كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

فيلمان تجريديان في مهرجان برلين السينمائي

أمير العمري

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة السبعون

   
 
 
 
 
 
 

المرأة تمثل محورا لفيلمين من الأفلام التي تتسابق على "الدب الذهبي" في مهرجان برلين السينمائي، وهما الفيلم الفرنسي "ملح الدموع" والفيلم الألماني "أوندينه".

تحضر المرأة محورا لفيلمين من الأفلام التي تتسابق على “الدب الذهبي” في الدورة الـ70 من مهرجان برلين السينمائي، وهما الفيلم الفرنسي “ملح الدموع” والفيلم الألماني “أوندينه”.

برلينيعد فيليب غاريل المخرج الفرنسي صاحب فيلم “ملح الدموع” The Salt of Tears الذي ينافس على جائزة “الدب الذهبي” في مهرجان برلين السينمائي، من جيل الموجة الجديدة الفرنسية. لكنه لم يحقّق نفس ما حقّقه رفاق جيله مثل غودار وتروفو ولوي مال من شهرة، فهو يفضل صنع الأفلام “الصغيرة” miniature التي تدور حول فكرة تتبنى “موضوعا” أو “قضية”، فأفلامه عادة غير مركبة بل بسيطة بساطة الفكرة التي تطرحها ربما أيضا على صعيد مجرد.

في ثلاثيته عن “الحب” التي بدأها بفيلم “الغيرة” (2013) الذي شارك في مسابقة مهرجان فينيسيا السينمائي، وتبعه فيلم “ظل النساء” (2015) ثم اختتم ثلاثيته بفيلم “حبيب ليوم واحد” (2017)، كان غاريل مهموما بالبحث في فكرة “الحب” على نحو يذكرنا بأسلوب رفيقه من جيل الموجة الجديدة إريك رومير في رباعيته الشهيرة التي تحمل أسماء الفصول الأربعة، والتي كان يسبر فيها أغوار الشباب وعلاقتهم العاطفية في العصر الحديث.

تجريد المدينة

يمكن بالتالي القول إن فيلم “ملح الحب” هو امتداد لثلاثية غاريل عن الحب. وفيلمه يبدو من الوهلة الأولى، مجردا، منفصلا عن الواقع، فهو ليس فيلما واقعيا يهتم بما يدور من أحداث تقع حول عدد من الشخصيات، فشخصياته محدودة، كما أنها هنا توجد في الفراغ.

فهو يتعمد تجريد المدينة: مدينة باريس في المشاهد الأولى من الفيلم. فنحن لا نرى فيها الكثير من البشر، فشوارعها تخلو من البشر باستثناء أبطاله، وأولهم بطله “لوك” القادم من الريف ويبدو أنه مفتون بوسامته، يريد أن يختبر مدى تأثيره على الفتيات وكيف يمكنه أن يوقعهنّ في شباكه. ولكننا لن نعرف هذه الصفة فيه حتى ما بعد الفصل الثاني من الفيلم. ففي البداية يبدو لوك وديعا ناعما رقيقا مهذبا.

لقد جاء للالتحاق بكلية بول المرموقة لتعليم النجارة، وتحديدا نجارة الدواليب أو الخزانات، لكنه يجب أن يمر أولا باختبار صلاحية. لقد ورث الولع بأعمال النجارة عن والده المسن الذي يقطن في الريف ويرعى ولده أفضل رعاية ويحلم بأن يراه يدرس في كلية بول للفنون الجميلة التي عجز هو عن الالتحاق بها في شبابه.

في البداية يلتقي لوك بفتاة مغربية الأصل هي “جميلة” التي تنجذب إليه وتوافق على الخروج معه، ويبدو أنها قد وقعت في حبه. ومع ذلك تمتنع عن تسليمه جسدها بالكامل (وهو التحفظ المرتبط بالثقافة التي تنتمي إليها)، وهي أيضا تشعر بالقلق فقد جاء فقط لأداء الاختبار ويعتزم العودة إلى بلدته مرة أخرى. ولكن عندما يغادر تكون جميلة قد تعلقت به بالفعل وتظل تواصل إرسال البطاقات البريدية إليه.

في بلدته، يلتقي مصادفة بزميلته في الدراسة الثانوية “جنفييف”، وسرعان ما يستأنف علاقته السابقة بها، وينغمس أكثر في علاقة جسدية كاملة لا يتردد فيليب غاريل عن الكشف عن تفاصيلها الحميمية بجرأة السينما الطبيعية. لكن العاقبة لن تكون سارة بالنسبة للوك. فعندما تخبره جنفييف بأنها قد أصبحت حاملا منه يستنكر هذا بشدة، فهو لا يمكنه أن يصبح أبا، كما أنه يتأهب للذهاب إلى باريس بعد أن تم قبوله للدراسة. لكنه كان قد أشبع رغبته من جنفييف وحان الوقت للبحث عن فريسة غيرها.

في شوارع باريس يطارد فتاة تهدّده بإبلاغ الشرطة إن لن يتوقف. لكنه سيلتقي بفتاة من نوعية مغايرة هي “بيتسي” وسيقع في حبها لقوة شخصيتها وجاذبيتها الشديدة. إلاّ أنها ستفرض عليه أن يقبل بوجود صديق آخر لها هو “باكو” الذي يأتي ويقيم معهما في نفس الغرفة.

وتتردّد بيتسي بين فراش العشيقين دون وجل. وسيدفع لوك الثمن مضاعفا، بعد أن يكون قد تخلى عن والده.

