كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

ليوناردو ديكابريو لـ«الشرق الأوسط»: لو لم أولد في هوليوود لما أصبحت ممثلاً

الممثل الأميركي يأمل أن تأتي إدارة جديدة تعي مخاطر المتغيرات البيئية

لوس أنجليس: محمد رُضـا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الثانية والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

المرة الأخيرة التي التقينا فيها مع ليوناردو ديكابريو كانت في أعقاب فيلم «المنبعث» (The Revenant) سنة 2015 والكثير من الأفلام مرت من تحت وفوق جسر الزمن من ذلك الحين.

ليوناردو ديكابريو أنجز كممثل وكمنتج في السنوات الأربع الأخيرة ثلاثة عشر مشروعاً آخرها «ذات مرّة في الغرب» الذي يجمعه مع براد بت تحت مظلة كونتِن تارنتينو مخرجاً، وهو الفيلم الذي عُرض بنجاح كبير في الدورة الأخيرة من مهرجان «كان».

يلعب ريك في هذا الفيلم شخصية ممثل كان نجماً وبدأ يهوي. عند مرحلة مبكرة من الفيلم يدرك تماماً أن مكانته السابقة لم تعد له، وأن استمراره يفرض عليه التراجع من بطولات الأفلام إلى تمثيل أدوار الشر في بعض المسلسلات، وما تيسر من أفلام. يقول في حديثه هنا إن تلك الشخصية لا تمثله، لكنه يفهمها تماماً. هذا حدث مع ممثلين آخرين وما زال يحدث دائماً. لكن ما يلفت النظر هو أن أداءه جسد هذا الخطر عليه حتى وإن كان الواقع الذي يعيشه مختلفاً عن الواقع المفترض على الشاشة.

الفيلم المذكور كان فرصة للظهور مع براد بت الذي لعب النصف الثاني من البطولة. هو، في الفيلم «الدوبلير» الذي يقوم بتنفيذ المهام الصعبة والخطرة عوض الشخصية التي يؤديها ديكابريو، وبذلك يضمن الفيلم متعة مشاهدة ممثلين، كل بأسلوب أداء مختلف وإلقاء مسلكي متباين ويجدهما صنوين متساويين في الموهبة والحضور.

·        الشخصية التي تؤديها في «ذات مرة في هوليوود» هي لممثل يودّع سنوات شهرته ويقبل بما هو متاح له من أدوار في مشاريع ثانوية أو صغيرة. هل ينتابك أي قلق من أن يحدث ذلك معك في الواقع؟

- رغم أن مهنتي توجهت منذ البداية في سبيل مختلف عن السبيل الذي توجهت إليه شخصية ريك، فإنه لا شيء يمنع من أن أفكر بأن هذه الشخصية تتصل بي مباشرة. هو شخص من داخل الصناعة التي أوهمته بأنه شخصية دائمة الحضور ليكتشف أن الثقافة الاجتماعية والتطوّرات التي صاحبت الصناعة تجاوزتاه وهذا مصدر التهديد الذي يواجهه. علاقة تلك الشخصية بي، بالتالي، هي أنني أدركت تماماً ما تمر به من مخاوف رغم اختلافها عني وعن مسيرتي.

·        هل كان في بالك شخصية ممثل آخر عندما بدأت التحضير للدور؟

- المثير في (المخرج) كوينتن تارنتينو هو أنه «سينيفيلي» كامل. يعرف كل شيء عن أفلام B (أفلام ذات ميزانيات وعناصر إنتاج صغيرة) على عكسي فأنا لا أعرف شيئاً عنها. لم أتابعها. لكن بفضل معلوماته استطعت أن أبحث وأدرك عما يتحدث عنه وما رؤيته وتأثير تلك الأفلام عليه. أدركت أن هناك العديد من الممثلين الجيدين الذين مرّوا بالحالة ذاتها التي تمر بها شخصية ريك مثل تاي هاردن وإد بيرنز وويليام شاتنر. ثم هناك المدعو رالف ميكر الذي كان إلهامي الفعلي. ميكر لم أتعرف عليه سابقاً، لكنني تابعت أفلامه قبل تصوير هذا الفيلم ووجدته بارعاً قام بأداءات مدهشة. كونتن يعتبره أحد أفضل ممثلي السينما.

·        لكن هل مررت بفترة، ولو وجيزة، طرحت على نفسك أسئلة سببها عدم رضاك عما تقوم به؟

- أعتقد كل ممثل أعرفه مر بمثل هذه اللحظات. لكن أغلبنا يعرف كيف يتجاوزها سريعاً. أعرف ممثلاً فوجئ بأن الفيلم الذي اعتقد أنه سيربح به ما خسره من نجاح سقط بدوره. لكنه لم يسقط بفعله بل انتقل للعمل في فيلم آخر واستعاد مكانته. يحدث ذلك معنا من حين لآخر، خصوصاً إذا ما صرفت الجهد والوقت على فيلم ما ولم تكن النتيجة جيدة على الشاشة أو مقبولة لدى الجمهور.

