بعد إطلاق اسمها على الدورة الـ 35 للإسكندرية السينمائى..
نبيلة عبيد لـ«الشروق»:
«المحظوظ»
من يتم تكريمه وهو لا يزال على قيد الحياة
حوار ــ إيناس عبدالله:
•
استقبلت مكالمة رئيس المهرجان بفرحة عارمة.. وشعرت أننى
كالطفل الذى ينتظر يوم العيد
•
ابتعادى عن الساحة الفنية فترة طويلة جعلنى أظن أن الناس
«نسيونى» لكن اكتشفت كم أنا مخطئة
•
حينما قلت «لا» للأعمال المعروضة علىّ مؤخرا.. بدأت الأضواء
تخبو.. لكنى متمسكة بموقفى ولن أخون جمهورى
•
جمعت كل ثروتى فى غرفة ببيتى.. وأشعر بسعادة وفخر وأنا
أتأملها كل يوم
•
حددت بنود وصيتى.. وسأشرع فى كتابتها قريبا.. ولن أسمح لأحد
بالتفريط فى كنوزى أو استغلال قصة حياتى
•
أدرك أن هذا الزمن ليس زمنى.. والجيل الحالى ليس من
جمهورى.. لكن هذا هو حال الفن يوم حلو ويوم مر
•
دفعت ثمنا باهظا حتى أكون «نجمة مصر الأولى».. ومنحت كل
وقتى للفن وضحيت بالأمومة وحرمت نفسى من الأكل
•
عودتى للإنتاج مستحيلة.. فلن أستطيع دفع ملايين أجور
الممثلين الآن
•
المنافسة بينى وبين نادية الجندى لم تكن فجة كما يحدث الآن
وكنا نتبارى فى تقديم أفلام أحلى من
•
كل أزواجى شعروا بغيرة من نجوميتى وطلبوا أن أتحول لربة بيت
فكان الطلاق نتيجة حتمية
لا تحسب الفنانة نبيلة عبيد فترة عملها بالفن بالسنوات، او
بعدد الاعمال التى قدمتها، فالفن بالنسبة لها لم يكن مهنة أو وسيلة للشهرة
والنجومية، فهى عاشت فى رحابه أجمل أيام عمرها، واحتل المكانة الأكبر فى
قلبها، وعليه فهو بالنسبة لها حياة كاملة ولدت من أجلها، ولذا فهى تستنكر
أسئلة البعض لها حول نيتها فى الاعتزال وترد باندهاش «هل هناك إنسان يعتزل
الحياة؟!».
«الشروق»
التقت بنجمة مصر الأولى بمناسبة اطلاق اسمها على الدورة الـ 35 لمهرجان
الإسكندرية السينمائى الدولى الذى تنطلق فعالياتها فى 8 أكتوبر المقبل، فى
حوار خرج من إطار الـ«سين والجيم» وكان أقرب لجلسة فضفضة لنجمة كبيرة
ابتعدت عن معشوقتها السينما لأكثر من 13 عاما متتالية، وابتعدت عن الساحة
الفنية كلها قرابة 4 أعوام.
•
سمعت أنك استقبلت مكالمة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائى
بفرحة عارمة أثناء ابلاغك باطلاق اسمك على الدورة القادمة أليس كذلك؟
ــ الحق أن كلمة فرحة وسعادة أراها نمطية للغاية، ولا تعبر
عن الحالة التى كنت عليها حينما تلقيت مكالمة الناقد الامير أباظة رئيس
المهرجان، فلقد شعرت أن دقات قلبى تتزايد، وتأكدت من سوء ظنى حينما اعتقدت
ان الناس نسيتنى، وتأكدت أنه لا يزال هناك استمرارية لى فى النجاح
والتكريمات.
•
ولماذا راودك شك فى هذا؟
ــ بسبب ابتعادى عن الساحة الفنية لفترة طويلة، والحقيقة
أننى ابتعدت باختيارى، وليس رغبة فى الاعتزال كما يتصور البعض، فالفن
بالنسبة لى حياتى، ولا يمكن لإنسان أن يعتزل حياته أبدا، ولكن أردت أن أحصل
على فترة تأمل، وأعيد حساباتى من جديد، وأن أرى تاريخى والإنجازات التى
حققتها، وما يمكن أن أقدمه مختلفا عما قدمته من قبل، خاصة أننى لعبت كل
الادوار تقريبا، وتنوعت فى كل شىء، وعليه فعينى دوما تتجه نحو تقديم عمل
يرفع من رصيدى الفنى، لا ان يسحب منه، فكنت منذ فترة قريبة متحمسة للغاية
للعب شخصية الشهبانو فرح ديبا بهلوى إمبراطورة إيران السابقة والزوجة
الثالثة لشاه إيران الأسبق محمد رضا بهلوى والتى أنجبت له ولى العهد، فى
عمل كان يحضر له الكاتب الصحفى نبيل سيف عن قصة حياة شاه إيران، لكن توقف
العمل برحيل نبيل سيف عن عالمنا رحمه الله.
