يمثل المخرج الكبير محمد فاضل محطة مهمة وغنية في مسيرة
الدراما. هو أحد أبرز مخرجى الدراما على مدى تاريخها. وكان على رأس الجيل
الثانى بعد جيل نور الدمرداش، ومن أوائل مخرجى الدراما في رمضان. تنوعت
مسيرته بين الدراما والسينما والدراما الإذاعية. وكانت الغلبة في مسيرته
للدراما التليفزيونية.
تعاون مع كبار نجوم عصره والعصر السابق عليه، كما تعاون مع
كبار كتاب الدراما والسينما، وكانت مسيرته أشبه بمنصة فنية انطلق منها
فنانون شباب صاروا من أبرز النجوم في السينما والدراما والمسرح أيضا، ومن
هؤلاء نور الشريف وعادل إمام ويحيى الفخرانى وفاروق الفيشاوى.
هو أحد أقطاب الدراما التليفزيونية، ومن مؤسسيها منذ نهاية
الستينيات وحتى بداية الألفية الثانية. من أعماله التي أخرجها للكاتب أسامة
أنورعكاشة: أبوالعلا البشرى، وعصفور النار، وما زال النيل يجرى، والنوة،
وقال البحر، والراية البيضا، وأنا وانت وبابا.. في المشمش.
وكان مسلسله الاجتماعى «القاهرة والناس» أولى انطلاقاته
القوية. ومن الأفلام التي أخرجها «شقة في وسط البلد» و«حب في الزنزانة»
و«ناصر56» و«كوكب الشرق» الذي تعرض للاستهداف- وفق تصريحه.
ومن المقرر تكريم محمد فاضل في بلده الإسكندرية بمهرجان
الإسكندرية الدولى للسينما، 8 أكتوبر المقبل، وكان لنا معه هذا الحوار الذي
يمثل شهادة على أكثر من عصر فنى عايشه مخرجنا الكبير:
■ ما الذي يمثله لك تكريمك في مهرجان الإسكندرية السينمائى؟
- الكثير، وأشكر من رشحونى لهذا التكريم الذي سعدت به كثيرا
رغم أنه تم تكريمى قبل ذلك أكثر من مرة وسبب سعادتى أنه مهرجان عريق وهذه
دورته الـ35 كما أن هذا التكريم في بلدى الإسكندرية وتنظمه جمعية كتاب
ونقاد السينما أي متخصصون في المجال كما أن القيمة في أن جمعية كتاب ونقاد
السينما ليست كلجان جوائز الدولة معظم أعضائها موظفون فتجد اللجنة تتألف من
حوالى 35 شخصا بينهم ثلاثة أو أربعة متخصصون والباقون ليست لهم علاقة
بالفنون وإنما مندوبون عن الوزارات ولا علاقة لهم بالسينما أو الفنون، فنجد
أن المتخصصين في اللجنة لا تأثير لهم في التصويت على ترشيح الأحق بالجائزة،
ومن ثم فأطالب بإعادة النظر في تشكيل لجان جوائز الدولة في الفنون لكى يكون
الاختيار الأفضل لمن حقق إضافة في مجاله وليس الاسم «اللى فرقع». لا بد أن
تكون لجان الفنون على شاكلة جوائز الدولة في العلوم وإلا كيف تتطور الفنون
في مصر؟!
