كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائي تعيد الآمال للجماهير

أمير العمري

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الحادية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

اهتمام واسع بأفلام الفن التي أثارت الكثير من النقاشات، وجوائز المسابقة الرئيسية الدولية أفرزت أسماء جديدة لسينمائيين جدد.

تميزت الدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائي التي اختتمت مؤخرا بمستواها الفني العالي، حيث تضمنت عددا كبيرا من الأفلام الجديدة فنيا، كما تنوعت كثيرا في برامجها مقارنة بالدورات السابقة، إذ أولى منظمو المهرجان هذا العام اهتماما خاصا بالسينما العربية التي تشهد تطورا هاما في السنوات الأخيرة.

"شارع حيفا" فيلم يتمتع بدرامية وقوة ووضوح

يحسب لمنظمي المهرجان تمكنهم من الحصول على عدد لا بأس به من الأفلام التي عرضت عروضا عالمية أولى. هذا الاهتمام يجب أن يستمر وينمو أكثر ليصبح المهرجان قادرا على استقطاب الأعمال السينمائية الجديدة لكبار السينمائيين، ولكن لا يجب أن يصبح هذا هو هدف المهرجان، بل يجب أن يولي المهرجان اهتماما أكبر في اكتشاف أفلام المواهب الشابة الجديدة بحيث يصبح المهرجان ساحة استقطاب لمثل هذه المواهب، ومنه يمكن أن تنتقل إلى مهرجانات أخرى. فليس من المتوقع مثلا أن يمنح مخرج مخضرم مثل كن لوتش (المرتبط تاريخيا بمهرجان كان) فيلمه الجديد لمهرجان القاهرة، لكن مخرجا جديدا موهوبا من جمهورية التشيك أو رومانيا أو البرازيل، يمكن أن يصبح فيلمه “الحصان الأسود” للمهرجان. وأظن أن جوائز المسابقة الرئيسية الدولية أفرزت أسماء جديدة لسينمائيين جدد.

تضمنت المسابقة الرئيسية 15 فيلما اجتهد فريق المهرجان في الحصول عليها. ليست كلها أفلاما عظيمة بل تتراوح في مستواها. لكن كان فيها دون شك بعض المفاجآت مثل الفيلم الفائز بجائزة أفضل فيلم (الهرم الذهبي) وأفضل ممثل وهو المكسيكي “أنا لم أعد هنا”. أو الفيلم البرازيلي “الرجل الودود”، والفيلم “شبح مدار” الفائز بجائزة الهرم البرونزي.

والجوائز بوجه عام تعبر عمّا توصلت إليه لجان التحكيم التي منحتها في المسابقات المختلفة للمهرجان، منها ما نتفق معه ومنها أيضا ما نختلف معه، فليس من المعقول منح جائزة أفضل سيناريو لعمل أضعف ما فيه هو السيناريو نفسه، لكن الواضح أن اللجنة محكومة بما لديها، وستكون لنا وقفة مع الفيلم المكسيكي الفائز بجائزة الهرم الذهبي.

"الخطيئة" يصور فترة قاسية في حياة الفنان الإيطالي الأسطوري مايكل أنجلو

المحطة الأخيرة

استرعى الانتباه الفيلم اللبناني التسجيلي الطويل “بيروت المحطة الأخيرة” الفائز بجائزة أفضل فيلم غير روائي، للمخرج إيلي كمال. ويعبر فيه مخرجه بحساسية فائقة ومن خلال أسلوب شعري عن تاريخ لبنان في القرن العشرين بل وحتى اليوم، من خلال تاريخ السكك الحديدية ومحطة بيروت للقطارات، كيف نشأت وازدهرت، ثم تدهورت وتوقفت ولم يمكن قط استعادتها. ويستخدم المخرج التعليق المكتوب والشرح والمعلومات من دون إقحام أو تشتيت للفرجة، مع صور من المحطة ومن القطارات القديمة ولقطات أخرى أرشيفية، في بناء بديع منسوج معا ببراعة ودقة، لا يهدف فقط لتوصيل معلومات رغم كثرتها، بل للتعبير الذاتي الشعري الحزين عن محنة لبنان وصولا إلى ما يجري الآن. هذا عمل شديد المعاصرة رغم أنه يستخدم مادة تاريخية، وهنا يكمن سر تميزه كما أنه أيضا عمل مؤثر يثير الشجون ويوقظ المشاعر. وعندما يرثي إيلي كمال ما آل إليه خط السكة الحديدية فكأنه يرثي لبنان بأسره.

