كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

"جودي" مأساة أسطورة الغناء الأمريكية تضع نهايتها مسارح لندن

مرفت عمر

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الثانية والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

ضمن أفلام السير الذاتية للمشاهير تفرد الفيلم الأمريكي "جودي" بحالة خاصة من المتعة لما تضمنه من معاناة إنسانية وصوت عذب قاوم ألاما جسدية ونفسية، عن قصة حياة أسطورة الغناء جودي جارلاند التي حرمت رعاية طفليها بسبب أزماتها المالية، دارت الأحداث في شتاء عام 1968 التي تعد فترة انهيارها داخل شوارع لندن القديمة مع فلاش باك لبداياتها والضغوط التي تعرضت لها وتسببت في وصولها لتلك المرحلة عقب سنوات من المجد الفني، مع التركيز على أهمية حياتها الخاصة مع ابنيها وعدم تواريها خلف الصخب والشهرة.

الفيلم يعد حالة خاصة من المعاناة اختارتها الفنانة بإرادتها وتجرعتها طوال حياتها حتى وافتها المنية في عمر مبكر نتيجة عقاقير الاكتئاب وإدمان الكحول، وجسدت شخصية جودي جارلاند ببراعة الممثلة الأمريكية رينيه زيلوجر التي لم يخلو مشهدا منها إلا حين العودة لشخصيتها في مرحلة المراهقة، إلا أنك لا تسأم الغوص في انفعالاتها التي تعبر دون الحاجة للحوار عن حالة الضياع والتشتت وصولا إلى الاستماتة في استعادة مكانتها وحضورها.

عشنا مع الأحداث على مدى زمني يقارب الساعتين في شوارع لندن، أزقتها وباراتها ومطاعمها وأبنيتها وأجواءها الباردة الممطرة، وهي ذات الأجواء التي تسكن البطلة بعد أن فقدت بريقها وأموالها، صمودها ومحاولاتها الدائمة لا يحركها سوى صورة طفليها الذين لا تقوى على الحياة بدونها ولكنها لا تملك ما توفر به لهم حياة كريمة، تدفعها الأمال بتحسن الأوضاع إلى المقاومة حتى تفقدها وتغادر الحياة.

تلك المعاناة التي واجهت عدد كبير من النجوم أثبت فيلم "جودي" أنها لا زالت مادة درامية خصبة إذا عولجت فنيا بشكل جاذب، وهو ما حرص عليه المخرج الانجليزي روبرت جولد والمؤلف توم إيدج وكاتب السيناريو بيتر كوبلت عن مسرحية "نهاية قوس قزح"، وشاركها التمثيل روفوس سيويل وفين واتتروسك ومايكل جامبون وجيسي باكلي وجون داجليش، ولا زال الفيلم يحقق نجاحات واسعة على الرغم من طرحه في دور العرض بالولايات المتحدة الأمريكية منذ 27 سبتمبر الماضي ، وكان عرضه العالمي الأول في مهرجان تورنتو السينمائي 2019.

وجودى جارلاند هى مغنية وممثلة وفنانة فوديفيل أمريكية، كانت تشتهر بطبقة غنائها الكونترالتو ونالت النجومية الدولية التى استمرت طوال مسيرتها التى امتدت لأكثر من 40 عاما كممثلة فى الأفلام الموسيقية والدرامية، ومغنية أصدرت عديد التسجيلات وغنت فى المسارح والحفلات الموسيقية، بدأت الغناء مع أختيها الكبرتين ووقعت عقدا مع مترو جولدوين ماير فى سن المراهقة، قدمت أكثر من اثنى عشر فيلما مع الشركة، بما فى ذلك تسعة مع ميكى رونى.

وكان أشهر أدوارها "دوروثى" فى فيلم "ساحر أوز" 1939، و"قابلنى فى سانت لويس" 1944، و"فتيات هارفى" 1946 ، و"عرض عيد الفصح" 1948، بعد 15 عاما تم تحريرها من عقد الاستوديو واتجهت إلى الغناء، حققت رقما قياسيا فى الحفلات الموسيقية، وبدأت مسيرة ناجحة فى تسجيل الأغانى، وبدأت مسلسلها التلفزيونى الذى ترشح لجائزة إيمي، وبدأ ظهورها فى الأفلام يقل فى سنواتها الأخيرة، لكنه تضمن عرضين ترشحها لجوائز الأوسكار فى فيلم "ولدت نجمة" 1954 و"حكم فى نورمبرج" 1961.

حصلت جارلاند على جائزة جولدن جلوب، وجائزة أكاديمية الأحداث، وجائزة تونى الخاصة، وأصبحت أول امرأة وأصغر فائز فى جائزة سيسيل بى ديميل لإنجازات الحياة فى صناعة السينما، وذلك عن عمر التاسعة والثلاثين، كانت أول امرأة تفوز بجائزة جرامى لألبوم السنة لتسجيلها الحى "جودى فى قاعة كارنيجى"، فى عام 1997 منحت جائزة جرامى لإنجاز العمر، وتم إدخال العديد من تسجيلاتها فى قاعة جرامى للمشاهير، فى عام 1999 وضعها معهد الفيلم الأمريكى بين أفضل 10 نجوم من السينما الأمريكية الكلاسيكية.

 

موقع "في الفن" في

11.12.2019

 
 
 
 
 

"روزي": فشل التماهي بأفلام مشابهة

محمد جابر

"روزي ديفيس" فيلم للإيرلندي بادّي بريثناخ، من أكثر الأفلام المُقدَّرة نقديا عام 2019. يتحرّك في دائرتي الفقر والهمّ الاجتماعي، المسيطرتين على السينما حاليا، التي قدّمت أفلاما كـParasite للكوري الجنوبي بونغ جون ـ هو، وSorry We Missed You للبريطاني كِنْ لوتش. الفيلمان الأخيران يتناولان أبطالهما إما من زاوية فريدة وحكي سينمائي شديد الذكاء، كما في الأول، أو بحساسية مدهشة ومؤثّرة، كما في الثاني. لكن، رغم امتلاكه عناصر قوية، وعلى نقيض المنتظر منه تبعا لتقديره النقدي، يسرد "روزي ديفيس" حكايته سطحيا، ويعجز عن خلق شعور حقيقي بالتورّط في المأساة.

تدور أحداث "روزي ديفيس" في 36 ساعة فقط، تُطرد خلالها عائلة روزي، المكوّنة منها ومن زوجها وأبنائها الـ4، من منزلهم، لعدم دفع الإيجار. يُمضون ليلتهم الأولى في غرفةٍ، توفّرها الحكومة لهم. في اليوم التالي، يبدأون رحلة طويلة لإيجاد مأوى، فتكون السيارة بيتهم.

الزمن مُحدّد. في السيارة، تدور معظم الأحداث. تفاعلات أفراد العائلة بعضهم مع بعض تظهر في حدثٍ ضاغط. هذه تفاصيل قادرة على خلق فيلم قوي، مع وجود نماذج كثيرة توفّر مرجعية لبريثناخ، المتأثر بها بشكل واضح. وهذا كما "يومان، ليلة" (2014) للأخوين البلجيكيين جان ـ بيار ولوك داردن، وأفلام لوتش. لكن العناصر هذه كلّها تذهب هباءً، لسببين:

السبب الأول عدم فهم سبب الوضع المتدهور للعائلة، ليس فقط في عدم مشاركتها تفاصيل الضغط الذي يعانيه أفرادها، بل لعدم فهم سبب عدم قبولهم للحلول المتاحة أمامهم، ولو مؤقّتا. إذْ لماذا لا تقرّر روزي البقاء مع عائلتها، في منزل الوالدة، كما عُرِض عليها؟ ترفض، بحجة أنّها لن تعتذر عما قالته عن أبيها، منذ وقت طويل. لكن الفيلم لا يستعيد الماضي العائلي القاسي، ولا يدفع إلى "التعاطف"، ولو للحظة، مع أنّ هناك، في هذا الوضع المتدهور، رفاهية التعامل بهذا الصلف.

تبدو روزي أنانية جدا. توافق على أن يبقى أبناؤها الـ4 في السيارة الضيقة، من دون حمّام أو مأوى أو طعام، لأسبابٍ تخصّها، تتعلّق باعتذارٍ لفظي عن شيءٍ قديم. يزداد هذا الشعور عندما تبقى الابنة الكبرى عند صديقة لها، فتقرّر روزي أخذها لتكون معهم، من دون أيّ سبب منطقي، باستثناء رغبة المخرج في خلق صدام بينهما، وفي أنْ تستمرّ المأساة 36 ساعة، كي ينتهي الفيلم.

