كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

"جوكر"، أو كيف قلب تود فيليبس طاولة مدينة غوثام بوجه باتمان وسلالته البرجوازية!

بقلم: مالك خوري

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الثانية والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

بالرغم من الاطار التاريخي الذي يحدده الفيلم لنفسه هو أميركا في ثمانينات القرن المنصرم، يقدم لنا المخرج تود فيليبس في "الجوكر" دراما تلبس طابع النقد الذاتي لهوليوود "الكوميكس" التقليدي وكذلك للواقع الاجتماعي في أميركا المعاصرة. فمن خلال حياكته السينمائية لشخصية انسان مغرب يعاني من الوحدة والظلم والتهميش الطبقي يرافق الفيلم آرثر فليك في مسار فشله بأن يكون "مضحكا" كستانداب كوميدي نحو حالة من الغضب العنيف المقرون بالثأرية تجاه رموز الطبقة البرجوازية المهيمنة بمن فيهم محافظ المدينة وصاحب أهم برنامج حوار يومي في التلفزيون. وتضفي المرجعية المظلمة لكوميكس الباتمان وأفلامه المعروفة والتي يقدمها لنا فيليبس في هذا الفيلم بالاضافة الى مرجعيات الشخصيات الأساسية في أفلام سكوسيزي Taxi Driver عام 1976 و The King of Comedy عام 1982 تضفي في مجموعها أساسا فكريا ومرحعيا لتناول "حدوتة" الجوكر وتوجيهها نحو التعليق على الواقع الاجتماعي الأوسع الذي يحيط بهذه الشخصيات السينمائية التراجيكوميدية التي أصبحت اليوم تمثل جزءا من التراث والوعي السينمائي المعاصر.

فمنذ الظهور الأول لجواكين فينيكس في الفيلم نشعر أننا أمام اعادة رسم "تحريفية" لشخصية الجوكر التي ستصبح فيما بعد التجسيد "المثالي" للشر المنبثق عن انسان وحيد ومريض نفسيا. فآرثر فليك هو مهرج للاستئجارلا يتمتع بالكثير في حياته. وحتى في جلساته العلاجية فهو دائما ينتهي بسجالات وخلافات مع طبيبته. وهو أيضا يعاني من حالة عصبية تجعله ينفجر ضاحكا حين يجابه أوضاعا متوترة. ونتيجة لهذا فهو يعاني دوما من التنمر والاعتداء. أما والدته فهي تحاول باستمرار الاتصال بمحافظ المدينة وابن الطبقة البرجوازية الحاكمة توماس واين )والذي تزعم أنه والد آرثر(، لمساعدتها ماديا. بيد أن آرثر ووالدته كغيرهما من الفئات المهمشة اجتماعيا، ليس لهما مكان محترم انسانيا في عالم هذه المدينة، وسوف تجبر مجموعة من الأحدات المتوالية آرثر في النهاية للمثول في بقعة ضوء من العنف المتفاقم.

منذ لقطاته الاولى يضعنا الفيلم في اجواء مدينة غوثام في خضم معاناتها من بدايات لفوضى اجتماعية عارمة. لكن عوضا عن التأويل التقليدي المقترن بكوميكس وافلام باتمان حول انفلات الأمن والأشرار الذين يعيثون فسادا في المدينة، فنحن هنا أمام وضع مختلف جذريا. فالاعلام ينقل هنا اجواء يزيدها تعقيدا إضراب شامل لعمال النظافة في المدينة، والذي ادى الى انفجار أزمة قمامة ضخمة. ويضعنا الفيلم أمام ردود فعل نسمعها كثيرا ضمن هذه الظروف والتي يقدمها الفيلم لنا بلسان محافظ وسلطات المدينة والطبقة المهيمنة من ورائهما. وهو رد لا يتخطى رفض التعاطي الجدي مع قضايا والمطالب المعيشية الأساسية التي تهم الطبقات العاملة وتحوير النقاش ليتناول نتائج انفجار الأوضاع عوضا عن أسباب تفجرها بالأصل. بالاضافة لهذا يسلط مسار الفيلم في بداياته الضوء على نوعية التعاطي الاعلامي مع الأحداث وتقديمه لها. فهذا الاعلام المهيمن يركز بدوره على النتائج عوضا عن الأسباب، فيجعل قضية تفاقم حجم الجراذين التي أضحت تجوب المدينة نتيجة للاضراب هي القضية الأساس في كل ما يحدث. ضمن هذا السياق، يصبح المنطق السائد في مجتمع غوثام، والذي يتلخص في لوم الطبقات الفقيرة على كل الأزمات وتحميلها مسؤلية المصائب المحيطة في المجتمع، في صلب التعاطي الأيديولوجي للطبقة الاجتماعية المهيمنة مع كل الوقائع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المدينة.

هكذا يغوص الفيلم نحو التعاطي مع حكاية الجوكر الشخصية. فمن ناحيته وفي وحدته داخل مجتمعه، يجهد آرثر فليك للتواصل مع محيطه في شوارع غوثام مرتديا قناعين، واحد يرسمه على وجهه خلال قيامه بوظيفته اليومية في النهار كمهرج، والآخر يحاول من خلاله التعامل مع محيطه من الناس العاديين في محاولة عقيمة منه كي يشعر أنه جزء من عالمهم. ضمن هذا الواقع يبدأ فليك رحلة هبوطه في هاوية من الجنون الثأري. في نفس الوقت، فان استئثار مضيف برنامج مقابلات تلفزيوني شهير على مخيلة آرثر )يلعب الدور روبرت دي نيرو( يتحول تدريجيا من الايجابي الى السلبي مع تصاعد مشاعره الانتقامية تجاه الطبقة التي تهيمن على مقادير ومرافق المدينة بما في ذلك اعلامها.

وعلى الرغم من اختياره لمنطق الانتقام والعنف الشخصي فان آرثر نفسه هو في خضم عملية استيعاب مضطرد لطبيعة وحيثيات ما يعاني منه كتعبير عن مشكلة هي في الأساس ذات بعد طبقي. فنراه يردد عدة مرات موضوعة ان سياسة هذه الطبقة هي التي تقود الى تفاقم الأزمات الاجتماعية والفوضى التي ترافقها. فالجوكر يضطر الى عدم تناول الأدوية الخاصة بحالته النفسية المتفاقمة، كي يستطيع شراء الأدوية التي تحتاجها والدته والتي هو من يقوم بتوفير العناية لها لعدم توفر العناية الاجتماعية اللازمة. وما "يزيد الطين بلة" ان آرثر يتبلغ ايضا رفع الدعم حتى عن العناية النفسية التي كان يخضع لها وبالتالي فقدانه لآخر وسائل الدعم التي كانت تساعده بطريقة غير مباشرة على دعم والدته.

اما "الجريمة" التي تحدث في القطار فلا تعدو كونها واحدة من مئات الجرائم التي تحدث يوميا في غوثام، لكنها تلفت نظر الاعلام وتثير دموع الشفقة لدى محافظ المدينة لمجرد كونها تناولت ثلاثة شباب من ابناء الطبقة المهيمنة من موظفي احدى الشركات المالية المعروفة. فبالرغم من ان واقع ما حدث نجم عن محاًولة الجوكر الدفاع عن نفسه بوجه عنف الشباب الثلاثة الذين كانوا بالأصل يتحرشون بأحدى راكبات القطر، فان الموضوع يجرى تصويره في الاعلام بصورة مختلفة تماما. بل ان الاعلام وكلام المسؤولين ومن بينهم محافظ المدينة لا يبدو معنيا بالنظر الى حقيقة ما حدث. اذ يكفي أن القتلى هم من العاملين في وول ستريت ليتم وصم الجريمة بأنها تعبير عن مستوى الفوضى التي وصلت اليه المدينة من جراء أعمال الخارجين عن القانون. وكذلك تصوير الوضع كمثال لواقع التسيب الأمني الناجم عن ممارسات ابناء الطبقات الفقيرة من العاطلين والكسولين والمنحرفين وكنتاج لكراهيتهم لابناء الطبقات العليا المجتهدين والجادين في أعمالهموحسدهم العميق منهم!

