كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

برليناله 70 - "المرأة التي هربت".. أحدث لوحات هونج سانج سو المتشابهة

أحمد شوقي

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة السبعون

   
 
 
 
 
 
 

أقصى ما يحلم به أي صانع أفلام أن يصير اسمه علامة أسلوبية معتمدة، يكفي أن تسمعه حتى يمكنك تخيل سمات مميزة تتضمنها كل أفلامه. لا نتحدث هنا عن التكرار والتشابه، بل عن امتلاك بصمة يصعب أن تخطئها: "فيلم لكوينتن تارانتينو"، مثلًا، وصف يستدعي تلقائيًا أسلوب اعتدناه ولم نمل منه. في هوليوود لديهم تارانتينو وفي كوريا الجنوبية لديهم هونج سانج سو.

"المرأة التي هربت The Woman Who Ran" هو عنوان فيلمه الجديد، الذي يشارك في مسابقة مهرجان برلين السينمائي الدولية، ليكون أول فيلم كوري يظهر في المهرجانات الكبرى بعد النجاح المدوى لـ"طفيلي" بونج جون هو المتوّج بالأوسكار. في ظروف أخرى كنا لنقول أن الجمهور ذهب بتوقعات صاغها الفيلم الأوسكري، لكن سانج سو هو أحد الأعضاء الدائمين لنادي برليناله، وجمهور المهرجان على دراية كافية بالسينما بالغة الخصوصية التي يُقدمها المخرج الكبير بدأب يستحق التحية.

الفيلم رقم 24 في آخر 24 سنة، منها خمسة أفلام طويلة أنجزها فقط خلال عامي 2017 و2018، من بينها "وحيدة على الشاطئ ليلًا" الذي شارك في برليناله قبل ثلاث سنوات، ونالت بطلته (وبطلة الفيلم الجديد، وحبيبة المخرج في الواقع) مين هي كيم جائزة أحسن ممثلة في المهرجان. بعد هدنة لمدة عام يعود سانج سو بفيلم مصنوع بنفس الأدوات: كاميرا وطاولة ووجبة وزجاجة خمر، ممثلين جيدين، وعقل حاذق يحول ما سبق فيلمًا كبيرًا!

عن البساطة والزخم

جام هي امرأة متزوجة، يسافر زوجها في رحلة عمل لأول مرة بعد خمس سنوات لم يفترقا خلالها يومًا، "يقول أن العشاق يجب أن يظلوا متلازمين"، تكررها أكثر من مرة واصفة سر تمكنها أخيرًا من القيام بزيارات مؤجلة. جام هي تزور ثلاث صديقات في ثلاثة أيام متتالية، تأكل وتشرب وتتحدث معهم، أحاديث صغيرة ليس لها موضوع محدد، لكنها أعمق كثيرًا مما تبدو عليه.

أسلوبيًا، سينما سانج سو مينيمالية بامتياز، تستخدم الحد الأدنى من الجماليات. لقطات متوسطة تجمع شخصيتين أو ثلاثة، اللقطة تمتد لتشمل المشهد كله في أغلب الأوقات، الألوان هادئة والإضاءة بدون تأثيرات درامية (يعود المخرج للتصوير بالألوان بعد عدة أفلام بالأبيض والأسود)، الموسيقى تظهر فقط في الانتقالات بين المشاهد، مع مفاجئتنا من حين لآخر باستخدام حركة الزووم إن التي يكاد جميع مخرجي العالم يكرهونها، بينما تمكن الكوري المخضرم من تحويلها ما يشبه التوقيع الذي يمهر به مشاهده المفضلة.

على الجانب الآخر يحمل هذا التبسيط الأسلوبي زخمًا كبيرًا على مستوى المحتوى الذي ينطلق من فكرة تكرسها سينما سانج سو بلا توقف، مفادها أن الأحاديث الصغيرة التي تملأ يومنا مع الأصدقاء والزملاء، والتي نظن عادةً أنها لا تهدف إلا لإزجاء الوقت، هي في حقيقة الأمر أحد أقدر الممارسات على التعبير عن حقيقة الإنسان ومواقفه من الحياة.

الفيلم الأكثر نسوية

خلال زيارتها الأولى لصديقتها التي تطلقت مؤخرًا وانتقلت لتعيش في الضواحي، تتحدث جام هي معها عن حب اللحوم والموقف مع النباتيين، عن الإسكان ومشاكله، عن الحب والعلاقات، وعن الديك العنيف الذي يتعمد نقر الدجاجات في مؤخرات رؤوسها بدون سبب.

لا يحتاج الأمر وقتًا لندرك أن لديناميات العلاقات العاطفية هنا قيمة كبيرة، وأن الفيلم ـ ورغم أن كاتبه ومخرجه ومونتيره ومؤلفه الموسيقي هو رجل واحد ـ أكثر أفلام مخرجه الحديثة نسوية، ليس بالمعنى النضالي للنسوية، ولكن بمعنى كونها محاولة للتعبير عن وضع المرأة وكسب المزيد من مساحات الفهم والحرية، والتضامن ربما.

