كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

دورات حسين فهمي بمهرجان القاهرة.. نجاح وانفتاح وقدرة على تجاوز الصعوبات

صفاء الليثي

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الحادية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

ينشر بالاتفاق مع مجلة الفيلم

فيما يشبه النظام الرئاسي في النظم الديمقراطية يصدر قرارٌ برئاسة مهرجان السينما سنويًا، ولكنه يجدد حتى أربع سنوات كلف حسين فهمي برئاسة الدورة 22 (25 نوفمبر – 8 ديسمبر 1998) بعد سعد الدين وهبة كان الجميع متأهبًا، فالرئيس الجديد نجم سينمائي وسيم بالنسبة للغالبية ليس أكثر، كيف تم اختياره ومن رشحه، معلومات غير متاحة، سيبقى حسين فهمي رئيسًا ونائبته سهير عبد القادر ..... وشكل المكتب الفني من الأساتذة، أحمد رأفت بهجت، أحمد صالح ، د. رفيق الصبان، ماري غضبان ويوسف شريف رزق الله حسب الترتيب الوارد في كتالوج المهرجان. أما لجنة البرامج فضمت ماري غضبان ورزق الله. ضيفة الشرف النجمة الإيطالية جينا لولو بريجدا. ضمت المسابقة الرسمية "كونشرتو درب سعادة " للمخرجة أسماء البكري وفيلم "اختفاء جعفر المصري" للمخرج عادل الأعصر، قام ببطولته حسين فهمي، هاجمت الصحافة مشاركة فيلم للنجم رئيس المهرجان بما يعبر عن تعارض المصالح، وكان الهجوم الأكبر على قراره بحضور حفلي الافتتاح والختام ببدلة سموكنج. في لقاء تلفزيوني مع قناة الغد قال فيه إنه أول من طالب بالسجادة الحمراء وحضور الرجال بالسموكنج والسيدات بفساتين ولكنه لم يتصور أبدًا أن ينقلب الأمر إلى ديفيله. كان هدفي أن نكون مثل المهرجانات العالمية الكبرى. وبعيدًا عن اهتمامات الصحافة كانت المسابقة قويةً ضمت عملين من سوريا، نسيم الروح للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، وتراب الغرباء للمخرج سمير ذكري، كما ضمت النسخة الأمريكية لفيلم البؤساء 1998. كانت أقسام المهرجان تضم إضافة إلى المسابقة الرسمية، قسمًا رسميًا خارج المسابقة، مهرجان المهرجانات، قسم إعلامي. هذه الدورة اتسعت التكريمات لتشمل الياباني أكيرا موروستوا، وممثلًا بولنديًا شعبيًّا، كتقليد سار عليه المهرجان تكريم رئيس لجنة التحكيم وكان الممثل الأمريكي جون مالكوفيتش. كما كرمت الممثلة الفرنسية نيكول جارسيا والأخوان تافياني. وضيف الشرف كان الممثل الأمريكي الأسود داني جلوفر. تعددت البرامج واتسع مدارها شرقًا وغربًا ، برنامج أضواء على السينما الإيرانية وعرض فيلم جعفر بناهي المرآة، وأفلام مجرية في التسعينيات، وقسم لأفلام كوريا الجنوبية، وسينما أمريكية مستقلة ، بالإضافة إلى بانوراما للسينما المصرية لتعريف الأجانب بنماذج منها ضمت المصير ليوسف شاهين، القبطان لسيد سعيد، ناصر 56 لمحمد فاضل هيستريا لعادل أديب ودانتلا لإيناس الدغيدي. عشاق السينما استمتعوا بكل الأفلام، خاصة وأن حسين فهمي جلب معدات حديثة لعرضها بعد أن شهدت السنوات السابقة كوارثَ لضعف ماكينات العرض وقلة كفاءة من يُديرها. وخاصةً في عروض جرت بالمسرح الصغير – وكانت الشرائط سينما 35 وضجيج الماكينة أعلى من صوت الفيلم. يذكر حسين فهمي التحسين الذي أجراه على العروض في حواره للصباح وعن انضباط العروض وجودتها أكد أنه * لم يكن يحدث وقت رئاستك شكاوى في العروض لماذا تغير الوضع؟

- لأنى كنت رئيس مهرجان حرًّا ومستقلًّا أكثر، لكن حاليًا هناك تدخل من وزارة الثقافة، وفى فترتي كنت أقوم بتأجير آلات عرض من أجل الافتتاح وكان يكلفنى 60 ألف جنيه فى الحفل، وأحصل على أموال من أصدقائي تصل إلى 3 ملايين ليس لهم علاقة بالـ 200 ألف جنيه التى نحصل عليها من الوزارة، فى حين أن ميزانية مهرجان «كان» تصل لـ 50 مليون يورو، وهناك دعم لهم من كل الجهات، وكنت أقوم بعمل حسابين أحدهما خاص بالوزارة والآخر لي، لكنى وضعتهما فى حساب واحد بعد ذلك خوفًا من أن تسألنى الرقابة الإدارية عنهما، وبعد استقالتي بحثوا عن مدى استفادتي من المهرجان والمكاسب التى أحققها لنفسي لكنهم اكتشفوا أننى على مدار أربع سنوات كنت أعطى مكافآت للموظفين بعد انتهاء دورة المهرجان وأكتب تؤجل مكافأة رئيس المهرجان لحين تحسن الظروف المادية للمهرجان. في مجلة الفن السابع كتب مجدي الطيب :" في العدد الرابع والعشرين من مجلة الفن السابع ( نوفمبر 1999) كتب الناقد مجدي الطيب: "لا ينبغي أن يتبادر إلى ذهن أحد أن إهداء الدورة 23 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي (24 نوفمبر- 7 ديسمبر) إلى الكوميديا يعني بالتبعية أنها ستخلو من التظاهرات الجادة التي ترضي الغرور. فالمؤشرات الأولية تقود إلى الظن أن دورة العام الماضي التي تولى إدارتها لأول مرة الفنان حسين فهمي لم تكن سوى بروفة لدورة هذا العام. "وسيمضي في عرضه ليعدد أهم ملامح الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان القاهرة السينمائي، تكريم الكوميديا والسينما البرازيلية وموسفيلم. المقال نشر من واقع المؤتمر الصحفي وما أعلن عنه حسين فهمي. في الدورة 22 وماتلاها لعدد من الدورات لم تكن المهام محددة كما يحدث الآن، فالمكتب الفني يضم مجموعة آخر اسم به في دورة 22 كان القدير يوسف شريف رزق الله وارتفع ليصبح الاسم الأول في الدورة 23 مع ماري غضبان، أحمد رأفت بهجت، د.رفيق الصبان وأحمد صالح. خرجت من المكتب الفني سهير عبد القادر فيما يبدو أنه لصالح تحديد المهام. وبرز اسم السيناريست الرائد عبد الحي أديب كمقرر للجنة اختيار الأفلام التي ضمت أسماءً عديدة من الصحافة وصناع الأفلام. تدريجيًا يتضح تقسيم العمل الذي نعرفه مع الدورات الخمس الأخيرة.
ضيف الشرف كان الممثل الفرنسي آلان ديلون، وضيفة الشرف كاترين دينيف. كما كرم بيتر أوتول وفاليريا جوبلز. رأس لجنة التحكيم المخرج الفرنسي إيف بواسيه وضمت المخرج الإيراني (داريوش مهرجي) توازنات التشكيل ميزة حرص عليها القائمون على المهرجان فضمّ في عضويته المخرجة إيناس الدغيدي والسينارست محمود أبوزيد. من الكتالوج كانت هناك فوضى في تقسيم البرامج، فهناك قسم للكوميديا متداخل مع مهرجان المهرجانات ومع القسم الإعلامي هل كانت مسئولية محرر الكتالوج أم أن تغييراتٍ تمت في لحظات أخيرة ونتج عنها هذا التداخل. كان قسم مهرجان المهرجانات يضم الأفلام التي شاركت مهرجانات كبيرة أخرى وحظيت بتقديرات كبيرة، كعكة المهرجان التي كان الإقبال عليها كبيرًا.
في العدد الرابع والعشرين من مجلة الفن السابع ( نوفمبر 1999) كتب الناقد مجدي الطيب: "لا ينبغي أن يتبادر إلى ذهن أحد أن إهداء الدورة 23 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي (24 نوفمبر- 7 ديسمبر) إلى الكوميديا يعني بالتبعية أنها ستخلو من التظاهرات الجادة التي ترضي الغرور. فالمؤشرات الأولية تقود إلى الظن أن دورة العام الماضي التي تولى إدارتها لأول مرة الفنان حسين فهمي لم تكن سوى بروفة لدورة هذا العام. "وسيمضي في عرضه ليعدد أهم ملامح الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان القاهرة السينمائي، تكريم الكوميديا والسينما البرازيلية وموسفيلم. المقال نشر من واقع المؤتمر الصحفي وما أعلن عنه
.

