر معدن الشخصية الفلسطينية التى دوما ما تجد طريقة للمقاومة والاستمرار، ويحاول أن يغوص بعمق فى أهمية أطفال الحرية بالنسبة للفلسطينيين.

واستمرت أسرة «أميرة» فى الدفاع عن نفسها قائلة: اختيار الحبكة الدرامية الخاصة بتغيير النطف جاء ليطرح سؤالا وجوديا فلسفيا حول جوهر معتقد الإنسان وهل سيختار نفس اختياراته لو ولد كشخص آخر. والفيلم مرة أخرى ينحاز لفلسطين، فالبطلة أميرة تختار أن تكون فلسطينية وتختار أن تنحاز للقضية العادلة. والفيلم يشجب ويدين ممارسات الاحتلال المشار إليها بشكل صريح فى الجريمة التى يتناولها الفيلم.

«صالون هدى» هو الفيلم الثانى الذى يتناول القضية الفلسطينية، ويعرض ضمن مسابقة البحر الأحمر، أعلن صناعه أنه مأخوذ عن قصة حقيقية، تتناول قضية مفاهيم الولاء والخيانة والحرية؛ حيث تدور أحداثه، فى محل لتصفيف الشعر فى بيت لحم، تمتلكه سيدة تدعى «هدى»، تقوم بتصوير أم شابة تدعى «ريم» من رواد المحل فى مواضع مخلة بعد تخديرها، قبل أن تقوم بابتزازها لتقوم بما هو ضد مبادئها بالتخابر لصالح العدو الإسرائيلى، وتضع «ريم» فى مأزق الاختيار بين شرفها وخيانة بلدها، الفيلم يتطرق أيضا للقهر الذى تتعرض له المرأة داخل المنزل من الرجل، وما قد يترتب عليه من أزمات.

«صالون هدى» أيضا أثار جدلا؛ حيث يرى بعض النقاد أنه يضر بالقضية الفلسطينية، بتسليطه الضوء على الأسباب التى تدفع للخيانة، وكأنه يبررها، ويطالب بالتعاطف مع من يلجأ إلى هذا الاختيار مجبرا.

أما الفيلم الثالث الذى يتناول القضية الفلسطينية، هو الأردنى «فرحة» أول الأفلام الطويلة للمخرجة دارين سلام، والذى كسب تعاطف المشاهدين والنقاد بعد مشاهدته فى مهرجان البحر الأحمر، بأحداثه المأخوذة عن قصة حقيقية عام 1948، توثق الجرائم الإسرائيلية ضد فلسطين، من قتل أطفال ونساء وهدم منازل وتهجير الأسرة، من خلال قصة «فرحة» 14 عامًا، التى تكون فى سن خطوبة أو زواج معظم فتيات قريتها، إلا أنها مصرة على إقناع والدها بأن يسمح لها بالذهاب لتكمل دراستها فى المدينة مع صديقتها المقربة فريدة، ولكن عندما يقتنع، تتعرض القرية لهجوم تفجيرى من العدو الإسرائيلى، فيغادر والدها للمشاركة فى الدفاع عن القرية، بعد أن يحبسها فى مخزن العائلة حفاظًا على سلامتها، لتراقب هى من خلال ثقب فى الجدار، قريتها وهى تتحول إلى ركام، وتكون شاهدة على سقوط بلادها وتهجير أهلها، وكذلك على خيانة أحد أفراد عائلتها الذى كان يرافق جنود الاحتلال فى الإبلاغ عن المنازل التى يوجد فيها أسلحة.

كما يشارك في المهرجان أيضا الفيلم الوثائقي "استعادة" إخراج رشيد مشهراوي، في عرضه العالمي الأول، حيث يأخذ المخرج رشيد مشهراوي، المشاهد في رحلة خاصة في مدينة يافا القديمة، حيث هُجر والده خلال النكبة عام ١٩٤٨، ويحكي بصوته ذكرياته عن المدينة، ويعيد الحياة للأمواج على شاطئ يافا وأصوات شوارعها وعذوبة أهلها وروحها. يقدم الفيلم تجربة سينمائية تحاول حجب الحدود بين الزمان والمكان، فيما يأخذنا المخرج في رحلة من الصور البديعة من عشرينات وثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، باعثًا من خلال حنينه روحًا جديدة في الأجساد الساكنة.