المخرج الألماني كريستيان بيتزولد يمزج في "أوندينه" الواقع بالخيال، الأسطورة والميتافيزيقا والتلاعب بمستوى الحكي نفسه

خارج العصر

الطابع العام للفيلم قديم، أو “خارج العصر”. هنا نلحظ استخدام الراوي الذي يروي الأحداث في برود تام ودون أي تفاصيل وكأنه “صوت القدر”. والتصوير المقصود بالأبيض والأسود، وتجريد الزمن.

وقد اشترك في كتابة سيناريو الفيلم جان كلود كاريير أحد كبار كتاب السيناريو في السينما الأوروبية وكاتب أهم أفلام لويس بونويل. لكن يبدو أن صلة كاريير (88 سنة) وغاريل (72 سنة)، بثيمة الحب والشباب والعصر، ما زالت أسيرة عصر “الموجة الجديدة”، مع وجود ثيمة أخلاقية واضحة تبرز من خلال علاقة الأب بالابن، وكيف أن مخالفة تعليمات الأب والتنكر لمقتضيات “الرجولة” يؤديان إلى نزول العقاب بالابن.

كما أن العالم الذي تدور فيه الشخصية يبدو نابعا من الماضي العتيق، ففي أحد المشاهد مثلا يقوم شاب ذو أصول أفريقية تعرف عليه لوك، باستعراض قدراته الذكورية، ويقنع لوك بأن “العاهرات لا يمكن استبدالهنّ” وأن جمال العاهرة يتبدّى في أنك “تلتقي امرأة لا تعرفها وبعد عشر دقائق تراها عارية”. هذا الشاب ينجح في إغواء فتاة تعمل ممرضة، بل ويقنعها أيضا بإحضار إحدى صديقاتها لكي تصاحب لوك. وهو ما يحدث بكل بساطة.

في الفيلم يتساءل لوك عن معنى الحب، ويستبعد أن يكون ما يربطه بالفتيات هو نوع من الحب. وهو ليس كذلك بالفعل بل هو مزيج من الرغبة والشعور بالتفوّق، أو ممارسة الجنس السهل مع اختبار القدرة الذكورية على الإيقاع بالفتيات.

تصبح الفتاة هنا ضحية يتخلى عنها الذكر – في نذالة – وهي حامل منه، أو يهمل الأخرى ولا يردّ على مكاتباتها، وعندما “يُضحي” من أجل لذته ومتعته الشخصية، يرفض الاستجابة لوالده الذي جاء فجأة وأراد البقاء لبعض الوقت مع ابنه في غرفته فلا يفتح له لوك الباب. ثم لا يهتم حتى بعد أن تتدهور صحة الرجل العجوز، لقد أصبح ضحية سوء الطوية والولع المرضي بالذات.

رغم أن الفيلم الألماني “أوندينه” Undine يختلف عن الفيلم الفرنسي في ملامحه التي تبدو أكثر عصرية وتسليطا للأضواء على “الحاضر”، إلاّ أنه يدور داخل نفس الدائرة: أي الرجل والمرأة، وكيف تصبح المرأة ضحية ثم تتحوّل حتى بعد أن تغيب إلى أداة انتقام من الرجل.

و”أوندينه” هو العمل الخامس للمخرج كريستيان بيتزولد الذي يشارك في مسابقة مهرجان برلين، يتشابه مع، ويختلف عن، الفيلم الفرنسي. فهو يتشابه معه في تجريده للشخصيات إلى حد كبير، إذ هي شخصيات وحيدة معزولة، رغم أن العمل الذي تقوم به هو الذي يحدّد هويتها.

وكما في “ملح الدموع” لدينا أيضا رجل وأكثر من امرأة، وامرأة وأكثر من رجل. ولدينا زمنان أو أشياء من الماضي ومن الحاضر، هذا التداخل هو الذي سيفسد الحب.

ولكن أساس الفيلم هو قصة الحب وليس الهوس بالبحث عن الحب من دون العثور عليه بسبب طغيان الذات، وهو الاختلاف الأول مع الفيلم الفرنسي. والاختلاف الثاني أن الفيلم الألماني رغم بساطته الظاهرية، مصنوع بدقة أكثر وله تأثير أعمق وأقوى على المشاهدين رغم غموض موضوعه وعدم بلوغه نهاية واضحة. ولكن ربما من تجريديته تنبع قوته، فهو يصبح نوعا من الخيال السينمائي الذي يعيد رسم ملامح العلاقة بين الرجل والمرأة كما يراها الفنان الذي ينتمي إلى عالم سينما المؤلف.

في الفيلم الكثير من الشجن والأسى واللوعة، لوعة الحب الذي يولد ثم يختفي أو يزول أو لسبب ما، ينقضي، وعندما يبدو أن العثور على الحب مجددا قد تحقّق يظل الأرق بسبب الماضي، ثم تقع المأساة.

"ملح الحب" ليس فيلما واقعيا يهتم بما يدور من أحداث حول عدد من الشخصيات المحدودة، والتي توجد في الفراغ

وفي كل قصة حب هناك دائما مأساة، أو هكذا يرى كريستيان بيتزولد الرومانسي في نظرته إلى العلاقة بين الحياة والموت، وهو هنا كما كان في فيلمه السابق “ترازيت” (2018)، يستحضر الموت في غمرة الحب والإحساس بالحياة، ويجعل الماضي يهدّد الحاضر. إنه يمزج بين الحقيقة والخيال. ويلعب على المقارنة المستمرة أو المقاربة بين القديم والجديد في عمارة مدينة برلين، وبين القديم والجديد في قصة الحب.