الدورة 24 الرابعة والعشرون

سميت دورة الرومانسية، التي امتدت إلى رومانسية ثورية تحيي الانتفاضة الفلسطينية. افتتحت في (7 نوفمبر 2000) شارك فيها 121 فيلمًا من 48 دولة واستمرت حتى 21 نوفمبر 2000. بدأ الحفل الذي أقيم على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية وحضره عددٌ كبيرٌ من نجوم السينما المصرية بعرض لمجموعة من اللقطات المصورة للمواجهات التي جرت بالقدس والمسجد الاقصى وصاحبها صوت عبد الحليم حافظ وانتهت بمشهد مقتل الطفل الفلسطيني محمد الدرّة برصاص الجنود الاسرائيليين. وكان حسين فهمي رئيس المهرجان صرح بأن هذه الدورة ستكرم شهداء فلسطين وستوجه التحية لانتفاضة الأقصى. وسيعرض المهرجان فيلمين تسجيليين من فلسطين، الأول هو (فدوى.. حكاية شاعرة من فلسطين) وهو من إخراج ليانة بدر (1999)، ويتناول حياة الشاعرة الفلسطينية الكبيرة فدوى طوقان. والثاني بعنوان "زيتونات" الذي يتناول أهمية اشجار الزيتون في حياة الشعب الفلسطيني والتي يقوم الإسرائيليون باقتلاعها من الأراضي العربية المحتلة. وقام فاروق حسني وزير الثقافة المصري الذي افتتح المهرجان بتكريم ضيفة الشرف لهذا العام وهي الممثلة العالمية صوفيا لورين حيث سلمها جائزة عن مجمل أعمالها الفنية، وأعربت الممثلة الايطالية التي وصلت إلى القاهرة الاثنين الماضي عن سعادتها البالغة وشكرها العميق لتكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي. وقالت لورين التي كانت أول ممثلة تحصل على الأوسكار عن أحسن فيلم أجنبي والحاصلة على جائزة افضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي في تصريحات صحفية نشرت بالصحف المصرية أنها شاركت العديد من المهرجانات وتم تكريمها عدة مرات ولكنها اعتبرت تكريمها في مصر يحمل أهمية خاصة. كما كرم وزير الثقافة المصري خلال الحفل أيضًا المخرج والمنتج البريطاني رولاند جوفي الذي رأس لجنة التحكيم بالإضافة إلى عدد من الفنانين المصريين الذين كان لهم إسهامٌ كبيرٌ في انتاج الأفلام الرومانسية وهم المخرج عاطف سالم وأحمد مظهر ومريم فخر الدين ولبنى عبد العزيز ومديحة يسري ونجلاء فتحي وميرفت أمين ومحمود ياسين ونور الشريف. واحتفاء بالرومانسية اختارت إدارة المهرجان إهداء هذه الدورة لاسم الفنان عبد الحليم حافظ. شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة 18 فيلمًا من 14 دولة. واقتصرت المشاركة العربية في هذه المسابقة على فيلمين هما المصري "العاصفة" بطولة يسرا وهشام سليم ومن إخراج خالد يوسف والمغربي "عطش" بطولة عبد الله ديدان ومنى فتو ومن إخراج سعد شرايبي. وأرجعت إدارة المهرجان المشاركة العربية المحدودة في المسابقة الرسمية إلى ضآلة الإنتاج السينمائي المصري والعربي في هذا العام. وكان المهرجان قد عانى في دورته السابقة أيضًا من قلة الأفلام العربية المشاركة في المسابقة الرسمية، إلا أن الفيلمين المصريين "أرض الخوف" و"سوق المتعة" فازا بجوائز، وكانا تمثيلًا مشرفًا لمصر والسينما العربية. يحكي "العاصفة" قصة أخوين مصريين أحدهما يعمل في الجيش العراقي بسبب حاجته للمال ويشارك مرغمًا مع القوات العراقية في غزو الكويت، والثاني ينضم إلى القوات المصرية المشاركة في عمليات تحرير الكويت أثناء تأديته الخدمة العسكرية. وتثور ثائرة الأم في القاهرة لفكرة أن يتقاتل الشقيقان في رمز واضح لرفض الأمة العربية قتال الأشقاء. وشاركت كل من إيران وإيطاليا وروسيا وأسبانيا بفيلمين في المسابقة الرسمية بينما شارك بفيلم واحد كل من فرنسا واليونان وأيسلندا وهولندا وبولندا والصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة. وضمت لجنة التحكيم في عضويتها الممثلة لبنى عبد العزيز والمخرج شريف عرفة من مصر والمخرج والمنتج الجزائري أحمد راشدي. هذه المعلومات من تقرير لوكالة رويترز نشر أثناء انعقاد الدورة 24، والملاحظ أنه لم تكن هناك مقاطعة لإيران كما هو حادث منذ سنوات، حيث تحظى السينما الإيرانية بتقدير المهتمين بالسينما في مصر كما يلاحظ وجود أزمة لمشاركة فيلم عربي، ولا توجد أزمة في مشاركة أكثر من فيلم مصري.

ومن الملاحظ أن الدورة تميزت بالآتي:

ضيوف شرف من إيطاليا صوفيا لورين ومايكل أنجلو أنطونيوني وأورنيلا موتي

حضور إيراني واسع ومميز: عباس كياروستامي عضو لجنة التحكيم وبرنامج استعدادي عنه )سوف تذرونا الرياح، طعم الكرز، وتستمر الحياة، لقطة مقربة، واجب منزلي(

فيلمان إيرانيان في المسابقة الرسمية: البلوغ وأسطورة الحب

فيلم الافتتاح راقصة في الظلام الدوجما والقواعد العشرة

الدورة 24 كانت أقوى دورات رئاسة حسين فهمي، أقيمت ندوة مع عباس كياروستامي أدارها بنفسه، ومع نجاحها الكبير اختاره العام التالي ليرأس لجنة التحكيم في الدورة 25 الحاسمة لفترة رئاسته.

في الدورة 25 آخر دورات حسين فهمي تغيرت أسماء المكتب الفني قليلًا وحسب ترتيب الكتالوج، يوسف شريف رزق الله ثم أحمد رأفت بهجت، ماري غضبان، أحمد صالح، مجدي الطيب، وجيه خيري. في هذه الدورة رأس لجنة التحكيم المخرج عباس كياروستامي مع مخرج صيني والفنانة لبلبة والمخرج المصري سمير سيف. تكرر قسم أضواء على السينما الإيرانية، وضمت البرامج قسمًا سُمي المهاجرون في عيون السينما العالمية ومخرجون مصريون مولودون بمصر. وقسم خاص عنوانه خمسة وعشرون عامًا من السينما العربية. كانت دورةً قويةً جدًا وعلى الأرجح لم تكن هناك موانع سياسية تمنع السينما الإيرانية وصنّاعها من المشاركة والتكريم ، السيد عمرو موسى وزير الخارجية وقتها وافق على عرض الأفلام واستضافة صناعها. وبهذا القرار العاقل تعرف الجمهور المصري على سينما حققت سمعة عالمية كبيرة وتوالت بعد ذلك عروض الأفلام في جمعية نقاد السينما المصريين، إذ كان المهرجان كريمًا يتيح نسخة المشاهدة لتعرض في الجمعيات السينمائية، كنا نستعيد أهم ما عرض منها وأفضله، وتناقش الأفلام على جمهور متخصص، تبقى العروض كتوابع لزلزال فنيّ كبير استمر طوال أيام انعقاد مهرجان القاهرة الأقوى والأهم بين مهرجانات السينما العربية وقتها قبل ظهور مراكش ودبي وقبل تغير مهرجان قرطاج إلى دورة سنوية وكانت تعقد بالتبادل مع مهرجان دمشق الدولي.

في أخبار الأدب نشرت مقالًا عن مشاهدات في مهرجان القاهرة دورة 25 عام 2001، كان المقال بعنوان "المتعة عالمية والبؤس عربي"، كان فيلم مالينا قد أصابنا بسحره، بينما فيلم سوري للمخرج غسان شميط بعنوان "الطحين الأسود" يفرض كآبته علينا، فكان المقال عن ترحيبي بجمال الفن ورقيّه لصاحب سينما باراديزو جوسيبى تورناتورى، وقبح الادّعاء في الفيلم العربي. بعد فترة قابلت الطبيب الناقد د.أحمد
عبد الله، وأخبرني أن مقالي دفعه للبحث عن فيلم "مالينا" ومشاهدته وكذا قال لي الناقد محمود عبد الرحيم سعادتي لا توصف وتذكرت تعريف سهام عبد السلام بالنقد: "تجربة إبداعية عاشها الناقد ويريد أن يشرك آخرين فيها". منحني المهرجان فرصةَ الاطلاع على أجمل وأهم أفلام العالم وكانت فرصة للتواصل وممارسة الكتابة النقدية المتاح نشرها في مجلات ثقافية عامة وجرائد حزبية. كتبت للعربي الناصري وأخبار الأدب بعد توقف الفن السابع دون أن أكون صحفية معتمدة، كتابة حرة وجدت من ينشرها
.

تجاوز حسين فهمي أزمته مع الصحافة وحقق دورات ناجحة وصلت قمتها مع دورته الأخيرة نجح فيها مع مكتبه الفني في تكريم رموز من مختلف ممثلي السينما العالمية من إيران إلى أمريكا اللاتينية.

الناقد طارق الشناوي: "حسين فهمي له تجربة ناجحة في رئاسة المهرجان خلال الفترة من 1998 وحتى 2001، وعلى مدى 4 سنوات كانت تجربته ناجحة ومميزة"

ومع ذلك لست من أنصار إعادة من نجح سابقًا كمن أفلس ويبحث في دفاتره القديمة، فمصر ولادة وهي هبة شعبها، يظهر دائمًا من بينهم كفاءات قادرة على حسن الإدارة وعلى تذليل الصعاب المادية والفنية، ومع الدورة 41 التي وضع أسسها يوسف شريف رزق الله الذي قام بدور المدير الفني للمهرجان مع مجموعة تدربت على أسس العمل ومنهم نائبه الشاب الذي استعان به منذ عدة سنوات، وبعد رحيل يوسف شريف رزق الله اتخذت الهيئة العليا للمهرجان قرارًا باستمرار اسمه مديرًا فنيًا للدورة وكلف أحمد شوقي بالعمل مديرًا فنيًا وكانت تغييرات قد حدثت قبل رحيل يوسف على عمل لجان الاختيار ليكون منها مبرمجين حسب مناطق جغرافية يبرمجون الأفلام المشاركة في المسابقات وأقسام المهرجان المختلفة. فيما يشبه عودة إلى صيغة العمل الجماعي لمكتب فني يضم خمسة أعضاء تحت قيادة رئيس المهرجان المنتج والسيناريست محمد حفظي الذي رشحه رزق الله العام الماضي ليرأس المهرجان بعد استقالة د. ماجدة واصف التي قدمت دورات ناجحة وعملت على تأسيس أرشيف للمهرجان يوثق كل الدورات ويحفظ حقوق أصحابها.

 

الشروق المصرية في

03.12.2019

 
 
 
 
 

Between Heaven And Earth

فيلم المخرجة الفلسطينية نجوى نجار "بين الجنة والأرض"..

المشقة في قلبي لا في الطريق

صفاء الليثي

امرأة ورجل بسيارة مرسيدس عتيقة، هي معها جواز سفر اسرائيلي وهو معه تصريح، كشرقى يريد القيادة وهي تجد أنه أفضل لهما أمنيا، أنا بأسوق، يصلان بعد توقيف ثم سماح بالعبور الى حيث المحكمة لتوثيق الطلاق، القضية رقم 67 ، هل سيكون هناك دلالة للرقم، ؟ نعم سنتأكد لأنهما بعد الرحلة للحصول على وثيقة مطلوبة بعنوان والد الزوج ستكون القضية رقم 48 ، في عودة لأصل الحكاية والشأن الفلسطيني بدون حل. الموثق يسأل تامر أم تمير؟ سيكون تحت اسم الأب ولد آخر بتاريخ ميلاد آخر تمير، يصلان إليه ، هي وحدها لتقابل الوالدة هاجر جلعادي في البيت القديم بالخليل، يدعوها على شاي، صفارة ابريق الشاي مؤثر دال على الشعور بالخطر، هي آمنة ، هو من يشعر بالخطر يراقب بكاميرا موصولة بجهاز كومبيوتر ، خوف السارق لبيت ليس صاحبه، يبلغ عنهما، يحتجزان وهي ترفض الإجابة عن سؤال بخصوص ديانتها، رغم كل شيء هناك قوانين ولا يصح الاحتجاز دون اتهام محدد لأكثر من 24 ساعة، تصل أمها سيدة أنيقة تصحبهما ألى منزل أسرتها حيث الوالد البرجوازي المثقف.