هذا التوجه يمكن ملاحظته من الطريقة التي اختارها سانج سو لتصوير الرجال في فيلمه، والذين نراهم من الخلف أو الجانب، دون أن تظهر ملامح وجوههم على الشاشة بوضوح، وكأنهم ضيوف على هذا الفيلم، خارج بؤرة اهتمامه، ثقال على بطلاته وإن رغبن في بعضهم.

ولعل المشهد الأكثر تعبيرًا على ذلك ـ والأكثر نجاحًا في نيل إعجاب المشاهدين ـ فهو مواجهة إحدى الصديقات للجار الذي يشكو قيامها بإطعام قطط الشوارع. المشهد الذي تصاعدت معه الضحكات على ردود المرأة التي تلتزم أقصى صور التهذيب في الحديث، لكنها تقول للجار ما معناه أن يذهب إلى الجحيم، قبل أن يكافئ القدر المخرج بنهاية رائعة غير مرتبة للمشهد، ستبقى في ذاكرة كل من يشاهد الفيلم.

سؤال العنوان.. سؤال الإخلاص

مع الوصول للزيارة الثالثة تبدأ الأمور في الاتضاح فيما يتعلق بعنوان الفيلم، ويبدأ المشاهد في إدارك المرأة المقصودة التي يقول العنوان أنها قد هربت. الإدراك الذي يلقي بظلاله مجددًا على قيمة ما يمكن أن تستشفه من الأحاديث العابرة. البطلة لا تتوقف عن الحديث عن زواجها السعيد وزوجها العاشق الذي لا يفارقها، وسواء كانت تكذب أو هي مقتنعة بالفعل بالأمر، ففي كلا الحالتين تخبرنا شظايا حديثها وبعض تصرفاتها أن الاوضاع ليست بهذه المثالية.

خلال الزيارة الثالثة يُطرح سؤال حول الروائي الشهير وزوج الصديقة الذي تتشابه موضوعات رواياته، فيُقال: "لو كان كل ما يفعله هو تكرار نفسه؟ فكيف يمكن أن يكون مخلصًا؟". للسؤال علاقة باكتشاف الفصل الثالث، لكنه يحمل أيضًا تلميحًا واضحًا من صانع الفيلم عن نفسه، وكأنها مزحة أو مسائلة شخصية من هونج سانج سو حول تشابه أفلامه.

الإجابة عن سؤال الإخلاص ستكون بالنتائج، فصحيح أن المخرج الكوري الكبير يتمسك بنفس الأدوات التي يصنع بها أفلامه، لكنها تظل أعمالًا أصيلة، لا تشبه إلا صانعها، قادرة ـ على بساطتها ـ أن تقول الكثير، و"المرأة التي هربت" يمكن اعتباره مثالًا لكيف يمكن أن يحافظ الفنان على إخلاصه رغم تكرار الأسلوب، أو للدقة بفضل امتلاك الأسلوب، فكما قال المخرج الفرنسي كلود سوتيه يومًا أنه حاول طيلة حياته أن يصنع أفلامًا مختلفة تمام الاختلاف، لكنه اكتشف في النهاية أنه يقدم في كل مرة نفس الفيلم.

 
 

موقع "في الفن" في

29.02.2020

 
 
 
 
 

جوائز متوقعة في ختام «برلين السينمائي الـ70»

علا الشيخ (برلين)

لم يشكل إعلان جوائز الدورة الـ70 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، الذي اختتم فعالياته أمس (السبت) أي نوع من الدهشة، كما حال غالبية الأفلام 18 التي نافست على دب بريلينالي الذهبي والفضي.

وجاءت التوقعات قريبة إلى حد كبير من إعلان الجوائز، الذي تكلل بمنح الدب الذهبي للفيلم الإيراني «لا يوجد شر» للمخرج محمد رسولوف، الذي يعتبر من مخرجي المعارضة الإيرانية وتم حبسه سابقاً، ومنعته السلطات الإيرانية من السفر إلى برلين، فتسلمت ابنته الجائزة عنه، كما أنها شاركت بأدوار تمثيلية في فيلمه أيضا، الذي عرض في اليوم الأخير قبيل إعلان الجوائز، فيما توقع العديد من النقاد فوزه حتى قبل مشاهدته، بسبب تواضع مستوى غالبية الأفلام المنافسة من جهة، ومن جهة أخرى إعادة الذاكرة لفيلم تاكسي بناهي الذي فاز هو الآخر بالدب الذهبي قبل سنوات ومخرجه محكوم بالإقامة الجبرية في إيران، فالعامل السياسي يلعب دوره أحياناً في خيارات مهرجان برلين.

وعودة للحديث عن فيلم روسلوف الذي تم تصويره سراً كحال أفلام جعفر بناهي الأخيرة، يتناول الفيلم -حسب الوصف الرسمي له- قصة أربعة أشخاص تم اختيارهم لتنفيذ عقوبة الإعدام والورطة الأخلاقية التي تعرض لها كل منهم وتداعيات ما سيظهرونه من تحد عليهم وعلى المحيطين بهم.

