كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

فيلم إيراني ينال جائزة”الدب الذهبي” في مهرجان برلين

برلين- أمير العمري

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة السبعون

   
 
 
 
 
 
 

كما كان متوقعا توج الفيلم الإيراني “الشيطان ليس موجودا” للمخرج محمد رسولوف، على جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم في مسابقة مهرجان برلين السينمائي الـ70. وهذه هي المرة الثانية التي يمنح فيها المهرجان جائزته الكبرى لفيلم يعاني من الاضطهاد السياسي في بلاده، كما هي المرة الثانية التي تمنح الجائزة لمخرج يعجز عن حضور عرض فيلمه واستلام الجائزة بنفسه نتيجة منعه من السفر.

يصور الفيلم أربع قصص لأربعة مواطنين منفصلين يعيشون تبعات رغباتهم في حياة أفضل ويدفعون الثمن تبعًا لمواقفهم في هذا الاتجاه. أبطال الفيلم مخيرين ما بين المقاومة أو البقاء حيًا، هم يرفضون الاستسلام لكنهم لا يملكون القدرة على المقاومة في الوقت ذاته. أما الموضوع فهو يدور حول تنفيذ عقوبة الإعدام من وجهة نظر الشخص المكلف بتنفيذها.

ومعروف أن مخرج الفيلم محمد رسولوف محظور من العمل في السينما والسفر خارج البلاد من جانب النظام الإيراني، وهو ما منعه لحضور العرض العالمي الأول للفيلم بمهرجان برلين السينمائي. وكانت مشاكل “رسولوف” مع السلطات الإيرانية قد بدأت قبل ثلاث سنوات حين قدم فيلمه المثير للجدل “رجل شريف” الذي انتقد خلاله عدد من المسئولين الحكوميين.

وكان رسولوف، الذي يواجه عقوبة بالسجن لمدة عام (مؤجل تنفيذها) قد أصدر بيانًا يعرب فيه عن حزنه بسبب عدم تمكنه من حضور العرض العالمي الأول لفيلمه يوم الجمعة ومضى مستنكرا فقال إن “فرض مثل هذه القيود يكشف بوضوح الطبيعة غير المتسامحة والمستبدّة للحكومة الإيرانية”.

وليس من المعروف كيف يكون المخرج ممنوعا من التصوير ويتمكن من التصوير في الأماكن الطبيعية داخل إيران. ولكن ما هو معروف أن هناك جناحا في السلطة يغض الطرف عن تصوير مثل هذه الأفلام التي يقال إنها صورت سرا، كما يسمح أيضا بخروجها من البلاد للعرض في المهرجانات الدولية للإبقاء على الحضور الإيراني واسم ايران قائما في المحافل الدولية ولو من خلال أفلام “معارضة”.

جائزة الدب الفضي التي تمنح باسم جائزة لجنة التحكيم الخاصة وهي ثاني جائزة في أهميته بعد الدب الذهبي فقد نالها الفيلم الأمريكي البديع “كلمة نادرا لا توجد وكلمة أحيانا موجودة دائما” للمخرجة الأميركية إليزا هيتمان، وهو أحد أفضل أفلام المسابقة.

أما جائزة الدب الفضي لأفضل إخراج فقد حصل عليها المخرج الكوري هونغ سانغ سو عن فيلمه “المرأة التي جريت” نظرا لطرافته البالغة وحواره العبثي الذي يعكس الفراغ القائم في حياة الكوريين من الطبقة الوسطى.

جائزة أفضل ممثلة حصلت عليها الألمانية بولا بير عن دورها المرموق في فيلم “أوندينه”، وذهبت جائزة أفضل ممثل الى الممثل الإيطالي إليو جيرمانو عن دوره في الفيلم البديع “مخبأ بعيدا عن العيون”.

وحصل الأخوان دينيسينزو الايطاليان على جائزة أفضل سيناريو عن فيلمها الطريف “حكايات رديئة” في حين نال فيلم “ناتاشا” وهو أحد أكثر الأفلام غرابة وابتكارا جائزة الدب الفضي لأفضل تصميم ديكور وتصميم أزياء.