من التحقيق نفهم أن منزل تمير كان للعرب وسكنه الإسرائيلي، دون مباشرة نفهم سبب خوف تمير، وغلقه الباب بعدة تكات والتصوير لكل من يقترب من البيت، عمارة فريدة بأحجار وسلالم حجرية، ستصور المخرجة كل ما يعكس أصالة كانت للعرب واحتلها الإسرائيليون. أزقة ومتاجر ومقهى يجلس صامتا به عربي بحطته الفلسطينية علامة على المكان. نعود للأحداث في بيتها تعد الأم طعاما وتحاور زوج ابنتها تعاتبه لعدم زيارتهم طوال الخمس سنين، مظهرها عصري ولكن تفكيرها تقليدي تسألهما عن ولد تنتظره هي والأب، جد وجدة مشتاقان. يحصل من الوالد عن معلومات تخص والده واسم لشخص يتصل به ، أموج. هو ووالده وأموج تزاملوا في حزب يساري ولديه معلومات غير دقيقة عن والده، يعرفها أموج.

في السيارة سلمى منزعجة لا يعجبها حال أبيها المنسحب من الحياة، وأمها التي تركت الحديث معها لتعد كيكة لهما للطريق. هو مندهش، على الأقل لديك والد تعرفين مكانه، يصحب الطريق أغنية من السيارة صوت سعاد ماسي المفضل لدى المخرجة وكلمات" سلام، وأنا هأمشي من سكات، وبأودع أملي فيك، يا حلم ودعني" مع مشاهد لليل يستمرالغناء .." أنا تقريبا مشيت، أشوف وشك بخير" يصلان إلى طريق رأس النافورة ، تامر يتذكر لمحات من طفولته، والده والأم ونافذة عليها قضبان حديد، توقفهما سورية معها بندقية، تسأل سلمى، بعدما حل سوء التفاهم " أديش احنا بعاد عن سوريا، ترد السورية بحماس احنا هون بسوريا لو فينا- قدرنا- ساعة مشي كنا بأحسن مطعم بدمشق، فكروا إن الشريط اللي حطوه بيناتنا راح يحميهم، ويمكن ينسينا أصلنا" تمنحهما طعاما ومبيتا حتى الصباح ويواصلان بالسيارة.

يكادا يصدمان سيارة تتعطل بها سائحان فرنسيان، يطلب منهما اصطحابة لأقرب محطة بنزين، تقول سلمى نحن فلسطينيان ممنوع علينا اصطحاب الإسرائيليين ، يرد لحسن الحظ نحن يهود ولسنا إسرائليين. الكلمات الدالة التي تضعها المخرجة المؤلفة على لسان أبطالها ليست عفوية ولكنها مقصودة لشرح وجهة نظرها بوضوح. المرأة منزعجة من العرب وهو يهدئها بقبلة فرنسية، تامر يزعق بهما ، خلصونا ورانا طلاق بدنا نلحقه، هناك أيضا حس فكاهي وسخرية من موقف وضع تامر فيه. ينزل الفرنسيان ويتوهان إلى مقبرة يلتقيان فيها بصوفي ، يصلون إلى منطقة شعبية حيث يهود متعصبون يصفونهم بالقردة ويتعاركون، عجوز يفض العاركة ويشير لهم على طريق أموج، إلى مقهى حيث أموج ويتبين أنه يهودي عرااقي يعرف أم تامر هاجر جلعادي ولكنها اختفت، يشير الى عملها بالمخابرات والى ابنها الذي أخذوه منها بالمستشفى. وأبوه غسان هجار الكاتب الذي قتل ببيروت، الفلاش باك الذي يظهر لتامر يؤكد أنه كطفل شاهد قتل أبيه وأمه من غرباء اقتحموا البيت. مشهد رقيق الطفل يحاوا الباس أمه حذاءها المخلوع بجوار جثتها وكأنه يحضها على النهوض. والطفل بشعره الأسود يشبه تامر في اختيار موفق من المخرجة.

هما حائران والسيارة تسير في نفق مظلم قبل الوصول إلى شاطيء البحر، تصور النجار كل مشهد في مكان يلقي بظلاله على مشاعرهما لحظتها، كل شيء مدروس وليست مجرد رحلة بلا هدف. يصلان إلى شاطيء ويتعاتبان، ومكان للمبيت كقرى بساطة التي أقامها اليهود أثناء احتلال سيناء، أماكن بسيطة للمبيت ثم يحضران الحفل مع الصوفي الذي ينير طريقها بكلماته، وحديث عن العشق تنتبه إليه. يكون عليها إصلاح السيارة وهو يستقل سيارة نصف نقل مع مجموعة تودع عروسين، الغناء مختفى وتضع النجار موسيقى ناعمة بدلا من التصفيق والغناء، هل كان اختيارا فنيا أم لضعف التسجيل في الطريق العام؟، هى مقلة جدا في استخدام الموسيقى من خارج الصورة وتستخدم مؤثرات المكان بطريقة تعبيرية. يصل تامر إلى هاجر في بيت رعاية وقد فقدت الذاكرة، صامتة تماما، الممرضة تحكي له أن ابنها يزورها وكانوا أخذوه منها بعد ولادته وأعطوه لأسرة من الأشكيناز، تامر مندهش تودعه وتعطيه ورقة جريدة عن خبر استشهاد والده، عند خروجه يقابل الابن تمير العدواني يوبخه، لماذا لا تتركها في سلام، ليست أمك ولا يمكن أن نكون أخوين، يعطيه اسما يصل إلى كنيسة حيث قبر الوالد ونصب تذكاري به شكر لوالده الذي أنقذ الكثيرين. يعود تامر محبطا تأكد من اسم والده وعنوانه الأخير، يصلان إلى المحكمة يعلن عن رقم 48 ولكنها لا يتقدمان، لا يتحركان وكأنهما أدركا عبث الانفصال.  

شتات فلسطيني وضحية سورية فوية ومتماسكة، ومعتد إسرائيلي على الوطن والدار، أوضاع عبرت عنها النجار في رجلة الطلاق الذي لم يحدث ويبقى الوضع قاسيا على فلسطيني ببطاقة خضراء، وفلسطينية من عرب الداخل لديها هوية اسرائيلية رفضت الإفصاح عن ديانتها ، يحمل والدها اسما يمكن أن يكون لمسلم أو لمسيحي، فاروق عيسى ، وتامر نفسه هل دفن والده في مقابر المسيحيين يعني مسيحيته.؟! تطرح النجار كثيرا من الأسئلة ولا تجيب عليها بشكل قاطع، يقول المخرج السوري الكبير محمد ملص السينما لا تعطي إجابات ، فقط تطرح الأسئلة.  

الفيلم في قالب رحلة في سينما بسيطة، تشاغبنا بسؤال هل تامر وتمير أخوين من أم واحدة، هاجر جلعادي اليهودية العراقية الشيوعية.  وكأنها بدون مباشرة تدعو إلى دولة علمانية لا تمييز فيها بين المواطنين بسبب الدين. " بين السماء والأرض " نموذج جيد لسينما المؤلف المهتمة بقضيتها العامة والمنعكسة على مشكلتها الخاصة.  

قالب فيلم الطريق يناسب تماما فكرة صاغتها نجوى نجار بشكل مركب عن علاقة حب بين اثنين على حافة الطلاق مع الورطة التي يعيشها كل فلسطيني سواء كان في الضفة الغربية أو الشرقية، سواء كان معه هوية اسرائيلية أو تصريح فقط مع معاملته كإرهابي محتمل. تتمسك البطلة بعدم الرد على سؤال حول ديانتها وهو إعلان موقف نجحت فيه النجار من خلال اتخاذها البطلة واجهة للتعبير عن كل أفكارها الرافضة للهوية على أساس ديني. بدت الفلسطينية مثقفة جميلة، ملابسها غير متزمتة، تقود سيارتها ، ككل فتاة عربية تهرب من إلجاح أمها للسؤال عن الطفل ومتى ينجبان طفلا يفرح به الجدة والجد. وسط المشكلة الكبرى التي ظهرت عند الرغبة في الحصول على وثيقة طلاق تعبير عن مشاكل الفتاة في مجتمع عربي والتنميط الذي يضعها فيه الجميع، الأسرة والأهل والجيران. أظهرت النجار البوليس النسائي الإسرائيلي متعجرف وغبي وأصرت على عدم تحقيق طلبهم حول معرفة ديانتها، كما أظهرت الشاب الإسرائيلي خائف يغلق باب البيت بعدد من تكات المفتاح في مقابل جسارتها ومحاولة حل أزمة هوية زوجها. ‘نها ليست رحلة طلاق ولكن رحلة بحث عن الهوية والتأكيد على أن هذه ديارنا، بيوتنا وذاكرتنا.

من اسم الممثلة اعتقدت أنها يهودية . أثناء البحث عن معلومات عن الفيلم وصناعه عرفت أن الممثلة لويز حاييم ممثلة فرنسية فلمنكية ومترجمة ومخرجة. عملت كمدرس لغة سابق ومسؤول حماية عن طلبات اللجوء ، وبدأت مسيرتها المهنية في المسرح عام 2007 وانضمت إلى السينما في عام 2011. وقد شاركت في إنتاجات دولية في فرنسا وألمانيا وإيران وفلسطين. أربع لغات باللغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والإيطالية ، سافرت في 50 دولة وتتعلم اللهجات الفلسطينية والمغربية.هنا تجيد العربية والعبرية بطلاقة مكنتها من تخطي حواجز والتعامل مع كل الأطراف بكياسة. عموما تخوض نجوى نجار حقل ألغام في فيلمها حيث سار البحث عن احتمال كبير أن يكون اليهودي والمسلم من أم واحدة عراقية يهودية شيوعية. بداية البحث بلقاء مع صديق لوالد الزوجة ويعرف والده وأمه ولكن عند الاستمرار في البحث يتبين أن والد الزوج مسيحي مناضل وقبره بجوار كنيسة في رام الله. نعود الى الخلف لنتتبع صاحبة الباسبور الإسرائيلي وزوجه الفلسطيني ومعه تصريح فقط 73 ساعة ، يريدان الحصول على وثيقة طلاق . الرحلة تحولت إلى بحث في الجذور وإلى التأكد من عدم وجود دافع قوي للطلاق فتتحول إلى رحلة  مصالحة وتفاهم وتراجع عن الانفصال.

الأم اليهودية العراقية يحيلنا إلى فيلم " انس بغداد" وقوة اليهود الشيوعيين العراقيين ، أين هم الآن ، هناك شتات نلمس وجوده ضمنيا، ومآساة حول فشل مشروعهم الأممي الذي يتخطى حدود القوميات والأديان. 

