كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«دكتور سليب» يبني «مجده» على تحفة كوبرك

شفيق طبارة

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الثانية والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

في عام ١٩٨٠، نجح ستانلي كوبرك في إخراج فيلم مقتبس عن رواية «البريق» لستيفن كينغ، مقدّماً أحد أهم الأعمال وأكثرها رعباً. وفي ٢٠١٩، قدّم مايك فلاناغان، المشهور بإخراج أفلام الرعب، شريط «دكتور سليب» مقتبساً عن رواية كينغ الثانية، فهل كان على قدر التوقعات؟

حققت رواية «دكتور سليب» للكاتب ستيفن كينغ نجاحاً كبيراً. نشرها عام ٢٠١٣ كاستمرار لروايته السابقة «البريق» عام ١٩٧٧. وبينما نجح ستانلي كوبرك عام ١٩٨٠ في إخراج فيلم مقتبس عن رواية «البريق» ويحمل اسمها، مقدّماً واحداً من أهم الأفلام وأكثرها رعباً؛ أخرج مايك فلاناغان، الذي اشتهر بأفلام الرعب، فيلم «دكتور سليب» (٢٠١٩) مقتبساً عن الرواية الثانية، فهل كان على قدر التوقعات؟

واجه فلاناغان مهمّة شاقة، بما أن فيلمه هو تكملة لتحفة كوبرك... لم يكن «دكتور سليب» قادراً على فهم أو التعامل مع التفاصيل الدقيقة والغموض والثقل النفسيّ الذي قدمه فيلم «البريق». الفيلم الجديد في أفضل لحظاته هو تتمة عادية للقصة واقتباس تافه لكتاب كينغ. ليست المشكلة في الحبكة، بل في عدم وجود رؤية فنية لفيلم مماثل. مجرّد وقود لآلة تنتج «أفلام رعب» مع بهارات لطيفة وأصوات مزعجة وتأثيرات سينمائية خاصة. كلّما ابتعدنا عن فيلم ستانلي كوبرك، كلّما كان ذلك أفضل للجميع. المقارنة محرجة.
لنتذكر فيلم كوبرك قبل الدخول في فيلم فلاناغان
.

«البريق» (١٩٨٠): The Shining

الخوف، شعور مشترك للنفس البشرية. شعور يدفع الإنسان إلى الاعتقاد بوجود خطر قادم، فيبلغ الإحساس بالخوف أعلى درجاته. وفيلم «البريق» للمخرج ستانلي كوبرك، دليلٌ واضح على ذلك. الفيلم مقتبس عن رواية ستيفن كينغ، ولكن كوبرك انحرف عن الخطّ الرئيسيّ للقصة، وجعلها أبعد من فيلم رعب.

جاك تورانس (جاك نيكولسون) مدرّس، يحصل على وظيفة كحارس فندق «أوفرلوك» في جبال كولورادو لمدة ستة أشهر، خلال فصل الشتاء. وتكون هذه الوظيفة بمثابة عزلة، كي ينهي كتابه. ينتقل إلى المكان الجديد بعد انتهاء الموسم وإغلاق أبواب الفندق، مع زوجته ويندي (شيلي دوفال) وابنه داني (داني لويد). ثلاث شخصيات أساسية وعالم مليء بالخوف واللاوعي سيطارد الجميع، ويخرج أسوأ ما في دواخلهم.

القوة الخارقة في الفيلم (على عكس الرواية) عشوائية إلى حدّ ما. يمرّ الرعب الحقيقيّ عبر جاك الأب الذي يتحوّل تدريجاً إلى مريض نفسي يصل إلى درجة الجنون وانفصام الشخصية. فيلم ممسوك جيداً، يمزج العزلة، وأناقة الفندق، والغموض، والصقيع والأصوات التي تأتي من مكان خالٍ ليحقّق هدفه. الفيلم كناية عن متاهة للعقل، رحلة إلى أعماق اللاوعي والإدراك. كما يُظهر لنا صعوبة التفريق بين الواقع والخيال.

في «البريق»، نرى وجهين لعملة واحدة، ازدواجية مضطربة في شخصية الفيلم الرئيسية؛ جاك الأب والكاتب بمزاجه الصعب، وجاك الذي يمكث دائماً في الفندق مع شرّه المثير. إنه الجانب المظلم الذي سيظهر بسبب العزلة، فيتّهم الأمّ والابن بالوقوف خلف كلّ ما يحدث له ويضطر لمواجهتهما. يذهب كوبرك أبعد من ذلك لصنع الرعب؛ فيأخذ ذاكرة الإنسان التي يمكن أن تعمل ضدّ الشخص نفسه كما حصل مع الأب. أمّا بريق داني، فيأتي للتحذير من شيء فظيع حدث، وقد يتكرّر، فيحاول داني حماية نفسه وحماية والدته، على عكس الأب الذي شهد أيضاً ماضي الغرفة 237 ولم يعِرها اهتماماً، إلا أنه استسلم لقوة الشر في داخله. ورغم تجاهله لها إلّا أنه غارق فيها.