·        جلست قبل أشهر، خلال مهرجان «كان» مع براد بت وتحدث عنك بإعجاب شديد. قال إن وجودكما معاً هو تكامل فني لجانب أنه أيضاً صداقة. كيف وجدت بت حين عملت معه في هذه المرّة الأولى بينكما؟

- نعم. ما قاله صحيح جداً. أعتقد أننا تشاركنا في فهم الفيلم وفهم المدينة وفهم الفترة الزمنية التي تقع فيها الأحداث (سنة 1969). كوننا بدأنا التمثيل في فترة زمنية متقاربة (التسعينات) جعلنا قادرين على فهم ما يحاول الفيلم الحديث فيه والتعليق عليه. كان لا بد لنا أن نلم بالقصة الخلفية للحكاية وساعدنا المخرج في هذه المهمّة التي من دونها لم نكن لنستطيع هضم بيئتها وطبيعتها. لذلك عندما وصلنا إلى اليوم الأول من التصوير كان كل شيء عندنا جاهزاً للتطبيق.

·        كانت الصورة الذهنية للشخصيتين اللتين قمتما بتأديتهما مكتملة

- وحاضرة لكي نجسدها. براد كان رائعاً والعمل معه كان عظيماً، خصوصاً أنه من الممثلين الذين سعوا للعمل مع مخرجين متميزين. ممثل رائع ومحترف مبهر وموهوب.

·        لم يسبق لكما العمل معاً داخل فيلم واحد، لكنه كان أحد منتجي فيلم «المغادر» الذي مثلته أنت مع جاك نيكولسون وأخرجه مارتن سكورسيزي

- صحيح. قبل ذلك اشتركنا في مسلسل تلفزيوني اسمه «آلام متنامية» (Growing Pains) لكن ليس في وقت واحد. هو بدأ على ما أظن مع ذلك البرنامج في أواخر الثمانينات وأنا مثلت فيه في مطلع التسعينات.

·        يبقى «ذات مرة في هوليوود» فيلماً عن هوليوود بقدر ما هو فيلم عن ممثل ودوبليره، وما كاد أن يحدث لشارون تايت. من هنا، ما تعنيه هوليوود بالنسبة إليك؟

- تعني لي حياتي كلها. لقد ولدت وترعرعت في هوليوود. في الحقيقة السبب الوحيد في أنني ممثل يعود إلى أني ولدت في هوليوود. أعني أنني لو ولدت خارج هوليوود… في (ولاية) أيوا أو ميسوري لما فكرت مطلقاً في أن أحمل حقيبتي وأتوجه إلى هوليوود لكي أصبح ممثلاً.

·        أعتقد أنك بدأت السعي للتمثيل عبر التجارب التي يقيمها المنتجون والمخرجون بحثاً عن الوجوه.

- نعم وبفضل والدتي التي كانت تأخذني إلى هذه المراسم وتنتظر معي وتأخذ الموعد التالي.

·        لم يكن الأمر هيناً.

- لا. لم يكن هيناً بالمرّة.

·        كيف تصف تجربتك الأخرى كمهتم بالبيئة والتحولات التي تتعرض لها؟ ما الذي تعلمته من حقائق حولها وكيف تتعامل والأرقام كونك أحد المتبرعين للمنظمات الراعية لمثل هذه النشاطات؟

- في الواقع لا أتعاطى مع الحسابات والمسائل التفصيلية بنفسي. لا يمكن لي أن أفعل ذلك وأقوم بعملي كمنتج أو كممثل. أنا مؤمن بأهمية هذا الدور وبواجبنا في الحفاظ على البيئة التي ورثناها وتحسينها لهذا أنا أشجع هذا النوع من النشاطات، لكن لدي موظف خاص لهذه الغاية هو من يتابع مثل هذه الأمور.

·        هل أنت متفائل بالنسبة لمستقبل الأرض بيئياً؟

- من الصعب جداً أن تكون متفائلاً. لقد صرفت الكثير من حياتي على الموضوع وقمت بتأسيس المؤسسة التي تنصرف لهذه القضية. لكننا نعيش في عالم صعب وكل يوم هناك ما يعمل ضد البيئة وضد الإنسان والإنسانية عموماً. هذه أوقات عصيبة لم تمر بنا من قبل. آمل أن تأتي إدارة جديدة في أميركا تعي المخاطر الفعلية للمتغيرات البيئية الحاصلة. هناك لاعبون قلائل عليهم أن يفعلوا ما يجب فعله لإنقاذ البيئة. هناك أوروبا وهناك روسيا والصين والهند

·        هناك ذلك المشهد الذي تخونك فيه قدراتك الأدائية. تلقي الحوار مرة بعد مرة وترتكب أخطاء فيعاد التصوير وتشعر بالغضب نتيجة ذلك. هل حدث هذا معك؟

- كل ممثل أعرفه مرّ بهذا الوضع. مررت شخصياً بوضع مماثل. كنت مرهقاً ولم أحسن إلقاء الجملة التي كان علي إلقاؤها. تعثرت وخرج مني كلام غير مفهوم (يضحك). كنت أشبه بصبي المدرسة الذي يدخل الصف مرتدياً ملابسه الداخلية (يضحك). لمعلوماتك، هذا المشهد الذي تشير إليه لم يكن في السيناريو الأصلي. ابتكره كونتِن وأنا. في الفترة التي يقع فيها المشهد كان ريك على دراية بأن الأمور لا تمشي حسب ما يريد. مهنته لا تسير وفق ما يتمنى.