السبب الثاني أنّ الرحلة نفسها، التي يمضونها، فارغة. في فيلم لوتش مثلاً، يبذل البطل كلّ ما يستطيعه ليُحسِّن وضعه المالي. يعمل 16 ساعة في اليوم، محاولا تنفيذ عمله بأفضل شكل ممكن. وحين يفشل في النهاية، ويتعرّض لقهر أكبر، يثور غضبه إزاء القوانين الاجتماعية، ويُدرك الجميع أنّ الأمر يتجاوزه كفرد، فهو (الأمر) يتعلّق بتعامل السلطة مع الناس.

في "روزي ديفيس"، لا اشتباك أصلا، والاتصال بأفرادٍ عديدين للحصول على منزل بالإيجار، لا يؤثّر إزاء أزمة اجتماعية، يعبِّر الفيلم عنها. بل على العكس تماما، هناك شعور، أحيانا، بأنّ البطلة كسولة وأنانية، لا تحاول إيجاد حلول. نجح "روزي ديفيس" نقديا، ربما لحساسية موضوعه، أو للأداء الجيّد لأبطاله، أو للحظات مؤثّرة قليلة هنا وهناك. لكنه فشل، عموما، في التعبير عن الهمّ الذي يحمله، بالنسبة إلى ما فعلته أفلام أخرى شبيهة، على الأقلّ.

 

####

 

"نتفليكس": أكثر من 26 مليون مشاهد لـ"الأيرلندي" في أسبوع

لوس أنجليس ــ العربي الجديد

أفادت منصة "نتفليكس" لبث المحتوى الترفيهي والأفلام عبر الإنترنت بأن 26.4 مليون شخص شاهدوا فيلم "الأيرلندي" The Irishman، للمخرج الأميركي مارتن سكورسيزي، خلال 7 أيام من طرحه.

ويشمل الرقم من شاهدوا ما لا يقل عن 70 في المائة من "الأيرلندي" الذي تبلغ مدته 3 ساعات ونصف الساعة.

يُشار إلى أن "نتفليكس" تعلن انتقائياً عن نسبة المشاهدة للأفلام والمسلسلات الخاصة بها، ولا تُثبت هذه الأرقام بواسطة شركات بيانات تابعة خارجية.

وكانت شركة "نيلسن" للإحصاءات قدرت متوسط إجمالي من شاهدوا "الأيرلندي" بـ 13.2 مليون شخص في الولايات المتحدة الأميركية، خلال الأيام الخمسة الأولى من عرضه. وقالت "نيلسن" إن واحداً من كل خمسة أشخاص شاهد الفيلم كاملاً، في اليوم الأول لطرحه، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وإذا صحت إحصاءات "نتفليكس"، سيكون "الأيرلندي" واحداً من أكثر الأفلام المرشحة لجوائز "أوسكار" مشاهدة خلال العام الحالي.

وكانت "نتفليكس" أنتجت الفيلم بميزانية بلغت نحو 160 مليون دولار أميركي، وسمحت بعرضه في الصالات السينمائية لثلاثة أسابيع فقط قبل طرحه على المنصة، لكن أكبر السلاسل السينمائية ترفض عرض الإنتاجات التي لا تلتزم بقواعد شباك السينما العالمية.

ورُشح "الأيرلندي"، يوم الإثنين، لخمس جوائز "غولدن غلوب"، بينها جائزة أفضل فيلم. والأسبوع الماضي، صنفته "دائرة نقّاد نيويورك" بالفيلم الأفضل في 2019.

الفيلم من بطولة روبرت دي نيرو وآل باتشينو وجو بيشيي، ويقدّم فيه المخرج الأميركي، مارتن سكورسيزي، سيرة ملحمية لرجل تحوّل من سائق شاحنة متواضع إلى قاتل مأجور، خلال حقبة سياسية حساسة من تاريخ الولايات المتحدة.

تدور أحداث الفيلم، المقتبس من كتاب "سمعت أنك تدهن البيوت" لتشارلز برانت، حول فرانك شيران (دي نيرو) الذي يبدأ حياته سائق شاحنة ساذجاً، قبل أن يدخل عالم الجريمة، ويصبح قاتلاً مأجوراً لدى المافيا الإيطالية في ذروة سطوتها في الفترة بين الستينيات والثمانينيات من القرن الماضي.

ويمثل هذا أول تعاون بين سكورسيزي وباتشينو، والتاسع بين سكورسيزي ودي نيرو، والظهور الثالث لدي نيرو وباتشينو في فيلم واحد بعد فيلمي "هيت" Heat والجزء الثاني من ثلاثية "ذا غاد فاذر" The Godfather.

 

العربي الجديد اللندنية في

11.12.2019

 
 
 
 
 

«ملك التفاصيل والدقة» في حسن اختيار كل صغيرة وكبيرة

سكورسيزي يعيد أمجادأفلام «المافيا» في «الإيرلندي»

مارلين سلوم

من أين تبدأ؟ غالباً ما يضعنا المخرج مارتن سكورسيزي أمام معضلة اختصار فيلمه ببضع كلمات، وإيفاء كل تفصيلة فيه حقها، وهو «ملك التفاصيل والدقة» في حسن اختيار كل صغيرة وكبيرة في أعماله. وربما تكون هذه المرة هي الأصعب في إيجاد نقطة البداية لتنطلق في الحديث عن رائعته «الإيرلندي»، والذي يعتبر سيمفونية سينمائية- تلفزيونية، يمكن اعتباره من أهم الأفلام العالمية، رغم بعض الملاحظات عليه. مارتن سكورسيزي، روبرت دي نيرو، آل باتشينو وجو بيسكي، ماذا تتوقع من لقاء هذا الرباعي بعد كل تلك السنوات من الإبداع والتألق والخبرة، سوى تقديم ملحمة فنية؟

الأسماء الكبيرة تكفي لجذب الجمهور طبعاً، لكنها لا تضمن لك مشاهدة ممتعة بلا أي أخطاء أو هفوات. و«الإيرلندي»، فيلم يجمع قمماً في التمثيل والإخراج، لكنه يسقط في فخ الإيقاع البطيء في محطات ما، والسرد الذي يجبرك على إعادة الشريط أو المشاهدة لتفهم بعض المواقف وتربطها بشخصيات تعبر سريعاً بجانب الشخصيات الرئيسية، خصوصاً أن الفيلم يمتد لثلاث ساعات و39 دقيقة.

ما يجذبك أيضاً أن العمل مأخوذ عن كتاب الصحفي تشارلز براندت، «سمعت أنك تدهن البيوت»، والذي يسرد فيه قصة جيمي هافا، رئيس اتحاد العمال في أمريكا، الذي اختفى في ظروف غامضة في 30 يوليو/تموز 1975.

الكتاب يضم الكثير من الحوارات والخطب التي ألقاها هافا، لكن سكورسيزي يبدأ فيلمه من القاتل المأجور من «المافيا»، فرانك شيران، سارداً سيرته وذكرياته. وشيران هو الذي ادعى أنه قتل هافا، بينما هناك روايات أخرى ومتعددة حول اختفائه، ويبدو أن سكورسيزي تبنى رواية شيران الأكثر قرباً من المنطق والحقيقة.
أول المشاهد من دار للعجزة، فيها شيران (روبرت دي نيرو) المُقعد العجوز وهو يروي بنفسه ذكرياته منذ شبابه وأول انخراط له في عالم «المافيا»، ولقائه بالمحامي بيل بوفالينو الذي عرفه بابن عمه رجل الأعمال المحنك راسل بوفالينو (جو بيكسي). هذا الأخير يمسك كل الخيوط بيديه، يعرض على شيران العمل معه، بعدما كان سائق شاحنة ينقل اللحوم من المسلخ إلى الموزعين، ويسرق بعضاً منها ليتاجر بها، إلى أن تم القبض عليه، وساعده المحامي بيل بوفالينو في الخروج منها ببراءة
.