بطلة الفيلم امرأة شابة قوية الشخصية هي “أوندينه” (في اللاتينية معناها الموجة الصغيرة). وفي الفيلم الكثير من الأمواج والأعماق. أوندينه (التي تقوم بدورها ببراعة كبيرة بولا بير) تعمل مرشدة في معرض النماذج المعمارية لمباني مدينة برلين. تشرح تاريخ التطور أو التدهور المعماري الذي شهدته المدينة والمشاريع الجديدة التي نفّذت منذ توحيد شطري برلين وما يعتزم إنشاؤه مستقبلا. وهي تجيد عملها باحترافية بالغة. لكنها تعاني في علاقتها العاطفية مع “يوهانس” الذي يخبرها أنه سيتركها. أما رد فعلها فيكون ببساطة، ولكن بتصميم بالغ: هذا معناه أنك ستموت، أي أنها ستقتله.

لكنها مع ذلك سرعان ما تلتقي برجل آخر هو “كريستوف”، وهو غطاس محترف يعمل لحساب بعض الشركات، تقع في حبه من اللقاء الأول، وتصبح علاقتهما ملتهبة لا تخمد نيرانها قط. لكن شبح علاقتها السابقة قائم، وهو على نحو ما، يعبر حياتها، ويشعر به كريستوف. ثم يعود يوهانس ليعلن لها أن علاقته بالمرأة الأخرى التي تركها من أجلها قد انتهت وأنه يود استئناف علاقتهما.

لا نعرف ما الذي سيحدث بعد أن تستمع أوندينه إلى يوهانس دون أن تعطيه إجابة واضحة. كما لا نعرف ما الذي سيحدث لكريستوف بعد أن يصاب في حادث تحت الماء ويرقد في المستشفى يعاني من سكتة دماغية لن يشفى منها، ولا نعرف من هي المرأة التي تجلس بجواره وتحتضنه. لكن ما يحدث أنه يقوم من حالته الميؤوس منها فجأة ويبحث في جنون عن أوندينه دون العثور عليها. وتمر السنون ونعلم أنه تزوج تلك المرأة الأخرى وأنها حامل منه، لكن شبح أوندينه لا يزال يسيطر عليه.

"أوندينه" علاقات غامضة والماء نغمة بارزة

مزج الواقع بالخيال

مرة أخرى المرأة ضحية للرجل (الأول الذي هجرها ثم الثاني الذي أعلن تشكّكه فيها). كما أن الرجل ضحية نفسه أي خيانته وتشكّكه ثم اختفائه في الوقت الصعب. لكن هذه الأفكار لا يتم نسجها في سياق واقعي، بل هناك مزيج من الواقع والخيال، الأسطورة والميتافيزيقا والتلاعب بمستوى الحكي نفسه، وجعل الماء والغرق جزءا من نسيج الفيلم.

ما الذي حدث؟ وكيف اشتبكت خيوط التعاسة لتدفع الأمور إلى نهاياتها؟ هل نحن أمام “أسطورة” مثل أسطورة النداهة التي تنادي العشاق لتغرقهم أم أنها حكاية الحلم المكتوب عليه أن ينتهي، لأنه مجرد طبقة جديدة سطحية تضاف إلى الطبقة القديمة في محاولة لتجديد القديم؟

وهو المعنى الذي ندركه من خلال تلك المقاربات البصرية المستمرة في الفيلم بين تاريخ العمارة في برلين الذي تجيد أوندينه شرحه، وبين علاقتها بكريستوف التي تصل إلى درجة أن يطلب منها في غمرة العلاقة الحسية أن تسمعه العرض الذي تعتزم تقديمه في اليوم التالي.

تبقى النهاية لغزا كبيرا مفتوحا. لكن تأثير الفيلم يظل قائما بسبب براعة الإخراج والتمثيل واختيار مواقع التصوير والصورة البديعة التي تتميز بها جميع لقطاته ومناظره الداخلية والخارجية. إنه ليس عملا عظيما من أعمال سينما الفن، لكنه فيلم جيد، مشغول بعناية كبيرة تستحق الإعجاب.

كاتب وناقد سينمائي مصري

 

العرب اللندنية في

25.02.2020

 
 
 
 
 

رسائل برلين 2020: محاكمة التاريخ وجماهير القصر

محمد طارق

في يوم الثامن عشر من فبراير/ شباط 2020، وصلت إلى مدينة برلين لأول مرة من أجل حضور الدورة الـ70 من المهرجان العريق. فضلت الوصول مبكرًا إلى المدينة من أجل تأجيل انبهار زيارة مدينة كبرى لأول مرة في أول أيام المهرجان. بعيون مفتوحة مبكرًا يبدأ اليوم دون ظهور آشعة الشمس إلا في أوقات قليلة. الأمطار تجعلك تهرب إلى محطة الأنفاق أو مول أركادن الذي أغلق معظم محاله، وبقي مهجورًا إلا من الجماهير التي تستخدمه كمكان للاستراحة أو شراء البقالة من السوبرماركتس المتبقية

