كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

يوسف شريف رزق الله.. رحيل عقل كان يحفظ ذاكرة السينما

أمير العمري

عن رحيل عاشق السينما

يوسف شريف رزق الله

   
 
 
 
 
 
 

المكتبة السينمائية تفقد أحد رموزها برحيل الناقد والإعلامي المصري الذي كان أفضل من ترجم في مجال الثقافة السينمائية ولعب دورا بارزا في معالم واضحة في النقد السينمائي.

كان يوسف وظل دائما، هاويا عظيما للسينما

غادرنا مؤخرا الصديق والأستاذ ورفيق الدرب الطويل منذ السبعينات الناقد والإعلامي المصري يوسف شريف رزق الله الذي لعب دورا بارزا في إرساء معالم واضحة في النقد السينمائي عن طريق مساهمته الهائلة في نشرة نادي السينما التي كانت تصدر عن نادي سينما القاهرة، وعن طريق ما أعده وقدمه من برامج سينمائية في التلفزيون المصري.

توفي يوسف شريف رزق الله بعد رحلة طويلة مع العلاج من مرض عضال ألمّ به في السنوات الأخيرة وبعد رحلة عطاء لم تنضب أبدا في عالم الثقافة السينمائية.

كان يوسف موسوعة معلومات سينمائية، كما كان شعلة من النشاط والحركة، كان يسافر ويحضر مهرجانات السينما في العالم، وقد أصبح أيضا مسؤولا عن برامج الأفلام في مهرجان القاهرة السينمائي، ثم مديرا فنيا له.

وعندما عرض عليه أن يرأس المهرجان اعتذر وفضّل البقاء في منصب المدير الفني الذي يتعامل مع الأفلام، وليس مع الأفلام والأرقام. لكنه كان أيضا وراء ترشيح ماجدة واصف ثم محمد حفظي الذي يرأس المهرجان حاليا، وهو اختيار صائب في الحالتين.

مترجم بلا كتاب

كان الراحل الكبير أفضل من ترجم في مجال الثقافة السينمائية، رغم عدم صدور كتاب واحد له، وأظن أن الوقت قد حان الآن لكي تصدر وزارة الثقافة المصرية مجموعة من الكتب لترجماته العديدة في هذا المجال.

رغم البعد الجغرافي في ما بيننا، كنت دائما مطمئنا إلى أنه هناك، يتابع ويقرأ ولا بد أنه كان يبتسم ويتذكر أيام “الشقاوة” والمشاغبات في “نادي السينما” و”جمعية الفيلم”.

كان يوسف موسوعة معلومات سينمائية، كما كان شعلة من النشاط والحركة، كان يسافر ويحضر مهرجانات السينما في العالم

وكنا نلتقي في مهرجانات السينما من أيام مهرجان فالنسيا في الثمانينات مع أحمد صالح ورؤوف توفيق وسمير نصري ورأفت الميهي ومحمد خان وعمالقة آخرين رحلوا، كما كنت التقيه سنويا في مهرجان كان الذي لم ينقطع عن التردد عليه سوى هذا العام فقط، بعد تفاقم أزمته الصحية.

كان يوسف يترجم أسبوعيا لنشرة “نادي السينما” بالقاهرة في عصره الذهبي، لمدة عشرين عاما، وكانت ترجمات يوسف من مقالات ومقابلات وتقارير ومقالات نقدية ومعلومات وتحقيقات عميقة، متخصصة، عن الظواهر السينمائية في فرنسا والعالم، تثرينا وتغذي ثقافتنا. وكانت تحتوي على كنوز من المعلومات والتحليلات التي لم يوجد لها مثيل من بعد، بهذا الشكل الأسبوعي المنتظم والشامل.

