كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

لبلبة لـ«الشرق الأوسط»: منحت عمري للفن ولست نادمة

اعتبرت أن عاطف الطيب أعاد اكتشافها

القاهرة: انتصار دردير

الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط

الدورة الخامسة والثلاثون

   
 
 
 
 
 
 

بعد مشاركتها على مدى سنوات طويلة في لجان التحكيم بعدد كبير من المهرجانات، تترأس الممثلة المصرية لبلبة لأول مرة لجنة تحكيم «مسابقة نور الشريف للأفلام العربية الطويلة» في الدورة الـ35 لمهرجان الإسكندرية السينمائي، والتي يتنافس على جوائزها 13 فيلما، وتضم عضوية اللجنة المنتج التونسي علي الزعيم، والممثلة المغربية فاطمة خير، والمخرج العراقي جمال أمين الحسني، والممثلة السورية ليلى جبر، والمخرجة السودانية سارة جاد الله جبارة.

لبلبة التي لطالما كانت ضيفة دائمة على مهرجان «كان» السينمائي اعتادت أن يكون لها نظرة ثاقبة وتوقعات صادقة لجوائز التحكيم بحكم خبرتها الفنية الطويلة.

«الشرق الأوسط» أجرت حواراً مع الفنانة المصرية لبلبة، للتعرف على مهمتها في لجان التحكيم وعن أعمالها الفنية المقبلة.

تقول لبلبة: تحكيم الأفلام بالتأكيد مهمة صعبة، ويقع العبء الأكبر فيها على رئيس اللجنة ويجب أن يتعامل بحيدة ونزاهة، وقد مارست التحكيم كثيراً وشاركت في 16 لجنة تحكيم بمهرجانات داخل مصر وخارجها، بالإضافة إلى خبراتي كممثلة. فمنذ أن كان عمري 5 سنوات، وأنا لا أعرف سوى الأفلام والحياة الفنية، فالفن هو روحي، وحياتي كلها تتمحور حوله.

وعن مدى التطور الذي تشهده السينما العربية في السنوات الأخيرة تقول لبلبة: هناك تطور كبير واهتمام أكبر، وأنا أتابع الأفلام العربية من خلال المهرجانات الدولية التي ازداد اهتمامها بالسينما العربية، ما يؤكد تميز كثير من تجاربها، والآن تتضاعف سعادتي برئاسة لجنة تحكيم الأفلام العربية بمهرجان الإسكندرية السينمائي، لمشاهدة أحدث أعمالها، كما يزيدني شرفاً أنها تحمل اسم النجم الراحل نور الشريف.

وللفنانة لبلبة تجربة خاصة في مشاهدات الأفلام اكتسبتها من حضورها المتكرر لمهرجان كان السينمائي، تكشف عنها لـ«لشرق الأوسط» قائلة: «واظبت على حضور مهرجان كان منذ عام 1987. وكنت أحرص على مشاهدة أكبر قدر من الأفلام وبشكل خاص أفلام المسابقة وكنت أحمل معي كاسيتا صغيرا لأسجل انطباعاتي عن كل فيلم، وقبل إعلان نتائج الختام كنت أضع قائمة بالجوائز فأحدد الفيلم الذي سيحصل على (السعفة الذهبية) ومن يفوز بجوائز (التمثيل)، وكانت توقعاتي تتوافق في كثير من الأحيان مع آراء لجنة التحكيم، حتى أن الفنان حسين فهمي سألني ذات مرة مازحاً ونحن في المهرجان: هل يسرب أحد النتائج لك قبل إعلانها!! وضمني للجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي خلال فترة رئاسته للمهرجان.

تروي لبلبة أنها اختلفت في إحدى دورات مهرجان كان، مع المخرج الإيراني عباس كياروستامي، وقت توليه رئاسة لجنة تحكيم، حول بعض الجوائز التي منحتها اللجنة قائلة: «رد علي وقال لي كلامك صحيح... واسمحي أن أحييك وأسألك هل لديك أسرة؟... ورغم تعجبي من سؤاله فقد أجبته بـ(لا)، فقال هذا واضح لأن الذي يهب نفسه للفن لا يكون عنده أسرة... نعم لقد أعطيت عمري للفن بلا ندم، فيكفيني النجاح الذي حصدته والجوائز التي توجت بها وحب الجمهور الذي أعتبره النفس الذي أتنفسه».

وعن تعرضها لوقائع ظلم سابقة في مهرجانات دولية قالت: «حدث ذلك في مهرجان (فالنسيا) بإسبانيا وبسبب صوت واحد ذهبت الجائزة لممثلة من سلوفينيا كانت قد برعت في أداء شخصية امرأة مدمنة، لم أغضب لذلك رغم أن الجميع كان يتوقع حصولي على الجائزة، لذلك لا أحب الظلم ولو أن هناك فنانا يستحقها نجري التصويت، ومعروف أن رئيس اللجنة يكون له صوتان، والمهم أن ننهي مهمتنا بكل ود.

لبلبة التي حصلت على عشرات الجوائز كأفضل ممثلة من أهمها جائزة «بينالي السينما العربية» من معهد العالم العربي بباريس، وجائزة مهرجان «كل أفريقيا» بكيب تاون عام 1996 عن فيلم «ليلة ساخنة» للمخرج عاطف الطيب، تشير إلى أن الجوائز التي حصدتها وشهادات التقدير التي تزين جدران بيتها تعتز بها كثيراً، فالفوز بأحسن ممثلة يعني فرحة كبيرة لأنه يؤكد أنني أتقنت أداء الدور، أما التكريم فله مذاق وإحساس مختلف، فالتكريم تقدير لمشوار فني طويل، فهو بمثابة حكاية عمري.