حائط برلين للملصقات

في منتصف المول أيضًا يستخدم المهرجان مساحة واسعة من أجل وضع حائط لذكريات الجمهور وتعليقاته. هناك ستيكي نوتس وأقلام للكتابة. تكتب تعليقك أو حتى مجرد اسمك وتلصقها على الحائط. جاءت معظم التعليقات مطالبة برجوع تطبيق المهرجان المميز، الذي بدأ كارلو شاتريان، القادم من إدارة لوكارنو إلى برلين، دورته الأولى متخليًا عنه. تلك التفاصيل الصغيرة تؤثر تمامًا على تجربة المشاهد، لأن المهرجان بالطبع ليس مجرد أفلام، بل تجربة كاملة تحيط بك. وعلى الجانب الآخر من قصر المهرجان، تجد المركز الصحفي الذي يوفر جزءًا طيبًا من تلك التجربة، بقهوته المجانية وسلال التفاح الموضوعة في كل الأركان وأماكن الكتابة المكتظة بالصحفيين. هذه الأجواء تشكل المهرجان قدر ما تشكله أفلامه

في خلال الأيام الأولى من المهرجان، جاء مستوى الأفلام محبطًا إلى حد ما. هذا أول برليناله لي بعد مشاهدة عدد لا يحصى من الأفلام العظيمة التي نالت الجوائز هنا، ومستوى الأفلام لا يتخطى الجيد. هذه صدمة بالطبع، بدأتها مع فيلم جيا جانكي الجديد «السباحة في الخارج إلى أن يصبح البحر أزرق – Swimming Out Till The Sea Turns Blue»، وهو الوثائقي الذي عُرض حتى قبل فيلم الافتتاح في قسم عروض البرليناله المميزة – Berlinale Special. الفيلم يتناول ثلاثة مؤلفين صينيين من ثلاثة أجيال مختلفة، بينما يروون عن تأثير نشأتهم في سياقات سياسية مختلفة على مسيرتهم وإبداعهم. رغم شهرة جيا جانكي كاسم سينمائي لامع قدم العديد من الأفلام الممتازة مثل لمسة الخطيئة – A Touch Of Sin إلا أن الفيلم يقدم سردًا تسجيليًا تقليديًا للغاية مستخدمًا أسلوب الرؤوس المتكلمة (Talking Heads) معظم الوقت؛ الأمر الذي يحول الفيلم لريبورتاج تلفزيوني ممل

في اليوم الأول من المهرجان أيضًا اسم آخر لمع في جدول العروض هو الروماني كريستي بويو، واحد من مؤسسي الموجة الرومانية الجديدة. أخرج بيو سابقًا موت السيد لازارسو- The Death of Mr. Lazarescu وحاز عنه جائزة “نظرة ما” في مهرجان كان عام 2005. هذه المرة يعود بويو في فيلمه مالمكروج – Malmkrog، المعروض في قسم لقاءات للقطاته الطويلة للغاية المبنية على نص للفيلسوف الروسي فلاديمير سولوفيف، الذي تخيل فيه الأخير خمس شخصيات يُعبر كل منها عن توجه سياسي بينما يتناقشون في قصر كبير. ورغم أن الفكرة في حد ذاتها قد تبدو جذابة، إلا أن تصورها السينمائي لم يكن الأكثر توفيقًا، فالحديث الدائر بسرعة مذهلة بين الشخصيات باللغة الفرنسية، يجعل متابعة الصورة وتعابير الممثلين صعبة للغاية مع وجود الترجمة لنص معقد بالأساس. ظللت في الفيلم حتى نهاية المشهد الثاني الذي استمر 55 دقيقة، لكني شعرت بأني أحتاج لتعلم الفرنسية وقراءة النص الأصلي ثم العودة له مجددًا، ربما يكون ساعتها أكثر سينمائية بالنسبة لي.    

جماهير خلية النحل

 في اليوم الثاني من المهرجان حضرت أول عرض لي في قصر البرليناله، الذي يستخدم في غير أيام المهرجان كمسرح ويشبه كثيرًا القاعة الكبرى في دار الأوبرا المصرية. كان الفيلم هو المتطفل- The Intruder لمخرجته الأرجنتينية ناتاليا ميتا، والتي قدمت سابقًا الموت في بوينوس آيرس – Death in Buenos Aires. الفيلم مشارك في المسابقة الرسمية ويبني منطقه على الأحلام، مازجًا ما بين أنواع سينمائية مختلفة مثل الرعب والكوميديا والفانتازيا، محولًا قصة بطلته التقليدية التي تحاول التخلص من أمها المتسلطة وحبيبها المؤذي، إلى قصة مثيرة ومختلفة.    

بعد الفيلم ولأني تأخرت قليلًا (دقيقة أو اثنتين) عن ميعاد الفيلم، فقد جلست في الأدوار العلوية للسينما، ورغم ذلك فقد منحني ذلك أفضلية تأمل وتصوير الجماهير بينما تغادر المبنى الكبير في حركة أوتوماتيكية من زاوية علوية. لطالما تأملت فعل الدخول إلى السينما والخروج منها.

