كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«البقرة الأولى»..

تُجدد الثقة في البرليناله

د. أمل الجمل

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة السبعون

   
 
 
 
 
 
 

جاءت عروض اليوم الثالث ضمن المسابقة الرسمية للبرليناله السبعين لتُعيد إليّ التفاؤل بعد الإحباط، وتُجدد الثقة في اختيارات البرليناله في دورته السبعين. أول وأهم هذه الأفلام يحمل عنوان «البقرة الأولى»، للمخرجة الأمريكية كيلي ريتشارد.

يبدأ الفيلم من لقطة واسعة لباخرة تمر في النهر. ثم على أحد شواطئ النهر نرى كلبا يحفر كأنه اكتشف أمرا ما. صاحبته فتاة شابة جميلة تنهره وتبعده، ثم تأخذ في تأمر المنظر. نحن لا نرى شيئاً فقط الدهشة على ملامحها، ترددها، قيامها بالحفر قليلاً، ثم التوقف. النظر حولها لتتأكد أن لا أحد متواجد حولها. تواصل الحفر بحماس.

ثم تنتقل الكاميرا فترينا مركز الحفر، فإذا باثنين من الهياكل العظمية البشرية. ترقد إلى جوار بعضها في شكل بديع، وإن كان لا يزال التراب يغطي بعضها. وجود الاثنين راقدين في هذا الوضع يُوحي بجريمة. نتخيل، نتساءل: هل هما عاشقان؟ هل للأمر علاقة بخيانة ما؟ يقطع علينا تساؤلاتنا صوت شقشقة العصافير، فترفع رأسها لنرى العصافير ترفرف على أغصان الشجر وخلفهما السماء كأنها تُغني للراقدين. مشهد شاعري بسيط سنعود إليه في الختام.

ثم تنتقل الكاميرا إلى الغابة؛ حيث نرى رجلاً في منتصف العمر يبحث عن الفطر، ويتلذذ بطعمه بهدوء، نتأمل كيف يتعامل مع أوراق النبات أو حينما يقوم بتعديل وضع سحلية انقلبت على ظهرها. الرحمة والرقة سمة واضحة على ملامح هذا الرجل الذي يُدعى فيجويتز، الذي كان يعمل طاهياً وخبازاً ذات يوم.

يرافق فيجويتز - يقوم بدوره جون ماجارو - مجموعة من الصيادين العدوانيين وهم يتجهون نحو موقع استراتيجي في إقليم أوريجون. في إحدى الليالي يكتشف مهاجرًا صينيًا عارياً متوارياً بين غصون النباتات. إنه هارب من مطارديه الروس. يُؤويه فيجويتز، ويُضمّد جراحه، ويمنحه ملابس، بعد أن يُخفيه بين ممتلكات الصيادين.

القطع السابق بين المشهدين الافتتاحي وما يليه من مشاهد لا يشي بأي اختلاف في الزمان أو المكان. كأننا انتقلنا إلى مشهد آخر وفقط، لكننا نلاحظ أن الفتاة تغيب طويلاً عن الفيلم، أتساءل أين ذهبت؟ ثم في النصف الثاني من الأحداث، أبدأ في إدراك مغزى وجود الفتاة والفاصل الزمني والمكاني بين اللقطتين. فالمشهد الأول ينتمي للعصر الحديث والمشاهد التالية تعود إلى غابات شمال غرب المحيط الهادئ في عشرينيات القرن التاسع عشر.

تربط الصداقة بين الاثنين. فيجو يفكر في امتلاك مخبز في سان فرانسيسكو، إنه مهووس بصناعة الخبز، يتملكه شغف كبير. تتُاح له الفرصة في ممارسة وتحقيق أولي لحلمه عندما تصل «البقرة الأولى» إلى المكان، يشتريها أغنى رجل مقيم في تلك البؤرة الاستيطانية، إنه رجل إنجليزي.

يبدأ فيجويتز بمساعدة صديقه الصيني في سرقة حليب البقرة ليلاً لاستخدامه في صناعة فطائر لذيذة الطعم، يبيعونها للناس في المنطقة، تحت ادعاء أنها مصنوعة وفق خلطة صينية سرية. كانت الفطائر لذيذة إلى درجة أن الرجل الإنجليزي عندما تذوقها قال: «لقد استعدت لندن في مذاقها».

ويستمر الأمر مع تزايد الطموح، وتزايد الرغبة في الحصول على اللبن، وبناء الأحلام الكبيرة، وإعجاب الإنجليزي بهما، إلى أن يُكتشف أمرهما، وتتم مطاردتهما من دون أدنى رحمة.

في المشهد الأخير، أثناء رحلة الهروب، نرى الصديقين يلتقيان، بصحبتهما الأموال المدخرة من بيع الفطائر، لازال هناك جندي شاب يتربص بهما حاملاً بنقديته، إلي أن يصلا إلى شاطئ - شاهدناه في بداية الفيلم - فيرقد فيجويتز ليتسريح لأن جراحه لم تجف، يتأمله الصديق الصيني، برفق، وتعاطف، ورقة، وبعد أن كان يحثه علي الإسراع، يضع كيس الأموال تحت رأسه ويرقد إلي جواره، ثم تهبط التترات.

عندئذ نستعيد مشهد البداية، بلقطة شقشقة العصافير وكأنها تغني للراقدين في الحفرة، نستعيد الأبيات التي اقتبستها المخرجة في بداية فيلمها من الشاعر الإنجليزي وليام بليك تحديداً من قصيدة «زواج الفردوس والجحيم» التي تُعَدُّ من أبرز أعماله وفيها يقول: «للطائر عشٌّ، للعنكبوت نسيج، وللإنسان الصداقة».