يزخر مشوار لبلبة ببطولة 87 فيلما من أهمها «ضد الحكومة» و«ليلة ساخنة» للمخرج الراحل عاطف الطيب، و«إسكندرية نيويورك»، «والآخر» مع يوسف شاهين، وهما من المخرجين الذين أثروا كثيرا في مشوارها الفني، وتقول عن ذلك: «تعلمت من كل مخرج عملت معه... إذ تعلمت الدقة من يوسف شاهين، الذي كان يردد دوماً: إن كل شيء محسوب بدقة ولا يوجد في عملنا شيء اسمه الصدفة، وقبل بدء التصوير بستة أشهر لا بد من تحضير الملابس والإكسسوارت والديكورات وعمل بروفات مع الممثلين. أما عاطف الطيب فقد اكتشف بي جوانب كممثلة لم أكن أعرفها وأستطيع أن أقول إنها كانت بمثابة انقلاب في حياتي فقدمني في شخصية محامية انتهازية في فيلم «ضد الحكومة» لينقلني من الأدوار الاستعراضية والكوميدية إلى أدوار الشر رغم ملامح وجهي (البريئة)، ثم قدمني في شخصية فتاة ليل تائبة في فيلم «ليلة ساخنة» وطلب مني زيادة وزني 4 كيلو غرامات، وقال ستكونين مفاجأة الفيلم وستحصدين جوائز عديدة، وبالفعل حصلت عن هذا الفيلم على 13 جائزة من مصر والخارج.

وعن مشاركتها النجم عادل إمام في عدد كبير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية تقول: «عادل فنان كبير وبيننا تفاهم تام أثناء التصوير وأعتز بأفلامي معه وقد شاركته في مسلسلين من أحب أعمالي وكنت لا أرحب بدخولي مجال التلفزيون، لكنه أقنعني واختارني بطلة أمامه في مسلسل «صاحب السعادة» وبعدها قدمنا «مأمون وشركاه».

وأرجعت الفنانة المصرية لبلبة سبب رفضها عددا من الأدوار التلفزيونية التي عرضت عليها خلال السنوات الماضية إلى عدم اقتناعها بأهمية وتأثير هذه الأدوار أنا لا أجري وراء الدراما التلفزيونية لكني لست أيضاً ضدها، المهم الدور الجيد والقصة الجذابة، فأنا احترم فني وجمهوري، ولذلك رحبت بمسلسل «الشارع اللي ورانا» مع المخرج مجدي الهواري، الذي قال أثناء العمل إن لبلبة مخرجة نفسها بعدما وجدني أحفظ «راكوراتي» من ملابس وإكسسوار وحركة، فأنا أجتهد في دراسة الشخصية وأتفرغ تماما للتصوير، هكذا اعتدت طوال حياتي منذ كنت طفلة، إذ كانت تختار أمي أدواري وتطلب مني حفظ الدور والتدريب على أدائه.

وتختتم لبلبة حديثها قائلة: احترام الفنان لذاته وحفاظه على حياته الخاصة أحد أسباب نجاح الفنان، فالجمهور حين يحب فنانا فإن ذلك يرجع ليس لأدواره فقط بل لالتزامه في حياته الخاصة أيضا، وأنا أختلف مع من يقولون إن «الجمهور ليس له علاقة بحياتي الخاصة».

 

الشرق الأوسط في

11.10.2019

 
 
 
 
 

دورة تــحــمـــــــل اســـــــم الـفـنــــــانــــــة نـبـيــلـــــــة عــبــيــــــــد

منصورة الجمري محكّمة في “الإسكندريّة السينمائي”

تشارك الناقدة السينمائية البحرينيّة منصورة الجمري، نائبة رئيس نادي البحرين للسينما، في تحكيم “مسابقة نور الشريف للأفلام العربية” بمهرجان الإسكندريّة السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الـ35 التي تحمل اسم الفنانة المصرية نبيلة عبيد وتحتفي بإسبانيا كضيف شرف.

وانطلق المهرجان يوم الثلاثاء 8 أكتوبر الجاري على مسرح “سيد درويش” في أوبرا الإسكندرية حيث من المقرر أن يستمرّ خمسة أيام لغاية 13 من الشهر.

وتترأس الفنانة المصرية الكبيرة لبلبة لجنة التحكيم التي تضمّ أيضًا إضافة إلى الناقدة منصورة الجمري من البحرين، المنتج علي الزعيم من تونس والفنانة فاطمة خير من المغرب والمخرج جمال أمين الحسنى من العراق والفنانة ليلى جبر من سوريا والمخرجة سارة جاد الله من السودان.

وسبق للجمري أن شاركت كعضو لجنة تحكيم في العديد من المهرجانات الدولية والمحلية مثل مهرجان دبي السينمائي الدولي. وافتتح المهرجان الذي حضره وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم وعدد من نجوم مصر والعالم العربي بعرض أوبريت “100 سنة ثورة” للمخرج عادل عبده الذي عرض مشاهد من تاريخ مصر بدءًا من ثورة 1919 وحتى ثورة 30 يونيو.

وفي كلمته، قال رئيس المهرجان أمير أباظة إن “المهرجان أحد وسائل قوى مصر الناعمة للتواصل مع محيطها الاورو متوسطي على مدار 35 عامًا”. وكرّمت وزير الثقافة مجموعة من نجوم السينما في مصر ودول البحر المتوسط وهم: النجمة نبيلة عبيد والفنان محمود قابيل والنجم اللبناني رفيق علي أحمد والنجم الإسباني هوغو سيلفا ومواطنه المخرج أكولدو سيرا صاحب فيلم الافتتاح “70 بن لادن”.

