كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

برلين: مهرجان المفاجآت السلبية والايجابية!

شفيق طبارة

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة السبعون

   
 
 
 
 
 
 

برلين | تغييرات كبيرة بدأنا نلحظها في «مهرجان برلين السينمائي» بدورته السبعين التي تنطلق اليوم وتستمر حتى الأوّل من آذار (مارس) المقبل. تغييرات كان لا بد منها: إدارة جديدة تضفي روحاً منعشة على أقدم مهرجان للسينما في ألمانيا، وأكثر المهرجانات شعبية في أوروبا. بوستر حديث، لا يشبه شيئاً قديماً، أقسام وبرامج جديدة. كان «برلين» وما زال مهرجان العامة. هو يختلف عن مهرجان «كان» الذي نرى فيه النخبة السينمائية، حيث يتنافس كبار المخرجين على أهم جائزة سينمائية، بينما يقتصر الحضور على الدعوات والعاملين في القطاع السينمائي. ويختلف أيضاً عن «البندقية» الذي يكون عادة المدخل الأساسي لأفلام جوائز «الاوسكار»، والذي، رغم أنه يستقبل عروضاً للعامة، لا يستقدم الكثير من الناس. أما «برلين»، فهو المهرجان الذي يحتضن الجمهور. الجميع يستطيع أن يشاهد الأفلام، وكثيرون يأتون من جميع المناطق الألمانية لحضور الأعمال التي تنفد بطاقاتها تقريباً قبل بداية المهرجان، خصوصاً بسبب أسعارها المقبولة التي تراوح بين 5 و16 يورو للعرض بحسب الفئات، مع حسومات خاصة للطلاب والعاملين في القطاع السينمائي.

خلال السنوات السابقة، كانت جودة الأفلام المعروضة في المهرجان لا ترتقي إلى أهميته. رغم ذلك، لا يمكن التنبّؤ بمهرجان برلين، فهو مهرجان المفاجآت السلبية والإيجابية. مخرجون جدد، أفلام غير تقليدية، والكثير من الفعاليات. رغم أن المسابقة الرسمية هي التي يلقى الضوء عليها في الأعوام السابقة، إلا أن مسابقات «المنتدى» و«البانوراما» كانت تقدم أفلاماً تثير اهتماماً أكبر وتحفّز أكثر من الخيارات التي كانت تعرض في المسابقة الرسمية. هذه السنة تقريباً تغيّرت الأمور قليلاً، فلننتظر ولنرَ ما يحمل لنا برلين هذه السنة.

إدارة المهرجان

سيكون للـ«برلينالي» في دورته السبعين إدارة جديدة. ظلّ الألماني ديتر كوسليك مديراً للمهرجان ما يقرب من عقدين من الزمن (2001 – 2019). على مدى سنوات طويلة في تولّيه رأس الإدارة، تطوّر «برلين» ليصبح أحد أهم المهرجانات السينمائية العالمية، وواحداً من الثلاثة الكبيرة إضافة إلى «كان» و«البندقية». مع الدورة الجديدة لعام 2020، سوف يكون للمهرجان قبّة تنفيذية مزدوجة، تشكّل سابقة في تاريخ المهرجانات السينمائية الكبيرة.

سيتولى السينيفيلي والناقد الإيطالي كارلو شاتريان، المدير الفني السابق لمهرجان «لوكارنو» السينمائي (سويسرا)، الإدارة نفسها في الـ«برلينالي»، بينما ستتولى الهولندية مارييت ريسينبيك التي عملت في «الأفلام الألمانية» (المنظمة الوطنية للترويج الدولي للسينما الألمانية) الإدارة التنفيذية. سيتقاسم كلاهما المهمات لإعادة المهرجان إلى رونقه السابق، بعد الإخفاقات والنقد التي تعرّض له خلال السنوات الأخيرة.

لجنة التحكيم، المسابقات والجوائز

عندما أعلنت إدارة المهرجان أن جيريمي أيرونز سوف يكون رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، علت الصيحات (كالعادة). أثار الاختيار انتقادات بعض الصحافيين ووسائل الاعلام و#مي_تو بسبب تعليقات قديمة مثيرة للجدل تعود إلى أعوام 2011 و2013 حول التحرش الجنسي والزواج المثلي. يرأس أيرونز لجنة مؤلفة من ستة أعضاء ستكون مسؤولة عن تقديم أهم جائزة في المهرجان، أي «الدب الذهبي»، إضافة الى الجوائز الأخرى مثل «الدب الفضي» لجائزة لجنة التحكيم الكبرى، وأفضل ممثل وممثلة ومخرج وأفضل سيناريو، إضافة إلى «الدب الفضي» لأفضل مساهمة فنية متميّزة في فئات الكاميرا أو التحرير أو الموسيقى، أو الأزياء. تتألّف لجنة التحكيم من الممثلة الأرجنتينية بيرنيس بيجو، والمنتجة الألمانية بيتينا بروكمبر، والمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، والمخرج الأميركي كينيث لونيرغان، والممثل الإيطالي لوكا مارينيللي، والمخرج البرازيلي كليمبر فيلهو.

خلال المهرجان، سيتم عرض 400 فيلم من 71 دولة. وسيتنافس في المسابقة الرسمية 18 فيلماً من 18 دولة على جائزة الدب الذهبي. ومن بين المستجدات في النسخة السبعين مسابقة جديدة باسم Encounters المكرّسة لسينما أكثر راديكالية وتجريبية، تهدف إلى تعزيز الاعمال الجريئة وإعطاء مساحة أكبر لأشكال سردية ووثائقية متنوعة. ستقدم لجنة تحكيم مؤلفة من ثلاثة أشخاص جوائز هذه المسابقة وهي أفضل فيلم وأفضل إخراج وجائزة خاصة من بين 15 فيلماً تم اختيارها لهذه الفئة.