الفيلم الذي شهد عرضه الأول بمهرجان نيويورك سبتمبر الماضي، ويشارك في مسابقة مهرجان برلين السينمائي، ضمن ١٨ عملاً أخرى تتنافس على الدب الذهبي، ويُتوقع ألا يخرج من دون جائزة، في أي من عناصره كالسيناريو أو الإخراج، وكذلك التصوير شديد الرقة، المنجز بحساسية كبيرة. خصوصاً في علاقة البطل فيجويتز بالطبيعة، بمفرداتها، في علاقته بالرجال الآخرين، في تأمله للزواحف، أو قيامه بإعادة وضع السحلية المقلوبة كأنه يساعد رفيقه. الفيلم في أغلبه مطبوع بالشاعرية، بالأداء المتزن الهادئ، وفي نفس الوقت نجده مغزولا بحس كوميدي ساخر، حتى أثناء سرقة حليب البقرة، تقدم لنا المخرجة مشهداً جميلاً ساحراً عن تلك العلاقة بين السارق فيجويتز بالبقرة، وكيف يُقيم معها رابطة صداقة وود، بحديثه إليها وطبطبته عليها، ومسامرتها بالحكي عن أحلامه. إنه فيلم ملغم بالرمزية عن نشأة الرأسمالية، إنه قصة عن الحب والصداقة، بقدر ما هو رواية عن المال في الغرب القديم.

 

موقع "مصراوي" في

23.02.2020

 
 
 
 
 

الفيلم الإيطالى (مخفى جدًا) بداية السينما الجميلة!

طارق الشناوي

القسمة العادلة فى إدارة المهرجان ما بين الناقد والصحفى الإيطالى كالو شاتريان، المدير الفنى، والهولندية المنتجة مارييت ريسينبيك، هل تدخل فى إطار تطبيق اتفاقية (50 50)، والتى تعنى تحقيق قدر من المساواة بين الجنسين؟ البعض يفسرها هكذا، لا أتصور أن الأمور تقاس هكذا على هذا النحو، حتى لو بدت ظاهريا كذلك، عندما فعلها محمد حفظى، رئيس مهرجان القاهرة، وانضم للاتفاقية، كان من الناحية العملية محققا ذلك على أرض الواقع، حتى على مستوى التصنيف الجنسى بين أعضاء لجان التحكيم يقترب من ذلك، ويجب أن نذكر أن مهرجان القاهرة كانت ترأسه قبل حفظى د. ماجدة واصف، ولدينا العديد من المهرجانات المصرية ترأسها سيدات.

بعد أن ظل ديتر كوسليك لمدة 18 عاما مديرا للمهرجان، حان وقت التغيير، خاصة أن الصحافة الألمانية دأبت فى السنوات الأخيرة على التأكيد على الخفوت الإعلامى للمهرجان، فجاء التغيير وهو يحمل فى جانب منه تلبية لهذا المطلب.

العام الماضى شارك فى المسابقة الرسمية نحو سبعة أفلام نسائية، أقصد قدمتها مخرجات، لأن هناك فارقا جوهريا بين فيلم تخرجه امرأة وفيلم نسائى، هذا العام هناك حضور بستة أفلام عليها توقيع امرأة، بعضها إخراج مشترك بين رجل وامرأة، ويجب ملاحظة أن الثنائيات فى الإخراج السينمائى ارتبطت منذ انطلاق السينما على يد الأخوين (لوميير) لويس وأوجست، ثم تتابعت أفلام الأشقاء فى العالم، مثل (كوين) أمريكا، و(دادردين) بلجيكا، و(تافيانى) إيطاليا وغيرهم، والعديد من تلك الأفلام اقتسم الشقيقان فيها النجاح، وبالطبع هناك إخراج مشترك على الساحتين المصرية والعربية، ولكن لم نشهد إلا فيما ندر أن يشارك شقيقان فى إخراج فيلم، رغم أن السينما مثلا عرفت الأشقاء الثلاثة أحمد جلال وحسين فوزى وعباس كامل، ولكنهم لم يقدموا فيلما مشتركا، بل حرص كل منهم على أن يحتفظ باسم منفرد لا يشى أبدا برابطة الأخوة، وأيضا الأخوين (ذو الفقار) محمود وعز، لم يقدما فيلما مشتركا، وحاليا الأخوين (دياب) يشتركان فى عمل مشترك بكتابة السيناريو ومعهما الشقيقة الثالثة شيرين، ولكن كلا منهما يحتفظ برؤيته الإخراجية، فلم يخرجا حتى الآن فيلما مشتركا. نصيبنا من النساء المخرجات كبير منذ بدايات السينما، والآن عادت أيضا النساء بنسبة واضحة لصدارة المشهد.

يبدو للوهلة الأولى وكأن مهرجان (برلين) يعيد للأذهان تجربة قاسم أمين، المفكر المصرى الذى بدأت دعوته التنويرية فى نهاية القرن التاسع عشر، ولقبوه بمحرر المرأة، كان يرفع شعار المساواة بين الجنسين، هكذا من الممكن أن يصف البعض برؤية متسرعة مهرجان (برلين) فى تلك الدورة الاستثنائية التى تحمل 70 عاما على انطلاقه، فى ذروة زمن الحرب الباردة، ولم تتخلّ الإدارة الجديدة عن تحقيق الهدف، وإن كان الجميع من الناحية الرسمية يحرصون على نفى أى توجه متعمد لذلك فى توفر نسبة نسائية، ويؤكدون أن الاختيار ينحاز فقط للأفضل.