وقالت الفنانة نبيل العبيد إنها “تعتبر التكريم خاصًّا لأن المهرجان من أهم المهرجانات في منطقة دول البحر الأبيض المتوسط”.  وسلمت خلال حفل الافتتاح أيضًا جوائز “مسابقة ممدوح الليثي للسيناريو” حيث فاز سيناريو “حبيبتي” لشهيرة سلام بالجائزة الأولى، و”بعد الغروب” لياسر فؤاد بالجائزة الثانية. أما الجائزة الثالثة فقد تم تقسيمها على ثلاثة سيناريوهات وهي “سيلفي” لمحمد الدرة، و”نوة شتا” للسيد عبد النبي مرسي، و”سان ستيفانو” لنور الدين زكي.

 

البلاد البحرينية في

11.10.2019

 
 
 
 
 

عرض «الممر» ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي

مدحت عاصم

يعرض فيلم الممر، اليوم الجمعة، ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائى، فى دورته الـ35.

وسيعقبه ندوة تكريم، بحضور منتج العمل هشام عبد الخالق، والفنان محمد فراج، وأحمد فلوكس، ومحمد جمعة، وأمير صلاح الدين، ومحمود حافظ.

ويتناول فيلم الممر، قصة وطنية حول إرادة جنودنا البواسل في تحويل الهزيمة إلى نصر محقق بالصبر والعزيمة وقوة التخطيط والثقة بالله، ويحكي قصة قوات الصاعقة المصرية خلال حرب الاستنزاف، ويناقش المرحلة الزمنية 1967 وحتى الأوقات الأولى من حرب الاستنزاف.

الفيلم من بطولة أحمد عز، أحمد رزق، إياد نصار، أحمد فلوكس، محمد فراج، أحمد صلاح حسني، محمد الشرنوبي، محمد جمعة، محمود حافظ، أمير صلاح الدين، أسماء أبو اليزيد، كما يضم الفنانة هند صبري، شريف منير، كما يشارك أيضًا إنعام سالوسة وحجاج عبد العظيم كضيفي شرف، ومن تأليف وإخراج شريف عرفة.

 

####

ندوة الفيلم الفلسطيني "يافا..أم الغريب"

مدحت عاصم

عُرض اليوم الفيلم الفلسطيني التسجيلي "يافا أم الغريب" للمخرج رائد دزدار المشارك في مسابقة نور الشريف للأفلام العربية، حيث أُقيمت ندوة بعد الفيلم أداراها الكاتب الصحفي أحمد سعد الدين، بحضور المخرج علي بدرخان، ودكتور سمير فرج والنقاد محسن أحمد وإمام عمر وخالد عيسى.

وقال المخرج علي بدرخان إن مشاهدته للأعمال التي تتناول القضية الفلسطينية تُشعره بالأسى والمرارة، مشيرًا إلى أن هذا الفيلم يحمل جرعة عالية من الألم.

وأكد أن المقابلات الكثيرة التي أجريت بالعمل مع سكان يافا ليس مكانها الأفلام التسجيلية ولكن الأفضل لها البرامج التليفزيونية، خاصة أن الفيلم السينمائي يعتمد في المقام الأول على الصورة والتأثير، حيث تقدم الشباب أفلام تسجيلية تعمل على ترند سابق في وقت ليس به تليفزيون، فبالفعل الفيلم به مادة أرشيفية ومصورة، ولكن كان يفضل أن يرى مصير هؤلاء الأبطال ومشاهدتهم في الحياة، وما مصيرهم، و ماذا يفعلون اليوم وهل هم مازالوا في بيروت أم سوريا، وبالتالي كنا نحتاج أن نعلم هل هم بعاد عن يافا أم لا؟.

وأوضح أن الجزء الأخير من الفيلم والخاص بمسألة التهجير كان مهما للغاية ويحمل إحساس عالي.

بينما قال مخرج الفيلم رائد دزدار إن فكرته تعتمد على إعادة بناء النمطية في يافا المظلمة من خلال العديد من الذكريات، ففي هذه الفترة تمكن بعض السكان من الهجرة، كما سلطنا الضوء على الحياة في هذا التوقيت وشكل دور العرض، والحياة الفنية والعمل على كل هذه التفاصيل، فرغم وجود العديد من الأفلام عن هذه المدينة، إلا أن أحدا لم يسلط على كيف كانت تحيا يافا، حيث تم تدمير كل شئ والسكان الذين تحدثوا خلال الفيلم تهجروا وتشتتوا في كل أنحاء الوطن العربي وخارج دول الشرق الأوسط، وتوفي نصفهم.

وأضاف أن تنفيذ الفيلم استغرق ثلاث سنوات وتم تصويره في أكثر من مكان بينهم بيروت ودبي، حيث كان يبحث عن جميع الشخصيات وعندما يتواصل معهم يجد أنهم أعصابهم متأثرة بما يحدث في يافا، وبالتالي يضطر لتأجيله حتى تم تصويره، مؤكدا أن فكرة العمل تتحمل وجود أجزاء كثيرة منه، حيث فضل أن يأخذ العمل مساحة تصويره من أجل الإحساس الوطني، كما تم تكوين الماتريال من الأرشيف بريطاني، وأماكن أخرى كان لابد في النهاية توثيق هذه الفترة بجميع تفاصيلها.

وأشار الناقد كمال رمزي إلى أن قضية فلسطين جزء من حياتنا، وتشغل بالنا دائما، وبالفعل نجح العمل في تجميع مجموعة هائلة من الوثائق وربما حمولته كانت أكبر من طاقته، فبالفعل الفيلم ملئ بالتفاصيل ويستطيع أن يتم إنتاج خمس أفلام منه على قدر كبير من الجمال.

