كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

فيلم ستموت في العشرين..

عن الخيط الرفيع الذي يفصل الموت عن الحياة

عليـاء طلعـت

عن فيلم «ستموت في العشرين»

   
 
 
 
 
 
 

الخيط الرفيع الذي يفصل الموت عن الحياة

عرض فيلم ستموت في العشرين للمخرج السوداني أمجد أبو العلاء في مهرجان فينسيا السينمائي وبعدها في مهرجان تورنتو، والآن في مهرجان الجونة السينمائي ليحظى بجائزة  لويجي دي لورينتيس من البندقية الجائزة التي تعطى لأفضل عمل سينمائي أول، وينافس في الجونة على النجمة الذهبية.

ستموت في العشرين هو الفيلم الطويل الأول لمخرجه، والفيلم الروائي الأول منذ عقود في السينما السودانية، وهو مقتبس من قصة “النوم عند قدمي الجبل” للكاتب حمور زيادة.

تدور أحداث الفيلم في إحدى القرى السودانية، حيث تأخذ الأم “سكينة” رضيعها إلى الشيخ حتى يباركه، لكن بدلًا من ذلك يتنبأ له بالموت في سن العشرين، لتعيش عائلة الرضيع في وضع انتظار الموت حتى يبلغ العشرين.

عندما يصبح الموت البداية

عاش مزمل في  ظل شبح الموت منذ وعى الدنيا، ارتدت الأم ملابس الحداد عليه، وهجره الأب خوفًا من الحزن، ليكبر وهو حي ميت بالفعل، فاقد القدرة على الاستمتاع بالحياة، في ظل نبؤة شيخ ذهب بعدها دون أمل في أن يغير ما قاله، وجدار تخط عليه والدته علامات تسجل عبرها مرور أيامه.

يناقش الفيلم فرضية معكوسة، فنحن نعلم منذ البداية أن هناك نهاية أمامنا، الموت لا شك فيه، لكن بصورة غريزية نتناساه، حتى نستطيع الحياة، فهو سيف مسلط على رقاب الجميع، لكنه سيف نختار عدم رؤيته، ويعيننا على ذلك الحقيقة الثانية التي تأتي معه، وهي أننا لا نعلم موعد لقاءه.

لكن في حال مزمل بطل فيلم ستموت في العشرين يعلم الموعد المحدد لهذا اللقاء، يعيش تحت سحابته طوال الوقت، فعلى الرغم من أن أي شخص قد يموت في أي لحظة، فأن حتمية اللقاء في الموعد المحدد خاصة مع اقتران هذه الحتمية بالإيمان الديني للبطل وعائلته هو المحور الأساسي الذي دار  حوله الفيلم وشخصياته.

مزمل بطل فيلم ستموت في العشرين محاط بأربع شخصيات رئيسية، يمثلون الجانبين الذين يتنازعان على امتلاكه، الموت والحياة، فالأب والأم رمزان للموت بإيمانهم بحتمية فقدان الابن الوحيد، يعبران عن حبهما بخليط من اللوعة والتسليم، فيعدان له الكفن المطيب بالمسك، ويختاران مكان قبره بعناية، بينما يتذوق مزمل الحياة على يد الحبيبة نعيمة التي تفعل الشيء الوحيد المحرم على الجميع القيام به، وهو تخيل مستقبل لحبيبها غير الموت، ترغب في منزل وأطفال بكامل تفاصيلهم، بينما يأخذه الصديق العجوز سليمان من يده ليعرفه على حياة أخرى من الدنيا بجانب القبر والمسجد، يريه لأول مرة صور لعالم مختلف عن قريته، وفن السينما الذي لم يكن يتخيل وجوده، يرفض تعامله مع نبؤه موته، يدفعه دفعًا حتى يشتبك بالحياة.

وبين الجانبين مزمل حائر، ومن الجانبين هو كذلك خائف، بالتأكيد يخشى الموت، لكن بذات القوة يخاف الحياة والتعلق بها مع التهديد بفقدانها.