أما فيلم “أوفسايد الخرطوم” فقد جاء مخيبا للآمال. فالمخرجة السودانية مروة زين أرادت أن تحاكي تجربة أخرى شاهدناها العام الماضي، أي فيلم “حقول الحرية” للمخرجة الليبية الشابة نزيهة غريبي، في تصوير تحدي مجموعة فتيات الحكم العسكري الإسلامي المتشدد في السودان، وتكوين فرقة لكرة القدم، ومحاولة تأسيس كيان يجمعهن والمشاركة في الفعاليات المحلية والدولية أيضا خارج السودان. لكن بينما كان فيلم “حقول الحرية” يتركز على حلم ثلاث فتيات تتابعهن الكاميرا في حياتهن اليومية، تلقي بأضواء على علاقتهن بعائلاتهن وبالمجتمع عموما، وموقف رجال الدين منهن، يميل الفيلم الثاني إلى الاحتفاء بالظاهرة من على السطح، دون التعمق في ثنايا الموضوع، ودون تركيز على الفكرة الأساسية، بل يتفرع في اتجاهات متعددة، ويبدو كما لو كان مشروع فيلم قصير تم تمديده دون ضرورة فظل يعاني من عدم الانسجام بين مشاهده وغياب التيمة المركزية مع الاهتمام بأشياء وجوانب أخرى لم تنجح المخرجة في العثور على صلة واضحة تربطها بالموضوع الأصلي. كما غابت عنه كثيرا مشاهد ممارسة اللعبة نفسها وتنافس الفريق مع فرق أخرى باستثناء مشهد وحيد ضعيف للفتيات أثناء ممارسة اللعبة، وغياب الموقف الرسمي من الموضوع، والاكتفاء باستطلاع رأي بعض العامة في الشارع بأسلوب الريبورتاج التلفزيوني السريع.

"بيك نعيش" ينال ثلاث جوائز بالجملة

درامية شارع القتل

من الأفلام العربية الجيدة التي أعجبتني الفيلم العراقي “شارع حيفا” للمخرج مهند حيال، وهو تعبير معاصر شديد القوة دراميا، عن حالة العنف المجنون السائدة في العراق. ولا شك أن اختيار شارع حيفا أشهر شوارع القتل في العاصمة العراقية، موقعا لأحداثه الدامية، منح الفيلم مصداقية وقرّبه من المشاهدين المطلعين على الأوضاع في العراق.

ومن ميزات الفيلم أولا أنه يبتعد كثيرا عن الطابع التسجيلي أو استخدام مواد من الأرشيف، رغم الإغراء الطبيعي الذي يكمن عادة في المادة نفسها وفي الموضوع الذي يتناوله الفيلم. وثانيا، اهتمام مخرجه الكبير بالعنصر الدرامي، بالصراع، وبالتفسير النفسي للشخصيات بحيث يبرز أزمة الشخصية العراقية الخاضعة للموروث من جهة، والخضوع لثقافة الانتقام وما يولده الموروث من كراهية ورفض للتسامح، والإيغال في التنكيل بالآخر. ويعبر الفيلم بقوة عن رغبة المرأة في الانعتاق من الهيمنة الذكورية ورفض العنف. والعنصر الثالث البارز في الفيلم الأداء البارع من مجموعة الممثلين، وقدرتهم على التعبير عن المشاعر بكل هذه القوة والصدق والانسجام.

المهرجان نجح هذا العام في جذب الجمهور واستعادة ثقة عشاق السينما وإثارة اهتمامهم بتحفها ونتاجاتها

نجح المخرج في الاستفادة من إمكانيات المكان الذي أعد بحيث يعكس حالة الخراب والفوضى القائمة، مع الاهتمام بأدق التفاصيل الجانبية التي شكلت معا إطارا قويا للحدث. وقد استحق الفيلم دون شك الفوز بجائزة أفضل فيلم في مسابقة السينما العربية كما حصل بطله الممثل علي تامر على جائزة أفضل ممثل.

وعلى العكس من قوة وضوح ودرامية فيلم “شارع حيفا”، يعتبر الفيلم السوري “نجمة الصباح” للمخرج جود سعيد، أضعف أفلام مسابقة السينما العربية، بل وأضعف الأفلام التي شاهدتها خلال هذه الدورة. وهو يعتمد على فكرة يعتقد صاحبها أنها يمكن أن تولد الضحك، لكن أحدا لم يضحك، ويريد أن يعبر عن حالة الصراع القائم في سوريا، لكنه ينحاز بوضوح ومن البداية، للجانب الدعائي أي لتقديم بروباغندا للنظام الذي يمول أفلامه بانتظام منذ سنوات بعد أن كرس نفسه كمخرج “رسمي” يقوم بتجميل ما لا يمكن تجميله. وكل هذا كان من الممكن التغاضي عنه لو كانت هناك من الأصل موهبة حقيقية يمكنها أن تقدم عملا متماسكا يثير المشاعر ويتميز بالصدق والقوة، لكن الموهبة غائبة، والافتعال لا يفيد!

جوائز بالجملة لبرصاوي

سبق أن كتبت هنا (من مهرجان فينيسيا السينمائي) عن الفيلم التونسي “بيك نعيش” للمخرج مهدي برصاوي، وكان رأيي ولا يزال، أن الفيلم يبدأ بداية درامية قوية توحي بأننا سنشاهد عملا يقتحم المسكوت عنه في علاقة المرأة بالرجل، لكنه بدلا من ذلك، يبتعد عن مأزق بطليه: مريم وفارس بعد اكتشاف أن ابنهما الذي أصيب في هجوم إرهابي، ولد لأب آخر غير فارس، ليتجه إلى موضوع عصابات استغلال المرضى وأقاربهم بغرض ابتزازهم وسرقتهم، وتجارة الأعضاء والصراع المسلح الدائر في ليبيا، في تشتت واضح، مع قفزة في أسلوب الإخراج من فيلم الدراما الاجتماعية إلى فيلم الجريمة. ومع ذلك نال هذا الفيلم ثلاث جوائز هي أفضل فيلم عربي (15 ألف دولار)، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة آفاق السينما العربية، وجائزة صندوق الأمم المتحدة للسكان (لم أفهم العلاقة)!