كانت ثقافة يوسف السينمائية الموسوعية، وإجادته التامة للغتين، الفرنسية والإنكليزية، إلى جانب معرفته الممتازة باللغة العربية، تساعده على تقديم هذه الترجمات الجميلة، السلسة، الواضحة، الثرية. فضلا عن هذا كله، كان يوسف وظل دائما، هاو عظيم للسينما، ولولا حبه وإخلاصه للسينما التي عشقها لما أنتج كل ما أنتجه، بزهد واضح، ودون رغبة في الادعاء أو البحث عن الشهرة، فقد كان يكتفي بالنشر في نشرة “نادي السينما” ثم في مجلة “المسرح والسينما” ثم مجلة “السينما” إلى أن توقفت بكل أسف كما تتوقف كل مطبوعة جادة متخصصة في مصر.

كان يوسف من بين الأوائل الذين تولوا تعريفنا، من خلال ما نقله إلى العربية، بعدد من أبرز وأهم السينمائيين في فرنسا وأوروبا عموما، ليس فقط من الأجيال صاحبة التراث المؤثر، بل من التيارات الجديدة التي كانت تظهر من وقت إلى آخر.

مقالات نقدية ومعلومات وتحقيقات عميقة متخصصة عن الظواهر السينمائية في فرنسا والعالم

وقد كنا سعداء الحظ أن نشأنا ونشأ اهتمامنا بالسينما في تلك الفترة من أواخر الستينات، عندما كانت حركة التجديد في السينما الأوروبية وسينما القارات الثلاث، في أوج مجدها وانتفاضتها على السينما التقليدية القادمة من هوليوود. وكانت فرنسا تحديدا، “كعبة” الحركات الجديدة في السينما، من الموجة الجديدة إلى سينما الحقيقة، إلى السينما النضالية، وغيرها.

كان يوسف أيضا جريئا جدا في ما ينقل لنا عن الفرنسية، عن مخرجين لم نكن نعرف عنهم الكثير، مثل جورج كلوزو وجان بيير ميلفيل وأندريه ديلفو (البلجيكي) وماركو فيراري (الإيطالي) وبرتران تافرينييه وكوستا جافراس وبرتران بلييه وفرنسوا تروفو وكلود شابرول وكلود ليلوش، وغيرهم.

ولعل من أهم ما نقله لنا يوسف أيضا، الكثير من أدبيات سينما التمرد والغضب التي ارتبطت بحركة التمرد المشهودة في مايو 1968 في فرنسا، بل كان أول من كتب عن تأثير هذه الحركة على السينما، وقدم لنا سردا تفصيليا دقيقا لتطور الأحداث في باريس منذ إعفاء مدير السينماتيك الفرنسية هنري لانغلوا، من منصبه، ثم اندلاع غضب المثقفين والسينمائيين وانتفاضة الطلاب، وانضمام العمال إلى الطلاب وإقامة المتاريس في باريس وتحويلها إلى ثكنة عسكرية. وقد نشر هذه التفاصيل في مجلة “المسرح والسينما”، والتي كان عضوا في هيئة تحريرها ولم يكن قد بلغ الثلاثين من عمره بعد.

وكان ما كتبه يوسف يأسرنا، أبناء جيلي وأنا، فقد كنا مفتونين بقدرة السينمائيين الشباب على إشعال شرارة حركة ثورية في بلد من أعرق الديمقراطيات في العالم. وكانت ثورة الشباب وقتها في قمة مدها في أوروبا.

كان يوسف شريف وراء اختيار عدد من أهم الأفلام التي عرضت في “نادي السينما”، وهي في معظمها فرنسية، وكانت بالنسبة لأبناء جيلي، الذي جاء بعد جيل يوسف ورفاقه، اكتشافات حقيقية.

ثم واصل دوره بقدر ما سمحت به ظروف العمل في التلفزيون المصري، في برنامج “نادي السينما” الذي كان يعده ثم برنامج “أوسكار” وغيره من برامج السينما التي اختفت الآن.