في المقابل، حصل فيلم «نيفر ريرلي سمتايمز أولويز» للمخرجة إليزا هيتمان على المركز الثاني وجائزة الدب الفضي.

وحصل المخرج الكوري الجنوبي هونج سانجسو على جائزة الدب الفضي لأفضل مخرج عن فيلم «المرأة التي ركضت»، وهو الفيلم الذي تحدثت عنه «عكاظ» في مقالة سابقة نُشرت على الرابط التاليhttps://www.okaz.com.sa/variety/na/2012374#.XlY57dZqOC0.twitter، وتحدثت نفس المقالة عن الفيلم الألماني «حورية قاتلة» الذي فازت بطلته باولا بير بـ«الدب الفضي» كأفضل ممثلة.

وذهبت جائزة أفضل ممثل «الدب الفضي» للمثل الإيطالي إيلو جرمانو عن دوره في فيلم «أردت الاختباء»، وهو التوقع الذي أوردته «عكاظ» في مقالة أخرى أيضا على الرابط التالي:

https://www.okaz.com.sa/specialized-corners/na/2012484.

وتوزعت باقي الجوائز على الشكل التالي:

جائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو: فابيو وداميانو دينوسينسو عن الفيلم الإيطالي «باد تيلز».

جائزة أفضل إسهام فني «يورجن يورجينز» عن الفيلم الروسي «داو. ناتاشا» للمخرج إيليا خرشانوفسكي وإيكاترينا أورتل.

جائزة الدب الفضي للدورة السبعين ذهبت إلى الفيلم الفرنسي «محو التاريخ» من إخراج بينوا ديلبن وجوستاف كيرفيرن.

جائزة «برليناله» لأحسن فيلم وثائقي ذهبت لصالح الفيلم الكمبودي «المشعة أجسامهم» للمخرج المولود في كمبوديا ريثي بانه

أما في مسابقة قسم البانوراما، التي عرضت أفلاماً كانت تستحق أن تكون في المسابقة الرسمية، فاز الفيلم الصربي «الأب otac» بتصويت الجمهور لأفضل فيلم في فئة البانوراما في المهرجان، وهذا الفيلم تحديداً الذي أخرجه سردان جولوبوفيتش، غالبية من شاهده تساءل عن سبب عدم وجوده في المسابقة الرسمية؛ لأنه يعد من أهم الأفلام التي تم عرضها، إذ يتناول قيمة الأب في حضرة قلة الحيلة، وسيتم لاحقا الحديث بالتفصيل عن هذا الفيلم في مقالة خاصة.

كما فاز المخرج الأمريكي ديفيد فرانس بجائزة فئة البانوراما لأفضل فيلم وثائقي عن فيلمه «مرحبا بكم في الشيشان».

يذكر أنه تم عرض 36 فيلما من مختلف أنحاء العالم في قسم البانوراما.

ola_k_alshekh@

 

عكاظ السعودية في

01.03.2020

 
 
 
 
 

جرائم المقيمين فى الوطن وجراح المهاجرين الشرفاء!

طارق الشناوي

هناك كراهية من بعض الأوروبيين ضد المهاجرين أو اللاجئين أيًا ما كان المسمى، نتابع العديد من تلك الظواهر وآخرها ما حدث فعلا فى هاناو بألمانيا قبل ساعات من انطلاق مهرجان (برلين) ولا رابطة قطعا بين الحدثين سوى أنها دليل ملموس على أن هناك كراهية مضمرة مع المختلف فى الجنس واللون والدين، تعبر عن نفسها بين الحين والآخر بتلك الأحداث الدموية.

جريمة شديدة العنصرية كما وصفتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل استهدفت عددًا من هؤلاء البسطاء، والحقيقة أن التوجه الألمانى يبدو من الناحية السياسية مبديًا قدرًا من التعاطف مع هؤلاء المهمشين، وحتى اختيارات مهرجان (برلين) للأفلام فى جزء منها تشى بذلك، وهو ما يمكن أن نراه فى واحد من أهم وأطول الأفلام التى عرضت ضمن فعاليات تلك الدورة (برلين ألكسندر بلازا) والمخرج ينتمى أيضا لأصول أفغانية برهان قربانى، الفيلم ألمانى مجرى مشترك.