أما الكاتب الصحفي خالد عيسى قال إنه لمس في الفيلم فكرة التطويل بعض الشئ في عدة مشاهد حيث كان من الممكن أن يتجزأ على أربع أجزاء، أما بالنسبة للناحية الصحفية أشاد بها كثيرا وشعر بذكاء المخرج، وتقسيم الموضوعات في جميع مراحل العمل، وعدم التكرار الذي كان سيوقعنا في رتابة عالية.

الفيلم يتناول الكثير من التفاصيل عن المدينة التي شهدت أكبر موجة عنف صهيوني ضدها في عام 1948، وهو عام الهزيمة العربية على أرض فلسطين وإعلان إقامة الدولة الصهيونية على أكثر من ثلثي الأرض، وتهجير سكانها لتفريغ الأرض أمام الكيان الإمبريالي الجديد الذي عليه أن يلعب دوره التاريخي في تفتيت هذه المنطقة وعدم توحدها لتأكيد استمرار استغلالها وانتهاك حقوق شعوبها إلى لأطول فترة زمنية ممكنة، كما يستند الفيلم في حواره إلى شخصيات كبيرة من أهالي يافا من الذين ولدوا وعاشوا سنواتهم الأولى، وبعضهم عاش سنين المراهقة، قبل وقوع النكبة الفلسطينية، وعند تصوير الفيلم كانوا بغالبيتهم يتجاوزون الثمانين من العمر، كما كانوا شهودا على هذه الأحداث إلى جانب أرشيف بريطاني مصور يعود إلى وقت الأحداث وكذلك صور وثائقية محددة ومعلومات تاريخية مهمة ومؤكدة.

 

####

ندوة لتكريم الناقد الراحل أحمد رأفت بهجت على هامش مهرجان الإسكندرية

مدحت عاصم

أُقيمت اليوم، على هامش فعاليات الدورة 35 لمهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط، ندوة لتكريم الناقد الراحل أحمد رأفت بهجت في حضور عدد من النقاد وصناع السينما وبحضور رئيس المهرجان الناقد أمير أباظة، ورامي أحمد رأفت بهجت، وأدار الندوة الناقد أشرف غريب.

في البداية أكد الأمير أباظة رئيس المهرجان أن الناقد الراحل كان يتميز بإسهاماته النقدية وأسلوبه الخاص، وأفنى حياته في مساندة القضية الفلسطينية والهوية العربية، مؤكداً أن أحمد رأفت صاحب فضل كبير عليه وهو أول من قدمه لسعد الدين وهبة عام 1989.

وقال الناقد أشرف غريب إن الناقد الراحل أحمد رأفت بهجت اسم كبير في عالم الصحافة النقدية في العالم العربي، وهو رجل لم يعرفه أحد إلا وشعر بالتقدير والامتنان ناحيته، مؤكداً أنه كان يأخذ بيد أي شخص موهوب ويساعده، فقد كان لديه قدرة كبيرة على العطاء، وكان مؤمن جداً بتلاميذه، لذلك كان الناقد الراحل حالة إنسانية راقية افتقدناها ومن المستحيل تعويضها، والجميل الذي سيبقى منه هو أعماله وكتبه، ونتمنى أن يكون في تلامذته امتداد له.

ثم تحدث رامي ابن الناقد الكبير الراحل، وقال إنه والده لم يمانع دخوله لمعهد السينما بسبب حبه للتصوير، ولكن ما كان يهمه أن يكون رامي على قدر المسئولية لدراسة التصوير وجعله يخوض التجربة، وأضاف: كنت أظن أن دوره انتهى عند الموافقة ولكني اكتشفت أن هذه كانت البداية بالنسبة له، فقد كنت أجد كتاباً عن التصوير وأنا أشاهد التليفزيون في المنزل وبعدها أجد كتابا في مكان آخر وكنت أظن أنني أجد تلك الكتب بالصدفة، ولكني اكتشفت أنه كان يضع لي تلك الكتب في طريقي، وبالرغم من علمه بأن شروط المعهد لا تنطبق علىّ ولكنه جعلني أخوض التجربة، فقد كان لديه قدرة كبيرة على احتواء الإنسان الذي أمامه، وتعلمت منه فن مشاهدة الأفلام، جعلني أرى دورة الصورة في الديكور ومعنى الرمزية، وكيف أن شخصية عابرة يمكن أن تكون من الأبطال.

وأكد أن آخر كتاب كتبه والده كان "اليهود في السينما في مصر والوطن العربي" صدر عام 2012، وظل يكتب فيه لـمدة 7 سنوات، مؤكداً أنه كان ياتحدث مع والده ويقول له أن الأمر لا يستحق كل هذا العناء، ولـكن والده كان لديه مبادئ وإصرار على توصيل المعلومة بشكل دقيق.

