قابيل: لا أصدق أن مخرجين بحجم على عبدالخالق وإيناس
الدغيدى يجلسون فى بيوتهم بلا عمل
خرجت ندوة تكريم الفنان محمود قابيل بمهرجان الإسكندرية
السينمائى عن مسارها الطبيعى، وتحولت المناقشة فيها إلى أحوال الفن
والفنانين، وانتهت بصرخة استغاثة من أهل الفن للمسئولين بالدولة لسرعة
إيجاد حلول ﻹنقاذ الفن المصرى، وفنانون يعانون البطالة، التى اضطرت الكثير
منهم للعمل بوظائف لا تليق بهم كمبدعين.
رفض صاحب الندوة الفنان محمود قابيل الحديث عن نفسه للجمهور
الندوة، فيما حرص على الحضور أيضا مجموعة كبيرة من أهل الفن، وقال قابيل
إنه ليس لديه ما يقوله يزيد عما قاله الناقد الأمير أباظة، رئيس المهرجان،
الذى شارك فى إدارة الندوة، أو ما قالته الكاتبة انتصار درديرى مديرة
الندوة ومؤلفة الكتاب الذى يرصد مشواره الفنى، ويحمل اسم «محمود قابيل..
وتبقى الذكريات»، مؤكدا أنه يهتم أكثر بالحال الذى آل إليه الفن حاليا،
خاصة أنه يؤمن بأن الفن لن يزدهر إلا بالحرية.
وتابع قابيل: «أعلم أننا نمر بفترة صعبة، أحب وصفها بنفس
المصطلحات التى كنا نستخدمها فى الجيش المصرى، وهى فترة تعبوية ﻹعادة تنظيم
القوات، ولكن أتمنى أن تنتهى سريعا، فنحن فى أمس الحاجة لإعادة قيمة المخرج
كقائد للعمل الفنى، لأننى شعرت بانزعاج شديد حينما عدت أخيرا من أمريكا
وعلمت أن أحد النجوم المتصدرين للساحة الأن هو الذى يختار المخرج الذى
يتعاون معه».
ووصف تصرف هذا النجم بالكارثة، لأنه أدى إلى جلوس مخرجين
كبار فى بيوتهم بلا عمل.. وعلق قائلا: «لا أصدق أن مخرجين بحجم على
عبدالخالق وإيناس الدغيدى وغيرهما يجلسون فى بيوتهم بلا عمل».
وأضاف: «هناك جهات إنتاجية قادرة على صرف ملايين من
الجنيهات، وأرى أنها لو منحت هذه الملايين لمخرجين الكبار فسوف يقدمون
أعمالا لا تقل قيمتها عن قيمة فيلم «الممر»، وحان الوقت لعودة المخرجين
الكبار لأنهم هم من سينقذون الفن المصرى».
واستقبل الحضور كلمة محمود قابيل بتصفيق حار تأييدا لما
قاله، خاصة من قبل الفنانين الذين حرصوا على الحضور الندوة ومن بينهم
الفنانة إلهام شاهين، وفاء عامر، ونشوى مصطفى، ومنال سلامة، وأحمد وفيق،
والمخرجون محمد عبدالعزيز، وعلى عبدالخالق، وإنعام محمد على، وإيناس
الدغيدى، وعادل أديب، والكاتبان فيصل ندا ومصطفى محرم، والمنتجان فاروق
صبرى، ومحسن علم الدين، والمهندس أسامة الشيخ.
وتضامنت الفنانة إلهام شاهين مع ما قاله «قابيل»، مؤكدة أن
هناك سيطرة نوع واحد من السينما على الساحة حاليا وهى أفلام الأكشن وهو ما
يعد تقليدا للسينما الأمريكية، وطالبت بعودة الفن الحقيقى وإتاحة المجال
لتجارب أخرى مختلفة لسينمائيين لا يستهويهم الأكشن، بينما هم قادرون على
تقديم أعمال من نوعيات مختلفة.
وروت إلهام ذكرياتها فى الأعمال التى شاركت فيها محمود
قابيل مثل «لحم رخيص، ودانتيلا، ونجمة الجماهير»، وأطلقت عليه ملك
الرومانسية وآخر الرجال المحترمين.