يتنافس في المسابقة الرسمية 18 فيلماً من مختلف أنحاء العالم بأساليب ومواضيع متنوّعة

وكما في الأعوام السابقة، سيستضيف المهرجان عدداً كبيراً من الفئات والمسابقات الأخرى التي تشكل كل منها مهرجاناً صغيراً خاصاً. بداية، يعدّ Berlinale Special أحد أكثر برامج المهرجان تنوّعاً، إذ يقدم أفلاماً عن موضوعات حالية، عفوية ومحدثة، وأشكالاً سردية غير عادية وشخصيات أفلام استثنائية. أما Berlinale Short فيشكّل مساحة واسعة لجميع الأساليب والموضوعات، أي إنها سينما جديدة قصيرة، تفتح مجالات لصناع أفلام جدد لبدء مشوارهم السينمائي في عرض عالمي أول. مسابقة Panorama مخصّصة لسينما مستقلة ومتنوعة، سينما غير عادية ولها جمهور خاص، وتقدم جائزة باسمها. «مثيرة»، «منفعلة»، «جريئة»، هكذا يصف المهرجان هذه المسابقة، فهي غير تقليدية، نسوية، سياسية، اجتماعية. تبحث دائماً عمّا هو جديد وجريء وغير تقليدي. منتدى Forum & Forum Expanded يمثّل الخط الرفيع بين الحياة والسينما والفن بشكل عام، إذ يضيء على العلاقة بين الشاشة الكبيرة والحياة، وانعكاس الوسيط السينمائي على الخطاب الاجتماعي. يهدف المنتدى الى توسيع نطاق فهم ماهية السينما، وفتح آفاق جديدة لفهم ارتباطها بالعالم بطرق جديدة. قسم Perspective on German Cinema مخصّص لاكتشافات جديدة في المشهد السينمائي الألماني من منظور السينما الألمانية إنه أشبه ببوّابة عبور إلى مستقبل صناعة الأفلام لمخرجين ومنتجين وغيرهم من المتخصصين الألمان. يتوجّه قسم Generation إلى الشباب. يقدّم سينما لهذه الفئة من الجمهور بلغة سينمائية خاصة تأخذ الشباب والصغار بجدية. قصص يجري سردها من خلال عيون أبطالها من الشباب. أما فئة Retrospective, Berlinale Classics & Homage فلا تحتاج إلى دليل. إنها احتفاء بكلاسيكيات السينما المعاد تجديدها، كطريقة لإعادة اكتشافها مرة أخرى. إنها الأفلام التي لا تموت والتي يحتفل فيها مدى الحياة. إضافة الى تكريم شخصيات سينمائية عالمية وتقديم جائزة «دب ذهبي» فخري لإنجازاتهم السينمائية طوال فترة حياتهم، هذه السنة، سيكرّم المهرجان الممثلة الأميركية هيلين ميرين، فيما ستذهب كاميرا الـ«برلينالي» إلى المخرجة والمصوّرة الألمانية اورلايك اوتينغر.

أفلام المسابقة الرسمية

يتنافس في المسابقة الرسمية 18 فيلماً حول مواضيع متنوعة من جميع أنحاء العالم، ولا يشبه بعضها بعضاً تقريباً. نستعرض هنا الأفلام المتنافسة، قبل أن نعود إليها بالتفصيل لاحقاً بعد مشاهدتها من خلال «رسائل برلين»

 «ميدان ألكسندر في برلين» للأفغاني الألماني برهان قرباني: بعد «الشهادة» (2010) و«نحن شباب، نحن أقوياء» (2014)، يقدّم قرباني فيلمه الجديد، وهو عبارة عن اقتباس معاصر لإحدى أعظم روايات القرن العشرين «ميدان ألكسندر في برلين» (1929) للروائي الألماني ألفرد دوبلن. يحكي الفيلم قصة فرانسيس الذي هرب من أفريقيا ليجد نفسه على شاطئ في جنوب أوروبا، وينتهي به المطاف في برلين. يقرّر أنه يريد أن يعيش حياة كريمة ومنتظمة من الآن فصاعداً، ولكن بؤس حياته وعدم مبالاة المجتمع القاسي الذي يحيط به يدفعانه إلى قرارات لا يريدها. إنها قصة رجل في المجتمع الحديث يبحث عن الفداء الذي لن يأتي أبداً. الجدير بالذكر أن رواية دوبلن قدمت في السينما مرتين من قبل، إحداها للمخرج الألماني الكبير راينر فيرنر فاسبيندر الذي قدم الرواية على شكل مسلسل قصير (15 ساعة ونصف) عام 1980.

 DAU. Natasha للروسي إليا خيرهانوفسكي وجيكاترينا اورتيل: تدور أحداث الفيلم الروسي في معهد أبحاث سوفياتي سرّي حيث تعمل ناتاشا وأولغا كنادلتين في المطعم. تبدأ ناتاشا بعلاقة غرامية مع ضيف أجنبي في المعهد، ولكن الجهاز السري يعرف ويتدخل. قصة عن الحب والتطرّف البشري والسلطة والشمولية. غالباً ما تدور أحداث أعمال إليا في معاهد سرية أو في أمكنة غير مألوفة، كما يمزج الواقع والخيال بأحاديث طويلة يشرب فيها الكثير من الكحول مثل أفلام DAU (2019) و 4 (2004). سوف نعود إلى هذا الفيلم بالتحديد بعد مشاهدته، للحديث أكثر عن مشروع DAU السينمائي، خصوصاً أن هناك فيلماً وثائقياً ثانياً سيعرض ضمن العروض الخاصة عن المشروع.