المهرجانات لا تهزمها الأحداث الخارجية، ولكنها تعايشها وتتغلب عليها، وهكذا بعد الجريمة العنصرية الإرهابية فى (هاناو) بفرانكفورت، والتى راح ضحيتها 9 من الأبرياء، وكان الافتتاح خير معبر عن ذلك، فهو لم يفقد نشر الإحساس بالبهجة، ولكن لم يغفل تلك الجريمة البشعة، وتوقيتها ليس له علاقة بموعد المهرجان، ولكنها الصدفة الزمنية، فى الافتتاح وقف الجميع دقيقة حداد للتنديد بالجريمة، ولكن المهرجان يواصل فعالياته ولم تتوقف، كراهية الأجانب ظاهرة بدأت تعبر عن نفسها بدموية فى العديد من المجتمعات الأوروبية.

بدأت تزداد عنفا فى أوروبا مع الخوف من استمرار التدفق البشرى للهجرة، سواء للعرب أو الأفارقة، من الممكن أن تؤدى إلى مثل هذه الجرائم، المهرجان يطرح أيضا سؤالا عن محاكمة المكرمين على مواقفهم السياسية والاجتماعية، هل قناعات الإنسان الفكرية حتى تلك التى أعلنها فى مرحلة مبكرة من عمره تظل محسوبة عليه؟ الواقع يقول نعم، وبات هناك اتهام يشكل ظاهرة لو أن هناك من رفض مثلا زواج المثليين تظل تلاحقه التهمة، الممثل الإنجليزى جيريمى إيرنزو، رئيس لجنة التحكيم هذه الدورة فى برلين، تعرض لهذا النوع من التفتيش، وهو ما دفعه إلى إعلان الحق فى الإجهاض وزواج المثليين، وفى نفس السياق، ولكن على المستوى السياسى، المدير السابق (الفرد باو)، الذى أُطلق المهرجان على يديه عام 51، وهو المهرجان الثالث تاريخيا بعد (فينسيا) و(كان)، حيث سبقه المهرجانان ببضع سنوات. هذه الدورة تم إلغاء جائزة (الدب الفضى) التى كانت تحمل اسمه بعد ظهور وثائق تؤكد أنه فى الثلاثينيات كانت له مساهمات نازية وعنصرية، رغم أنه كان رئيسا للمهرجان على مدى 20 دورة، من الواضح أن التاريخ لا يرحم أحدا، ورغم تمتع المجتمع الغربى بقدر من المرونة فى تقبل كل الآراء، إلا أن هناك مواقف تعد فى قائمة الجرائم التى لا يقهرها الزمن.

لاتزال تتعدد العروض، فيلم الافتتاح الكندى (عامى السلنجرى) نسبة إلى الكاتب الشهير ج. د. سالينجر، فيلم مسل وبه لمحات تمس القلب والتمثيل رائع، ولكنه لا يرقى لمستوى الاختيار كفيلم افتتاح فى مهرجان بحجم (برلين)، من الأفلام الهامة الرائعة داخل المسابقة الرسمية فيلم (مخفى جدا) إخراج جيورجيو ديريتى، حيث يتناول حياة فنان تشكيلى بكل تفاصيلها المليئة بالجنوح حتى فى علاقته بالذات العليا، فهو يقتل فى أحيان كثيرة، ليست فقط أعماله الإبداعية، بل علاقاته الإنسانية، ولا أتصور أن جوائز المهرجان ستخلو من اسم هذا الفيلم، سواء فى الإخراج أو التمثيل الرجالى.. نُكمل غدا!!.٫

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

23.02.2020

 
 
 
 
 

فيلم Onward... بيكسار في زيارة إلى الماضي

أندرو محسن

بعد حصولها على جائزة أوسكار جديدة عن الجزء الرابع من سلسلة "Toy Story" (حكاية لعبة)، تقدم بيكسار أحدث أفلامها "Onward" (إلى الأمام) من إخراج دان سكالنون، والمعروض ضمن قسم العروض الخاصة في مهرجان برلين في دورته السبعين.

يعد الفيلم الأول منذ "Coco" في 2017 الذي لا يمثل جزءًا جديدًا، لكن سابقة المخرج مع بيكسار من خلال فيلم "Monstres University" (جامعة المرعبين) لم تكن جيدة. فكيف جاء "إلى الأمام"؟

رحلة جديدة

كعادة أغلب أفلام بيكسار التي تقدم عوالم كاملة لها تفاصيلها وقواعدها مثلما في "Monsters Inc" (شركة المرعبين المحدودة) يصنعون هنا عالمًا يعتمد على كائنات خرافية مثل الإلف والتنانين وغيرها، في هذا العالم كانوا يعتمدون على السحر في الماضي لكن مع تطور الحياة توقفوا عن استخدامه واعتمدوا على التكنولوجيا في حياتهم اليومية.

تتابع الأحداث عن المراهقين إيان (توم هولاند) وبارلي (كريس برات) اللذان يرغبان في إعادة والدهما للحياة لمدة 24 ساعة فقط باستخدام تعويذة قديمة، لكنهما يحتاجان إلى حجر خاص لاستكمال هذه التعويذة وهكذا يدخلان في مغامرة غير متوقعة.

يجمع الفيلم بين العديد من الأفكار التي قدمتها بيكسار وديزني في أفلامهما السابقة، وإن كان يقدم هذه الأفكار بشكل مختلف. فالمدينة التي تحيا فيها الشخصيات المختلفة في تعايش تام أشبه بمدينة فيلم "Zootopia" التي كانت تعيش فيها الحيوانات المختلفة معًا بسلام تام، يستخدم صناع الفيلم هذه المدينة التي تضم كائنات غير بشرية في صناعة تعددية ضخمة من الكائنات، سواء في أنواعها وأشكالها أو جنسها، فالشخصيات النسائية في الفيلم تلعب دورًا مهمًا كما سنذكر لاحقًا. لكن الفيلم لا يتوقف هنا عند أهمية التعايش بين الأفراد المختلفين بل يتخطى ذلك سريعًا ليصل إلى فكرته الأهم.