■ تخرجتَ في كلية الزراعة عام 1960 وبدأت أولى خطواتك بعد
التخرج.. كيف؟
- التنسيق انتهى بى لكلية الزراعة، ولم أحبها وما أذكره
أننى أول ما تخرجت منها وأنهيت خدمتى العسكرية في سلاح البحرية كان هناك
ديوان الموظفين ورشحنى لـ3 وظائف وكان وقتها لا بد من تعيين الخريجين في
الدولة واخترت وزارة الزراعة وتحديدا في قسم حصر الأراضى ولم يوجد في هذا
الوقت معاهد فنية مثلما ترامى إلى سمعى منذ أسابيع قليلة أن الدكتور أشرف
زكى ينوى افتتاح فرع لمعهد فنون مسرحية ومعهد سينما بالإسكندرية ومن خلال
نشاط الجامعة أثناء دراستى كان يأتى إلينا زكى طليمات ليدرس لنا المسرح
والأداء قبل حفلات منتخب جامعة الإسكندرية وكانت حفلة سنوية تقام في ختام
أسبوع شباب الجامعات وهى مسابقة مهمة بين الجامعات يحضرها رئيس الجمهورية
وطليمات كان يوفد أساتذة ليدرسوا لنا قبل بدء المسابقة، وكان منهم حمدى غيث
ودرينى خشبة ونور الدمرداش والدكتورمحمد مندور وعبدالرحيم الزرقانى ومنار
أبوهيف ونبيل الألفى ومحمود مرسى، وكان نور الدمرداش هو الذي سيخرج العمل
الخاص بمنتخب جامعة الإسكندرية عام 1956، وتعرفت إليه بعد أن خضعنا لاختبار
فنى وثقافى وكنت أتطلع للإخراج وليس التمثيل فعملت معه مساعدا ومنذ ذلك
الحين لم تنقطع علاقتنا وكان بعد تجربته معنا في الجامعة وفى السنة الرابعة
كون منا فرقة مسرحية خاصة اسمها فرقة المسرح الحديث في الإسكندرية وكنا
ندفع 20 جنيها اشتراكا، وحصلنا على مكتب وعملنا موسما صيفيا لهذه الفرقة
وكانت تضم محمد غنيم منافسى آنذاك وسيد عبدالكريم ومدحت مرسى وسميرغانم
وسميرة عبدالعزيز وغيرهم وكنا نقدم عروضا احترافية أصقلت خبرتى بالمسرح
الاحترافى.
■ ولماذا تركت العمل بوزارة الزراعة؟
- كان ذلك بعد سبعة أشهر، ولم تكن هناك استقالة، فانقطعت عن
العمل، وإذا بى أجلس في البيت لأشهر أخرى ولم يعارضنى أبى وأمى (رحمهما
الله) وقالا اللى يريحك وكان التلفزيون قد بدأ في مصر 1960 وكنت أستقل
القطار 6 صباحا، وأذهب لنور الدمرداش في التليفزيون وأعود في قطار 11 ليلا
وأعاود الكرة حيث لم يكن لدى محل إقامة في القاهرة ولم تكن هناك مسلسلات
بعد، وكان يخرج تمثيلية كل شهر وكنت أعمل بالقطعة وكنت أحصل على خمسة
جنيهات على كل نصف ساعة عمل كأجر مساعد مخرج.