 Domangchin Yeoja («المرأة التي هربت») للكوري الجنوبي هونغ سانغ سو: يعدّ هونغ سانغ سو ضيفاً دائماً على المهرجانات. هو الذي ربح جائزة «الفهد الذهبي» في «مهرجان لوكارنو» (2015) عن فيلمه Right now, Wrong then، وشارك في «مهرجان برلين» (2017) بفيلم On the Beach at Night Alone. سينما سانغ سو نموذجية وواقعية جداً، مشاهده طويلة وعادة ما تشبه طريقة بداية أفلامه نهايتها. في شريطه الجديد يقدم قصة كام هي، المرأة المتزوجة التي تلتقي صدفة بثلاثة من أصدقائها عندما كان زوجها في رحلة عمل.

 Effacer L’historique («حذف التاريخ») للفرنسيين بينوا دوليبين وغوستاف كورفين: المخرجان الكوميديان الساخران اللذان لا يفترقان تقريباً، يوجدان دائماً في مهرجانات مثل «برلين وكان». في فيلمها الجديد يقدمان قصة ثلاثة جيران مع العواقب الجديدة لوسائل التواصل الاجتماعي. مسرحية هزلية عن واقعنا في القرن الحادي والعشرين، بطريقة سينمائية كوميدية عميقة، كما عوّدنا المخرجان الفرنسيان.

 El Profugo («المتطفل») للأرجنتينية ناتاليا ميتا: في مشاركتها الأولى في المهرجان، تقدّم ناتاليا فيلمها الجديد التي تصفه بأنه فيلم نفسي جنسي خيالي مثير. إنها قصة أينس الشابة التي بدأت تخلط الواقع بالخيال، وتطاردها الكوابيس والأرق بعد حادثة مؤلمة خلال عطلة.

 Favolacce («حكايات سيئة») للإيطاليين داميانو وفابيو دينوسنزو: عام 2018، ، شارك المخرجان في مهرجان« برلين» ضمن مسابقة «البارونام» بفيلمهما الدرامي «الأولاد يبكون». والآن يعودان بشريطهما الجديد عن قصة خيالية مظلمة تحدث في ضاحية في جنوب روما، حيث تعيش مجموعة من العائلات مع أطفالهم المراهقين.

 First Cow («البقرة الأولى») للأميركية كيلي ريتشارد: تعتبر كيلي ريتشارد أحد وجوه السينما الأميركية الجديدة المستقلة. تدور أحداث فيلمها في الشمال الغربي لأميركا خلال القرن التاسع عشر، حول قصة عمل وصداقة بين طباخ ومهاجر صيني. دائماً ما تحدث أفلام كيلي بعيداً عن المدن الكبرى، وشخصياتها تكون على هوامش المجتمع، وتأخذ مصيرها بأيديها.

 Irradiés («المشع»): للكمبودي ريثي بان: في شريطه الوثائقي الجديد، يصوّر بان الناس الذين نجوا من شعاع جسدي ونفسي نتيجة حرب.

 Le Sel Des Larmes («ملح الدموع») للفرنسي فيليب غاريل: إنه دائماً خلف الكاميرا، حيث يقدم فيلماً جديداً كل سنتين تقريباً. وجوده في المهرجانات الكبيرة ليس بمفاجئ، فهو دائماً ما يحصد جوائزها. بالأبيض والأسود يقدّم غارين عمله الجديد، عن علاقة حب قاسية، من خلال شاب يسافر إلى فرنسا لتقديم امتحان دخول، لكنه يصادف شابة، لتبدأ علاقة قصيرة المدى.

 Never rarely sometimes always («ابداً نادراً في بعض الأحيان دائماً») للأميركية إليزا هيتمان: إنه ثالث أفلام هيتمان، الذي يبدأ عرضه الدولي في «مهرجان برلين». في الشريط قصّة مؤلمة عن مراهقة تسافر مع صديقتها من ريف بنسلفانيا إلى مدينة نيويورك من أجل الإجهاض.

 Rizi («أيام») للتايواني تساي مينغ ليانغ: يعدّ المخرج أحد أعمدة الموجة السينمائية التايوانية الثانية، وهو موجود دائماً بين مهرجاني برلين والبندقية حيث يحصد جوائزهما. في فيلمه الجديد يقدّم بصمت (فيلم من دون حوارات) علاقة رجلين وحيدين يلتقيان وينسيان الواقع المظلم لليلة واحدة، يتقرّبان كثيراً قبل العودة إلى حياتهما اليومية.

 The Roads Not Taken («الطرق التي لم تؤخذ») للبريطانية سالي بوتر: تعود المخرجة إلى برلين بفيلم عن يوم في حياة ليو وابنته مولي وهي تصارع تحديات عقل والدها الفوضوي. رحلة أب وابنته عبر مدينة نيويورك مع هلوسة ليو وتفكير مولي في مستقبلها. يجمع الفيلم خافيير بارديم وإيل فاننيغ وسلمى حايك.