·        «ذات مرّة في الغرب» يتناول حقبة شهد تيار الهيبيين. كنت تراهم في الشوارع والحدائق وكانت لهم حفلاتهم الموسيقية مثل «وودستوك». هل عشت هذه الأجواء وأنت صغير؟

- ولدت بعد خمس سنوات من أحداث الفيلم (1973) ووالداي كانا هيبيين. بالتالي، نعم عشت الفترة لكني سأحكي لك قصّة. لكي نصوّر الفيلم فرشنا شارع هوليوود بوليفارد بتصاميم وملامح الستينات لخمس «بلوكات» على جانبي الطريق. ألبسنا الممثلين ثياب تلك الفترة وطلبنا منهم التسكع في الشارع. المشهد موجود على الشاشة. لكن خلال التصوير كنت وبراد بت في السيارة وشاهدت والدي بينهم… قلت له: «هاي… هذا والدي هناك»، لم يصدقني، قلت له «هذا والدي بالفعل» فقال ساخراً: «جاء ليرتدي ملابس الهيبيين ويلعب دوراً كعابر… أليس كذلك؟». أكدت له أن ما يرتديه هو ما يرتديه كل يوم. لا أعرف إذا صدّقني أم لا. لكنه كان هناك في ذلك الشارع.

·        شخصيتك في «ذات مرة في هوليوود» كان عليها أن تلجأ إلى إيطاليا لتعيد بعض نجاحها. في تلك الفترة كان الكثير من الممثلين يقومون بذلك وبينهم كلينت إيستوود.

- الاختلاف أن كلينت إيستوود لم يكن حقق نجاحاً كبيراً في السينما. هو ذهب إلى إيطاليا مباشرة من عمله التلفزيوني في «روهايد». شخصية ريك ذهبت مباشرة من السينما. لكن هناك تقاطع لأن الفترة التي تقع فيها أحداث الفيلم شهدت إعادة ولادة العديد من الممثلين الذين بنوا استمرارهم في هوليوود على التمثيل في أفلام إيطالية.

·        على ذكر كلينت إيستوود تقوم بإنتاج فيلم من إخراجه. أليس كذلك؟

- نعم. «أنشودة رتشارد جيووَل» عن شخص أنقذ العشرات في حادثة إرهابية لكن الناس اعتقدت أنه أحد الإرهابيين.

·        ما رأيك بتجربة إيستوود السينمائية كممثل وكمنتج؟

- هو مثل أعلى بلا ريب. لا أكتشف جديداً عندما أقول إنه أيقونة وآخر الهوليووديين القدامى، والمثير أنه ما زال يحقق الأفلام بنشاط. شاهدت له كل فيلم تقريباً وبعضها أكثر من مرة، وفي كل مرّة يعجبني أكثر كممثل ويعجبني أيضاً كمنتج. إنه بطل أميركي.

 

الشرق الأوسط في

24.09.2019

 
 
 
 
 

توم هانكس يتسلم جائزة جولدن جلوب الفخرية «سيسيل بي دوميل» 2020

نجلاء سليمان

قررت رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية، منح الممثل الأمريكي توم هانكس، جائزة (سيسيل بي دوميل) الفخرية عن مجمل أعماله ومشواره الفني في حفل توزيع جوائز جولدن جلوب السنوي في دورته الـ77، الذي سيقام يوم 5 يناير 2020 في بيفرلي هيلتون.

هانكس الحائز على أوسكار أفضل ممثل مرتين، كرمته الرابطة من قبل وفاز بأربعة جوائز جولدن جلوب عن أعماله (Philadelphia و Forrest Gump وCastaway) إلى جانب ترشحه لنيل الجائزة 5 مرات أخرى ليكون ضمن قائمة طويلة من النجوم المكرمين على تأثيرهم في صناعة السينما بهوليوود.

تقدم رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية الجائزة سنويا لشخصية كانت لها بصمة دائمة على عالم السينما، وتحمل جائزة سيسيل بي دوميل اسم مخرج هوليوود الذي برع في إخراج الأفلام الصامتة والناطقة، ومن بين الفائزين السابقين بالجائزة أوبرا وينفري والنجوم جورج كلوني وروبرت دي نيرو وأودري هيبورن وهاريسون فورد وميريل ستريب، وجيف بريدجيز.

وقال لورنزو سوريا رئيس الرابطة، إنهم يفتخرون بمنح الجائزة هذا العام لتوم هانكس الذي أثر على المشاهدين بشخصياته الغنية والمرحة على مدار ثلاثة عقود، إلى جانب إضافته الفنية ككاتب ومنتج ومخرج.