القراءة الأوضح للفيلم تخبرنا أنه فيلم عن الترابط الأسري، وخاصة بين الأشقاء، بينما هو يحمل في طياته حث على العودة إلى استغلال الطاقات البشرية، فالشخصيات في المدينة التي تدور فيها الأحداث اعتمدوا على التكنولوجيا بشكل كامل مما جعلها تنسى إمكانيتها ومواهبها، ولهذا يصورون الوحش في النهاية وجسمه من المباني الأسمنتية. يذكرنا هذا أيضًا بعض الشيء بفيلم ديزني "Moana" والذي ركز بشكل واضح على أهمية الحفاظ على الطبيعة، هكذا يبدو أن "Onward" يتكامل مع الفيلمين السابقين.

تحديات سهلة

نشاهد في البداية رسمًا سطحيًا إلى حد ما للشخصيات، فإيان هو مراهق خجول ليس لديه أصدقاء ولا يجيد الكلام مع أحد، بينما بارلي هو شاب متأثر بالماضي السحري للبلدة، وهو النقيد من إيان، مندفع وكثير الكلام.

اكتفى الفيلم إلى حد كبير بالشخصيتين الرئيسيتين، بينما كانت الشخصيات الثانوية طريفة ولكنها ليست بالقوة أو التميز المعتادين، أبرز هذه الشخصيات المانتيكور (أوكتافيا سبينسر)، وهي عبارة عن مزيج بين الأسد والتنين والعقرب. هذه الشخصية وغيرها قدمت مشاهد جيدة لكنها ليست الشخصيات التي تبقى طويلًا مع المشاهد بعد انتهاء الفيلم، على عكس المعتاد في أفلام بيكسار، التي تقدم شخصيات ثانوية شديدة الجمال وتستمر مع المشاهد، مثل شخصية دوري من فيلم "Finding Nemo" (البحث عن نيمو).

خلال رحلتهما لاستكمال التعويذة لإعداة أبيهما للحياة، يتفاعل إيان وبارلي معًا ونشاهد تحولًا واضحًا في شخصيتيها، وذلك من خلال الكثير من المواقف الخطرة التي تحتاج إلى تعاونهما لتخطيها. رغم طرافة هذه المواقف، ووجود الكثير من الكوميديا بها، فإنها كانت تنتهي عادة بسهولة إذ يجد البطلان حلًا سريعًا وسهلًا في كل مرة لتخطي هذه الصعوبات واستكمال رحلتهما، يتجلى هذا في مشهد تصغير بارلي نتيجة التعويذة الخاطئة التي ألقيت عليه، فبعد دقائق يعود لحجمه الطبيعي دون أي مشكلة، فقط لأن التعويذة كانت لها مدة وانتهت، وهو الأمر الذي لم يُشر له من قبل، ومثّل حلا سهلًا للخروج من هذا المأزق، هذه الحلول السهلة جعلت الفيلم يفتقر إلى اللحظات التي يمكن وصفها بالفارقة في السيناريو، حتى الصراع النهائي كان متوقعًا، لكنه في النهاية لم يخلُ من اللحظات المؤثرة كعادة بيكسار، إذ نجد المخرج يوظف سيارة البطلين لصناعة إحدى أكثر مشاهد الفيلم عاطفية، فحتى مع غياب الشخصيات الثانوية المرسومة جيدًا، ينجح المخرج في تقديم لحظات مؤثرة باستخدام عناصر أخرى.

ما الجديد؟

في العام الحالي، يُعرض لبيكسار فيلمان، "Onward" هو الأول والثاني هو "Soul" (روح) من إخراج كيمب باورز وبيت دوكتور والذي قدم مجموعة من أهم أفلام بيكسار أبرزها "Up" (فوق)، ومن المنتظر عرض الفيلم الثاني في أكتوبر، وهو من الأفلام القليلة التي تقدمها بيكسار وتعتمد على شخصيات بشرية.

على الأرجح سيكون فيلم "Soul" هو الأبرز لبيكسار خلال العام، ولكن هل هذا يعني أن "Onward" مجرد ملء فراغ؟ الفيلم يضم الكثير من اللحظات الكوميدية والمؤثرة ولا يخلو من هدف واضح يود إيصاله وينجح في ذلك، هو فيلم عائلي بامتياز، ويحتوي على رسوم مميزة تجذب الأعمار المختلفة، لكنه بالتأكيد ليس من الأفلام المهمة التي يمكن الوقوف عندها في حالة الحديث عن بيكسار، فهو لم يقدم جديد، بل أعاد تدوير بعض الأفكار كما ذكرنا، وفي الوقت نفسه لن يكون من الأفلام الفاترة التي ننساها سريعًا مثل "Brave" (شجاعة).

أعلنت بيكسار منذ فترة أن الجزء الرابع من "حكاية لعبة" هو آخر الأجزاء التي ستقدمها لأفلامها القديمة لفترة طويلة، إذ ستتفرغ لصناعة أفلام جديدة، في الوقت ذاته نجد أن "Onward" يسمح بالتأكيد بصناعة جزء ثاني، فهل تفعلها بيكسار أم تكتفي بما سيحققه هذا الفيلم؟ الإجابة ربما تحددها إيرادات الفيلم في الأيام القادمة.

 

موقع "في الفن" في

23.02.2020

 
 
 
 
 

رسائل برلين 2020: تهتهة «جوني ديب» والبقرة ومجد كوريا

حسام فهمي

في العشرين من فبراير بدأت الدورة رقم 70 لمهرجان برلين السينمائي الدولي، أحد المهرجانات الثلاثة الكبار، والمهرجان السينمائي السنوي الأعلى جماهيريًا على مستوى العالم، نغطي هذا الحدث من قلب برلين للمرة الأولى، لذا تختلط الانطباعات الشخصية بالنقد الفني.