 Schwesterlein («أختي الصغيرة») للسويسريتان ستيفاني شوات وفيرونيك ريموند: تقدّم المخرجتان قصة أخوية عن كاتبة مسرحية لم تعد تكتب، تعيش مع أسرتها في سويسرا، ولكن قلبها يبقى في برلين الى جانب شقيقها التوأم، الممثل المسرحي الشهير الذي يعاني من مرض مزمن.

 Sheytan vojud nadarad («لا يوجد شر») للإيراني محمد راسولوف: دائماً ما يوجد راسولوف في مهرجان «كان» حيث حصد جوائز عديدة هناك، لكنه هذه المرّة يقدّم فيلمه الجديد في برلين. يخلق المخرج الإيراني في شريطه حلقة سردية تتألف من أربع قصص مترابطة بشكل مأساوي. حشمت هو زوج وأب مثالي، يستيقظ كل يوم باكراً. ولكن إلى أين يذهب؟ لا يمكن لبويا أن يتخيل قتل رجل آخر، ولكن قيل له إن عليه فعله. لا يعرف جافاد أن تقدّمه لطلب زواج حبيبة لن يكون المفاجأة الوحيدة في عيد ميلادها. بهرام طبيب غير قادر على ممارسة الطب، وقرر أن يشرح لابنة أخيه سبب حياته كمنبوذ.

 Siberia («سيبيريا») للأميركي أبل فيرارا: المخرج العظيم الاستفزازي والمثير للجدل، يقدم في برلين فيلمه الجديد مع الممثل الذي يحب أن يتعامل معه ويليم دافو. يروي العمل قصة الرجل المهزوم والمكسور كلينت الذي يعيش وحيداً في قلب تندرا المتجمدة. ولكن رغم عزلته، فإنه يعجز عن الهرب من العالم أو إيجاد السلام. في إحدى الليالي، يشرع في رحلة يسافر خلالها عبر أحلامه وذكرياته وخياله، محاولاً شق طريقه من الظلام الى النور.

 Todos os mortos («جميع الموتى») للبرازيليين سيتانو غورتاردو و ماركو دوترا: يقدّم المخرجان فيلماً تاريخياً عن البرازيل في بداية القرن العشرين، في الوقت الذي كانت فيه ساو باولو تنمو بسرعة بعد إلغاء العبودية. ثلاث نساء مالكات لأراض، وعبيد يكافحون للتكيّف مع التغييرات الجديدة في البرازيل. واحدة من العائلات التي عاشت العبودية، تواجه مكاناً لا مساحة فيه للناس السود المفرج عنهم أخيراً. بين حاضر البرازيل وماضيها، يقاتل الجميع من أجل البقاء في العالم الحديث.

 Undine («انداين») للألماني كريستان بيتزولد: ليس بيتزولد غريباً عن «مهرجان برلين»، هو الذي قدّم أفلاماً كثيرة هنا، حاصداً عنها جوائز مهمة. إنه أحد أهم المخرجين الألمان الذي يمزج الواقعية والسينما السياسية في أفلامه. يحمل الفيلم اسم حورية الماء التي تغوي الرجال في عدد كبير من القصص الأسطورية. أنداين تعمل دليلة في أحد المتاحف الألمانية في يومنا هذا، بعد أن هجرها شريكها ليذهب إلى امرأة أخرى، يتم لعنها وإجبارها على قتل الرجل الذي خانها والعودة الى المياه التي استُدعيت منها ذات يوم. ولكن على عكس الشخصية الأسطورية، في الفيلم تحاول انداين تحدي مصيرها. يعيد بيتزولد صياغة الأسطورة كقصة خيالية في عالم حديث ومحبط.

 Volevo nasconderni («بعيد عن الأنظار») للإيطالي جورجيو ديريتي: يقدّم الفيلم سيرة ذاتية للرسام أنطونيو ليغابو الذي يعدّ أحد أهم الفنانين الفطريين. إنه شخص ثوري في الفن الحديث، عاش حياة سيئة السمعة، وعانى من مشاكل جسدية وعقلية، ولكنه لم يتخلَّ عن شغفه بالرسم.

 

الأخبار اللبنانية في

20.02.2020

 
 
 
 
 

البرليناله السبعون.. دورة الآمال الكبيرة وسط تحديات سياسية وصحية

د. أمل الجمل

في السابعة من مساء اليوم الخميس ٢٠ فبراير؛ افتتحت فعاليات مهرجان برلين السينمائي دورته السبعين. أحد أهم المهرجانات الكبرى في العالم مع كان وفينيسيا.

هذا العام تنطلق الدورة السبعون في ظل قيادته الجديدة المتمثلة في الإيطالي كارلو شاتريان مديرًا فنيًا والذي سبق له أن تولى إدارة مهرجان لوكارنو السينمائي، وتتعاون معه الألمانية مارييت ريسنبيك كمديرة إدارية للبرليناله. منذ الآن، نشعر أن الأثنين بفريق عملهما يسعيان لتحقيق تغيير ملموس يشي بأن استبدال الإدارة السابقة - بقياة ديتر كوسليك - كان أمراً مستحقاً.

رغم التحديات والمفاجآت التي قد تبدو مُربكة، مع ذلك فإن عناوين الأفلام بأسماء مخرجيها وأبطالها، كذلك قائمة النجوم والنجمات والتكريمات، والأمور الجديدة المستحدثة ضمن الفعاليات تشي بدورة متألقة مختلفة. فمثلاً من النجوم المشاركين بأفلام معروضة خلال الدورة؛ الممثل الإسباني خافير بارديم بمناسبة عرض فيلمه «طرق لم تُطرق» والممثلة سلمى حايك التي تشاركه البطولة. كذلك روبرتو بينيني - وليام دافو - جوني ديب- لورا ليني، والأسترالية كيت بلانشيت.