مهمة شيران الجديدة قتل كل من يكلفه راسل بوفالينو بقتله، بلا أي شفقة أو رحمة، وبلا أي سؤال عن أسباب القتل. يعرض سكورسيزي لقطات اغتيال الشخصيات بمشهد مهم، تتوالى فيه عمليات القتل بشكل روتيني، لتفهم تلقائياً كم أن العملية أصبحت سهلة، بلا أي عوائق أو حذر، تحدث في وسط الشوارع والحانات والمقاهي وأمام البيوت والسيارات، دون أي تعقب من قبل الشرطة. وبدم بارد يقتل شيران ضحيته ثم يسرع إلى النهر ليرمي فيه السلاح، «أداة الجريمة والشاهد الوحيد عليه»، وهو ما كان يفعله المجرمون لإخفاء أسلحة جرائمهم. هنا يستوقفك تعليق شيران، أنهم لو أرادوا البحث في قاع النهر لوجدوا من الأسلحة ما يمكنهم من تسليح مدينة بأكملها.

تتطور العلاقة وتتعمق بين راسل وشيران، وتتحول إلى علاقة عائلية، حتى يدخل جيمي هوفا (آل باتشينو) على الخط. فتصبح الصداقة ثلاثية والمناسبات تجمع راسل وشيران وهوفا وأسرهم، لكن في قانون «المافيا»، لا وجود للصداقة ولا الأخوّة والمودة أمام مصالح «الكبار» وتلبية الأوامر، خصوصاً أن هافا كان عنيداً، معادياً لآل كينيدي، لم يتأثر باغتيال الرئيس جون كينيدي، ولم يتراجع أمام التهديدات التي تلقاها.

يستخدم سكورسيزي طريقة مميزة للتعريف بكل شخصية تدخل على خط الأحداث، عبر تجميد الصورة وكتابة ما يشبه السيرة الذاتية أعلى الشاشة، يوجزها باسم الشخص ومتى تم إلقاء القبض عليه وعدد الرصاصات التي قتل بها.

شيء من التشويش يحصل لك، لكثرة الشخصيات وتداخلها ببعضها، وكثرة الأسماء والأحداث، فليس سهلاً أن تجمع حقبة زمنية تمتد من الأربعينات مروراً بالخمسينات والستينات وما بعدها، وصولاً إلى العام 2003. لذا لم تكن مهمة سكورسيزي عادية في تقديم أجواء تلك الفترة، وقد اعتنى بتفاصيل الموضة والسيارات والبيوت والشوارع والحانات والأزياء والموسيقى التصويرية الملائمة، منتقلاً مع شخصياته وأشكالها وفق المراحل الزمنية والعمرية. ولأن جزءاً مهماً من العمل يدور في حقبة تستوجب أن يكون شيران وراسل في سن الشباب، لم يستعن المخرج بممثلين أصغر سناً من دي نيرو وبيكسي، وأيضاً آل باتشينو، وإن كانت مرحلته الشبابية أقصر من مرحلة الآخرين، بحكم ظهوره المتأخر عنهما في الفيلم.

لا يمكنك إلا أن تتذكر «العرّاب»، أهم الإنتاجات الفنية عن «المافيا» وعصاباتها، للمخرج فرانسيس فورد كوبولا، والذي شارك فيه روبرت دي نيرو وآل باتشينو.

و«الإيرلندي» ليس التجربة الأولى لسكورسيزي مع هذه النوعية من الأفلام، ولا هي المرة الأولى التي يضم فيها أشهر نجومه في عمل يجمع ما بين الحقائق المستندة إلى قصص واقعية، والنظرة الفلسفية العميقة للحياة وللمجتمع، مع إبراز واضح لدور السياسة وألاعيب السياسيين وأنواع وأشكال الفساد في السلطة، والفرق بين «الابتزاز» و«الاحتيال»، إنما هي عودة موفقة لسكورسيزي إلى أفلام «المافيا»، بعد رائعته السينمائية «كازينو» في 1995 والذي تشارك فيه البطولة روبرت دي نيرو وجو بيسكي وثالثهما كانت شارون ستون. وهو اللقاء الأجمل بين الرائعين آل باتشينو وروبرت دي نيرو وهما يقفان على قمة الأداء والثنائية الأكثر من رائعة، والتي تعيد إلى الأذهان فوراً ثنائيتهما في أحد أجمل أفلامهما، «هيت» (أيضاً عام 1995)، تأليف وإخراج مايكل مان، وشاركهما فيه فال كيلمر. للقائهما طعم خاص، فكل منهما يسرق الكاميرا ويصل إلى قمة الإبداع في التمثيل.

«الإيرلندي» يستحق، بل يتطلب، منك مشاهدته أكثر من مرة، لئلا تقع في فخ تراكم الأحداث والشخصيات والحوارات الكثيرة التي تطغى بشكل لافت على المشاهد التصويرية والمناظر، وكأنه جعل من الكاميرا ناقلاً للرواية لا وسيلة لإمتاع البصر. إذا عدت إلى الإبداع التصويري لدى سكورسيزي وضخامة الأعمال التي تعتمد على الصورة والصوت، مثل «عصابات نيويورك» (2003)، تجد الفرق كبيراً، لأن المخرج أراد تقديم القصة وأبطالها على الديكور والكماليات، رغم إتقانه الشديد لمنح الأزمان العابرة حقها.

marlynsalloum@gmail.com

 

الخليج الإماراتية في

11.12.2019

 
 
 
 
 

ضحكات الجوكر فى مواجهة عنف «سكورسيزى»!

إيهاب التركى

فى سينما 2019 اختلطت ألوان ماكياج الجوكر الملونة الصارخة كما رأيناها فى فيلم «Joker»، بحُمرة دماء ضحايا عصابات المافيا الإيطالية النيويوركية فى فيلم «The Irishman»، وبينما كان «واكين فينكس» يُطلق ضحكته العصبية المريضة المستفزة، كانت صرخات الأسد «موفاسا» تُدوى وهو يسقط فى الوادى بعد أن دفعه شقيقه الأسد «سكار» إلى الهلاك فى النسخة الواقعية من فيلم «ديزنى» الشهير «The Lion King»، وخلَّف القاتل المحترف «جون ويك» عشرات الجثث فى كل مشهد ظهر فيه فى الجزء الثالث من مذبحته السينمائية «John Wick: Chapter 3»، وفى حدوتة «تارانتينو» الملونة عن هوليوود الستينيات فى فيلم «Once Upon a Time in Hollywood» إعادة تجسيد لنهاية حقبة الستينيات الهوليوودية، وفى الفيلم تظهر شخصية الممثلة الشقراء «شارون تيت»، وكانت زوجة المخرج «بولانسكى»، وقد قُتلت بوحشية وهى حامل فى شهرها التاسع بواسطة أتباع عصابة المجرم «شارلز مانسون»، وانتهى فيلم الكوميديا السوداء الكورى «Parasite» «طفيليات» بحفل عيد ميلاد دموى صادم وغرائبى. إنه عام حفلات العنف الدرامى الصاخب، وطرطشة الدماء فى وجوه المتفرجين، والشخصيات السيكوباتية التى نُشفق عليها، ونخشاها، ونُحلل صراعاتها الدرامية بكل حِرص ووَجَل.

ما زالت شبكة «نتفليكس» فى حالة حرب عالمية مع بعض كبار رجال السينما، ممن يرفضون تقزيم شاشة العرض السينمائى إلى مساحة شاشات الهواتف والتليفزيونات الذكية، إنها حرب منصات المشاهدة الحديثة مع أسماء بحجم الأمريكى «ستيفن سبيلبرج» والإسبانى «ألمودوفار»، ولهذا كان دعم الشبكة عظيمًا للمخرج «مارتن سكورسيزى»، حينما قرر أن يكون مخرجًا لفيلم «الرجل الأيرلندى»، فمنحته فى البداية ميزانية بلغت 100 مليون دولار، ووصلت فى النهاية إلى 159 مليون دولار، بعد زيادة تكلفة مشاهد التعديل بالكمبيوتر (CGI)، لتخفيف تجاعيد شخصيات الفيلم فى المراحل العمرية المختلفة، ومن المُتوقع أن يحتل الفيلم مكانًا مميزًا فى قوائم ترشيحات التمثيل والسيناريو والإخراج والمونتاج.