 

####

 

غياب إدوار وينتروب المدير الفني لمهرجان البحر الأحمر يثير التساؤلات

رغم انطلاق فعاليات الدورة الأولى لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الإثنين الماضي، إلا أن المدير الفني إدوارد وينتروب لم يظهر في حفل الافتتاح، وأي من الفعاليات حتى الآن، وهو ما أثار التساؤلات حول انسحابه من المهرجان قبل أيام من دورته الأولى، مما دفع صحف عالمية للتواصل معه لمعرفة الأسباب.

ورغم أن "وينتروب" لم يعلن صراحة أنه انسحب من المهرجان، وأكد في تصريحات صحفية أن سبب غيابه هو شعوره بحالة من الإعياء دفعته للبقاء في منزله بإسبانيا، إلا أن الصحافة لم تقتنع بأن هذا هو المبرر الحقيقي للغياب، وتوقعت أنه لن يعود للعمل بمهرجان البحر الأحمر مرة أخرى، وفي المقابل لم تعلق إدارة مهرجان البحر الأحمر على غياب "وينتروب" من قريب أو بعيد، رغم مرور يومين على تداول هذا الخبر في الصحافة العالمية، وتداوله في أرجاء المهرجان بين صناع السينما والنقاد.

كان مهرجان البحر الأحمر، قد أعلن في يوليو الماضي، عن تعيين إدوارد وينتروب مديراً فنياً.

وحسب بيان المهرجان الرسمي حينها، فإن "وينتروب" يعد من الأسماء البارزة في مجال النقد السينمائي، وله تجربة إدارية مميزة في المهرجانات الدولية، حيث سبق له أن شغل منصب المدير الفني لتظاهرة "نصف شهر المخرجين" المرموقة التي تُقام سنوياً على هامش مهرجان كان السينمائي.

وتحمل مسيرة إدوارد وينتروب نجاحات في عدة مجالات تنتمي لعالم السينما بما فيها النقد والبرمجة وإدارة السينما والمهرجانات والاحتفاليات السينمائية، حيث شغل منصب رئيس لجنة دعم وتمويل تطوير مشاريع الأفلام الطويلة ضمن المركز الوطني للسينما في فرنسا، كما عمل مبرمجاً لقسم الأفلام العالمية في مهرجان بوردو الدولي للسينما المستقلة. وبين عامي 2012 و2018، شغل وينتروب منصب المدير الفني لتظاهرة "نصف شهر المخرجين"، وهي احتفالية سينمائية مستقلة تأسست عام 1969 من قبل رابطة المخرجين الفرنسيين، وتقام بالتزامن مع مهرجان كان السينمائي العريق.

 

####

 

تفاعل الجمهور مع النجم الهندي أكشاي كومار في مهرجان البحر الأحمر

استضاف مهرجان البحر الأحمر السينمائي النجم الهندي أكشاي كومار، ليكون مفاجأة فعاليات اليوم الثالث من الدورة الافتتاحية التي تقام في جدة، ونشر حساب المهرجان عدة صور وفيديوهات للنجم الهندي أثناء لقائه في المهرجان وحواره مع الجمهور.

وتواجد نجم بوليوود أكشاي كومار للمرة الأولى على السجادة الحمراء، وخطف الأنظار بمشاركته الأولى وتواجده الأول في جدة، وعبر عن سعادته الكبيرة لتواجده في المهرجان خلال اللقاء الذي جمعه بالجمهور، كما حرص على التقاط الصور مع المعجبين، خلال ندوته الحوارية.

 

الشروق المصرية في

09.12.2021

 
 
 
 
 

عروض مهرجان البحر الأحمر ـ فيلم "أميرة": أزمة الهوية أم أزمة السيناريو؟

أندرو محسن ـ جدة

في إطار قسم اختيارات عالمية في الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، يعرض فيلم "أميرة" للمخرج محمد دياب. الفيلم الذي شهد عرضه العالمي الأول في مسابقة آفاق (Orizzonte) في مهرجان فينسيا في دورته الماضية، قبل أن يختاره الأردن لتمثيله في الأوسكار، جدلًا كبيرًا مؤخرًا بسبب فكرته.