التعريف بعدد من أبرز وأهم السينمائيين في فرنسا وأوروبا عموما

كتابات مثيرة للجدل

رغم ما كانت تثيره من جدل كتابات يوسف شريف رزق الله ومقابلاته التي يجريها مباشرة مع السينمائيين الأجانب، وما يترجمه عن مجلات السينما الفرنسية في عز اشتعال ثورة شباب السينمائيين في العالم، إلاّ أن يوسف نفسه لم يشأ أن يكون من “الغاضبين” أمثالنا، الذين كانوا يعبرون عن رغبتهم في “تغيير العالم” بالسينما بشكل مباشر من خلال مقالات تمزج بين السينما والسياسة، فقد كان يميل للتأمل من مسافة ما، وكان يهتم أكثر بالمعلومة وهو ما يرجع إلى عمله في قسم الأخبار بالتلفزيون المصري بعد تخرجه في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وربما كان يعبّر عن غضبه من خلال ما يختاره ليترجمه وينقله لنا من مواد شديدة السخونة.

لكنه كان أيضا عضوا فاعلا في كل التجمعات التي كوّنها السينمائيون والنقاد الشباب مثل جماعة السينما الجديدة ثم جمعية نقاد السينما المصريين، كما ترأس لسنوات أقدم تجمع سينمائي في مصر، أي “جمعية الفيلم” التي لعبت وما زالت تلعب دورا كبيرا في مجال الثقافة السينمائية.

وعن طريق شبكة علاقاته مع شركات التوزيع الأجنبية في القاهرة كان يستطيع أن يأتي لنا بالأفلام الفنية الجيدة قبل توزيعها في مصر، للعرض في “نادي السينما” و”جمعية الفيلم”. وكان الكثير من هذه الأفلام، إما يواجه مشاكل رقابية ويمنع من العرض كما حدث مع فيلم “كلاب القش” لسام بكنباه، ثم مع فيلم “زد” لكوستا غافراس، و”الحرب انتهت” لآلان لارينيه، وإما ترى الشركة الموزعة أن الفيلم لن يحقق دخلا حقيقيا من السوق المصرية فكانت تعيده إلى الشركة الأم في أميركا، وكان يوسف يحصل لـ”نادي السينما” على حق عرضه قبل إعادته، ومن دون أي رقابة بالطبع.

اكتشافات حقيقية

أتذكر من الأفلام التي كان يوسف سعيدا بوجه خاص بأنه أتى بها وعرضها علينا في “جمعية الفيلم” قبل العرض العام، فيلم “كباريه” (1972) لبوب فوس، ثم فيلم “الصفحة الأولى” (1974) The Front Page لبيللي ويلدر.

وبعد عرض “الصفحة الأولى” غادرنا الجمعية فاقترب مني وسألني عن رأيي باعتباري كنت أمثل جيلا آخر وقتها، كان مشتعلا في خضم الحركة الطلابية في الجامعات المصرية. وكأن يوسف كان يريد أن يقول لي “ها هو فيلم من الأفلام اليسارية التي تحبونها.. فما رأيك”؟، لكني لم أبدِ حماسا كبيرا للفيلم، فقد اعتبرته عملا “تقليديا” فيه من التسلية أكثر مما فيه من “الفكر”. ولكنني غيّرت رأيي في ما بعد بالطبع، فالفيلم رائع!

تأثر يوسف عندما كتبت عن ذلك العصر، ثم عندما نشرت ذكرياتي عن أفلام جيمس بوند التي لم تكن “ثورية” بأي حال، بل كانت شديدة الرجعية، لكننا كنا نحبها. وعلّق على ما كتبته وأبدى سعادته به، فلا بد أنه أعاده بدوره إلى ذلك الزمن البديع.. زمن شبابنا وحماسنا وعشقنا للسينما الجميلة.

الحديث عن يوسف شريف رزق الله وما أنجزه يمكن أن يمتد صفحات وصفحات، ودوره البارز في تطوير الوعي السينمائي محفور في ذاكرة أجيال من تلاميذه ومحبيه.

رحمه الله ألف رحمة ويرحمنا جميعا.