أن تصنع فيلمًا بطولة «آل باتشينو» و«روبرت دى نيرو» و«جو بيشي»، فهذا كافٍ جدًّا، فالثلاثى قادر على تحويل جمل عادية للغاية إلى مقولات خالدة، وإفيهات ذكية. ورغم أن حكايات رجال عصابات نيويورك قتلها «سكورسيزى» أفلامًا، فإنه فى «الرجل الأيرلندى» يقدم فى 209 دقائق اعترافات القاتل المحترف «فرانك شيران»، الذى يلعب دوره «روبرت دى نيرو»، عن شخصية حقيقية مقتبسة من كتاب المحقق الفيدرالى «تشارلز برانديت» بعنوان «سمعت أنك تدهن المنازل»، وهو مصطلح «عصاباتى» يشير إلى القتلة المحترفين، وبقع دماء ضحاياهم المُتناثرة على الحوائط، وبعيدًا عن الشكل النمطى لأفلام أكشن عصابات الجريمة المنظمة، نتعرف على عالم «شيران»، الجندى الأمريكى السابق فى الحرب العالمية، المكان الذى تعلم فيه قتل الأسرى بدم بارد، بأوامر قادته، وهو أمر أتلف بوصلته الأخلاقية حتى آخر حياته؛ فهو يقتل دون تردد أو ندم، لأنه يرى الأمر حتميًّا، ولو لم يفعله هو، فعله آخرون.

خطف جوكر فيلم المخرج «تود فيليبس» الأضواء من أغلب أفلام العام، وهو فيلم تجارى ميزته الأكبر هى أداء «واكين فينكس»، وقد نجح تجاريًّا فى دخول نادى المليارات، وعلى مستوى الدراما يصور الفيلم بدايات شخصية الجوكر، أكبر أعداء «باتمان»، وعلى عكس التوقعات لم تكن أحداث الفيلم مغامرات قاتل ميت القلب، يضع ماكياج مهرج، بل كانت سردًا نفسيًّا لأصول شخصية كوميديان فاشل، يعيش فى مدينة «جوثام»، ويُعانى مشكلات نفسية، من أعراضها أنه يقهقه بصوت عالٍ حينما يتوتر، ويتدرج سيناريو «تود فيليبس» و«سكوت سيلفر» بالشخصية من حالة الهشاشة والبؤس إلى التحول الجذرى إلى عالم الإجرام العبثي، مرورًا بخلفية فساد مدينة «جوثام»، واستلهام المتظاهرين ماكياج وهيئة الجوكر، الذى يجد نفسه -دون قصد- رمزًا ثوريًّا لكل المهمشين والضعفاء.

لم يستلهم فيلم «جوكر» كثيرًا من مغامرات الجوكر التى أصدرتها "DC Comics" على هيئة قصص مصورة، لكنه استعان بمصادر سينمائية أخرى، أبرزها شخصيات أفلام المخرج «مارتن سكورسيزى»، وسنجد فى الملامح النفسية لتطور شخصية الجوكر الدرامية ملامح من شخصيات لعبها «روبرت دى نيرو» فى أفلام سابقة قدمها «سكورسيزى»، منها شخصية الكوميديان الفاشل فى The King of Comedy «ملك الكوميديا»، وشخصية سائق التاكسى المشوش، العائد من حرب فيتنام فى (Taxi Driver) «سائق التاكسى»، وكلاهما ضغط عليه المجتمع، ودفعه إلى ركن ضيق لا مهرب منه، وكلاهما تطورت شخصيته من الهدوء والدماثة إلى العنف الصادم.

دراما الإثارة النفسية احتلت مساحة كبيرة من أفلام هذا العام، وقدمها فيلم Us «نحن»، إخراج وتأليف «جوردان بيل»، فى إطار غرائبى وخيالى، يبدأ بتعرض عائلتين إلى هجوم من قرائن غامضة، يشبهون أفراد العائلتين تمامًا، لكنهم يتصرفون نحوهم بعنف مفرط، ومن نوعية الرعب النفسى أيضًا، يقدم فيلم "The Lighthouse" تجربة مخيفة يتعرض إليها حارسا فنار على جزيرة معزولة، والفيلم تأليف وإخراج «روبرت إيجرز»، وشارك «ماكس إيجرز» فى كتابة السيناريو، وهو بطولة «ويليام دافو» و«روبرت باتينسون»، ويستكمل فيلم "Doctor Sleep"، إخراج «مايك فلانجان» حكاية الطفل الذى يستطيع رؤية الأشباح، بعدما أصبح رجلًا ناضجًا، والحكاية تعود بنا إلى وقائع سابقة وردت فى فيلم (The Shining) «البريق»، إنتاج 1980، وإخراج «ستانلى كوبريك» الذى قدم واحدًا من أكثر أفلام الرعب النفسى شهرةً وجماهيرية، والفيلم مأخوذ عن رواية الكاتب «ستيفن كينج»، وتدور أحداثها حول حارس فندق مهجور «جاك نيكلسون»، تُسيطر عليه روح الحارس القديم للفندق، وتدفعه إلى قتل زوجته وابنه الصغير «دانى»، وينجو الطفل، لكنه يكبر ولا يزال يعانى صدمة الطفولة، ويجسد «إيوان مكريجور» شخصية «دانى» بعد مرور 35 عامًا على أحداث فندق «أوفرلوك»، والفيلم مأخوذ عن رواية «ستيفن كينج»، التى تحاول تتبع مصير الطفل صاحب القدرات الخارقة.

مغامرات سينمائية لافتة شهدتها سينما 2019، منها فيلم سباقات السيارات "Ford v Ferrari"، والفيلم الحربى "1917"، إخراج «سام منديز»، ويصور حكاية عرفها المخرج من جده، عن مهمة مستحيلة لجنديين بريطانيين فى أثناء الحرب العالمية الأولى، تتضمن اختراق جبهة العدو، والوصول إلى كتيبة بريطانية، وتحذيرها من كمين يهدد بتدميرها بالكامل، وينتقل «براد بيت» فى فيلم "Ad Astra"، إخراج «جيمس جراى» إلى كوكب «نبتون» لتنفيذ مهمة فضائية للبحث عن والده الذى يُظن أنه على قيد الحياة، بعد مرور أعوام على مهمة فاشلة انتهت بافتراضه ميتًا.

فرضت السينما الكورية نفسها على هوليوود، إذ قدمت واحدًا من أهم أفلام هذا العام، وهو فيلم (Parasite) «طفيليات»، إخراج «بونج جون هو»، وهو أول فيلم كورى يحصل على السعفة الذهبية فى مهرجان كان، ورشحته كوريا ممثلًا عنها لجائزة أوسكار الفيلم الأجنبي، والعمل كوميديا سوداء عن عائلة مهمشة من العاطلين، يتحايل أفرادها للعمل لدى عائلة غنية، ولا تعلم العائلة الثرية أن السائق ومديرة المنزل ومعلمة الطفل وأستاذ اللغة الإنجليزية ما هم إلا أفراد عائلة واحدة، مكونة من الأب وزوجته والابن والابنة، ويمثل كل واحد منهم دوره بحرص، حتى لا يكشف الآخرين، وتتحول حياتهم من حدوتة ساخرة عن العلاقات الزائفة بين الطبقات الاجتماعية، إلى صراع دموى بين شخصيات طفيلية، من أجل الاستمرار فى خداع العائلة الثرية الساذجة.

إنه أيضًا عام الأداء التمثيلى، وقائمة المنافسة كبيرة، تبدأ بأسماء، مثل: «روبرت دى نيرو» و«جو بيشى» و«آل باتشينو» و«واكين فينكس» و«براد بيت» و«أنطونيو بانديراس» و«رينيه زيلويجر» و«كاتى بيتس» و«لورا ديرن» و«لوبيتا نيونجو»، وتصل حتى «آدم ساندلر» عن دوره فى الفيلم الكوميدى «Uncut Gems»، إخراج الأخوين «جوش وبينى صفدى»، ويجسد فيه شخصية صاحب محل مجوهرات مقامر، يحاول سداد ديون القمار المتراكمة عليه قبل فوات الأوان، وربما تحدث المفاجأة ويترشح عنه لأوسكار التمثيل.

 

المقال المصرية في

11.12.2019

 
 
 
 
 

رامي يوسف المرشح المصري لـ«جولدن جلوب»:

درس الاقتصاد قبل الإنتقال لهوليوود

كتب: المصري اليوم

اختير النجم من اصل مصري رامي يوسف ضمن ترشيحات جوائز «جولدن جلوب» للأفلام والتلفزيون لهذا العام في الحفل الذي سيقام يناير المقبل.