نجوى نجار مخرجة ومؤلفة فلسطينية، ولدت في العاصمة الأمريكية واشنطن 31 يوليو 1973، ودرست هناك السينما، وبدأت مسيرتها الفنية بإخراج الإعلانات التجارية، ثم إتجهت للأفلام الوثائقية والقصيرة خاصة بعد انتقالها للعيش في مدينة القدس، وكانت أول أفلامها القصيرة فيلم (نعيم ووديعة) عام 1999، لتتوالى أعمالها بعد ذلك والتي من أبرزها (المر والرمان، عيون الحرامية).

حاز الفيلم على جائزة أفضل سيناريو من لجنة التحكيم الرئيسية في CIFF 41

 

مدونة "دنيا الفيلم" في

04.12.2019

 
 
 
 
 

مهرجان القاهرة السينمائي 2019: 40 ألف تذكرة بلا مناظر

أنيس أفندي

لقد أصبحت حفلات الجوائز ظاهرة عصرية واسعة الانتشار تظهر في مختلف الصناعات في شكل معارض تجارية ومؤتمرات مهنية ومسابقات تقنية وما إلى ذلك. وقد تحولت هذه التظاهرات التي يتم الترويج لها على نطاق واسع، إلى أيقونات ثقافية عالمية، بما في ذلك على سبيل المثال جوائز «الأوسكار» الأمريكية، و«البافتا» البريطانية في السينما، وجوائز «غرامي» في الموسيقى، وجوائز «توني» في المسرح، وجوائز «إيمي» في التلفزيون.

هذه الأحداث ومراسم توزيع الجوائز مناسبات لرواد الصناعة للقاء والاحتفال بأنفسهم ومنتجاتهم، وبناء الهويات الثقافية، وخلق الفروق والتصنيفات من خلال الترشيحات ومنح الجوائز.

أما المهرجانات السينمائية، فينظر إليها على أنها نوع محدد من التظاهرات الفنية واحتفالات الجوائز، والتي تعمل كأحداث رائدة لتأسيس سمعة المهنيين السينمائيين وأيضًا اجتماع لصناعة السينما، وساحة للوساطة بين الفن والأعمال التجارية، بحيث أصبحت المهرجانات السينمائية تشكل مجالًا راسخًا في حد ذاته مع هيكل تبلور بشكل كامل على مدار العقود الماضية.

في كل الدول التي لها باع طويل في فن وصناعة السينما، كانت المدن التي تقام باسمها المهرجانات السينمائية على مدار العقود الستة أو السبعة الأخيرة مثل البندقية في إيطاليا، وكان في فرنسا، وبرلين في ألمانيا، وموسكو في روسيا، وبالطبع القاهرة في مصر، تؤسس لخصوصية فنية وجغرافية.

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هو أحد أقدم المهرجانات المعتمدة من قبل الاتحاد الدولي للمنتجين السينمائيين، وهو ثاني أقدم مهرجان عربي بعد مهرجان قرطاج التونسي. على مدار تاريخه البالغ أربعة عقود ونصف، مر مهرجان القاهرة بفترات صعود وهبوط متعددة، ثم شهد لحظة مضيئة في الدورة 36 عام 2014 التي ترأسها الناقد الكبير سمير فريد والمعروفة حتى اليوم باسمه «دورة سمير فريد»، أعقبها ثلاث دورات برئاسة الناقدة ماجدة واصف، عانى فيها المهرجان من القيود البيروقراطية ومحدودية الميزانية، ثم تولى المنتج والسيناريست محمد حفظي رئاسة المهرجان ليتحول معه المهرجان تحولا ثوريا في الدورة الأربعين، لتأتي الدورة 41 التي أقيمت في الفترة من 20 – 29 نوفمبر هذا العام، والتي كانت بحق دورة استثنائية على أكثر من مستوى، لتؤكد مكانة هذا المهرجان العريق ومحورية الدور الذي يمكن أن تضطلع به القاهرة في صناعة السينما في الوطن العربي والشرق الأوسط.

لماذا نصف هذه الدورة بالاستثنائية؟ وكيف نقرأ من خلالها التطور الذي شهده هذا الفن الحديث، وموقع السينما المصرية من هذا التطور؟ هذا ما سنحاول الوقوف عليه في السطور القادمة.

استعادة الجمهور دون مناظر

يمكننا القول إن المهرجانات العالمية تكتسب سمعتها بشكل كبير من قدرتها على اجتذاب أهم الأسماء في عالم صناعة السينما وعرضها لأهم إنتاجات العام على مستوى العالم، وهو المعيار الأهم بالنسبة للجمهور المحلي على وجه التحديد. في نسختيه الأخيرتين، استطاع مهرجان القاهرة السينمائي أن يوفر عدداً من أبرز الأعمال السينمائية العالمية لجمهوره المحلي.

شهدت الدورة الأربعين عرض أفلام مثل Roma للمخرج المكسيكي ألفونسو كوارون والفائز بأسد فينيسيا الذهبي في عامه، وBlacKkKlansman للمخرج الأمريكي المخضرم سبايك لي، والفائز بجائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان الفرنسي، وفيلم At Eternity’s Gate للمخرج الأمريكي جوليان شنابل، والمرشح للأسد الذهبي بمهرجان فينيسيا.

أما الدورة 41 فقد تضمنت عدداً كبيراً من أهم الأعمال السينمائية على مستوى العالم، وعرض خلالها أكثر من 150 فيلماً، من بينهم 35 فيلماً في عروضها العالمية والدولية الأولى، و84 فيلماً في عرضها الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من بين أبرز هذه الأعمال أفلام The Irishman للمخرج الأمريكي الكبير مارتن سكورسيزي، A Hidden Life لتيرانس ماليك، About Endlessness للسويدي روي أندرسون، وIt Must Be Heaven للفلسطيني إيليا سليمان. العروض التي تزاحمت الجماهير على شباك التذاكر للفوز بإحدى تلك الفرص الثمينة التي لن تتكرر كثيراً.

أصبح لدينا أخيراً مهرجان كبير مساير للمعايير الدولية، ولذلك هي دورة استثنائية.

في حوار خاص مع «إضاءات»، يقول الناقد أحمد شوقي، القائم بأعمال المدير الفني للمهرجان في الدورة 41 ونائب المدير الفني في الدورات الأربعة الماضية، إنه «على مدار السنوات الماضية كانت هناك مسافة تفصل الطموح عن النتائج، بسبب ضغوط الميزانية والعمل داخل الإطار الحكومي وتعقيدات العمل الثقافي في مصر وغيرها. الدورة 41 هي المرة الأولى التي تكاد النتيجة تتطابق مع الطموح، وأصبح لدينا أخيراً مهرجان كبير مساير للمعايير الدولية، ولذلك هي دورة استثنائية».

أما الناقد أندرو محسن، مدير مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة (إحدى مسابقات مهرجان القاهرة السينمائي) وأحد مبرمجي الدورة 41، فيرى أن «هذه الدورة كانت مختلفة رغم أن الدورة السابقة عليها كانت قوية ومهمة كذلك»، ولكنه يرجع الفضل في التطور الذي شهدته الدورة 41 في الاهتمام بالدعاية وبشكل خاص الدعاية لأفلام بعينها، وبالنسبة للمشاهد فإن «المهرجان استطاع أن يقدم مجموعة متميزة من الأعمال السينمائية في عروضها الأولى عالمياً وإقليمياً، كما أن برنامج العروض أتاح للجمهور مشاهدة أكثر من عمل هام كل يوم».

منذ اليوم الأول للعروض اصطف الجمهور بأعداد كبيرة على شباك التذاكر لحجز فيلم الافتتاح The Irishman، وهو المشهد الذي استمر طوال أيام المهرجان وإن قلت حدته بعد زيادة عدد شبابيك الحجز.

 

اصطفاف الجمهور أمام شباك التذاكر بمهرجان القاهرة السينمائي

اصطفاف الجمهور أمام شباك التذاكر بمهرجان القاهرة السينمائي

المنتج والسيناريست محمد حفظي من حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي

الناقد السينمائي أحمد شوقي، القائم بأعمال المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي يقدم أحد عروض المهرجان

الناقد السينمائي أندرو محسن مدير مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة يدير إحدى الندوات

تكريم المخرج شريف عرفة في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي وعلى يمين الصورة الفنانة يسرا

منطقة الفود كورت في دار الأوبرا المصرية

من حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي

 

بعد انتهاء فعاليات الدورة 41 أصدر المهرجان بياناً صحفياً جاء فيه أن عدد التذاكر المباعة قد تجاوز 40 ألف تذكرة. وفقاً لشوقي فإن عدد التذاكر المباعة في الدورة 39 بلغ 15 ألف تذكرة، وفي الدورة 40 تضاعف هذه العدد تقريباً ليصل إلى 29 ألف تذكرة. يرى شوقي أنه رغم هذا التطور الكمي الملحوظ فإن الرقم لا يزال أقل بكثير من المتوقع في مدينة كبيرة كالقاهرة، واستدرك قائلاً: «الانعكاس الأهم بالنسبة لي أن دورة هذا العام لم تشهد عرضاً مخجلاً، في السنوات الماضية كان من الممكن أن نجد عروضاً لا يتجاوز جمهورها 6 أو 7 أفراد، خاصة العروض خارج المسابقات، وهذا لم يحدث على الإطلاق هذا العام».

أما محسن، فيؤكد ضرورة الربط بين إنجاز دورة هذا العام والدورة السابقة عليها والتي كانت بمثابة تمهيد هام للنجاح الكبير لدورة هذا العام، ويقول:

«في العام الماضي كانت هناك دعاية جيدة، واهتمام كبير بعرض أفلام هامة ينتظرها الجمهور استطاع المهرجان من خلالها أن يتفوق على تظاهرات سينمائية محلية مثل مهرجان الجونة وبانوراما الفيلم الأوروبي، وهذا بالتحديد هو ما قرب الجمهور أكثر من مهرجان القاهرة. اختيار الأفلام وتنوعها كان من أكثر العوامل المحفزة للجمهور، فأفلام صناع كبار مثل مارتن سكورسيزي وروي أندرسون وإيليا سليمان، بالإضافة لعدد كبير من أهم الأفلام العربية، كل هذا خلق للمهرجان جمهوره الخاص».