•
أعلم أنك تشاركين فى التحضير لطريقة الاحتفاء بك فى
«الإسكندرية السينمائى» فما السر وراء هذا؟
ــ أرى أن «المحظوظ» هو من يتم تكريمه والاحتفاء به وهو لا
يزال على قيد الحياة، فهذا الامر يشعره بالتقدير والاهتمام وحب الناس
وتكريمهم له، وعليه فكل لحظة وكل خطوة فى هذا التكريم تنعكس بشكل إيجابى
على المكرم، لذا فأنا سعيدة بالمشاركة فى التحضير، ويوميا ألتقى بالإعلامية
شيرين عبدالخالق لأحكى لها أهم محطات حياتى، فهى تكتب كتابا عنى بمناسبة
تكريمى، كما قمت بتحضير مجموعة من الصور مع المصور محمد بكر لعرضها فى
المعرض الخاص الذى يقام لى ضمن فعاليات الحدث، وحرصت على أن اختار صورا
تجمعنى بزملائى تقديرا واعترافا بدورهم فى مشوارى، فلقد حالفنى الحظ أن
يساندنى مجموعة كبيرة من الكتاب والمخرجين والممثلين فى مشوارى، واخترت
فيلم «الراقصة والسياسى» ليتم عرضه قبل ندوة تكريمى نظرا لأنه أكثر افلامى
شهرة ونجاحا مع الناس، كما أنه يضم كوكبة من أهم صناع الفن فالقصة مأخوذة
عن رواية الكاتب الرائع إحسان عبدالقدوس، وسيناريو وحوار كاتبنا الكبير
وحيد حامد وإخراج سمير سيف، كما قمت بتوجيه الدعوة لمجموعة من الأصدقاء فى
الوسط الفنى والصحفى ومن خارج الوسط لمشاركتى لحظة تكريمى.
•
وهل قمت بتحضير كلمة للجمهور؟
ــ لا، فسوف أترك نفسى أتحدث كيفما يمليه علىّ قلبى،
فالجمهور وحشنى جدا، ولا أبالغ اذا قلت اننى أشعر برعب شديد من هذا اليوم
رغم أننى أترقبه وأنتظره مثل الطفل الذى ينتظر يوم العيد، فأنا أكن لهذا
الجمهور الكبير كل الحب والتقدير، وأعلم مدى حبهم لى، والدور الذى لعبوه
معى حتى أكون نجمة مصر الأولى، وهو ما جعلنى حريصة طول الوقت على أن أقدم
لهم أعمالا تحظى برضاهم وقبولهم.
•
ولكن أين هى نبيلة عبيد التى كانت ملء السمع والبصر.. ماذا
تفعلين طوال هذه السنوات الأخيرة؟
ــ أحببت الجلوس فى البيت، وتعلمت الطهى، وتعلمت طهى مجموعة
من الاطعمة نالت اعجاب كل من تذوقها وأكد ان لى «نفس فى الأكل»، وأسافر
كثيرا فأنا عاشقة للسفر وأتبادل الزيارات مع الأصدقاء، كما أقرأ وأسمع
الموسيقى خاصة الموسيقى والاغانى القديمة، فأنا فى الفترة الاخيرة أعيش
حياتى مع الماضى مع «الزمن اللى فات» وأصبح هذا الامر مستمرا ودائما معى،
فلا أريد العيش فى هذا الزمن، وأكتفى بسماع الأغانى القديمة، فجهاز الراديو
لا يفارقنى، وأظل أستمع لأغانى أم كلثوم وعبدالحليم وغيرهما من عمالقة هذا
الزمن، كما أعيش مع افلامى التى قدمتها.