كيف عالج المخرج والمؤلفين محمد وخالد وشيرين دياب فكرتهم؟ وهل كانت المعالجة موفقة حتى لو اختلفنا مع المضمون؟

أميرة

تتابع أحداث الفيلم أسرة فلسطينية، الأب نوار (علي سليمان) أسير في سجون الاحتلال، بينما الأم وردة (صبا مبارك) ترعى الابنة المراهقة أميرة (تارا عبود). تتطور الأحداث عندما يقرر نوار إنجاب طفل جديد عن طريق تهريب النطف من السجن، إذ تكتشف الأسرة أن نوار عقيم، مما يشكك في نسب أميرة.

عملية تهريب النُطَف من أجل الحصول على أبناء، معروفة منذ عدة سنوات داخل فلسطين، وجاء نتيجتها قرابة 100 من الأبناء للأسرى.

في عام 2017 قدم المخرج ركان مياسي فيلم "بونبونة"، والذي يدور حول نفس الفكرة، بينما عَرَض الفيلم القصير الفكرة بشكل عام، وركز على كيفية تحايل الأسرى على السجن والسجانين من أجل إتمام عملية التهريب، ومن ثم الحصول على نسل حتى وهم داخل السجون، تطرق "أميرة" إلى جانب آخر وهو الهوية، باستخدام لعبة "ماذا لو؟" الشهيرة: ماذا لو كانت إحدى بنات الأسرى، المولودة عن طريق تهريب النطف، ليست ابنة الأسير حقًا؟

ربما أحدث هذا الطرح صدمة كبيرة لدى من شاهدوا الفيلم، لما يحتويه من تشكيك في نسب العشرات الذين ولدوا بهذه الطريقة، لكن في الحقيقة لا يمكننا فصل هذه الفكرة من السياق والطرح العام للفيلم، فهل نجح الفيلم في توصيل ما أراده؟

أزمة الفيلم الأكبر هي السيناريو الذي يحاول جاهدًا أن يقود المشاهد إلى الاقتناع بالطريق الذي تأخذه الأحداث لكننا طوال الوقت نشعر بأن هناك علامات استفهام تُطرح دون أن نجد إجابات.

البداية مع اكتشاف أن أسرة أميرة أن الأب عقيم، تتجه الأنظار فورًا إلى أن الأم خائنة، وتبدأ أصابع الاتهام في الارتفاع في وجه جميع الرجال المحيطين بها. تحتل مرحلة فرز الاتهامات هذه حوالي ثلث الفيلم، لكننا نشعر طوال الوقت أن الأمر باهت، فأغلب الشخصيات التي تدخل في دائرة الاتهام، لا نشعر بالتفاعل الحقيقي معها، ولا نظن كمشاهدين ولو للحظة واحدة بأن الأمر يمكن أن يكون حقيقيًا وأن هذا أو ذاك هو الشخص الخائن، وهذا يحدث بالأساس نتيجة عدم تأسيس بقية الشخصيات الثانوية بشكل قوي وفاعل داخل الأحداث حتى نشعر بتأثيرها، ربما الاستثناء الوحيد كان العلاقة بين أميرة والمدرس زميل والدتها في المدرسة.

لكن لاحقًا يقرر الجميع أن العينة تبدلت من خلال الضابط الذي استلمها، وهو أمر يمكن قبوله، لكن الاستنتاج التالي يبدو أكثر صعوبة، إذ تتفق أميرة وجميع من في محيطها أنها ابنة هذا الضابط الإسرائيلي الذي بدل العينة! لا نعلم لماذا جاء الاستنتاج كحل متفق عليه فجأة، فلماذا لا تكون العينة تبدلت مع أي أسير آخر على سبيل المثال؟ هذا السؤال لا نجد له إجابة داخل الأحداث.