الانطباعات الشخصية هنا تأتي في الأساس عن هذا العالم الكبير من الفنانين والصحفيين والجماهير، عالم مختلف تمامًا عن عالم السينما في عالمنا العربي عمومًا، والمصري خصوصًا. أنت تجلس هنا في كرسي مقابل لجوني ديب، تسأله كصحفي فيجيب، يبدو إنسانًا منطويًا وهادئًا، وفي الشارع الجانبي عقب المؤتمر الصحفي يصطف المئات في برد برلين القارس، تتعالى الصيحات باسم جوني ديب، على يساري تحديدًا وعقب أن غادرت المؤتمر الصحفي تصرخ فتاة بصوت مرعِب أملاً أن تحصل على توقيع جوني ديب، تصرخ كمن سينتحر لو لم يحصل على لحظة أو نظرة منه، قيمة الممثل هنا، أو شهرته بمعنى أدق، تمنحه قوة فوق بشرية.

نحدثكم من هنا، لا نملك رصيدًا طويلاً من المهرجانات كمعظم الصحفيين العرب الكبار الذين يفتخرون برصيد سنواتهم هنا، كما لا نملك أيضًا مؤسسات صحفية كبيرة حكومية أو خاصة تدعمنا بالمال والعلاقات، أتينا هنا برصيد كتاباتنا في هذا الموقع الشاب، وبجهودنا الشخصية، هل يكفي هذا لطرق أبواب هذا العالم؟

الافتتاح وسحر الكتابة

فيلم الافتتاح هو أحدث أفلام المخرج الكندي «فيليب فالاردو» والمعنون My Salinger year، وتدور أحداثه عن قصة حقيقية سجلتها «جوانا راكوف» وهي خريجة جامعية حديثة، في الفترة التي عملت فيها في إحدى الوكالات الأدبية العتيقة في مدينة نيويورك، حيث كلفت بمهمة الرد على البريد الوارد للكاتب الأمريكي الشهير «جي دي سالينجر».

سالينجر هو صاحب الرواية الشهيرة «الحارس في حقل الشوفان» وهي الرواية التي أصبح بطلها «هولدن كولفيلد» فيما بعد رمزًا للمراهق المتمرد على الحياة، على العزلة، وعلى الاكتئاب، ولكنه أيضًا يملك حسًا من السخرية القاتمة لا يمكن تجاهله.

في الفيلم يدخلنا «فيليب فالاردو» إلى هذا العالم بألوان السيبيا التي نراها بعدسة مديرة التصوير الموهوبة سارة مشارا، وبصوت راوٍ تحدثنا من خلاله بطلة الحكاية «جوانا» كما يخاطبنا فيه كسرًا للحاجز الرابع أيضًا أحد محبي سالينجر، شاب وحيد وحزين وطريف، تمامًا كما هو حال «هولدن كولفيلد».

إجمالاً الفيلم لطيف، تشعر من خلاله بسحر الكتابة وبقوة الخلق لدى الكاتب، كما سيعجبك خصيصًا لو كنت من محبي Amelie و Submarine و The perks of being a wallflower وأكثر من نصف أفلام وودي آلن، لكنه وإذا تخطينا ذلك ربما يكون أقل إبهارًا من كل هؤلاء، نقطة الإبهار الأكبر هنا هي بطلة العمل، مارجريت كوالي، الفتاة التي قامت بدور مساعد في فيلم تارانتينو الأخير once upon a time in Hollywood لكنها هنا تحمل الفيلم كاملاً بحسن طالعها وبحسها الساخر، فيما يساندها المخضرمة «سيجورني ويفر».

كوالي هنا تثبت أنها نجمة جميلة قادمة وبقوة، أما في المؤتمر الصحفي فقد أثبتت دون شك أنها تملك ما تفتقده -كريستين ستيوارت- مثلاً، كوالي تنبض بالحياة، تخجل وتبتسم وتنبهر وتلقي النكات.

يبقى السؤال: هل كان الفيلم يستحق افتتاح المهرجان بطاقمه التمثيلي ومستواه الفني؟

تهتهة جوني ديب

ضمن قسم العروض الخاصة أيضًا تابعنا فيلم Minamata للأمريكي «أندرو ليفاتس» ومن بطولة وإنتاج الأمريكي الشهير «جوني ديب».

الفيلم عن قصة حقيقية لليابانيين المصابين بتسمم الزئبق على ساحل المحيط. ديب يقدم دور المصور الصحفي «جين سميث» الرجل الكهل الذي عاش وحيدًا ومدمنًا على الكحول، حتى أتت رحلته إلى اليابان ليوثق معاناة المصابين بتسمم الزئبق جراء المخلفات التي تلقيها شركات صناعة الكيماويات. الصور التي تم التقاطها غيرت مسار الحكاية، كما أن الرحلة قد عرفت «جين» مرة أخرى على الصداقة والحب.

في الصباح التالي للعرض الصحفي للفيلم اختتم جوني ديب حديثه ضمن المؤتمر الصحفي قائلاً:

لدي مشاكل في حياتي الشخصية، لكن الفن له دور مجتمعي وسياسي، نحن كأفراد ليس في أيدينا الكثير أمام الكيانات الاقتصادية الضخمة والحكومات التي تدمر حياتنا وكوكبنا، لكن الأفكار هي كل ما يملكه البشر، الصغار جدًا أمام عدوهم. (Ideas are the power of us .. the small ones)

الممثل الأمريكي جوني ديب

قبل هذا الختام المثير للتأمل، لم أكن متلهفًا للقاء جوني ديب، ذهبت للمؤتمر الصحفي وجلست في هدوء، وبمجرد دخول أبطال الفيلم، بدأ هتاف المصورين الصحفيين: «جوني .. جوني .. جوني».