■ ماذا عن أول عمل قدمته كمخرج؟
- ظللت أعمل بالقطعة كمساعد مخرج حتى جاءنى تلغرافا من نور
الدمرداش يطلب منى الحضور على الفور لأن هناك اختبارات لمسرح التليفزيون،
وذهبت وخضعت للاختبار، وكنت موفقا بفضل الخبرة السابقة، وكان السيد بدير
مدير مسرح التليفزيون منظما للغاية، وتعلمت منه هذه النظامية والغزارة
الفنية، وظللت أعمل كمدير مسرح ومساعد مخرج، مقابل 20 جنيهًا فضلا عن أجرى
كمساعد مخرج بالقطعة مع نور الدمرداش في مسلسله هارب من الأيام وخيال
المآتة وكليوباترا في خان الخليلى وكان الذين يخرجون مسلسلات للتليفزيون
أربعة أو خمسة فقط وهم إبراهيم الصحن ونورالدمرداش ويوسف مرزوق وحمادة
عبدالوهاب ولكى تكون مخرجا ومعتمدا كان يتعين إخراج عمل درامى مدتة نص ساعة
وفى عام 1964 أخرجت عملا بعنوان «والله عال» تأليف سيد موسى، ولم تكن هناك
رقابة بالمعنى الذي نعرفه أيام جمال عبدالناصر! كانت هناك إدارة مراجعة
النصوص بدليل أنها رفضت عملى هذا، وكان إبراهيم الصحن مراقب التمثيليات
وكنت عرضت عليه هذا العمل وقال لى ليه يا محمد ما تشوف عمل تانى قلت له إنه
عاجبنى جدا قال لى خلاص روح اخرجه، وأخرجته ولم يمنعنى أو يمنعنى أحد ثم
توجهت بدءا من عام 1965 للسهرات التي مدتها ساعة ونصف وأخرجت سهرة بعنوان
«شرخ في جدار الخوف» قصة محمد صدقى سيناريو وحوار عاصم توفيق، وتقول كيف
يصنع الناس الديكتاتور، ولم يمنعها أحد، ثم أخرجت سهرة أخرى مأخوذة عن عمل
لنجيب محفوظ، وكانت بعنوان «حلم» وكان موضوعها ينتقد القوانين الاشتراكية
وإشراك العمال في مجلس الإدارة باعتبارها ضحكا على الدقون وكانت بطولة
أستاذى نور الدمرداش وشارك فيها محمود المليجى وعبدالله غيث وكان هؤلاء
الكبار والقمم يحترمون كلمة المخرج حتى لو كان تلميذا لهم، فهم يعرفون يعنى
إيه مخرج ثم كانت سهرة «أبوذر الغفارى» تأليف مصطفى كامل عام 1966 ذلك الذي
قال «عجبت لمن لم يجد قوت يومه، لمَ لا يخرج على الناس شاهرا سيفه»، وإذا
بوزير الإعلام الأستاذ محمد فائق يستدعينى إلى مكتبه، ويعطينى خطابا مفاده
أن الرئيس عبدالناصر قرر منحى مكافأة 100 جنيه ومنحة إلى ألمانيا مكافأة
على جودة هذا العمل.
■ متى بدأت مشروع مسلسل القاهرة والناس؟
- أكتوبر1967 بعد عودتى من ألمانيا، استدعانى سعد لبيب مدير
عام البرامج وشوف المسؤولين كانوا بيتعاملوا مع الشباب إزاى..! طلب منى
مسلسلا اجتماعيا أسوة بمسلسل اجتماعى أمريكى اسمه بيتون بليس وبدأنا
الإعداد ثم وقعت النكسة في 1967 فتوقفنا وبدأنا إعادة صياغة مضامين المسلسل
من خلال أسرة ومواقف يومية وترك لى حرية اختيار فريق العمل فاخترت عاصم
توفيق ومصطفى كامل وكانا من كتاب الدراما البارزين والمتميزين وكونا مجلس
تحرير لمسلسل القاهرة والناس وبدأنا التحضير وكان يتعين أن يتزامن مع قضية
عامة فلما وقعت النكسة توقفنا وأعدنا النظر والكتابة في سياق يشبه تشريح
أسباب النكسة فكتبنا حلقات أشبه بالحلقات النقدية السياسية بعدما كانت
دراما اجتماعية فتحدثنا عن البيروقراطية وعدم وضع الرجل المناسب في المكان
المناسب وعن النفاق بأشكاله وكانت كل حلقة يكتبها مؤلف واحد وكل حلقة لها
موضوع محدد.
■ هل كان هذا هو الشكل الأول من أشكال الورشة الفنية؟
- لا، بالطبع «مافيش فن يتوافق مع أسلوب الورشة مفيش ورشة
لعمل إبداعى» ولا كلمة إشراف فلان وأنا أعرف كل هذه الأنماط، وإنما كان
هناك تشاور ومناقشة والمخرج ليس ديكتاتورًا ولكن حين يبدأ التصوير فلا كلمة
تعلو على كلمة المخرج.