«البريق» فيلم آخر من الأفلام التي لا تتأثر بالوقت. رغم مرور سنين على إنتاجه، يمكن اكتشاف رؤية جديدة له، مع التفاصيل الدقيقة التي تفتح أبواباً جديدة ومعنى مغايراً، وهنا تكمن عظمة هذا النوع من الأفلام. وهنا يعرّفنا كوبرك أن الإرهاب والشر يعيشان بداخلنا. فنحن من اختلق مفهوم الشرّ لنفصله عنّا ونسمو من دونه. نحن من ابتكرنا شخصيات خيالية رمينا عليها تهمة أفعالنا المؤذية. تقتل الحيوانات بفعل الغريزة لأجل غذائها وحماية أنفسها، وتقتل البشر لأنهم يتمتعون بوعي وعاطفة تجعلهم كتلة من الهواجس المثبطة بفعل وتأثير الظروف والمحيط. «البريق» فيلم مخيف بفكرته ورهيب بطرحه.

«دكتور سليب» (٢٠١٩) Doctor Sleep

عقود مرّت منذ أن نجا داني تورانس من فندق «أوفرلوك». داني (إيوان مكريغور)، الصبي الصغير الذي سافر بين ممرات الفندق، هو اليوم شخصٌ عاطل عن العمل، مدمن على الكحول وسريع الغضب. يبحث فقط عن مكان للاستقرار للتغلب على مشاكله التي ترجع إلى صدمة الطفولة وإلى «بريقه» وقدرته النفسية التي تسمح له برؤية الموتى والتواصل معهم. نشأ دان في بلدة صغيرة في نيو هامبشاير وتمكّن من الاستقرار في مأوى صغير يخدم كبار السن. وبفضل «بريقه»، تمكّن من إراحة أولئك الذين هم على شفير الموت، وحصل على لقب «دكتور سليب». يلتقي داني بأبرا (كيليث كوران) وتعرف أنه يشاركها القوة الخارقة نفسها. وستطلب مساعدته في مواجهة روز (ريبيكا فيرغسون) وأتباعها. جنباً إلى جنب مع أبرا، يجب على دان مواجهة مخاوفه أثناء إحياء أشباح الماضي في خضم معركة حياة وموت مع روز.

قام فلاناغان بإخراج الفيلم بطريقة الخيال العلمي الملحمي، وبتعريف الخير والشر منذ البداية وبتوقعات لا مفرّ منها حتى المبارزة الأخيرة. مشكلة الفيلم الأساسية أنه يشرح أكثر من اللازم، إلى درجة تثير السخرية. ينفصم انفصاماً عميقاً بين القصة الجديدة ومشاهد الفيلم الأصلي، ويعتمد بشكل كبير على مجد فيلم كوبرك، لكن من دون الغموض أو الإثارة التي قدمها الفيلم الأول، حتى مع إعادة مشاهد الفيلم الأصلي كقاعة الرقص والغرفة 237... هذه المشاهد الجاهزة استعملها الفيلم بطريقة مبتذلة، كأنّ المخرج يعرف أن الفيلم الجديد بلا مضمون، فأراد إدخال لحظات من تحفة كوبرك فقط ليخدم فيلمه من دون مهارة فنية أو إعطاء استقلالية لشريطه.

أخرج مايك فلاناغان الفيلم بطريقة الخيال العلمي الملحمي

«دكتور سليب» فيلم مطوّل بشكل غير ضروري. فشل فلاناغان في جمع عناصر الفيلمَين، مع بعض الشخصيات والأحداث الجديدة التي لا تعدو أن تكون حشواً يطيل السرد. على رغم وجودها المحبّب على الشاشة، إلا أنّ تدخّلات بعض هذه الشخصيات أتت صبيانية، وهي ليست مسؤوليتها بل مسؤولية فلاناغان الذي لم يضع في فيلمه تشويقاً ولا رعباً ولا تعاطفاً ولا أيّ عنصر من العناصر التي يجب أن تتوافر في فيلم الرعب.

على الرغم من أن إيوان مكريغور قدم أداء مقنعاً لرجل مضطرب يخرج ببطء من الظل، إلا أنه لا يكفي لإنقاذ الفيلم، وفلاناغان لم يعطِه الدعم اللازم في السيناريو المتضعضع. الكيمياء بين الشخصيات غير مقنعة، كعدم اقتناع المخرج نفسه بقدرته على إخراج فيلم رعب مستقل. فيلم كوبرك يطغى على فيلم فلاناغان الذي لم يحاول أن يفعل شيئاً مختلفاً عن عمل كوبرك كأنّه نسي أنه ليس كوبرك.

مع هذا الاضطهاد للفيلم الأصلي؛ جاء «دكتور سليب» من غير رعب أو خوف أو مفاجأة. لم يرتقِ إلى مستوى التوقعات التي أثارها لأنه مبنيّ على رواية لستيفن كينغ وتكملة لتحفة سينمائية لا تُنسى. الفيلم متواضع، يبدأ ببعض الأفكار المثيرة ثم يضيع في متاهة تشبه متاهة الفندق الخضراء.