المهرجان أعلن، مساء أمس جوائزه، وسط حالة وسط حالة معلنة من عدم الرضا عن مستوى المهرجان التى تتمثل أولا فى اختيارات الأفلام. مهرجان (برلين) هو الأكثر حميمية بين كل المهرجانات العالمية الكبرى، والأكثر دفئًا رغم برودة الجو، وتساقط الأمطار بغزارة تلك الدورة التى كان من المفترض أن نُطلق عليها تعريف الاستثنائية لأنها تحمل رقم (70) حيث إنها تواكبت مع تغيير فى قيادة المهرجان، من أجل إضافة فكر مغاير لما استقرت عليه الفعاليات قرابة عقدين من الزمان، إلا أن الأمر على أرض الواقع لم يسفر عن دورة متميزة، خاصة فيما هو متوفر من الأفلام، برغم أن الإقبال الجماهيرى على شبابيك ومنافذ التوزيع، قد زاد معدله عن المعتاد خاصة فى الأسبوع الأول، تحدت الجماهير مخاطر (كورونا) والتى أراها ستشكل العدو الأكبر الذى سيواجه كل التجمعات السينمائية الضخمة القادمة، والتى تحتاج إلى قدر من الضبط والدقة سواء فى استقبال الضيوف القادمين من مختلف أنحاء العالم أو الجمهور المحلى الذى سيقبل على أفلام المهرجان، بينما تلك الفيروسات و(كورونا) طبعا على رأسها تنتشر بسرعة فائقة أساسا بين التجمعات، وعلى هذا يبدو الأمر يحمل بداخله قدرا من التناقض، بين دعوة المهرجان لضرورة إقبال الناس وبين الخوف من مخاطر تلك الدعوة، وأول اختبار سينمائى عربى يواجه هذا الخطر فى دوراته الأولى هو (البحر الأحمر) الذى تحتضنه المملكة العربية السعودية، وستقام الفعاليات فى مدينة (جدة)، وإدارة المهرجان بقيادة المخرج محمود الصباغ تضع كل التفاصيل المتعلقة بتأمين الضيوف وضمان ألا يشكل التجمع أى مخاطر، الأمر قطعًا ليس سهلًا تخطيه، ولكن بوضع قواعد منظمة وتفصيلية ستتمكن إدارة المهرجان من تجاوز الخطر والحفاظ على روح المهرجان السينمائى الذى لا ينتعش إلا تحت مظلة إقبال الناس.

الجمهور الألمانى تحدى الفيروس وتحدى أيضا تراجع مستوى الأفلام الذى سيجعل الإدارة فى مواجهة ومقارنة حتمية مع مهرجان (كان) فى دورته التى ستعقد بعد 70 يوما فقط.

فى الأيام الأخيرة من المهرجان تردد بقوة اسم فيلم (برلين الكسندر بلازا) تأليف ألفريد دوبلن هذه الرواية التى ظهرت فى العشرينيات من القرن الماضى وكانت هدفًا لمعالجات درامية متعددة لأنها تتناول الإنسان عندما يفقد كل شىء اسمه وهويته ويصبح عليه بالتبعية أن يلقى أيضا من النافذة شرفه وكرامته إذا أراد الاستمرار، فى أرض ليست أرضه وثقافة مضادة له، بطل الفيلم مهاجر أسود من غرب أفريقيا، إلا أن دائرة الفيلم تتسع لكل الأطياف والأجناس.

زمن الفيلم ثلاث ساعات دفع المهرجان لإجراء تغيير جذرى، على مواعيد العرض التى تبدأ عادة التاسعة بتوقيت ألمانيا ليصبح الثامنة و15 دقيقة لمواجهة الزمن، وأيضا حتى لا يتم الإخلال بمواعيد عروض باقى الأفلام تباعا، الصالة امتلأت قبل الموعد، هناك إحساس ما سبق هذا الفيلم الألمانى المجرى المشترك سيحصد الجائزة الأهم (الدب الذهبى) كشريط أو الفضى للممثل الأسود من أصول إفريقية (فلكت بانجو) فى دور فرانس قبل أن يغيره إلى فرانز والبطل الموازى له أيضا مرشح بقوة لنفس الجائزة (ألبرخت سوش) أدرى ببراعة دور راينهولد مريض بالسادية وحيث يتلذذ طوال الأحداث بتعذيب الآخرين وعلاقاته الجنسية كلها تطرف وشذوذ وعنف.

الفيلم مقسم من خلال وجهة نظر بطلنا الأسود إلى خمس مراحل، تروى خلالها علاقته بالعصابة المتشعبة والمتجذرة داخل ألمانيا وتحديدا فى العاصمة برلين، حيث يصبح التورط هو الحل الوحيد، للبطل الأسود حتى يستمر بدون أوراق رسمية، ويتم عقاب البطل بقطع يده ليس لأنه سرق مثلهم ولكن لكونه رفض السرقة وهذا العقاب القاسى من تدبير راينهولد ـ الذى لا يكف عن ممارسة الشر- وهكذا نراه قرب النهاية يحرق رئيس العصابة عندما تنقلب به السيارة بدلا من إنقاذه وبهدوء شديد تعمد المخرج أفغانى الجذور، ألمانى الجنسية، برهان قربانى فى السيناريو الذى ساهم فى كتابته أو السرد السينمائى التركيز عليه، وهو ممارسة العنف باعتباره أحد طقوس الحياة المعتادة.