■ هل بالفعل تعرض محتوى مسلسل القاهرة والناس للتعديل بعد
وقوع النكسة؟
- نعم، حدث هذا، وفرضته علينا الضرورة حيث بدأت أولى حلقاته
في أكتوبر 1967 وكنا نذيع حلقة كل أسبوع وتعاد في يوم آخر من الأسبوع وكنا
نجتمع كل أسبوعين لاختيار قضية نعرض لها لتكون معاصرة، عملنا حلقة عن
الانتخابات بعنوان صوتك أغلى من الدهب تزامنا مع انتخابات الاتحاد
الاشتراكى وقلنا إن من سيفوز في الانتخابات هو الذي معه المال لم يمنعها أو
يعترض عليها أحد وكان وقتها مدير ومراقب التمثيليات إبراهيم الصحن وكانت
الحلقة من المؤلف للمخرج ويتم تصويرها وتذهب للميزانية لصرف مستحقات
المشاركين ولا تعرض على الرقابة كانت تذهب فقط لمراقبة النصوص لتحصل على
الختم كاستكمال للإجراءات ليس إلا كإجراء روتينى ولم تشطب جملة وكانت هناك
حلقة بعنوان كفرالغلابة وتحدثنا فيها عما يحدث في الريف بطولة حمدى أحمد
وعبدالسلام محمد ولم تكن هناك رقابة عليها وهذه شهادتى للتاريخ وعملنا في
أعوام 1967 و1968 وعام 1969 وتوقفنا عام 1970 لوفاة الرئيس جمال عبدالناصر
ثم استأنفنا العمل في أواخرعام 1971 وكان لا بد من التغيير مجددا لمواكبة
الحدث وبدأنا العرض 1972 وعملنا حلقة اسمها أغنية للوطن تأليف عاصم توفيق
وأنجزنا 84 حلقة، ولا يوجد منها حاليا بمكتبة التليفزيون إلا 17 حلقة فقط
والباقى في مكتبات التليفزيونات العربية كالسعودية والكويت وليبيا ثم جاء
أحد فرسان الإعلام عبدالقادر حاتم وهنا قالوا بحتمية العرض على الرقابة
فرفضت وتوقفنا ثم أنجزت السباعيات.
■ أنجزت سباعية «جحا المصرى».. هل هذا بالفعل أول عمل فنى
يغنى فيه عبدالمنعم مدبولى؟
- كان هذا العمل في المسافات الزمنية الفاصلة بين حلقات
القاهرة والناس وكانت في عام 1968 وهى تأليف عاصم توفيق أيام الأبيض
والأسود ولعب بطولتها عبدالمنعم مدبولى وطرحت فكرة كيف يستطيع المصرى
بذكائه استرداد أرضه حتى ولو قوته العسكرية ليست كافية وكان يشارك في
البطولة يوسف شعبان وسمير صبرى وعقيلة راتب وأعربت عن رغبتى في الاستعانة
بملحن نوعى يتوافق مع طبيعة ومضمون العمل وكنت أريد أن يقوم بتلحين أغانيها
الشيخ إمام الذي كان متألقا مع أحمد فؤاد نجم وكان الشاعرسيد حجاب قد عرفنى
عليه وفوجئت برئيس التليفزيون محمد أمين حماد يستدعينى ويطلب منى ترشيح
ملحن آخر لأن الشيخ إمام مرفوض وقال لى أنا مستعد أجيبلك عبدالوهاب لكن
الشيخ إمام لا، فإذا به يرشح لى الملحن العملاق محمود الشريف وذهبت إليه في
بيته في باب اللوق وأعجب بالكلمات وسألنى من سيغنى قلت له عبدالمنعم مدبولى
فانتفض ورفض بشدة قائلا: «دا ممثل ولازم نجيب مطرب محترف» حتى أقنعته بأن
هذا الغناء في السياق الدرامى للعمل هو جزء من الأداء الدرامى وأنه تمثيل
غنائى حتى أمكننى إقناعه.