والجوكر يعبر عن تطور ادراكه لطبيعة ما يحدث له وحوله عبر كلماته امام مضيفه التلفزيوني في الحلقة التي يدعى للمشاركة بها: "لو كان هؤلاء الثلاثة القتلى من ابناء الطبقات الفقيرة، لما رف لكم جفن"، يقول آرثر موجها كلامه لمضيفه. لكنه حتى منذ المشاهد الأولى للفيلم، فانه يرفض حتى الدفاع الجسدي عن نفسه بوجه بعض أطفال الشوارع الذين يعتدون عليه وهو يقوم بأحد عروضه في الشارع ويسرقون منه اللائحة الإعلانية التي كان يستعملها. "هم مجرد أطفال" يقول لرفاقه في العمل الذين يعجبون من استسلامه لعنف الصبية ضده وعدم مقاومته الجدية لهم.

يقدم فيليبس حبكات الفيلم الأساسية من خلال وجهة نظر آرثر نفسه. على سبيل المثال فان موضوع وحقيقة قضية طفولة الشخصية الأساسية ومشاركة الوالدة بحالات التعدي الجسدي التي كان يعاني منها آرثر في طفولته والتي أصبحت جزءا من اللاوعي الذي محي من ذاكرته، وموضوع تلفيق الوالدة للعلاقة الحميمة مع توماس، يجري الاضاءة عليهما من خلال عملية التقصي التي يقوم بها الجوكر نفسه للوصول الى الحقيقة بشأنهما. لكن الفيلم يبدو حريصا في نفس الوقت على ربط الخاص بالعام في طبيعة ما يحدث من تطورات وأحداث داخل الفيلم. لهذا فنحن نرى عودة مستمرة لرسم سياق اجتماعي وسياسي أوسع للحبكات القصصية التي يتم طرحها.

فكل ما توقعنا ان يتجه سياق الفيلم القصصي باتجاه يشفي غليل المشاهد الباحث عن نتيجة ايجابية تقليدية تساعد آرثر في الخروج من دواماته )كشف هوية والد آرثر، تطور علاقة الحب بينه وبين الجارة في نهاية الرواق، او في تحقيق حلمه باستلام الدعوة للمشاركة في اهم برنامج تلفزيوني مسائي(، يعيدنا تطور الأحداث الى الغوص في سياق اجتماعي وسياسي أوسع من المستحيل الخروج منه أو تجاوزه. فالفيلم لا يفسح في المجال امام فتح أبواب وهمية لحل معضلات شخصية في ظاهرها واجتماعية العمق في واقعها. وهذا بالظبط ما يحدث مثلا في مسار تطور الأحداث بعد ان يطلق الجوكر النار على مضيفه التلفزيوني، حيث يتلقفه وهو في طريقه الى السجن مئات من المتظاهرين الذين ينزلون الى الشوارع تعبيرا عن غضبهم ضد الطبقة الحاكمة وأدواتها الأمنية. ويتحول الجوكر الى بطل شعبي ملهم، عوضا عن ان يكون مجرد مجرم عادي يعاني من اضطرابات نفسية.

وعلى الرغم من موضوعه المأساوي والمسحة المظلمة التي تهيمن عليه، فالفيلم يتميز بجمال خاص. فهو يعيد الى الأذهان وبعدة جوانب منه أساليب أفلام السبعينات والثمانينات التي يرفع الفيلم قبعته لها موضوعا وثيما. ولا شك أن أسلوب فيليبس في سرد الحكاية من زاوية "هادئة" على الرغم من أنها تمثل الرؤية الخاصة لشخصية تتفلت تدريجيا من عقالها يعبر عن التمكن المتعدد الجوانب لهذا المخرج على ادارة تفاصيل الرسم السينمائي للقصة.

فالتفصيلات البصرية الصغيرة التي يشاركنا فيليبس بها لا تحصى. كما أن مكونات الألوان الغنية التي يفترض أن تكون "فرحة" و"مبهجة" والتي تتجسد على الشاشة ضمن لقطات تحاكي الواقع المأساوي المظلم لأحداث الفيلم تشكل بدورها اطرا ثابتة للوحات سينمائية متتالية تتميز كلا منها باستقلاليتها الفنية وبتألقها الخاص بها. ومما لا شك فيه أن موسيقى الفيلم التي كانت بشكل مستمر تستطلع حدوث مزيد من العواصف كانت تضيف جوا أكثر حميمية، وعلى الرغم من قتامة موضوعها، على تطورات الفيلم.

والفيلم يستعمل بشكل متكرر فكرة تصوير آرثر وهو في وضعيات الصعود او الهبوط. ويقوم الفيلم بذلك من خلال اللقطات الطويلة التي تقدمه وهو في قاع، في أعلى، او وهو يرقص فوق السلم الذي يقود الى القطار التحت ارضي. كما يقدم الفيلم آرثر إبان سيره في الشارع المنحدر الذي يفصل ما بين عمله والشقة التي يعيش فيها مع والدته. ويستعمل الفيلم نفس الفكرة مجازا لكن من خلال الاضاءة الكاملة في مواجهة الاضاءة الخافتة في المشاهد التي يجهز فيها آرثر نفسه لآداء دور المهرج. في الحالتين فان الفيلم يستعير المحتوى الرمزي لفكرة الصعود والهبوط وتسليط الضوء أو حجبه لآرثر باتجاه غير مألوف. فهو هنا يحاكي رمزيا الفكرتين من خلال الحفاظ على الغموض والالتباس لما يمثلانه في حياة آرثر عمليا. حيث يبدو الفيلم وكأنه يتفادى ربط أي منهما بمجازية تقييم سلبية او إيجابية بالنسبة لما يحدث لآرثر. فتشخيص الفيلم لطبيعة "التطور" الذي يحدث للجوكر يدفع باتجاه فتحه على تأويلات مختلفة. ومن ضمن هذه التأويلات بالطبع اتجاه ارتدادي يعاكس ايديولوجيا نمطية الشرير التقليدية للجوكر وللطبقات الفقيرة والمهمشة التي يمثلها، والنمطية "الخيرة" التي اقترنت بها عائلة ويلسون وطبقتها البرجوازية، كما اعتدنا عليهما في كتب الكوميكس وافلام باتمان على مدار السنين.