"بيروت المحطة الأخيرة” يفوز بجائزة أفضل فيلم غير روائي

خطيئة كونتشالوفسكي

نجح المهرجان في اقتناص الفيلم الجديد “خطيئة” للمخرج الروسي المخضرم أندريه كونتشالوفسكي الذي أخرجه في إيطاليا من الإنتاج المشترك بين إيطاليا والشركة الخاصة التي لكونتشالوفسكي نفسه.

الخطيئة” يصور فترة قاسية في حياة الفنان التشكيلي الإيطالي الأسطوري مايكل أنجلو الذي خلدت أعماله في النحت والرسم كجداريات عملاقة أشهرها بالطبع الرسوم التي تزين سقف كنيسة سيستين داخل الفاتيكان. وكان الفنان الإيطالي يعمل حينا بتكليف من البابا نفسه، وحينا آخر بتكليف من كبار الأساقفة في الفاتيكان، لكنه وجد نفسه واقعا في خضم صراع شرس بين عائلتين من العائلات الإيطالية الأرستقراطية التي ارتبطت بالكنيسة هما عائلة ميديتشي وعائلة ديلا روفيري.

كان مايكل أنجلو مغرما كثيرا بالمال كما نرى في الفيلم، ولم يكن يتردد عن طلب الدفع مقدما، لكنه بعد أن قضى سنوات في العمل في سقف كنيسة سيستين أصبح يعاني الفاقة، ورغم ذلك بعد وفاة البابا يوليوس الثاني الذي كان يرعاه ويقسو عليه أيضا في نفس الوقت، أصر على مواصلة نحت مقبرة من الرخام لدفن رفاة البابا، وكان يأتي بالرخام من منطقة كراره الشهيرة، ويسخر في خدمته عشرات العمال.

أهم العناصر الدرامية التي يدور حولها الفيلم ببراعة وتوازن، الصراع الشهير بين العائلتين الأرستقراطيتين: ميديتش وديلا روفيري، وكيف يجد الفنان نفسه واقعا بينهما، كل ما يشغله ضمان النجاة. ولكنه كان يتميز أيضا بالجرأة في مواجهة محاكم التفتيش استنادا إلى موهبته الكبيرة وما كان يقدمه من خدمات جليلة للكنيسة عن طريق فنه وإبداعاته.

يدور الفيلم في معظمه في فلورنسا الجميلة ومناطق إيطالية أخرى وينتقل أيضا إلى روما، ويتضمن مشاهد رائعة الجمال، مع أداء تمثيلي يصل حد الكمال من جانب الممثل الإيطالي ألبرتو تيستوني. الجانب الوحيد الذي لم يوفق فيه المخرج هو اختياره ذلك الإطار الضيق “المربع” للصورة مما أفقد الفيلم الكثير من عناصر الأماكن المتميزة التي دار فيها التصوير. وكونتشالوفسكي هو أحد الذين صنعوا وجه السينما السوفييتية في الماضي، ونالت أعماله عشرات الجوائز، وبلغ أقصى الدرجات على سلم الإبداع في تحفته الملحمية الكبيرة “سيبيرياد” (1979) وهو الفيلم الذي نال الجائزة الكبرى في مهرجان كان.

"بيروت المحطة الأخيرة" تاريخ بنظرة شاعرية

عودة الجمهور

نجح مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام في جذب الجمهور واستعادة ثقة عشاق السينما في المهرجان، والأهم أيضا، إثارة اهتمامهم بتحف السينما وأعمال الفن التي أثارت الكثير من المناقشات كما لاحظت شخصيا. ومن هذه الأفلام “الضوء الصامت” للمكسيكي كارلوس ريغاداس، و”حياة خفية” لتيرانس ماليك، و”عن الأبدية” لروي أندرسون، و”لا بد أن تكون الجنة” لإيليا سليمان، و”الفنار” لروبرت إيغرز، بالإضافة بالطبع إلى فيلم الافتتاح “الأيرلندي” لمارتن سكورسيزي الذي أقبل الآلاف على مشاهدته.

ولا شك أن من أكثر أقسام المهرجان تحقيقا للمتعة، القسم الخاص بعرض الأفلام عن كبار السينمائيين وعن العمل السينمائي وتاريخ السينما، ومن أهم هذه الأفلام “بونويل في متاهة السلاحف” للمخرج سلفادور سيمو عن المخرج الإسباني الكبير لويس بونويل، و”فورمان يواجه فورمان” عن المخرج التشيكي الراحل المرموق ميلوش فورمان، و”شغف أنا مانياني” عن الممثلة الإيطالية الأسطورة.. وغير ذلك من أفلام يجب أن يُعاد عرضها في المنتديات الثقافية المصرية ومناقشتها بشكل جاد بعيدا عن صخب المهرجانات وزحامها.