ولكن يشعر المشاهد بافتقاد علاقة مهمة في الفيلم، وهي علاقة مزمل بربه، فالشاب يحفظ القرآن بالكامل ولا يتفوق على كل أقرانه فقط في ذلك، ولكن على كل أهل بلدته، لكن على الجانب الآخر لا نعلم هل فعل ذلك لأنه النشاط الوحيد المسموح له؟ أم لأنه يرغب في التهيؤ للقاء الله بحفظ آياته؟ أليس هناك أي سخط خفي على إلهه الذي قدر له هذا القدر المخيف؟ هل استسلامه لقدره ينبع من إيمان أم ضعف؟ ما هو إنطباعه ومدى تصديقه وتشكيكه في في نبؤة الشيخ؟ 

رأينا ذلك بوضوح لدى الشخصيات الأخرى، الأم والأب المصدقان، سليمان المكذب للنبؤة، لكن مزمل نفسه شخصية ليست إيجابية أو واضحة بما فيه الكفاية لنعرف رأيه -وهو الأهم- في الفيلم بأكمله، وذلك يرجع لخلل في رأي برسم الشخصية الرئيسية.

يترافق ذلك مع الأداء الضعيف من مصطفى شحاته لشخصية مزمل، على عكس أداءات أفضل في الفيلم على رأسها “إسلام مبارك” في دور الأم سكينة، و”محمود السراج” في دور سليمان العجوز البوهيمي في القرية السودانية.

اضطرابات في الزمان والمكان

واحدة من أكبر مشاكل فيلم ستموت في العشرين هو اضطراب المكان والزمان فيه، فلا نعلم الزمن الذي دارت به الأحداث بالضبط، وذلك من الممكن أن يكون مقبولًا لكن غير المقبول هو وجود اختلافات في الزمان والمكان مربكة للمشاهد.

فعلى سبيل المثال يعيش مزمل ووالدته في منزل قديم، لا تبدو عليه أي من مظاهر التحضر نهايئًا، حوائطه من الحجارة الخشنة، ولا توجد أي علامات على دخوله الكهرباء، بينما لا نجد ذلك في منزل سليمان، الذي يمتلك راديو، سرير خشبي، وجهاز عرض سينمائي، لو أفترضنا أن ذلك بسبب تمدن سليمان وسفره المستمر، ذلك لا يتسق كذلك مع منزل حبيبة مزمل نعيمة، التي نرى على جدران غرفتها صورة من مسلسل “حريم السلطان” إذًا نحن لسنا فقط في وقت معاصر من الآن، ولكن كذلك تمتلك نعيمة رفاهية وجود كهرباء وتلفزيون وقنوات فضائية لمتابعة المسلسلات التركية، ولا توجد أي إشارات على أن نعيمة من عائلة غنية بحث نفترض أنها تمتلك هذه الامتيازات بسبب ذلك.

والأهم أن نعيمة تعلم ما هو التلفزيون والمسلسلات، بينما يتعامل مزمل مع فكرة السينما والصور المتحركة من الأساس على أنها معجزة ما، وينبهر لمشاهدة صور النجمات السينمائيات، كما لو أن الشخصيتان لا تعيشان في عالم واحد، فمن المنطقي أن يعرف مزمل عن هناك ما يدعى سينما وتلفزيون طالما أن حبيبته تعلم عنهما حتى لو لم يمتلك رفاهية امتلاك تلفاز في منزله!

صورة وموسيقى يحكيان قصة الموت والحياة

يعوض الارتباك السابق، وبعض المشاكل في رسم شخصيات الفيلم كل من الصورة وشريط الصوت، الفيلم من تصوير سبستيان جوفيرت، الذي صنع صورة مثالية لفيلمه، استغل فيها الإضاءة الطبيعية في أغلب المشاهد، والتواجد في طبيعة مختلفة، حتى لساكني باقي القاهرة الإفريقية، فحتى النيل يبدو في الفيلم بصورة بكر مختلفة وقوية تدعم وجوده كواحد من أهم مصادر خوف مزمل والتهديد الأكبر على حياته.