قد يترشح هانكس الذي يبلغ من العمر 63 عاما لجائزة جولدن جلوب أفضل ممثل مساعد أيضا العام المقبل عن دوره في فيلم " يوم جميل في الحي- A Beautiful Day In The Neighborhood "، الذي عرض لأول مرة بمهرجان تورنتو وتلقى إشادات كثيرة، ويتناول قصة حقيقية عن الإعلامي الأميركي فريد روجرز أحد أشهر البرامج التعليمية التي قدمت للأطفال في أمريكا.

 

الشروق المصرية في

24.09.2019

 
 
 
 
 

المغربية مريم توزاني: ترشيح "آدم" للأوسكار اعتراف بصناع السينما الجدد

رويترز

أكدت المخرجة المغربية مريم توزاني أن ترشيح فيلمها الروائي الأول "آدم" لتمثيل المغرب في المنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي هو اعتراف بجيل جديد من صناع السينما في المغرب والمنطقة.

وعملت توزاني (39 عاما) على عدد من الأفلام القصيرة قبل إخراج فيلمها الروائي الأول (آدم) الذي عرض بمهرجان كان السينمائي هذا العام، وجاء عرضه العربي الأول بمهرجان الجونة السينمائي، الأحد.

ويتطرق الفيلم لواحدة من أبرز المشكلات الاجتماعية بالمغرب وهي الحمل خارج إطار الزواج الشرعي من خلال قصة سامية التي تترك بيت أهلها حتى لا ينكشف أمر حملها، وتظل تتجول بحثا عن مأوى حتى تضع مولودها، وتقودها هذه الرحلة إلى منزل عبلة وطفلتها وردة.

والفيلم بطولة نسرين الراضي ولبنى أزبال وعزيز حطاب ودعاء بلخودة وحسناء طمطاوي، ونال جائزة "أفضل ممثلة" من مهرجان ديربان في جنوب أفريقيا في يوليو/تموز.

وبعد انتهاء عرضه في مهرجان الجونة السينمائي ينتقل الفيلم بين عدد من المهرجانات من بينها المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في نوفمبر/تشرين الثاني.

وقالت المخرجة، الإثنين: "شرفت بترشيح فيلمي لتمثيل المغرب في الأوسكار، أعتقد أن الأمر لا يتعلق بكونه الفيلم الأول لي أو العاشر لكن بجودة الفيلم".

وأضافت "الترشيح أمر ملهم لي وللكثيرين من جيلي في المنطقة، أعتبره اعترافا بجيل جديد من صناع السينما".

وقالت توزاني: "أعرف أن الحمل خارج إطار الزواج مشكلة مزعجة، وهناك لجنة رسمية تشكلت لاختيار الفيلم المرشح للأوسكار، ومعنى أنهم اختاروا هذا الفيلم أن هناك إرادة حقيقية للنقاش وطرح القضية".

وأضافت "السينما قادرة على تغيير الكثير في المجتمع، وهذا الفيلم لا يتحدث فقط عن النساء لكنه يخاطب الإنسانية بشكل عام، فالمولود الذي جاء للدنيا ليس له أي ذنب ويستحق العيش دون تمييز ضده".

وتابعت قائلة "حتى اسم الفيلم اخترناه "آدم" إشارة إلى المساواة بين جميع البشر، فجميعنا أبناء آدم".

 

 بوابة العين الإماراتية في

24.09.2019

 
 
 
 
 

فيلم الجوكر سيتغلب على فينوم وسيحطم أرقام شباك التذاكر الشهر المقبل

تخمينات واسعة بترشيح خواكين فينيكس لنيل جائزة أوسكار عن دوره فيه

آدم وايت 

يسود انطباع واسع بأن الممثل القدير خواكين فينيكس سينال الأوسكار عن دوره في "الجوكر" (موقع "هيبترو.كوم")

يبدو أن فيلم "الجوكر" في طريقه إلى تحطيم الأرقام القياسية في شباك التذاكر. إذ تشير أحدث التوقعات في المجال السينمائي إلى أنه سيتفوّق على ما حققه فيلم "فينوم" (= "السم"، حرفيّاً) العام الماضي الذي حقق أعلى الأرباح تاريخيّاً بالنسبة للأفلام التي تُطلَقْ في أكتوبر (تشرين الأول).

ووفقاً لمجلة "هوليود ريبورتر"، ستحقق القصة الأصلية التي يؤدي بطولتها خواكين فينيكس مبلغاً ضخماً قدره 82 مليون دولاراً خلال عطلة نهاية الأسبوع الأول على افتتاحه.

وأخبرت مصادر متابعة اخرى تلك المجلة الفنية أنه من المحتمل أيضاً أن يحقق العمل 77 مليون دولار في افتتاحه، إضافة إلى توقع آخر وصل إلى 87 مليوناً.

في المقابل، إذا تجاوز ذلك الرقم ثمانين مليون دولاراً، فذلك يعني أن "الجوكر" سيتفوق على فيلم "فينوم" الذي حقق السنة الماضية أعلى أرباح تاريخيّاً لعمل ينطلق عرضه في أكتوبر (تشرين الأول). 

يذكر أن فيلم البطولات الخارقة "فينوم" الذي لعب بطولته الممثل توم هاردي في دور إيدي بروك (فينوم) أكثر شخصيات عالم "مارفل" شراً وغموضاً والعدو اللدود للبطل الشهير سبايدرمان، وتفاخرت ملصقاته بعبارة تفيد بأن الوقت قد حان "لتقوية الرجل السيء"، قد حقق 80.2 مليون دولار في عطلة نهاية أسبوع افتتاحه.