جلس جوني ديب هادئًا، يغطي رأسه بقبعة الكاوبوي الشهيرة، ينظر للمصورين تارة وينظر في الأرض تارة أخرى، المكان هنا معد للمؤتمر الصحفي، سبقه بالفعل وقت للمصورين، لكنه بالطبع لا يكفي، صورة جوني ديب للعديد من هؤلاء هي الضامن الوحيد لأنه سوف يتلقى أجرًا عن كل ما صوره خلال اليوم.

طوال المؤتمر الصحفي والجميع يسأل جوني ديب بالطبع، لا يهتم أحد بسؤال زوجة «جين سميث» الحقيقية نفسها والجالسة بجوار ديب على المنصة، كما لا يهتم أحد أيضًا بالمخرج أو بفريق الأبطال اليابانيين الذين يجسدون الأبطال الحقيقيين في هذه الحكاية، من عانوا من تلوث طعامهم ومياههم، ثم قاتلوا وتظاهروا طلبًا للعدالة. حاولت مقدمة الندوة توجيه الدفة قليلاً لهؤلاء، أبرزهم «هيروركي سانادا» الذي يعرفه البعض بأدواره في أفلام «إكس مين» وعالم مارفل لكنه يقدم هنا دورًا مغايرًا تمامًا، عن رجل ياباني قاد المقاومة والتظاهرات في هذه الفترة

الملاحظة الأبرز هنا أن ديب يستغرق وقتًا طويلاً في التفكير والإجابة، يتلعثم كثيرًا وسط الحديث، يصرح بكلمتين ثم ينتظر لثوانٍ ليجد الثالثة، لكنه في النهاية استطاع أن يصيغ ما يشعر به، وبشكل لمسني شخصيًا.

جوني ديب يعاني شخصيًا في الوقت الحالي جراء خلافه مع زوجته الثانية «امبر هيرد» والتي اتهمته بالاعتداء عليها بالضرب، قبل أن يتم الكشف مؤخرًا عن تسجيل يثبت أن امبر هيرد هي من كانت تعتدي بالضرب عليه.

هذا رجل له أخطاء بالتأكيد، رجل طبيعي، لكن الطاقة الهائلة للشهرة تحوله لإله بمجرد أن يظهر للعامة، يغادر الجميع المؤتمر الصحفي في سياراتهم ويرحلون سريعًا، لكن جوني ديب لم يكتفِ بالتلويح من نافذة سيارته، تجول ليوقع أوتوغرافات الجماهير، وعلى عكس رغبة حراسه الشخصيين الذين كانوا يحاولون منعه في البداية، استمر جوني ديب في التقاط الصور مع الرجال والنساء، الصبية والصبايا الذين كانوا يصرخون باسمه. حينما غادر ديب أخيرًا شعرت بثقل الشهرة، حمل كبير وقيد على الحرية الشخصية، لكنني تذكرت أيضًا كم كنت أحب جوني ديب

المجد الكوري

نستمر مع عروض المهرجان الخاصة، هذه المرة مع فيلم Time to hunt القادم من كوريا الجنوبية، البلد المتوج بأربع جوائز أوسكار حصدها Parasite في حفل الأوسكار مطلع فبراير 2020، هنا نشاهد أحد أبطال «طفيلي» مرة أخرى، «تسو وو شك»، أو كما يعرفه الجميع «ابن العائلة الفقيرة»، إلى جانب اثنين من أصدقائه، في فيلم تشويق ومطاردة يهربون طوال أحداثه تقريبًا من رجل مثير للرعب أكثر من أرنولد شوارزنجر في أسوأ كوابيس التسعينيات يقوم بدوره «بارك هي سو».

الفيلم من إخراج «يون سونج هيون»، الذي صنع فيلمه الأول بعنوان bleak night في عام 2011، لكنه في «وقت الاصطياد» يضعنا في رحلة لاهثة لمدة ساعتين وربع، نهرب خلالها رفقة أبطاله الشباب من خصم لا يمكن الهرب منه.

النقد الاجتماعي والسياسي حاضر هنا أيضًا في Time to hunt، لكنه النوع الفيلمي الذي يمكن تصنيف الفيلم فيه يبدو في المساحة بين التشويق والثريلر، وإذا حاولنا تلخيص أسلوبه البصري والمونتاجي دون حرق الأحداث فهل يمكنك أن تتخيل «ماد ماكس» في كوريا الجنوبية؟

تذكروا هذا الفيلم، وتذكروا أيضًا أن كوريا الجنوبية لديها سينما، ولديها صناع سينما، «بونج جون هو» المتوج بالأوسكار ليس حالة فردية.

انطباعات المسابقة الرسمية

البقرة الأولى

أول الأفلام التي تستحق ذكرًا خاصًا في المسابقة الرسمية لمهرجان هذا العام هو الفيلم الأمريكي First Cow للمخرجة كيلي رايتشارد، ومن بطولة الأمريكي جون ماجارو والبريطاني من أصل صيني أوريون لي، رفقة البريطاني الشهير توبي جونز.