وتعاون كل من مدير التصوير والمخرج على أن يكون الفيلم بصورة مميزة، خاصة في المشاهد التي تبرز بعض مظاهر الثقافة السودانية في هذه المنطقة، وكذلك تعويض قلة الحوار في بعض المشاهد بالصورة، وهو المطلوب بالتأكيد في الوسيط السينمائي، أما الموسيقى فهي  من أمين بوحافة وجاءت لتضيف المزيد من الشجن.

 

موقع "أراجيك" المصرية في

21.09.2019

 
 
 
 
 

عرض "ستموت في العشرين" بمهرجان الجونة السينمائي

كتب: ضحى محمد

نظم مهرجان الجونة سجادة حمراء لعرض الفيلم السوداني "ستموت في العشرين" للمخرج أمجد أبو العلا، المشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، بحضور فريق عمل الفيلم، بجانب مجموعة كبيرة من النجوم من بينهم المخرج محمد سامي وزوجته مي عمر، ميس حمدان، خالد الصاوي، الكاتب حمور زيادة، لقاء الخميسي، إلهام شاهين، صفية العمري، نور اللبنانية، الفنان محمد كريم، المخرج يسري نصرالله، تامر هجرس.

يذكر أن مخرج الفيلم حصل على جائزة أسد المستقبل في الدورة السابقة من مهرجان فينيسيا السينمائي.

 

الوطن المصرية في

20.09.2019

 
 
 
 
 

مشاهدات.. تنبؤات بوفاة الطفل "مزمل" بفيلم "ستموت في العشرين"

كتب: نورهان نصر الله

أجواء صوفية تستطيع عبرها شم رائحة البخور الذي يمتزج بأصوات الابتهالات، عندما يتلقى "مزمل" وهو لم يتجاوز عمره أيام حكم الموت وهو على قيد الحياة، وذلك في الفيلم السوداني "ستموت فى العشرين" للمخرج أمجد أبو العلا، حيث تم عرضه مساء أمس ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي في دورته الـ3، ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة .

الفيلم حصل على جائزة أسد المستقبل فى الدورة الماضية من مهرجان فينيسا السينمائى، فهو الفيلم الروائي الطويل السابع في تاريخ السينما السودانية، وقرر مخرج العمل إهداءه إلى ضحايا الثورة السودانية.

الفيلم في الأساس مأخوذ من قصة قصيرة للكاتب حمور زيادة بعوان "النوم عند قدم الجبل"، وتدور الأحداث حول الطفل "مزمل" الذي يتنبأ له أحد الشيوخ أنه سوف يموت في العشرين من عمره ومنذ ذلك الوقت وهو ميت بالنسبة للجميع وأولهم والدته التى أرتدت السواد ووالده الذى قرر الهرب بعيدا، فبعد وفاة شقيقه غرقا لا يستطيع تحمل خسارة أخرى، أو بالنسبة لأطفال القرية الذين أعطوه اسم "مزمل ابن الموت".

كل يوم يمر تضع الأم علامة على الحائط لتحسب الوقت الذي ستفقد فيه ابنها الوحيد، ولكن الحياة تقترب من "مزمل"عن طريق الفتاة التي وقعت في حبه منذ الصغر، وفي باب أوسع هو "سليمان" الرجل العجوز الذي يعود للقرية فهو الحياة بوهجها وصخبها ومجونها في مواجهة الموت داخل بطلنا الصغير.

محمد عبدالوهاب يشدو، صور مارلين مورنرو وسامية جمال، مشاهد من فيلم "باب الحديد" ومقاطع فيديو من القاهرة وأوروبا، يقتح سليمان الباب لـ"مزمل" على الحياة ولكنه يكتفي بمشاهدتها من الخارج، لا يجرؤ على أن يطأ بقدميه خارج بقعته السوداء.

في آخر أيام الحياة قبل بلوغ العشرين يقرر "مزمل" الثورة أن يتذوق الخطأ للمرة الأولى، يدخل في علاقة جنسية مع صديقة "سليمان" بعد رحيله، وعندما يستيقظ اليوم التالي ويكتشف أنه مازال حيًا وأن النبوءة خاطئة يطلق قدميه للريح ليتذوق الحياة للمرة الأولى وهو في العشرين من عمره.