وقال الناقد كمال رمزي أن أحمد رافت بهجت اتفق واختلف مع جيله في أشياء كثيرة، فقد راهن على الثفافة السينمائية لدى الجمهور وليس مجرد مشاهدة الأفلام والكتابة عنها، موضحاً أنه كان باحثاً في القضايا التي تهم المواطن المصري، وأضاف: ربما كان هناك بعض الخلافات التي تنشأ بينه وبين آخرين بسبب رؤيته للصهيونية واليهودية في السينما ورفض البعض تحديد ديانة الفنان والتعامل معه على هذا الأساس، فالبرغم من أن بعض الفنانين اليهود المصريين تعاطفوا مع الصهيونية العالمية ولكن آخرين رفضوا وتمسكوا بمصر، ولكن بشكل عام هو كان من النوع الهادئ العقلاني الذي لايحب الدخول في خلافات

أما المخرج علي عبد الخالق فقد قال إن نقاد فترة السبعينيات كانوا محترمين جداً، وهم من فرضوا جيله من المخرجين على السينما، وبالرغم من أن عددهم، النقاد، كان قليل إلا أنهم كانوا يتمتعون بإحترام كبير في الوسط الثقافي، وقال: في خذه الفترة تعرفت على أحمد رأفت بهجت وكان هادئ ومختلف ولديه ثقة كبيرة في كلامه، ولكن في بداية الثمانينيات انقسم النقاد إلى أحزاب، ولكن الناقد الراحل كان لديه ميزة وهي أنه لم يكن له جورنال ثابت يكتب فيه، وكان له رؤية مختلفة ويرى في الأفلام ما لا يراه الآخرون.

 

####

ندوة لتكريم اسم المخرج محمد النجار على هامش فعاليات مهرجان الإسكندرية الـ35

مدحت عاصم

أُقيمت علي هامش فعاليات الدورة الـ35 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط ندوة لتكريم اسم المخرج الراحل محمد النجار، بحضور نجلته والإعلامي حسن زين العابدين الذي قام بتأليف كتاب عن مشواره السينمائي، وحضر الندوة الأمير أباظة رئيس المهرجان.

وشهدت الندوة حضور عدد كبير من السينمائيين منهم المخرجين علي عبدالخالق، عمر عبدالعزيز، مجدي أحمد علي، إنعام محمد علي ومحمد أبوسيف، ومديري التصوير محمود عبدالسميع، محسن أحمد، مسعد فودة نقيب السينمائين والدكتور خالد عبدالجليل، والنقاد الكبار كمال رمزي، مجدي الطيب، نعمة الله حسين، والسيناريست مصطفي محرم.

بدأت الندوة التي أدارها الناقد سيد محمود، مدير المهرجان، بكلمة للمخرج عمر عبدالعزيز الذي روى ذكرياته مع المخرج الراحل محمد النجار والصداقة التي جمعتهم عبر سنوات طويلة، كما تحدث المخرج الكبير علي عبدالخالق عن النجار قائلاً: من الممكن أن نطلق عليه الفنان أو المخرج الإنسان، لأنه يدخل قلوب الجميع بعمق وسهولة، فقد كان إنسان بكل ما تعنيه الكلمة وهذا كان يتضح في كم الأصوات التي يحصدها في انتخابات نقابة السينمائيين وكأنها مظاهرة في حب محمد النجار.

وروت الدكتورة غادة جبارة ذكرياتها مع المخرج الراحل محمد النجار قائلة: بدأت علاقتي به عندما عملت معه في أول أفلامه وهو "زمن حاتم زهران" ومن وقتها جمعتنا صداقة كبيرة، فقد كان رحمه الله شخصا محبا للحياة ومبهجا ويتسم بخفة الدم، وعندما توفي لم أصدق الخبر و أتذكر في أزمته الصحية العام الماضي عندما نقل للعناية المركزة وفي عز تعبه داعبني بخفة دم وطلب مني أن أحضر له طعاما في غرفة العناية المركزة.

أما الناقد أشرف بيومي فأكد أن النجار كان مخرجا متميزا والجميع تنبأ له بمستقبل كبير بعد أن قدم أول ثلاثة أفلام وهي "زمن حاتم زهران و الصرخة" و"الهجامة"، كما أشاد مسعد فودة نقيب السينمائيين بمحمد النجار الإنسان والذي وصفه بالفارس الشهم، فعندما كان بلجنة القيد بنقابة السينمائيين لم يكن لديه أي مشاكل نفسية أو مهنية مع أي متقدم، وعلى المستوي الإنساني كان يعتبره أخا وصديقا وكان دائم الابتسامة وصاحب موقف ويعرض وجهة نظره بمنتـهى الود والاحترام مع من يختلف معهم في الرأي.

وقالت المخرجة إنعام محمد علي أنها لم تجمعها مع النجار مواقف شخصية لكنها دائماً كانت تراه إنسانا طيب القلب ويحب الجميع ويمتص غضب الآخرين بكل حب ومن المخرجين أصحاب الشخصية الذين لا يفرض النجوم أراءهم عليهم.

وعقب الندوة قام الأمير أباظة بتسليم نجلة المخرج الراحل محمد النجار درع تكريم مهرجان الإسكندرية كما سلمها المخرج مسعد فودة ميدالية طلعت حرب رمز نقابة السينمائيين.

 

####

هاشم النحاس: واجهت صعوبات كثيرة في البحث وظللت عام كامل أعمل على أول مقالاتي

مدحت عاصم

انتهت ندوة "تجربتي في النقد" التي أقيمت عل هامش فعاليات الدورة 35 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، والتي تحدث خلالها الناقد هاشم النحاس في حضور بعض صناع السينما وعلى رأسهم المخرجين علي بدرخان، إنعام محمد علي وعادل اديب.

وتوجه هاشم النحاس في بداية كلامه بالشكر للمهرجان ورئيسه الأمير أباظة، وأكد أنه كان سعيد الحظ لأن فترة شبابه كانت في أواخر الخمسينيات والستينيات، موضحاً أنها كانت مرحلة حيوية لمصر، وكانت هناك مناقشات حامية حول الفن وكانت تصدر في تلك الفترة العديد من الكتب الهامة، كما أنه كان يوجد العديد من المجلات التي فادته في تفكيره وشخصيته.

