يواصل المخرج الكبير محمد فاضل حواره مع «المصرى اليوم»
ويكشف في الجزء الثانى والأخير منه عن كواليس المؤامرة التي تعرض لها فيلمه
كوكب الشرق ورفعه من دور العرض بعد أيام قليلة من بداية عرضه، وقال إنه حصل
على قرض من البنك قيمته مليون جنيه، وإنه وافق على عرض صفوت الشريف وزير
الإعلام الأسبق بمشاركة اتحاد الإذاعة والتليفزيون في إنتاج الفيلم بمبلغ
150 ألف جنيه فقط.
وأضاف: إن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ليس له علاقة
بالإعلام وإنه أثناء رئاسته للجنة الدراما حذر من هيمنة الإعلانات على سوق
الدراما وعلى المحتوى الإعلامى برمته إلا أن هذه الدراسة لم تتم الاستفادة
منها، وواصل: إن المخرج كان صاحب الأجر الأعلى في العمل الفنى، وإن الأمر
اختلف في السنوات الأخيرة، وأصبح النجم هو المتحكم في مسار العمل وفى
اختيار المؤلف والمخرج ومن يشاركونه في الأدوار المختلفة وأن أجره يلتهم
نصف الميزانية المخصصة للمسلسل ويفوق راتب محافظ البنك المركزى نفسه.. وإلى
نص الحوار :
■ قلت «مافيش رقابة زمان» وهل هناك رقابة الآن؟
- حتى عام 72 ماكنش فيه وحاليا ما أعرفش فيه وألا مفيش لأنى
لم أخرج شيئا منذ 2008 والآن أنا مش فاهم حاجة وأنا ما أعرفش إذا كانت
الحاجات دى تبع الدولة أم لا ولكن على زمننا كان هناك وزير إعلام كبير نرفع
له الأمر إذا كانت هناك مشكلة فينتصر للعمل الفنى في النهاية ولا تنس
مسرحية «إنت اللى قتلت الوحش» لعلى سالم عام 1968وإخراج جلال الشرقاوى بعد
الهزيمة وكان يقول فيها إن الحاكم هو السبب فيها ولم تتعرض للمصادرة أو
المنع.
■ كونت ثنائيا ناجحا مع أسامة أنور عكاشة لنرصد محطات هذا
التعاون؟
- زمنيا وقال البحر ثم رحلة أبوالعلا البشرى وعصفور النار
والراية البيضاء وما زال النيل يجرى والنوة وأنا وأنت وبابا في المشمش ثم
أبوالعلا 90، وتعرفت عليه في طرقة مراقبة التمثيليات وكانت أشبه بالمنتدى
الثقافى وكان صديقا للمخرج الراحل فخر الدين صلاح ودخل التليفزيون من خلاله
وكان وقتها لا يزال يتلمس طريقه ولفت نظرى بأعماله مع فخر وبخاصة المشربية
وجذبنى حواره الراقى ذا المحتوى الفكرى وأعجبنى اختياره لقضايا أعماله
ووجدته مؤلفا غير تقليدى وعرضت عليه أن نتشارك في عمل واقترحت عليه تحويل
نص أنتيجون للكاتب جان أنوى فكان مسلسل عصفور النار، وكنت أخرجت أثناء
دراستى في جامعة الإسكندرية مسرحية مأخوذة عن عمل للأديب العالمى جون
شتاينبك بعنوان رجال وفئران وكنت مذاكره كويس وله رواية اسمها اللؤلؤة
أعجبتى فاستلهم الفكرة فقط فكرة الكنز الذي يكون محور صراع إنسانى وأعاد
كتابتها في مسلسل وقال البحر على نحو عبقرى.