لا شىء من الممكن أن يقدم بلا جذور البطل الأسود لديه إحساس بالذنب منذ هجرته خارج حدود بلاده لجنوب أوروبا ثم انتقاله إلى ألمانيا ولديه إحساس مرضى بأنه المسؤول عن امرأة لم يستطع إنقاذها من الغرق، تزوره دائما تلك الكوابيس، ولكن القدر يمنحه الفتاة البيضاء الجميلة إيفا التى أدت دورها أنابيلا ماندنج، فتاة ليل تبيع جسدها وتنتقل بمشاعرها من الشرير راينهولد إلى فرانز، وقررت ترك حياة الليل وصارت تحمل فى أحشائها جنينًا منه، بينما هو يريد أن يهجر أعمال الشر والخروج عن القانون، وفى ظل هذا الصراع يقتل راينهولد زوجته ويدخل فرانز السجن وتأتى هدية السماء عندما يخرج من السجن فيجد ابنته فى انتظاره فهو يستحق أن تحنو عليه يد القدر بعد أن واجه قسوة العصابة الألمانية، هل تأكدت أمس التوقعات واقتنص (برلين ألكسندر بلازا) دب برلين!!

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

####

 

فيلم ينتقد عقوبة الإعدام بإيران يفوز بجائزة الدب الذهبي بمهرجان برلين

كتب: رويترز

فاز فيلم «لا يوجد شر» للمخرج الإيراني محمد رسولوف، بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي، يوم السبت.

ويتناول الفيلم، الذي تم تصويره سرا في تحد لرقابة الحكومة الإيرانية، قصة أربعة أشخاص تم اختيارهم لتنفيذ عقوبة الإعدام والورطة الأخلاقية التي تعرض لها كل منهم وتداعيات ما سيظهرونه من تحد عليهم وعلى المحيطين بهم.

ولم يسمح لرسولوف بمغادرة البلاد لتسلم الجائزة.. وتسلمت ابنته باران، التي تمثل في هذا الفيلم أيضا، الجائزة بدلا منه.

وقالت: «إنني مرتبكة وسعيدة جدا بهذه الجائزة، ولكن في نفس الوقت فإنني حزينة لأنها لمخرج لم يستطع التواجد هنا الليلة. ولذلك فبالإنابة عن كل الفريق أقول هذه له».

وقال جيريمي أيرونز، رئيس لجنة التحكيم، وهو يصف الفيلم، إنه يحكي «أربع قصص تظهر كيف يلقي نظام مستبد بشباكه على المواطنين العاديين بغرض جرهم نحو الوحشية».

وأضاف أن الفيلم «يطرح أسئلة عن مسؤولياتنا وخياراتنا التي نقوم بها في الحياة».

وحصل الفيلم الدرامي (نيفر ريرلي سمتايمز أولويز) للمخرجة إليزا هيتمان على المركز الثاني وجائزة الدب الفضي. ويتناول الفيلم قصة مراهقتين في الريف الأمريكي تتحديان نشطاء مناهضين للإجهاض وتتحديان أيضا الفقر والتحرش النفسي والعقلي وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية للإجهاض الذي تحتاجه إحداهن. وحصل المخرج الكوري الجنوبي هونج سانجسو على جائزة الدب الفضي لأفضل مخرج عن فيلم «المرأة التي ركضت» (ذا ومان هو ران) ويتناول قضايا الصداقة بين النساء والوحدة والرجال المتطفلين.

 

المصري اليوم في

01.03.2020

 
 
 
 
 

3 انتصارات لمهرجان برلين السينمائى فى ليلة الختام

برلين ــ خاص الشروق

·        مخرج إيرانى ممنوع من السفر يفوز بالدب الذهبى.. وكوريا تؤكد نهضتها السينمائية باقتناص جائزة أفضل مخرج

جوائز التمثيل تذهب للأداء المدهش.. والدب الفضى يذهب للفيلم الأمريكى «أبدا نادرا.. أحيانا دائما»
انتصارات عدة حققتها ليلة ختام مهرجان برلين السينمائى الدولى بإعلان جوائز الدورة السبعين، فقد انتصرت الجوائز للأداء الجميل والقوى والمدهش، والذى استحوذ على إعجاب الجمهور لحظة عرض الأفلام؛ حيث فازت بجائزة أفضل ممثلة باولا بير لدورها الكبير فى فيلم «Undine ــ اوندين» من ألمانيا إخراج كريستيان بيتزولد، وحصل إليو جيرمانو على جائزة أفضل ممثل عن دوره الصعب فى الفيلم الإيطالى «Hidden Away ــ بعيد عن الأنظار» للمخرج جيورجيو ديريتى
.

الانتصار الثانى والأكبر حققه المخرج الإيرانى محمد رسول بفيلم «لا يوجد أى شر ــ There Is No Evil» الذى توج بالدب الذهبى لمهرجان برلين أفضل فيلم بالدورة السبعين؛ حيث أعلن بفخر شديد جيرمى ايرونز، رئيس لجنة التحيم، لقطة الفوز، فى حين لم يكن المخرج نفسه حاضرا فى الحفل ولا فى المهرجان، لمنعه من مغادرة إيران منذ عام 2017، ورغم استئناف «رسولوف» هذا القرار، لكن حكم عليه بالسجن لمدة عام، وهو ما تم تأكيده منذ ثلاثة أسابيع.