* The Shining: متوافر على نتفلكس

* Doctor Sleep: ينطلق عرضه الخميس المقبل في الصالات اللبنانية

 

الأخبار اللبنانية في

18.11.2019

 
 
 
 
 

التعاون الأول بين النجمين مات ديمون وكريستيان بيل

يرفع سقف التوقعات لفيلم Ford v Ferrari

عبد الرحمن توفيق

يبدو أن أفلام هذا العام لن تكف عن إبهارنا، فبعد مشاهدة إعلان فيلم Ford V Ferrari أيقنت أننا في موسم سينمائي متميز، لقد مرت العديد من السنوات قبل أن نشاهد الكثير من الأعمال الرائعة تجتمع في عام واحد، فمنذ آخر مرة في عام 1994 الذي يعتبر واحد من الأعوام الذهبية للسينما لم نشهد زخمًا سينمائيًا بهذا الشكل.

ففي هذا العام إضافة إلى Ford V Ferrari هناك أفلام رائعة أخرى سبقته أو تلته مثل Joker, The Irishman, Once Upon a Time… in Hollywood، وغيرها من الأفلام الأخرى الرائعة والمختلفة، والأفلام الأربعة سالفة الذكر هي الأكثر شهرة وجماهيرية والتي يتوقع أن تتنافس بشدة في حفل الأوسكار لهذا العام.

ويأتي فيلم Ford V Ferrari هذا العام “2019” في شهر نوفمبر الجاري، وهو من بطولة 2 من أهم الممثلين في عصرنا الحالي وهما Christian Bale و Matt Damon وكلاهما قد سبق لهما الفوز بجائزة الأوسكار، وهو التعاون الأول بينهما، والفيلم من إخراج James Mangold الذي سبق له إخراج أفلام شهيرة مثل Walk the Line من بطولة Joaquin Phoenix، وفيلم Logan من بطولة Hugh Jackman.

وبدأ عرض الفيلم منذ 15 نوفمبر في السينمات، وهو من نوعية أفلام سباقات السيارات، إلا أن صناع الفيلم أكدوا على أن الفيلم لا يركز على السباق فقط، بل يوجد أحداث درامية أيضًا، والفيلم يعتبر سيرة ذاتية لواقعة سباق سيارات حدثت بالفعل وهذا ما جعل الثنائي Christian Bale و Matt Damon للفيلم الذي يتوقع النقاد له النجاح الكبير.

قصة فيلم Ford v Ferrari

وتدور أحداث الفيلم في فترة الستينيات من القرن الماضي، عن طريق تسليط الضوء على التنافس ما بين شركة فورد الأمريكية وشركة فيراري الإيطالية في سباقات السيارات، فشركة فيراري في ذلك الوقت كانت تمتلك أسرع سيارة سباق عرفها العالم مكنتهم من الفوز بسباق 24 Hours of Le Mans في الأعوام من 1960 حتى 1965 على التوالي.

وقد أرادت شركة فورد الأمريكية صناعة سيارة سباق خاصة بها لتهزم سيارة فيراري فائقة السرعة، وهذا بأمر من Henry Ford II وهو أكبر أبناء مؤسس شركة فورد ومدير للشركة، ويؤدي Matt Damon دور مهندس السيارات الأمريكي Carroll Shelby بينما يؤدي Christian Bale دور السائق Ken Miles وهما الشخصان اللذان وضعت شركة فورد الثقة فيهما لتحقيق طموحها.

فقد أغدق هنري فورد الثاني بالأموال على فريق سباق السيارات في الشركة من أجل تحقيق النصر في نسخة عام 1966 من سباق 24 Hours of Le Mans والذى يقام في فرنسا، وانتزاع لقبه من فيراري لأول مرة منذ 1960، وقد تمكنت الشركة من إنتاج واحدة من أهم وأشهر سيارات السباق في تاريخ أمريكا وهي Ford GT40 فائقة السرعة التي اعتبرت وقتها فخر الصناعة الأمريكية.

الخلاف الحقيقي ما بين فورد وفيراري

هذه المنافسة الشرسة ما بين شركتي فورد وفيراري في السباقات لم تنشأ هكذا من العدم، وبالتأكيد المنافسة مكفولة للجميع ومن حق شركة فورد أن تنافس، إلا أن الأمر لم يكن فقط دافعه المنافسة في السباق، بقدر ما كان الدافع وراءه شخصيًا إلى حد كبير، فالخلاف ما بين أنزو فيراري مالك شركة فيراري وهنري فورد مالك شركة فورد كان المحرك الأساسي لهذه المنافسة.

وقد بدأ الخلاف ما بين هنري فورد وأنزو فيراري بسبب رغبة شركة فورد الأمريكية في شراء شركة فيراري، في العام 1963، وقد عرضت وقتها مبلغ 10 ملايين دولار أمريكي للصفقة، إلا أن أنزو فيراري قد رفض بسبب أن الصفقة قد تضمنت شراء برنامج Scuderia Ferrari والذي يقوم بصناعة سيارات السباق للشركة والذي يمثل فخرًا لإيطاليا كلها.

وعندما علم فورد بالأمر استشاط غضبًا، وقام بتمويل فريق السيارات الخاص بشركة فورد من أجل هزيمة فيراري في سباق 24 Hours of Le Mans مهما كانت التكاليف، فقد مثل الأمر بالنسبة له تحد شخصي مع أنزو فيراري، وقد اعتُبرا في وقتهما أشهر وأهم مديرين تنفيذين في مجال صناعة السيارات في العالم.