■ حين كنت تدرس في كلية الزراعة كونت فرقة من أصدقائك وكنتم
تقدمون عروضا خيرية في دور الأيتام؟
- منذ سنوات الدراسة في المدرسة بمراحلها المختلفة وأرى دور
النشاط المدرسى لا يقل شأنا وأهمية عن النشاط التعليمى المتخصص وما أذكره
وأنا في الابتدائية قرأت هاملت في مكتبة المدرسة ترجمة خليل مطران وفتنت
بها، ثم جاء دور الدراما الإذاعية ومنها أحسن القصص تأليف محمد على ماهر
وإخراج يوسف الحطاب، فضلا عن ألف ليلة وليلة للشاعر طاهر أبوفاشا، وكنت
أتخيل وأعايش المشاهد غير الصور الإذاعية التي أخرجها محمد توفيق وسيد بدير
ومحمود السباع وكل ذلك استقطبنى، فضلا عن الأحاديث الإذاعية للقامات
الفكرية إذن فهناك إعلام ومدرسة فلما التحقت بمدرسة رأس التين الثانوية كان
بها مسرح وكانت في الأصل مدرسة إيطالية وكانت تقيم كل سنة حفلة مسرحية وكان
يشرف عليه مدرس اللغة العربية فكنا نقدم العروض بالعربية الفصحى وتعرفنا في
هذه المرحلة على شكسبير وتشارلز ديكنز من خلال مدرس الإنجليزية وأذكر أننى
استثمرت دراستى في مادة العلوم على فكرة العدسات وكنا نشترى شرائط الأفلام
القديمة من بائع الروبابيكيا حتى إننى صنعت ما يشبه العدسة فإذا بى أرى
فيلم أولاد الذوات مثلا وكان لدينا إذاعة مدرسية في الثانوى كانت تواصل
نشاطها في الصيف لأهل الحى وأنا كنت أعد برنامج هذه الإذاعة فكونت فرقة
مسرحية مع أصدقائى وكنا نؤدى فصولا مسرحية في الصيف مما يؤكد على أن الفن
رسالة لكن اختفى دور الكشاف تماما حيث كانت الأنشطة مكتبات وفرق مسرح فضلا
عن دور رائد مسرحى مثل زكى طليمات.
■ كنا قد تحدثا في سياق حوارنا عن الأجور في فترة
السبعينيات فكيف ترى المنطق الذي يحكمها حاليا؟
- أذكر أيضا أننى حين أخرجت عملا لقطر في عام 1977 اسمه
العيب كنت أتقاضى أكثر من كل الممثلين ومنهم عزت العلايلى ويوسف شعبان
وزيزى البدراوى وفى بابا عبده تقاضيت أجرا أعلى من أجر عبدالمنعم مدبولى
وكان هناك ما يشبه القاعدة، وأذكر أننى أخرجت عملا بعنوان احترق القناع
وكان عمل أبيض وأسود تأليف فتحى زكى وكان أول ظهور لمحمود قابيل ومن بطولة
نور الشريف وتقاضيت أجرا أعلى منه وأذكر أننى أرسيت قاعدة آنذاك وهى ضرورة
أن يكون أجر المؤلف يعادل أجر المخرج وكان المخرج هو صاحب الأجر الأعلى في
العمل، وظللنا على هذا المبدأ لوقت طويل كان فيه المخرج صاحب الأجر الأعلى
أو يتساوى مع بطل العمل وحاليا المسائل انقلبت رأسا على عقب فقديما كانت
المعادلة في العمل الفنى المؤلف المخرج المنتج أما الآن فإن المعادلة تبدأ
من الممثل بطل العمل.
وهو الذي يختار النص ويحدد المشاركين معه ويحدد الأجر حتى
لو لم يكن قرأ العمل ويفرض شروطه على المخرج والمنتج فتكون النهاية أن يحصل
النجم على نصف ميزانية العمل كله وأحيانا يعدل في النص ليستأثر بالمساحة
الأكبر في الظهور وهو محور العمل كله ويتقاضى أكبر أجر في مصر وأعلى من
مرتب محافظ البنك المركزى، فالقانون لا ينفذ في مصر نحن في كارثة قومية وهى
أن الإعلان يسيطر على العمل الفنى بل وعلى كل المواد الإعلامية وعلى فكرة
كل الإعلانات لا تحقق في مجملها العائد المنفق على العمل وحين كنت في لجنة
الدراما فيما يسمى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والذى ليس له علاقة
بالإعلام عملنا دراسة علمية عن الإعلان في الدراما التليفزيونية في العالم
من الصين واليابان شرقا حتى أمريكا غربا مرورا بالاتحاد الأوروبى وبريطانيا
وقالت الدراسة أن الصين في يناير 2012 أصدرت قانونا بمنع الإعلانات من قطع
الدراما وذهبت لبى بى سى وحصلت على تقرير بقواعد بث الإعلان مافيش قطع قبل
45 دقيقة يعنى حلقة الدراما مرة واحدة وفى الفيلم مرة واحدة وفى أمريكا-
بلد الحريات والرأسمالية – ممنوع القطع غير مرتين والمرة لا تزيد على
دقيقتين إلى 3 دقائق وتكون محددة سلفا من المؤلف والمخرج وهناك أيضا لجنة
في الكونجرس أصدرت قرارا بمنع إذاعة إعلان خلال العمل الدرامى الذي يشارك
فيه نجم العمل الدرامى الذي يتم بثه ولدينا إعلانات لها طابع التمثيل فتبدو
لك وكأنها جزء من العمل، طيب ما يسمى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قانونه
يتضمن مادة صريحة بمسؤوليته عن تنظيم المواد الإعلانية وفق المعايير الدولة
لدينا قانون لكنه لا يتم تنفيذه وأنا أتحدى- مع احترامى لكل ما يقال حاليا
عن تنظيم الإعلام أنا كمواطن بسيط – أتحدى أن تتحقق تنمية بشرية وتغيير
للوعى الجمعى دون وجود وزير للإعلام ودون وجود مساعد لرئيس الجمهورية
للشئون الثقافية ودون التنسيق والتعاون بين وزارة التربية والتعليم
والإعلام والثقافة لن تتحق هذه التنمية البشرية ولو أننى أقول شيئا غير
صحيح فليناقشنى فيه من يرى عكس ذلك.