ومن حسن حظ المهرجان أن وجد مساحة جيدة للعرض خارج قاعات الأوبرا المصرية، في وسط القاهرة وحي الزمالك، خاصة بعد إعادة افتتاح سينما راديو العريقة.

أود أن أختم هذا المقال بتوجيه التحية لفريق المهرجان وعلى رأسه المنتج محمد حفظي رئيس المهرجان، والناقد أحمد شوقي الذي اكتسب خبرة كبيرة في تنظيم المهرجانات الدولية من خلال الاحتكاك المباشر، وقد قام هذا العام، بأعمال المدير الفني الراحل يوسف شريف رزق الله الذي كان قد بدأ الإعداد لهذه الدورة وحالت وفاته في منتصف الطريق دون أن يكمل المشوار الذي بدأه منذ أكثر من ثلاثين عاما. وقد حملت الدورة اسمه واحتفت بتاريخه الطويل الحافل كما يليق.

كاتب وناقد سينمائي مصري

 

العرب اللندنية في

03.12.2019

 
 
 
 
 

أنا لم أعد هنا

ماجدة موريس

مراهق متلون،يبدو طفلا احيانا،وفِي لحظات يتحول الي مراهق مجنون بالرقص والغناء وسط مجموعة ضخمة من أمثاله من الاولاد والبنات ،والذين يرتدون ملابس رخيصة كرنڤالية الطابع،بألوان مبهجة، في ساحة واسعة  ،وسط مساحات أوسع من الارض ،تبدو بلا صاحب ،ويبدو فيها صاحبنا المراهق مميزا للغاية من خلال شعر اسود يبدو عجيب المنظر،فهو حاد الزوايا،مستطيل،  وكأنه ملزوق ،وكأن صاحبه قد ولد به هكذا،وفيما بعد سنعرف انه ينتمي لأحد العشائر ذات التقاليد الخاصة في المكسيك ومنها الالتزام بشكل خاص في الشعر،والملابس،واللغة ،وهي تقاليد تجاوزها الزمن الحالي،ووضعته في مشاكل عديدة بعد فقدان أخيه،الوحيد الباقي من عائلته ومشاعر بالفقد،والعزلة تحاصره بعد ان قرر ان يغير حاله ويتوجه الي العالم خارج قريته بحثا عن عمل وعن مصير أفضل وهكذا يرسم لنا المخرج والكاتب( فرناندو فرياس )حياة بطله ( الضائعة،والباحثة عن اي بر آمن وسط ظروف معقدة،تبدأ بالوصول الي منطقة الحدود القريبة حيث ساحة الرقص والغناء (وتعاطي المخدرات)والاندماج مع الآخرين من الاولاد والبنات به،و الذي كان يبدو ذات نفوذ بينهم ،واعجاب البعض بهيئته،شعره وملابسه،خاصة فتاة أسيوية الملامح دعته الي منزلها،وحاولت التواصل معه بالانجليزية ،ولكنه لم يكن يعرف إلا الإسبانية المحلية لأهل عشيرته،فأحضرت له قاموسا وعلمته كيف يبحث عن الكلمات ،وطاوعها  لانه كان يريد عبور الحدود الي الجانب الآخر، أمريكا،باحثا عن العمل ،ويغافلهم ويعبر ،ويعيده رجال الحدود ويقرر الانتظار لفرصة اخري ،ويقرر التخلص من اي معوقات،خاصة شعره المريب !بعد ان اصبح علي يقين انه لن يستطيع الاستمرار علي هذا النحو وان فرصته الوحيدة هي العبور الي الجانب الآخر اسم الفيلم هو (أنا لم أعد هنا)، اما البطل المراهق يوليسيس( چوان دانيال جارسيا ) فقد تماهي مع كل لقطة فيه وكأنه يعيشها حقيقة وهو ما أضاف للفيلم حيوية كبيرة بسبب أدائه ولان بقية ممثلي الفيلم من الشباب والشابات،مثله وايضا لان المخرج المؤلف فرياس جعل لمساحات الموسيقي والرقص دورا دراميا واضحا  في تعبيرها عن أزمة الشباب الذي لا يجد ما يفعله الا التجمع للرقص والغناء والمخدرومحاولة تضييع الوقت بأي طريقة، وساهمت كاميرا مدير التصوير داميان جارسيا في التعبير بقوة عن هذه الحالة من الضياع وفي تعميقها من خلال تعامل الشباب مع الموسيقي والرقص والغناء وكأنها الحياة  التي لا مفر منها وهو ما يدهش المشاهد للفيلم في البداية لإحساسه انه يعطي اهتماما استثنائيا لهذه المشاهد لكن الدهشة تزول حين نغوص في اعماق البطل وامثاله من الضائعين والضائعات، في رقص مفتوح ومستمر كالهذيان، علي تلك التبة الواسعة  وكأنها اللقمة التي ألقيت اليهم لتلهيهم عن الغضب فيلم يبدو أقل صعوبة مما هو عليه،  وما استلزمه من الدخول بالكاميرا الي عمق الاحداث، ومطاردة شخصياته،والالتصاق بهم احيانا ،ربما ليجيب علي أسئلة عديدة،بدون كلمة واحدة،عن سوء احوال هذا الشباب،و عن السور الذي يريد الرئيس الامريكي ترامب بناءه لمنع ابناء المكسيك من العبور لبلده وليطرح علينا صورة صادقة ،لا تفتقد البلاغة والعمق الكافيين لإدراك الكثير مما لا نعرفه عن عالمنا  وهو ما جعله يحصل علي جائزتين من جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان ،الاولي هي جائزة أفضل ممثل لبطله چوان دانيال ،والثانية هي الجائزة الكبري،اي الذهبية لمهرجان القاهرة السينمائي مساء الجمعة الماضي ،وحيث صعد مخرجه لتسلم الجائزة وليقول كلاما في غاية الاهمية فقد بدأ التحضير للفيلم منذ سبع سنوات،وفِي كل هذا الوقت ذهب مرارا لتجار المخدرات في  منطقة رقص الشباب ليسمحوا له بالعمل وبتصوير الفيلم !!