كاتب وناقد سينمائي مصري

 

العرب اللندنية في

15.07.2019

 
 
 
 
 

كنجم في السماء

نيفين الزهيري

كنجم في السماء كان يظهر لنا كل أسبوع ليحكي لنا عن نجوم الأرض في كل مكان في العالم، كان صوته الهادئ الرخيم ببحته المعتادة يشق الصمت في كل بيت ليأخذك في جولة حول العالم وانت جالس علي تلك الكنبة العتيقة في منزلك ولكنه يجعلك تشعر وكأنها البساط السحري وهو يقوده بك في كل استوديوهات العالم، كان بمثابة الزائر المحبب الذي يستأنس اهل البيت بوجوده، أجيال كاملة تربت لعقود علي أفكاره وارائه مكونا وجدانها في حب معشوقته الأبدية السينما، التي عاش طوال حياته وهو يقدسها بل وينشر روحها في داخل كل من أحبوه، فلقد كان واحدا من أهم اعمدتها. 

كان قلبه نقيا كالاطفال ابتسامته التي كانت تعلو وجهه تجذبك إليه لتنطلق مئات الأحاديث وكأنكما اصدقاء منذ زمن دون اي إعتبارات لفرق العمر، وبالرغم من ذلك كان له هيبة تجعلك تقف منحنيا احتراما لخبرة تجدها ظاهرة في قسمات وجهه التي رسمت عليها السنين بايامها خطوط هذه الخبرة بهدوء، فمجرد سماع اسمه في المكان يعني الانظباط والوفاء لما يقوم به فلقد كانت له طقوسه التي تخيم علي اي مكان يذهب إليه. 

وثناءه علي اي من حوله كان بمثابة شهادة ستظل محفورة في العقول والقلوب تحكي للأجيال القادمة.. كما سيظل هو خالد في قلوب كل من عرفه وسيظل يلمع كالنجم القريب من القمر الذي نحكي له كل يوم أسرارنا ليكون مرشد لنا دوما.. 

 

####

لن انساه ابدا ما حييت

سامح فتحي

رحم الله استاذي الفاضل يوسف شريف رزق الله الذي عرفته منذ عشرين عاما في عام ١٩٩٩ وكان اول لقاء معه عندما التقيت به في وسط البلد قلت له كان نفسي اعرفك منذ وقت طويل وعبرت له عن اعجابي بكل برامجه الشيقة وسالته عن سبب عدم عرض التلفزيون للافلام القديمة فسالني عن ما اريد ان يعرضه التلفزيون فقلت له فيلم القطار والقرصان الاحمر لبيرت لانكستر والقتلة للي مارفن فتعجب عن معرفتي بهذه الافلام فقلت له من خلال والدي الذي حببني في السينما والافلام العظيمة وذكرت له ان لدي مكتبة افلام فاعطاني تليفوناته وقل لي مر على في المهرجان وفوجئت بعد شهر بانه عرض الافلام التي طلبتها منه في التلفزيون المصري واعطيت له قائمة الافلام التي عندي فقال لي واضح انك بتفهم كويس في السينما ثم ذكرت له اني مهتم بكل حاجه لها علاقة بالافلام وعرفت منه افلام لم اكن شاهدتها وبعدها ذكرت له ان هناك من كتب في مجلة صباح الخير عن الافلام البوليسية وقلت له انه ذكر معلومات خطأ فقال لي لماذا لا تكتب انت عن الافلام مادمت تفهم جيدا فعرضت عليه مقال لي عن فيلم لورانس العرب فانبهر جدا وقال لي يجب ان ينشر وان تكتب واعطاني كتب في للنقد السينمائي وفي يوم اراني كتاب عن افيشات السينما العالمية الخمسينيات فانبهرت بالكتاب وعرضت عليه ان اقوم بوضع كتاب مماثل عن افيشات السينما المصرية وعندي الافيشات وعرفني بعلي ابو شادي ليطبع لي الكتاب ولكن وجدت ان طبعة وزارة الثقافة ستكون رديئة فطبعته على نفقتي ليكون مثل الكتاب العالمي لما حبيت اعمل كتاب انبياء في السينما العالمية اعطيت له بروفة الكتاب فقرر ان يقدم لي الكتاب بعد انبهاره به وكان دائما اي مقال يكتب عني يتصل بي وينبهني اليه لاشتري الحريدة او المجلة ويشجعني دائما مثل والدي بالضبط الى ان توفاه الله فقد كان لي اخا وصديقا واستاذا رحمه الله بقدر تواضعه وعطاءه ومساندته لي ولكل من احتاج اليه ولن انساه ابدا ما حييت