رأس الممثل البريطاني جيريمي أيرونز لجنة التحكيم الدولية التي منحت جوائز المسابقة الرئيسية للأفلام الطويلة. ونالت الممثلة البريطانية هيلين ميرين تكريما خاصا من المهرجان تقديرا لمسيرتها الطويلة البارزة في عالم التمثيل السينمائي.

وهكذا أسدل الستار على دورة أراد منظموها لها أن تأتي مختلفة عن الدورات الأخيرة السابقة للمهرجان إلا أنها عانت من سوء اختيار الكثير من الأفلام التي عرضت بالمسابقة، لكن لحسن الحظ جاءت نتائج التحكيم متوازنة وجيدة ومنحت الجوائز إلى كل الأفلام الجيدة التي شهدتها المنافسة.

 

عين على السينما في

29.02.2020

 
 
 
 
 

رسائل برلين 2020: كثير من الأمطار والأفلام الجيدة أيضًا

محمد طارق

في اليوم الرابع من المهرجان، بدأت حالة الطقس في التدهور والإمطار، لكن في المقابل كنا سعداء بجودة الأفلام التي بدأت في الظهور.

ذلك الصباح اتجهت إلى مسرح القصر لأشاهد جديد كريستيان بيتزولد أوندينه – Undine. بيتزولد واحد من المخرجين المفضلين لديَّ منذ شاهدت فيلمه «ترانزيت – Transit» منذ عامين أو أكثر في مهرجان القاهرة، أعجبني وقتها استخدامه لتداخل زمن قديم مع مكان حديث، وفي أوندينه يعيد استخدام ألعابه الغريبة، لرواية ثلاث قصص عن الحب، ربما تحمل بعضًا من الميثولوجيا داخلها، لكن الإحساس العام بالفيلم هو روح الجمال التي يبثها في فيلمه

فكرت وأنا أكتب رسالتي الثانية، أن أركز أكثر على الأفلام، خاصة أن مستوى الأفلام قد تحسن بشكل ملحوظ. لذا رأيت أن أكتب عن بعض من الأفلام التي شاهدتها منذ اليوم الرابع وحتى آخر أيام وجودي في برلين والتي وصل عددها إلى 28 فيلمًا طويلًا بين روائي ووثائقي. في القائمة التالية أحاول أن أقدم أكثر تلك الأفلام التي أثارت اهتمامي، إلى حين العودة إلى مصر وإفراد مقالات مطولة عن بعض الأفلام المميزة التي عُرضت في برلينالي – 70

أفلام المسابقة الرسمية

1. كل الموتى «All The Dead Ones»

حال مشاهدتي للمشاهد الأولى للفيلم البرازيلي لمخرجيه كيتانو جتاردو وماركو دوترا، تذكرت «باكوراو – Bacurau» على الفور، وهو الفيلم البرازيلي الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم مناصفة في مهرجان كان السينمائي العام الماضي.

الفيلم به من روح الفيلم الآخر من حيث الغرائبية، لكن «كل الموتى – All The Dead Ones» يقدم نظرة متفحصة للتاريخ البرازيلي، وكأن شخصياته قد حملت التاريخ داخلها. نهايته تظل مذهلة من تداخل الحكاية الزمني، والتي تمنح كل ما حدث في الفيلم بعدًا آخر منتقدًا ما يحدث اليوم من صعود اليمين في البرازيل، ويُذكر ذلك البلد الذي تم استعماره لقرون بأن المستعمر\ الحاكم الظالم بائد في مقابل الأصل الراسخ المحب للرقص والموسيقى والحياة

2. امح التاريخ «Delete History»

ربما يكون هذا الفيلم هو أول فيلم كوميدي مصنوع بحرفة وذكاء ضمن جميع أفلام المهرجان. سيناريو ممتع لمخرجيه وكاتبيه بينوا ديلبين وجوستاف كيرفين، يتتبع ثلاث شخصيات فرنسية تعيش في قلق دائم بسبب التكنولوجيا وما تحدثه في حياتهم.