الفيلم الذى تم تصويره سرا، وجه انتقاداته المباشرة للحكومة الإيرانية ــ وخاصة سياسات عقوبة الإعدام وذلك من خلال «أربع قصص تظهر شبكة نظام استبدادى وهو ينسج بين الناس العاديين، ويجذبهم نحو اللاإنسانية، وهو فيلم يطرح أسئلة حول مسئوليتنا والخيارات التى نتخذها جميعا فى الحياة.

بدأت مشكلات «رسولوف» مع نظام الملالى قبل 3 سنوات حين قدم فيلمه المثير للجدل «Man of Integrity» والذى انتقد خلاله عددا من المسئولين الحكوميين، وقد تمنى أبطال الفيلم حضور مخرجه عرضه العالمى الأول.

الانتصار الثالث، كان التأكيد على أن كوريا أصبحت صاحبة امتياز خاص بالسينما؛ حيث فاز المخرج الكورى هونج سانجسو بجائزة الدب الفضى لأفضل مخرج عن فيلمه «المرأة التى رقضت».

ووفقا لتوقعات عشاق السينما الجميلة، فاز الفيلم الأمريكى «أبدا نادرا، أحيانا دائما» من إخراج إليزا هيتمان بجائزة الدب الفضى، وهى الجائزة الكبرى للجنة التحكيم، وفاز بجائزة الدب الفضى لأفضل سيناريو: فابيو وداميانو دينوسينسو عن فيلم «حكايات سيئة (إيطاليا).

جائزة الدب الذهبى للتميز الفنى العالى: لأفضل كاميرا: يورجن يورجينز عن فيلم «داو. ناتاشا» للمخرج إيليا خرشانوفسكى وإيكاترينا أورتل (روسيا ).

وحصل على جائزة الدب الذهبى للدورة السبعين فيلم «محو التاريخ» من إخراج بينوا ديلبن وجوستاف كيرفيرن (فرنسا).

ومنحت جائزة العمل الأول GWFF Best FIRST FEATURE وقيمتها 50 ألف يورو، بتمويل من GWFF لفيلم «لوس الموصلات» من إنتاج كاميلو ريستريبو وهيلين أوليف ومارتن بيرتير وفيليب غيريرو.

كما أعلن مهرجان برلين الأفلام الفائزة ببرنامج Generation 14plus، الخاص بأفلام الشباب والذى تضم لجنة التحكيم الخاصة به جوليانا جونج، وإيون كيبرنيك، شهيدة كيتزوف، لوسيا مالوجا، روكو ميلهوس، ميت مارين شماهل، وريتا ستيلينج.

وقال الأعضاء السبعة فى لجنة تحكيم 14plus حول عملهم: «استعرضنا 28 فيلما، وكان كل واحد منهم مهم. لقد تأثرنا وصدمنا واندهشنا وغضبنا. لأن الأفلام تهمنا، لقد أظهر لنا عمل لجنة التحكيم مدى إثراء الأفلام للعديد من وجهات النظر المختلفة». فاز بجائزة الدب الكريستال لأفضل فيلم «نوتردام دو نايل ــ سيدة النيل»، من إخراج عتيق رحيمى، وهو إنتاج فرنسى بلجيكى رواندى.

وقالت لجنة التحكيم: «على العديد من المستويات، أخبرنا هذا الفيلم قصة أشخاص بعيدا عنا جغرافيا وثقافيا، الألوان والموسيقى والشعر أسرنا وجعلنا نختبر الفيلم من جميع جوانبه، وبسبب التمثيل الرائع ورواية القصة، تم تقديم الشخصيات إلينا بإحساسهم الحقيقى، أثار الفيلم مناقشات، وينبغى أن يواصل القيام بذلك، كنا مقتنعين سياسيا وشاعريا وأسلوبيا وإنسانيا بأنه الأفضل»، وحصل فيلم «White Riot ــ الشغب الأبيض» للمخرجة روبيكا شاه من إنتاج المملكة المتحدة، على تنويه خاص من لجنة التحكيم التى وصفته بأنه ابتكر تجربة متعددة الطبقات، مليئة بالعديد من المقتطفات والعناصر المختلفة، وتسجيلات قديمة وجديدة، والكثير من الإبداع والأغانى الخالد؛ حيث تربط الموسيقى عناصر الفيلم بشكل رائع، كما جمعت الناس فى ذلك الوقت.

وقالت اللجنة: «مرة أخرى يوضح لنا الفيلم أنه لا ينبغى نسيان التاريخ ويجب الدفاع عن قيمنا معا والوقوف فى وجه الظلم وضد العنصرية والتمييز». بينما حصل على جائزة الدب الكريستال لأفضل فيلم قصير فيلم «Mutts»، للمغربية حليمة ورديرى وهو إنتاج كندى مغربى.

وقالت لجنة التحكيم فى حفل توزيع الجوائز: «لقد حصلنا على نظرة ثاقبة لعالم لم نره من قبل، لقد تأثرنا كثيرا بالصور والضوء والألوان والأصوات، لقد أسرتنا الكاميرا ووضعتنا فى منتصف الحدث؛ أو بالأصح فى منتصف المجتمع، والتعايش، والشعور بالانتماء معا بين مئات الأفراد.