 

####

حكايتي مع الرجل العظيم ده 
بسنت سلامة

الحلقة ده مش أهم حلقة صورتها مع أستاذي و حبيبي الغالي Youssef Cherif Rizkallah
و لا هي أصل الحكاية و لا بتعبر عنها و لا بتلخصها 
و إلا يبقى اختصار مخل 
حكايتي مع الرجل العظيم ده 
حكاية بنت كانت لسه بتدرس في الجامعة و مهووسة بالسينما فراحت تحضر مهرجان القاهرة السينمائي كطالبة في كلية الاعلام 
فالتقت بالقامة الكبرى ده و لانه جواهرجي الروح و الطابع فلاحظ هيامي بالسينما 
و اجادتي لنطق اللغة الانجليزية 
فعرض علي اشتغل في قناة النيل الدولية 
و عمل لي اول تصريح لدخول مبنى ماسبيرو في حياتي و اجرى لي اختبار ترجمة من العربية للانجليزية في مكتبه في الدور الثالث و العكس 
و تعاقد معي للعمل كمحررة في القسم الانجليزي للقناة و من يوميها ابتدى المشوار 
و لولاه ما كنت اعلامية و لا موظفة في الدولة و ما ظهرت على الشاشة فهو كان بداية كل شيء 
بل و لولاه ما كنت هنا 
ده على المستوى المهني 
على مستوى النقد السينمائي هو كمان اللي خد بإيدي و نصحني أكون عضوة في جمعية نقاد السينما المصريين و قد كان 
أما بقى على المستوى الانساني فده عاوز له مجلدات و كتب احكي فيها عن رقته و انسانيته و نبله الأخاذ 
في الفيديو ده يظهر السينمائي النبيل يوسف شريف رزق الله متحدثاً عن مؤسسة 
#نون 
التجربة السينمائية الفريدة 
و مهرجان الاقصر للسينما العربية و الاوروبية 
و اللي اصبح حالياً مهرجان شرم الشيخ 
و يظهر أيضاً في اللقاء 
أستاذنا 
#سمير_فريد

و ده لوحده حكاية
الخلاصة الفيديو ده بيفكرني بأيام حلوة و ثرية 
حبيت أشارككم فيها
و من العبث ان الليلة عزاء يوسف شريف رزق الله
و يوم ميلاد 
بشير السباعي 
اللهم ارحمهم و ارحمنا برحمتك

 

الـ FaceBook في

15.07.2019

 
 
 
 
 

نجل "رزق الله" يروى كواليس تكريم والده في "القاهرة السينمائي": عنده بصيرة

كتب: أحمد حسين صوان

روى أحمد يوسف شريف رزق الله، نجل المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الراحل، كواليس تكريم والده في الدورة الماضية، من المهرجان.

وكتب "رزق الله" عبر حسابه الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "قبل الدورة اللي فاتت لما عرف قبل حوالي شهر من بداية الدورة اعتزام محمد حفظي تكريمه عن مشواره بمناسبة الدورة الأربعين في تاريخ المهرجان، كان في منتهى السعادة إن بيته اللي فعلًا أفنى فيه عمره هيشكره أخيرًا على مجهوداته دي"، متابعًا: "بلّغني الخبر يوم ما عرف بالتكريم في وجود مامتي ومراتي وحسيت من عينيه قد إيه هو مرتاح ومتحمس للتكريم ده بعد مراحل كتير حس فيها بالإحباط وعدم التقدير الكافي مع إدارات سابقة لدرجة قراره في كذا مرة الاستقالة من منصبه في المهرجان قبل ما يتراجع عن القرار ده".