لكن ما يحيط بهذا الاستنتاج داخل أحداث الفيلم يحتاج أيضًا إلى إعادة النظر في طرحه مرة أخرى. يمكن أن نرى من خلال شخصية أميرة أن إيمانها بكونها فلسطينية ابنة أحد الأسرى الأبطال هو المحرك الرئيسي لشخصيتها، وهو ما يحركها في قرارها في الفصل الأخير من الفيلم، لا يعنيها حتى لو كان والدها البيولوجي مناقضًا لما كانت تعتقده، فهي فلسطينية الهوية، لكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لكل المحيطين بها، إذ عندما يظهر الشك في نسبها، تنقلب الدنيا ضدها وأمها، إذن مفهوم الهوية غير متحقق في الفيلم إلا عند شخصية أميرة وقلائل آخرين، بينما لا يؤمن بهذا المفهوم بقية الفلسطينيين في الفيلم، بل يبدو ما يحدث في الفصل الأخير في الفيلم، وكأنهم قبيلة تطلب ذبيحة حتى ترضى على أحد من يرغبون في الانتساب إليها!

وردة

رغم هذه المآخذ على السيناريو، سنجد أننا نتوقف عند شخصية الأم وردة. تبدو هذه الشخصية غنية بالتفاصيل، بداية من كونها تزوجت نوار بعد أن أُسر بالفعل، وبالتالي فهي لم تمارس حياتها الزوجية بشكل حقيقي على الإطلاق، طوال الوقت هي زوجة وحيدة مع أهلها وابنتها التي ولدت دون علاقة طبيعية.

أزمة هذه الشخصية في الفيلم هو أنها في أكثر من موضع كانت أكثر ثراء وإثارة للانتباه من بقية شخصيات الفيلم. هذه الشخصية التي قررت أن تكرس حياتها لزوج غير موجود وابنة وُلدت بطريقة استثنائية، تبدو مثل الراهبات، الفارق هنا أنها ليست بمعزل عن الناس بل في قلب المجتمع، امرأة لديها الكثير من الاحتياجات، وهو ما يظهر في رفضها في البداية لفكرة إنجاب طفل جديد عن طريق تهريب النطف، ثم في مشهد مكالمتها مع نوار حتى تجعله ينجذب إليها، في الوقت الذي تحتاج فيه هي الأخرى لعلاقة حقيقية.

علاقتها بنوار في حد ذاتها كانت تحتاج إلى تسليط المزيد من الضوء. فكيف تحيا بهذا الوفاء مع زوج لم تقضِ معه يومًا واحدًا بعيدًا عن قضبان السجن؟ وكيف نجحت في تربية ابنتها وحدها بهذه الصورة؟ إذ غرست فيها حب الأب، حتى أن الابنة تنحاز لهذا الأخير أكثر مما تنحاز إلى أمها!

بجانب هذه التفاصيل المحيطة بالشخصية، كان أداء صبا مبارك هو الأقوى في الفيلم، بجانب علي سليمان الذي لم تكن مشاهده كثيرة، مما عزز شعورنا في أكثر من موضع بأنها هي البطلة الحقيقية. لكن ثِقَل شخصية وردة أثر بالسلب لاحقًا على بقية شخصيات الفيلم، إذ لا يمكن تلافي الشعور بأننا نود معرفة المزيد عنها في بعض المواضع، أكثر مما نهتم بمعرفة مصير أميرة ذاتها.

وهذا يعد مأخذًا آخر على السيناريو، إذ أن رسم الشخصيات كان يحتاج إلى المزيد من التأني والمزيد من الاتزان حتى لا تطغى شخصية من المفترض أن تكون ثانوية على الشخصية الرئيسية في الفيلم.

فيلم "أميرة" تجربة طموحة لصناعه، يمكن أن نشاهد فيه نضجًا ملحوظًا على مستوى الإخراج لدى محمد دياب مقارنة بفيلميه السابقين، لكن يبدو أن فكرة الفيلم ضلت الطريق بعض الشيء في السيناريو، ليأتي الناتج النهائي أقل من المطلوب.

 

مجلة هي السعودية في

09.12.2021

 
 
 
 
 

ندوة خاصة للمخرجة هيفاء المنصور

حضورٌ جماهيري كبير للفيلم الأردني "فرحة"

 أحمد العياد

إيلاف من جدة: في اليوم الثالث من أيام مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وفي ظل حضور جماهيري كبير، عُرِضَ الفيلم الأردني ( فرحة ) للمخرجة دارين سلاّم، الذي سبق أن شارك في مهرجان تورنتو السينمائي.