فيلم سباق السيارات Ford V Ferrari يدخل سباق الأوسكار

ومن المتوقع أن يتنافس فيلم Ford v Ferrari على جوائز الأوسكار هذا العام، حيث سيتم عرضه في السينمات في منتصف شهر نوفمبر، وهو نفس الشهر الذي من المقرر لفيلم The Irishman أن يعرض في نهايته، وبالتالي لحاقهما بجائزة الأوسكار لهذا العام، إلى جانب إمكانية تنافسهما في شباك التذاكر أيضًا.

وبالنسبة لفيلم Ford v Ferrari فإن التنافس الشهير بين الشركتين في السباقات والذي يمثل موضوع الفيلم، قد يتساوى في الشراسة مع التنافس الذي سيخوضه الفيلم في سباق الأوسكار لهذا العام، مع وجود أفلام عظيمة مثل Joker و The Irishman وOnce Upon a Time… in Hollywood كما أشرنا.

لكن ما يرفع من أسهم فيلم Ford v Ferrari هو كونه فيلمًا يعبر عن الروح الأمريكية في التنافس والرغبة في رفع العلم الأمريكي، وهو ما يثير إعجاب لجنة الأوسكار دائمًا، وأيضًا تواجد النجمان Matt Damon و Christian Bale يزيد من تلك الاحتمالية نظرًا لشعبيتهما الطاغية سواءً بين الجمهور أو النقاد.

ومن العوامل المساعدة أيضًا كون الفيلم مناسبًا لكل الأعمار تقريبًا، فتقييم الفئة العمرية الخاص بالفيلم هو PG-13 وهو ما يسمح بعرضه لجميع الفئات العمرية، فحتى من هم أقل من 13 عامًا يسمح لهم بدخول الفيلم بمصاحبة مرافق، وهو الأمر الذي لا يتوفر مع الثلاثة أفلام التي تنافسه، حيث حصلت جميعها على تصنيف R، وهو تصنيف للكبار فقط.

عام ذهبي آخر للسينما

لم تشهد السينما منذ العام 1994 عامًا ذهبيًا يعرض فيه نخبة من أفضل الأفلام، فقد عرض في ذلك العام أفلام Forrest Gump, The Shawshank Redemption, Pulp Fiction, The Mask, The Lion King, Interview with the Vampire, Speed وغيرها من الأفلام التي لاقت استحسان الجمهور والنقاد معًا، ليصبح واحدًا من أهم أعوام السينما على الإطلاق.

وقد شهدت السينما قبله أعوامًا ذهبيةً مثل 1977، و1999 إلا أنها لم تشهد زخمًا مثله، ومن المتوقع أن يصبح عام 2019 واحدًا من الأعوام الذهبية للسينما، نظرًا للعدد الكبير من الأفلام الرائعة التي عُرضت فيه، ولعل المصادفة الغريبة هي وجود فيلم The Lion King بنسخته الجديدة ضمن أفلام هذا العام.

أقوى أفلام سباقات السيارات

تعتبر نوعية أفلام سباقات السيارات واحدة من العلامات في السينما الأمريكية، ولديها الكثير من المحبين والمعجبين حول العالم أيضا، وهذه النوعية من الأفلام تمتاز بالسرعة وتصاعد الأحداث والمنافسة المحتدمة، وإليكم نخبة من أفلام السيارات التي ننصح بمشاهدتها.

Rush

وهو فيلم سيرة ذاتية أمريكي، تم إنتاجه في عام 2013، من بطولة Daniel Brühl، إلى جانب الممثل الرائع Chris Hemsworth المشهور بتأدية دور Thor ضمن شخصيات Avengers التي تقدمها شركة مارفل، ويسرد الفيلم التنافس ما بين السائقين James Hunt و Niki Laudaفي فترة السبعينيات في سباقات فورميلا 1.

سلسلة أفلام Fast & Furious

هي سلسلة أفلام اشتهر بها النجم Vin Diesel والراحل Paul Walker، وتضم نجوم عالميين أمثال Dwayne Johnson “ذا روك، Jason Statham، وتحكي السلسلة عن عصابة سرقة تستخدم السيارات في عملياتها كوسيلة للهرب من الشرطة، ولا تزال السلسلة تصدر أفلامها حتى يومنا هذا.

Death Race

هو فيلم أكشن عن السيارات، تم إنتاجه في عام 2008، وهو من بطولة النجم Jason Statham، وتدور أحداث الفيلم حول ما يعرف بسباقات الموت، وهي سيارات سباق مجهزة بالأسلحة والتي يستخدمها السجناء في سباقاتهم داخل سجن شديد الحراسة والذي يخضع لسيطرة من المافيا، التي تقوم بتصوير هذه السباقات وبثها للمراهنة عليها.

أفلام سباقات أخرى ينبغي ذكرها

تعتبر هذه الأفلام الثلاثة هي من أفضل أفلام سباقات السيارات، إلى جانب بعض الأفلام الأخرى التي يجدر بنا ذكرها مثل فيلم Days of Thunder من إنتاج عام 1990 وهو من بطولة النجم توم كروز والنجمة نيكول كيدمان، والفيلم يتناول قصة سائق سيارات مغمور تتاح له فرصة المنافسة في البطولات.