هؤلاء الأشخاص في منتصف عمرهم، فهم بذلك ليسوا من مواليد عصور الديجيتال (Digital Natives)، ولكنهم غارقون في محاولة مجاراة العصر مع نسبة لا بأس بها من الجهل، ما يجعلهم عرضة دائمة للاحتيال والنصب والديون. في كل موقف يكشف الفيلم جانبًا معينًا من أشياء اعتدناها في السنوات الأخيرة فقط، مثل التسريبات الجنسية وانتهاك خصوصيات الأفراد، اللجان الإلكترونية التي تساعدك في جمع اللايكات لشركتك أو صفحتك، إضافة إلى الذكاء الاصطناعي والمساعدين الشخصيين مثل تطبيق سيري على هواتف الآيفون.

الفيلم يغوص من خلال مواقف كوميدية تنتهج سلسلة من الصدف السيئة لشخصياته الثلاثة، في قلب تلك المسائل الكبيرة. ضحك كثير في البداية، لكنك مع الوقت قد تكتشف أنك تضحك على أشياء تتحكم بك، وكأن المخرج قد نجح في تحويل الإنسان المعاصر لنكتة ساخرة.  

3. أبدًا، نادرًا، أحيانًا، دائمًا «Never Rarely Sometimes Always»

من منا لا يتذكر رائعة كريستيان مونجيو 4 شهور، 3 أسابيع ويومان – 4 Months, 3 Weeks and 2 Days التي تناولت قصة فتاة مراهقة تقوم بالإجهاض – الذي كان محظورًا قانونًا في رومانيا آنذاك – وكيف كان فيلمًا قاسيًا من حيث أسلوبه الخشن وكاميراه المهتزة. حسنًا ربما يُعد الفيلم الأمريكي (أبدًا، نادرًا، أحيانًا، دائمًا – Never Rarely Sometimes Always) نسخة مغايرة من ذلك الفيلم.

تدور أحداث الفيلم حول مراهقة تبحث عن طريقة للإجهاض وهي في النصف الثاني من الحمل، وبينما يركز الفيلم الروماني على عملية الإجهاض يمنح الفيلم الآخر مساحة أكبر لتأمل شخصية المراهقة ووضعها بغض النظر عن العملية، حيث يتجاهل كل التفاصيل اللوجيستية في الوقت الذي يركز فيه على مشاعر البطلة من خلال استخدام لقطات مقربة لوجهها أو يديها. بينما ينبع اسم الفيلم من تلك الأسئلة التي تسألها الطبيبة للبطلة قبل يوم من الإجهاض وتطلب منها أن تجيب بأحد الكلمات الأربعة في مشهد كاشف لتاريخ تلك المراهقة النفسي.  

4. برلين ألكسندر بلاتز «Berlin Alexanderplatz»

أنا أقود سيارة ألمانية، أعيش في ألمانيا، لديَّ زوجة ألمانية. من منكم لا يريد مثل هذه الحياة؟! أنا الحلم الألماني!

هكذا يقول بطل فيلم برهان قرباني الجديد، فرانسيس، وهو يقنع مجموعة من أقرانه من المهاجرين الأفارقة بالاتجار في المخدرات في ألمانيا. الفيلم مستوحى من رواية ألمانية شهيرة كتبت في عام 1929 لألفريد دوبلين، وتحولت مرتين للسينما قبل ذلك، ولكن النسخة الجديدة للمخرج الأفغاني الأصل تصور الرواية كملحمة جديدة، هذا البطل اللاجئ الذي يبدأ الفيلم بوجوده في موقع عمل تحت الأرض، والذي يشبه الجحيم بصريًّا، هو المسيح الجديد، الذي يصلب أكثر من مرة؛ أولًا عندما يولد في بلد يضطره لأن يكون عنيفًا، وثانيًا حين يضطهد لأنه لا يملك أوراق عمل، وثالثًا حين تتطور الأمور في عالم الجريمة ليُحرم من أحبابه. يحمل برلين ألكساندر بلاتز رؤية بصرية حداثية، مُقسمًا على أجزاء ذات بداية وفصول ونهاية، مصورًا المدينة كموقع أبوكاليبس جديد.