من بين الأفلام الــ ٣٤٠ التي يعرضها المهرجان هذا العام - بينما عرض بدورة العام الماضي ٤٠٠ فيلم - يوجد فيلم سبقته سمعته بسبب قيمة وأهمية مخرجه. إنه الفيلم الكمبودي «المشع» للمخرج «ريثي بانه»، هناك أيضاً الفيلم الأمريكي «البقرة الأولى» للمخرجة كيلي ريتشارد. ثم يأتي من ألمانيا فيلم «برلين الكسندر بلاتز» للمخرج برهان قرباني. كذلك وفي إطار عرض فيلم وثائقي عنها بعنوان «هيلاري» من المتوقع أن تحضر وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون المهرجان في دورته السبعين.

من دون أن ننسى تكريم الممثلة البريطانية الحائزة على الأوسكار هيلين ميرين، بطلة «ذا كوين»، حيث سيمنحها المهرجان خلال الدورة الـ٧٠ الدبّ الذهبي عن مُجمل منجزها الإبداعي، إضافة إلى عرض عدد من أفلامها.

إلغاء جائزة ألفريد باور

كان المهرجان قد اضطر إلي تعديل موعده بسبب تعديل موعد حفل توزيع جوائز الأوسكار إلى التاسع من فبراير، بما أجبر برليناله على تأخير موعد المهرجان نحو أسبوع.

أما أحد أبرز المفاجآت غير السارة فيتمثل في إلغاء جائزة الدب الفضي التي تحمل اسم ألفريد باور التي بدأ المهرجان في منحها منذ العام ١٩٨٦ أي منذ وفاة باور. إنه أول رئيس لإدارة المهرجان في الفترة الممتدة بين ١٩٥١ و١٩٧٦.

أما سبب إلغاء الجائزة فهو المعلومات التي خرجت للنور مؤخراً عن ألفريد باور تؤكد من خلال البحوث والبراهين تورطه في أعمال الحزب النازي الألماني وانتمائه له، مثلما كان شريكاً بوحدة «أفلام الرايخ».

كورونا وغياب الوفد الصيني

التحدي الآخر الذي يُواجهه المهرجان المخاوف العديدة من فيروس كورونا، حيث قاعات السينما الكبيرة والقاعات المغلقة المكتظة بالحشود من النقاد والصحفيين والجماهير. فهى فرصة مرعبة لانتشار الفيروس إن كان يحمله شخص واحد فقط.

تكتمل تلك المفاجأة غير السارة بأن هذا العام تم تخصيص مساحة استثنائية للمنتج السينمائي الصيني ضمن فعاليات «السوق الأوروبي». وكان العشرات من مندوبي تسويق الأفلام وعدد من ممثلي الشركات الصينية الكبيرة قد أعلنوا عن قدومهم، لكنهم قاموا مؤخرًا بإلغاء مشاركتهم، ليس فقط، بسبب انتشار الفيروس الذي مصدره الصين، ولكن أيضاً بسبب شدّيد السلطات الألمانية على إجراءات منح تأشيرات الدخول للقادمين من الصين إلى البرليناله.

رغم ذلك، لا يبدو أن إدارة المهرجان اهتزت، فأعمالهم ومساعيهم في فتح آفق جديد لا تزال مستمرة حتى اللحظات الأخيرة. حتى أنها منذ لحظة إعلان إغلاق مجمع السينما الكبير سوني المجاور لقصر البرليناله في بوتسدامر بلاتس، الذي كان المهرجان يعرض فيه العديد من أفلامه، مع ذلك سارعت الإدراة وأوجدت أماكن بديلة للعروض.

الافتتاح في أربع مدن ألمانية

من بين الأمور المستحدثة هذا العام أنه لأول مرة سيشاهد حفل الافتتاح - وكذلك فيلم الافتتاح - في أربع مدن ألمانية، حيث يستطيع الجمهور متابعة الحدث، ثم مشاهدة الفيلم في قاعات السينما وعلى شاشاتها الكبيرة في ذات اللحظة كأنهم في قصر البرليناله.

أما فيلم الافتتاح فهو «ماي سالنجر يير» للمخرج الكندي فيليب فالاردو، المقتبس عن قصة للكاتبة الأمريكية جوانا سميث راكوف، وتدور أحداثه حول شاعرة تعمل كمساعدة عند كاتبة مشهورة.

يُذكر أن المدير الفني للمهرجان قد علق على اختياره قائلاً: يسعدنا أن نفتتح الدورة الـ٧٠ بقصة تأخذ بوجهة نظر بطلتها التي تتمتع بمنظور جديد، وهي ليست ساذجة بأيّ حال من الأحوال.

التفكير خارج الصندوق

إضافة إلى تنظيم لقاءات مع سبع مخرجين مرموقين لأن أفلامهم شكلت حدثا مهماً واضحاً في تاريخ «البرليناله»، هنا سيقوم كل مخرج من هؤلاء باختيار مخرج معاصر حتى يشاركه في إقامة حوار مفتوح حول السينما، سيكون حوارًا مباشرًا بين المخرجين يتبادلان فيه الخبرات والآراء حول السينما وصناعة الأفلام، مع عرض فيلمين للمخرجين المتحاورين. من بين تلك المحاورات؛ واحدة تجمع بين التايواني أنج لي، والياباني هيروكازو كوري إيدا، ومحاورة ثانية بين الإيطالي باولو تافياني وكارلو سيروني، وثالثة بين كلير دوني وأوليفيه أساياس- ورابعة بين السويدي روي أندرسون مع مواطنه نيكي ليندروث فون بار. وسوف تستضيف هذه الحوارات الثنائية أكاديمية برلين للفنون.