وجاء ترشيح يوسف لجائزة أفضل ممثل- مسلسل كوميدي عن مسلسله الذي يحمل اسم Rami وتدور أحداثه حول الجيل الأول من المهاجرين، عن عائلة مسلمة تعيش في نيوجيرسي بالولايات المتحدة، إذ يلعب دور رامي دور شاب مسلم يفخر بتراثه، ولا يريد أن يتخلى عنه، فهو يحاول أيضًا تحقيق التوازن بين كونه ينتمي لأول جيل مصري مسلم في العالم الحديث، وكونه أمريكيا.

وعن الدور كان يوسف قد قال في وقت سابق: «إن القضتيين أسيء فهمهما، وأن الجمع بينهما نوعًا طبيعيًا وأعتقد أنه من المهم عرض وتوضيح ذلك للجمهور«.

ولد رامي يوسف في مدينة كوين لأبوين مصريين مهاجرين انتقلا إلى نيو جيرسي ليكمل تعليمه هناك من خلال دراسته الاقتصاد والعلوم السياسية لينهى تعليمه وينتقل إلى هوليوود لدراسة التمثيل.

ذكرت التقارير الصحفية أن يوسف استطاع تحقيق شهرة واسعة من خلال مسلسله الكوميدي عبر شاشة Hulu الذي انطلق عرضه للمرة الأولى في إبريل الماضي وبعد فترة وجيزة من عرض الموسم الأول أعلنت Hulu عن جزء ثان.

وكتب رامي يوسف ساخراً من ترشحه عبر خاصةي «انستا ستوري»، عبر موقع الصور انستجرام: «أنا فقط أحاول مواكبة (ماهرشالا) حتى يتوقف عن تفكيري في حفل توزيع جوائز الأوسكار»، في إشارة منه إلى الممثل العالمي الحاصل على جائزة الأوسكار ماهر شالا على.

https://www.youtube.com/watch?v=N4Ek09B9YaY&feature=emb_logo

 

المصري اليوم في

11.12.2019

 
 
 
 
 

يتجنّب مزالق أفلام السير الذاتية

«جودي».. أداء رينيه زيلويغر الممتع يغطّي نواقص السيناريو

المصدر: عرض: عبدالله القمزي

من هي جودي غارلاند؟ لن يعرفها صغار السن بالطبع من مرتادي الصالات، لكنها حتماً معروفة في أوساط المتعمقين في السينما، خصوصاً حقبة هوليوود الذهبية أو الكلاسيكية التي انطلقت خلال الحرب العالمية الأولى حتى آخر الستينات.

الذي يعرف جودي غارلاند سيتذكر صورة واحدة لها هي دوروثي غيل من فيلم The Wizard of Oz عام 1939؛ لكن قلة الذين يتذكرون غارلاند الستينات، امرأة مدمنة حبوب ومسكرات، وتعيش نوبات تدمير ذاتية، وجراء ذلك فقدت قوتها الغنائية.

كانت غارلاند الستينات التي قبلت عرضاً غنائياً لخمسة أسابيع في لندن مجرد ظل لصورتها السابقة القوية السائدة في الأربعينات والخمسينات. وبعد عرض لندن بستة أشهر فارقت الحياة بسبب تعاطيها جرعة زائدة من حبوب تنويم.

لهذا الفيلم المعنون باسمها الأول Judy، والذي تبدأ عروضه اليوم في الدولة، يتناول سيرتها، ركّز المخرج الانجليزي رووبيرت غوولد بالتعاون مع كاتب النص توم إيدج، الذي بدوره اقتبس النص من مسرحية بيتر كويلتر «نهاية الطيف»، على أوائل عام 1969 وصراع جودي (رينيه زيلويغر) ضد نفسها وضد فنها في آخر لحظات حياتها الممتدة لـ47 عاماً فقط.

كابوس ونبرة كئيبة

يطرح الفيلم فرضية مدعومة بالحقائق، وهي أن المرأة المحطمة التي نراها آخر الستينات هي نتاج سوء معاملة عانتها في طفولتها. ولتوضيح ذلك يزود غوولد الفيلم بمشاهد استرجاعية لاستوديو تصوير فيلمها الأشهر «ذا ويزارد أوف أوز»، حيث نرى غارلاند الشابة آنذاك (دارسي شو) بعمر 16 ربيعاً مرغمة على الخوض في برنامج غذائي صارم من قبل مدير استوديو إم جي إم لويس بي. ماير.

أجبرت جودي على تعاطي المنشطات وقت الإفطار لمنحها الطاقة ومنوم ليلاً. ويلمح الفيلم إلى أن جودي اكتسبت عادة تعاطي مخدرات جراء هذا البرنامج الغذائي، وهو بمثابة كابوس سكن جودي، وأقلقها بقية حياتها.

لم تكن حياة جودي سعيدة؛ وهذا ينعكس حتى على نبرة الفيلم الكئيبة باستثناء بعض المشاهد الغنائية هنا وهناك، وأبرزها أغنية «في مكان ما فوق الطيف»، لكنه - أي الفيلم - يبرز وجهة نظر واضحة ومتحفظة في إبداء العواطف المبالغ فيها.

يبدأ الفيلم في 1968، ونرى جودي تغني في مسرح بالاس في نيويورك مع طفليها (لورنا) و(جووي). جودي أم مخلصة لكنها لا تتمكن دائماً من الوفاء بالتزاماتها المالية كأم، خصوصاً أن وضعها المالي في الحضيض بعد غرقها في الديون. تُطرد من الفندق وتجبر على أخذ طفليها إلى منزل زوجها السابق سيد لفت (روفوس سيويل)، وتضطر لقبول عرض لندن الغنائي والمغري مالياً.

بينما هي هناك، تصارع شياطينها وتتحول إلى صداع بالنسبة للفتاة المكلفة بالاهتمام بها والإشراف على احتياجاتها روزالين وايلدر (جيسي بكلي)، ومالك الملهى الليلي المسمى «حديث المدينة» بيرنارد ديلفونت (مايكل غامبون).

تتواصل جودي مع ميكي دينز (فين ويتروك)، وهو شاب لطيف يسمعها كلاماً طيباً قابلته جودي في الولايات المتحدة في فترة سابقة وتقع في غرامه لاحقاً وتتزوجه. للعلم، حسب السياق التاريخي لقصة جودي فإن ميكي هو من وجد جثتها في منزلهما المستأجر في لندن.

دور استثنائي

تحمل زيلويغر الفيلم بأكمله على كتفيها بلا منازع، ورغم أنه طرح قبل افتتاح موسم الأوسكار رسمياً، إلا أنها تمكنت من وضع اسمها على قوائم ترشيحات أفضل ممثلة. تؤدي زيلويغر دوراً استثنائياً غاصت فيه في أعماق الشخصية، ولم تكتفِ فقط بتقليد جودي غارلاند.

من ناحية المظهر الجسدي، فقد خاضت زيلويغر التجربة بتغييرات راديكالية طالت وجهها وطريقة تكلمها إلى درجة أن الممثلة شاهدت أفلاماً عن غارلاند حتى تتقمص لغتها الجسدية. كما تدربت زيلويغر مع مدرب صوت للتدرب على طبقات الصوت للشخصية الحقيقية.

والحقيقة تقال، رغم أننا خلال الفيلم قد نشاهد لمحات من زيلويغر هنا وهناك، لكن الشخص الظاهر أمامنا على الشاشة حتماً جودي غارلاند. بتقليص أحداث الفيلم إلى رحلة لندن فقط، فإن جودي يتجنب مزالق أفلام السير الذاتية؛ وأبرزها سرد كثير من التفاصيل في وقت قصير نسبياً.

الفيلم ليس قصيراً ولا سريعاً أي ليس مستعجلاً ولا مضغوطاً، لكن هناك بعض التضحيات في مثل هذه السيناريوهات. أولاً، أجزاء كبيرة من حياة جودي لا تحدث على الشاشة وهي إما يتم تجاهلها أو تذكر سريعاً. ثانياً، المشاهد الاسترجاعية المتعلقة بفيلم «ذا ويزارد أوف أوز» آسرة جداً إلى درجة أن المشاهد قد يتمنى بقاء الفيلم فيها مدة أطول. ثالثاً، لويس بي. ماير من الممكن أن يكون شريراً مثالياً للفيلم لو بقي فترة أطول في المشاهد الاسترجاعية.

