طلقات تحذيرية فى ندوات المكرمين بمهرجان الإسكندرية:
السينما المصرية ترجع إلى الخلف
كتب: المصري
اليوم
قضايا ومشاكل السينما المصرية طرحتها وفجرتها ندوات
المكرمين بمهرجان الإسكندرية السينمائى في دورته الـ35.. لأول مرة منذ
سنوات تخرج الندوات التكريمية عن الخط المرسوم لها على مدار عمر المهرجان
وتتحول إلى مطالبات بعقد مؤتمر للسينمائيين يطرحون فيه مشاكلهم للخروج
بتوصيات لتقديمها إلى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء خاصة بعد نجاح
تجربة فيلم الممر وللمساهمة في خروج صناعة السينما من عنق الزجاجة وتقديم
أعمال تضم أجيالا مختلفة من السينمائيين تكون على نفس مستوى الممر تجمع
حولها كل فئات الشعب المصرى.
ورغم أن لغة الحوار المباشر بين الفنان والجمهور غابت تماما
عن ندوات هذا العام إلا أنها كانت أيضا بمثابة طلقات تحذيرية أطلقها
الفنانون للمطالبة بعودة زمن الفن الجميل وضرورة إنتاج أعمال تحمل فكرا
ووعيا وتنويرا للعقل المصرى حتى تكون سلاحا ضد الإرهاب.
وفى ندوة تكريم الفنان محمود قابيل تحولت من مجرد ندوة
تكريمية يستعرض فيها قابيل مشواره الفنى خاصة السينمائى إلى ندوة لمناقشة
أزمات ومشاكل صناعة السينما. الندوة أدارها رئيس المهرجان الأمير أباظة
والناقدة انتصار دردير، وسط حضور سينمائى كبير ضم الفنانة إلهام شاهين،
والمخرجة إنعام محمد على، وإيناس الدغيدى، والمخرج على عبدالخالق، والمنتج
فاروق صبرى، والسيناريست مصطفى محرم والسيناريست فيصل ندا، والفنان أحمد
وفيق، والمنتج محسن علم الدين، والمخرج محمد عبدالعزيز، والفنانات وفاء
عامر، ونشوى مصطفى، ومنال سلامة، والمخرج عادل أديب والمهندس أسامة الشيخ.
من جانبه وجه الفنان محمود قابيل الشكر للمهرجان وإدارته
على تكريمه معبرا عن حبه للإسكندرية التي نشأ بها، والفضل لما وصل إليه في
حياته يعود إلى المؤسسة العسكرية، وأشار إلى أن الفن يمر الآن بفترة حرجة
يطلق عليها عسكريا «فترة تعبوية» لإعادة تنظيم القوات وستتغير هذه الحالة
عندما تعود قيمة المخرج ويسترد المنتج شجاعته إلى العمل الفنى ويصبح المخرج
هو القائد للعملية الفنية.
وأكد المخرج الكبير على عبدالخالق أنه التقى وزيرة الثقافة
عقب حفل افتتاح المهرجان وطالبها بضرورة إعادة النظر بالنسبة لصناعة
السينما، وقال إن محمود قابيل يهتم بأدق التفاصيل في مذاكرة أدواره وهو ما
لمسه في أعمال جمعتهما مثل مسلسل «نجمة الجماهير» الذي قدمه أمام إلهام
شاهين، وفيلم «يوم الكرامة» الذي يعتبره من الأدوار الصعبه لأنه كان يتحدث
باللغة العبرية.
وضمت الفنانة إلهام شاهين صوتها لقابيل مؤكدة أن سيطرة نوع
واحد من السينما على الساحة وهى أفلام الأكشن ما هو إلا تقليد للسينما
الأمريكية، مطالبة بعودة الفن الحقيقى وروت إلهام ذكرياتها في الأعمال التي
شاركت فيها محمود قابيل مثل «لحم رخيص، دانتيلا، نجمة الجماهير» وأطلقت
عليه ملك الرومانسية وآخر الرجال المحترمين.
وتحدثت المخرجة إيناس الدغيدى عن بداية علاقتها بمحمود
قابيل عندما كانت مساعد مخرج في فيلم «وادى الذكريات» الذي قامت ببطولته
شادية مشيرة إلى أن كل نساء الفيلم يحبونه.
وكشفت «الدغيدى» عن أنها كانت السبب في زواج قابيل من
صديقتها واستمرت علاقة الصداقة بينهما حتى الآن، مشيرة إلى أنه لا يعرف
الانهزام وهذا واضح في كل المعارك التي دخلها والمشاكل التي واجهته في
حياته.
وأضافت الدغيدى أن محمود قابيل يعوض أدوار الجراندات التي
اختفت في السينما بل وأصبح هناك صعوبة في إيجاد فنان نجم يقدم دور الأب،
مؤكدًة على أنه رغم عمله بالفن سنوات طويلة إلا أنه مازال خجولا في الوقت
الذي يزيل الفن الخجل من داخلنا.
واقترحت المخرجة عقد مؤتمر للسينمائيين على أن تقدم توصياته
لرئيس الوزراء للعمل على إنقاذ الصناعة.
وقال المنتج فيصل ندا إن الحكومة مسؤولة عن إعادة السينما
إلى سابق عهدها وأن تعيد إليها قوتها من جديد، ومن جانبه أكد الناقد الأمير
أباظة أنه سيجهز لمؤتمر عام للسينما المصرية يشارك فيه صناع السينما من
كافة الأجيال المختلفة على أن يتم تنظيمه تحت مظلة الجمعية المصرية لكتاب
ونقاد السينما
وفى ندوة تكريم الفنان محمد فاضل أكدت الفنانة فردوس
عبدالحميد، أن فاضل لم يجاملها بإسناد أدوار البطولة في أعماله لها، وقالت
إن فاضل أنانى في عمله لا يجامل فيه أحدا وهو ما أكده المخرج أشرف فايق، أن
فاضل لا يجامل من يعملون معه حتى في طاقم الإخراج الذي يعاونه.
وقالت الفنانة إلهام شاهين إنها تدين بالولاء للمخرج الكبير
في نجاحها ووصولها إلى أدوار البطولة المطلقة بعد ظهورها معه في مسلسلى أخو
البنات وقال البحر، حيث اتصل بها الفنان الكبير عادل إمام ورشحها لمشاركته
بطولة فيلم الهلفوت.
وأشار المخرج على عبدالخالق إلى صعوبة جمع المخرج بين
النجاح التليفزيونى والسينمائى لكن فاضل نجح في أعماله التي قدمها للشاشتين
الصغيرة والكبيرة، وقال: إن المخرج الناجح هو من يختار موضوعا شيقا لطرحه
واختيار طاقم العمل معه وأن يحافظ على إيقاعه وفاضل هو واحد من المخرجين
القلائل الذي حافظ على هذه المعادلة سينمائيا وتليفزيونيا. |