ويوجد أيضًا فيلم الكارتون الشهير Cars والمنتج في عام 2006، وهو عن حياة سيارة سباق، وقد حقق أرباحًا ضخمةً وهو غير مخصص للأطفال فحسب فهو لكل الأعمار، ويعتبر من الأفلام العائلية الجميلة وقد أُنتج عنه جزء ثان في عام 2001. وهناك فيلم Need for Speed من إنتاج عام 2014 والذي يتناول قصة اللعبة الشهيرة لسباقات السيارات وهو من بطولة Aaron Paul الشهير بدور جيسي في مسلسل Breaking Bad.

 

أراجيك فن في

18.11.2019

 
 
 
 
 

فيلم A Beautiful Day in the Neighborhood

توم هانكس في دور مربي الأجيال

عبد الرحمن توفيق

لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، هي جملة يقولها الباعة لتفسير الذوق المختلف للزبائن في شراء المنتجات المختلفة، والأمر هو نفسه تقريبًا بالنسبة للأفلام والممثلين، فلدينا جميعًا أذواق مختلفة تجعلنا نحب أو لا نحب فنانًا بعينه، لكن هناك من خرج عن هذه الدائرة، وهم الفنانين الذين أجمع أغلب الجماهير على أدائهم المتميز والرائع.

وإذا ما جمعنا قائمة بهؤلاء فستجد في بدايتها بالتأكيد الممثل الأمريكي الشهير توم هانكس، فهو الممثل الذي أحبته الجماهير بمختلف أعمارها، وهو واحد من هؤلاء الذين حافظوا على مستواهم الفني المرتفع طوال مسيرتهم الفنية وهو لأمر غاية في الصعوبة، فلا نجد إلا أفلامًا قليلة لتوم هانكس لا تحظى بحب المشاهدين.

ويعود إلينا توم هانكس في شهر نوفمبر من هذا العام “2019” بفيلم جديد بعنوان A Beautiful Day in the Neighborhood، وهو من نوعية أفلام السيرة الذاتية، فيجسد توم هانكس في الفيلم دور Fred Rogers وهو أحد مقدمي البرامج التلفزيونية الشهيرة في الولايات المتحدة الأمريكية والذي يتشابه في الكثير من الصفات مع توم هانكس نفسه.

من هو Fred Rogers؟

Fred Rogers هو مقدم برامج أمريكي شهير، ولد في 20 مارس من عام 1928 وتوفي في فبراير عام 2003، اشتهر بتقديم برنامج تعليمي للأطفال بعنوان Mister Rogers’ Neighborhood في الفترة من عام 1968 حتى عام 2001، وبلغ عدد حلقاته 895 حلقة، وهو واحد من أطول العروض التلفزيونية في التاريخ.

ويعتبر Mister Rogers’ Neighborhood هو البرنامج التعليمي الأول للأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية طوال فترة عرضه، وقد أثر في الملايين من الشعب الأمريكي، عن طريق البساطة في العرض وتعتبر أغنية بداية البرنامج والتي يغنيها Fred Rogers بنفسه هي الملهم لاسم الفيلم الذي يقدمه توم هانكس فالأغنية تدعى A Beautiful Day in the Neighborhood.

ونتيجة لتأثير Fred Rogers بشدة في الشعب الأمريكي فقد قام الرئيس الأمريكي جورج بوش بتقليده بأعلى ميدالية مدنية في الولايات المتحدة وهي Presidential Medal of Freedom وذلك في يوليو من عام 2002، وذلك تقديرًا لخدماته التعليمية التي قدمها طوال مسيرته والتي مكنته من حصد 40 جائزة شرفية أخرى من عدة جامعات ومؤسسات تعليمية أمريكية.

هل الفيلم يستحق المشاهدة؟

بالتأكيد الفيلم يستحق المشاهدة، وهو من نوعية أفلام الدراما الاجتماعية ولا يحتوي على أي مشاهد عنيفة أو للكبار فقط، فهو فيلم عائلي يمكن للمشاهدين الذهاب إلى السينما مع عائلاتهم والاستمتاع به دون حرج أو خوف، أو مشاهدته في المنزل بكل ارتياحيه ويقدم الفيلم رسالة تعليمية وأخلاقية وتربوية في غاية الأهمية.

هذا إضافة إلى الاستمتاع الكبير بتمثيل توم هانكس السلس، وحسن اختياره لأدواره، فهو لن يقوم بتمثيل فيلم يقلل من مسيرته المهنية رفيعة المستوى، فمن خلال إعلان الفيلم يمكن ملاحظة التقمص الشديد الذي قام به توم هانكس للشخصية وهذا الدور البسيط والسلس من الممكن جدًا أن يكون منافسًا على الجوائز التمثيلية لهذا العام، مع الإقرار بصعوبة الأمر في ظل وجود أفلام عالية المستوى مثل Joker وأيضًا The Irish man وهما المنافس الأكبر على جوائز الأوسكار والجولدن جلوب المختلفة لهذا العام.

ومن المعروف عن لجنة أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة والمعروفة اختصارًا باسم “أوسكار” أنها تميل في بعض الأحيان إلى إلقاء الضوء على أفلام السيرة الذاتية والتي تجسد شخصيات حقيقية أثرت في الشعب الأمريكي، ولهذا فقد نشهد ترشح الفيلم لإحدى جوائزها خاصةً وأن توم هانكس هو أحد الممثلين البارعين على الساحة الفنية والمحبوب من لجنة الأكاديمية.