 

####

 

فاز بمهرجان فينيسيا وعُرض بـ الجونة.. معلومات عن فيلم "ستموت في العشرين"

كتب: حاتم سعيد حسن

عرض الفيلم السينمائي السوداني "ستموت في العشرين" للمخرج أمجد أبو العلا، أمس، خلال مهرجان الجونة السينمائي بدورته الثالثة، ويشارك الفيلم في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.

وأقامت إدارة المهرجان سجادة حمراء لاستقبال أبطال العمل، إلى جانب مجموعة كبيرة من النجوم المصريين والعرب، بينهم المخرج محمد سامي وزوجته مي عمر، ميس حمدان، خالد الصاوي، الكاتب حمور زيادة، لقاء الخميسي، إلهام شاهين، صفية العمري، نور اللبنانية، الفنان محمد كريم، المخرج يسري نصرالله، تامر هجرس.

"ستموت في العشرين" يعد أول فيلم روائي طويل للمخرج أمجد أبو العلاء الذي كان له تجارب سابقة في إخراج الأفلام القصيرة التي بدأها عام 2001 بإخراج الفيلم القصير "في نهاية الخريف" من إنتاج الإمارات العربية المتحدة، وبعد ذلك أخرج عددا من الأفلام القصيرة التي تجاوزت العشرة أفلام، كان آخرها فيلم "ستوديو" عام 2012.

المخرج أمجد أبو العلاء ولد وعاش بالإمارات العربية المتحدة، ودرس الإعلام بجامعة الإمارات العربية المتحدة ويقيم في دبي، بدأ حياته المهنية بعمله كمخرج وثائقي في العديد من المؤسسات الإعلامية وأنجز أكثر من 100 ساعة وثائقية لمختلف القنوات، وكان تخصصه في الوثائقيات الإنسانية عن اللاجئين وضحايا الفقر.

عرضت أفلامه القصيرة في العديد من المهرجانات العربية والعالمية، وحصد عددا كبيرا من الجوائز وشهادات التقدير، وحصل على جائزة التحكيم من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، ومؤخراً حاز على جائزة أفضل كاتب نص مسرحي عربي عن "فطائر التفاح" من الهيئة العربية للمسرح لعام 2012.

ويسرد فيلم "ستموت في العشرين" حكاية طفل يولد في مدينة صغيرة بالسودان يدعى "مزمل"، وحينما يكبر يكتشف بأنه ملعون بنبوءة "درويش" والتي تتنبأ بموته حينما يبلغ سن العشرين، ويصبح عليه تقبل الأمر والتعامل مع نظرات الشفقة طيلة سنوات المراهقة مما يجعله يشعر بأنه ميت بالفعل، وحينما يبلغ الطفل مزمل سن العشرين، يصبح عليه أن يواجه تلك الحقيقة المخيفة الخاصة بنبؤاته.

الفيلم من بطولة "مصطفى شحاتة، إسلام مبارك، بونا خالد وطلال عفيفي" ومن تأليف يوسف إبراهيم.

وقد حقق الفيلم نجاحا منقطع النظير حينما تم عرضه في الدورة الـ76 من مهرجان البندقية السينمائي، مما جعل النقاد والجمهور يقفون دقائق لتحية الفيلم، وحصل الفيلم على الجائزة الأولى له من مؤسسة "أدفنتاج" الإيطالية التي تمنح جوائز للأفلام المتميزة على هامش مهرجان البندقية.

وتم عرض الفيلم بمهرجان فينسيا السينمائي في دورته الـ76 وفاز بجائزة "أسد المستقبل"، التي تُمنح للعمل السينمائي الأول للمخرج، وبذلك يعتبر أول فيلم سوداني يفوز بهذه الجائزة.

 

الوطن المصرية في

21.09.2019

 
 
 
 
 

منى زكي عن "ستموت في العشرين": "السينما السودانية تفرض نفسها"

كتب - هاني صابر:

حرصت الفنانة منى زكي، على تهنئة مخرج فيلم "ستموت في العشرين" أمجد أبو العلا، عقب مشاهدتها للفيلم، الذي عرض بمهرجان الجونة السينمائي، أمس.