■ وماذا عن سباعية على سالم «الفنان والهندسة» التي
أخرجتها، وكانت أول بطولة لعادل إمام؟
- نعم، كان هذا العمل في عام 1969 وبالفعل كان أول بطولة
لعادل إمام وقتها، وكنا نعرض في العمل لفكرة حرية الاختيار والقرار حيث
أراد الشاب أن يكون فنانا وأبوه يريده مهندسا وكان أجر عادل إمام آنذاك 12
جنيها عن الحلقة، وهناك عمل آخر أخرجته بطولة عادل إمام وهو «الرجل
والدخان» تأليف عاصم توفيق وشاركته البطولة الفنانة الكبيرة ليلى طاهر
ويعرض لفكرة الإرادة لكى تتخذ القرار وكان النجوم الكبار يتقاضون 40 جنيها
مثل عبدالمنعم مدبولى ومحمود المليجى وأذكر أيضا أن نور الشريف كان يتقاضى
12 جنيها عن كل حلقة من حلقات القاهرة والناس.
■ أخرجت «رمضان والناس» بطولة محمود مرسى.. هل كان فؤاد
المهندس هو المرشح لبطولته؟
- نعم، هذا حدث بالفعل، حيث كان من المقرر أن يلعب فؤاد
المهندس دور البطولة في هذا العمل، وشارك في بروفات العمل لكنه تخوف وتوقف
واعتذر حيث كان خائفا من الفيديو ولم يعمل في مجال الفيديو إلا بعد أن شاهد
أعمال فيديو أخرى لنجوم كبار آخرين وكان هذا العمل تأليف مصطفى كامل وكان
أول فيديو لمحمود مرسى وكان المسلسل الأول لممدوح عبدالعليم وكان قبل ذلك
يعمل في برامج الأطفال ومحمود مرسى مثقف كبير قبل أن يكون ممثلا وهو عمل في
الـ«بى بى سى» وتركه بعد العدوان الثلاثى وأيضا في البرنامج الثقافى وحين
يقبل فنان بقامة محمود مرسى المشاركة في عمل، فهذا دليل ومؤشر على جودة
العمل، كما أنه يعرف يعنى إيه مخرج وحدود صلاحياته واختصاصاته.
■ تعاملت مع النجوم الكبار منذ كنت شابك حتى فترات متأخرة..
كيف كانوا معك؟
- هناك قاعدة عامة مفادها أن الفنان الكبير الذي يوافق على
النص يرى أن المخرج درس العمل جيدا وقرأه وفهمه كما أنه لا يناقشه في شىء
ولا يعترض على شىء وهذا واجهته في العمل مع محمود المليجى والذى كان يشارك
في تصوير ما يقرب من ثلاثة أعمال يوميا وحين كنت أعرض عليه كان يقول لى
دعنى أقرأ العمل أولا إذا وجدته يتضمن شيئا لم أقله في عمل سابق لى ليس لدى
مانع من المشاركة سأحضر البروفة، فإذا ما حضر البروفة فإن هذا يؤكد لى أن
العمل جيد وجديد وفى الاستديو لم يعترض أحد على شىء طالما أنت كمخرج مذاكر
النص أكثر من الممثل ولكننا كنا نتناقش في العمل قبل بدء البروفات كما
أذكرالفنانين الكبيرين صلاح منصور وعبدالله غيث وأمينة رزق في «أبوذر
الغفارى» لم يعترضوا على شىء، ومؤخرا شاهدت حلقة أذاعها جميل المغازى تتضمن
جلسة للبروفة في مسلسل «الرايةالبيضا» وكنت فيها مع سناء جميل وأسامة أنور
عكاشة وجميل راتب وهشام سليم وسناء جميل تسأل طيب دى أقولها إزاى ودى
أقولها إزاى.