في البقرة الأولى نتتبع صداقة صنعتها الصدفة بين طباخ بريطاني ورحالة صيني، في أرض أمريكا في بداية القرن التاسع عشر، حيث الجميع مهاجرون يحلمون بفرصة جديدة في هذا المجتمع الجديد، المثير للتأمل والاسترخاء في هذا الفيلم بشكل خاص هو أسلوب كيلي رايتشارد الهادئ في سرد حكايتها، تمهل شديد، فرصة لالتقاط الأنفاس، وتفاعل طبيعي يظهر تدريجيًا بين الأبطال يشعرنا في النهاية أننا شهود على هذه الصداقة، في المجتمع الجديد يوجد بقرة أولى، ومعها تظهر حاجة من لا يمتلكونها لبضع نقاط الحليب.

من يملك هذه الأرض وما عليها؟ وما الذي يملك قيمة أكبر: قطعة من الكعك تذكرك بأهلك ووطنك، أم قطعة من الفضة أو الذهب تضمن لك مكانة في عالم جديد؟

الفيلم حظي بعرض صحفي ناجح، وفي المؤتمر الصحفي شكرت كيللي رايتشارد بشكل خاص ستديو الإنتاج A24 الذي لمع اسمه مؤخرًا واشتهر بإتاحته الحرية الإبداعية للمخرجين في أمريكا، بعيدًا عن قيود الإستديوهات الكبرى، رايتشارد ذكرت مازحة أنها لم تكن تظن أن أحدًا سيهتم بإنتاج قصة عن رجلين وبقرة.

مختبئ

الفيلم الثاني الذي يستحق التنويه ضمن المسابقة الرسمية هو الفيلم الإيطالي Hidden away للمخرج جورجيو ديريتي، عن القصة الحقيقية للرسام الإيطالي أنطونيو ليجابوي، الرجل الذي عانى من المرض النفسي طوال حياته، عاش وحيدًا ودون منزل فترة طويلة، تعرض للضرب والركل، نام لسنوات في الشوارع والحقول، وفي النهاية أصبح أحد أهم الرسامين الفطريين في القرن العشرين أو ما يطلق عليهم The Naive Artists.

الفيلم ورغم طول مدته وصعوبة موضوعه إلا أنه ينجح في النهاية أن يخلق حالة فنية ممتعة، من خلال لوحات ليجابوي وموسيقى ماركو بيسكارني وتجسيد مكتمل من بطل الفيلم الممثل الإيطالي «إيليو جيرمانو»، الرجل الذي فاز من قبل في برلين في عام 2008 بجائزة النجم الصاعد، ثم فاز بجائزة أفضل ممثل من مهرجان كان في عام 2010. اليوم وعقب 10 سنوات يعود جيرمانو ليقدم نفسه كمنافس على جائزة أفضل ممثل في برلين 2020.

تنتهي هنا رسالتنا الأولى، على أمل اللقاء في رسائل قادمة، حيث الحلم الألماني يكتمل بما قد يكون أفضل أفلام المهرجان بين الألماني كريسيتان بيتزولد، الكوري هونج سانجسو، الأمريكي أبل فريرا، وأخيرًا الإيراني -الممنوع من السفر- محمد رسولاف.

 

موقع "إضاءات" في

23.02.2020

 
 
 
 
 

تقديرا لمشوارها السينمائي.. مهرجان برلين يهدي "أولريك" كاميرا بريناله

أخرجت 25 فيلما أولها الفيلم الوثائقي القصير Berlinfieber - W

كتب: محمد غالب

كرم مهرجان برلين، أمس، المخرجة والكاتبة الألمانية أولريك أوتنجر، بمنحها جائزة كاميرا برليناله، وسلمها لها كل من كارلو شاتريان، المدير الفني الجديد للمهرجان، وأيضاً المتخصّصة في إدارة وتوزيع الأعمال السينمائية بالمهرجان ماريت ريسينبيك.

وجرى عرض فيلمها الوثائقي Paris Calligrammes لأول مرة، وهو ناطق بالألمانية والفرنسية، ومدته ساعتان و9 دقائق.

وولدت أولريك عام 1942، ودرست الفنون في ميونخ، ولها تاريخ كبير في صناعة السينما، كمخرجة، كاتبة، مصورة ومنتجة.

وحصدت من قبل على 3 جوائز من جمعية نقاد السينما الألمانية، الأولى عام 1987، عن فيلمها الوثائقي China. Die Künste - der Alltag. Eine filmische Reisebeschreibung.

والثانية عن الوثائقي Prater عام 2008، والثالثة عام 2017 عن الوثائقي Chamissos Schatten.

وترشحت لجائزة الدب الذهبي لمهرجان برلين السينمائي عام 1989، عن فيلم Johanna D'Arc of Mongolia، وحصدت جائزة Special Teddy من مهرجان برلين عام 2012.

وأخرجت "أوتنجر" 25 فيلما، أولها الفيلم الوثائقي القصير Berlinfieber - Wolf Vostell  عام 1973، وبعدها قدمت مجموعة أفلام مميزة، تتنوع بين الوثائقي والدراما والقصير.

وكتبت 22 عملا، وصورت 20، وأنتجت 13 عملا، ظهرت في 3، وذكر موقع مهرجان برلين السينمائي، أنها واحدة من أهم المخرجين الألمان منذ فترة السبعينات، وأن أفلامها عرضت في أهم المهرجانات الدولية.. بالإضافة إلى أن لها إنجازات أيضا في مجال الإخراج المسرحي والرسم.

وعملت "أولريك" في البداية كفنانة مستقلة، في باريس، حتى أخرجت فيلمها الأول عام 1973، ثم انتقلت إلى برلين والتي تعيش فيها حتى الآن. وقدمت في السبعينات أفلام مختلفة، آخرها تذكرة بلا عودة عام 1979.

وتمنح جائزة برلينال كاميرا، منذ عام 1986. وتمنح لتكريم الشخصيات والمؤسسات التي ساهمت بشكل خاص في صناعة الأفلام.