كل هذا يجعلنا نتساءل عن تلك المدينة التي تحتوي جميع الأطياف وترحب بجميع البشر وتحمل طابعًا كوزموبولتانيًّا، وهل ترحب بهم فعلًا أم أن للأمر معطيات أخرى غير موضوعة في الحسبان

أفلام مسابقة لقاءات «Encounters»

1. خدم «Servants»

على غرار أفلام مثل «حرب باردة – Cold War» و«نوفا ليتوانيا – Nova Lithuania» و«إيدا – Ida»، يقدم (خدم) لمخرجه إيفان أوستروشوفسكي صورة في إطار 4:3 بالأبيض والأسود، تروي حكاية ذلك الصراعذ بين الإيمان الحقيقي والمُستخدم.

يدور الفيلم داخل كنيسة لتحضير الرهبان في تشيكوسلوفاكيا، وكيفية سيطرة النظام الشيوعي المستبد آنذاك على الرهبان والكنيسة في مقابل رفض البعض؛ ذلك الرفض الذي يحمل عواقبه الوخيمة. من هذه النقطة يحمل عنوان الفيلم نوعًا من المعنى المزدوج، فقد تكون خادمًا للكنيسة أو لنظام مستبد! على مستوى آخر يحمل الفيلم نوعًا من إيقاع مختلف وقطعات سريعة حادة، وصورة تمتلئ بالظلال تذكرنا بأجواء الفيلم نوار (Film Noir).  تنم سرعة وحدة القطع إضافة إلى دراما الفيلم الأخلاقية المعقدة، تولد لدى المشاهد حالة من الغضب والصدمة وليست حالة من العبثية أو العدم كما في حالة إيدا أو نوفا ليتوانيا

2. مشكلة أن تولد «The Trouble With Being Born»

هذه المرة أيضًا مع الذكاء الاصطناعي، لكن في أجواء سوداوية قاتمة. ديستوبيا في المستقبل القريب، تقدمها المخرجة ساندرا ولنر، عن امتلاك شخص لروبوت يتشكل على حسب ما يتلقاه من مستخدمه. نبدأ الحكاية بينما هذا الروبوت فتاة صغيرة تعيش مع والدها في مكان ريفي معزول، في أحد الأيام، يخرج الأب في الغابات، ثم تلاحقه الفتاة حتى تتوه بالكامل. يعثر عليها أحدهم، يطفئها، ثم يأخذها إلى بيته محولًا إياها إلى شخص آخر. حكاية مثيرة للتأمل حول عملية الخلق ذاتها، وعلاقة المخلوق (الروبوت) بالخالق (الإنسان). فيلم مميز وغريب، يخلق بداخلك تأملًا عما يمكن أن يسببه تطور الذكاء الاصطناعي، الذي يخلق الـسوبرمان الخاص بنيتشه بدلًا عن الإنسان الذي سيطر على العالم دون غيره من الكائنات لفترة طويلة

 

موقع "إضاءات" في

29.02.2020

 
 
 
 
 

«برلين السينمائى» يفتح الطريق لغزو المخرجات مهرجانات أوروبا

خاص ــ برلين:

·        تمكين النساء بـ6 أفلام فى المسابقة الرسمية.. وبيع 272 ألف تذكرة فى النصف الأولى للدورة الـ70

ظواهر عدة كشفت عنها أفلام الدورة السبعين لمهرجان برلين السينمائى الدولى، بجانب الأفلام التجريبية التى شكلت دهشة كبيرة للمشاهدين، وأسماء جديدة برزت على شاشة تلك المهرجانات بأفلام ربما ستصير مثار إعجاب وجدل طوال العام، قفزت ارقام الجمهور المتابع، حيث كشفت تقارير للمهرجان عن بيع 272 ألف تذكرة، خلال النصف الأول لها وذلك بزيادة 20 ألف تذكرة عن الدورة الماضية فى المدة نفسها، كما ازداد الطلب على حجز التذاكر عبر الإنترنت، مقارنة أيضًا بالعام الماضى، فى حين انخفضت عمليات الحجز من شبابيك التذاكر التقليدية.