 

الأهالي المصرية في

03.12.2019

 
 
 
 
 

« أبناء الدنمارك» .. نازيون جدد ومسلمون فاشيون في مستنقع التطرف !

بقلم: مجدي الطيب

نبوءة تُحذر من استحالة التعايش السلمي في ظل تنامي التطرف ودعاوى التطهير العنصرية

لم تعد السينما وسيلة للترفيه والتسليةً؛ بدليل أن أكثر الأفلام إثارة للجدل، والاهتمام، وربما الاحتفاء، هي تلك التي تتبنى هماً إنسانياً، وتقترب من الواقع الحياتي، وتدق ناقوس الخطر لما يُنتظر حدوثه في المستقبل .

فيلم "أبناء الدنمارك" Denmark Sons ofواحد من هذه الأفلام التي نجح مخرجها العراقي الاصل الدنماركي الجنسية، علاوي سليم، في تقديم ما يُشبه النبوءة لما سيصير عليه العالم في ظل تنامي ظاهرة التطرف والعنصرية وزيادة زتيرة العنف والتعصب والفوضى والهمجية !

النبوءة تكمن في اختيار المخرج الجريء أن تدور أحداث فيلمه «أبناء الدنمارك» (120 دقيقة)، في المستقبل القريب ( أربع سنوات بعد زمننا الحاضر)؛ حيث تتعرض العاصمة «كوبنهاجن» لهجوم بالقنابل، وكنتاج طبيعي له تنشط حركة وطنية يمينية تُطلق على نفسها «أبناء الدنمارك»، يقودها المتطرف «مارتن نوردال» (راسموس بيرج)، في الدعوة إلى طرد المهاجرين الذين ازداد عددهم؛ خصوصاً المسلمين، ترفع شعار «الدنمارك للدنماركيين»، ومن ثم يخشى «زكريا» (محمد إسماعيل محمد)، الذي لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره، على عائلته العراقية، التي مات عائلها في العراق وهربت أمه «مريم» (أوزليم ساجلانماك) معه وشقيقه الطفل (علي حسين)، إلى الدنمارك، ويتلقفه متطرف آخر (فلسطيني هذه المرة) هو «حسن» (عماد أبو الفول)، الذي يمتليء قلبه بالحقد على البلد الذي استضافه، ويرى أن ما جرى له على يد الأنظمة العربية لا ينبغي أن يتكرر، وعلى غرار الجماعات المتدثرة بعباءة الدين يقوم بأعمال خير؛ حيث يستضيف المهاجرين العرب في ما يًشبه الملجأ، ويستثمر مشاعر القلق والتوتر لدى «زكريا»، وينجح في تجنيده للقيام بعملية اغتيال المتطرف «نوردال»، بعد ما يكلف ذراعه الأيمن «علي» (زكي يوسف) لتدريبه على حمل السلاح، لكن الخطة تفشل بعد ما يتضح أن «علي» مدسوس عليهم من قبل جهاز أمني، واسمه الحقيقي «مالك أمين» !

سيناريو مُحكم للغاية

ينجح المخرج علاوي سليم، في تقديم فيلم شيق، لاهث في ايقاعه (مونتاج جينا مانجولاد)، يوظف فيه كل عناصره لخدمة رسالته، وعلى رأسها السيناريو الدقيق والمُحكم الذي كتبه بنفسه؛ حيث تبث محطة التلفزة أغنية بعنوان «لقد جن جنون العالم»، عقب نشرة الأخبار مباشرة، فيما يكشف القدرة الفائقة لدى «نوردال» على حشد كل قواه لاستقطاب مريدين جدد للتعاطف مع الدعاوى المتطرفه لحزبه اليميني، عبر اقناع الدنماركيين بأنه «يريد قوانين قوية تردع من لا يحترمها»، وأنه «ليس هناك سوى حضارة وحدة هي حضارتنا»، كما أن «الدنمارك لا ينبغي أن تتحمل أعباء العالم»، مُطالباً بضرورة سحب الجنسية من المسلمين المتدينين، وطردهم، بحجة أنهم «كانوا ضيوفنا لكن حروبهم انتهت، وانتهى معها ترحيبنا، ومن منح الجنسية يستطيع أن يسحبها» لكي «تعود الدنمارك إلى مسارها الصحيح»، بعدما أصبحت الرفاهية، والديمقراطية، في خطر على أيدي المهاجرين العرب، و«سرقوا منا بلدنا» !