الحركات والجماهير وتنظيم الجماهير كان رائعا، كنا قادرين على مراقبة الطبيعى داخل غير الطبيعى، الحياة فى الحبس، الرغبة فى الهروب، يجمع الفيلم بين الجماليات والبذاءة، يربط الحياة اليومية والسياسة، إنه يروى الحياة ويتيح لنا الشعور بها وفهمها».

حصل أيضا فيلم «Goodbye Golovin وداعا جلوفين»، للكندى ماتيو جريارد على تنويه تنويه خاص من اللجنة التى قالت: هذا الفيلم، الذى دافعنا عنه بشغف خلال عمل لجنة التحكيم، هو الفيلم الذى جعلنا ننسى الوقت، تمكن من سرد قصة عميقة ومعقدة خلال فترة زمنية قصيرة، بفضل التفاعل المتناغم بين الألوان والضوء والموسيقى والكاميرا، ابتكر الفيلم مزاجا حزينا وحيويا وجمالا فى نفس الوقت بطريقة شعرية، تتناول مواضيع الهرب والتحرير والسؤال: «من أنا ولماذا؟».

وأعلن المهرجان أيضا عن جوائز الوكالة الاتحادية للتعليم المدنى، التى تضم لجنة التحكيم الخاصة بها عباس أمينى، جينا باس، ريما داس وققرت منح جوائزها التى تقدر بـ 10 آلاف يورو مقسمة لجائزتين للأفلام التالية: جائزة لجنة التحكيم الكبرى والتى تقدر بـ 7500 يورو ذهبت لفيلم «اسمى بغداد» لكارو ألفيس دى سوزا ــ البرازيل ومنحت تنويه خاص لفيلم «كازى نو دينوا ــ أصوات الريح» لنوبوهيرو سوا ــ اليابان، أما جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم قصير والتى تقدر بـ 2500 يورو فقد ذهبت للفيلم المغربى «Mutts» للمغربية حليمة ورديرى بينما حصل فيلم «White Winged Horse» للإيرانى مهيار مانديجار على تنويه خاص من لجنة التحكيم.

 

####

 

فيلم صربي يحصد جائزة تصويت الجمهور بمهرجان برلين السينمائي

د ب أ

بدأ مهرجان برلين السينمائي الدولي "برليناله" في طرح جوائزه أمس السبت، حيث فاز المخرج الصربي، سردان جولوبوفيتش، بجائزة تصويت الجمهور لأفضل فيلم في فئة البانوراما في المهرجان، التي تركز على أفلام لمخرجين شباب صاعدين.

ويعد فيلم جولوبوفيتش "أوتاتس" ومعناه (الأب) هو فيلم درامي مؤثر، ويسرد قصة أب يكافح نظام الرعاية الاجتماعية ليتمكن من رؤية أطفاله.

وتعتمد جائزة فئة البانوراما على أصوات رواد السينما الذين يحضرون عروض الأفلام المصنفة ضمن هذه الفئة.

وذكر المهرجان لدى الإعلان عن الجائزة: "سردان جولوبوفيتش يقدم قصة مؤثرة حول عدم المساواة". وتم عرض 36 فيلما روائيا أنتجتهم 30 دولة ضمن فئة البانوراما خلال نسخة العام الجاري من المهرجان.

وفاز الصحفي الاستقصائي والمخرج الأمريكي ديفيد فرانس، بجائزة فئة البانوراما لأفضل فيلم وثائقي عن فيلمه
"
ويلكم تو تشيشنيا" ومعناه (مرحبا بكم في الشيشان)
.

ويُعد فيلم فرانس بمثابة سرد مرعب عن معاملة واضطهاد المثليين في الشيشان، بالإضافة إلى قصة عن أعضاء مجتمع (المثليين ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسيا) الذين يخاطرون بحياتهم لمساعدتهم.

ووصف المهرجان فيلم "ويلكم تو تشيشنيا" بأنه "عمل متقن يتصف بالمرونة والشجاعة".

ويتنافس على جائزة الدب الذهبي هذا العام 18 فيلما. وتُمنح جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم، بينما تُمنح الدببة الفضية على سبيل المثال لأفضل مخرج وأفضل ممثل.

ويعد البرليناله من أهم المهرجانات السينمائية في العالم بجانب كان وفينيسيا.

ويقود الممثل البريطاني، جيرمي أيرونز، لجنة التحكيم هذا العام. وتضم اللجنة نجوما مثل الممثلة الفرنسية، برنيس بيجو، والممثل الإيطالي، لوكا مارينيلي.

 

الشروق المصرية في

01.03.2020

 
 
 
 
 

فيلم عن الإعدام في إيران يفوز بجائزة الدب الذهبي بـ"البرليناله 70"

برلين ــ العربي الجديد

بعد ثمانية أيام مُكثَّفة بعروض سينمائية مختلفة، لأفلامٍ منتجة في دول عديدة، أعلنت لجنة تحكيم "المسابقة" الخاصة بالدورة الـ70 لـ"مهرجان برلين السينمائي الدولي"، مساء أمس السبت، 29 فبراير/ شباط 2020، الأفلام الفائزة بجوائزها، علماً أنّ اللجنة برئاسة جيريمي أيرونز (المملكة المتحدة).