الظاهرة الابرز التى كشفت عن نفسها كانت البريق الكبير للمخرجات المشاركات سواء بالمسابقة الرسمية أو غيرها من الاقسام الموازية، وكذلك لجان التحكيم والتى يمكن ان نطلق عليها «ظاهرة تمكين المخرجات» اللواتى يحملن افكارا عظيمة ومغايرة يشكلون مستقبلا أفضل بين المهرجانات السينمائية فى أوروبا، وتميزها بالتوسع فى مشاركاتهن، ليس فقط من اجل قضية المساواة بين الجنسين التى ازدادت المناداة بها، ولكن لأن هناك أسماء من النساء باتت تفرض نفسها بقوة وتستحق فرص المنافسة، وهو ما بات جليا فى جدول برنامج مهرجان هذا العام، تحت القيادة الجديدة لماريت ريسينبيك وكارلو شاتريان وكأنه شبه احتفال ومؤشر مثل إليزا هيتمان، فهناك ستة أفلام من إخراج نساء فى المسابقة الرسمية، حظيت بإعجاب الجمهور والنقاد بفنياتها وقصصها القوية وايضا الموزعين الدوليين.

من هذه الأعمال الفيلم الأميركى «نادرا» غير موجودة.. و«أحيانا موجودة دائما»، Never Rarely Sometimes Always للمخرجة إليزا هيتمان، الذى يعتبر واحدا من أهم الافلام التى قدمت، وكان مرشحًا قويًا للفوز بالدب الذهبى، حيث يتناول قضية مهمة بأسلوب سينمائى ناعم وثرى وهى قضية إجهاض الفتيات.

قالت إليزا هيتمان قبل العرض الأول: «لا أعتقد أننى أصنع أفلامًا تروق لجماهير لجنة التحكيم الكبرى».. «كل ما أقوم به هو تقديم ما أؤمن به وأشير إليه للعالم أنا لم آت إلى هنا مع أى توقعات، قرارات لجنة التحكيم لا يمكن التنبؤ بها دائمًا.. لم أقم بتصوير الفيلم للصفوة أيضًا.. إنه فيلم فنى، لكننى عرفت فى مرحلة ما أننا سنلتقى بأشخاص يحملون أفكارًا مختلفة حول الحقوق الإنجابية للمرأة».

أرادت هيتمان فى فيلمها الجديد ذى الميزانية الضعيفة متابعة قصة فتاة صغيرة تسافر لإجراء عملية إجهاض بعد وقت قصير من فيلمها الرومانسى الأول «إنها شعرت بالحب»، وكان من الصعب العثور على التمويل، وأكدت أنها لم تعمل بعد وفق معايير الاستوديوهات الكبرى ولكنها تنتمى لأفكارها فقط، وهى ترى بالنسبة للمخرجات اللاتى يشققن طريقهن فى صناعة السينما، «إنها خطوة للأمام وخطوة إلى الوراء بشأن عدم وجود شفافية فى التعامل معهم ومع سياستهم، لكن الاشياء قد تتغير».

فيلم هيتمان جاء شديد التماسك والتأثير والصدق الذى تمثل فى الحبكة الدرامية واداء بارع لبطلتيه سيندى فلاننيج وتاليا رايدر، وقد جسدتا بعيونهما وصمتهما وعذاباتهما الأزمة بشكل مدهش.

فنحن نرى الفتاة الأولى «أوتام» (أى الخريف) فتاة السابعة عشرة، تريد إجراء عملية إجهاض للتخلص من جنين جاء من علاقة عابرة مع شاب لا نراه وليس مهمّا أن نراه. والثانية هى «سكايلر»، وهى ابنة عمة أوتام وزميلتها فى العمل فى «السوبرماركت».

لقد نشأت أوتام فى بيئة من الطبقة العاملة فى ولاية بنسلفانيا الريفية وسط حياة هادئة، لكنها باتت فى لحظة مواجهة الحمل غير المقصود، فهى على يقين من أنها لا تستطيع الاعتماد على عائلتها للحصول على الدعم. ومع ذلك، فإن سكايلر، التى تتقاسم معها عبء المسألة، تسافران فى رحلة إلى مدينة نيويورك لإصلاح ما أفسده الزمن بإجراء عملية إجهاض.

نجحت المخرجة إليزا هيتمان فى تحويل الحكاية على الشاشة إلى تحفة سينمائية مليئة بالعاطفة والصورة المزهلة والمؤلمة فى آن واحد، وخاصة مشاعر الغربة الفيلم بحق سيصبح عنوانًا أساسيًا للسينما النسوية.