أدخن سيجارة بعد الفيلم، وتبدو هذه السيجارة أغرب من أي سيجارة أخرى. تخرج بأفكار جديدة إلى العالم، سواء كانت أفكارًا مشرقة بعد فيلم جميل أو غاضبة بعد إضاعة ساعتين في فيلم لا طائل من مشاهدته، لكن في الحقيقة أيضًا مشاهدة الأفلام الرديئة تجعلنا ندرك الأفلام الجيدة، ومشاهدة جماهير الصحفيين والصناع بينما تنزل السلالم الملتفة، يجعلهم أقرب لخلية النحل التي تتحرك آليًا رغم أن كلاً منهم يتحرك لهدف معين سواء كانت التغطية أو البرمجة أو من أجل حوار صحفي، الأمر الذي يجعل الفردانية والجماعية تجتمعان في وقت واحد

المهرجان يشارك أفلامه في مساءلة التاريخ

هذه الفكرة تذكرني أيضًا بعنوان كتاب ألبير كامو الوحدة والتضامن – Solitude and Solidarity، فدخول السينما فيه اتحاد للفردانية والجماعية. الأمر مثير للتأمل بالفعل، تدخل إلى القاعة مشتت الذهن بحياتك ومشاغلك الخاصة، تجلس وسط الجماهير، ثم تنطفئ الأنوار لتشعر بأن كل شيء وراء ظهرك الآن، وأن كل من في القاعة هم مؤيدون لنفس قضيتك المتخيلة

افتتحت يومي الثالث بفيلم دروس فارسية- Persian Lessons لفاديم بيرليمان والمعروض في قسم الجالا الخاص. أعاد لي الفيلم المبني على سيناريو ذكي ولطيف بعض الأمل بعد ندرة الأفلام الجيدة في أول يومين. الفيلم يحكي حكاية شاب يهودي يدعي أنه فارسي لكي يتجنب القتل، حيث يطلب منه الضابط النازي أن يعلمه الفارسية، ولكي يستطيع الشاب أن ينجو من القتل يبدأ في اختراع الكلمات وتذكرها يومًا تلو الآخر، وكأنه شهرزاد التي تؤلف الحكايات لتتجنب القتل.

الشيء المميز أن بطل هذا الفيلم هو الأرجنتيني ناهويل بيريز بيسكيارت الذي شارك في فيلم المتطفل- The intruder في اليوم السابق. شاب مذهل يتقن العديد من اللغات لدرجة أني تخيلته فرنسيًا وقت أن كان في 120 خفقة في الدقيقة – BPM واكتشفت وأنا أقرأ عنه بعد الفيلم أنه أرجنتيني يعيش في باريس

في منتصف اليوم، وبعد تناول وجبة خفيفة، دخلت لأشاهد فيلم رادو جود الجديد أحرف كبيرة – Uppercase Print  المعروض في قسم المنتدى أو الفورم. جود مخرج نشط، يصنع أفلامًا مختلفة بإيقاع سريع. فمنذ شهرته بعفارم – Aferim الذي فاز عنه بجائزة أفضل مخرج في مهرجان برلين عام 2015، صنع 7 أفلام في الفترة ما بين 2016 و2020 ما بين روائي ووثائقي. جود في فيلمه الأخير يخلط بين الروائي والوثائقي ليعيد مساءلة التاريخ الروماني في عصر شاوشسكو

هذه ليست المرة الأولى التي يسائل فيها جود التاريخ باستخدام أشكال فنية تجمع ما بين التسجيلي والروائي، ففيلمه (لا أهتم إذا انحدرنا تاريخيًا إلى البربرية – I Do Not Care If We Go Down in History as Barbarians) وهو الذي يستمد عنوانه من مقولة تاريخية، يعيد مساءلة لحظات تاريخية من خلال تتبع قصة مخرج يحول الحدث التاريخي إلى مسرحية شارع. بينما في فيلمه الجديد يخلط ما بين لقطات ساخرة مستمدة من ملفات حقيقية من البوليس السياسي الروماني تحكي قضية شاب كتب بالطباشير كلمات ثورية على الحائط، ولقطات أخرى وثائقية لما كان يعرضه التلفزيون في عهد شاوشيسكو من إعلانات تظهر البلد الذي قبع تحت الاستبداد لفترة طويلة كأسعد وطن ممكن للإنسان.  

تبدو هذه التوجهات قريبة من مساءلة المهرجان العجوز في دورته الـ70 للجائزة التي تحمل اسم أول مدير للمهرجان، ألفريد باور، والذي تناولته الصحافة قريبًا بأنه كان متعاونًا مع النازية، والذي نراه هنا في صورة خاصة مع صوفيا لورن. من أجل مزيد من الشفافية أرسل المهرجان لكل الصحفيين المشاركين بيانًا يوضح فيه أنه سيتم تشكيل لجنة أكاديمية خارجية من المؤرخين للبت في هذا الأمر، وتعليق الجائزة حتى إشعار آخر.  

في الثلاثة أيام الأولى أيضًا كان الأكل مصدرًا للسعادة أكثر من الأفلام، فسندوتشات الدونر التركية ومكرونة فابيانو الشهيرة وبيتزا مطعم زولا خففت من وطأة ندرة الأفلام الجيدة، ولكني آمل أن لا يكون أول برلين لي مجرد مساحة لتجربة طعام مختلف، خاليًا من الأفلام المذهلة التي تعودت أن أشاهدها في المهرجانات المصرية أو حتى عند إتاحتها على مواقع التورنت.. هذا ما ستكشفه الأيام القادمة

 

موقع "إضاءات" في

25.02.2020

 
 
 
 
 

أبدا نادرا أحياناً دائماً.. قضايا المرأة والبرليناله

د. أمل الجمل

هنا، في برلين هذه الدورة نجد الطقس ليس في برودة الأعوام السابقة التي كانت تهبط فيها درجة الحرارة إلى ما تحت الصفر بدرجتين أو ثلاث. هذا العام لم تنخفض الحرارة عن ثماني درجات. السماء ممطرة أغلب الأيام، الشمس تظهر على استحياء أو مثل إضاءة الثلاجة كما يصفها البعض، البرودة محتملة باستثناء يومين كان الهواء شديداً عنيفاً فمنحنا شعوراً بمزيد من البرودة أقوى من الحقيقي.