وأضاف أن حبه للسينما بدأ عام 1958، وكان وقتها لديه بعض قواعد النقد الأدبي والثقافة الأدبية التي ساعدته في فهم السينما و الأفلام، حيث بدأ تعامله مع السينما كـ هاوي، وأكد أنه بدأها بداية ثقافية من خلال ندوة الفيلم المختار التي أسسها يحيى حقي لكي يدرب الشباب على مواجهة الميكروفون ومناقشة الأفلام.

وأكد النحاس أن أول مقال نُشر له كان عام 1963 في مجلة "المجلة"، لأنه كان مقال بحثي كبير تم نشره على جزئين، مشدداً على أنه واجه صعوبات كثيرة في هذا البحث المقالي، حيث أنه عكف سنة كاملة لخروج هذا المقال للنور.

في النهاية فأنا حصلت علي فرصة أن أتعلم كيفية كتابة الأعمال وغيرها، ولكنها كانت مرحلة صعبة لعدم توافر المعلومات، والبحث وقتها كان شاق، أما حالياً أصبح الأمر سهلاً وبسيط للغاية، فمن خلال الإنترنت يستطيع اى شخص أن يتعلم ما يريد.

 

####

المنتجة الفرنسية ماري فرانس تتسلم درع تكريم النجمة ناتالي باي في ختام "الإسكندرية السينمائي"

مدحت عاصم

قررت إدارة مهرجان الإسكندریة السينمائي لدول البحر المتوسط برئاسة الناقد الأمير أباظة تسليم المنتجة الفرنسية الكبيرة مارى فرانس بيرير درع تكريم النجمة الفرنسية "ناتالى باى" التى اعتذرت عن حضور حفل تكريمها بالدورة ال35 لأسباب صحية، حيث كان من المقرر تكريمها فى حفل الختام 13 أكتوبر المقبل.

ومن جانبها أرسلت النجمة الفرنسية ناتالي باي رسالة لإدارة المهرجان مع المنتجة الفرنسية الكبيرة مارى فرانس بيرير، معبرة عن حزنها الشديد لعدم قدرتها على الحضور لإصابتها بأزمة صحية مفاجئة والتي نقلت على إثرها إلى المستشفى، ونصحها الطبيب المعالج بعدم السفر خلال هذه الفترة لإصابتها بحساسية شديدة بالصدر.

وأكدت ناتالي أنها كانت ترغب في زيارة مصر، التى تحبها كثيرا، متمنية من إدارة المهرجان أن تكون موجودة بالدورة القادمة ،خاصة لما سمعته عن مصر عموما ومدينة الإسكندرية بشكل خاص.

ناتالي باي هي ابنة للمخرج رسان بوهيمي، وبدأت أولى خطواتها الفنية عام 1972 بعد أول لقاء بينها وبين فرانسوا ترافو حيث قدم لها دور في فيلم "الليلة الأمريكية"، ثم أسند إليها سلسلة من الأدوار المهمة منحتها المزيد من الشهرة مثل "الرجل الذي يحب النساء" و "الغرفة الخضراء" عام 1978.

عملت ناتالي أيضًا مع مخرجين آخرين هم بيالا في فيلم "أفواه مفتوحة" عام 1974 و جودارن الذي أسند لها دورًا في فيلم "أنقذ من يستطيع الحياة" و الذي حصلت من خلاله على جائزة سيزرلأفضل دور ثان عام 1981. ثم توالت أعمالها حيث شاركت في "أمر غريب" و الذي زاد من شعبيتها و انتشارها كنجمة كوميدية هادئة ذات ابتسامة جميلة. كما قام عام 1980 ببطولة فيلم "أسبوع من الإجازة".

أما عن أنجح أعمالها في هان 1982 فكان فيلمي "عودة من حرب مارتين" و "الميزان".

ثم ازدادت ناتالي نجاحًا عند انضمامها لى فيلم "بوب سويم" و الذي حصلت من خلاله على جائزة سيزر أحسن ممثلة عام 1983.

حصلت أيضًا على جائزة أحسن أداء وأحسن دور عن دورها في فيلم "شأن خاص" عام 1999.

ثم بدأت في تحقيق نجاح على المستوى الدولي عندما قامت بدور الأم لليوناردو دي كابريو في فيلم "امسكني إن استطعت" لستيفين سبيلبيرج.

عملت ناتالي أيضًا مع الأجيال الشابة من المخرجين حيث جسدت دور السيدة الضعيفة في فيلم "الأحاسيس" لنيومي لوبوفسكي. كما شاركت في فيلم "الحياة تنتظرك" لتيري كليفا و فيلم "الملازم الأول" عام 2005 لكافنيير بوفوا.

و استمرت في العمل بذكاء حيث نجدها في تريلر فيلم "العملية اس ك 1" و تريلر فيلم "الإرادة" في عام 2015.

في عام 2016 اشتركت مع المخرج الشهير كسافيه دولان في فيلم "إنها فقط نهاية العالم".

في عام 2017 عملت أيضًا مع كسافيه بوفوا في فيلم "الحراس" حيث مثلت مع ابنتها لورا سميت.

منذ 2015 اتجهت الفنانة ناتالي إلى الأعمال التليفزيونية حيث مثلت في عام 2018 في مسلسل "كانال" و "نوكس" للمخرج مبروك المشري، كما انضمت عام 2019 لفريق عمل مسلسل "الجريمة" للمخرج فريدريك مرمود الذي عُرض على شبكة نيت فليكس.