•
هل صحيح أنك قمت بجمع كل ثروتك وكنوزك فى غرفة ببيتك تجلسين
فيها يوميا؟
ــ ضاحكة: والغرفة لم تكفِ، فأنا خصصت بالفعل حجرة كاملة فى
شقتى للتكريمات والجوائز التى نلتها على مدار مشوارى، والتى أعتبرها ثروتى
الحقيقية فى هذه الحياة، وما خرجت به من الدنيا، فأنا لم أربح الملايين من
هذه الأفلام، فلم نكن نتقاضى سوى بضعة آلاف من الجنيهات، بخلاف ما نسمعه
اليوم عن اجور بالملايين، وعليه فأنا أقضى يومى أنظر للحيطان التى تتزين
بشهادات التقدير والجوائز وأستمتع بثروتى التى بذلت من أجلها جهدا وتعبا
كبيرا. وأنظر إلى الجوائز متباهية بما قدمت، وما أهلنى ليختارنى النقاد
كأحسن ممثلة أكثر من مرة، واعتراف النقاد والمخرجين وكبار السينمائيين
بالرصيد الذى قدمته للسينما المصرية.
•
لكن ما حقيقة استعدادك لكتابة وصيتك؟
ــ بالفعل أستعد لكتابة وصيتى، فهناك أشياء أخشى أن تحدث
بعد رحيلى وانا غير راضية عنها، فانا لا اوافق على أى مشروع يجسد قصة
حياتى، فهو امر مرفوض تماما، فكل الاعمال التى تم تقديمها فى إطار السيرة
الذاتية لم تحظِ بإعجابى، ولم تكن مناسبة لاسم وقيمة الفنان صاحب السيرة،
وتنفيذها كان سيئا للغاية، وأنا أريد ان اختم حياتى بشكل «حلو» مع الناس
دون أن يتأثروا بأى شىء آخر، وحتى لا يستغل احد رحيلى ويقدم عملا عنى، قررت
أن أكتب هذا الأمر فى وصيتى التى سوف تحسم هذا الامر تماما، فممنوع منعا
باتا تجسيد قصة حياتى، كما أن قصة حياتى لمن يرغب فى معرفتها قمت بحكيها
بنفسى فى حوار أجراه معى الكاتب الكبير مفيد فوزى، والذى سجل معى 8 حلقات
استعرضت فيها قصة حياتى وهى إنتاج شبكة قنوات
mbc
والتى قامت بعرض الحلقات أكثر من مرة وموجودة لمن يريد، كما قررت أن تتضمن
وصيتى أيضا طريقة الحفاظ على كنوزى التى تحدثت عنها، وأرفض أن يفرط فيها
احد، وعليه سوف أوصى بضرورة إقامة ما يشبه المتحف، يضم كل جوائزى
وتكريماتى، وملابس الشخصيات التى لعبتها كلها، وما زلت احتفظ بها حتى الآن.
•
بعد نجومية كبيرة وشهرة طاغية وأضواء تلاحقك طوال الوقت كيف
تتعاملين مع الوضع حاليا فى اطار ابتعادك عن الساحة الفنية؟
ــ لا أنكر أننى أفتقد جو العمل، ولحظة دخول الاستوديو
وانتعاشى وانا أشم رائحة الدهانات، والتعاون مع المخرجين والمصورين
والفنيين، ومفتقدة كل الناس الذين تعاونت معهم، لكن ما يحدث هو أمر طبيعى
جدا، فهذا هو حال السينما والفن «يوم حلو ويوم مر» فهناك فترة تشهد حالة
ازدهار وحركة، وفجأة ينحدر الحال، وتنقلب الترابيزة على الجميع، ثم فجأة
ينعدل الوضع كما يحدث حاليا وبدأت السينما المصرية تشهد حالة ازدهار جديد
واندهشت وانا اتابع الأفلام الجديدة من التطور الهائل فى مستوى الصورة
والإخراج والاداء، وفى النهاية هناك جيل يسلم جيلا.