وكذلك تجدر الإشارة إلى أنه من المتوقع فوز فينيكس بأوسكار أفضل ممثل عن شخصية أرثر فليك ("الجوكر") في الفيلم الذي تنتجه شركة "دي سي كوميكس" التابعة لـ"وورنر براذرز" وأخرجه تود فيليبس.

وفي سياق متصل، تلقى فيلم "الجوكر" ثناءً حاراً بأن صفق له المشاهدون لثماني دقائق بعد عرضه الأول في "مهرجان البندقية" السينمائي. وكذلك، ألقى فينيكس خطاباً عاطفياً في "مهرجان تورونتو" السينمائي الدولي الذي انعقد هذا الشهر أيضاً، عزا فيه نجاحه الفني إلى شقيقه الراحل ريفر فينيكس.  

ويبدأ عرض فيلم "الجوكر" في صالات السينما (البريطانية) في 4 أكتوبر (تشرين الأول).

 

الـ The Independent  في

24.09.2019

 
 
 
 
 

عشاق السينما يترقبون «جوكر»..

ومؤشرات كبيرة لفوزه بالأوسكار بعد تفوقه على «باتمان»

نوران عرفة:

·        الفيلم يمثل تحديا صعبا لبطله ولمشاعر المشاهدين الذين يتأثرون بشخصية جوكر وتجعلهم يحبونها أو يبتعدون عنها

·        وبلغت الميزانية ٥٥ مليون دولار

·        خواكين فينيكس: «لم أقلد أى شخصية سابقة للجوكر.. وصعوبتها سر تحمسى لها.. وخسارتى ٢٣ كيلو من وزنى ساعدنى فى الوصول إلى الشكل المطلوب

·        تود فيليبس: «لم أقتبس الفكرة من فيلم كوميدى.. وكتبت الفيلم ليتناسب مع شخصية فينيكس فقط»..

·        نجح فى حصد أعلى تقييم فى تاريخ موقع «IMDb»، وتم تصنيفه ضمن أفضل أفلام «دى سى كوميكس»

·        نقاد: نادرًا ما يعبر فيلم مأخوذ عن كتب مصورة لما يحدث فى العالم بشكل حقيقى.. والفيلم قد يشكل خطرا فى حال مشاهدة الشخص الخطأ له

يستعد عشاق عالم «دى سى كوميكس» لاستقبال فيلم الجريمة والإثارة المرتقب «Joker»، فى جزء جديد من سلسلة أفلام «باتمان» الشهيرة، الذى تدور أحداثه حول القصة الأصلية للمهرج «آرثر فليك»، والمقرر طرحه فى دور العرض المصرية فى الثانى من أكتوبر المقبل، على أن يصل دور العرض الأمريكية يوم ٤ أكتوبر المقبل، إلى حين عرضه فى جميع دول العالم بعد ذلك.
فاز «Joker» بجائزة «الأسد الذهبى» لأفضل فيلم فى الدورة الـ ٧٦ من مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى، وذلك بعد عرضه لأول مرة فى المهرجان قبل موعد طرحه رسميا، بحضور أبطاله خواكين فينيكس، الذى جسد شخصية الجوكر، وزازى بيتز، بالإضافة إلى المخرج تود فيليبس.
نال الفيلم إعجاب الحاضرين فى المهرجان وفور انتهاء العرض وقف جميعهم يصفقون لأبطاله بحرارة لمدة ٨ دقائق متواصلة، وهتف بعضهم قائلين: «برافو»، بينما أثار ألبرتو باربيرا، المدير الفنى للمهرجان، دهشة الحاضرين عندما صرح بأن «Joker» فى طريقه إلى تسلم جائزة الأوسكار؛ لتميزه عن باقى أفلام سلسلة «باتمان»، مشيرا إلى أداء «فينيكس» المُبهر، بحسب مجلة «فاريتى
».

صرح النجم خواكين فينيكس، عن الشىء الذى جذبه لأداء هذه الشخصية، بأنه تحمس للقيام بدور مختلف عن الشخصيات السابقة، قائلا: «لم يكن القرار سهلا ولكن جذبنى هذا الفيلم لتميزه واختلافه عن باقى النسخ، واعتقدت بأننا سننجح على طريقتنا الخاصة، فأنا لم أقلد أى شخصية سابقة للجوكر، وبدا ذلك وكأنه إبداعانا الخاص»، أما عن جوانب شخصية جوكر، اعترف «فينيكس» بأنه حتى الآن لا يعرف تلك الشخصية التى جسدها، مشيرا إلى غموضها الشديد، وشعوره بأنه يكتشف فيها يوميا جوانب جديدة.