وكتبت منى، عبر حسابها على "إنستجرام" قائلة: "مبروك المخرج أمجد أبو العلا، فيلم ستموت في العشرين، يؤكد أن السينما السودانية تفرض نفسها على الساحة الفنية، اتبسطت إني اتفرجت عليه".

الفيلم مستوحى من قصة "النوم عند قدمي الجبل" للكاتب الروائي حمور زيادة، إذ يولد "مزمل" فى قرية سودانية تسيطر عليها أفكار الصوفية، تبلغه نبوءة تفيد بأنه سيموت فى سن العشرين، وعقب ذلك، يعيش أيامه فى خوف وقلق إلى أن يظهر فى حياته سليمان، وهو مصور سينمائي متقدم فى العمر، فهل سيخرج مزامل من الكابوس، الذي أضحى ملازمًا له وكيف يعيش حياته وهو مطوق بأقاويل عن موته القريب.

ويعد هذا الفيلم الروائي الأول فى تاريخ السودان منذ 20 سنة، والسابع فى تاريخها.

 

موقع "مصراوي" في

21.09.2019

 
 
 
 
 

في الجونة.. انقسام حول "ستموت في العشرين".. و"البؤساء" يطلق جرس الإنذار

كتب- أحمد الجزار:

نجح مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثالثة التي انطلقت منذ أيام في جذب عدد كبير من الحضور لقاعات العرض ومشاهدة أفلام مسابقاته المختلفة.

واختارت إدارة المهرجان باقة متنوعة من أفضل الإنتاجات السينمائية لهذا العام لتضعها أمام ضيوف هذه الدورة، لتصنع نوعا من الشغف والحرص لدي الحضور لمشاهدة أكبر عدد من هذه الأفلام.

البداية كانت قوية، مع عروض اليوم الأول بالمهرجان، الذي شهد عددا من الأفلام المنتظرة، أبرزها الفيلم السوداني "ستموت في العشرين" الذي عرض، لأول مرة، عالميًا بمسابقة مهرجان فينيسيا السينمائي، وحصل مخرجه أمجد أبوالعلاء على جائزة المستقبل كأفضل عمل أول.

أما الفيلم الاَخر، فهو الفرنسي "البؤساء" الذي عرض، لأول مرة، عالميًا بمسابقة مهرجان كان السينمائي، وحاز جائزة لجنة التحكيم، كما رشحته فرنسا مؤخرًا لتمثيلها في مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي.

"البؤساء".. جرس إنذار لقصر الإليزيه

حظيَ فيلم "البؤساء" للمخرج الفرنسي لادج لي، من أصل مالي، بإشادات معظم الحضور، وعده البعض أفضل انطلاقة لمهرجان الجونة مع بداية عروض اليوم الأول.

"البؤساء" مأخوذ عن رواية للأديب الفرنسي الشهير فيكتور هوجو، والتي تحمل الاسم نفسه، وهو جرس إنذار لقصر الإليزيه والقائمين على الحكم في فرنسا بأن هناك قنبلة موقوتة على وشك الانفجار، وثورة قادمة لا محالة من داخل الضواحي التي تعاني الفقر والقمع والفساد وغياب العدالة.

اختار لادج لي خلال تجربته الأولى أن يكشف عن الواقع الفعلي للمنطقة التي يعيش فيها دون أي إنحيازات عرقية أو دينية، قرر أن يكون أمينًا في نقل الواقع الذي تحول من مظاهرة حب جمعت كل أطياف الشعف الفرنسي بانتماءاته المختلفة إلى أعلى لحظات الغضب والكره لتحتدم المواجهة بين الجميع.

بدأت أحداث الفيلم باحتفالات الشعب الفرنسي ببطولة كأس العالم 2018، وتنتهي بالغضب واشتعال النيران في الشوارع.