•
ألا ترين أن الجيل الذى قمتم بتسليمه الراية خاصة العنصر
النسائى لم ينجح فى رفع الراية عالية كما فعلت أنت وغيرك من أبناء جيلك؟
ــ بلى، وأعلم السبب، فنحن استلمنا الراية من الجيل الذى
سبقنا ولم ننعزل عنه، فكانوا معنا فى أفلامنا يدعمونا ويساندونا، وحدث
تواصل حقيقى بين جيلى وجيل من سبقنا، لكن حينما استلم الجيل التالى لنا
ابتعدوا بأعمالهم عنا، وأرادوا أن تُفسح الساحة امامهم وحدهم، فاختفى جيلى
من المشهد السينمائى تقريبا، ولم يحدث هذا التداخل الطبيعى بين الأجيال كما
حدث فى كل الأجيال السابقة، كما أن الجيل الجديد حرص على مخاطبة شريحة
معينة من الجمهور تناسب أعمارهم، فأصبحنا نسمع مصطلح سينما الشباب وجمهور
الشباب، وعليه الرهان على شريحة بعينها من الجمهور قد تربح الفنان بعض
الوقت ولكن لن تجعله يستمر طوال الوقت.
•
متى شعرت أن الأضواء بدأت تخبو عنك؟
ــ حينما بدأت أقول «لا»، أى حينما بدأت مرحلة الاعتذار،
فلن أقبل بعد كل هذا المشوار أن أقدم عملا دون المستوى، ولن أقدم عملا لا
يفيد الناس، فأنا نشأت وتربيت على الثقافة السينمائية، من متابعة اعمال ذات
محتوى هادف وقضايا بناءة ومتعة تحترم عقل الناس، وتربيت على أن السينما هى
أرقى الفنون وكان الجمهور يتعامل مع مواعيد عرض الأفلام على انها حفلة،
فيقال حفلة الساعة الـ 6 وحفلة التاسعة وهكذا، فيذهب الجمهور عاشق السينما
لمشاهدة الأفلام مرتديا ملابس السهرة وتتزين السيدات على أكمل وجه، وتمتلئ
قاعات العرض بالروائح الذكية، وانتشر فى زماننا السينما الصيفى التى كانت
عبارة عن موائد فاخرة على كل مائدة «أباجورة» تضىء المكان اضاءة خافتة فى
جو رائع، ثم بعد عرض الفيلم ينزل العشاء فى سهرة جميلة لكل أسرة، لكن الآن
تغير الحال وبدأت ظاهرة هدم دور العرض واستبدالها بعمارات سكنية متناسين
حجم الدور الذى تلعبه السينما فى تصدير الثقافة للناس، وأصبحت السينما
الصيفى «خرابة»، ولذا فأنا أشعر ان هذا الزمن ليس زمنى، والجيل الحالى ليس
من جمهورى، ولكنى باقية على عهدى فلن أخون جمهورى الذى اعتاد منى اعمالا
قوية واقدم تنازلات الان، ولن أشارك فى عمل الا لو شعرت أنه يحقق لى اضافة.
•
لماذا لم تحقق أعمالك الاخيرة نفس النجاح الكاسح الذى اعتدت
عليه؟
ــ أرى أن آخر أفلامى «مفيش غير كده» كان ظريفا جدا وهو من
إخراج خالد الحجر، وحقق نجاحا طيبا، لكن فيما يتعلق بمسلسل «البوابة
الثانية» فلم يحقق النجاح المتوقع له، لأن القضية المطروحة لم تكن تهم
كثيرين فى هذا الوقت، إلى جانب تضرر العمل من كون احد أبطاله الهارب هشام
عبدالحميد مما يتعذر إعادة عرضه حتى يراه الناس مرة اخرى بنظرة مختلفة.
•
هناك سؤال نمطى يوجه لكل فنان حول اذا كان هناك عمل فنى لا
يرضى عنه أو أسقطه من حساباته فهل تشعرى أن هذا السؤال وارد بالنسبة لك؟
ــ ضاحكة: فى الحقيقة نعم، فهناك فترة فى حياتى أريد أن
أسقطها، تلك التى اعتمدت فيها على نفسى فى بداياتى، حيث قدمت مجموعة من
الاعمال خارج مصر، كنت صغيرة فى السن، ولدى رغبة كبيرة فى السفر والفسح،
فقبلت المشاركة فى هذه الاعمال التى كانت دون المستوى، ولكن الحمد لله قمت
بعمل وقفة مع نفسى، وصعب علىّ أن تكون بدايتى قوية وان ألعب ادوار بطولة ثم
اقدم هذه النوعية من الافلام، فطلبت من المنتج الرائع رمسيس نجيب النصيحة
فعرفنى الطريق للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، الذى نصحنى بمجموعة من
الروايات التى تستطيع صناعة نجمة منى، وتحمست لها جدا خاصة أن روايات إحسان
التى تحولت لأفلام من قبل حققت نجاحا كبيرا، فقمت بشراء عدد من الروايات
أنتجت بعضها وذهبت بالبعض الاخر للمنتجين، ومن هنا حدثت النقلة الكبيرة فى
حياتى وقدمت أعمالا من احلى ما يكون مثل «أرجوك اعطنى هذا الدواء»،
و«الراقصة والطبال» وغيرهما، ثم تعاونت مع وحيد حامد وقدمت معه «التخشيبة»
و«كشف المستور» وأعمالا أخرى كثيرة.