أو فلنقل، لو كان الفيلم بأكمله في فترة تصوير فيلمها الأشهر لكان لدينا فيلم آخر فيه ضحية وشرير بدل قصة امرأة محطمة. طبعاً القصة أقوى في تلك الحالة، لكن ذلك لن يعطي فرصة لزيلويغر لاستعراض عضلاتها في الأداء.

رغم أن «جودي» لا يلتزم بالأحداث وفقاً للترتيب الزمني بالنسبة للأشهر الأخيرة لبطلة القصة، لكنه يزوّد المشاهد بقصة مؤثرة عن سقوط إحدى إيقونات أميركا الغنائية في القرن الـ20. مسار القصة قابل جداً للتخمين، لأن مادة الفيلم عن إدمان المخدرات والخمر وهي مألوفة جداً في السينما، لكن نعود إلى أداء زيلويغر، ونقول رغم أنه لم يكن أسطورياً، لكنه حتماً قوي وممتع وجميل، وهو الصمغ الذي يلصق تشققات السيناريو العديدة، وهو ما يبقي الفيلم متماسكاً.

للإطلاع على الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تستحق «الأوسكار»

كل نواقص السيناريو مغطاة تماماً بأداء وفطنة زيلويغر التي ترشّحت عن أدوارها في «بريجيت جونز دايري» 2001، و«شيكاغو» 2002، وحازت أوسكار أفضل ممثلة مساعدة في «جبل بارد» 2003، وحتماً هي تستحق فوزاً عن أدائها شخصية جودي غارلاند.

لم تكن حياة جودي سعيدة؛ وهذا ينعكس حتى على نبرة الفيلم الكئيبة باستثناء بعض المشاهد الغنائية هنا وهناك.

• 47 عاماً عاشتها جودي غارلاند، ويركز العمل على ملامح من سيرتها.

 

الإمارات اليوم في

12.12.2019

 
 
 
 
 

يركّز على أتفه جوانب الانفصال

«قصة زواج» يتحطم نتيجة جشع محاميي الطلاق

المصدر: عرض: عبدالله القمزي

قد يكون «قصة زواج« أفضل ما صنع المخرج الأميركي نوا بومباك منذ فيلمه الأول الشبيه موضوعاً بعنوان «الحبار والحوت» عام 2005. منذ ذلك الوقت عكف الرجل على صناعة أفلام لم يبتعد فيها كثيراً عن موضوع فيلميه المذكورين. المهم أن كل أفلامه عائلية أو تتناول العلاقات الشخصية بشكل أو بآخر، كما يفعل وودي ألن.

في فيلم Marriage Story «قصة زواج» والمستلهم بشكل كبير من تجربة المخرج الشخصية عام 2013، فإن المخرج لا يتردد في إطلاق مشاعره لتطغى على تحفظه، بمعنى أنه يركز على أتفه جوانب الطلاق ولكنها الأكثر ضرراً للطرفين، كما أنه ينتقد وبشدة قانون العائلة في الولايات المتحدة.

معظم مواقف الفيلم تبث عواطف محسوسة لأي مشاهد من أي مكان في العالم ولا تعني الأميركي دون غيره، ويحسب للمخرج إبرازها على الشاشة بصدق تام. لكن الشخصيات الرئيسة ليست عادية بل شخصيات تعيش داخل فقاعاتها الخاصة وبمشكلات تعنيها فقط دون أن تتأثر بها الفئة الأقل مستوى وثراء.

وفي أحيان كثيرة يصعب تجاهل نفحات غرور تبثها الشخصيات. رغم اتصالنا العاطفي مع الشخصيات كبشر لكن لا يمكن التعمق أكثر من حد معين، وهذا الفرق الشاسع بين قصة زواج والفيلم الكلاسيكي الأرفع مستوى والأفضل بكثير «كريمر ضد كريمر» الحائز أوسكار أفضل فيلم لعام 1979.

كما كان «كريمر ضد كريمر»، فهذا الفيلم بمثابة تشريح للزواج؛ عندما يبدأ الفيلم نرى نيكول (سكارليت يوهانسن) وتشارلي (آدم درايفر) يخوضان إجراءات انفصالهما، لا نرى أيامهما السعيدة إلا خلال مونتاج/‏‏مونولوغ البداية: عرض تقديمي لكل منهما عما يحبه في الآخر. هذه الجزئية تحديداً تعكس أفضل مهارة عند بومباك لأنها تخبر المشاهد بما فقده الزوجان وبوعي الشخصيات عما افتقداه.

كل الفيلم (ساعتان وربع) مخصص لتفاصيل إجراءات الطلاق، تعود نيكول إلى لوس أنجلوس لتصبح ممثلة تلفزيونية وهي مهنة أعادت إحياءها بعد أن كانت في سبات عميق، بينما يبقى المخرج المسرحي تشارلي في نيويورك ليرعى مسرحيته في برودواي.

يذهب الابن برفقة الأم بينما يسافر تشارلي من الساحل الشرقي إلى الغربي ليرى ابنه. يُفقد الانفصال الزوجين المودة بينهما بتدخل محاميي الطلاق اللذين يركزان على مصالحهما فقط على حساب كل شيء آخر، ومصالح المحاميين هي الفوز والتربح من القضية. بينما كل ما يريده طرفا الانفصال هو المضي بحياتهما بأقل قدر ممكن من الألم والنكد.

تختار نيكول محاميتها الحازمة نورا (لورا ديرن)، وبعد أن اختار تشارلي المحامي الصقر جاي ماروتا (راي لايوتا) يتراجع ويختار الهادئ والأحكم بيرت سبيتز (ألن ألدا)، الذي يبدو أن جنوحه للتهدئة يجعله فريسة سهلة لأي محامٍ آخر.

يعطي الفيلم تلميحات عدة أن القضية قابلة للحل وحتى الشخصيات نفسها تشعر بذلك، ولكن كلاهما تنقصه فضيلة الشجاعة للتراجع عن القرار بسبب وسوسة المحاميين. هناك مشهد ينهار فيه تشارلي بكاء بسبب قسوة التجربة وتحتضنه نيكول تعاطفاً معه، ورغم ذلك يقرران المضي في الانفصال بدل بحث مسألة رأب الصدع والتفكير في سبل التضحية بأي شيء لإنقاذ الزواج. قد يكون هذا أكثر المشاهد تعبيراً عن لوم المخرج لنظام الأحوال الشخصية في أميركا.

وسط كل هذه المعركة الطاحنة نجد الطفل هنري الذي يقول طرفا الانفصال إنه أهم شيء في حياتهما لكنهما ينفقان الأموال المخصصة لدراسته على محاميهما وهذه أكثر لحظة يسخر فيها بومباك من النظام القضائي الأميركي.

هنري مثل بقية أقرانه في مثل هذه المواقف بمثابة الشيء المرهون، حيث تصبح مصالحه شيئاً ثانوياً لأولوية المحاميين: الفوز. وهو ما تبرره المحامية نورا بلا أي تحفظ أو خجل. رغم أن بومباك ينجح في نزع قشور الشخصيتين والمحافظة على نوع من التعاطف المتبادل بينهما رغم الأنانية الظاهرة. لكن أسلوبه لم يكن دائماً موفقاً.

هناك مشهد معركة كلامية حادة جداً بين نيكول وتشارلي تنقصها العفوية تماماً وتبدو مكتوبة ومصطنعة (بالضبط مثل المسلسلات الخليجية والعربية البائسة)، تتسم الحوارات بانتقاء الكلمات المعبرة ولا تعكس أي عفوية وتزيد جرعة الميلودراما عن حدها.

في هذا المشهد تحديداً ربما يحق للمشاهد أن يفعل شيئاً آخر لإشغال نفسه عن الفيلم لأن السؤال المهم هو: لو تشاجر زوجان أمامك في مقهى أو شارع فأنت قد تهتم لدقيقة بسبب الجلبة التي يحدثانها، لكن هل ستهتم بأسباب الخلاف؟

هناك مشهد آخر يجرح فيه تشارلي نفسه بالخطأ بسكين تستخدم في فتح الصناديق (لا يستخدم كسلاح أو للطعام)، مشهد النزيف بدا نشازاً في الفيلم. وهناك أغنيتان في الفيلم، واحدة يغنيها تشارلي والثانية تغنيها نيكول، تفقدان الفيلم نبرته وأفضل ما تفعله خلالهما الضغط على زر تسريع المشهد!