ورغم أنّ الأفلام الـ18 لم تكن كلّها صادمة ومُدهشة، كعادة أفلام المسابقة في دورات سابقة، إلّا أنّ "ختامها مسك". ففي اليوم الأخير من العروض العامة شوهد "لا يوجد شرّ" للإيراني محمد رسولوف، الذي نال "الدبّ الذهبي" لأفضل فيلم، بينما نال "أبداً نادراً أحياناً دائماً" للأميركية إليزا هيتمان "الدبّ الفضّي ـ الجائزة الكبرى للجنة التحكيم".

يطرح الفيلم الإيراني، عبر 4 قصص مختلفة، مسألتي عقوبة الإعدام والموقف الأخلاقي منها في ظلّ نظام قامع، بينما يروي الأميركي حكاية شابتين تحبل إحداهما فتسعى إلى التخلّص من الجنين، لكنها لا تعثر على دعم معنوي من أحدٍ في بلدتها في بنسلفانيا، فتُقرّر الذهاب إلى نيويورك برفقة قريبتها تلك. المشترك بين الفيلمين كامنٌ في سؤال الموقف الأخلاقي إزاء مسالك وتصرّفات وعلاقات بشرية، وإنْ اختلف كل واحد منهما عن الآخر في مسائل كثيرة أخرى، كالبيئة الاجتماعية والثقافة التربوية والقوانين المتحكّمة بالاجتماع والناس والتفاصيل.

إلى ذلك، نال الكوري الجنوبي هونغ سونغ ـ سو "الدبّ الفضّي ـ أفضل إخراج" عن فيلمه الأخير "المرأة الراكضة"، المشغول ببساطة ظاهرة في الحكاية والسرد والتصوير والتقنيات المختلفة، والعميق في شفافيته وبحثه في أحوال ذاتٍ، في عالم نساء يلتقين ويتحدّثن كثيراً، لكن الكلام غير مملّ، بل دافع إلى متابعة دقائق الأمور والهوامش في حياتهنّ. والمرأة أيضاً محور "أوندينا" للألماني كريستيان بتزولد، الفائز بـ"الدبّ الفضّي ـ أفضل ممثلة"، نالتها باولا بيير عن دورها الرائع فيه، بتأديتها شخصية شابّة تُصاب بأعطاب ناتجة من الحبّ، بسبب هجران أو مرض، رغم بحثها الدائم عن متعة العيش في أمان مع الحبيب. بينما فاز إيليو جيرمانو بـ"الدب الفضّي ـ أفضل ممثل"، عن دوره في "أردتُ أنْ أخفي" للإيطالي جيورجيو ديرتّي: الفنان الشعبي أنتونيو ليغابي، باضطرابه النفسي واختناقه بين أناسٍ يهزأون منه دائماً، ينتصر لذاته عبر اللوحات التي تُثير إعجاب البعض، ويتحوّل إلى نجمٍ في منطقته، في ظلّ صعود الفاشية الإيطالية وتحكّمها بالبلد والناس.

الإيطاليون يحصلون على جوائز أخرى في "البرليناله الـ70". الشقيقان التوأمان داميانو وفابيو دينّوسنزو يحصلان على "الدب الفضّي ـ أفضل سيناريو"، عن فيلمهما "حكايات خيالية"، الغائص في أحوال بيئة إيطالية ضيّقة، تعاني تفكّكاً في علاقاتها وانفعالات ناسها المتنمّرين والمرتبكين والتائهين في يومياتهم الغارقة في اضطراب العيش والتواصل. أما "الدب الفضّي ـ أفضل مساهمة فنية"، فكان من نصيب مدير التصوير الألماني يورغن يورغس، عن عمله في DAU Natasha للروسية ليا أندريفيتش خْراجانوفسكي، المستند إلى سيرة الفيزيائي السوفييتي ليف لاندو (1908 ـ 1968)، الحاصل على نوبل الفيزياء عام 1962.

وبمناسبة الدورة الـ70 للمهرجان، مُنح "دب فضّي ـ سبعينية البرليناله" لـEffacer L’historique، للثنائي الفرنسي بونوا دولَبين وغوستاف كرفرن، المتعلّق بيوميات العيش في ظلّ سيطرة التقنيات الحديثة، التي تراقب كلّ شيء، وتسيطر على عقولٍ وأحوالٍ، وتدفع إلى قهرٍ وتحكيم. وهذا كلّه بلغة سينمائية بسيطة ومُثيرة للضحك المرير.

في المقابل، نال The Works And Days لأندرس أدستروم وسي. دبليو. وينتر (المملكة المتحدة) جائزة أفضل فيلم في برنامج "لقاءات"، والروماني كريستي بويي جائزة أفضل إخراج عن "مالمكروغ"، وThe Trouble With Being Born للألمانية ساندرا فولنر الجائزة الخاصة للجنة التحكيم.

 

العربي الجديد اللندنية في

01.03.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004