وهو الفيلم الذي يتكلم عن الفتاة "فرحة" التي تبلغ من العمر 14 سنة، فتقع بحيرة ما بين حلم إكمال دراساتها أو الزواج، كما هي عادة العائلات في قريتها التي تتزوج فيها الفتيات بنفس عمرها.

وما إن شعرت بأن والدها قد اقتنع، تعرضت القرية لهجومٍ تفجيري، فغادر والدها بعدما حبسها في مخزن العائلة حفاظًا على سلامتها، ووعدها بأنه عائد. فراحت تراقب كل ما يجري حولها من خلال ثقب في الجدار، لتشاهد حال قريتها التي كانت متحمسة لمغادرتها، وقد تحولت إلى ركام ودمار .

صورت المخرجة دارين سلام الفيلم في عمان وعجلون والبلقاء. وهو من تأليفها بالإشتراك مع ديما عزار. وكان الفيلم قد حصل على منحة الإنتاج لمشاريع أفلام روائية طويلة في العام 2019، ومنحة ما بعد الإنتاج في عام 2020، ضمن صندوق الأردن لدعم الأفلام .

دارين سلام مخرجة أردنية حاصلة على إجازة في الفنون الإعلانية والتواصل البصري، وماجستير في الفنون الجميلة من معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية.

وحصلت خمسة من أفلامها القصيرة على العديد من الجوائز وتمّ عرضها في المهرجانات العالمية، من بينها فيلمي “لا زلت حيا” (2010) و”الظلام في الخارج” (2012) الذي شارك في المهرجان الدولي للفيلم القصير بمدينة تيزنيت جنوب المغرب ونالت عنه جائزة التنويه.

هيفاء المنصور: هند الفهاد وشهد أمين أبرز المخرجات السعوديات

ضمن فعاليات المهرجان السينمائي، أقيمت ندوة خاصة بالمخرجة السعودية هيفاء المنصور لمناسبة تكريمها في المهرجان، حيث تحدثت عن العديد من المواضيع، وتطرقت للصعوبات التي واجهت انطلاقتها. وقالت: ساعدتني نشأتي في بيتٍ متعلم في توجهاتي الحياتية. وكان حلم أهلي أن أصبح طبيبة، لكني فشلت في ذلك. بعدها درست أدب مقارن في مصر، وكانت هذه المرحلة نقطة التحول الكبيرة في حياتي. فقد عملت بعد ذلك في شركة بترول، ثم بدأت في التفكير بعملٍ فني يمثل صوتي الداخلي. صحيح أنني خجولة لكن أفكاري أكثر جرأة مني. وبالفعل قمت بتصوير أول فيلم عائلي ساعدني فيه أخي وأختي.

وتابعت: بعد ذلك قمت بإخراح فيلم نساء من الظل، وأرسلته لمهرجان أبو ظبي، ومن هنا بدأت الرحلة والحكاية. وبعدها، كان فيلم وجدة الذي عانيت كثيراً في إيجاد بطلة له. وبالفعل بدأت تصويره، وحقق نجاحاً فاق التوقعات، خاصةً لجهة حضوره في المهرجانات العالمية.

وفي حديثها حول مستقبل صناعة السينما في السعودية، رأت أن هند الفهاد وشهد أمين هما أبرز المخرجات السعوديات، و قالت: هناك جهود عديدة نفتقد الفنيين، المصورين وفنيي الصوت وغيرها من المهن. فجميع السينمائيين السعوديين إما كتاب أو مخرجين أو ممثلين.

 

موقع "إيلاف" في

09.12.2021

 
 
 
 
 

«ضد السينما» يثير الأسئلة العميقة ويحفظ الذاكرة السعودية

«إثراء» تكشف النقاب عن تفاصيله على هامش «البحر الأحمر»

جدة: أسماء الغابري وعبد الهادي حبتور

كشفت «إثراء» النقاب أمس عن تفاصيل الفيلم الوثائقي المنتظر «ضد السينما» الذي يؤرخ لحقبة تاريخية مهمة في المشهد الثقافي والاجتماعي السعودي، وذلك على هامش فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة.