وأضاف: "قبل افتتاح المهرجان بيوم سألته لو محتاج مني أجهز معه الكلمة اللي هيقولها على المسرح فقال لي إنه ناوي يركز في كلمته على شكر كل الناس اللي ورا الكواليس وبتشتغل معه في المهرجان، فأنا قولت له التكريم ده المفروض معمول عشان الناس كلها تشكرك أنت فمينفعش يتحول لشكرك أنت للناس وخلاص كده"، موضحًا: "كتبت له كلمة تانية يقولها على المسرح وبعتهاله على الميل وقبل ما ننزل نروح الأوبرا تأكدت منه إنه قراها وقالي إنه عمل عليها شوية تعديلات بسيطة وهيستخدمها.. الكلمة كانت مركزة أكتر على مشواره في السينما ومع المهرجان بالإضافة لشوية شكر في النهاية".

وتابع: "لما طلع على المسرح تفاجأت شخصيًا من الاستقبال العظيم اللي الناس استقبلوه بيه مجرد أول ما فهموا من الكلمة الهايلة لمحمد حفظي إن اللي هيتم تكريمه هو يوسف شريف رزق الله وقبل حتى ما يظهر على المسرح.. المسرح كله فجأة قام وقف أول ما دخل على المسرح بخطواته البطيئة الصغيرة وقوبل بعاصفة من التصفيق من كل الناس اللي كانوا فعلاً فرحانين بيه لدرجة إنه هو اللي فضل وبأدبه المعتاد يطلب منهم إنهم يتفضلوا يقعدوا.. لما بدأ يقول كلمته تفاجأت إنه طنش خالص الكلمة اللي كتبتها له وعمل برضه اللي في دماغه وفضل طول ما هو على المسرح يشكر كل فرد في المهرجان واحد واحد وواحدة واحدة باساميهم وكثير منهم مسبوقًا بكلمة أستاذ أو أستاذة رغم إن أغلبهم تلامذته وفي سن أولاده".

 

واستطرد: "بيني وبين نفسي وهو بيقول كلمته كنت متضايق علشان كنت عايز النور يكون متسلط عليه هو بس في كلمته، وابتديت أتوتر لما لاقيت الكلمة بتاعته ابتدت تطول وكلها شكر شكر وحسيت إن التيمبو في القاعة ابتدى يضعف شوية.. لما خلص التكريم وشفت السعادة على وشوش فريق العمل بتاعه وإحنا خارجين من الحفلة وهما بيتسابقوا إنهم يتصوروا معه أدركت إزاي أنا ضيق الأفق وإزاي هو عنده بصيرة وفهمت ساعتها بس ليه الناس كلها بتحبه بالشكل ده وليه الناس فضلوا واقفين لدقايق يصقفوله وقت تكريمه".

وكان الموت قد غيب عن عالمنا الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، صباح يوم الجمعة الماضية، بعد صراع مع المرض، حيث تستقبل أسرته ومُحبيه واجب العزاء في الفقيد الراحل، مساء اليوم الاثنين، في مسجد عمر مكرم، عقب صلاة المغرب.

 

####

مجلة أمريكية تنعى "رزق الله": أثر على أجيال من رواد السينما

كتب: نورهان نصرالله

نعت مجلة "فارايتي" الأمريكية، الناقد والإعلامي الرحل يوسف شريف رزق الله، الذى رحل عن عالمنا يوم الجمعة الماضي، عن عمر ناهز 77 عاما.