على صعيد آخر، قامت الإدارة الجديدة بتعديل بعض المسميات، فمثلاً قسم العروض المعروف بــ«خارج المسابقة»، والذي كان يُعرض داخل المسابقة دون أن يشارك في التنافس رغم أنه في الغالب كان يضم أعمالاً مهمة، وكان بعضها أحياناً يكون أكثر أهمية من تلك المتنافسة، وهو القسم الذي طالما أربك النقاد والصحفيين لتناقضه، فلماذا يكون داخل المسابقة؟ ولماذا في نفس الوقت لا ينافس طالما دخل المسابقة؟

لكن الإدارة الجديدة أوجدت بديلاً لذلك، حيث تم ضم جميع الأفلام غير المتنافسة إلى قسم يحمل عنوان «جالا برليناله الخاصة»، ومن هذا القسم بالدورة السبعين للبرليناله فيلم "بينوكيو" للمخرج الإيطالي ماتيو جاروني، صاحب الجواهر السينمائية المعروفة «جومورا» و«دوجمان». وللكاتب كارلو كولودي، والذي يقوم بتجسيد الشخصية الرئيسية فيه الممثل والمخرج المرموق روبرتو بينيني.

عن الوجود العربي في البرليناله

تضم المسابقة الرسمية الرئيسية المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، والمخرجة المصرية هالة لطفي في مسابقة العمل الأول. أما النظرة الأولية على الأفلام العربية المشاركة سنجد في قسم بانوراما فيلم «نرجس» للمخرج البرازيلي كريم عينوز، مخرج من أب جزائري وأم برازيلية. يتابع الفيلم فتاة شابة تُدعى نرجس أثناء مشاركتها في المظاهرات ضمن الحراك الشعبي ضد الفساد ومن أجل الديمقراطية. كذلك من بين الأسماء العربية المخرج اللبناني أكرم زعتري يشارك بفيلم «الهبوط»، الذي سبق وأن شارك في البرليناله قبل عدة أعوام بفيلمه «ثمانية وعشرون ليلًا وبيت من الشعر».

علينا الاختيار من بين ٣٤٠ فيلما مجموعة من الأفلام لملاحقتها أينما كانت. وأتوقع دورة متميزة على المستوى الفني، وأفلاماً تنتمي في أغلبها للآرت هوس. ما يجعلنا نتوقع ذلك تصريح المدير الفني المهرجان كارلو شاتريان في مؤتمره الصحفي: «أريد أفلاما تتحدث عن العالم الذي نعيش فيه.»

 

موقع "مصراوي" في

20.02.2020

 
 
 
 
 

"برلين 70": فلسطينية في التحكيم ولبنانيان مع فيلمين متوسطين

محمد حجازي

بين 20 شباط/ فبراير الجاري والأول من آذار/ مارس المقبل تقام فعاليات الدورة 70 من "مهرجان برلين السينمائي الدولي" بإدارة جديدة يتولاها الصحافي الإيطالي "كارلو شاتريان" (مديراً فنياً) والألمانية "مارتين ديسنبيك" (مديرة إدارية) مكان الرئيس السابق للمهرجان طوال 18 عاماً "ديتر لوسليك" بعدما تم الكشف عن ماضيه النازي في رئاسة شعبة الأفلام التابعة لمكتب "هتلر"شخصياً.

إنكليزيان يحظيان بفرصتي تكريم الأول هو الممثل الأقوى "جيريمي آيرونز" (عشيقة الملازم الفرنسي، مع ميريل ستريب) الذي إختير رئيساً للجنة التحكيم، وقد واجهته حملة معارضة في ألمانيا (إنتقاده حساسية النساء الزائدة من ملامستهن، ورفضه زواج المثليين) تخطاها سريعاً، والثانية تكريم الممثلة الجديرة بالجوائز "هيلين ميرين" (75 عاماً)، بالمقابل غاب العرب عن الحضور في المسابقة الرسمية وكان البديل في هذا الإطار إختيار المخرجة الفلسطينية "آن ماري جاسر" عضو تحكيم ( مع الأرجنتيتية بيرينيس بيجو، الأميركي كينيث لوينرجان، الألمانية بتينا بروكنز، الإيطالية لوكا مارينيللي، البرازيلي كليبر ميندونسا فيليو)، مع حضور اللبنانيين "أكرم زعتري" مخرجاً للفيلم الإماراتي "هبوط" (63 دقيقة) و"سارة فرنسيس" مع فيلمها "كما في السماء كذلك على الأرض" (70 دقيقة)، ويحضر الشريط القصير "الموعود" (19 دقيقة) للمصري "أحمد الغنيمي".

"عامي مع سالانجر" (كندي – فرنسي) للمخرج "فيليب لاردو" هو فيلم الإفتتاح (مع سيغورناي ويفر، ومارغريت كوايلي)، وتحضر النساء في 4 أفلام (ليس نادراً وأحياناً دائماً – للأميركية أليزا هيتمان، البقرة الأولى – للأميركية كيلي ريتشارد، الطرق التي لم نسلكها – للنيوزيلاندية سالي بوتر، والمتطفل – للأرجنتينية ناتاليا ميتا) ومن أفلام المسابقة (سيبيريا – للأميركي آبيل فيرارا، أيام – للتايواني تساي مينغ ليانغ، أموندين – للألماني كريستيان بيتزولد، المرأة التي جرت – للكوري هونغ سانغوسو، مخفي بعيداً – للإيطالي جورجيو ديرتيني، أشطب التاريخ – للفرنسيين بينوا ديلفين، وغوستاف ديرفيرن، إبنتي ناتاشا – للروسيين إيليا كرانوفسكي، وجيكاترينا أويرتل، وبرلين ألكساندر بلاتر – للأفغاني برهان قرباني).