رغم هذا الطقس الجيد نوعاً - مقارنة بالماضي - ورغم التكريمات والأضواء، وتصفيق الجمهور بعد انتهاء بعض الأفلام، لكن يظل شعورٌ ما يشي بأن تلك الدورة تفتقد روحها لشيء ما. ربما هي لمسات ووجود ديتر كوسليك الذي ظل مديرا فنيا للبرليناله قرابة عقدين من الزمان، والذي كنا نراه كثيراً متجولا بحيوية الشباب وألقهم في الطرقات، أو في الشارع أمام قصر البرليناله، أو أمام عربة الطعام حيث يقف يأكل "ساندويتش" بتلذذ، فيشجع الآخرين ويطمئنهم، أو يتصادف أن يمر إلى جوارنا ونحن ندخل من باب فندق جراند حياة مقر المركز الصحفي فيُلقي التحية بود شديد مبتسما بحيوية واضحة.

دورة بين العنف الواقعي والسينمائي

لا شك أن هناك تغييرات كثيرة تُلقي بظلالها، فعدد من الصالات التي كانت قريبة وتوفر للصحفيين والنقاد وقتهم لتحقيق مزيد من المشاهدة فجأة أُغلقت، واستُبدلت بها صالات عرض أخرى بعيدة، حتى تصميم وإخراج المطبوعات التي تضمن برنامج ومواعيد العروض مصمم هذا العام بشكل مزعج، وينقصه أشياء من احترافية الأعوام السابقة، حتى الـapps التي كانت مصممة بطريقة مريحة ومساعدة للنقاد لأنها تتضمن أسماء الأفلام، وأمام كل فيلم مواعيد جميع العروض، كذلك لو رغبت في معرفة إنتاج كل دولة، لو أردت البحث بأسماء المخرجين. هذا العام تم إلغاء هذا التطبيق، بحجة أنهم يريدون للبرنامج والموقع أن يكون متاحا أمام الجميع، والحقيقة أن التبرير غير مقنع لأن الموقع كان منذ البداية متاحا للجميع، هم فقط ألغوا ذلك التطبيق الذي كان يسهل مهامنا بتصميمه القديم.

أضف إلى ذلك أن المهرجان بينما يكاد يقترب من منتصف فعالياته فجأة يعتذر صاحب «حمامة تجلس على الغصن تتأمل الوجود» و«عن الأبدية» الذين اقتنصا جوائز الأسد الذهبي في فينيسيا على أعوام متفاوتة. إنه المخرج السويدي روي أندرسون الذي اعتذر عن عدم الحضور إلى مهرجان برلين أو المشاركة بمحاورته في قسم «المخرجين السبعة»، وذلك بسبب مشاكل صحية جعلت السفر صعباً عليه. وعوضاً من ذلك، سيكون المنتج يوهان كارلسون - وهو منتج ومتعاون مع أندرسون منذ فترة طويلة - هو أحد أطراف المحاورة، بالاشتراك مع نيكي لندروث فون بار حول أوجه التشابه والاختلاف في الطموحات وأسلوب العمل بينه وبين روي أندرسون.

كذلك، وقع حادث آخر، أمس الاثنين، بوسط ألمانيا. كان الناس يحتفلون بـ«اثنين الورود»، لكن الورود صارت ملطخة بدماء الضحايا. اقتحمت سيارة احتفالا كرنفاليا بمدينة فولكمارسن، بوسط ألمانيا، متسببة في سقوط العديد من الجرحى». هذا بعد أربعة أيام فقط من واقعة الحادث العنصري الذي ألقى بظلال من الحزن على حفل افتتاح البرليناله السبعين.

الأفلام المبرمجة ذاتها في عدد كبير منها مزيد من العنف؛ عنف الحروب «الأرض المرتفعة» نموذجاً، وعنف المجتمع «الاختفاء بعيدا» أو عنف النظام المسيطر كما بأفلام «ديليت هيستوري» أو «البقرة الأولى»، أو عنف ضد المرأة، كما في «أوندينا» و«أبدا نادرا أحيانا دائما» والفيلم الأخير عن المرأة بإبداع المرأة. إنه ضمن نسبة الـ ٣٧٪ المصنوعة بأيادي النساء من بين ٣٤٠ فيلماً تشارك هذا العام في الدورة السبعين من البرليناله الممتدة بين ٢٠ فبراير إلى ١ مارس القادم.

عن العنوان

يُعد فيلم «أبدا نادرا أحيانا دائما» - كتبت له السيناريو وقامت بإخراجه إلزا هيتمان - أحد ستة أفلام جاءت بتوقيع المرأة - منها «البقرة الأولى» و«طرق لم تُطرق» - والتي تنافس على الدب الذهبي من بين ١٨ فيلماً بالمسابقة الرسمية.

تدور الأحداث حول الفتاة أوتومن البالغة ١٧ عاماً، لا تزال تدرس، تغني، وتعمل في الخزينة بسوبر ماركت، كدوام جزئي. لكنها تكتشف فجأة أنها حامل في ١٨ شهرا. إنها تعيش في بيئة ريفية فقيرة نوعاً ما، وهادئة، تنتمي للطبقة العاملة في ولاية بنسلفانيا. تتخذ قراراً بالإجهاض؛ لأنها تدرك أنها غير مهيأة مادياً أو نفسياً لأن تكون أما، خصوصاً في ظل أحوال أسرتها. لا نعرف من هو والد الجنين، أو من الفاعل. ليس هذا مهماً.