وأكد «فينيكس» على أن التجربة التى خاضها أثناء أداء شخصية «الجوكر»، تُعد من أهم التجارب فى حياته المهنية، باعتبارها المفضلة لدى الكثير من المشاهدين، وأوضح أنه كان متخوفا من إرضاء تلك القاعدة الجماهيرية الكبيرة عند تجسيده لشخصية الشرير المحببة لديهم، ولكنه فضل أن يترك القرار لهم فى الحكم على الشخصية وتحولها من هزيمة إلى نجاح كبير.
يرى «فينيكس» أن هذا الفيلم يمثل تحديا صعبا بالنسبة له وللمشاهدين؛ لظنه أنه من الممكن أن تثير شخصية جوكر مشاعرهم وتجعلهم يحبونها أو يبتعدون عنها، وفقا لتصريحاته فى مجلة Tota Film البريطانية
.

بينما أشار تود فيليبس، مخرج الفيلم، إلى أنه استمتع بالعمل مع سكوت سيلفر، كاتب السيناريو؛ لشعوره بالحرية فى كتابة شخصية الجوكر؛ لعدم ارتباطها بحدود أو قواعد؛ مما جعلهم يتسابقون على جعلها أكثر جنونا.

استمرت التحضيرات الخاصة لشخصية الجوكر نحو ٣ أشهر، إلى جانب دراسة كيفية تحولها من شخصية عادية إلى مريضة، ولأن هذا الدور يحتاج إلى فقدان كبير فى الوزن خسر «فينيكس» ٢٣ كيلو من وزنه خلال مدة زمنية قصيرة، واعترف بطل جوكر بأن فقدانه للوزن بهذه السرعة ساعده فى الوصول إلى الشخصية المطلوبة؛ لتعرضه لأزمة نفسية أصابته بنوع من الجنون.

ومن جانبه، قال «فيليبس» فى مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، أن «فينيكس» تدرب على الرقص مع مدرب خاص وشاهد مقاطع فيديو لعروض الرقص الشهيرة، وتعلم تطبيق القناع التجميلى الخاص بالشخصية، كما أنه احتفظ بدفتر ملىء بالنكات، التى تساعده فى تقمص أداء الجوكر.

تمثلت مخاوف «فينيكس» لهذا الدور فى الأساطير الهزلية، مثل شخصية الملياردير توماس واين، وابنه بروس (باتمان)، بحسب تصريحات «فيليبس»، بينما أشاد الممثل الأمريكى روبرت دى نيرو، الذى ادى شخصية مقدم برامج حوارية خلال الفيلم، بأداء «فينيكس» أثناء التصوير وعبر عن انبهاره بشدة تركيزه، قائلا: «قام بأداء الجوكر كما ينبغى أن يكون».

رشح عدد كبير من النقاد فيلم «Joker» للفوز بجائزة الأوسكار بعد النجاح الذى حققه فى مهرجان فينيسيا السينمائى، وتوقعوا أن يصبح من أفضل أفلام هوليوود فى القرن الـ ٢١؛ حيث رأى أحدهم أنه من أفضل الأفلام التى سلطت الضوء على شخصية «الجوكر»، التى لطالما حلم بها الكثيرون، إلى جانب ذكاء المخرج فى كتابة السيناريو، مما يجعله يتفوق على سلسلة أفلام «باتمان» القصصية منذ آخر ظهور لها فى فيلم «The Dark Knight» للمخرج كريستوفر نولان، أما البعض منهم وصفه بأنه كوميدى مأساوى وسوداوى حزين يشوبه الطابع الدموى، وجسد بوضوح الشخصيات التى لجأت إلى الشر لكى تهرب من واقعها المؤلم.

بينما أدرك بعضهم أنه من النادر أن يعبر فيلم مأخوذ عن كتب مصورة عما يحدث فى العالم بشكل حقيقى، وأنه قد يشكل خطرا فى حال مشاهدة الشخص الخطأ له.

وأشاد الكثيرون ببراعة وسحر أداء بطله خواكين فينيكس، ورأى بعضهم أنه يستحق الأوسكار أيضا؛ لتجسيده شخصية معقدة، وتحديه لعواطفه ولجسده بعد فقدانه الكثير من الوزن الذى ساعده فى إظهار الوجه الكئيب للشخصية، خاصة بعد تحوله من مريض إلى قاتل، دخل على إثرها فى منافسة قوية بينه وبين الراحل هيث ليدجر، الذى جسد شخصية الجوكر فى السنوات السابقة بأداء ظل محفورا فى ذاكرة الجميع، وبالتحديد فى ذاكرة «فينيكس»، الذى تعهد بأن يجعل «ليدجر» فخورا به.

نجح فيلم «Joker»، فى حصد أعلى تقييم فى تاريخ موقع «IMDb»، بنسبة ٩,٧/١٠، وتم تصنيفه ضمن أفضل أفلام «دى سى كوميكس»، وذلك بعد النقد الإيجابى الذى حصل عليه بعد عرضه فى المهرجان، وحصل على تقييم ٨٨٪ على موقع «Rotten Tomatoes» الشهير، كما سجل أعلى نسبة لكلا من موقع «IGN«، «Total Film«، و«إمباير» وهى ١٠٠٪.