نجح فيلم «كريمر ضد كريمر» بسبب الأداء الاستثنائي لميريل ستريب ودستن هوفمان، في «قصة زواج» يؤدي درايفر ويوهانسن دورهما فيه بشكل جيد. درايفر رغم بعض لحظات النشاز في أدائه، جيد كنرجسي مهووس بالسيطرة يظن أنه ضحية. يوهانسن على الطرف الآخر تعطي أفضل أداء في مسيرتها السينمائية وربما أفضل من أدائها في Lost in Translation عام 2004.

بالنسبة لبومباك، يمثل «قصة زواج» خطوة بعيدة عما عكف على صنعه، فهذا الفيلم يمكن للجميع مشاهدته مقارنة بأفلامه السابقة الصالحة للنخبة من المشاهدين أكثر من العامة.

قد يرى البعض أن نبرة الفيلم «نكدية» أكثر من اللازم، لكننا نقدر بشدة أن درايفر ويوهانسن على هيئتهما الطبيعية، هذا درايفر عندما لا يكون كايلو رين وهذه يوهانسن بلحمها وشحمها خارج عباءة بلاك ويدو. بكلمات أخرى، نحن نعيش زمناً علينا فيه أن نقدر قيمة أي فيلم رغم عيوبه، خصوصاً إذا لم يأتِنا من عالم مارفل السينمائي الاصطناعي.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

نحن نعيش زمناً علينا فيه أن نقدر قيمة أي فيلم رغم عيوبه، خصوصاً إذا لم يأتِنا من عالم مارفل السينمائي الاصطناعي.

معظم مواقف الفيلم تبث عواطف محسوسة لأي مشاهد من أي مكان في العالم، ولا تعني الأميركي دون غيره.

 

الإمارات اليوم في

15.12.2019

 
 
 
 
 

كيف باتت هوليوود مهووسة بتصغير أعمار نجومها؟

واشنطن: شيرلي لي

قضى غاي ويليامز وزملاؤه من فناني المؤثرات البصرية وقتاً طويلاً في التحديق في وجه ويل سميث إلى أن حفظوا كل مساماته تقريباً. قال لي ويليامز ضاحكاً: «نمزح أحياناً لأننا ربما بتنا نعرف قسمات وجهه أفضل مما تعرفها زوجته. ويمكنني أن أخبرك بالضبط بشكل ابتسامته. يمكنني أيضاً أن أتكهن بالقسمات المختلفة الـ12 لابتسامة ويل سميث بدقة كبيرة».

لكن الاقتراب بتلك الصورة الحميمية من ملامح الممثل تمثل خطراً مهنياً على ويليامز، المشرف على التأثيرات المرئية لفيلم «جميني مان»، أو رجل الجوزاء، الذي يدور حول قصة من الخيال العلمي بطلها قاتل متقاعد يحارب نسخة مستنسخة منه ولكنها أصغر سناً.

فقد جرى تكليف ويليامز وفريقه في استوديو «ويتا» للمؤثرات المرئية بالمساعدة في استنساخ نسخة رقمية لسميث في أوائل العشرينات من عمره (أطلق عليها اسم جونيور)، التي يمكن أن تتفاعل بشكل معقول مع الممثل صاحب الـ51 عاماً على الشاشة.

وبالاستعانة بالمشرف الآخر للتأثيرات المرئية، بيل ويستنهوفر، قام ويليامز ومئات الفنانين بتتبع حركات الممثل أثناء مرحلة الإعداد، ودرسوا أعماله السابقة لبناء جونيور، وهو شخصية رقمية تشبه سميث في شبابه زمن أفلام «باد بويز».

ومع ذلك، فإن وصفاً كهذا يعد تبسيطاً مفرطاً للعملية التي تطلبت مشاركة نحو 500 فنان على مدار سنتين لإكمال العمل. وعندما يتعلق الأمر بتصغير السن، فإن فناني التأثيرات المرئية لا يهدفون إلى إعادة بناء أو نسخ صورة شخصية الممثل الأصغر سناً فحسب، بل إلى تفسير الشخصية التي يجرى أداؤها أيضاً.

في حالة سميث، تم تدريب النسخة في فيلم «جميني مان» لكي يصبح قاتلاً، لذا لم يكن من الوارد تصميمه بهيئة سميث نفسها الرشيق القامة صاحب العضلات كما ظهر في فيلم «»The Fresh Prince of Bel - Air. علاوة على ذلك، تتطلب تلك التأثيرات حلاً وسطاً. فرغم الإضاءة المظلمة والوقت الطويل والأزياء الراقية التي تساعد على إخفاء العيوب في عرض جونيور، فإنه من غير المعقول تصوير الفيلم في مثل هذه الظروف في كل مشهد.

اعترف «لي» أن النتيجة النهائية لم تكن مثالية، فالمشهد الأخير شديد الإضاءة بضوء النهار جاء سيئاً. غالباً ما كان «لي» يدفع بصناعة الأفلام إلى الأمام، وبالتالي فإن فكرة تقليل السن عن طريق بناء شخصية بالكومبيوتر كانت فكرة جيدة. وأضاف: «نحن في عصر رقمي. لذلك من المنطقي أن أقلل من سن الممثل أمام عينيك من خلال الكومبيوتر».

في الواقع، أصبحت العناصر المؤثرة المستخدمة في تصغير الملامح إلكترونياً هي الوضع الطبيعي الجديد في هوليوود. فرغم أن التلاعب بمظهر الممثل بدلاً من اللجوء للممثلين الملائمين موجود منذ منتصف العقد الأول من القرن العشرين، حيث كان فيلم «حالة غريبة لبنجامين باتون» الذي قام ببطولته براد بيت مثالاً بارزاً، فقد أدى فنانو التأثيرات المرئية عملاً مضاعفاً العام الجاري.

في مارس (آذار) الماضي، شاهدنا التلاعب في ملامح صمويل جاكسون في شخصية «كابتن مارفل» في الأفلام التي تحمل الاسم نفسه، حيث جرى محو تأثير عشرات السنين من ملامحه. وبفضل هذا الفيلم انتشرت هذه التقنية مرة أخرى في أبريل (نيسان)، حيث تضمنت نحو 200 لقطة لزيادة وتقليل السن للكثير من الممثلين بفيلم «أفنجرز».

بعد خمسة أشهر، خضع جميع ممثلي الجزء الثاني من فيلم الرعب «إت تشابتر تو» الذي كان جميع ممثليه من الشباب لعمليات تصغير السن بالكومبيوتر لكي تتطابق هيئاتهم مع ملامحهم السابقة في الجزء الأول من الفيلم. وفي رائعة مارتن سكورسيزي، «ذا أيريشمان»، أو الآيرلندي، نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) شاهدنا تأثير تصغير أعمار جميع نجومه، روبرت دي نيرو، آل باتشينو، وجو بيسكي - جميعهم في السبعينيات من العمر حالياً - لتصوير حياة رجال العصابات على امتداد مراحلهم السنية.

في الوقت الذي يتضاءل فيه عدد نجوم السينما في شباك هوليوود، فإن تصغير ملامح وأعمار النجوم الحاليين مكنهم من أن يولدوا من جديد، أو على الأقل ضمنوا عمراً فنياً أطول. وبالنسبة لصناعة تعتمد على إحياء أسماء ماركات قديمة، فإنه من المنطقي أن يتطلع صناع الأفلام لأن يفعلوا الشيء نفسه مع أسمائهم اللامعة القديمة. فقط فكر في خبر مثل إعادة بعث جيمس دين إلكترونياً من جديد ليصبح نجماً في فيلم جديد، ففكرة إعادة إحياء الممثلين الراحلين عبر تأثيرات مرئية سيكون لها آثارها التي قد تمهد الطريق لعصر جديد من صناعة السينما.

وبحسب أوكون تان، المشرف على التأثيرات المرئية في لوس أنجلوس: «لو أنك فكرت في الأمر سترى أنه شكل من أشكال الخلود»، مشيراً إلى ميكي ماوس، على سبيل المثال، باعتباره النسخة المثلى لـ«نجم سينمائي» استمر بحالة الزخم نفسها، وهو نوع من الشخصيات الخيالية التي تحولت إلى علامة تجارية.