لا تخبر الفتاة أسرتها، وابنة عمتها سكايلار تدعمها، وتقف إلى جوارها في مأزقها. يسافران عبر خطوط الولاية إلى مدينة نيويورك. الشريط به مشاهد مرسوم بدقة عالية من الناحية العاطفية والشعورية والتضامن النسائي.

أما عنوان الفيلم، فمستمد من لقطة نسوية تفجر قضية المرأة بامتياز، فقبل إجراء عملية الإجهاض تسألها الطبيبة مجموعة أسئلة شديدة الخصوصية عن علاقتها الخاصة الحميمة بشريكها، أو إذا كان هناك شركاء، على أن تكون الإجابة بأحد الخيارات الأربعة؛ أبدا، نادرا، أحياناً، دائماً. ومن هذه التساؤلات؛ هل هناك عنف ضدها؟ هل تتم علاقة الحب رغمًا عنها؟

نموذج لمأساة النساء

هناك أسئلة أخرى، لكن عقب هذين السؤالين تصمت الفتاة. لا تجيب. فقط تصمت طويلًا محاولة منع دموعها التي تكشفها في النهاية. وسيكون هذا العنوان وتلك الردود اعترافاً بالغربة والاغتراب، وفي نفس الوقت مفجراً قضية نسوية متكررة خصوصا في المجتمعات الفقيرة.

من هنا تتجسد أهمية وخطورة هذا الفيلم البسيط الناعم والذي يجعلنا نظل صامتين غارقين مع بطلتيه، فهو يقول همساً وإن بوضوح شديد إن مأساة هذه الفتاة الشابة، التي تجسد نموذجا لملايين الفتيات ستظل ما بقي الفقر معششاً في المجتمعات، وما ظل الخوف من فقدان الوظيفة يحاصر النساء، وما بقي العنف المجتمعي واختفي التضامن مع المرأة. يتأكد هذا بلقطات تشبه الرتوش الرقيقة السريعة لكنها تشبه مشرط الجراح. ومنها مشاهد لهما في مقر العمل في السوبر ماركت، فعند تسليم حصيلة الخزينة للرجل القابع خلف الشباك، والذي لا نرى وجهه، نرى بوضوح تقبيله ليديها، وكذلك يفعل الرجل مع ابنة خالتها التي تنتزع يدها، بينما تستسلم أوتومن، وكأنها تخشى فقدان الوظيفة.

إضافة إلى مشهد آخر، فعندما تعلم ابنة العمة بالحمل وتخططان للسفر للعملية تترك يدها لنفس الرجل ولكن بعد أن تنتزع من حصيلة الخزينة عدة دولارات، هنا ترتعب أوتومن من تصرف ابنة خالتها المغاير لشخصيتها، وتنظر إلى الكاميرات بذعر. ثم نشهد ابنة العمة أيضاً وهي تتزين في انتظار الشاب الذي تعرفت عليه في الأتوبيس، إننا نشعر أنها فعلت ذلك حتى تطلب مساعدته، وتقترض منه المال بعد أن نفدت أموالهما؛ إذ لم يعد معهما حتى ثمن تذكرة القطار. إنها مضطرة لذلك، لأنها بحاجة للمال أيا كان نوع هذه الحاجة أو الاحتياج. وهذه المشاهد مكتوبة ومصورة بأسلوب هامس تلقائي ورقيق، ويستحق أن ينافس على الدب الذهبي، على مستوى السيناريو والإخراج، وكذلك أداء بطلته.

 

موقع "مصراوي" في

25.02.2020

 
 
 
 
 

اليوم.. عرض 8 أفلام من المسابقة الرسمية في "برلين السينمائي"

منها أفلام Hidden away وThe first cow

كتب: محمد غالب

يتنافس في مهرجان برلين السينمائي، في دورته رقم 70، على الجائزة الكبرى للمهرجان "الدب الذهبى"، 18 فيلما، يعرض منها اليوم، 8 أفلام.

حيث يعرض في الرابعة مساءً، بتوقيت ألمانيا، الفيلم الكوري الجنوبي "The Woman Who Ran"، من إخراج وتأليف هانج سانج سو، ومن بطولة Min-hee Kim, Seon-mi Song, Eun-mi Lee، والذي يعرض بقصر بريناله، ومدته ساعة و17 دقيقة، وهو ناطق باللغة الكورية، ومترجم إلى الإنجليزية والألمانية.

ويعرض اليوم أيضا، فيلم "delete history"، وهو إنتاج فرنسي بلجيكي مشترك، ومن إخراج وتأليف Benoît Delépine وGustave Kervern، وبطولة Denis O'Hare, Benoît Poelvoorde, Corinne Masiero، وهو من نوعية أفلام الدراما الكوميدية، وتدور أحداثه حول ثلاثة من ضحايا وسائل الإعلام الاجتماعية يعلنون الحرب على عمالقة التكنولوجيا، ومدته ساعة و10 دقائق، ولغته فرنسية.

بالإضافة لفيلم Bad Tale، وهو إنتاج إيطالي سويسري، ويحكي عن بعض العائلات التي تعيش في إحدى ضواحي روما، والفيلم من إخراج Damiano D'Innocenzo وFabio D'Innocenzo، ومدته ساعة و38 دقيقة، وبطولة Elio Germano, Barbara Chichiarelli, Gabriel Montesi، ولغة الفيلم إيطالية.