*تجربة خاصة*

على الرغم من أن شخصية الجوكر تُعد من وحى عالم «دى سى كوميكس»، فإن هذه المرة الأولى التى يقدم فيها المخرج تود فيليبس فيلما جديدا ومنفصلا عن هذا العالم السينمائى، حيث كشف عن تجربة فيلمه الجديدة، وأكد فى تصريحات سابقة لمجلة «إمباير»، على أنها ليست مبنية على الروايات المصورة والهزلية لشركة «دى سى كوميكس» التابعة لـ«وارنر بروس» المنتجة، بل قامت على كتابته الخاصة واختلفت فى رؤيتها الحقيقية عن ما جاء فى السابق حول شخصية تلك الخيالية، وتوقع أن يواجه العديد من انتقادات الجمهور نتيجة تلك التجربة.

تُعد هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها خوض تجربة كتابة سيناريو لفيلم «جوكر»، تختلف عن الخلفية التاريخية، التى اعتمدت على الرسوم الهزلية، وأوضح ذلك «فيليبس»، الذى سبق له إخراج ثلاثية «The Hangover»، عندما تحدث عن سيناريو الفيلم قائلا: «لم أقتبس أى شيء من القصص المصورة القديمة عن شخصية الجوكر، ولكننى كتبت نسختى الخاصة وأطلقت خيالى باحثا عن المكان الذى قد يأتى منه رجل مثل جوكر، وحاولت أن أجد الإجابات عن بعض الاسئلة (مثل) من أين جاء وماذا يفعل هذا؟، وكان ذلك مثيرا للاهتمام بالنسبة لى»

عاد «فيليبس» مؤخرا لينهى الجدل الذى اشتعل فور حديثه لمجلة «إمباير» حول استبعاده للكتب الهزلية أثناء عمل الفيلم، وذلك بعد أن فوجئ بعشاق الكتب الهزلية يهاجمونه لأنه لم يستخدم المادة الأصلية للصياغة الهزلية، وأقر بأنه كان «مخطئا» عندما تحدث فى الأمر علنا، ونفى تلك التصريحات التى كتبها محرر المجلة عنه فى مقاله، وأوضح أنه حينها قال: «لم أقتبس الفكرة من فيلم كوميدى معين، ولكننى أعجبنى نوعا ما وقد اخترته».

وبسبب حبه لفترة السبعينيات والثمانينيات، أكد «فيليبس» على أنه أراد العودة إلى إحساس «الصناعة اليدوية»، على حد وصفه؛ خاصة بعد انتشار الأفلام الحالية التى تعتمد بشكل كبير على استخدام تقنية «CGI»، التى منع استخدامها فى الفيلم؛ مما يعنى أن جميع المشاهد طبيعية.

بدأ تصوير الفيلم فى سبتمبر عام ٢٠١٨، وبلغت ميزانيته ٥٥ مليون دولار، وتم اقتباس قصته من القصة الأصلية للمهرج «آرثر فليك»، وهو أشهر شخصيات عالم «دى سى كوميكس»، وأشهر أعداء «باتمان»، الذى يعيش فى مدينة «جوثام»، عندما يبدأ حياته كإنسان عادى يحلم بالعمل كمهرج، ولكنه يتعرض للإهانة والسخرية من قبل مجتمعه، وبسبب طريقة علاجه، ينتقل فليك من شخص غير مؤذٍ فى إلى شخص شرير، ومن ثم تتحول حياته إلى جحيم وينتهى به الأمر إلى أن يصبح «الجوكر»، الذى يشيع الرعب والجريمة فى جميع أرجاء المدينة وينتقم ممن تسببوا له فى الأذى النفسى.

 

الشروق المصرية في

25.09.2019

 
 
 
 
 

كتلة مشاعر وأحاسيس في الفضاء

«إد أسترا».. عودة سينما البطل الأوحد

مارلين سلوم

كثيرة هي الأفلام التي تحلّق بنا في الفضاء، تأخذنا بالخيال العلمي إلى عالم تجهل تفاصيله فئة كبيرة من الناس، فنجلس مندهشين، حائرين بين التصديق والتكذيب؛ هل ما نشاهده حقائق علمية تحدث فعلياً لرواد الفضاء، أم أنه مجرد «كلام سينما»، وحكايات مجبولة ببهارات يضعها المؤلف للتأثير في الجمهور؟
«
إد أسترا» المعروض حالياً في دور السينما بالإمارات، هو أحد تلك الأفلام التي تجعلك حائراً، تصدقه لكثرة لعبه على العواطف، وفي الوقت نفسه ترغب في البحث عن معلومات كثيرة بعد انتهاء المشاهدة لتتأكد من مدى ملامسته للواقع في الفضاء، وتحديداً ما أنجزه الإنسان على سطح القمر، والمريخ، ونبتون.. وسواء كنت من محبي هذا الخيال، أم لا، سوف يستوقفك براد بيت والأداء اللافت، بلا مبالغة
.