يتفق شوقي مع محسن في محورية الاهتمام بالدعاية والتركيز على العروض العالمية الأولى ومدى أثر ذلك على الجمهور فيقول: «من الواضح أن الجمهور أحس بالتغيير وبالاهتمام، وقد وفقنا من خلال الدعاية وبشكل خاص على السوشيال ميديا، وحاولنا قدر الإمكان أن يكون البرنامج متنوعاً بحيث تكون التجربة شخصية ويكون لكل فيلم جمهوره». يضيف محسن عاملاً لا يقل أهمية وهو «الدعاية الشفوية word of mouth» فيقول:

«من اعتاد حضور المهرجان وخاصة في دورته السابقة أصبح لديه القدرة على دعوة الآخرين، ففي أي وقت تذهب إلى المهرجان ستجد أكثر من فيلم جيد لمشاهدته ولن يخيب ظنك أبداً، كما أننا لأول مرة نرى هذا الكم من الجمهور الذي يقوم بمشاركة عدد كبير من تذاكر المهرجان على السوشيال ميديا».

ارتبط مهرجان القاهرة في ذروة نجاحه في الفترة ما بين منتصف الثمانينيات ومنتصف التسعينيات، بسمعة أفلام المناظر، حيث تزاحمت الجماهير على قاعات وسط القاهرة لمشاهدة الأفلام التي تحتوى على بعض المشاهد الإباحية، أما اليوم، فنحن بصدد تطور كبير لا نتوانى عن وصفه بالتاريخي، إذ إن هذا العدد الكبير من المشاهدين قد تزاحم على قاعات دار الأوبرا ووسط البلد لمشاهدة أفلام فنية بالأساس، وهو ما نستدل منه بالتأكيد على تطور واضح في ذائقة المشاهد المصري، واتساع شريحة الجمهور المثقف سينمائياً التي يزداد حجمها بشكل مضطرد.

يتفق شوقي مع هذا الطرح ويضيف: «هناك مجتمع من محبي السينما (السينيفليون) ينشأ في مصر ويتطور، وأصبح له وجود وتأثير على الإنترنت وعلى أرض الواقع في الأنشطة المختلفة، وهنا يجب أن نتوقف عند حقيقة أن هذا النوع من المشاهدين اعتاد على التعامل مع مهرجان القاهرة كما لو كان غير موجود أو غير موجه إليه وإنما موجه لأناس آخرين، وعلى سبيل المثال لو قارنا بين حجم الإقبال على فاعلية مثل بانوراما الفيلم الأوروبي منذ 3 أو 4 أعوام واليوم سنجد أنه لم يتغير كثيراً، بينما لو قارنا بين حجم الإقبال على مهرجان القاهرة في الفترة نفسها سنجد أنه تضاعف 3 مرات على الأقل، وهو ما يؤكد أن هناك جمهوراً ينشأ يجب أن نخاطبه بشكل مباشر ونحافظ على وجوده».

السينما المصرية اللاهثة

ارتبطت النشأة التاريخية للمهرجانات السينمائية بالتأسيس للهوية القومية ولخدمة المصالح السياسية والأيديولوجية للأنظمة السياسية، ولكنها لم تلبث أن تحولت وأصبحت تتمحور حول كونها منصة للتواصل بين أطراف صناعة السينما من منتجين وموزعين وصناع أفلام، وأصبح أكثر أهدافها أولوية هو دعم التجارب الجديدة والمختلفة التي تساهم في تطور هذا الفن الحديث. وعلى هذا الأساس، فإن سمعة المهرجانات وتراتبيتها تتحدد بشكل كبير بناء على المساحة الممنوحة للتبادل التجاري من خلال أنشطة مثل سوق الفيلم الأوروبي بمهرجان برلين، وسوق الفيلم بمهرجان كان.

إن أبرز الملامح الملموسة لتطور مهرجان القاهرة السينمائي في دورتيه الأخيرتين يتمثل في استعادة هذا النشاط التجاري ولو بشكل محدود من خلال منصة «أيام القاهرة السينمائية» والتي عقدت في دورة هذا العام 25 محاضرة وجلسة نقاشية حول مختلف الموضوعات والمجالات المهمة قدمتها أسماء بارزة في صناعة السينما على مستوى العالم من بينهم المنتج الهوليوودي البارز ووكيل المبيعات الدولية للأفلام ستيوارت فورد، والمخرج المرشح للأوسكار والفائز بزمالة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما تيري جيليام، والمخرج والكاتب الحاصل على جائزة الأوسكار ستيفن جاجن، وغيرهم الكثيرون.

يرى شوقي أنه من الصعب أن نتحدث عن ناتج مباشر للدور الذي يقوم به مهرجان القاهرة في دعم السينما المصرية والعربية فيؤكد: «نحن لسنا كمهرجان كان أو برلين، فمثل هذه المهرجانات الكبيرة تستطيع أن تقف على عدد العقود المبرمة من خلال السوق، أما القاهرة، فهناك عدد من المؤشرات مثل حضور عد من أهم المنتجين في العالم، ومجموعة من أهم مديري المهرجانات وصناديق التوزيع والدعم، كل هذا الحضور يساعد في خلق حالة من التشبيك التي أظنها ثرية للغاية لصانع السينما المحلي والتي تؤتي ثمارها على المدى البعيد ولكن ليس بشكل مباشر».

ما حدث في «أيام القاهرة لصناعة السينما» هو طفرة بلا شك، إذ إنه يعتبر خلقاً جديداً وليس تطويراً لأمر كان موجوداً بالفعل.

أما محسن، فيرى أن ما حدث في «أيام القاهرة لصناعة السينما» هو طفرة بلا شك، إذ إنه يعتبر خلقاً جديداً وليس تطويراً لأمر كان موجوداً بالفعل. تنعكس هذه الطفرة بشكل واضح في حجم الدعم المقدم من المهرجان من خلال ملتقى القاهرة السينمائي Cairo Connection في 15 جائزة بلغت قيمتها الإجمالية 200 ألف دولار، تنافس عليها هذا العام 16 مشروعاً تنوعت بين الروائي والوثائقي في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج، وفازت بها مشروعات من: مصر ولبنان والأردن واليمن وفلسطين والعراق وسوريا وتونس.

وبسؤاله عن مسابقة «سينما الغد» والتي تولى إدارتها في الدورتين الأخيرتين، وعن مدى أثرها في دفع عجلة الصناعة المحلية، نفى محسن أن يكون هناك تأثير مباشر قائلا: «بالتأكيد عرض فيلم قصير لمخرج مبتدئ في مهرجان بحجم القاهرة هو شيء جيد، لكن في النهاية المهرجان ليس جهة إنتاج، ولكنه مجرد نافذة عرض قد تشجع أحد المنتجين على الانتباه لهذا المخرج، ولكنه ليس أمراً مضموناً، ولكن القيمة الأكبر تكمن في الإطلاع على تجارب مختلفة والتواصل مع صناعها بشكل مباشر، خاصة في ظل اهتمامنا في الدورتين الأخيرتين بالتنوع الشديد في البرنامج وإعطاء مساحة أكبر للأفلام التسجيلية وأفلام التحريك».

كل هذه المؤشرات تدل بلا شكل على اضطلاع المهرجان بدوره الأبرز والأهم على خريطة المهرجانات العالمية وهو دعم السينما، خاصة في ظل ما تمر به السينما المصرية من تراجع واضح، فمن بين 15 فيلماً تنافست على جائزة المهرجان الكبرى في مسابقته الرسمية، و12 فيلماً في مسابقة آفاق السينما العربية، و7 أفلام في مسابقة أسبوع النقاد، لم تشارك السينما المصرية سوى بفيلمين هما «إحكيلي» لماريان خوري في المسابقة الرسمية، و«نوم الديك في الحبل» في مسابقة آفاق السينما العربية، في حين بلغت إجمالي المشاركات العربية في جميع المسابقات 20 فيلماً.

يعلق شوقي على هذا الأمر بقوله: «هذا أمر يجب أن نعتاده في ظل الظروف الحالية للإنتاج في مصري، إذ إنه إنتاج متذبذب إلى حد كبير لا تحكمه أي معايير وإنما تحكمه الصدف، في العام الماضي كان لدينا 6 أفلام مصرية في المسابقات المختلفة، هذا العام لا يوجد أي أفلام في الجونة، وفيلم وحيد في القاهرة، خاصة وأن هذا النوع من الأفلام الفنية هي صناعة قائمة بالكامل على كفاح أصحابها الذين يقضون العديد من السنوات من أجل إنتاج فيلم واحد، وقد يتصادف أن ينتهي مجموعة منهم من أفلامهم في نفس العام كما حدث في العام الماضي».

أكد شوقي أن التوجه الرئيسي للمهرجان هو دعم الأفلام المصرية قدر المستطاع، لكن المهرجان ليس جهة إنتاج، وعدد كبير قد يصل إلى الثلث من المشاريع المشاركة في ملتقى القاهرة السينمائي كان أفلاماً مصرية، وبعضها فاز بجوائز، كما أن الأغلبية من المشاركين في النقاشات والحوارات وعمليات التشبيك هم من المصريين، وهو بالتأكيد ما يعود بالنفع على السينما المصرية بشكل مباشر من خلال المشاريع الفائزة بجوائز ودعم مادي، وغير مباشر من خلال حضور الفعاليات وتكوين شبكة علاقات.

لحظات مضيئة بطعم الأوسكار

بالإضافة لكل ما سبق، فقد شهدت الدورة 41 من مهرجان القاهرة السينمائي، العديد من اللحظات المضيئة منها توقيع برتوكول تعاون مع جامعة القاهرة لاستقطاب شريحة أكبر من الجمهور الأصغر، وتطوير برنامج «أفلام الواقع الافتراضي» الذي تم استحداثه العام الماضي ليعرض للجمهور 20 فيلماً مجاناً، وكذلك إعادة افتتاح سينما راديو التي عرض من خلالها برنامج كلاسيكيات السينما المصرية 21 فيلماً مصرياً مرمماً بالإضافة إلى أفلام المكرمين: (شريف عرفة ومنة شلبي) وهي فرصة عظيمة للجمهور الأصغر الذي لم يتح له مشاهدة هذه الأفلام في السينما من قبل.

أما أهم التطورات التي شهدها المهرجان في هذه الدورة، فهو اعتماد أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة مهرجان القاهرة السينمائي ليكون مؤهلاً لأفلامه للمنافسة على جوائز الأوسكار في فئة الأفلام القصيرة (روائي وتحريك) بدء من دورته المقبلة التي تقام في نوفمبر 2020 لينضم بذلك إلى قائمة المهرجانات الدولية التي تؤهل أفلامها للأوسكار مثل برلين وكان وفينيسيا.

كل هذه المؤشرات والإنجازات تؤكد تفرد واستثنائية الدورة 41 التي حملت اسم الناقد السينمائي الكبير والمدير الفني التاريخي لمهرجان القاهرة السينمائي يوسف شريف رزق الله، وتؤكد كذلك تطور مواز في ذائقة وثقافة الجمهور المصري، وتضيف المزيد من علامات الاستفهام حول وضع السينما المصرية الذي يواصل تراجعه رغم هذا التقدم الملحوظ من حوله.