 

####

 

اليوم.. "بينوكيو" في برلين السينمائي ضمن عروض "جالا"

الفيلم من بطولة روبرت بينيني وإخراج ماتيو جاروني

كتب: محمد غالب

يعرض اليوم الأحد، فيلم "بينوكيو" في مهرجان برلين السينمائي في دورته رقم 70، وهو من بطولة الممثل الإيطالي روبرت بينيني، ومن إخراج ماتيو جاروني.

ويشارك الفيلم ضمن عروض قسم "جالا" Gala Berlinale Spsecial، والذي يعتبر منصة لعرض الأفلام التي تجذب جمهورًا واسعًا بحسب موقع "برلين السينمائي".

ومن المقرر عرض بينوكيو أيضا، غدا وبعد غد ويوم 1 مارس، وهو آخر أيام المهرجان.

فيلم "بينوكيو" مدته ساعتان و5 دقائق، وإنتاج إيطالي، فرنسي، بريطاني، وناطق باللغة الإيطالية، ويشارك في بطولة العمل كل من  Federico Ielapi وRocco Papaleo.

وشارك بطل الفيلم روبرت بينيني، كممثل في أكثر من 30 عملا، وكتب 17 آخرين، وأخرج 9 أعمال، وحصد عددا كبيرا من الجوائز، ومن أشهر أفلامه "الحياة جميلة" الذي أخرجه ومثل فيه، وحصد عنه 3 جوائز أوسكار، منها أفضل ممثل في دورة الأوسكار سنة 1999، بالإضافة لحصد الفيلم جائزة أفضل فيلم أجنبي، وأفضل موسيقى، وترشح أيضا وقتها لجائزة أفضل مخرج وأفضل سيناريو أصلي.

وحصد "بينيني" جائزة بافتا لأفضل ممثل عام 1999، وجائزة نقابة ممثلي الشاشة في نفس العام، بالإضافة لحصده عددا كبيرا من الجوائز.

 

####

 

تراجع واستبعاد وقضاء.. أزمات واجهت مهرجان برلين في دورات سابقة

ألغيت المسابقة الرسمية عام 1970 بعد استقالة لجنة التحكيم

كتب: محمد غالب

بدأت فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته رقم 70، يوم الخميس الماضي، وتستمر حتى 1 مارس، وواجه المهرجان في بعض الدورات السابقة أزمات كان لها شديد الأثر على المهرجان.

بناء سور برلين وفشل دورة 1962

يصنف الموقع الرسمي لمهرجان برلين السينمائي، دورة 1962، بكونها دورة فاشلة بإجماع النقاد: "لم تسعد أحدا"، ليس فقط بسبب تراجع إقبال الجمهور، بسبب بناء سور برلين، ولكن لأن البرنامج كان ضعيفا أيضا في تلك السنة.

دورة 1970 بدون جوائز بسبب مشاهد اغتصاب

أكبر أزمة واجهت المهرجان في تاريخه هي أزمة فيلم "أو.كي"، وهو فيلم ألماني من إخراج ميشائيل فيرهوفن، سنة 1970، وتخلل الفيلم مشاهد صادمة عن اغتصاب وقتل فتاة فيتنامية من طرف جنود أمريكيين أثناء حرب فيتنام، نقلا عن واقعة حقيقية، فقامت لجنة التحكيم باستبعاده من المسابقة الرسمية، الأمر الذي كانت له تبعات كبيرة.

وقالت اللجنة حينها، "إن الفيلم لا يساهم في خلق تفاهم حقيقي بين الشعوب"، بينما أشارت تقارير إعلامية، إلى أن رئيس لجنة التحكيم، المخرج الأمريكي جورج ستيفنس، شعر أن الفيلم هو استهداف له.

وأسفر قرار اللجنة، عن موجة من الاحتجاجات أدت إلى استقالة لجنة التحكيم، وكانت دورة 1970 هي الوحيدة التي ألغيت فيها المسابقة.

وصول إدارة المهرجان لساحات القضاء سنة 1976

يعتبر الفيلم الياباني "امبراطورية الحواس"، أول فيلم يجر إدارة مهرجان برلين الدولي إلى القضاء سنة 1976،  حيث وصفه النائب العام حينها "كفيلم بورنوغرافي ثقيل"، القضية بقيت أمام أنظار القضاء حوالي سنتين، وتم الحكم فيها لصالح إدارة المهرجان بكون الفيلم رغم احتوائه على مشاهد جنسية إلا أنه ليس فيلما بورنوغرافيا.

فيلم "ألفة" يثير جدلا عام 2001

حصد الفيلم البريطاني "ألفة"، على جائزة الدب الذهبي للمهرجان سنة 2001، وأثار ذلك جدلا واسعا، إذ اعتبر بعض النقاد أن الفيلم مغرق في البورنوغرافية، ولا يستحق تلك الجائزة، وهو من إخراج الفرنسي باتريس شيرو، ويحكي عن علاقة جنسية بين رجل وامرأة متزوجة.

"تعويض" السينما الألمانية سنة 1982

هدد صناع السينما الألمان إدارة المهرجان بالمقاطعة سنة 1981، بسبب رفض الإدارة المتكرر لأفلام ألمانية لأسباب تجارية، لكن الإدارة وصلت بعد مفاوضات إلى توافق مع صناع السينما الألمان، فشاركت في مسابقة 1982 خمسة أفلام ألمانية، وفاز المخرج الألماني "راينر فيرنر فاسبيندر" بالدب الذهبي عن فيلمه "شوق فيرونيكا فوس"، بعد أن شارك ثلاث مرات في المسابقة، وكان آخر ظهور لفاسبيندر في المهرجان إذ توفي بعدها بـ 4 أشهر.

 

الوطن المصرية في

23.02.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004