ايضا تشهد شاشة برلين انطلاقة لمخرجة اخرى قوية ومثيرة هى ناتاليا ميتا بفيلمها الارجنتينى «الدخيل» التى قدمت فى ثانى أعمالها بتكييف رواية من نوع خاص حول مغنية الاوبرا وممثلة الاصوات «إريكا ريفاس» الذى ينهار صوتها فى لحظات مؤلمة اثر تدخل اشخاص فى احلامها وقالت ميتا فى المؤتمر الصحفى: «ما جذبنى حقًا إلى هذه الرواية لم يكن تقديم هذا النوع من حيث الخير والشر»، لكننى أردت كسر القالب وانه يمكن أن أدخل فى هذا العالم الذى يتعلق بالأحلام واليقظة والخيال والحقيقة والحقيقة.

الواقع أن الفيلم عرض بطريقة مجازية الطرق التى يتحكم بها الرجال فى النساء عن طريق الدخول إلى رءوسهم، والانتقال بسلاسة بين الواقع والتخيل وقالت بطلة الفيلم ريفاس: «يرتبط هذا بموجة نسوية جديدة، يتم الشعور بها فى البلدان التى أتينا منها، شيء ما بسيط، يمكن أن يكون محور القصة».

ومن جديد تعود المخرجة البولندية المرشحة لجائزة الأوسكار أجنيسكا هولاند إلى مهرجان برلين بعد عام من فيلمها «السيد جونز»، لتقدم فيلم السيرة الذاتية «شارلانان» Charlatan، فى قسم العروض الخاصة، رغم أنه كان يستحق خوض المنافسة فى المسابقة الرسمية.

يتناول الفيلم موضوع دور المعالج بالأعشاب يان ميكولاشيك (إيفان تروجان)، الذى يواجه مشكلة مع السلطات من خلال ثلاثة أنظمة حكومية لاستخدام النباتات الطبية لعلاج المرضى. فى وقت لاحق من خلال ممارسته العلاجية الشعبية الخاصة، ينجذب إلى مساعده الكاريزمى فرانتيسيك بالكو «جوراج لوج» فى علاقة خاصة.

قدمت هولاند يان ميكولاشيك كمثال للطبيب موهوب، حساس، حازم وغامض.. فهو رجل يتسم بالأفعال والعقل يؤمن برؤيته الخاصة فى العلاج، فهو مجرد إلقاء نظرة واحدة على زجاجة البول يكفيه لمعرفة ما يعانيه المريض، وهذا فى الوقت نجد فيه السلطة فى تشيكوسلوفاكيا تتلاعب بها كل القوى الكبرى.. الوطنى الاشتراكى والشيوعى، المناخ السياسى اصبح غير متوقع، كما اصبح وضع ميكولاشيك مهددًا بالخطر وتخضع اخلاقه للاختبار، ومع سيناريو مميز لماريك إبشتاين، تستكشف أجنيسكا هولاند مرة أخرى العلاقة بين القطاعين السياسى والخاص.

من المخرجات اللاتى برزن على شاشة المهرجان البريطانية سالى بوتر، التى قدمت واحدة من أكثر الافلام روعة فى برلين وهو «طرق لم تسلك»، يقوم ببطولته خافيير بارديم فى دور ليو، وهو كاتب من نيويورك يصارع البقاء مع الخرف الذى ينال عقله وحياته السابقة (سلمى حايك تلعب دور زوجته، فى حياته الأولى ، ولورا لينى هى الثانية له)، بينما تحاول ابنته مولى (إيل فانينج) منعه من الخروج بمفرده، ويقضى وقتًا طويلًا فى العيش داخل أماكن متخيلة من ماضيه، المكسيك وجزيرة يونانية، وغيرها من الأحداث التى تقلب حياته.. تقدم بوتر فيلمًا جميلًا بميزانية منخفضة.

وقالت إنها استوحت قصة الفيلم من شقيقها الذى كان لديه شكل من أشكال الخرف المبكر، وإن الفيلم يعكس وجهة نظرها فى الحياة.

وهناك أيضا الفيلم الأمريكى «البقرة الأولى» للمخرجة كيلى ريشاردت، والتى لعبت دورًا جيدًا فى المنافسة.