 

بوابة الأهرام في

11.10.2019

 
 
 
 
 

صور.. مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم صناع "الممر"

كتب: الوطن

كرمت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي أسرة فيلم "الممر"، مساء أمس، داخل أحد الفنادق الكبري بالإسكندرية، بحضور المنتج هشام عبدالخالق والفنانين محمد فراج ومحمد جمعة.

هشام عبدالخالق: قدمنا "الممر" لتوعية الأجيال الجديدة

شكر المنتج هشام عبدالخالق إدارة المهرجان، على عرضها للفيلم ولقائه بالجمهور السكندري عن قرب، الذي لمس فيه مدى استقبال الفيلم بحفاوة كبيرة، مؤكدا رغبة فريق العمل في التواجد ولكن ظروف تصوير منعتهم من ذلك، بالإضافة لعدم تمكن المخرج شريف عرفة من الحضور بسبب سفره لأداء العمرة.

وأوضح أنه كان يتمنى إنتاج عمل يقدم بطولات وتضحيات الجيش المصري عن فترة حرب الاستنزاف منذ سنوات طويلة، لأن الأجيال الجديدة لا تعرف شيء عن هذه الفترة، ومن هنا جاءت فكرة "الممر"، "وبالفعل عملنا عليه منذ عام 2016 ومر بالعديد من التحديات حتى أصبح على الشاشة، فلولا دعم القوات المسلحة لما خرج هذا الفيلم للنور".

محمد فراج: الفيلم يقدم رسالة وطنية ومشاركتي فيه وسام على صدري

وقال الفنان محمد فراج، إن مشاركته في الفيلم بمثابة وسام على صدره لأنه كان ضمن فريق هذا العمل العظيم، خاصة أنه يقدم رسالة وطنية وفنية في توقيت حساس ورغم الصعوبات التي مروا بها اثناء التصوير إلا أنهم كانوا يقدموها بحب شديد.

وقال الفنان محمد جمعة، إن الفيلم أكد الدور الوطني الذي قام به أهل سيناء في حرب الاستنزاف، حيث كانت هذه الفئة مهمشة دائما في الأعمال الفنية، مؤكدا أنه كان حريص على خروج اللهجة السيناوية بشكل صحيح، وهذا جعله يبذل مجهود كبير مع مصحح اللهجات في حفظ اللهجة.

وفي نهاية الندوة، سلم الناقد الأمير أباظة رئيس المهرجان، درع تكريم مهرجان الإسكندرية لصناع الفيلم، كما كرمتهم غرفة صناعة السينما برئاسة المنتج فاروق صبري ونقابة السينمائيين، برئاسة مسعد فودة التي منحتهم قلادة طلعت حرب.

ويتناول فيلم "الممر" قصة وطنية حول إرادة جنودنا البواسل في تحويل الهزيمة إلى نصر محقق بالصبر والعزيمة وقوة التخطيط والثقة بالله، ويحكي قصة قوات الصاعقة المصرية خلال حرب الاستنزاف، ويناقش المرحلة الزمنية 1967 وحتى الأوقات الأولى من حرب الاستنزاف.

الفيلم من بطولة أحمد عز، أحمد رزق، إياد نصار، أحمد فلوكس، محمد فراج، أحمد صلاح حسني، محمد الشرنوبي، محمد جمعة، محمود حافظ، أمير صلاح الدين، أسماء أبو اليزيد، كما يضم الفنانة هند صبري، شريف منير، كما يشارك أيضًا إنعام سالوسة وحجاج عبد العظيم كضيوف شرف، ومن تأليف وإخراج شريف عرفة.

 

الوطن المصرية في

12.10.2019

 
 
 
 
 

السينما السورية تلفت الأنظار وتبث الأمل في «مهرجان الإسكندرية»

شاركت بـ3 أفلام تتجاوز مشاهد الحرب

الإسكندرية (مصر): انتصار دردير

لفتت السينما السورية، بإيقاعها الإنساني الشجي، الأنظار إليها بقوة، عبر مشاركتها المحدودة في فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي، بعد أن ظلت لسنوات تنقل أجواء الحرب ومشاهد الدمار وجثث الموتى، مسجلة بشكل توثيقي وروائي مشاهد من الحرب التي عاشتها البلاد. أخيراً بدأت السينما السورية الخروج من هذه الدائرة، التي أدرك السينمائيون أنه لا بد من تجاوزها، ورصد انعكاساتها على الإنسان، وبث الأمل، وترميم النفوس التي تعرضت مثل المباني للكثير من الدمار.

ففي ظل ظروف الحرب والإرهاب التي عاشتها سوريا، كان الحديث عن السينما يعد ترفاً من وجهة نظر الكثيرين، على اعتبار أنه «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»، لكن السوريين رغم كل شيء يدركون أهمية الشريط السينمائي الذي يوثق ويسجل ويرصد أحوال الناس، ويعد دليلاً وبرهاناً على وقائع تلك الأيام، لذا فلا عجب من أن يواصل السينمائيون السوريون عملهم بكفاءة واقتدار، وأن ينفعل المبدعون فيها فيصرون على الاستمرار مستخدمين سلاحهم بالكاميرا والصورة لتأكيد مواقفهم، بل تصبح الحرب رغم بشاعتها وقوداً لإبداعاتهم، لذا لم يخل مهرجان سينمائي عربي أو غربي من حضور سوري لافت بأفلام متميزة لا تتخذ من الظروف القاسية في الإنتاج والتصوير مبرراً لتقديم أعمال دون المستوى، بل تتفوق عناصرها وتتكامل فنياً بشكل مثير.