في خضم الفوضى التي تندلع في شوارع غوثام على اثر إطلاق الجوكر النار على الشخصية التلفزيونية الشهيرة خلال المقابلة الغير متوقعة، تتحرك الكاميرا بسلاسة عبر الشوارع المنتفضة التي تعج بمئات التجسيدات البشرية للجوكر لتضعنا في اجواء انتفاضة طبقية ضد تعسف سلطة لا تمثل ولا تتكلم الا بصوت الطبقة التي تهيمن على كل شيء في المدينة. والانتفاضة لا تطال فقط التعسف المادي والأمني لتلك الطبقة، بل يبدو انه يطال كل ما تمثله هذه الطبقة من قيم منافقة تختبيء وراء أقنعة المحافظة الخادعة. ومن اطرف المشاهد ضمن هذه الفقرة حركة الكاميرا التي تحلق بنا من فوق قاعة عرض سينمائية تتحضر لعرض مقبل لفيلم جديد بعنوان: "زورو: السيف المثلي"، وهو في الواقع عنوان فيلم حقيقي انتج عام 1981 جرى فيه التهكم على النزعات الذكورية التي تطبع الافلام الامريكية التي تستنطق "الأبطال" المثاليين الذين يقضون في النهاية على "الأشرار" الذين يهددون "امن" و "أخلاق" و "استقرار" المجتمع!

المخرج تود فيليبس معروف باختياراته السينمائية الخارجة عن الصندوق وذلك منذ فيلمه الاول. وهو معروف بأفلامه التي تتناول موضوعات غير تقليدية ومن زوايا غير تقليدية، ابتداء من فيلمه الوثائقي الذي جسد فيه فرقة الروك المعروفة بأدائها الاستفزازي والتحريضي "CG Allen and The Murder Junkies “ عام 1993، او اعادة رسمه عام 2004لشخصيتي Starsky And Hutchالتلفزيونيتين وقراءتهما في اطار يستفز ذكوريتهما التقليدية، او كوميديا Hangover عام 2009 والتي جسد فيها مصير ثلاثة أصدقاء في ليلة احتفالهم غير التقليدي بزواج احدهم والذي تلاه الجزئين الثاني والثالث عامي 2011و 2013. وكان فيلمه الأخير قبل "جوكر" War Dogs عام 2016 قد مثل تجسيدا كوميديا لمغامرات تاجري سلاح أصدقاء يعملان للبنتاغون في تصدير السلاح "والموت" الى أفغانستان، وهي بالمناسبة قصة مبنية على واقعة حدثت خلال فترة رئاسة بوش في الولايات المتحدة.

أما بالنسبة لخلفية نجاحاته في الأعمال الكوميدية في معظم أعماله السابقة، فهو يشعر اليوم أن مثل تلك الأفلام أصبحت شبه مستحيلة في أجواء هوليوود الشديدة الحساسية تجاه تقديم صور جندرية أو عنصرية بطرق "غير لائقة". وبالتالي فان جوابه على عدم القدرة على تقديم كوميديا "غير محترمة"، بمقاييس هوليوود الحالية، كان في تناول عالم أفلام الكوميكس لكن عبر قلبه رأسا على عقب. وحين تقدم فيليبس لشركة وارنر بروذرز بفكرة فيلم "الجوكر" فقد قام بذلك على أساس تقديم فيلم معاكس لمعادلة "السوبرهيرو" المعروفة، ومن دون مؤثرات "جي سي آي" أو حبكات "كارتون" تقليدية. وفي مقابلة مع مجلة "فانيتي فير" يقول فيليبس أنه أراد أن يقدم في هذا الفيلم تنويعا غلى "الواقعية المظلمة" النظيفة من البطولات.

واذا أخذنا شخصية الجوكر بشكل عام كما تم تجسيدها في هذا العمل وفي العمل السينمائي السابق للمخرج كريستوفر نولان فنحن في الحالتين أمام شخصية تدفع الى أقصاها موهبة تمثيل متفوقة. وهنا نستحضر الوجود الهائل للممثل الراحل هيث ليدجر في فيلم نولان The Dark Knight عام 2008 والذي تفوق فيه على شخصية باتمان التي اتسمت بالتعب، بالتردد، وبعدم الوضوح الفكري. وقد استطاع ليدجر أن يقدم لنا وبحرفية عالية شخصية جوكر متفاعلة ومتناقضة في آن مع عدم وضوح باتمان على المستوى "الأخلاقي" كممثل للطبقات "العليا" في المجتمع. ونجح ليدجر في هذا الفيلم بتجسيد أبعاد هذا الدور بشكل لا يمكن نسيانه.

الا أن ليدجر كان يقدم نوعا مختلفا من "الجوكر" الذي يماثل الى حد كبير التوجهات الايديولوجية لنولان والتي تتسم بالمحافظة، والضبابية في التعاطي مع الواقع الاجتماعي لشخصياته مما يضفي بالنهاية تعاطفا مع الشرائح والقيم الفكرية للطبقات الاجتماعية المهيمنة على المجتمع. فجوكر المخرج نولان هو بالنهاية الصنو النقيض لباتمان وابن توماس واين، بروس واين، باتمان. لكنه أيضا النقيض لواين الطيب والخير والذي يعمل بالنهاية من أجل الحفاظ على استقرار المجتمع و"سلامته" من الفوضى التي تنوبه. ويدفع هذا بنا كمشاهدين للتضامن مع واين ومع نظرته لما يحدث في مدينة غوثام.

بيد أن "جوكر" فيليبس يقدم لنا آرثر فليك كانسان مريض يعيش في مجتمع ينهار على وقع تنامي الفقر، والبطالة، والغاء كل أنواع الدعم العام للطبقات الفقيرة والمهمشة، والعنف الرسمي للأدوات القمعية للسلطة، والعنف المباشر والأرعن لأبناء الطبقة البرجوازية المهيمنة. وهذا الواقع يهمش آرثر أكثر وأكثر يوميا. وفينيكس يجعل من الجوكر شخصية تتقرب منها فكريا وانسانيا أكثر بكثير من الشخصيات التي من المفترض أن تمثل "الخير" في غوثام.

وجواكان فينيكس هو معروف الى حد كبير بقدرته على استيعاب الأدوار التي تحاكي المنطقة المظلمة في السيكولوجية البشرية. وكان من أدواره الأولى التي قدمها بعد ابتعاده عن التمثيل على أثر وفاة شقيقه الممثل ريفر فينيكس مع المخرج غاس فان سانت والممثلة نيكول كيدمان في فيلم To Die For وذلك عام 1995. والفيلم كرس الى حد ما اتجاهات أدواره على الشاشة خاصة لجهة عدم خضوعها لصورة الشاب "التقليدي" بالمفهوم السائد. ووفر هذا لفينيكس نوعا من الفرصة للغوص في تجسيد العديد من الأدوار في ما بعد والتي اتسمت في معظمها بالتعقيد المركب. وفي السنوات الأخيرة قدم فينيكس أفلام تجسد شخصيات مشابهة في تجسيداتها المعقدة المحتوى والطابع. ففي فيلم لين رامزي You Were Never Really Here عام 2017 يقوم بدور القاتل المحترف "المتخصص" في اغتيال الرجال الأغنياء الذين يعتدون على الفتيات القاصرات. قبل ذلك رأيناه في فيلم سبايك جونز Her يقدم دور المنعزل المحبط الذي لا يجد الحب الا من خلال الكومبيوتر. في 2010 قام بلعب نفسه في فيلم I’m Still Here ، "الوثائقي" المركب (Mocumentary) الذي ساهم بالتعريف على الجوانب الخاصة في ابداع فينيكس للأدوار ذات الجوانب الأكثر رمادية. ففينيكس معروف بكونه الممثل الذي أعطي في معظم الأحيان تجسيدا خاصا لفكرة الشخصية التي "تكره أن تحبها وتحب أن تكرهها". ودور فينيكس في الجوكر هو كل هذا ... وأكثر.