•
حينما قررت تقديم اعمال جيدة لم تترددى فى إنتاج بعض أفلامك
فلماذا لم تكررى الأمر الآن؟
ــ أولا انا لا أفهم فى الإنتاج، وأحب أن ادخل البلاتوه
امارس عملى فقط، دون أن يكون لى شأن بوجود عطل فى احدى الكاميرات او كل هذه
الامور، بخلاف أن تجربتى فى الإنتاج كانت محدودة فسرعان ما تعاملت مع
منتجين كبار يعشقون الفن، وأصحاب باع طويل فى المجال، أما فكرة الانتاج
حاليا فهى مستحيلة، فكيف لى ان أدفع ملايين أجورا لممثلى هذا الزمن.
•
الشهرة والنجومية كما تعطى تأخذ.. فماذا اخذت منك؟
ــ لقد دفعت ثمنا باهظا حتى أصل إلى ما وصلت اليه، فلقد
منحت العمل كل وقتى وصحتى وكل ما املك، وحرمت نفسى من الأكل والإنجاب حتى
أحافظ على وزنى وشكل جسدى حتى يرانى الجمهور فى أبهى صورة، وكانت امى رحمها
الله تبكى من اجل انجاب طفل لى ولكن رفضت تماما خشية ان يتغير شكلى، وكنت
امارس حياتى وأنا اضع الناس أمام كل تصرفاتى، ووهبت حياتى للفن، حتى أن كل
زيجاتى فشلت بسبب الفن، فكل من تزوجنى شعر بغيرة من نجاحى وشهرتى وأراد ان
يحولنى إلى ربة بيت لخدمته، وكانت النتيجة الحتمية هى الطلاق، فأنا تزوجت
اول زيجاتى من المخرج عاطف سالم ليكون حاميا لى فى الوسط الفنى، ثم فوجئت
به يطلب منى الجلوس فى البيت، فتنازلت عن حياة الأسرة من أجل الفن، ولست
نادمة، فالحياة اختيارات، وهذه هى الحياة التى اخترتها لنفسى وأعلم أن الله
يوزع الأرزاق كيفما يشاء ولا يوجد انسان يحصل على كل شىء.
•
ما علاقتك بالسوشيال ميديا؟
ــ ليس لى أى علاقة، ولا أفهمها، ولا اتعامل معها، وادرك أن
هذا يعد تقصيرا من جانبى فى الوصول للجيل الجديد، لكن فى نفس الوقت،
فالسوشيال ميديا لها جوانب سلبية عديدة، فلقد ساهمت فى تغيير عقول الأجيال
الجديدة وطريقة تعاملهم مع الاخرين.
•
هل تتابعين التراشق الذى يحدث بين بعض الفنانين على
السوشيال ميديا فى إطار المنافسة المتبادلة؟ وهل كانت المنافسة فى جيلك
بنفس الطريقة؟
ــ بالطبع أسمع ما يدار فى هذا الشأن، وأؤكد ان المنافسة فى
جيلى لم تكن فجة بهذا الشكل، فالمنافسة بينى وبين نادية الجندى على سبيل
المثال، كانت مقتصرة على العمل، فحينما أقدم فيلما جيدا، كان الطرف الاخر
يسعى لتقديم فيلم أكبر وهكذا كانت الحال، لكن لم يكن الأمر يخلو من وجود
بعض الناس التى تهوى اشعال الأجواء بنقل كلام غير حقيقى، لكن فى النهاية
حدث التصالح بيننا، وانا عن نفسى انسانة متسامحة بطبعى.
•
وماذا تفعلين هذه الأيام؟
ــ مشغولة حاليا مع الكاتب محمود قاسم الذى يكتب كتابا عن
«سينما نبيلة عبيد»، وسوف يقتصر الكلام عن الحديث حول السينما التى قدمتها
فقط. |