■ أقنعت هدى سلطان بالتمثيل فيديو؟
- نعم كانت في مسلسل نجم الموسم مع محمد رضا.
■ مارأيك في اختيارات يحيى الفخرانى الأخيرة؟
- هذا جيل تربى صح وجيل مثقف ونابه ونال قسطا كبيرا من
ثقافة الستينيات وعشان كده اختياراته جيدة وموفقة جدا وذلك لأن هذا الجيل
تربى فنيا صح.
■ رصيدك السينمائى قليل العدد إلا أننا نتوقف عند فيلم كوكب
الشرق حيث لم يحظ بما حظى به باقى أفلامك لماذا؟
- تعرض هذا الفيلم لمؤامرة محبوكة وقد ظلم هذا الفيلم لأنى
«ماسمعتش الكلام» فقرروا العقاب الفيلم إنتاج قطاع الإنتاج قسم الإنتاج
السينمائى ووقعت أنا وكاتب السيناريو إبراهيم الموجى وتقاضينا عربونا عليه
أثناء وجود ممدوح الليثى ثم ترك موقعه عام 1996 وجاء المخرج يحيى العلمى
وظل يؤجل في المشروع، وإذا بى أقرأ خبرا عن إعداد مسلسل عن أم كلثوم ولم
تكن تمت كتابته بعد فذهبت لوزير الإعلام صفوت الشريف وقلت له إننا وقعنا
عقدا على الفيلم بعد ناصر 56 وكنت ظهرت في برنامج مع الأستاذ مفيد فوزى في
عام 1981 تقريبا بعد وفاة أم كلثوم عام 75 وقلت أنا بصدد التحضير لمسلسل عن
أم كلثوم تأليف أسامة أنور عكاشة وكنا قد بدأنا نفكر في بداية الثمانينيات
وهناك غلاف لفردوس عبدالحميد عن هذا الموضوع الوقت فات وانشغلت أنا وأسامة
ثم عاودنا المشروع عام 1996، وحين قابلت صفوت الشريف قال لا مانع من وجود
فيلم ومسلسل عنها وأم كلثوم تستحق هذا ثم نقرر أيهما يذاع أولاً، وكان أمين
بسيونى آنذاك رئيس مجلس الأمناء وقع على ورقة الموافقة من الوزير ولدى هذا
القرار ثم فوجئت بالمخرج يحيى العلمى يقول في تصريح أو بيان صحفى يقول فيه
إنه لا يعلم شيئا عن فيلم أم كلثوم وما يعرفه فقط هو أن هناك مسلسلا عن أم
كلثوم، فإذا بى أحاول مع منتجين ومنهم نجيب ساويرس ثم قررت أن أكون شركة
إنتاج لإنتاج الفيلم وعند افتتاح مسرح محمد صبحى في سينما راديو كان صفوت
الشريف موجود وسألنى ما هي أخبار فيلم أم كلثوم فقلت له مستمرين وسأقوم أنا
بالإنتاج فقال هاتفلس يا محمد وطلب منى الذهاب إلى عبدالرحمن حافظ، رئيس
مجلس الأمناء ونشارك معك مثلما شاركنا في فيلم الآخر ليوسف شاهين فإذا
بعبدالرحمن حافظ، وكانت درية شرف الدين حاضرة هذا اللقاء وكانت آنذاك رئيس
قطاع الفضائيات يقول لى سنآخذ منك السيناريو نتعاقد عليه ونعمله في الوقت
اللى إحنا عايزينه وقلت له شكرا ونزلت أنا وفردوس على البنك الأهلى وكان
وقتها الاقتصادى محمود عبدالعزيز هو مدير البنك آنذاك وحصلنا على قرض 2
مليون جنيه وأنجزنا الفيلم وحضر العرض الخاص ممدوح الليثى والموزع محمد حسن
رمزى الله يرحمه ويسامحه وقررت عمل اكساج في تشيكوسلوفاكيا وسألنى محمد حسن
رمزى كم نسخة سنعرضها فقلت له 15 نسخة فإمكانات الإنتاج لا تسمح فقال لا لا
ينفع أقل من 30 نسخة واتفقت مع دور العرض على 30 نسخة فطبعت 28 نسخة ودفعت
جمارك وعملت عرضا خاصا حضره فاروق حسنى ومحافظ القاهرة والدكتور مفيد شهاب
والدكتور على الدين هلال وأسرة أم كلثوم كان ذلك في سينما التحرير وتكلفت