ووصفت المجلة "رزق الله" بـ"شخصية تليفزيونية ساعدت في ترويج أفلام هوليوود والأفلام العالمية عالية الجودة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وقاد مهرجان القاهرة السينمائي لعقود وسط اضطرابات متكررة، وكان له تأثير كبير على أجيال من رواد السينما والمخرجين في العالم العربي".

وتتلقى أسرة الناقد الراحل يوسف شريف رزق الله، الليلة، العزاء في مسجد عمر مكرم.

 

الوطن المصرية في

13.07.2019

 
 
 
 
 

رحيل

يوسف شريف رزق الله... وداع عصر كامل

عصام زكريا

لم يحظ أي اسم في المشهد الفني في مصر بهذه الضجة إثر رحيله كما حدث مع يوسف شريف رزق الله. منذ الجمعة الماضي، أثار خبر موته حالة من الحزن العام المستمر لغاية اليوم. إنّه الاسم الذي ارتبط بالسينما وحبّ الفن السابع في ذاكرة المصريين، كما ارتبط بعصر يحنّ إليه المصريون بدأ مع التلفزيون في الستينيات

القاهرةأثارت وفاة الناقد يوسف شريف رزق الله (1942 ـــــ 2019) صباح الجمعة الماضي حالة من الحزن العام في أوساط السينمائيين المصريين، لكن بالأخص وسط جمهور مواقع التواصل الاجتماعي لم يسبق لها مثيل مع «ناقد» أو سينمائي من قبل. حالة تعكس قدر المحبة التي كان الراحل يحظى بها، وقدر التأثير الذي تركه في أجيال من عشاق السينما. منذ سبعة أشهر تقريباً، عندما أعلن عن تكريم الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله خلال افتتاح الدورة الأخيرة من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بدا الأمر مدهشاً بعض الشيء. عادةً، يكرّم المهرجان سينمائيين عالميين ومصريين لهم نصيب ملحوظ من النجومية والشعبية. الأمر الثاني أن رزق الله عمل كمدير فني للمهرجان لحوالى أربعين عاماً، أي منذ نشأته تقريباً، مما يجعل التكريم أشبه بالتقدير الداخلي من المهرجان لأحد أبنائه. لكن بمجرد صعود رزق الله، الذي بدا عليه الإرهاق، حيث كان يعاني من مشاكل القلب على مدار السنوات الماضية، إلى المسرح، ضجت قاعة المسرح بالتصفيق المدوي وقوفاً لمدة دقائق، مصحوباً بهتافات من بعض الحاضرين، في مشهد قلّما يحدث إلا مع كبار النجوم الشعبيين.
ليلتها أيضاً، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات التهنئة والمحبة وسرد أنواع التأثير المختلفة التي تركها رزق الله في أجيال متعاقبة من محبي السينما، فيما بدا أنه «بروفة» أو إرهاصة لمشهد الوداع العظيم الذي بدأ يوم الجمعة الماضي ولا يزال مستمراً. وداع يحمل في طياته حنيناً لعصر كامل وإلى الأبد.
عصر بدأ مع دخول التلفزيون مصر عام 1960 وتشكيله لما يشبه الذاكرة الجمعية للمصريين، من خلال الأفلام والمسلسلات والبرامج وخطب الرؤساء ومباريات كرة القدم... هذه الذاكرة التي يتشبث بها المصريون عبر قناة «ماسبيرو زمان» وغيرها من القنوات التي تبث هذه المواد «التراثية» وتحظى بما تحظى به من إقبال شديد. مع دخول السبعينيات، بدأ التلفزيون يعطي مساحات أكبر للمواد الأجنبية، على رأسها الأفلام بالطبع. ومع إطلاق برنامج «نادي السينما» من تقديم درية شرف الدين وإعداد يوسف شريف رزق الله في بداية 1975، بدأت حقبة مختلفة من الثقافة السينمائية في مصر
.