في المقابل، وهنا المفارقة الذكية، يرفع المسلمون، بتحريض من الشيطان «حسن»، بلحيته القميئة، ودهائه الثعباني، وعنصريته المُفرطة، شعارات «ثورة .. حرية»، ولا يتورع «أميرهم»، في كل أحاديثه، عن وصف «أبناء الدنمارك» ب «أبناء القمامة»، و«الأوباش»، ويدعو إلى وحدة الصف، والالتجاء إلى القوة، «لكي يهرب الكلاب»، وتنجح دعاواه في حث أتباعه على اقتحام مقر الحزب اليميني، وتدميره، وإضرام النار في السيارات، ويتأجج الموقف أكثر، لكن يأتي نجاح الحركة الوطنية لمناهضة المهاجرين في الفوز بالانتخابات، بأغلبية لم تتوقعها استطلاعات الرأي، ليُصبح «نوردال»، زعيم الحزب اليميني المتطرف، مرشحاً لرئاسة الوزراء، وتبدأ الحركة في تنفيذ مخطط التصفية، ومرة أخرى يؤكد المخرج / كاتب السيناريو على خطورة العنف والعنف المضاد، والأهم غياب التقدير الصحيح للأمور؛ إذ يعجز «أبناء الدنمارك» عن التفريق بين العدو والصديق، ويهاجموا منزل «علي / مالك»، ذو الأصول العربية، ويشوهوا وجه زوجته بالأحماض الحارقة، ويقتلوا ابنه، ومن ثم يُصبح «علي / أمين»، الذي كان سبباً في إجهاض مخطط اغتيال «نوردال»، مُضطراً لقتله ليلة تنصيبه !

الفاشية دينية والواشي مصري !

في مشهد يعكس وعي المخرج علاوي سليم يفاجأ «علي / مالك» برئيسه المباشر «جون» (اولاف يوهانسن)، يُطالبه بالكف عن متابعة نشاطات الحركة اليمينية المتطرفة، والتركيز على تتبع «الإرهاب الإسلامي»، في إيحاء واضح بأن هناك ثمة تواطؤ بين الجهة الأمنية والنازيون الجدد، ويفشل الإثنان في إقناع «نوردال»، رئيس الحركة الوطنية، بإجبار جماعته على إيقاف مخطط العنف، وتصفية المهاجرين العرب، بعدما يقتنع «جون» بتنصل «نوردال» من تورطه في التحريض؛ بحجة أنه «كان صغيراً عندما آمن بهم، وأنه خائن أمين على وطنه»، وأن «المسألة أمن قومي وإعلاء لمصلحة الوطن» !

وفي مشهد آخر عظيم الدلالة يرصد المخرج عنف الجانب الدنماركي، الذي لا يقل قسوة ودموية عن الفاشية الدينية؛ حيث يلجأ «أبناء الدنمارك» إلى قطع لسان خائن للحركة، بعد تعذيبه بضراوة، من دون أن تحرك ساكناً للأجهزة الأمنية، وتكمن مفارقة أخرى في الإشارة إلى أن زوجة «نوردال» نفسه نصف دنماركية، ذات جذور نرويجية، وهو الذي يُطالب بإقصاء المهاجرين لكونهم سبب البلاء !

في ظل التعاطف الإنساني الواضح، الذي يُظهره المخرج / كاتب السيناريو مع الشاب العراقي «زكريا»، المُغرر به، وعائلته، لا يبرر، مُطلقاً، تعمده الإيحاء بأن الواشي «علي / أمين»، جذوره مصرية (!)، ليترك لغزاً كبيراً، لا يستقيم وموقفه الشجاع الفاضح للتطرف، وعواقبه الوخيمة، وموسيقاه المؤثرة، الموظفة بعناية، والتصوير الرصين (إيدي كلينت)، وبراعته في تقديم بانوراما للمجتمع الدنماركي، الذي يعيش فوق رماد مُشتعل، نتيجة للثقافة المتناقضة، والحضارات المتباينة، واتهامات الخيانة المتبادلة، بما يوحي باستحالة التعايش السلمي بين طوائف المجتمع الأوروبي، والأقليات الوافدة عربية كانت أو أجنبية !

 

####

 

جوائز متوازنة لمهرجان القاهرة السينمائي

بقلم: أسامة عبد الفتاح

** تتويج "شبح مدار" و"أبناء الدنمارك" كما توقعت "القاهرة".. وتساؤلات حول جائزة السيناريو وتجاهل "أبو ليلى" و"جدار الصوت"

اُختتمت مساء الجمعة الماضية، بدار الأوبرا المصرية، دورة يوسف شريف رزق الله من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والتي تحمل الرقم 41 في مسيرة المهرجان العريق. ويمكن القول إن جوائز مختلف المسابقات – بشكل عام – جاءت متوازنة، ووقعت في منطقة وسطى بين توقعات وآراء النقاد، ورغبات الجمهور، وحسابات المنطق إن جاز التعبير.