 

####

 

فيلم «لا وجود للشر» يحصد جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي

(د ب أ)

فاز اليوم السبت فيلم " لا وجود للشر " للمخرج الإيراني محمد رسولوف بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي "برليناله" في دورته السبعين.

أعلنت هذا لجنة التحكيم مساء اليوم في برلين.

 

####

 

جوائز مهرجان برلين السينمائي الدولي «برليناله» في دورته السبعين

(د ب أ)

أعلنت اللجنة الدولية للتحكيم في مهرجان برلين السينمائي الدولي "برليناله" في دورته السبعين برئاسة الممثل البريطاني جيريمي أرون اليوم السبت جوائز الدب السينمائية وفقا للترتيب التالي:

جائزة الدب الذهبي: لفيلم / ذير إز نو إيفيل / - لا وجود للشر - للمخرج الإيراني محمد راسولوف - إيران.

جائزة الدب الفضي، وهي الجائزة الكبرى للجنة التحكيم: / نيفر ريرلى سومتايمز أولويز " أبدا نادرا ، أحيانا دائما " من إخراج إليزا هيتمان. / ( الولايات المتحدة / .

جائزة الدب الفضي لأفضل إخراج: للمخرج هونج سانجسو عن فيلم: " ذا وومان هو ران" / المرأة التي ركضت - / كوريا الجنوبية

جائزة الدب الفضي لأفضل ممثلة: باولا بير عن دورها في فيلم / أوندين / "حورية البحر" للمخرج كريستيان بيتسولد. ( ألمانيا )

جائزة الدب الفضي لأفضل ممثل : إليو جيرمانو عن دوره في فيلم" هيدين أواى " / بعيد عن الأنظار / للمخرج جيورجيو ديريتي . ( إيطاليا )

جائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو: فابيو وداميانو دينوسينسو عن فيلم " باد تيلز / " حكايات سيئة / ( إيطاليا )

جائزة الدب الذهبي للتميز الفني العالي: لأفضل كاميرا: يورجن يورجينز عن فيلم "داو. ناتاشا" للمخرج إيليا خرشانوفسكي وإيكاترينا أورتل ( روسيا ) .

جائزة الدب الذهبي للدورة السبعين برليناله: "محو التاريخ" من إخراج بينوا ديلبن وجوستاف كيرفيرن ( فرنسا ) .

 

####

 

إيران تحصد الدب الذهبي لأفضل فيلم بمهرجان برلين

برلين - خالد محمود

فاز الفيلم الإيراني "There Is No Evil" للمخرج محمد رسولوف، بجائزة "الدب الذهبي" أحسن فيلم بمهرجان برلين السينمائي، في ختام دورته السبعين مساء اليوم السبت.

وصفق الحضور لمدة خمس دقائق عقب إعلان الجائزة، في عدم حضور المخرج الممنوع من مغادرة إيران، كما فاز الفيلم بجائزة لجنة تحكيم الأفلام المسكونية والمستقلة على هامش المهرجان.

الفيلم يجسد صورة حية للعيش في إيران المعاصرة، ويستهدف سياسة الحكومة المتمثلة في الإعدام الجماعي للمعارضين وتم تصويره سرًا بسبب معاداة النظام الإيراني للمخرج المخضرم، يقدم أربع نماذج لأربع مواطنين منفصلين يعيشون تبعات رغباتهم في حياة أفضل ويدفعون الثمن تبعًا لمواقفهم في هذا الاتجاه. أبطال الفيلم مخيرين ما بين المقاومة أو البقاء حيًا، هم يرفضون الاستسلام لكنهم لا يملكون القدرة على المقاومة في الوقت ذاته.

ويواجه محمد رسولوف حظرًا للعمل في السينما والسفر خارج البلاد من جانب النظام الإيراني، وهو ما منعه لحضور العرض العالمي الأول للفيلم بمهرجان برلين السينمائي. بدأت مشكلات "رسولوف" مع نظام الملالي قبل 3 سنوات حين قدم فيلمه المثير للجدل "Man of Integrity" والذي انتقد خلاله عدد من المسئولين الحكوميين.

 

الشروق المصرية في

29.02.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004