«إد أسترا» الذي عرض في افتتاح مهرجان «الجونة السينمائي» في دورته الثالثة، وافتتاح مهرجان «تورونتو السينمائي»، هو فيلم البطل الواحد. لا ترى فيه سوى براد بيت، والبقية مساحات شاسعة للإخراج، والمؤثرات، والتقنيات بأبعادها المختلفة، وممثلون يعبرون في مشاهد صغيرة، ويتركون الساحة للنجم كي يتألق. ولَك أن تتخيل لو أن أداء بيت جاء باهتاً، أو دون المتوقع، ولَم يتمكن من إيصال هذا الكم من المشاعر لك؛ فهل سيكون مصير الفيلم غير الفشل؟ إنه السيف بحدّيه القاطعين، من جهة، يعتبر الاعتماد على البطل الأوحد لحمل الفيلم فوق كتفيه مجازفة، لا جدال فيها «إما النجاح وإما الفشل»، ومن جهة ثانية، هي نقطة تميز تزيد من رصيد الممثل والمخرج في حال التمكن من الوصول إلى الجمهور، والنقاد، وكسب ودهم.

لاحظ أن تأليف وإخراج هذا الفيلم اعتمد أيضاً على «الرجل الأوحد»، جيمس جراي الذي تمكن من إمساك الخيوط، وتقديم عمل مميز بين سلسلة أفلام الخيال العلمي والفضاء التي شاهدناها في السنوات الأخيرة. واتباع سياسة الرجل الأوحد، أو البطل الأوحد تراجعت في السينما العالمية، وتجربة براد بيت التي شاهدناها مؤخراً «ذات مرة في هوليوود»، تؤكد ذلك. وإذا كان أداء دور «الدوبلير» أمام ليوناردو دي كابريو، فتح له باب التميز والتنافس على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل دور ثان، فإن دور روي ماكبرايد في «إد أسترا» لا بد أن يقوده إلى جوائز عدة، كأفضل ممثل دور أول، لأنه مقنع بتفاعله مع حالتي كبت المشاعر وفيضها، والتعبير بملامح الوجه من دون بوح، والأهم هو إيصال ما بداخله إلى المشاهدين عبر أثير النظر، وحركة العينين وفيض دموعهما حيناً، ورعشة الخوف فيهما حيناً. القصة تشبه في إطارها العام الكثير من قصص «البطولات الأمريكية لإنقاذ العالم». روي ماكبرايد رائد فضاء ناجح، يتم تكليفه بمهمة شديدة الخصوصية، والحساسية، إلى الحواف الخارجية للنظام الشمسي للبحث عن والده وليام ماكبرايد (تومي لي جونز) الذي اختفى قبل ٣٠ عاماً، وكان وقتها قائد «مشروع ليما»، وأول رجل وصل إلى كوكب «ساتورن»، ويعتقد أنه مازال حياً، وأنه موجود على «نبتون» وهو المسؤول عن الدفعة الكهربائية والتأثير في الأرض، والتهديد بزوال الكون. يشعر روي بالصدمة، فبداخله قناعة تامة بأن والده الذي ضحى بحياته وأسرته من أجل إنجاح هذا المشروع، ليس عدواً للكون، ومصدر خطر على البشرية. ويقبل بالمهمة من باب الرغبة في إيجاد أبيه، ورفض استغلال اسمه، أو تشويه صورته. وشروط المهمة تقتضي التخلي عن كل شيء، بما فيها المشاعر. وفي مركز الفضاء يجبرونه على إجراء اختبار لحالته النفسية، وإلغاء العواطف والانشغال الفكري بالماضي أو الأفراد، وكل ما يمكن أن يتعلق به الإنسان على الأرض. مهمة هذه النقطة، أو هذا التناقض الذي يركز عليه جيمس جراي، ففي حين تقتضي مهمة رائد الفضاء التخلي عن مشاعره، يأخذنا في رحلة مفعمة بالأحاسيس، يتعامل فيها روي مع المهمة بوعي مهني، وحرفة عالية، لكنه يعجز عن «خلع قلبه» من صدره ورميه في الفضاء. يكتبون له رسالة يسجلها بصوته ليتم إرسالها من المريخ إلى نبتون. يسجل الرسالة الأولى، كما يرغب المراقبون في المحطة، ليفاجئهم بالرسالة الثانية بعد أسبوع، بارتجال الكلمات فتذهب محملة بذكريات الطفولة، والاشتياق لأبيه. فيأمرونه بترك المهمة والاستعداد للعودة إلى الأرض. يتسلل إلى المركبة وينجح في المهمة، وكالعادة، هناك ثمن. ليف تايلور، وتومي لي جونز، وجون اورتيز، ولورين دين، وغيرهم.. يعبرون بمشاهد بسيطة. الحوار ذاتي داخلي في أغلبيته، يرتكز على العلاقة بين الأب، وابنه، وفكرة أن الأبناء يدفعون ثمن أخطاء آبائهم، وأن في الفضاء حياة أخرى، وعالماً قائماً بحد ذاته في المحطات الفضائية.

إذا أردت قياس نجاح الفيلم بالأرقام، فهو خاسر حتى الآن وفق حسابات شباك التذاكر، إذ ما حققه أقل من 20 مليون دولار، بينما قاربت تكلفته الإنتاجية ال88 مليوناً، أما سينمائياً فسيبقى علامة مميزة.

marlynsalloum@gmail.com

 

الخليج الإماراتية في

25.09.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004