ومما لاشك فيه أن خروج هكذا فيلم من ستوديو ضخم مثل وارنر بروذيرس هو حدث مفرح. فان تفسح الشركة في المجال لفيليبس، وشريكه في كتابة الفيلم سكوت سيلفر (The Fighter) وجواكين فينيكس بكسر المحرمات التي هيمنت وترسخت في هوليوود الى حد كبير منذ انتهاء موجات السينمات "المستقلة" في سبعينات وثمانينات القرن المنصرم، والتي تمخضت عن مجموعات من الأفلام السيكولوجية الدرامية السوداء التي دأبت على ربط مواد قصصها مع الواقع السياسي الاجتماعي الاقتصادي لأميركا خلال تلك الحقبات، هو بالفعل مفاجأة ايجابية.

بيد أن تبني الاستديو الهوليوودي قد يمكن استيعابه في اطار الأجواء السياسية العامة المناهضة للسياسات اليمينية المتطرفة لادارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب والمعارضة الشعبية المحلية الواسعة نسبيا لها، وحتى في اطار العلاقة المتوترة بين الكثير من وسائل الاعلام والعاملين في الوسط السينمائي في أميركا من ناحية، وادارة ترامب وسياساتها الأكثر تطرفا في يمينيتها من الادارات السابقة.

ومن المهم الإشارة هنا الى الإطار العام لتلقي الجمهور لثيمية أي عمل إبداعي، يعتمد في جزء كبير منه على طبيعة الخطاب السائد او الذي يحكم اهتمامات الجمهور السينمائي في مراحل تاريخية معينة، بما في ذلك اللحظة التي يتم خلالها اطلاق الفيلم جماهيريا. وليس اكثر اثارة للجدل في أميركا في فترة الثلاث سنوات الاخيرة، من استلام دونالد ترامب لسدة الرئاسة الامريكية. وكما نعلم، فقد اقترن انتخاب ترامب بارتفاع المد والخطاب اليميني المعادي للطبقات الفقيرة والفئات الاجتماعية المهمشة، وحتى بازدياد العنف الفاشي ضد هذه الشرائح الاجتماعية. ضمن هذه الأجواء، فمن الطبيعي ان يتناغم شكل القراءة الجمعية لكثير من الفئات الاجتماعية المهمشة، وحتى جمهور النخب الثقافية في اميركا، مع القراءة المسيسة لفيلم بحجم "الجوكر". ويرسخ هذا أكثر كون الفيلم يتعاطى بشكل لا لَبْس فيه مع قضايا ورموز اجتماعية سياسية وحتى احتجاجية مشابهة في الكثير من مظاهرها مع كثير مما يحدث في المجتمع الامريكي منذ عدة سنوات (الخطاب السياسي والاقتصادي والاجتماعي لإدارة ترامب بالمقارنة مع الخطاب المشابه للمحافظ ويلسون في الفيلم)، كما في بعض ما نراه من شعارات احتجاجية في اميركا منذ أعوام والشبه الذي لا يمكن تجاهله بينها وبين بعض الشعارات التي نلحظها في بعض من المشاهد الأخيرة للفيلم.

فيلم هام، قد يلبس في المستقبل ثوب أكثر الأفلام تعبيرا عن اللجظة التاريخية التي تعيشها أميركا في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين.

 

الـ FaceBook في

08.10.2019

 
 
 
 
 

جوكر.. عن "الثورة" في غوثام

شوقي بن حسن

يقول: "علينا أن نتصرّف كما لو أنّ العالم خُلق للتو" (هايدغر)

ينتهي فيلم "جوكر" بفوضى في شوارع غوثام. لعلّها انتفاضة غاضبين على النظام في المدينة المتخيّلة، ولكنها، بفضل مؤثرات فنية منثورة على طول الفيلم، تبدو أيضاً مثل رقصة جماعية مليئة بالنشوة، كما تحمل ملامح تمرّد شعبي عنيف، أو تبدو كفرصة انتقام من المستفيدين من النظام، أو لعلّها بعبارة رائجة منذ سنوات في المنطقة العربية تحديداً... ثورةٌ.

بسطاء. مجرمون. مثقفون. تافهون. إلخ. لجميع هؤلاء أسباب في ارتداء قناع المهرّج والخروج للشارع. ربما يذكّروننا بمن ارتدوا السترات الصفراء، وخرجوا محتجّين في شوارع باريس في الشتاء الماضي، أو ربما يذكّروننا أكثر بمن يخرجون هذه الأيام في شوارع بغداد والقاهرة والجزائر العاصمة والخرطوم. وقد أتاح الفيلم ما لا يتيحه العرض المسطّح الذي تقدّمه نشرات الأخبار، أو العروض الجزئية التي تتيحها كاميرات الفيديو للمشاركين في هبّات كهذه.

تنتظم أوركسترا الغضب في غوثام بشكل لافت، إنها لحظة تصادمت فيها كل خيوط الحكايات التي يقترحها الفيلم.

يحضر بعضهم كي يرفع شعاراً، وبعض آخر ينتهز الفرصة للتخريب، وآخرون يجعلون من "العنف الثوري" لحظة سانحة للسرقة والنهب، وبعضهم يفرح بفرض واقع جديد من الحريات على مسمع ومرأى رجال الشرطة العاجزين، وبعضهم يركض بغير سبب ولا لأي مكان، ومجموعات تتقاتل هنا وهناك ضدّ بعضها، وهناك من هم ساهمون غير مصدّقين ما يحدث، وهناك من هم بصدد الرقص على أنغام المشهد برمّته، وذلك تحديداً ما كان يفعله بطل الفيلم، تلك الشخصية الفرعية في الحكاية الأصلية التي نحيي هذا العام عيد ميلادها الثمانين، والتي دفعت بها السينما بالتدريج لتصبح الشخصية الرئيسية في الحكاية، وربما في الواقع.

طوال الفيلم، تقطع الشخصية الرئيسية المسافة من أرثر فليك، المهرّج المحكوم عليه بالفشل، إلى "الجوكر"، رمز الشر الجديد في غوثام. تحوّلات بطيئة في بعض الأحيان، أو متسارعة في أحيان أخرى، ترسم خطاً للشخصية يبدو محكوماً بقطائع حادة، ترتسم أمامه خيارات ثم سرعان ما تنقلب إلى أبواب موصدة، ليصبح مساره في النهاية أشبه بقفز بين نقاط اللاعودة. أليس ذلك ما تعيشه الشعوب، لكن ببطء، في حين يمكن تكثيف الأمر في ساعة ونصف الساعة من المشاهدة السينمائية.

هل يتقاسم الجميع نفس القيم والقناعات؟ هل أن ما تحقّق من رفاهية وبُنى ثابت بحق؟ إلى أين تفضي الحلول التي يقترحها المشرفون على نظامها؟ إلى أي حدّ يمكن أن يستمر الإقصاء نحو الهامش؟

بهذا المنطق، لنا أن نقرأ "جوكر" كتفكير، قصووي ربما، في ما يعتمل في مدن العالم اليوم، إنه إضاءة على أسئلتها الخلفية التي تسكنها مثل "الجرذان العملاقة" التي تهدّد غوثام منذ بداية الفيلم ثم لا نعرف ماذا حدث معها: هل يتقاسم الجميع نفس القيم والقناعات؟ هل أن ما تحقّق من رفاهية وبُنى ثابت بحق؟ إلى أين تفضي الحلول التي يقترحها المشرفون على نظامها؟ إلى أي حدّ يمكن أن يستمر الإقصاء نحو الهامش؟ وهل هناك بدائل عن هذا الإقصاء؟ وهل توجد بدائل عن الثورة ضد هذا الإقصاء؟ وإذا لم تكن هناك بدائل، أي معنى للفعل، وأي معنى للتقييم بين خير وشر، أو بين أي متناقضين آخرين؟

صحافي وباحث تونسي، ومحرّر في القسم الثقافي في "العربي الجديد".