ويعرض اليوم، الفيلم الأمريكي "The first cow"، للمخرجة كيلي ريتشارد، وهو مأخوذ من رواية للكاتب جوناثان ريموند، والذي شارك في كتابة السيناريو، مع مؤلفة الفيلم.

ويحكي عن سفر طباخ ماهر إلى الغرب، وينضم إلى مجموعة من صائدي الفراء في ولاية أوريغون، ويقابل مهاجرا صينيا، حيث يتعاون الاثنان في عمل ناجح، والفيلم من بطولة جون ماجارو، أورويون لي، ومدته ساعة و21 دقيقة، وهو ناطق بالإنجليزية ومترجم إلى الألمانية.

بالإضافة للفيلم الأمريكي، Never Rarely Sometimes Always، من إخراج وتأليف إليزا هيتمان، ويحكي عن سفر فتاتين مراهقتين، من ريف بنسلفانيا، إلى مدينة نيويورك، لطلب المساعدة الطبية بعد الحمل غير المقصود، والفيلم مدته 101 دقيقة، وناطق باللغة الإنجليزية، وترشح لجائزتين في مهرجان صندانس في أمريكا، الأولى هي جائزة لجنة التحكيم الكبرى، والثانية هي جائزة لجنة التحكيم الخاصة، والتي حصدها.

ويعرض اليوم، في مهرجان برلين السينمائي، فيلم "My little sister" "Schwesterlein"، وهو إنتاج سويسري ألماني، من إخراج وتأليف Stéphanie Chuat وVéronique Reymond، وتدور أحداثه حول "ليزا"، التي تترك طموحاتها في الكتابة المسرحية ببرلين، وتتجه للعيش في سويسرا مع زوجها، الذي يدير مدرسة دولية هناك، وتعود إلى برلين مرة أخرى عندما يمرض شقيقها التوأم.

الفيلم من بطولة Nina Hoss, Lars Eidinger, Marthe Keller، ومدته ساعة و39 دقيقة، وناطق باللغة الفرنسية، الألمانية والإنجليزية.

وفيلم "سبيريا"، من إخراج أبل فيرارا، والذي شارك في تأليفه مع كرسيت زويس، وإنتاج إيطالي ألماني مكسيكي، من بطولة Willem Dafoe, Dounia Sichov, Simon McBurney، ومدته ساعة و32 دقيقة.

ويعرض اليوم، الفيلم الإيطالي "Hidden Away"، وهو من إخراج جورجيو ديريتي، وتدور قصته حول طرد "أنطونيو" من سويسرا إلى إيطاليا ضد إرادته. ويعيش هناك لسنوات في فقر في سهول بو، لكنه لم يتخل عن شغفه بالرسم، والفيلم سيرة ذاتية للفنان الإيطالي أنطونيو ليجابو، وهو من بطولة Elio Germano, Oliver Ewy, Leonardo Carrozzo، ومدته ساعتان، وناطق باللغة الإيطالية.

 

####

 

اليوم.. 3 أفلام ضمن عروض "جالا" في برلين السينمائي

عرض الفيلم الوثائقي الأيسلندي  Last and First Men

كتب: محمد غالب

تعرض اليوم 3 أفلام، في مهرجان برلين السينمائي، ضمن عروض قسم "جالا" Gala Berlinale Spsecial، والذي يعتبر منصة لعرض الأفلام التي تجذب جمهورًا واسعًا، بحسب موقع "برلين السينمائي"

منها الفيلم الوثائقي الأيسلندي  Last and First Men، للمخرج وهان يوهانسين.. ومدته 70 دقيقة.. وناطق باللغة الإنجليزية.

ويعرض أيضا ضمن عروض جالا فيلم Numbers، وهو إنتاج أكرانيا، بولندا، التشيك، فرنسا، ومن إخراج، أوليج سينتوف مع اختم سيتابلايف.. وتأليف أوليج سنتوف.

الفيلم من بطولة  Viktor Andrienko وOleksandr Begma وEvhen Chernykov، ومدته ساعة و44 دقيقة، وناطق باللغة الأكرانية ومترجم إلى الإنجليزية.

ويعرض اليوم أيضا في مهرجان برلين الفلم الوثائقي الصيني Swimming Out Till The Sea Turns Blue للمخرج جيا زانج كي.. والذي كتبه مع Jiahuan Wan

وانطلقت دورة العام الجاري من مهرجان برلين، في ظل الكثير من التحديات، حيث تطمح الإدارة الجديدة للمهرجان في تحقيق قفزات حقيقية فيما يتعلق بمستوى الأفلام المشاركة بكل التظاهرات والفعاليات، وأيضا بما يتعلق بصناعة السينما والتحديات التي تقابلها في كل بلدان العالم.. وتستمر فعاليات المهرجان حتى الأول من مارس

يتنافس على الجائزة الكبرى للمهرجان "الدب الذهبى"، 18 فيلما، بينها 16 تعرض لأول مرة. وتركز المسابقة الرئيسية للمهرجان بصورة كبيرة على الأفلام الفنية "آرت هاوس"، التى تتناول موضوعات إنسانية وقضايا حياتية معاصرة، مثل قضايا الهجرة والحياة الأسرية، ومعارضة السلطات السياسية، وحسبما قال المدير الفنى الجديد للمهرجان "كارلو شاتريان" إن كل همه هو البحث عن أفلام سينمائية تتناول قضايا العالم الذى نعيش فيه برؤى فنية مختلفة

 

الوطن المصرية في

25.02.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004