وبحسب طارق خواجي المشرف على وحدة المحتوى في إثراء فإن الفيلم الوثائقي «ضد السينما» من إخراج علي سعيد في مراحل الإنتاج النهائية، وقريباً سوف يطلق، وأضاف في حديث صحفي أمس بقوله «ما يجعل الفيلم مثير للاهتمام بشكل كبير جداً وجود جيلين، جيل عاصر القصة وآخر يشاهدها لأول مرة».

وتابع «كان هناك سينما الأحواش ومحلات الفيديو ثم الفيلم السعودي القصير في 2008، الناس لا يعرفون القصة الكاملة، ترميم قطع فسيفساء هذه القصة ليس معلوماً، (ضد السينما) يجمع هذه السياقات في قصة واحدة».

ولفت خواجي إلى أن «الحقيقة دائماً موجودة في قاع بئر، والوصول إليها ليس سهلاً (...) المساحة متاحة لنا لنروي القصة كاملة ولسنا بحاجة لأخذ مناورات لسرد قصة السينما في السعودية».

وتابع «الجيل اليوم سوف يعرف كيف أخذت القصة منحاها التاريخي من منطقة إلى أخرى، ويعكس حقبة فكرية، (ضد السينما) إلى حد كبير عبارة عن رواية تاريخية واجتماعية أنثروبولوجية سعودية، لدينا رغبة في أن يمثل الفيلم مرحلة تاريخية ويمثل علامة تاريخية في السينما العالمية، وطموحنا أن يعرض في أول صالة عرض سينمائي في العالم، كما سيكون متوفراً على منصات البث المرئية، وعلى إثراء كذلك». وتعهد المشرف على وحدة المحتوى في إثراء بأن تشهد الفترة القادمة مشاركة فاعلة لإثراء في المهرجانات السينمائية العالمية، «ليس حضوراً لمجرد الحضور بل حضور فاعل». على حد تعبيره. وقال إن «الفضاء مختلف عما بدأناه، الفرصة سانحة ومواتية لإنتاج أعمال سينمائية فارقة على المشهد الثقافي، نحن طموحون وجادون في إنتاج أعمال سينمائية تؤثر في صناعة مشهد سينمائي حقيقي».

من جانبه، تحدث ماجد سمان رئيس وحدة الفنون المسرحية في إثراء عن فيلمي «طريق الوادي»، و«بحر الرمال» من إنتاج إثراء، مبيناً أن فيلم «طريق الوادي» من تأليف خالد فهد عبارة عن قصة فانتازية عائلية عن طفل مصاب بالتوحد يعيش مغامرة عندما يضيع في قرية.

وكشف أن جميع الطاقم خلف وأمام الكاميرا سعوديون، وسوف يتم تصوير الفيلم في السودة جنوب السعودية، حيث سيتم بناء قرية بشكل كامل. أما فيلم «بحر الرمال» فسيكون طاقم العمل من شمال أفريقيا وأوروبا والشام، لكن الممثلين بالكامل سيكونون سعوديين، وأضاف «نطلب من صناع السينما والهواة والمبتدئين السعوديين تقديم أسمائهم لمن يريد الاشتراك في هذا الفيلم، مساعد سينمائي أول، مساعد مخرج، أو مساعد مدير فني، سيتم تدريب المواهب السعودية بشكل مباشر، والفيلم من إنتاج محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي».

سعيد: «ضد السينما» توثيق وتأمل

> في إطار حديثه عن ولادة فكرة الفيلم، قال علي سعيد مخرج «ضد السينما» إن البذرة الأولى للفكرة جاءت عندما كان يتصفح كتب تاريخ السينما، ولم يجد ذكرا للسينما السعودية. وأضاف «نحن من الجيل الذي عاش التحولات ما قبل افتتاح السينما، كنا قلقين على هذه الذاكرة».

وتابع «قلت لماذا لا ننظر لحالة التضاد في صناعة السينما، لدينا قصة تستحق أن تروى، ولذلك أرخنا لحالة التضاد من البداية، الفيلم عبارة عن رحلة مغامرة واكتشاف، تكتشف أنك تذهب إلى عالم آخر».