وتشارك السينما الإيرانية في تظاهرة البانوراما بفيلم "بري" وهو إسم إمرأة تسافر مع زوجها إلى أثينا للإطمئنان على أوضاع إبنهما الذي يدرس هناك، لكنهما يفقدان الإتصال به لأنه غاب تماماً عن السمع. للمخرج سياجك إعتمادي.

 

الميادين نت في

20.02.2020

 
 
 
 
 

«مهرجان برلين السينمائي 70» بين 20 الجاري والأول من آذار مع 340 فيلماً

«آيرونز» للتحكيم.. وأكرم زعتري يعرض «الهبوط» عن الشارقة...

محمد حجازي

بين 17 شباط/ فبراير الجاري والأول من آذار/ مارس المقبل، تقام الدورة السبعون لمهرجان برلين السينمائي الدولي.

الإفتتاح بشريط (Malmkrog) لـ كريستي بوي، وهو روماني (53 عاماً) عن نص له إقتبسه عن كتاب فلاديمير سولوفيوف وأنجزه في نسخة مدتها 3 ساعات و21 دقيقة، ستعرضها فرنسا في تموز/ يوليو المقبل، ويجسّد الأدوار الرئيسية: آغات بوش، أوغو بروسو، مارينا بالي، وديانا ساكالوسكالتي، تكلّف انتاجه مليون ونصف يورو.

وسيكون شريط الختام (The metamor phosis of birds) للمخرجة كاتارينا فاسكونسيلوس الذي صوّر بميزانية 89.500 يورو، وهو ناطق بالبرتغالية، وفي الأدوار: بانويل روزا، جوا ومورا وبمشاركة المخرجة وأفراد من عائلتها في فيلم وثائقي.

من الأشرطة المشاركة: (Servants) لـ إيفان أوستروشوفسكي، و(The trouble with being born) لـ ساندرا والنر، كذلك: (Red Moon tide) (لوا باتينو), (Days of Cannibalism) لـ تيبوهو إيدكنز، (A common crime) لـ فرنسيسكو ماركيز، (Sisters apart) لـ دافني شاريزاني.

هذه المعلومات وصلتنا من مسؤولة الإعلام في المهرجان «غلوريا زيربيناتي» في برقية، لكن باقي المعلومات نشرت أن تاريخ انطلاق الدورة 70 هو في العشرين من الجاري، وسيرأس لجنة التحكيم الممثل الانكليزي الكبير جيريمي آيرونز، وفي العضوية الممثلة بيرينيس بيجو (فرنسية أرجنتينية) التي عرفناها من الفيلم الرائع: الفنان (2011) ومعها المخرج الأميركي كينيث لوينرجان (مانشستر قرب البحر)، المنتجة بتينا بروكمنر (ألمانيا)، الممثلة لوكا مارينيليي (ايطاليا)، الناقد كليبر ميندونسا فيليو (البرازيل) والمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر (واجب 2017) و(رانديفو 2016).

وتعرض هذه الدورة 340 فيلماً بينها 18 ستتبارى في المسابقة الرسمية، بينها في قسم البانوراما الشريط الإيراني «بري» وهو إسم إمرأة تسافر مع زوجها الى اليونان للقاء إبنهما الذي يتابع دراسته هناك لكنهما لا يجدانه في إستقبالهما، ويبحثان عنه ولا يجدانه، فيعودان في حالة خذلان إلى طهران.

المهرجان يكرّم هذا العام الممثلة الكبيرة هيلين ميرين (إنكليزية - 75 عاماً) عن انجازاتها السينمائية مدى الحياة.

ومن العروض الخاصة في فعاليات المهرجان ضمن «غالا برليناله الخاصة» خمسة أفلام أبرزها: (Charlatan) للمخرجة البولندية آيناسكا هولاند مع (جواشيم بول آسبدك، جان فلاساك).

 (Minamata) للمخرج البريطاني أندور ليفيتاس يدير جوني ديب وبيل نايي، (آخر وأول الرجال) للراحل يوهان يوهاشون (آيسلندا) مع (تيللدا سوينتون بالصوت)، (السباحة في الخارج حتى يصير البحر أزرق) لـ جيا زانكيه (الصين) و(هيلاري) لـ نانيت بروشتاين (أميركية) عن سيرة حياة هيلاري كلينتون.

الدورة 70 تشرف عليها إدارة جديدة مزدوجة بين الإيطالي كارلو شاتريان (مديرا فنياً) والألمانية مارييت ريسنبيك (إدارية).

لبنان يتمثل في قسم (Forum Expanded) عبر المخرج أكرم زعتري بعنوان: «الهبوط» بعد خمسة أعوام على مشاركته في المهرجان بفيلم: «28 ليلاً وبيت من الشعر». وفي شريطه الجديد الذي صوّره العام المنصرم 2019 يرصد «زعتري» منطقة الغريفة الشعبية التي إنتقل أهلها عام 1994 إلى مساكن جديدة بالشارقة ليست بعيدة عن مساكنها القديمة التي راحت تندثر، والعمل صوّر بتكليف من بينالي الشارقة 14. معه في الفريق المصوّر طلال خوري، المونتيرة ريتا منذر، مع مشاركة موسيقية من: شريف صحناوي، علي حوت وعبد حبيسي.