تتوالى الأحداث مع ضابط الشرطة "داميان" الذي ينضم إلى قوة مكافحة الشغب في "منفر ماي" الفرنسية، وتتطرق الأحداث إلى تعامل الشرطة مع المسلمين والأقليات من أصول أفريقية في تلك الأحياء الفقيرة، ويدخلون في مناوشات مستمرة مع الأطفال، ولكن يشتعل الوضع عندما يصيب أحد رجال الشرطة أحد الأطفال في وجهه ولسوء حظه يتم تصوير ذلك عبر طائرة دون طيار فيخوض رحلة للبحث عن صاحب الطائرة ليخفي كل دليل على جريمته، وضرب بكل القوانين عرض الحائط، قائلا: "أنا القانون".

وينجح في إخفاء الحادث ولكن تشتعل الأحداث عندما يقرر الأطفال الثأر لصديقهم الذي يقود المعركة بنفسه لاسترداد كرامته المسلوبة، ليكشف هؤلاء الصبية عن قوتهم الحقيقة وأنهم بالفعل قوة لا يستهان بها، وأنهم قادرون على إشعال البلاد بقوة النيران المتأججة بداخلهم، ليأتي في النهاية أهم مشاهد الفيلم على الإطلاق عندما يقف الشاب وهو يحمل بيده القنبلة في مواجهة السلطة متمثلة في رجال الشرطة، فكيف ستكون النهاية إذن؟ هذا ما تركه لادج لي للمخرج لكي يتوقعه بنفسه دون أن يضع حكمه النهائي وليترك هذا المشهد أمام الجميع، ليكون جرس الإنذار الأخير.

ويختتم "لي" فيلمه بالعبارة التي اقتبسها من كتاب فيكتور هوجو وهي "لا توجد نباتات سيئة أو رجال سيئون، يوجد فقط مربون سيئون"، مشيرًا إلى أننا من نصنع هذا العنف داخل هؤلاء الصبية.

مخرج الفيلم طلب من الرئيس الفرنسي ماكرون مشاهدته، لضبط منظومته الأمنية في مثل هذه الأحياء والضواحي.

"ستموت في العشرين" يثير حيرة الجمهور

وبشغف كبير، استقبل جمهور مهرجان الجونة الفيلم السوداني "ستموت في العشرين" الذي يمثل عودة للسينما السوادنية الروائية، بعد غياب 20 عامًا، فضلا عن أن الفيلم حظي باهتمام عالمي، بعد اختياره للعرض في مسابقة "فينيسيا" ومن بعدها مهرجان "تورنتو".

في هذه التجربة يقدم المخرج أمجد أبو العلاء تجربته الروائية الأولى بعد أن قدم عددًا من الأفلام القصيرة، وقد استوحى قصة فيلمه من رواية "النوم عند قدمي الجبل" للكاتب حمور زيادة.

وتدور أحداث الفيلم في قرية سودانية، حينما تضع امرأة ابنها "مزمل" بعد أعوام من الانتظار، إلا أن نبوءة صوفية تقول بأن الطفل سوف يموت حينما يبلغ الـ 20.

تمر السنوات ويكبر مزمل وهو محاط بنظرات الشفقة، التي تجعله يشعر كأنه إنسان ميت يعيش في ثوب آخر حي، وتستمر الأحداث حتى يعود سليمان إلى القرية، بعد أن عمل مصورا سينمائيا في المدينة بعيدا عن المعتقدات الصوفية للقرية. وهنا يرى مزمل العالم بشكل مغاير تماما، من خلال جهاز قديم لعرض الأفلام السينمائية يقتنيه سليمان. وسرعان ما تبدأ شخصية مزمل في التغير بصحبة سليمان، ويتنامى الشك لديه يوما بعد يوم حول صدق النبوءة المشؤومة.

الفيلم، رغم أنه الأول لمخرجه، يحمل حالة من النضج الفني، وكانت أبرز عناصر قوته في أسلوب التصوير الذي استخدمه أمجد إلى جانب كادراته المعبرة، والتي كانت لها التأثير الأكبر في بناء وسرد الأحداث، بعيدًا عن الحوار خاصة أن فن السينما في حد ذاته عبارة عن صورة موظفة من أجل الدراما.