مع ذلك، لم يخف سعيد بأن الفيلم قد يثير بعض النقاش الضروري، كما يطرح أسئلة، وقال «اتجهنا للوثائقي على مستويين، للتوثيق، كما عملنا على طرح الأسئلة العميقة أمام الذاكرة السعودية، عملنا على دراسة علاقة السينما بمحيطها وكيف نشأتها وتأمل هذه الظاهرة من بدايتها حتى افتتاح صالات السينما».

 

####

 

«الأبحاث والإعلام» راع رسمي لـ{البحر الأحمر السينمائي الدولي 2021»

الرياض: «الشرق الأوسط»

أعلنت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، مجموعة الخدمات الإعلامية الرائدة في الشرق الأوسط، عن تعيينها الناشر الرسمي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، والذي من المرتقب أن يكون أحد أهم الفعاليات السينمائية التي تشهدها المنطقة هذا العام.

وتهدف هذه الشراكة إلى تعزيز الحضور القوي للمجموعة لدى أوساط متابعيها البالغ عددهم نحو 165 مليون شخص في جميع أنحاء الشرق الأوسط والعالم. ومن خلال تغطية أخبار المهرجان السينمائي في الفترة التي تسبق انطلاقه وأثناء فعالياته، سيتم عرض المحتوى التحريري والإعلاني على جميع منصات المجموعة الرقمية والمطبوعة والمرئية، وكذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي، عبر أكثر من 30 عنواناً لمنشوراتها الإعلامية الأكثر تداولاً وتأثيراً في المنطقة؛ ومن أبرزها «الشرق الأوسط»، و«عرب نيوز»، و«الشرق الإخبارية»، و«هي»، و«سيدتي».

ويجمع بين المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي التزام مشترك بدعم قطاعي الوسائط الإعلامية المتعددة والفنون الإبداعية، الأمر الذي يجعل من هذه الشراكة خطوة مميزة تعزز من تأثير المهرجان في دورته لعام 2021. فقد ترسخت مكانة المجموعة عبر خمسة عقود باعتبارها كياناً يمتلك إرثاً إعلامياً متفرداً ويقدم محتوى موثوقاً ذا مصداقية عالية، بينما يمهد مهرجان البحر الأحمر السينمائي السبيل أمام جيل جديد من المبدعين السعوديين في صناعة السينما.

وعن هذه الخطوة، قال صالح آل دويس، الرئيس التنفيذي للعمليات في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام: «يسعدنا اختيارنا راعي النشر الرسمي لأحد أهم الأحداث الثقافية الإبداعية الرائدة في السعودية، وهو مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. ويعتبر هذا التحالف استراتيجياً وإبداعياً بين المجموعة والمهرجان، حيث يعكس أهدافنا المشتركة والتزامنا بإنشاء محتوى إعلامي وفني عالي الجودة من المنطقة وللمنطقة».

ومن جانبها، قالت شيفاني بانديا مالهوترا، المدير التنفيذي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي: «فخورون بشراكتنا مع أحد الكيانات الإعلامية الأقوى حضوراً في المنطقة في نسخة عام 2021 من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. ويهدف المهرجان إلى تعزيز التبادل بين الثقافات وتعزيز نمو صناعة السينما العربية، وإبراز السعودية مساهماً فاعلاً في صناعة السينما العالمية مع تقديم هذا الحدث العالمي لجمهور المملكة. ومن خلال التعاون مع المجموعة، سوف نعمل معاً على إطلاق منصة إبداعية عربية قوية وجديدة تكون بدايتها في عام 2021 لتستمر لأعوام مقبلة».

يذكر أن المهرجان في دورة عام 2021 يشهد حجم مشاركة تعد الأكبر حتى الآن، حيث يشهد العرض الأول لـ135 فيلماً تمثل أكثر من 67 دولة، حيث سيعرض المهرجان أفضل الأفلام من دول المنطقة ومجموعة منتقاة من الأفلام العالمية، والتي تشجع الحوار وتعرف بثقافات وتقاليد مختلفة من جميع أنحاء العالم. كما يوفر المهرجان للمواهب السعودية فرصة لعرض إبداعاتها، ويكفل لها التمويل المخصص لتطوير ورعاية صانعي الأفلام السعوديين وكذلك ترويج وتسويق الأفلام السعودية في أنحاء المنطقة.

 

الشرق الأوسط في

09.12.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004