■ تعاونت مع عادل إمام في «أحلام الفتى الطائر» لوحيد
حامد.. ألا تتمنى إحياء التعاون معه؟
- بلى، أتمنى هذا إذا كان هناك عمل جيد وجديد لكن رامى إمام
مخرج متميز جدا ودارس وأيضا شادى الفخرانى وأحمد مدحت مرسى أيضا ورامى عنصر
بارز ومتميز في فريق عادل إمام الآن لكننى أرحب بالعمل مع الفنان عادل إمام
في أي وقت.
■ إذن أنت لا تعارض الاستعانة بأحد من أسرة أي عمل؟
- ليس معنى لأنه من العائلة فإنه يشارك في عمل لنجم
العائلة. القاعدة تقول الملعب مفتوح والعبرة بالأداء. والشاشة مفتوحة وما
دام الجمهور مرحبا واستحسن هذا فليست هناك مشكلة.
■ كان الظهور الأول القوى للراحل فاروق الفيشاوى في «أبنائى
الأعزاء شكرا».. المدهش أن الدور كان لخالد زكى؟
- بالفعل هذا حدث، وحظى بمساحة كبيرة أبرزت إمكاناته
وقدراته الفنية وتخوف خالد زكى لأنه كان يقوم بأدوار «الجان» وخشى أن
يؤثرالدور بالسلب على جماهيريته ولم يكن الفيشاوى قد قام بأدوار ذات مساحات
كبيرة بعد وكان في المسلسل يحيى الفخرانى وآثار الحكيم.
■ أدهشنى أنك أشركت عميد المسرح يوسف وهبى في مسلسل «صيام
صيام» وكان مريضا وصور مشاهده على كرسى متحرك.
- هذه من أسعد الأشياء في حياتى، وأفخر بها حيث شارك عميد
المسرح العربى معى في عمل درامى. يوسف وهبى نجم منذ كان أبى طفلا، وكان
يسمع الملاحظات ويستجيب للتوجيهات كما لو كان وجها جديدا وممثلا جديدا ولم
أنسَ قط أنه أخرج مسرحيات كثيرة وأفلاما أيضا وكنا نصعد به وهو على سريره
المتحرك في الأسانسير الخاص بالإكسسوار، وكان يلعب دور رجل مريض، وكان هذا
في عام 1980 ولأنه أخرج ومثل فهو يعرف يعنى إيه مخرج والممثل الذي يتعدى
على صلاحيات المخرج ليس فنانا بالمرة لأنه لا يفرق بين المخرج والممثل فلم
يكن هناك منطق «أنا نجم ومن بعدى كومبارس».
■ هل أول بطولة مطلقة لعبها يحيى الفخرانى كانت معك في هذا
«صيام صيام»؟
- نعم، لكنه كان شارك معى في أبنائى الأعزاء شكرا وفى الرجل
والدخان وأيام المرح تأليف عاصم توفيق مع عبدالمنعم مدبولى ومحمد صبحى
وسناء جميل وهالة فاخر كل هذا كان أيام الأبيض والأسود وكان صالح مرسى قد
اعترض عليه وقال: «هوّا فيه جان يبقى تخين كدا؟ فقلت له إن الجان أو الفتى
الجاذب ليس بالضرورة أن يكون كلارك جيبل».
■ كان من المقرر أن يقوم الفنان محمود مرسى بدور البطولة
أمام سناء جميل في الراية البيضا فلماذا اعتذر؟
- عرضنا عليه الدور، وتعاون معنا في أعمال كثيرة أنا وأسامة
أنور عكاشة أبرزها عصفور النار، ولكنه بعد قراءته النص قال: «أنا مش هنا،
وهذا عمل فضة المعداوى سناء جميل» ولم يطلب التعديل، وقام بالدور الراحل
جميل راتب. |