ما هي أوجه التشابه بين شخصية توم هانكس وشخصية Fred Rogers؟

المثير في هذا الفيلم هو وجود تشابه كبير بين شخصية الممثل توم هانكس والشخصية التي يجسدها فريد روجرز، فكلاهما يحظى بحب الشعب الأمريكي، وأيضًا لديهما نفس الشغف بتقديم أعمال لها قيمة عالية تفيد الجمهور، فمسيرة فريد روجرز الراقية في مجال البرامج التلفزيونية للأطفال تشبه إلى حد كبير مسيرة توم هانكس الفنية الطويلة.

وهناك وجه تشابه آخر بينهما وهو محبة توم هانكس للأطفال، والمساهمة في الترفيه عنهم من خلال سلسلة أفلام الرسوم المتحركة الشهيرة Toy Story وقد لا يعرف البعض بأن توم هانكس هو الممثل الذي يؤدي صوت الشخصية الرئيسية في الفيلم وهو Woody، ويعتبر الفيلم من أجمل أفلام الأطفال وأعلاها جودة في التاريخ، بداية من الجزء الأول في عام 1995 وحتى الجزء الرابع والصادر في بداية عام 2019.

تاريخ طويل من الجوائز

وكما حصد Fred Rogers العديد من الجوائز في مجاله فقد نجح توم هانكس أيضا في حصد 81 جائزة فنية مختلفة، لعل الأشهر فيها هو جائزتي الأوسكار اللتان حققهما كأحسن ممثل رئيسي في فيلم درامي، الأولى كانت عام 1994 عن دوره في فيلم Philadelphia من إنتاج العام 1993، والذي أعلن فيه توم هانكس عن موهبته التمثيلية الفريدة من نوعها.

والثانية جاءت في العام التالي “1995” عن دوره في الفيلم الخالد Forrest Gump من إنتاج العام 1994 والذي يعتبره النقاد واحدًا من أفضل أفلام السينما، والذي استطاع فيه توم هانكس أن يقدم أعلى أداء تمثيلي في حياته، عندما جسد شخصية الشاب غير الذكي Forrest Gump، والذي يبلغ معدل ذكاءه 75 درجة فقط، لكنه رغم ذلك يحقق العديد من النجاحات عن طريق المثابرة والإخلاص.

وقد حصد الفيلم 6 جوائز أوسكار مختلفة، ويعترف توم هانكس بصعوبة الدور الذي قام بتقديمه، وقد صرح في عدة مقابلات تلفزيونية بأنه يقوم بتقليد شخصية Forrest Gump بسبب شدة تعلق الجمهور بها، وقد كان البطل يعاني في طفولته من شبه إعاقة في قدمه جعلته يرتدي جهازًا معدنيًا يعدل من حركتها.

وفي واحد من أشهر مشاهد الفيلم، بل وأشهر مشاهد السينما يقوم الطفل الصغير بجولة مع صديقته، ثم يعترضه بعض الأطفال المشاغبين ويقومون بالسخرية منه والتنمر عليه، ويلقونه بالحجارة فتقول له صديقته بأن يهرب، ليقوم بمحاولة الركض ويتخلص من تلك الإعاقة للأبد ويركض بسرعة هائلة، وتظل عبارة صديقته تتردد داخل رأسه طوال حياته عندما قالت “Run Forest, Run”.

ويأمل عشاق توم هانكس بأن يقوم في فيلمه الجديد A Beautiful Day in the Neighborhood بواحد من تلك المشاهد الخالدة، والتي اشتهر بها طوال حياته، بداية من فيلمي Philadelphia، و Forrest Gump، مرورًا بأفلامه الرائعة الأخرى مثل Saving Private Ryan في عام 1998، وفيلم Cast Away في عام 2000.

 

أراجيك فن في

20.11.2019

 
 
 
 
 

ألمودوفار يروي ألمودوفار: المجد والألم.. والأم

يارا نحلة

ليس عبثاً أن بيدرو ألمودوفار زاوج بين الألم والمجد في آخر أعماله "Pain and Glory" الذي يروي، بتصرّف، قصة حياة المخرج الإسباني الذي بلغ عقده السابع.

يستعرض الفيلم مآزق ألمودوفار، متجسّدةً بأوجاع متراكمة في ذاكرة المخرج الهرم وحاضره، لتبدو وكأنها حلقات مفرغة. فالألم يولّد مزيداً من الألم، لذا لا خلاص لرجل سبعيني أجرى عملية جراحية في ظهره منذ شهرين، وفقد أمه قبل 4 سنوات. لكن بفطنته السينمائية والإبداعية، ينجح ألمودوفار في الخروج من مأزقه بأناقة، تشبه أناقة صوره، ليكون الفنّ سبيلاً إلى الخلاص.

مخيلة ألمودوفار تخرجه من أسر ذاكرته. فعبر إضفاء أحداث خيالية إلى سيرته الذاتية، يطمس المؤلف الحدود بين الشخصي والفني، فيتداخل صوت الراوي مع شخصية الفيلم المدعوة "سلفادور"، والتي يؤدّيها الممثل أنطونيو بانديراس. يختلط عالَما الواقع والخيال عند نقطة اختيار بانديراس لدور البطولة، وهو الذي عمل إلى جانب ألمودوفار لقرابة أربع عقود، ما يجعله مرآة مثالية لشخصية المؤلف. إلا أن نجاح الفيلم يكمن في عدم تقيّد بانديراس بدور المرآة، ومساهمته في صناعة الشخصية. فيرى المشاهد بانديراس وألمودوفار يتلاشيان في الخلفية، فيما ننغمس في قصة "سلفادور". 