 

العربي الجديد اللندنية في

07.10.2019

 
 
 
 
 

فيلم الجوكر: حين يحوّل المجتمع الفاسد أبناءه إلى وحوش

كتب بواسطة:أسماء رمضان

السطور القادمة لا تتضمن حرقًا للأحداث

"هل أنا فقط المجنون، أم أن العالم هو الأكثر جنونًا"، يسأل البطل آرثر فليك، طبيبه النفسي خلال أحداث فيلم الجوكر، هل آرثر هو المجنون لأنه لا يستطيع السيطرة على عقله أم العالم الذي يغوص في الفوضى والفساد واللامساواة والحروب واليأس الشامل؟ كيف يمكن للمجتمع الفاسد أن يحول أبناءه إلى النسخة الأسوأ من أنفسهم؟ 

هذه هي الحكاية القاتمة التي يرويها لنا تود فيليبس مخرج فيلم الجوكر، بكل براعة وإتقان استطاع بسببها أن يدخل العرض الأول للفيلم في المسابقة الرسمية ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ76 بمدينة البندقية الإيطالية وانتزاع جائزة الأسد الذهبي في المهرجان، كما لاقى الفيلم احتفاءً كبيرًا من الجمهور الحاضر للعرض، إذ عبروا عن إعجباهم الشديد بالفيلم عبر تصفيقهم المتواصل الذي استمر لمدة ثماني دقائق، واجتاز الإعلان النهائي للفيلم 21 مليون مشاهدة بعد مرور ثلاثة أيام فقط من طرحه على موقع يوتيوب.

قصة الفيلم: التحول المرعب والسوداوي من الهدوء إلى الانفجار

حين عُرض فيلم The Dark Knight أو فارس الظلام خلال عام 2008 كانت القصة تدور حينها حول الصراع بين الخير الذي تمثّله شخصية باتمان والشر الذي يجسده الجوكر الذي ظل طوال أحداث الفيلم يحاول إثبات أن البشر جميعهم يملكون نزعة للشر، كما كان يثير الجوكر الكثير من الفوضى فقط من أجل إزعاج النظام الحاكم، حينها لم تكن تصرفات الجوكر مبررة ولم يكن أحد يعلم كيف تحوّل الجوكر إلى هذا الوحش ليأتي فيلم هذا العام ويخبرنا القصة من بدايتها.

تدور أحداث الفيلم خلال عام 1981 في مدينة غوثام الخيالية التي تزرح تحت عبء ثقيل للغاية من الفساد والانحلال وانتشار العصابات وتجارة المخدرات

يحكي الفيلم عن شخصية آرثر فليك وهو رجل بسيط ونحيل للغاية يحاول أن يصنع له مستقبلًا ويعتني بأمه المريضة في نفس الوقت، كان آرثر يعمل حاملاً للافتات المحلات التجارية ويرتدي زي المهرج كي يلفت أنظار المارة إلى العروض التجارية التي يقدمها المحل صاحب اللافتة، ولكن حلم آرثر كان مختلفًا وبعيدًا كل البعد عن عمله، إذ كان يحلم بالعمل كستاند آب كوميدي يكتب النكات ويصنع البهجة ويرسم البسمة على وجوه المشاهدين.

تدور أحداث الفيلم خلال عام 1981 في مدينة غوثام الخيالية التي ترزح تحت عبء ثقيل للغاية من الفساد والانحلال وانتشار العصابات وتجارة المخدرات، وفي هذا الوقت كان عمال نظافة المدينة مضربين عن العمل ولهذا جاءت جميع مشاهد الفيلم والمدينة مليئة بالقمامة في كل مكان.

في هذا العالم البائس والكئيب كان آرثر يعاني كل يوم، ليس فقط من الفساد والانحلال ولكن أيضًا من سوء المعاملة، إذ كان يتعرض يوميًا للعنف والضرب في الشارع أمام المارة وكان الجميع يسخر من هيأته لأنه كان ضعيف البنية فلم يكن يستطيع الدفاع عن نفسه، والحقيقة أن آرثر بالإضافة إلى كل هذا كان مصاب بمرض التقلق أو pathological laughter وهو عبارة عن اضطراب عصبي نادر يتسبب بحدوث بكاء لا إرادي أو نوبات غير ميسطر عليها من الضحك المتواصل، ولما كان آرثر يضحك في الشارع بشكل هستيري فقد كان يثير سخرية كل من يراه وأحيانًا يتعدى المارة عليه بالضرب بسبب ضحكه غير المبرر.

هناك تدرج متقن للغاية في تحول الشخصية جعل المشاهد يتقبل في النهاية تصرفات الجوكر ولا يراها مبالغًا فيها

وبسبب نبذ المجتمع له وشعوره الدائم بالفشل يتحول آرثر من الهدوء إلى الجنون، ورغم أن قصة الفيلم ليست جديدة وربما تكون معروفة إذ كان المشاهد يعلم تمام العلم أن الجوكر سيتحول إلى شرير في النهاية، فإن السرد كان احترافيًا.

أما بالنسبة لحبكة الفيلم فيجب أن نعلم في بداية الأمر أن حبكة الأفلام إما أن تكون مبنية لخدمة شخصية أو مبنية لخدمة قصة أو مغامرة، في هذا الفيلم بُنيت الحبكة من أجل شخصية آرثر، فالمخرج لم يكن معني في الفيلم بقصة الخير والشر ولا بفساد المدينة، فيلم The Dark Knight كان يخدم قضية ولهذا وزعت أداوره بين الخير والشر والحرب الطاحنة بينهما ولذلك كان يستعرض مشاهد لباتمان وأخرى للجوكر.

في هذا الفيلم نشاهد فقط تحول شخصية آرثر، فالحياة كلها تتمحور حوله، والحقيقة أن بناء الشخصية كان عظيمًا ومتدرجًا وبطيئًا ويمرّ بمنعطفات خطيرة ومهمة تجعل آرثر يتغير من الداخل دون أن يشعر، فهناك تدرّج متقن للغاية في تحول الشخصية جعل المشاهد يتقبل في النهاية تصرفات الجوكر ولا يراها مبالغًا فيها.

الألوان المستخدمة في الفيلم وكادرات التصوير

استخدم فيلم الجوكر الألوان ببراعة، فالمكياج ورسومات الوجه تجسد جانبًا مهمًا من التركيب النفسي لشخصية آرثر الذي كان يعمل مهرجًا، إذ يختبئ المهرّج وراء هذا المكياج من عيون المجتمع الذي كان ينبذه، وعلى الجانب الآخر وحين لا يضع آرثر المكياج كان يجب أن يبدو أكثر شحوبًا ليعزز ذلك الجزء من شخصيته الذي يعاني من التعب النفسي واليأس من الفشل الذي ظل يطارده، وبين التحول من شخصية آرثر المهرج إلى الجوكر المجنون رأينا بشكل مكثف ومقرب كادرات التصوير المقربة من آرثر ورأينا ملامح وجهه وهو يمر بمراحل مختلفة من العناء إلى الفوضى ثم إلى العنف.