وكانت جوائز المسابقة الدولية الأكثر توازنا، ربما لأنها الأكثر عددا بين جميع المسابقات، ومنحت لجنة التحكيم فرصة تحقيق التوازن من وجهة نظرها بالطبع.. كما استخدمت اللجنة حق تقسيم الجائزة مناصفة في الهرم البرونزي تفاديا لخروج فيلم متميز من دون تتويج. وربما تكون ملاحظتي الوحيدة على تلك المسابقة خاصة بجائزة السيناريو، التي فازت بها المخرجة نجوى نجار عن فيلمها "بين الجنة والأرض"، حيث تجاهلت اللجنة سيناريوهات أكثر تماسكا بين أفلام المسابقة الدولية وقررت مكافأة هذا الفيلم على أضعف عناصره، حيث يمكن أن يحصل على أي جائزة إلا السيناريو.

وجاءت جوائز الأفلام العربية أقل توازنا، خاصة في جائزة أفضل فيلم التي تمنحها لجنة تحكيم خاصة، والتي فاز بها الفيلم التونسي "بيك نعيش" للمخرج مهدي برصاوي، الذي حصد كذلك جائزة صلاح أبو سيف من مسابقة آفاق السينما العربية، في حين تجاهلت اللجنة أفلاما مهمة ومتميزة أخرى أبرزها الجزائري "أبو ليلى"، الذي شارك في أسبوع النقاد الدولي، واللبناني "جدار الصوت" الذي شارك في المسابقة الدولية.

وصعدت إلى منصة التتويج أفلام توقعنا فوزها على صفحات "القاهرة" الأسبوع الماضي، ومنها الفيلم البلجيكي "شبح مدار"، للمخرج باس ديفوس، الفائز بجائزة الهرم الفضي في المسابقة الدولية، والذي يتتبع "خديجة" الخمسينية التي تنام، بعد يوم طويل في العمل، في آخر مترو ليلا، وعندما تستيقظ في آخر الخط، تكتشف أن عليها العودة لمنزلها مشيا.. وفي الطريق تقابل من وما يجعلها تعيد التفكير في حياتها. وهو عمل شجي تصاحبه موسيقى شجية مثله، نكتشف من خلاله مع سيدة بسيطة ليل مدينتها الذي لم تكن تعرف عنه شيئا.. لكنه ليس فيلما نمطيا يعيد ما سبق مشاهدته كثيرا في نوعية أفلام الليلة الواحدة، بل يبدو مثل مجموعة لقاءات قصيرة للسيدة مع كل من الشخصيات التي قابلتها.

كما فاز الفيلم الذي توقعناه، الدنماركي "أبناء الدنمارك"، للمخرج علاوي سليم، بجائزة الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية (فيبريسي)، وتدور أحداثه بعد عام من وقوع تفجير إرهابي ضخم في كوبنهاجن، حيث ينمو التيار المتطرف في البلاد، وتتصاعد الصراعات العرقية. ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية، يصعد نجم قيادي يميني معادي للمهاجرين، فيما يتورط الشاب "زكريا" مع جماعة متطرفة تستخدمه لتحقيق أغراضها. والفيلم يقدم بانوراما للمجتمع الدنماركي وصراعاته الكامنة تحت سطحه البراق، واستعراضا أمينا لحياة المهاجرين المسلمين، تحديدًا، بعين واحد منهم هو المخرج والسيناريست الذي يهمه في المقام الأول رصد الخلاف بين الثقافتين والحضارتين قبل الصراع المباشر بين المتطرفين والقوى الأمنية والسياسية.

وفيما يلي القائمة الكاملة للجوائز:

** جائزة صندوق الأمم المتحدة للسكان: "بيك نعيش" إخراج مهدي برصاوي – تونس، فرنسا، ولبنان

مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة:

** تنويه خاص: "فخ" إخراج ندى رياض – مصر

** تنويه خاص: "تماس" إخراج سمير سرياني – لبنان

** جائزة لجنة التحكيم: "سوء الحظ العجيب للتمثال الحجري" إخراج جابرييل أبرانتيس - البرتغال فرنسا ** جائزة يوسف شاهين لأحسن فيلم قصير: "أمبيانس" إخراج وسام الجعفري – فلسطين

مسابقة أسبوع النقاد الدولي:

جائزة فتحي فرج (جائزة لجنة التحكيم الخاصة): "اعتقال" إخراج أندريه كون - رومانيا

جائزة شادي عبد السلام لأحسن فيلم: "أرض الرماد" إخراج صوفيا كيروس أوبيدا - كوستاريكا، وتشيلي، والأرجنتين

مسابقة آفاق السينما العربية:

** أحسن فيلم غير روائي: "بيروت المحطة الأخيرة" إخراج إيلي كمال - لبنان، الإمارات

** أحسن أداء تمثيلي: على ثامر – "شارع حيفا" إخراج مهند حيال – العراق

** جائزة صلاح أبو سيف (جائزة لجنة التحكيم الخاصة): "بيك نعيش" إخراج مهدي برصاوي - تونس، فرنسا، لبنان
** جائزة سعد الدين وهبة لأحسن فيلم: "شارع حيفا" إخراج مهند حيال – العراق