 

موقع "إضاءات" في

04.12.2019

 
 
 
 
 

كشف حساب الدورة 41 من مهرجان القاهرة السينمائي.. نجاح كبير وهفوات صغيرة

كتب: مصطفى عمار وضحى محمد وأحمد حسين صوان وحاتم سعيد حسن وهبة أمين

لا ينكر أحد أن الدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائى كانت واحدة من أنجح دورات المهرجان، سواء على مستوى التنظيم أو اختيار الأفلام المشاركة فى مسابقات المهرجان المختلفة أو حتى المعروضة على هامش فعالياته، وحتى على مستوى الأسماء التى وقع الاختيار على تكريمها فى حفلى الافتتاح والختام، فكل شىء كان يبدو مثالياً ورائعاً، حتى الأخطاء الصغيرة التى وجدت تمت معالجتها بسرعة واحترافية شديدة، مثلما حدث مع مشكلة عدم وجود أماكن مخصصة للصحفيين لحجز تذاكر الأفلام، وهو ما تم علاجه سريعاً من قبل إدارة المهرجان، ولكن كل هذا النجاح لم يمنع وجود هفوات صغيرة، كان عدم وجودها سيكون أفضل للمهرجان والقائمين عليه وجمهوره، ومنها حضور عروض السجادة الحمراء وحفلى الافتتاح والختام، التى تابعنا خلالها ظهور ممثلات لا علاقة لهن بالسينما من قريب أو بعيد، وهو ما يؤكد وجود ثغرة كبيرة فى مسألة توزيع هذه الدعوات ومن الأولى بحضورها، فكيف يغيب كتاب ومخرجون كبار عن هذا الحدث ليحل مكانهم ممثلات وفتيات لا علاقة لهن بالسينما، وهو ما يستوجب تداركه فى الدورة الجديدة، كما أن لجان تحكيم المهرجان بمسابقاته المختلفة، ضمت أسماء ضعيفة ويشوبها المجاملة فى كثير من الأحيان، فليس من المنطقى أن تخلو لجان تحكيم المهرجان من أسماء سينمائية كبيرة، ليحل محلها ممثلات صغيرات ومنتجات كل تاريخهن الاشتراك فى إنتاج فيلم سينمائى! هل هذا يليق بمهرجان دولى تخطت عدد دوراته الـ41؟! فنحن كما ذكرنا لا ننتقص من المجهود الكبير المقدم من فريق عمل المهرجان، ولكننا نشير فقط لبعض السلبيات التى نتمنى اختفاءها خلال الدورات الجديدة، وهو ما دفعنا لفتح صفحات جريدة «الوطن» لتقديم كشف حساب الدورة 41 من مهرجان القاهرة السينمائى.

لجان التحكيم: قدامى السينمائيين يبررون غيابهم.. "من حق الأجيال الجديدة أن تأخذ فرصتها"

10 أيام على أرض القاهرة، التقى خلالها صُناع الفن فى مصر والعالم، بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى لدورته الـ41، الذى عُرض به 150 فيلماً من مختلف دول العالم، حظى بعضها بجوائز من قِبل لجان التحكيم، والجمهور، وغيرهما. لجان التحكيم ضمت أعضاء وممثلين من الشباب، وغاب عن عضويتها أسماء من ذوى الخبرات فى صناعة السينما، «الوطن» استطلعت آراء بعض المبدعين والنقاد، حول رؤيتهم فى تشكيل لجان التحكيم بالمهرجان، وفى الوقت الذى رأى فيه البعض أن «الروح الشابة» سيطرت على «القاهرة السينمائى»، اعتبر آخرون غياب أصحاب الخبرات الفنية أمراً غير لائق.

السيناريست بشير الديك، قال إن «القاهرة السينمائى» هذا العام يتمتع بروح شبابية، ووجود لجان تحكيمية من الشباب يعد تأكيداً لهذه الروح، وهذا أمر لا يزعجنى على الإطلاق، «محمد حفظى رئيس المهرجان من الشباب، والقائم بأعماله أحمد شوقى من الشباب أيضاً، احنا أخدنا زمنا، ومن حق الأجيال الجديدة أن تعيش زمنها، وهذا حق لهم».

وقال «الديك» إن معيار المشاركة فى الأفلام أو صناعتها لا يعد أمراً رئيسياً لاختيار عضو لجنة التحكيم، «رئيس المهرجان نفسه إنتاجه من الأفلام وكتابتها قليل، لكن هناك سمة عامة شابة تسيطر على المهرجان، وهذا أمر جيد، والقدامى الكبار بمثابة الحكماء».

"عبدالسيد": رفضت المشاركة

وقال المخرج داوود عبدالسيد إن معيار اختيار الفنانين لعضوية لجان التحكيم لا يعتمد على الفئة العمرية أو التاريخ الفنى، ولكن يقوم على اختيار من يتمتع بثقافة سينمائية كبيرة، وصاحب رؤية فنية. وأوضح «عبدالسيد» أنه سبق أن عُرض عليه المشاركة فى لجان التحكيم بالمهرجانات الفنية، ولكن يقابله بالرفض، «لا أرى نفسى فى هذا المكان»، مشيراً إلى أنه يفضل مشاهدة الأفلام والاستمتاع بها، بعيداً عن تقييمها وتحليلها.

وقال الناقد الفنى أشرف غريب، إن اختيار لجان التحكيم بالمهرجان يخضع لاعتبارات كثيرة، منها على سبيل المثال إجادة اللغة الأجنبية، وأفرادها غير مستهلكين فى هذه اللجان التحكيمية، «هذه الاعتبارات تضيق سنوياً بمعنى القائمون على المهرجان يحاولون أن يتحاشوا تكرار الأسماء بلجان التحكيم، وبالتالى تنحصر الأسماء كل عام وفقاً لمعيار اللغة وعدم الاستهلاك، بما يجعل البدائل تكون محدودة للغاية».

"غريب": ليس فيها أى "مجاملات" أو مزايا

وأضاف «غريب» أن المعيار الحقيقى، هل أعضاء لجان التحكيم فى النهاية يؤدون دورهم المنوط بهم من عدمه، مشيراً إلى أن الانتقادات التى تطال بعضهم، هى عدم وجود تاريخ مهنى حافل لهم سينمائياً، وبالتالى هم غير مؤهلين لذلك، ولكن فى الوقت نفسه المسألة يجب ألا يُنظر إليها بهذه الطريقة، «القائم بمدير أعمال مهرجان القاهرة السينمائى أحمد شوقى، هو من الشباب، عمره فى هذه المهنة ليس بالطويل، ومن ثم الأمر ليس بعدد سنوات الخبرة».

واستطرد «غريب»: قد تكون الممثلة المشاركة فى لجنة التحكيم رصيدها فى الأفلام لا يذكر، ولكن فى المقابل لديها ثقافة سينمائية عالية وخبرات أوسع، «على سبيل المثال، شادى عبدالسلام، الذى ما زلنا حتى الآن نعترف بأنه أفضل مخرج فى تاريخ السينما المصرية، مشواره الفنى كله عبارة عن فيلم روائى واحد»، متابعاً: العِبرة تكون بمدى انفتاحه على السينما والثقافات العالمية، ومشاركته فى المهرجانات الدولية من عدمه، وهى أمور تظهر نتيجة العلاقات بالوسط الفنى، ورئيس المهرجان، محمد حفظى، ليس غريباً عن الوسط الفنى.

واستبعد أن يكون اختيار أعضاء لجنة التحكيم فى مسابقات المهرجان خاضعاً لـ«المجاملات»، لأن الأمر ليس ذا فائدة كبيرة، «ليس به مقابل مادى، ولا الأجانب بيطلبوهم فى شغل بالخارج، عضو لجنة التحكيم لا يتمتع بمزايا».

وقالت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله، إن حجم الأعمال السينمائية التى قدمّها المشاركون فى لجان التحكيم ليست مقياساً ذا أهمية، خصوصاً أن الأمر لا يتوقف على عدد الأعمال المقدمة من قِبل أعضاء لجان التحكيم، ولكن العبرة بحجم ثقافته واطلاعه على السينما العالمية والعربية.

وبشأن غياب بعض الأسماء الكبيرة عن المهرجان ولجانه التحكيمية، قالت «خيرالله»: عضوية لجان التحكيم ليست وظيفة لها شروط معينة ولا تمنح بالأقدمية، ولكن يتم اختيارهم عن طريق الثقافة السينمائية والمهارة فى العمل الفنى، ويجب أن تضم لجنة التحكيم أعضاء مختلفين من حيث الأفكار والخبرات والثقافات المختلفة، فى مصر يقام عدد لا بأس به من المهرجانات، ومن ثمّ ليس من الطبيعى أن نكرر نفس الأسماء مرة أخرى، فضلاً عن أن من لديهم عدد سنوات أكبر فى مجال السينما لا يعنى بالضروة امتلاكهم حس تذوق فنى أعلى من الشباب.

"محرم": "محدش دعانا"

من جانبه وجّه الكاتب والسيناريست مصطفى محرم انتقادات لاذعة للقائمين على مهرجان القاهرة السينمائى، بسبب ما سماه بـ«تجاهل» القدامى والكبار من السينمائيين وعدم دعوتهم سواء لحضور المهرجان، أو الاستفادة من خبراتهم فى لجان التحكيم، متابعاً: ما حدث تهريج، ويأتى بنتائج سيئة، لأن من يتم اختيارهم فى عضوية اللجان التحكيمية بلا خبرة أو ثقافة سينمائية كافية، ولا يتمتعون بالنضج الكافى، وللأسف اختيار أشخاص متواضعى الثقافة والخبرة هى السِمة العامة على هذا المهرجان.

وأبدى «محرم» استياءه من عدم توجيه الدعوة له ولجيله لحضور«القاهرة السينمائى»، قائلاً: محدش عبّرنا للمشاركة فى هذا المهرجان هذا العام، أو العام الماضى، بعكس مهرجان الإسكندرية، الذى يوجه الدعوة للجيل الذى لديه خبرة وثقافة، ولذلك ينجح، أمّا ما يحدث بمهرجان القاهرة من تجاهل، كما قلت تهريج، شوية عيال بيعملوا مهرجان، وليس لديهم فكرة عن السينما المصرية، وروادها الذين ساهموا فى نهوضها، فكرتهم فقط عن المهرجان ارتداء بِدل شِيك للظهور بها.

رؤساء المسابقات: الجمهور أصبح واعياً بقيمة الأفلام.. ولدينا آمال وطموحات فى الدورة المقبلة

انتهت فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الاستثنائية هذا العام، حيث حظيت بالاطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى، وتنظيم الورش التدريبية والندوات الخاصة بالأفلام، إلى جانب العروض الأولى للأفلام من دول العالم.