الموسيقى التصويرية للفيلم عبرت بشكل رائع عن بؤس آرثر وأحلامه المكسورة

ولأن المدينة التي يسكنها آرثر كانت كئيبة وبائسة ومؤلمة فقد جاءت الألوان قاتمة وباهتة ومليئة بالظلام لتعكس عالم آرثر الكئيب، وبالنسبة لكادرات تصوير المدينة فقد كانت عبقرية إلى الدرجة التي وصلت لنا دون الكثير من الكلام أن الجوكر هو ابن تلك المدينة البار، فالفوضى التي تحوّل إليها والعنف الذي تبناه ما هو إلا انعكاس بائس لتلك المدينة المرعبة والسوداوية.

الموسيقى التصويرية لفيلم الجوكر

حتى كتابة هذه السطور ما زالت موسيقى الفيلم تصدح في أذني، فالموسيقى التصويرية للفيلم عبرت بشكل رائع عن بؤس آرثر وأحلامه المكسورة، وإضافة إلى الموسيقى التصويرية ارتكز الفيلم على عدة أغانٍ كلاسيكية ورغم أن تلك الأغاني لا علاقة مباشرة بينها وبين شخصية آرثر، فإن هناك بعض كلماتها التي جاء اختيارها مناسبًا للغاية كمرافق لآرثر واضطراب حالته النفسية.

فهناك مثلاً أغنية Send In The Clowns التي جاءت في الخلفية خلال تعرض آرثر للضرب في مترو الأنفاق، ورغم أن الأغنية تحكي نهاية قصة حب، كانت مناسبة ليأس آرثر وضعفه ووحدته، أما حين تحول آرثر إلى شخصية الجوكر وامتهن العنف والجنون الكامل فقد جاءت في الخلفية أغنية That's Life حينها كان الجوكر قد أضحى شخصية بشعة.

شخصية الجوكر هي التجسيد الأمثل لحقبة الرئيس الأمريكي ترامب

ذكرت الناقدة السينمائية الأمريكية جوانا روبنسون أن شخصية الجوكر معبرة تمامًا عن حقبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأضافت روبنسون أن كل شخصية جوكر تم تقديمها على شاشات السينما كانت تعكس تمامًا الحقبة السياسية التي ظهر بها، فحين جسد جاك نيكلسون شخصية الجوكر في فيلم "Batman" خلال عام 1989 كان ذلك في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، ولذلك اتسمت حينها شخصية الجوكر بالبلاهة أكثر من إخافة المشاهدين ولكنه حينها كان مهووسًا بجمع الأسلحة وأغرى سكان مدينة غوثام ليقضي عليهم في النهاية بغاز الضحك القاتل.

الإسقاط السياسي للفيلم لم يقتصر على الناقدة السينماية روبنسون، إذ رأى الكثير من النقاد السينمائيين أن المجتمع الأمريكي لا يحتمل مثل هذا الفيلم في الوقت الراهن وذلك بسبب تزايد حدة خطاب الكراهية في المجتمع

أما جوكر فيلم "The Dark Knight فقد عكس بوضوح حقبة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، إذ تحول البطل من مجرد مهرج شرير أبله إلى شخص إرهابي شديد الخطورة كان يستمتع بإحداث الدمار في العالم، أما آرثر فهو المواطن الأمريكي المضطرب الذي يعاني من الصعوبات والتحديات والوحدة والتنمر والعنف في المجتمع بسبب الهوة العميقة بين مجتمع الأغنياء ومجتمع الفقراء وهو ما تجسده حقبة ترامب، وتعتقد روبنسون أن الفوضى التي أحدثها آرثر في المجتمع بعد تحوله إلى العنف ستظل موجودة حتى يغادر ترامب البيت الأبيض.

الإسقاط السياسي للفيلم لم يقتصر على الناقدة السينماية روبنسون، إذ رأى الكثير من النقاد السينمائيين أن المجتمع الأمريكي لا يحتمل مثل هذا الفيلم في الوقت الراهن وذلك بسبب تزايد حدة خطاب الكراهية في المجتمع وتكرار حوادث إطلاق النار وازدياد وتيرة العنف المسلح، فمن الممكن أن يرى أي مواطن أمريكي أنه يعاني من المجتمع اللامبالي والقاسي وبالتالي يقرر التوجه للعنف على غرار الجوكر.

وفي السياق نفسه فقد انسحب الممثل الأمريكي خواكين فينيكس الذي جسد شخصية آرثر من مقابلة صحفية لجريدة تلغراف بعد أن طُرح عليه سؤال يتعلق بفيلم الجوكر وعما إذا كان يشجع على العنف والقتال في العالم الحقيقي ليعود بعد غيابه لمدة ساعة من أجل استكمال المقابلة ويقول إنه شعر بالذعر ولم يفكر أبدًا في هذا السؤال.

 

نون بوست في

07.10.2019

 
 
 
 
 

كل ما تحتاجون معرفته حول فيلم"جوكر": من شباك التذاكر إلى التحذيرات الأمنية

حمزة الترباوي

لم يتوقف الجدل حول فيلم "جوكر" حتى اليوم. من الأرقام القياسية التي حققها في شباك التذاكر في يوم عرضه الأوّل وصولاً إلى حالة التأهب الشاملة في صفوف الأمن الأميركي.

إذ رافقت عرض الشريط، خلطة من الفوضى والتوتر، تشبه إلى حد كبير سمات أشهر شخصية شريرة في تاريخ هوليوود.
في ما يلي قائمة بأبرز المعلومات عن فيلم "جوكر" والجدل حوله: 

قصة الفيلم

يحكي الفيلم قصة آرثر فليك، رجل يكافح من أجل العثور على طريقه في مجتمع مدينة غوثام الخيالية. يعمل مهرجاً في النهار ويطمح أن يكون كوميدياً في الليل. يقع آرثر في دائرة مفرغة من اللامبالاة والقسوة، ويتخذ قراراً سيئاً واحداً يؤدي إلى سلسلة من الأحداث المتصاعدة. 

ما تحتاجونه حول البطل الرئيسي

يلعب دور آرثر الممثل والمنتج والناشط، خواكين رافاييل فينيكس، الذي حصل على جائزة "غرامي" و"غولدن غلوب" وترشح ثلاث مرات لجوائز الأوسكار. ومن أشهر أعماله Gladiator، وMary Magdalene حيث لعب دور المسيح.

هذه هي القصة الأصلية لـ"جوكر"

شاهد الجمهور لأول مرة شخصية الجوكر عبر سلسلة أفلام "باتمان"، حيث ظهرت الشخصية وهي تبذل كل الجهد لخلق الفوضى والدمار في مدينة غوثام الخيالية. وزادت شهرة هذه الشخصية لتتحول إلى أيقونة في السينما ومواقع التواصل. وكان مؤديها الممثل الأسترالي الراحل، هيث ليدجر، لذا كان خواكين فينيكس باستمرار في مرمى المقارنة. 

معلومات حول الأبطال والطاقم 

لعب دور البطولة إلى جانب خواكين فينيكس كل من روبرت دي نيرو، وزازي بيتز، وبيل كامب، وفرانسيس كونروي، وآخرون. الفيلم من تأليف تود فيليبس وسكوت سيلفر، ومن إخراج تود فيليبس، وإنتاج شركة "وورنر". 