تركيز أمجد أبو العلاء على التراث السوداني، ونقل الواقع بإخلاص ونضج فني عالٍ، جعلنا أمام فيلم كبير، ولكن هناك بعض الهنات التي تشوب السيناريو الذي كتبه أمجد بنفسه إلى جانب السيناريست يوسف إبراهيم وهذا ما جعل الفيلم محيرًا لجمهور المهرجان؛ إذ وصفه البعض بأنه لا يستحق كل الضجة التي حصل عليها، وأنه جاء أقل من المتوقع في كل شيء، بينما يرى فريق آخر أنه أمام فيلم متميز، ولكن الحقيقة أننا أمام فيلم كبير يمثل عودة قوية للسينما السودانية، ولكن هذا لا يمنع أن التجربة نفسها لم تكن ناضجة بالشكل الكافي، وكان هناك انحياز للصورة والتكوينات البصرية على حساب السيناريو الذي ابتعد تمامًا عن رصد حالة الصراع داخل الشخصيات، وجعل من بعض شخصياته مجرد أيكونات ليس لها تأثير في تطور الأحداث، ولكن أثبت أمجد أن لديه لغة سينمائية مميزة، وأسلوبا خاصا يجعله قادرًا على أن يقود عربة السينما السودانية وينطلق بها من جديد في أنحاء العالم، ويرصد من خلالها هموم ومشاكل وواقع بلاده العريق الذي تأخر كثيرًا عن مواكبة النهضة السينمائية، خلال الـ20 سنة الماضية.

 

موقع "مصراوي" في

22.09.2019

 
 
 
 
 

بطل "ستموت في العشرين": حفاوة استقبال الجونة عوضتنا غياب السينما بالسودان

كتب-مصطفى حمزة:

أعرب الفنان السوداني محمود السراج عن امتنانه للحفاوة التي قوبل بها فيلم "ستموت في العشرين"، والذي بدأ أول عروضه في مهرجان الجونة السينمائي، مساء الجمعة.

السراج في تصريح خاص لـ"مصراوي"، يقول: "لا أخفى عنك قبل العرض كنت أشعر بالرهبة، وخاصة أني لم أشاهد الفيلم في فينيسيا وتورونتو، لكن أسعدتني حفاوة الاستقبال لكونه يقدم في توقيت لا توجد به سينما بالسودان، وكنت على ثقة بأننا أمام عمل جيد بعد إعجابي بالسيناريو واختيارات الممثلين، وعندما شاهدت مدى اهتمام المنتج المصري حسام علوان والمنتجة النرويجية المشارك إنجريد، وأيضا فريق العمل الذي انضم للمخرج أمجد أبو العلاء".

وعن شخصية المصور السينمائي "سليمان" التي يؤديها، يقول: "هي أول الشخصيات التي استقر أمجد أبو العلاء عليها بالفيلم، ومن جلستنا الأولى وضعنا ملامحها وتاريخها؛ حيث كنت أتابع معه حلمه في تقديم "ستموت في العشرين"، منذ عام، 2016، و(سليمان) كما قالت عنه صديقته بالفيلم "ست النسا" شخص يحب الحياة ما استطاع إليها سبيلا، متماهيا مع عزلته، وكنا بالبداية نراه في ملابس كلاسيكية مثل التي يرتديها رشدي أباظة بأفلامه، ولكن مصمم الأزياء كانت له رؤية مغايرة وبالفعل كانت هي الأنسب، ومع حبي للشخصية كنت أتمنى له مصيرًا مختلفًا".

فيلم "ستموت في العشرين" مستوحى من رواية " النوم عند قدمي الجبل" للكاتب حمور زيادة، إخراج أمجد أبو العلاء، بطولة مصطفى شحاتة، أسما مبارك، محمود السراج، طلال عفيفي، موسيقى أمين بوحافة، وإنتاج حسام علوان بمشاركة محمد حفظي وإنجريد ليل.

 

موقع "مصراوي" في

22.09.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004