وتستعرض «الوطن» آراء عدد من رؤساء المسابقات المختلفة التى أقيمت داخل المهرجان.

وأعرب الناقد أسامة عبدالفتاح، رئيس مسابقة «أسبوع النقاد»، عن سعادته البالغة بالإقبال الجماهيرى، الذى شهدته أفلام المُسابقة طوال فترة انعقاد المهرجان: «الإقبال على المسابقة له طابع خاص، كون الأفلام لها طبيعة فنية بحتة وتميل إلى التجريب والتجديد، إذ إن ذلك يدل على مدى وعى وثقافة الجمهور»، لافتاً إلى أن أكثر فيلم حقق إقبالاً ضخماً، هو «وظيفة فيلم»، وذلك رغم عرضه بالتزامن مع الفيلم المصرى «احكيلى» للمخرجة ماريان خورى.

وقال «عبدالفتاح» إنه كان حريصاً على التنوع فى اختيار الأفلام منذ البداية، إذ اختار 7 أفلام من 5 قارات: «كانت هناك أنواع مُختلفة من السينما حول العالم، الأمر الذى أحدث حالة من التنوع، والجمهور استشعر هذا الأمر»، لافتاً إلى أفلام المسابقة التى فازت بالجوائز: «لم أتدخل إطلاقاً فى اختيارات لجنة التحكيم، والجوائز كانت معقولة جداً، لا سيما أنها انتصرت للقيم الخاصة بالسينما المختلفة».

وأكد أنه راض عن الأداء الذى ظهرت به المسابقة فى الدورة الواحد والأربعين، لكن ما زال هناك عدد من الآمال والطموحات، التى يتمنى تقديمها فى الدورة المُقبلة.

ومن جانبه، قال الناقد أندرو محسن، رئيس مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة، إنه سعيد بنجاح دورة هذا العام من المهرجان، وعن مشاركة مصر هذا العام بـ5 أفلام قصيرة بالمسابقة، لفت إلى أنه كان هناك عدد كبير من الأفلام القصيرة المصرية التى تقدمت للمسابقة وتم اختيار الخمسة أفلام بناءً على جودتها الفنية، مع مراعاة التنوع للأفلام المصرية المنافسة بالمسابقة.

أما عن المشاركة الدولية بالمسابقة والاهتمام العالمى بالمشاركة فى المهرجان قال «أندرو» إنه كل عام يتقدم لهم عدد كبير من الدول للمشاركة بالمهرجان، خصوصاً بعد نجاح دورة العام الماضى، وهذا يدل على مكانة مهرجان القاهرة الدولية فهناك العديد من الدول التى تحرص على المشاركة.

وعن نتائج المسابقة والأفلام الفائزة بالمسابقة، وضح أنه حينما اختار 21 فيلماً فهو كان مقتنعاً بها جميعاً وبأهميتها فى المسابقة وأهميتها ليشاهدها الجمهور المصرى، فهناك عدد من الأفلام شاركت فى مهرجانات دولية ولم يكن ذلك هو المعيار فقط: «جودة الفيلم وفكرته تظل هى الأهم فى الاختيار»، وقال «أندرو» إن لجنة التحكيم كان لديها العديد من المقاييس قبل أن يعلنوا الفائزين، ولديهم حيثيات خاصة، فعلى سبيل المثال تم إعطاء فيلم «فخ» تنويهاً لتميز فكرته فقط.

أرقام وإنجازات: 40 ألف مشاهد و43 عرضاً كامل العدد

10 أيام من الجهد المتواصل والعمل المستمر، قدمت خلاله إدارة مهرجان القاهرة السينمائى دورة مُشرفة تحمل اسم الناقد الراحل يوسف شريف رزق الله، ليسجل المهرجان عدداً من الإنجازات فى تاريخ الدورة الـ41 من خلال مشاهدة أكثر من 150 فيلماً ممثلة لـ63 دولة، حيث اصطفت الجماهير منذ اليوم الأول على شباك التذاكر، الذين وصل عددهم إلى 40 ألف مشاهد، فرفعوا لافتة «كامل العدد» لـ43 عرضاً تنوعت ما بين عروض المسابقة الرسمية وآفاق السينما العربية وأسبوع النقاد وسينما الغد والعروض الخاصة.

13 عرض سجادة حمراء بحضور الصناع والنجوم.. و72 ندوة للأفلام و"أيام القاهرة" حاضرة بأكثر من 25 ورشة ومحاضرة وحلقة نقاشية

ومن جانبها أصدرت إدارة مهرجان القاهرة بياناً أوضحت من خلاله مميزات الدورة الـ41، التى تمثلت فى تطوير طريقة اختيار الأفلام المشاركة، مسُتعيضة عن لجنة المشاهدة الكلاسيكية بنظام المبرمجين المتخصصين فى مناطق العالم، مع الاستعانة بعدد من المستشارين الدوليين المتطوعين دون أجر، ما مكن فريق البرمجة من إنهاء عمله مبكراً وتشكيل برنامج متوازن من حيث تمثيل كافة مناطق العالم بأفلام حديثة متميزة، كما قدمت إدارة المهرجان 13 عرضاً للسجادة الحمراء بحضور صُناعها والنجوم من العالم العربى، بالإضافة إلى 72 ندوة للأفلام، وكان هناك حضور خاص لـ«أيام القاهرة» التى كانت حاضرة بأكثر من 25 ورشة ومحاضرة وحلقة نقاشية، حضرها الجمهور المصرى، والضيوف الأجانب.

حيث شهدت الدورة 41 توسعات كثيرة على مستوى الفعاليات، وكانت جاذبة لانطلاق كثير من المبادرات التى تخدم الصناعة، ما انعكس بشكل إيجابى على سمعة المهرجان، وسهل عملية إقناع الرعاة والشركاء من القطاع الخاص بدعم المهرجان، فكانت نصف ميزانية الدورة 41 على الأقل من القطاع الخاص، قدم منها المهرجان دعماً لصناع الأفلام تصل قيمته إلى 200 ألف دولار، عبر ملتقى القاهرة لصناعة السينما، وجوائز بقيمة مالية مثل جائزة يوسف شريف رزق الله (الجمهور) بقيمة 20 ألف دولار، وجائزة أفضل فيلم عربى بقيمة 15 ألف دولار.

وبشأن حضور الجمهور وجودة عرض الأفلام أوضحت إدارة المهرجان أن الدورة الـ41 شهدت إقبالاً جماهيرياً كبيراً، وانتظمت عروض جميع الأفلام فى موعدها، باستثناء فيلم وحيد هو «بروكسيما»؛ لم يعرض بسبب اعتذار الموزع فى اللحظة الأخيرة، وجميع العروض تمت بدقة تقنية متميزة ولم يتلق المهرجان أى شكوى من أى صانع أفلام بخصوص جودة الصورة والصوت خلال عرض فيلمه، كما احتفى المهرجان بالصحوة التى تشهدها السينما السودانية بعد 30 سنة من غياب السينما فى السودان، عبر مناقشة بحضور المخرجين الذين حققوا جوائز فى المهرجانات الكبرى، وهم؛ المخرج أمجد أبوالعلا، مخرج فيلم «ستموت فى العشرين»، ومروة زين، مخرجة فيلم «الخرطوم أوفسايد»، وطلال عفيفى، مؤسس مهرجان السودان، وسودان فيلم فاكتورى.

وفى خطوة لدعم المرأة أعلن المهرجان عن توقيعه ميثاقاً للمساواة بين النساء والرجال فى الفعاليات السينمائية بحلول 2020، المعروف باسم «5050 فى 2020» ليكون المهرجان الأول عربياً والثانى أفريقياً الذى يعلن التزامه ببنود الوثيقة التى أطلقتها حركة «5050 فى 2020»، وكان أول الموقعين عليها مهرجان كان السينمائى عام 2018.

ومن مميزات الدورة الـ41، اعتماد أكاديمية فنون وعلوم الصورة المتحركة، مهرجان القاهرة السينمائى، ليكون مؤهلاً لأفلامه للمنافسة على جوائز الأوسكار، بدءاً من دورته المقبلة التى تقام فى نوفمبر ٢٠٢٠، لينضم بذلك إلى قائمة المهرجانات الدولية التى تؤهل أفلامها للأوسكار، مثل برلين وكان وفينيسيا، ويكون أفضل فيلم فى مسابقته القصيرة (سينما الغد)، مؤهلاً للمنافسة فى فئة الفيلم القصير (روائى أو تحريك) ضمن جوائز الأوسكار، دون الحاجة لعرضه تجارياً.

وأشارت إدارة المهرجان إلى مشاركته فى حماية البيئة بإعادة تدوير 15 ألف كيس بلاستيك، من خلال حقيبة المهرجان الرسمية، التى تم تصميمها من خلال مشروع (أب فيوز - UP-fuse)، الذى يستهدف نشر الوعى البيئى.

وبخصوص الفعاليات التى أقيُمت على هامش المهرجان، أنتجت الإدارة فيلماً تسجيلياً بعنوان «رزق السينما» عن مديره الفنى الراحل يوسف شريف رزق الله، تحدث خلاله 25 سينمائياً عن علاقتهم بالناقد الراحل يوسف شريف رزق الله.

وبشأن المنافسة خلال المسابقات، توسعت مسابقة آفاق السينما العربية هذا العام لتعرض 12 فيلماً بدلاً من 8، إضافة إلى جائزتين جديدتين، ليصل إجمالى الجوائز التى تقدمها المسابقة إلى 4 جوائز، كما طور المهرجان برنامج أفلام «الواقع الافتراضى» الذى استحدثه العام الماضى، ليعرض للجمهور 20 فيلماً مجاناً بدار الأوبرا المصرية، من بينها الفيلم المصرى «إحياء الفن من خلال الواقع الافتراضى»، إخراج ماجد فرج، وتعاون المهرجان مع «ملتقى ميدفست مصر»، المتخصص فى الأفلام الطبية، دعماً لفكرة التقريب بين عالمى السينما والطب، وعرض بهذه المناسبة «رودرام 2018» تبعته جلسة نقاش عن أمراض الشيخوخة التى يعانى منها بطلا الفيلم.

وتابع البيان «بالتوازى مع الدورة 41، فتحت «سينما راديو» أبوابها للجمهور مجاناً، وذلك بعد اكتمال عمليات ترميمها التى بدأت قبل عامين تقريباً، وعرض فيها برنامج الكلاسيكيات (21 فيلماً مصرياً مرمماً) الذى يضم عدداً من الأفلام المرممة، بالإضافة إلى أفلام المكرمين شريف عرفة ومنة شلبى.