نجاح واضح بين الجمهور 

منح مستخدمو قاعدة بيانات الأفلام في الإنترنت IMDb علامة 9.1 من عشرة، أكثر من نصفهم (58.55 في المائة) أعطوه العلامة الكاملة. وبينما منح نقاد "روتن تومايتوز" الفيلم علامة 69 في المائة، منحه الجمهور 91 في المائة. 

وحصد الفيلم 234 مليون دولار، وهو أول فيلم يحقق هذا الرقم في يوم عرضه الأول في التاريخ.

نقاد متخوفون

وصف موقع تقييم الأفلام والمسلسلات "روتن تومايتوز"، الفيلم، بأنه "يمنح شخصية مركزية سيئة السمعة، قصة معقولة تقشعر لها الأبدان لتكون بمثابة عرض رائع لنجمها، وتطوراً مظلماً للسينما المستوحاة من الكوميكس".

وقال موقع "فرايتي" الفني إنه "مثير للقلق الشديد في عدوانيته، حتى عند الصدمة من عنفه ستشعرون بألمه"، بينما قالت عنه صحيفة "واشنطن بوست" إنه "تكريم قاتم يواصل تقليد الربط بين العمق والظلام". 

تحذيرات بالجملة

تم تصنيف الفيلم في الفئة R نظراً لاحتوائه على جرعة كبيرة من العنف الدموي، والسلوك المضطرب، واللغة البذيئة، وبعض المشاهد الجنسية. ونشرت سلسلة صالات  تحذيراً تذكّر فيه بأنه ليس مناسباً إطلاقاً للصغار.

ورفعت صالات العرض الأميركية من نسبة التواجد الأمني حولها، فيما حذّر الجيش الأميركي من عمليات إطلاق نار جماعية محتملة تتعلق بالفيلم.

 

العربي الجديد اللندنية في

08.10.2019

 
 
 
 
 

عذرا واكين فينيكس... لدينا علاء مرسي "الجوكر المصري"

نهال ناصر

تعد شخصية "الجوكر" الشخصية الشريرة الأشهر في عالم DC، هو العدو اللدود للرجل الوطواط "باتمان" قاتل مجنون غريب الأطوار.

قدمت هذه الشخصية في القصص المصورة لشركة DC كوميكس، وبعدها ظهرت في مسلسلات تليفزيونية وأفلام سينمائية كعدو باتمان، جسد هذه الشخصية عدد كبير من الفنانين، لعل من أبرزهم وأكثرهم إتقانا للدور الراحل هيث لدجر، الذي حصل بعد وفاته على أوسكار أفضل ممثل مساعد عن هذه الشخصية.
وفي 4 أكتوبر 2019 طُرح في السينمات فيلم Joker الذي يتناول هذه الشخصية بشكل منفصل، تدور الأحداث في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، ويركز على مقدم عروض ستاند أب كوميدي فاشل، يصاب بالجنون، ويتحول إلى قاتل سيكوباتي، قام ببطوله هذا الفيلم واكين فينيكس
.

منذ أن طُرح الفيلم ولا يتوقف الحديث عنه، مواقع التواصل الاجتماعي تمتلئ بعبارات وإشادات بأداء بطل الفيلم وقصته، تصوير الفيلم وإخراجه، من لم يشاهد الفيلم أصبح متشوقا لمشاهدته.

لكن في نفس الوقت عرض الفيلم أعاد للأذهان شخصية "الجوكر المصري"، نعم فقد تم تقديمها في أحد الأعمال المصرية، ولكن كيف ظهرت؟

في رمضان 2019 خلال مسلسل "الواد سيد الشحات" وتحديدا في الحلقة 26، ظهرت شخصية "الجوكر" وجسدها الفنان علاء مرسي.

ظهر مرسي بشكل كوميدي ولفت الأنظار في ذلك الوقت وحقق نجاحا كبيرا وحازت المقاطع التي ظهر فيها على نسب مشاهدة مرتفعة.

وقتها تحدث الجمهور عن ظهور شخصية "الجوكر" بشكل كوميدي وتأديه مرسي للقاتل المجنون، وطريقته في السير والضحكة والانفعال والغضب، وحديثه عن خلافه مع "باتمان" وأنه كان بسبب امرأة هي "كات ومان" التي فضلت "الجوكر" وتزوجته وأنجبت منه "إسلام وآسر"، كذلك كشفه أن "باتمان" هو شقيق "سوبر مان وسبايدر مان"، ليكون "الجوكر" المصري مختلفا بشكل كبير.

بعد نجاح الشخصية قال علاء مرسي في تصريحات صحفية إنه يفكر في تقديم شخصية "الجوكر" في فيلم كوميدي، إذ لمس بنفسه ردود الفعل على ظهوره بهذا الشكل وتقبل الجمهور له وإعجابه بالتناول الكوميدي للقصة.

لم يتم الإعلان بعدها عن أي تفاصيل تخص هذا المشروع، ومر الوقت ونسي الجمهور الأمر، لكن ما أن بدأ عرض فيلم Joker عاد إلى الأذهان تأديه علاء مرسي لهذه الشخصية، بل أصبح البعض يتحدث أن لمصر "جوكر" أيضا بل أنه أفضل من "جوكر" الأفلام الأمريكية، لتمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي بمقارنات ساخرة.

وقبل علاء مرسي كان هناك تجربة شبابية لتقديم شخصية "الجوكر" عام 2015 بشكل كوميدي من خلال مسلسل "جوكر مصر" الذي عرض عبر YouTube وقدمه ممثل شاب يدعى أحمد ياسر، من خلاله يجسد شخصية "الجوكر" الذي يأتي إلى مصر من أجل مساعدة الشعب في حل مشكلاتهم بشكل ساخر.

 

موقع "في الفن" في

08.10.2019

 
 
 
 
 

«الجوكر».. الشخصية الشريرة التي حققت رقما قياسيا وأربكت الجميع أمنيا (تقرير)

كتب: فاطمة محمد

حالة من الجدل أثارها الفيلم الأمريكي «الجوكر»، والذي تم طرحه في دور العرض حول العالم منذ خمس أيام فقط.

فيلم «الجوكر»، يسلط الضوء على الشخصية الشريرة الأشهر في عالم الأبطال الخارقين، ويحكي الفيلم قصة آرثر فليك، الفنان الكوميدي الذي يعاني من مرض عقلي، وينخرط في عالم الجريمة مدفوعا بتعثر حياته الشخصية والمهنية.

الفيلم رفع شعار فيلم مقيد وفقاً للتقارير الصحافية وذلك لما يتضمنه من مواد للبالغين مثل التطرق للموضوعات الجنسية، واللغة البذيئة للغاية، والعنف الشديد، والعري وتعاطي المخدرات، وغيرها.

ذكرت «بي بي سي»، أن حالة من التأهب الأمني كانت قد انتشرت مع بداية عرض الفيلم في الولايات المتحدة الأمريكية خوفاً من وقوع أعمال عنف، بجانب وجود تهديدات جادة بحدوث إطلاق نار جماعي مع بدء عرض الفيلم في صالات السينما.

حالة التأهب التي وقعت كانت خوفاً من تكرارا ما حدث منذ سبعة أعوام، حين قتل 12 شخصا وجُرح 70 في مدينة أورورا بولاية كولورادو الأمريكية، عندما فتح رجل النار على الحضور أثناء عرض فيلم باتمان «صحوة فارس الظلام».