أكرم (54 عاماً) له عشرات الأعمال.

 

اللواء اللبنانية في

19.02.2020

 
 
 
 
 

السياسة والتنوع في صلب "مهرجان برلين السينمائي"

(فرانس برس)

أراد مهرجان برلين للسينما، في دورته السبعين التي تنطلق غداً الخميس، التركيز على التنوع، وهو جدل يعصف بأوساط السينما، مع مشاركة مخرجات وأفلام سياسية وأعمال من مناطق مختلفة من العالم.

فبعد حفلتي جوائز "بافتا" البريطانية و"أوسكار" الأميركية اللتين تعرضتا للانتقادات جراء عدم اختيار مخرجات وفنانين سود، تعهد مهرجان برلين، وهو أول مهرجان سينمائي أوروبي يقام هذه السنة قبل كانّ والبندقية، بالاهتمام بهذا الموضوع.

وقال كارلو شاتريان، الذي يدير المهرجان مع الهولندية مارييت ريسينبيك: "أطمح إلى توفير منصة للأفلام. نريد تخصيص مساحة للتنوع" في الفن السابع.

وحل هذا الثنائي مكان الألماني ديتر كوسليك، الذي أمضى 18 عاماً على رأس مهرجان برلين. واختير 340 فيلماً هذه السنة، من بينها 37.9 في المائة من إخراج نساء. ومن أصل 18 فيلما مشاركاً في المسابقة الرسمية لنيل جائزة "الدب الذهبي"، ستة أعمال من إخراج نساء أو أن النساء ساعدن في إخراجها.

وهذا العدد أقل من تمثُّل النساء القياسي خلال العام الماضي الذي بلغ نسبة 45 في المائة، إلا أنه أعلى من ذلك المسجل في مهرجانَي كانّ والبندقية اللذين رشحا مخرجتين فقط في دورتهما للعام 2019 من أصل 21 فيلماً في المسابقة الرسمية.

وفي خضم الجدل حول التمييز الجنسي وضعف التمثل، وقّع مهرجان برلين، العام الماضي، ميثاقاً من أجل المساواة بين الرجال والنساء، على غرار مهرجانات كبيرة أخرى.

قال مدير المهرجان الجديد كارلو شاتريان، عند تقديم الأفلام المختارة، نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، إن "ستة أفلام لا تعني المساواة، إلا أننا على الطريق الصحيح لتحقيق ذلك".

ومن بين هذه الأعمال الفيلم الأخير للأميركية كيلي رايكارت "فيرست كاو" First Cow، وهي من الأسماء البارزة في السينما المستقلة، وفيلم البريطانية سالي بوتر "ذا رودز نوت تايكن" The Roads Not Taken، من بطولة خافيير بارديم وإيل فانينغ وسلمى حايك.

وسيكرم المهرجان أيضاً الممثلة البريطانية هيلين ميرن، بمنحها جائزة فخرية.

ومن المحطات الرئيسية المرتقبة في المهرجان السياسي بامتياز حضور هيلاري كلينتون، وهي محور فيلم وثائقي بأجزاء عدة، فضلاً عن كايت بلانشيت، وهي إحدى شخصيات حركة "تايمز آب" Time’s Up التي تشكلت في سياق حركة "مي توو" #MeToo للدفاع عن النساء في أوساط السينما والفن.

وعلى صعيد الأفلام، سيعرض المخرج الأوكراني أوليغ سينتسوف، الذي سجن مدة خمس سنوات، فيلم "نامبرز" Numbers، المستوحى من تجربة سجنه في روسيا.

ويتنافس على جائزة "الدب الذهبي" أيضاً الفيلم الأخير للإيراني محمد رسولوف، الممنوع من مغادرة إيران، وعنوانه "ذير إز نو إيفيل" There Is No Evil، وفيلم "تودوس أوس مورتوس" Todos Tus Muertos البرازيلي حول العبودية، ووثائقي بعنوان "إيرادييتد" Irradiated، من إخراج ريثي بان، الذي يكرس أعماله لمجازر الإبادة الكمبودية.

وأوضح مدير المهرجان أن "سيطرة الأجواء القاتمة عائدة ربما إلى أن الأفلام التي اخترناها تميل إلى النظر للواقع من دون أي أوهام، ليس لإثارة الخوف بل لأنها تريد أن تفتح عيوننا".

ويمنح المهرجان هذه السنة استثنائياً جائزة "دب فضي" مكان جائزة ألفرد باور، وهو مدير سابق لمهرجان برلين، بعد الكشف قبل فترة قصيرة عن ماضيه النازي. وأعلن المهرجان، الثلاثاء أيضاً، تكليف معهد التاريخ المعاصر في ميونخ بإجراء تحقيق بهذا الخصوص.

وتعود إلى لجنة التحكيم في المهرجان، برئاسة جيريمي أيرنز، مهمة اختيار الفائز بجائزة "الدب الذهبي" في 29 فبراير/شباط الحالي. وستعاون الممثل البريطاني الشهير في هذه المهمة خصوصاً الممثلة الفرنسية بيرينس بيجو، والإيطالي لوكا مارينيلي، والسينمائي الأميركي كينيث لونرغان، والبرازيلي كليبر مندونسا فيليو.

 

العربي الجديد اللندنية في

19.02.2020

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004