 

الوطن المصرية في

04.12.2019

 
 
 
 
 

كشف حساب الدورة الـ41 لـ«القاهرة السينمائي»

كتب: المصري اليوم

أكد محمد حفظى، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى أن ما يقرب من 40 ألف من جمهور السينما ومحبيها، شاهد أفلام الدورة الـ41 أو التي وصلت إلى 150 فيلما ممثلة لـ63 دولة، وكانت الانطلاقة بفيلم الافتتاح «الأيرلندى» للمخرج الشهير مارتن سكورسيزى، الذي أعيد عرضه بالمجان في اليوم التالى 21 نوفمبر، وشهد إقبالا كبيرا جدا من الجمهور، حتى قبل أن يفتح شباك التذاكر أبوابه.

وقال: إن الدورة شهدت إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، ووصلت عدد العروض كاملة العدد 43 فيلما، وانتظمت عروض جميع الأفلام في موعدها باستثناء فيلم وحيد هو بروكسيما؛ لم يعرض بسبب اعتذار الموزع في اللحظة الأخيرة، وجميع العروض تمت بدقة تقنية متميزة ولم يتلق المهرجان أي شكوى من أي صانع أفلام بخصوص جودة الصورة والصوت خلال عرض فيلمه.

وأضاف: إن الدورة 41، توسعات كثيرة على مستوى الفعاليات، وكانت جاذبة لانطلاق كثير من المبادرات التي تخدم الصناعة، مما انعكس بشكل إيجابى على سمعة المهرجان، وسهل عملية إقناع الرعاة والشركاء من القطاع الخاص بدعم المهرجان، فكانت نصف ميزانية المهرجان من القطاع الخاص، قدم منها المهرجان دعم لصناع الأفلام تصل قيمته إلى 200 ألف دولار، عبر ملتقى القاهرة لصناعة السينما، وجوائز بقيمة مالية مثل جائزة يوسف شريف رزق الله (الجمهور) بقيمة 20 ألف دولار، وجائزة أفضل فيلم عربى بقيمة 15 ألف دولار.

وتابع: إن عدد ضيوف المهرجان الأجانب وصل هذا العام إلى 550 منهم 150 على الأقل حضروا على نفقتهم الخاصة لمتابعة أنشطة المهرجان وأن عروض «الجالا» اليومية شهدت حضورا لافتا من نجوم السينما المصرية، الذين لم يعد وجودهم يقتصر على حفلى الافتتاح والختام فقط، بل صاروا يظهرون بشكل يومى على سجادة المهرجان الحمراء ليمنحوها مزيدا من الجاذبية ويستمتعون بحضور مجموعة من أبرز أفلام العام.

وواصل: صاحب العروض 72 ندوة فيلمية نقاشية عقدت مع صناع الأفلام بعد نهايتها، بالإضافة إلى 50 تقديم من قبل النقاد لأفلام لم يحضر صناعها. ونظمت «أيام القاهرة لصناعة السينما»؛ 3 ورش تدريبية لمحترفى السينما والتليفزيون بالتعاون مع (SCREEN BUZZ لتطوير السيناريو التليفزيونى- EAVE On Demand لتطوير السيناريو السينمائى- Film Independent للإنتاج الإبداعى) كما عقدت 25 محاضرة وجلسة نقاشية.. أقيمت في موعدها بالكامل باستثناء جلسة الواقع الافتراضى والسينما بسبب اعتذار أحد ضيوفها، ومحاضرة المخرج المكسيكى كارلوس ريجاديس لاعتذاره عن عدم الحضور لمصر في اللحظات الأخيرة.

وذكر حفظى أن المهرجان أطلق مسابقة iRead Awards الخاصة باكتشاف المواهب في كتابة السيناريو والقصة القصيرة، بالتعاون مع مبادرة iRead، والتى قدمت جوائز بقيمة 100 ألف جنيه.

ومن جانبه قال الناقد أحمد شوقى، القائم بأعمال المدير الفنى: إن المهرجان وقع ميثاقا للمساواة بين النساء والرجال في الفعاليات السينمائية بحلول 2020، والمعروف باسم «5050 في 2020» ليكون المهرجان الأول عربيا والثانى إفريقيا الذي يعلن التزامه ببنود الوثيقة التي أطلقتها حركة «5050 في 2020»، وكان أول الموقعين عليها مهرجان كان السينمائى عام 2018.

وأضاف أن من أهم إيجابيات هذه الدورة اعتماد أكاديمية فنون وعلوم الصورة المتحركة، للمهرجان، ليكون مؤهلا لأفلامه للمنافسة على جوائز الأوسكار، بدء من دورته المقبلة التي تقام في نوفمبر ٢٠٢٠، لينضم بذلك إلى قائمة المهرجانات الدولية التي تؤهل أفلامها للأوسكار مثل برلين وكان وفينيسيا، ويكون أفضل فيلم في مسابقته القصيرة (سينما الغد)، مؤهلا للمنافسة في فئة الفيلم القصير روائى أو تحريك ضمن جوائز الأوسكار، دون الحاجة لعرضه تجاريا، بشرط أن يتوافق الفيلم مع قواعد الأكاديمية.

وتابع: إنه خلال الدورة 41 توسعت مسابقة آفاق السينما العربية لتعرض 12 فيلما بدلا من ثمانية.. وإضافة جائزتين جديدتين، ليصل إجمالى الجوائز التي تقدمها المسابقة إلى 4 جوائز كما طور المهرجان برنامج أفلام «الواقع الافتراضى» الذي استحدثه العام الماضى، ليعرض للجمهور 20 فيلما مجانا بدار الأوبرا المصرية، من بينها الفيلم المصرى «إحياء الفن من خلال الواقع الافتراضى»، إخراج ماجد فرج.

 

المصري اليوم في

04.12.2019

 
 
 
 
 

حوار| شيرين رضا: فخورة بالسينما العربية

إسراء مختار

أعربت النجمة شيرين رضا عن سعادتها بتجربة المشاركة فى لجنة تحكيم المسابقة الرسمية بمهرجان القاهرة السينمائي، وقالت إنها كانت فرصة رائعة لمشاهدة أفلام لا تعرض فى كل مكان، وقد لا تأتي فرصة أخرى لمشاهدتها.

أضافت: «أنا فخورة بمستوى الأفلام العربية ومستوى المخرجين العرب، خاصة أنهم جميعا شباب، ويقدمون أفلاما بأفكار مميزة تناقش قضايا بلادهم بطرق مبتكرة، وتمكنوا من نقلها للعالم من خلال المهرجانات ويشاهدها الأجانب ويقيمونها، فقد وصلوا بالسينما الخاصة بهم للعالمية».

وقالت رضا إن اختيار الأفلام الفائزة كان مسئولية كبيرة ومهمة شديدة الصعوبة، لأن الكثير منهم يستحقون الحصول على جوائز، عن مجهودهم وابتكارهم ومناقشتهم لمشكلات لم نكن نراها.

وعن غياب الفيلم المصري عن أغلب مسابقات المهرجان، والمشاركة المتواضعة لبعض الأفلام المصرية علقت رضا قائلة: أنا غيرانة بشدة على صناعة السينما المصرية، فمنذ فترة لا نقدم أفلاما تشارك فى مهرجانات، لكننا حاليا فى مرحلة انتقالية تشهد تغييرا كبيرا فى أسلوب صناعة السينما والتليفزيون والإنتاج، وإذا أخذنا بعض الوقت لنستعيد قوتنا السينمائية هذا لا ينكر التاريخ الكبير للصناعة والإنتاج المصري، ولا يمحو كل ما قدمناه.

وأضافت: أنا أشعر بالغيرة لأن كل تلك البلاد لديها أفلام تمثلها ونحن لا، فنحن لدينا الموضوعات المهمة ونجيد التمثيل والإنتاج ولكنها فى النهاية مرحلة مهمة ليقف كل شخص ويبحث عما يرغب فعلا فى تقديمه، فمن الضروري أن يعود المنتج الفنان وليس الباحث عن المادة، ويجب أن يعود الفنان العاشق للفن وليس الهادف للتربح، فيجب أن يعود الفن من أجل الفن، العائد المادي مهم بالطبع لكن يجب أن تكون الأولوية للفن أولا.

وعلى الرغم من رفع المهرجان شعار ٥٠/٥٠ هذا العام لدعم المرأة، قالت رضا: قد تكون خطوة جيدة ولكني ضد فكرة الكوتة، فيجب أن يأخذ كل مجتهد مكانه سواء كانت مرأة أو رجلا، كما أننا فى مصر «واخدين حقنا»، ورغم ذلك تعد خطوة ٥٠/٥٠ خطوة جيدة وتجربة تضعنا على الطريق كنصف المجتمع، لكن فى النهاية ما يميزني عن الرجل هو نتيجة عملي وليس نسبتي.

وكشفت رضا أن فيلم «رأس السنة» الذي تشارك فى بطولته سيخرج إلى النور فى ختام مهرجان مراكش الذي تقام فعالياته حاليا بالمغرب، وكان الفيلم قد منع من العرض فى مصر منذ فترة من قبل الرقابة، ومن المقرر طرحه فى دور العرض تزامنا مع بداية العام الجديد.

وقالت رضا: الفيلم ليس به أي مشاهد مخلة، وليس به شيء غريب، يدور فقط حول مجموعة من الناس من طبقات اجتماعية مختلفة يقضون اليوم الذي يسبق رأس السنة، فإذا كان الفيلم به أي شيء خارج لم تكن الرقابة لتعطينا تصريح التصوير من الأساس، فيجب أن يكون دور الرقابة توجيهيا وليس لمنع الأفلام.

وأضافت: أنا جريئة وأحب الموضوعات التي تحمل قدرا كبيرا من الجرأة، والجرأة لا تعني الابتذال، بل أحب تقديم موضوعات تتكلم فى أمور غريبة وشائكة دون أذى لمشاعر وعين المشاهد.

وعن علاقتها بالموضة أكدت رضا أنها تحب ارتداء ملابس لمصممين أزياء مصريين لتقديمهم للعالم، وأضافت أنها لا تهتم بأن تكون أيقونة للموضة لأنها فى النهاية ممثلة وليست عارضة أزياء، وأن السجادة الحمراء ليست من اهتماماتها بل الأهم عملها كفنانة.

وأكدت رضا أنها لا تنتظر تكريما لأن تكريمها الحقيقي هو تكريم الجمهور لها، وأضافت: «إذا حصلت على تكريم أو جائزة فهذا أمر جيد ولكني فى النهاية لا أعمل من أجل ذلك، فجمهورى يكرمني بحبه وتقديره الدائم لي».

وعن علاقتها بمواقع التواصل قالت: "هي سلاح ذو حدين، من سلبياتها التنمر وانتشار الشائعات، ومن إيجابياتها أنها فتحت العالم على بعضه، فى السابق كنت أهتم بالرد وتوضيح مقاصدي، لكن حاليا أكتب ما أريده عليها بحسن نية ولا أرد على الإساءات".

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

04.12.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004