كان رزق الله، المتخرج في كلية «اقتصاد وعلوم سياسية» يعمل محرراً في قطاع الأخبار في التلفزيون، ولكن كانت له نشاطات سينمائية في «جمعية الفيلم» و«نادي سينما القاهرة». وبالتالي عهد إليه إعداد البرنامج الذي حمل اسم الجمعية الشهيرة. حقبة جديدة من الثقافة السينمائية بدأت مع «نادي السينما» وامتدت لسنوات طويلة، قبل أن تنتقل لبرامج أخرى مثل «أوسكار» تقديم سناء منصور وإعداد رزق الله أيضاً الذي تخصص في الأفلام الحائزة جوائز الأوسكار، ثم «تليسينما» الذي كان أول برنامج يقدمه رزق الله بنفسه، و«ستار» و«سينما في سينما» وغيرها.

ربما يصعب على أجيال اليوم، التي تعاني من التخمة الإعلامية، تخيل المشهد قبل ظهور الإنترنت والفضائيات. بالنسبة إلى الأجيال السابقة، كانت ليلة السبت التي يذاع فيها برنامج «نادي السينما» مقدسة، وكثيرون كوّنوا بذرة وأساس ثقافتهم السينمائية من خلال البرنامج. ومع ليلة السبت، أضيفت ليلة الخميس مع إطلاق برنامج «أوسكار». ومع «تيلسينما» و«ستار»، لم تعد الأفلام فقط في متناول اليد، بل أيضاً أخبار وحوارات مع نجوم السينما العالمية. وعندما أطلّ رزق الله على الشاشة من خلال البرامج الأخيرة، وقع المشاهدون في حبه على الفور، بوسامته المميزة وإطلالته الهادئة المتواضعة وثقافته الكبيرة.

لم يكن رزق الله ناقداً سينمائياً بمعنى الكلمة، وكتاباته حول الأفلام كانت دائماً للتثقيف والتعريف ومحمّلة بالحب أكثر من النظرة التحليلية أو النقدية. بمعنى ما، قبل ظهور كلمة «منشط ثقافي» التي أصبحت «موضة» الآن، كان يوسف شريف رزق الله أشهر وأكبر منشط ثقافي سينمائي ظهر في مصر.

وبالإضافة إلى الجمعيات السينمائية والتلفزيون، كان «مهرجان القاهرة الدولي» الساحة الكبرى التي شهدت إنجازات رزق الله التثقيفية منذ نشأة المهرجان نهاية السبعينيات حتى الدورة القادمة بعد أشهر. إذ كان يعمل خلال الأسابيع الماضية قبل مرضه الأخير ووفاته. على مدار عقود وتعاقب رؤساء للمهرجان، كان رزق الله في موقع «القلب» والمحرك الرئيسي للمهرجان، الذي يختار أفلامه وضيوفه ويشرف على كل كبيرة وصغيرة فيه، باستثناء دورة واحدة لم يعمل بها في المهرجان عام 2014.

وهذه الإنجازات كلها لم يكن لها أن تؤتي ثمارها لولا شخصية رزق الله التي تليق بـ«منشط ثقافي» حقيقي يتمتع بالشغف وبالتعلق الشديد بعمله، وكذلك بحبه للناس خاصة عشاق السينما. كان يحرص على متابعة كل ما يكتب عن السينما والتواصل مع الصحافيين والنقاد الشباب، ولن تجد واحداً منهم تقريباً لم يتصل به رزق الله في يوم من الأيام ليحيّيه على مقال كتبه، أو ليذكر له بعض الملاحظات والتعليقات. بالإضافة إلى تأثيره العام في عقول أجيال، ترك رزق الله ذكريات حميمة شخصية في عشرات وعشرات من السينمائيين وعشاق السينما من مختلف الأعمار. الحزن الهائل الذي خلفه رحيله يعكس قدر التأثير الذي تركه وقدر المحبة الذي حمله للسينما ولمحبي السينما... حزن على زمن ونوع من البشر ربما لم يعد لهما وجود.

 

الأخبار اللبنانية في

14.07.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004