القائمون على الفيلم يدافعون عنه:

مخرج العمل، تود فيليبس، والبطل جواكين فينيكس، رفضا الاتهام بأن الفيلم يروج للتعاطف مع العنف وعبر المخرج عن «دهشته» بالجدل المثار حول الفيلم قبل وبعد عرض الفيلم بوقت قصير.

وقال في مجموعة من الحوارات الترويجية الأسبوع الماضي إن الفيلم وفقاً لـ«بي بي سي»: «الفيلم به رسالة عن غياب الحب، وصدمات الأطفال، وغياب التعاطف من العالم مع الاخرين وأعتقد أن الجمهور يمكنه التعامل مع هذه الرسالة»، وأكمل: «أرى أن الفن يجب أن يكون معقدا. وإذا أردت فنا غير معقدا، يمكنك التوجه إلى فن رسم الخط.»

كما أشار المخرج خلال مهرجان نيويورك السينمائي، إلى أنه يتحمل المسؤولية كمبدع، لإظهار الآثار الحقيقية للعنف أمام الجماهير.

يتحدث بطل العمل، ويقول: «البعض يسيء فهم كلمات الأغاني، أو فقرات من الكتب لذا أعتقد أن صانع الفيلم غير مسؤول عن شرح الأخلاقيات للجمهور أو توضيح الفرق بين الصواب والخطأ».

وأكمل: «وأعتقد أنه من الجيد أن تجعلنا الأفلام نشعر بعدم الراحة أو نغير من طريقة تفكيرنا. أنا سعيد بذلك»، وأوضح «لذا أردت أن أقوم بهذا الدور، لأنه لم يكن سهلا بالنسبة لي. شعرت بأطياف متباينة من المشاعر تجاه الجوكر أثناء الإعداد لهذا الدور».

وأصدرت شركة «وورنر بروس» المسئولة عن إنتاج الفيلم، بيانا أنكرت فيه أي تعاطف في الفيلم مع شخصية الجوكر.

وجاء في البيان أن «واضح تماماً أن شخصية الجوكر والفيلم لا يروجان لأي نوع من العنف الواقعي، ولا يهدف الفيلم ولا صناعه ولا الشركة المنتجة إلى تمجيد شخصية الجوكر».

وأطلقت الشركة المنتجة خط إنتاج مرخص لأزياء الجوكر، من بينها السترة الحمراء التي ارتداها فينيكس في الفيلم، والتي يبلغ ثمنها 75 دولار.

أرقام قياسية:

حقق فيلم الجوكر رقما قياسيا منذ طرحه في دور العرض السينمائية نهاية الأسبوع الماضي حيث حصد في الولايات المتحدة وحدها أربعين مليون دولار يوم الجمعة الماضي فقط، ويتوقع أن يرتفع الرقم لأكثر من هذا الرقم قد يكسر حاجز الـ100 مليون دولار مع نهاية عطلة الأسبوع.

وذكر تقرير قناة «العربية»، أن هناك توقع من ترشيح البطل فينيكس لأهم الجوائز، وعلى رأسها الأوسكار لأفضل ممثل عن عام 2019، كما أن البرومو الإعلاني للفيلم عبر موقع الفيديوهات الشهير اليوتيوب، حقق ما يقارب من الـ60 مليون مشاهدة حتى الان.

مطالبات بالحظر:

ودعا الكثيرون إلى حظر الفيلم من دور العرض، قائلين إنه يروج للعنف ويمكن أن يلهم البعض للقيام بعمل إجرامي مثل إطلاق النار الجماعي.

ولم ترد حتى الآن أي تقارير عن وقوع أعمال عنف خلال العروض، فيما انتشرت الشرطة في جميع أنحاء الولايات المتحدة في حالة تأهب قصوى وعززت الأمن في المسارح ودور السينما.

التعامل الأمني:

في تقريرها كشفت صحيفة «اندبينيت»، كفت عن هروب الجمهور في عرض لجوكر بولاية كاليفورنيا من السينما بعد تقارير كاذبة عن إحتمالية وقوع إطلاق نار حيث تم إرسال الشرطة إلى السينما بعد أن تلقوا مكالمات تتحدث عن عملية لإطلاق النار.

وقالت الشرطة في بيانها، على فيس بوك، أنه تم إخلاء دور العرض من الجمهور بعد وصول شخص اشتبه به حيث كان يرتدى حقيبة ظهر وبدأ بالنظر إلى الأشخاص المتواجدين بالقرب من مخرج الطوارئ داخل المسرح«، وأضافت الشرطة:»تم اعتقال المشتبه به ولم يتم العثور عليه بحوزته أي أسلحة، ومع ذلك تم احتجازه>

تأتي عملية الإخلاء بعد أن ألغت سينما أخرى في كاليفورنيا عروضا لجوكر الأسبوع الماضي بعد «تهديد حقيقي».

كما قامت الشرطة باصطحاب عدد من المشاهدين خارج قاعة العرض في مدينة نيويورك، بعد أن أثاروا مخاوف الحاضرين بسبب الهتاف والتصفيق في كل مرة يقوم فيها بطل الفيلم «الجوكر» بقتل شخص ما، وفقاً لعدد من التقارير الصحافية.

اهتمام إعلامي كبير:

قدمت 8 مجلات بلغات مختلفة عدة صفحات للحديث عن شخصية الجوكر سواء بالخوض في تاريخ الشخصية، أو بإجراء مقابلات مع مخرج الفيلم تود فيليبس، وبطله خواكين فينيكس.

فقد تصدرت صورة الجوكر غلاف مجلة Premiere لعدد شهر سبتمبر، وتصدر المجلة باللغة الفرنسية، وذلك في أعقاب إجراء المجلة لحوار مع بطل الفيلم خواكين فينيكس للحديث عن أهم أسرار والحكايات التي دارت خلف كواليس صناعة الفيلم.

كما ظهر بطل الفيلم على غلاف مجلة Best Movie التي تصدر باللغة الإيطالية، وذلك في عدد شهر سبتمبر الذي يغطى مشاركة الفيلم في مهرجان فينيسيا.

وخصصت مجلة Empire الصادرة باللغة الإنجليزية غلافين مختلفين، أحدهما لمشتركى المجلة والآخر لعامة الجماهير، وأجرت المجلة في عدد شهر أغسطس حوارًا مع مخرج الفيلم تود فيليبس والبطل خواكين فينيكس.

كما خصصت مجلة Total Film الصادرة باللغة الإنجليزية غلاف عدد شهر سبتمبر، لبطل الفيلم خواكين فينيكس الذي أجرت المجلة معه لقاءً للحديث عن شخصية الجوكر.

وظهر الجوكر على غلاف مجلة Il Venerdi لعدد شهر سبتمبر بالمكياج الشهير للشخصية، وتصدر المجلة باللغة الإيطالية.

وخصصت مجلة JUST CINEMA غلاف إصدارها الدولى في شهر سبتمبر لشخصية الجوكر، وتصدر المجلة باللغة الإنجليزية.

وتصدر الجوكر غلاف مجلة MAD MOVIES الصادرة باللغة الفرنسية، وركز عدد شهر سبتمبر من المجلة على أبعاد الشخصية وتاريخها.

وخصصت مجلة Starburst البريطانية عدد شهر سبتمبر لشخصية الجوكر، وأطلقت عليه The clown Issue.

في مصر، تم طرح الفيلم في 39 دار عرض سينمائي متعددة، ولم يتم حتى الآن الإعلان عن الإيرادات التي حققها.

 

المصري اليوم في

08.10.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004