وفى مهرجان الإسكندرية السينمائي الـ35، كانت السينما السورية حاضرة بقوة بأفلامها ونجومها في مسابقات المهرجان وفعالياته. ففي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة لدول البحر المتوسط، شاركت السينما السورية بفيلم «درب السماء» للمخرج جود سعيد، وبطولة أيمن زيدان، وصفاء سلطان، ومحمد الأحمد، ويطرح الفيلم قضية زياد مدرس اللغة العربية، الذي يجد نفسه وحيداً في مواجهة الحرب التي أجبرته هو وعائلته على النزوح واحداً تلو الآخر، لتتباعد بينهم المسافات، وما بين الموت والموت تزدهر بسمة الحياة ويبقى وميض الأمل. وكان جود سعيد قد رصد في أفلامه القصيرة والطويلة كثيراً من وقائع الحرب، وحصل فيلمه «مرة أخرى» على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان سان فرانسيسكو، كما يشارك المخرج محمود خليل أحمد في مسابقة الأفلام الوثائقية بفيلم «رثاء الأم»، الذي يتعرض لقصة زوجين شهدا الأيام الأربعة الأخيرة قبل سقوط مدينتهما الكردية، ويعملان على رصد وتوثيق التفاصيل اليومية لحياتهما وحياة الناس بالمدينة من خلال كاميرا متواضعة لينقلا الحقيقة إلى العالم.

وفى فيلم «الاعتراف» للمخرج باسل الخطيب الذي عرض أول من أمس، ضمن الأفلام التي تتنافس على جائزة «مسابقة نور الشريف للأفلام العربية»، ينأى مخرجه تماماً عن مشاهد الحرب والدمار، ويقدم رؤية هادئة للأحداث، فيأخذنا إلى منطقة ريفية تبدو فيها الجبال وقد كساها اللون الأخضر، وما بين الماضي والحاضر تدور أحداث الفيلم خلال زمنين مختلفين، الأول مطلع الثمانينيات، حيث واجهت سوريا الجماعات التكفيرية، والثاني في 2016، حيث تفجرت جرائم هذه الجماعات الإرهابية، وذلك من خلال بطله الفنان الكبير غسان مسعود في واحد من أجمل أدواره «أبو جاد»، حيث يضطر لإيواء امرأة وطفلها في بيته بعد أن اكتشفت أن زوجها ينتمي لجماعة «الإخوان»؛ لكن هذا العمل الإنساني يدفع ثمنه باهظاً، وبعد سنوات تعود ابنة هذه السيدة، لتبحث عن حقيقة أمها لدى أبو جاد، وتفجر مواقف عديدة. شارك في بطولة الفيلم محمود نصر، وديما قندلفت، وكندة حنا، وروبين عيسى التي جسدت شخصية زوجة الابن. وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «الفيلم لم يحك عن العنف، لكن الأزمات التي عشناها، والتي لها ذيول عديدة متمثلة في جماعات الإرهاب التي تسعى لقتل الروح السورية المتسامحة؛ والفيلم يؤكد بقاء الأب راسخاً، رغم أهوال الحرب وفقد الأبناء».

لم تتوقف السينما السورية في أي وقت رغم ظروف الحرب، فليس بالسلاح فقط تدار المعارك، وأكدت رشا بركات، مسؤول التوزيع بالمؤسسة العامة للسينما في سوريا لـ«الشرق الأوسط»، أن «الإنتاج السينمائي في سوريا ازداد بعد الحرب، كنا ننتج فيلمين طويلين، ارتفع العدد إلى أربعة أفلام سنوياً، تمولها بالكامل مؤسسة السينما، كما ننتج عشرة أفلام قصيرة، واستحدثنا برنامجاً لدعم أفلام الشباب لإنتاج 30 فيلماً قصيراً سنوياً»، مضيفة أن «دور العرض السينمائي تشهد إقبالاً كبيراً من الجمهور السوري العاشق للسينما».

 

الشرق الأوسط في

12.10.2019

 
 
 
 
 

«ست الحبايب» يخطف مشاعر كبار السينمائيين بمهرجان الإسكندرية

إنعام محمد علي: قصص أبطال الفيلم تصنع فيلم روائي طويل

بوابة أخبار اليوم

دقائق قليلة، ولكنها تحمل في طياتها معان عظيمة لأمهات كافحوا وناضلوا من أجل ابنائهم ليصلوا بهم لبر الأمان، ملحمة فنية تسجيلية لمدة ٧ دقائق تحكي قصص الأمهات الثلاث، وبعدها انهالت التصفيقات داخل صالة العرض يصحبها دموع العديد من الحاضرين.

فيلم "ست الحبايب" المشارك بالمسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط من إنتاج وزارة التضامن الاجتماعي وإخراج مهند دياب مستشار التوثيق المرئي بالوزارة.

وتم العرض بحضور الحاجة نوال خفاجة الحاصلة على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية ولقب الأم المثالية للأشخاص ذوي الاعاقة علي مستوي الجمهورية وهي إحدي بطلات العمل التسجيلي، بالإضافة إلي نخبة من ألمع صناع السينما المخرج الكبير علي بدرخان والمخرج الكبير علي عبد الخالق ومدير التصوير المبدع محسن احمد والمخرجة الكبيرة انعام محمد علي ولفيف من النقاد والسينمائيين والذين أشادوا جميعا بجودة الفيلم الفنية ومضمونه الإنساني العميق.

يذكر أن الوزارة استطاعت أن تحصد العديد من الجوائز من خلال مشاركتها في مختلف المهرجان المحلية والدولية، منها جائزة أفضل فكرة بمهرجان دلهي السينمائي بالهند، وجائزة أفضل موضوع بمهرجان طنجة بالمغرب ومنها من شارك بركن الفيلم القصير بمهرجان كان السينمائي الدولي.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

12.10.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004