يظهر بانديراس كما لم نره من قبل؛ ضعيفاً، قلقاً، وعجوزاً. يخلع عنه ثوب القوة الذي ارتدته شخصياته السابقة، في أفلام ألمودوفار وسواها، ليكشف عن جسدٍ عليل يئن تحت سوط الألم، وعينين تقدحان خوفاً تحت وطأة الندم والذنب. لكن الميلانكوليا ليست كل ما تشي به عينا سلفادور المؤمنتان بالجمال وتتوقان إليه. يشقّ سلفادور طريقه في حقلٍ من الألغام هو ذاكرة طفولته وشبابه المنصرمين، ينبشه بحثاً عن صورٍ تختصر تجاربه المختلفة، ويؤطرها في كادرات سينمائية مذهلة.

يحوّل ألمودوفار تجربة سلفادور مع العيش داخل "كهف" إلى فرصةٍ لتصميم كهف على هيئة تحفة فنية. أما تجربة إدراكه لميوله الجنسية المثلية في عمرٍ مبكر وانجذابه لرجلٍ راشد، فتختزلها عدسته بلقطةٍ خاطفة لجسدٍ ذكَري عارٍ تغطي جماليتها على كل الجوانب الأخرى لتجربةٍ على قدر من التعقيد. يستخدم عدسته كما لو أنها ريشة رسم ويقدّم كل إطار كلوحة مستقلة قائمة بذاتها، رسمت تفاصيلها بعناية ورمزية مفرطة. فالصورة هي لغة ألمودوفار، وبالصورة يقبض على "النوستالجيا" التي تعذّبه، يلوّن مشاهد من طفولته، ويعيد صياغة حاضره.

والألوان هي العلامة الفارقة لصورة ألمودوفار. فدفؤها ينعكس دفئاً في العواطف. أما الـ"contrast" الصارخ بينها، فيوازي التناقض بين جمالية الصورة المرئية- كما في مشهد المشفى- وقساوة المضمون؛ اي حين يلقي على الطبيب لائحة بآلامه ولائحة بالأدوية التي يتناولها لتسكين هذه الآلام، وصولاً إلى مخدّر "الهيرويين". ورغم الظلمة التي تلفّ شيخوخته، يحيط سلفادور نفسه بألوان حية تزيد حدّة عزلته الرمادية، التي يزينها موزاييك من الذكريات النابضة. وإلى جانب الإخراج الفني المتقن، تظهر معالم كثيرة من الفيلم "الألمودوفاري" الأصيل؛ الحب مقروناً بالفراق، التمسرح الذي لا يخلو من الشاعرية، العلاقة مع الجسد، وبالطبع الأم.

لطالما كانت الأمومة موضوعاً جوهرياً في أفلام ألمودوفار، مثل Julieta وAll About My Mother. إلا أنها تتخذ في عمله الأخير بُعداً ذاتياً للغاية، من خلال شخصية جاثينتا، أم سلفادور، التي تؤدي دورها بينيلوبي كروز (خلال شبابها) وجولييتا سيرانو (في شيخوختها). ولعلّ أكثر لحظات الفيلم قساوةً هي حين يلمح سلفادور الخيبة والخذلان في عيني أمّه اللتين لا تريان نجاحه كمخرج، بل فشله كإبنٍ صالح. لا يحاول ألمودوفار تلطيف اثر هذا الإدراك، بل يتبنى إنتقادات أمه وتذنيبها له حين تعترف الأخيرة بأنها تبغض صنعته الفنية، تلك التي تتطفل على حيوات المحيطين به مثل أمه وجاراتها، وتحوّلهن في رأيها إلى سلعة سينمائية.

في فيلمه الحادي والعشرين، وربّما الأخير، يشرّح بيدرو ألمودوفار آلامه، الجسدية منها والنفسية. كما يشرّح فلسفته السينمائية التي تطغى على هوية العمل وغايته. يتساءل سلفادور مراراً عن معنى الفنّ، إذا وجِد، ثمّ يلخصه بالقول "أكتب الأشياء لكي أنساها". لكن القصة بعينها، رغم ذاتيتها وتشويقها، ليست غاية ألمودوفار، وإنما الصورة. فشخصية "سلفادور" لم تحرّر خالقها من الذنب الذي يحياه ولم تحمله إلى التصالح مع ماضيه، لكن مخيلة ألمودوفار الصوَرية أعتقته من ماضيه ودعته إلى التعايش مع الحاضر

 

المدن الإلكترونية في

20.11.2019

 
 
 
 
 

"ألم ومجد" بيدرو ألمودوفار... حين تصبح الذكريات أكثر إلحاحاً

محمد جابر

لم يُعرف عن المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار، في مسيرته، اهتمامه بتمثيل نفسه وذاتيته المباشرة في أفلامه، بقدر ارتباطه بأفلام المرأة والهوية الجنسية. لكن، وكما قال في مؤتمر صحافي أقامه بعد عرض "ألم ومجد (Pain And Glory)"، إنّه "في لحظة ما، تُصبح الذكريات أكثر إلحاحا". لكن، بجدلٍ وتلاعب مع الذكريات، في الـ70 من عمره، يُقدّم حكايته الأكثر ذاتية، بين "ألم" و"مجد". 