خلال زيارتي لمكاتب شركة «غراديانت إفيكيت» عرض لي تان مقطعاً من فيلم «هالوين» الذي أنتج العام الماضي، حيث تواجه شخصية لوري سترود التي تلعبها الممثلة جايمي لي كيرتيس مهاجمها. المقطع الأول الذي شاهدناه كان من الفيلم حيث نرى كيرتيس كما تبدو اليوم، في المقطع الثاني نرى الشخصية بعد التعديلات الرقمية حيث اختفت التجاعيد من وجه الممثلة وبدت بهيئة مختلفة أكثر شراقاً. وقد يكون ذلك التأثير المطلوب للعين غير المدربة.

لذلك، ولتحقيق شهرة أبدية، قد نرى نجوماً من الماضي يعودون إلى الحياة ليصبحوا شخصيات قابلة لإعادة الاستخدام رقمياً، وهي أداة أخرى في صندوق أدوات صانعي الأفلام.

- خدمات تريبيون ميديا

 

الشرق الأوسط في

15.12.2019

 
 
 
 
 

تعرف على القائمة القصيرة لترشيحات جوائز الأوسكار 2020

نجلاء سليمان

أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور، المسئولة عن توزيع جوائز الأوسكار قائمة ترشيحاتها القصيرة لأفضل الأعمال السينمائية التي صدرت خلال عام 2019 في 9 فئات، قبل الإعلان الرسمي عن باقي الترشيحات المقرر يوم 13 يناير 2020، لتعلن الأعمال الفائزة في الحفل السنوي في نسخته الـ92 يوم 9 فبراير المقبل.

شملت قائمة الترشيحات القصيرة التي أعلنت منذ قليل 9 فئات هي: أفضل فيلم وثائقي، أفضل وثائقية قصير، فيلم ناطق بلغة أجنبية، الماكياج وتصفيفة الشعر، الموسيقى الأصلية، الأغنية الأصلية، فيلم رسوم متحركة قصير، فيلم لايف أكشن قصير، مؤثرات بصرية.

وجاءت قائمة الترشيحات كالتالي:

أفضل فيلم وثائقي

“Advocate”

“American Factory”

“The Apollo”

“Apollo 11”

“Aquarela”

“The Biggest Little Farm”

“The Cave”

“The Edge of Democracy”

“For Sama”

“The Great Hack”

“Honeyland”

“Knock Down the House”

“Maiden”

“Midnight Family”

“One Child Nation”

أفضل وثائقي قصير

“After Maria”

“Fire in Paradise”

“Ghosts of Sugar Land”

“In the Absence”

“Learning to Skateboard in a Warzone (If You’re a Girl)”

“Life Overtakes Me”

“The Nightcrawlers”

“St. Louis Superman”

“Stay Close”

“Walk Run Cha-Cha”

أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية

Czech Republic, “The Painted Bird”

Estonia, “Truth and Justice”

France, “Les Misérables”

Hungary, “Those Who Remained”

North Macedonia, “Honeyland”

Poland, “Corpus Christi”

Russia, “Beanpole”

Senegal, “Atlantics”

South Korea, “Parasite”

Spain, “Pain and Glory”

أفضل ماكياج وتصفيف شعر

“Bombshell”

“Dolemite Is My Name”

“Downton Abbey”

“Joker”

“Judy”

“Little Women”

“Maleficent: Mistress of Evil”

“1917”

“Once upon a Time…in Hollywood”

“Rocketman”

أفضل موسيقى أصلية

“Avengers: Endgame”

“Bombshell”

“The Farewell”

“Ford v Ferrari”

“Frozen II”

“Jojo Rabbit”

“Joker”

“The King”

“Little Women”

“Marriage Story”

“Motherless Brooklyn”

“1917”

“Pain and Glory”

“Star Wars: The Rise of Skywalker”

“Us”

أفضل أغنية أصلية

“Speechless” from “Aladdin”

“Letter To My Godfather” from “The Black Godfather”

“I’m Standing With You” from “Breakthrough”

“Da Bronx” from “The Bronx USA”

“Into The Unknown” from “Frozen II”

“Stand Up” from “Harriet”

“Catchy Song” from “The Lego Movie 2: The Second Part”

“Never Too Late” from “The Lion King”

“Spirit” from “The Lion King”

“Daily Battles” from “Motherless Brooklyn”

“A Glass of Soju” from “Parasite”

“(I’m Gonna) Love Me Again” from “Rocketman”

“High Above The Water” from “Toni Morrison: The Pieces I Am”

“I Can’t Let You Throw Yourself Away” from “Toy Story 4”

“Glasgow” from “Wild Rose”

أفضل فيلم رسوم متحركة قصير

“Dcera (Daughter)”

“Hair Love”

“He Can’t Live without Cosmos”

“Hors Piste”

“Kitbull”

“Memorable”

“Mind My Mind”

“The Physics of Sorrow”

“Sister”

“Uncle Thomas: Accounting for the Days”

أفضل فيلم لايف أكشن قصير "نسخة حية"

“Brotherhood”

“The Christmas Gift”

“Little Hands”

“Miller & Son”

“Nefta Football Club”

“The Neighbors’ Window”

“Refugee”

“Saria”

“A Sister”

“Sometimes, I Think about Dying”

أفضل مؤثرات بصرية

“Alita: Battle Angel”

“Avengers: Endgame”

“Captain Marvel”

“Cats”

“Gemini Man”

“The Irishman”

“The Lion King”

“1917”

“Star Wars: The Rise of Skywalker”

“Terminator: Dark Fate”

 

الشروق المصرية في

17.12.2019

 
 
 
 
 

«إخوان» للتونسية مريم جعبر

من سوق مهرجان مالمو إلى القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار

كشفت أكاديمية علوم وفنون الصورة الأمريكية عن القوائم القصيرة للأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار الثانية والتسعين، ليأتي فيلم "إخوان" للمخرجة التونسية مريم جعبر ضمن القائمة لفئة الأفلام الروائية القصيرة.

وكان "إخوان" قد شارك كمشروع قيد التنفيذ في سوق ومنتدى مهرجان مالمو للسينما العربية لعام 2017، ونال منحة التطوير المقدمة من "فيلم آي سكونه" لدعم الشراكات الإنتاجية العربية السويدية، ممثلة في المنتج التونسي حبيب عطية (سيني تيلي فيلم) والشريك السويدي أندريس روكسين (لايكا فيلم). وفي العام التالي عاد "إخوان" ليشارك في مسابقة الأفلام القصير بمهرجان مالمو وينال جائزة أحسن فيلم قصير بالمهرجان. قبل أن تشارك مريم جعبر في سوق ومنتدى مالمو مجددًا خلال العام الحالي بمشروع فيلمها الروائي الطويل الأول "أمومة"، والذي يعد امتدادًا للفيلم القصير.

هذا وعلق المخرج محمد قبلاوي، مؤسس ورئيس مهرجان مالمو للسينما العربية، على الاختيار قائلًا: "فخورون بكوننا جزءًا من هذا الفيلم الذي تميز منذ أن كان مشروعًا على الورق، لينطلق فيحصد التقديرات والجوائز في كل مكان، ويصير نموذجًا لما يسعى مهرجان مالمو لتكوينه من شبكة تعاون سينمائي مشترك بين العالم العربي ودول الشمال. أود أن أشكر أيضًا لجان اختيار المشروعات لتوفيقهم المستمر في اختيار المشروعات العربية الواعدة في مختلف الفئات.

"إخوان" من إنتاج تونسي كندي قطري سويدي مشترك، وقد استضاف مهرجان تورنتو السينمائي الدولي عرضه العالمي الأول عام 2018 لينال في المهرجان جائزة أحسن فيلم كندي، قبل أن ينطلق في رحلة رائعة نال خلالها جوائز عديدة من بينها التانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية، و الجائزة الأولى في مهرجان السينما التونسية, و جائزة يوسف شاهين لأحسن فيلم قصير من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، جائزة البوابة الذهبية لأحسن فيلم في مهرجان سان فرانسيسكو، وتنويه خاص من مهرجان كليرمون فيران السينمائي الدولي.

وتعلن أكاديمية الأوسكار عن أسماء المرشحين النهائيين لجميع الفئات يوم 13 يناير المقبل، قبل أن يتم إعلان الفائزين وتسليم الجوائز خلال الحفل السنوي الضخم الذي يقام هذا العام مساء 9 فبراير في مسرح دولبي بهوليوود.

 

الشروق المصرية في

18.12.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004