حملة الدعاية حوالى ربع مليون جنيه فإذا بى أرى في إعلانات التليفزيون تعلن
عن إذاعة فيلم الآخر بعد أسبوع في نفس دور السينما وكأنه تم الحكم على
الفيلم بمدة عرض أسبوع واحد إلا أن مدير سينما التحرير قرر الاستمرار في
عرضه وحقق إيرادات له واتصلت بمحمد حسن رمزى أسحب منه الفيلم وطلب منى رمزى
إرسال فاكس له بعد مكالمتى معه بأننى انسحبت وبعت الفيلم لشركة اتحاد
الفنانين بعقد إذعان لمدة 99 سنة لأسدد القرض وذهبت فردوس عبدالحميد لزكريا
عزمى تشكو إليه فكلم صفوت الشريف فقال له يجولى وكانت وقتها فترة انتخابات
رئيس الجمهورية وسألنا انتخبنا أم لا قلنا ليس بعد فطلب منا النزول إلى
حضانة بجوار التليفزيون لندلى بأصواتنا ويتم تصويرنا وقال سنتعامل معكم
مثلما تعاملنا مع يوسف شاهين وأنه سيتحمل نصف الميزانية ونحن سنتحمل النصف
واتصل بعبدالرحمن حافظ وأفاده بالموضوع وذهبنا إلى عبدالرحمن حافظ والذى
قرر تشكيل لجنة مؤلفة من يحيى العلمى وصفوت غطاس ومحمد فوزى لتقييم ميزانية
الفيلم واندهشت وقلت لهم لم التقييم وأنا لدى كل الأوراق الخاصة بالميزانية
وسلمته للضرائب فإذا بهم يقيمون مشاركتهم بـ150 ألف جنيه لمدى الحياة
واضطررت للقبول ولك أن تندهش إذا عرفت أن فيلمى شقة في وسط البلد عام
1977«لغاية النهارده بيجيبلى فلوس» ومحمد حسن رمزى ظل يسوف في العرض حتى
عرض المسلسل كنوع من أنواع العقاب.
■ كان لك مسلسل السائرون نياما المأخوذ عن رواية سعد مكاوى
لماذا لم نشاهده رغم أهميته؟
- جميل جدا أنك أثرت هذه القضية، المسلسل تم تصويره في
سوريا وتكلف 20 مليون جنيه وكلمة إهدار مال عام تنطبق على عدم إذاعته إما
أن يعلنوا أنه مسلسل غير جيد أو يقولوا لماذا لا يذيعونه وهو إنتاج قطاع
الإنتاج عام 2010 والسيناريو كتبه مصطفى إبراهيم وفكرته أن الشعب المصرى
نائم فيما كان الشعب يعد للثورة تحت الأرض ضد المماليك وأذيع مرتين ويعرض
لفكرة الفتاوى وخطر تدخل الدين في السياسة لماذا لا يذاع بدلا من مسلسلات
المخدرات المتكررة.
■ شاركت الفنانة فردوس عبدالحميد مع محمد رمضان في مسلسل
الأسطورة هل استشارتك في المشاركة من عدمها؟
- هذا المسلسل ليس به عنف إلا في أربع حلقات وأراه أشبه
بالدراما الاجتماعية والأدوار اللى عملها رمضان قبل ذلك أضرت بدوره في
«الأسطورة» وحقق رمضان نجاحا في أدائه في هذا العمل ولست وصيا على اختيارات
فردوس بل إن قبولها لهذا الدور كان قرارا صائبا.
■ كانت لك تجربتان في الإذاعة؟
- نعم مسلسلان النور والعفاريت أحدهما لمحمد الغيطى والآخر
مجدى صابر وكانا قبل 2010 في رمضانين متعاقبين.
■ تجربتك في المسرح مع فرقة الفنانين المتحدين؟
- صورت لهم مسرحيات شاهد ماشافش حاجة والزعيم وشارع محمد
على وعرضت بين السينما والتليفزيون.
■ ومارأيك في فرقة مسرح مصر والتى تبث في التليفزيون؟
- هذا ليس مسرح هذه اسكتشات مسرحية وأنا معترض على الاسم
ويجب ألا تسمى مسرح مصر، فمسرح مصر هو ما قدمه المسرح القومى والمسرح الحر
ومسرح الفنانين المتحدين وهذا النوع من الاسكتشات التي يقدمها أشرف
عبدالباقى يجب عدم تسميته مسرح مصر. |