لا يرتبط فيلمه الأخير بخط سردي محدّد، أو بحكاية واحدة، بل باستدعاء ـ حرّ حينا ومُترابط حينا آخر ـ حياة المخرج سالفادور مالو (أنطونيو بانديراس) وذكرياته، الذي يعاني متاعب جسدية، بعد عملية جراحية في ظهره، وإصابته باكتئابٍ مكتوم، يجعله غير متحمّس لإنتاج الأفلام مرة أخرى. لكن، مع ترميم الـ"سينماتِك" فيلمه الأخير "سبّارو" وعرضه، وكان قد أخرجه في بداية مسيرته، يقرر التواصل للمرة الأولى منذ 30 عاماً مع بطل فيلمه، ألبرتو، كي يدعوه لحضور العرض، ما يفتح سيلاً من الذكريات، المرويّة بأشكال مختلفة.

ذهاب مالو إلى ألبرتو يُحرّك الحكاية في ستة أجزاء، بالإضافة إلى حكايات صغيرة من حياة المُخرج، يُسرَد كلّ منها بأسلوب سينمائي مختلف: أولا، هناك الحاضر، واكتئاب مالو، الذي يتغلب عليه بإدمانه على الهيرويين، الذي يُجرّبه مع ألبرتو (آزيير اتكزنديا)، فيشعر أنْ لا قيمة حقيقية لحياته، حالياً. الهيرويين يدفعه أيضا باتجاه ماضٍ بعيد (الستينيات المنصرمة)، حين كان طفلا، لسرد قصّتين، أولى عن أمه (بينيلوب كروز)، وعن بذلها جهدا فائقا للعيش، بسبب فقرهم المدقع، كي يُصبح الشخص الذي هو عليه بعد ذلك. صورة سينمائية ممتلئة بحبّ والدته الحقيقية وتكريمها، المتعلّق بها طويلا، والمشاركة في أفلامٍ له كممثلة.

الحكاية الثانية عن "الرغبة الأولى"، وعن كيفية إدراكه مثليّته الجنسية، بفضل علاقته بإدواردو (سيزار فنسنتي)، صديق الطفولة، ومساعدهم في ترميم المنزل، الذي يُقيمون فيه، مقابل تعليم مالو له القراءة والكتابة. هكذا، يُدرك الطفل للمرة الأولى ميوله الجنسية، في علاقة غير حسية إطلاقا.

حكاية أخرى: علاقته بالممثل ألبرتو نفسه، تسرد بمواجهات مباشرة بينهما، فينكشف سبب الخلافات العنيفة، التي جعلت أحدهما يكره الآخر وقتا طويلا، فيتوقّفان عن التواصل 30 عاما. هذا مرتبط بإدمان ألبرتو للهيرويين، ما يؤدّي إلى الحكاية الخامسة، المُقدّمة في مونولوغ طويل لكاتبه مالو، يتناول فيه علاقته العاطفية الحقيقية الأولى بفيدريكو، وإدمانه. كما يتناول علاقتهما التي تتدمّر، بسبب العجز أحيانا "عن حماية شخص تحبّه". تُقدّم الحكاية بقراءة ألبرتو هذا النص صدفة، الذي يطلب من مالو تأديته في عرض مسرحي منفرد. 

يقدّم ألبرتو العرض، ويشاهده فيدريكو (ليوناردو سْباراغْليا) صدفة، ثم يذهب إلى بيت مالو، ويتحدّثان عن حياتهما السابقة والحالية، ما يُكمِّل الخطّ السادس في قصة حياة المخرج، وهو خط متعلق باكتئابه، وبعلاقته بوفاة أمّه، ومحاولة خروجه من هذا كلّه بتحقيق فيلمٍ، سيكون الفيلم الذي نشاهده الآن. 

ممتعة ورائعة قدرة ألمودوفار على لملمة حياته وفصولها، وما يرغب في أن يحكي عنه، بتلك الطريقة المختلفة أسلوبيا كلّ مرة: شاعرية الماضي، ومواجهات الحاضر، و"مونولوج" منفرد في نص مسرحي. ورغم أنه يعيبه أحيانا تكلّف الربط بين الحكايات والصدف المبالغ فيها، التي تدفع الحكاية إلى الأمام، كأنْ يقرأ ألبرتو النص، أو يشاهد فيدريكو العرض، وغيرها، إلا أنّها ممتعة رؤية تلك الذكريات المتناثرة منسجمة بحِرفية شديدة في ساعتيّ العرض، مع ممثّلين في أفضل أحوالهم الفنية، وتحديدا بانديراس، مؤدّي الدور بهدوء، ومن دون رغبة أو افتعال في تقليد ألمودوفار نفسه، مُقدّما أحد أفضل أداءاته السينمائية، التي استحق عنها جائزة أفضل ممثل، في الدورة الـ72 (14 - 25 مايو/ أيار 2019) لمهرجان "كانّ" السينمائي.

 

العربي الجديد اللندنية في

21.11.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004