وأكد المخرج الكبير على عبدالخالق أن محمود قابيل من النجوم
الذى يهتم بأدق التفاصيل فى مذاكرة أدواره وهو ما لمسه فى أعمال جمعتهما
مثل مسلسل «نجمة الجماهير» الذى قدمه أمام إلهام شاهين، وفيلم «يوم
الكرامة» الذى يعتبره من الأدوار الصعبة لأنه كان يتحدث باللغة العبرية.
وأشاد المخرج على عبدالخالق بكلمة «قابيل»، والتى قال إنها
لخصت أزمة الفن المصرى فى الوقت الراهن، مؤكدا أن المخرجين الكبار يجلسون
فى بيوتهما بلا عمل بسبب اعتراضهم على طريقة العمل حاليا والتى منحت السلطة
الأكبر للنجم ليفعل ما يشاء ويتدخل فى كل كبيرة وصغيرة.
وعلقت الفنانة وفاء عامر بقولها إن كلمة الفنان محمود قابيل
كانت جرحا عميقا، مشيرة إلى أن عددا كبيرا جدا من العاملين بالوسط الفنى
اضطروا للعمل بمهن أخرى لا تتناسب مع كونهم منتمين لمهنة الفن، وذلك بسبب
البطالة والضائقة المالية التى يمرون بها.
وشددت على أهمية القوى الناعمة، وقالت إن أحد أهم أسباب عدم
سقوط مصر تحت رحمة المخربين كارهى الحياة من المنتمين للجماعات الإرهابية
هو رسوخ الفن المصرى الذى يمتد تأثيره من المحيط للخليج، وطالبت المسئولين
بضرورة الاهتمام بهذا الملف الهام لأنه مشكلة تخص قطاعا عريضا يعانى بسبب
انخفاض حجم الإنتاج.
وتحدثت المخرجة إيناس الدغيدى عن بداية علاقتها بمحمود
قابيل عندما كانت مساعد مخرج فى فيلم «وادى الذكريات» الذى قام ببطولته مع
الفنانة الراحلة شادية، مشيرة إلى أن كل نساء الفيلم كانوا يحبونه، وكشفت
الدغيدى عن أنها كانت سبب فى زواج قابيل من صديقتها، واستمرت علاقة الصداقة
بينهما حتى الآن، مشيرة إلى أنه فنان لا يعرف الانهزام وهذا واضح فى كل
المعارك التى دخلها والمشكلات التى واجهته فى حياته.
وتحدثت الدغيدى عن ازمة الفن المصرى وطالبت إدارة مهرجان
الإسكندرية السينمائى، بتنظيم ندوة لإطلاق توصيات باسم فنانى مصر موجهة
لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، توضع خارطة طريق للفن المصرى والنهوض
بالصناعة، وقالت إنها ترفض توجيه هذه التوصيات للرئيس عبدالفتاح السيسى
نظرا لحجم المسئوليات الملقاة على عاتقه.
بدأت ندوة تكريم محمود قابيل بعرض فيلم تسجيلى عن مشواره
الفنى، أعقبها كلمة رئيس المهرجان الأمير أباظة، والتى روى فيها علاقة
«قابيل» بالمهرجان، وكيف تعارفا بإحدى دوراته قبل 7 سنوات، وأكدت الناقدة
انتصار دردير أن مشوار «قابيل» ملىء بالتحديات بداية من التحاقه بالكلية
الحربية فى الوقت الذى ظن البعض أنه شاب مرفه مرورا بمشاركته فى حرب
الاستنزاف وحرب اكتوبر، ثم اكتشاف المخرج يوسف شاهين له وترشيحه لبطولة
فيلم «العصفور» أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وكذلك وقوفه أمام
كاميرا كبار المخرجين مثل حسن الإمام وهنرى بركات، ومحمد فاضل، وأشارت
لتحديات واجهها، وسفره لأمريكا وانشغاله بمشروعه العائلى وعودته لمصر
واستئناف نشاطه الفنى.
وفى نهاية الندوة قام المنتجان فاروق صبرى ومحسن علم الدين
بتسليمه درع تكريم غرفة صناعة السينما. |