** جائزة أفضل فيلم عربي (جائزة واحدة وقدرها 15 ألف دولار): "بيك نعيش" إخراج مهدي برصاوي - تونس، فرنسا، لبنان

جائزة الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية "فيبريسي":

** "أبناء الدنمارك" إخراج علاوي سليم- الدنمارك

** جائزة يوسف شريف رزق الله (الجمهور) وقدرها 20 ألف دولار: "احكيلي" إخراج ماريان خوري - مصر
المسابقة الدولية:

** جائزة هنري بركات لأحسن إسهام فني: "مينداناو" إخراج بريانتي ميندوزا- الفلبين

** أحسن ممثلة: جودي ان سانتوس عن فيلم "مينداناو" إخراج بريانتي ميندوزا- الفلبين

** أحسن ممثل: خوان مانويل جارسيا تريفينا عن فيلم "أنا لم أعد هنا" إخراج فرناندو فرياس - المكسيك، والولايات المتحدة

** جائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو: "بين الجنة والأرض" إخراج نجوى نجار - فلسطين، أيسلندا، لوكسمبورج

** جائزة الهرم البرونزي مناصفة: "نوع خاص من الهدوء" إخراج ميكال هوجينور - التشيك، وهولندا، ولاتفيا و"الحائط الرابع" إخراج جانج تشونج، جانج بو – الصين

** جائزة الهرم الفضي: "شبح مدار" إخراج باس ديفوس – بلجيكا

** جائزة الهرم الذهبي: "أنا لم أعد هنا" إخراج فرناندو فرياس - المكسيك والولايات المتحدة

 

####

 

إبراهيم عبد المجيد: السينما أقرب الفنون إلي تشكيل الوعي السياسي

حوار: نرمين حلمي

·        «يعجبني مسلك نجيب محفوظ في تحويل النص الأدبي إلى شاشة السينما

·        وفيلم "الوسادة الخالية" سبب مجيئي للقاهرة»

·        «السينما تراجعت حين ابتعدت عن الرواية..وسينما النجم تحركها متطلبات السوق»

·        «هناك شباب يصنعون أفلامًا من العدم المالي مثل محمد حماد وشريف البنداري وأحمد فوزي صالح وهالة خليل وغيرهم يستحقون أن تنفتح لهم دنيا الإنتاج لأنهم يهمهم السينما قبل النجم الوحيد»

شهدت الدورة الـ 41 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي عدة مشاركات وفعاليات متميزة؛ على صعيد الأفلام المعروضة أو المبرمجين وأعضاء لجان التحكيم، والذي جاء من بينهم الأديب المصري إبراهيم عبد المجيد، عضو لجنة تحكيم المسابقة الدولية الرسمية.

مشاركة الرموز الأدبية في المهرجانات السينمائية اندثرت خلال الأعوام الأخيرة؛ وهو الأمر الذي نسلط الضوء عليه في حوار "القاهرة" الخاص مع الأديب الكبير إبراهيم عبد المجيد، الفائز بعدة جوائز من بينهم جائزة الدولة التقديرية للاَداب عام 2008، كما تطرقنا في الحديث إلى العلاقة بين الأدب والسينما، ورأيه فيما اَل إليه الفن السابع في العصر الحالي، والكثير من التفاصيل المميزة حول عطائه الإبداعي الفني الممتد لأكثر من 40 عامًا..وإلى نص الحوار.

·        في البداية..كيف استقبلت طلب انضمامك كعضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للدورة الـ 41 لمهرجان القاهرة السينمائي؟

** استقبلته بالسعادة طبعًا لأسباب علي رأسها أني لم أعد أخرج من البيت إلا نادرًا وأتابع السينما العالمية من خلال قنوات مشفرة مثل "بين موفي" ووجدتها فرصة أن التقي مع فنانين من العالم وفرصة أن التقي في فترات الاستراحة بالشباب والكبار من المصريين من كل الأعمار في كافيهات الأوبرا التي عرفت أنها سُتعد خصيصًا للمهرجان كما أن أسماء لجنة التحكيم من العظماء تشجع أي شخص، وهم: ستيفن جاجان المخرج والسيناريست الأميركي، وميشيل فرانكو المخرج والمنتج المكسيكي، و دانيللي لوكيتي المخرج الإيطالي، وماريون هانسيل المخرجة والمنتجة البلجيكية، و كين هايلو الممثلة الصينية، ولميا الشرايبي المنتجة والموزعة المغربية، وكلهم حصلوا علي جوائز عالمية كبيرة كما كنت كما قلت في حاجة كبيرة للخروج الي الفضاء.

·        خلال الـ 10 أو 15 أعوام الأخيرة، اندثرت مشاركة الرموز الأدبية في المهرجانات السينمائية، على الرغم مما شهدته أزهى فتراتها على أيدي كُتاب مهمين مثل سعد الدين وهبة عندما ترأس مهرجان القاهرة السينمائي..في رأيك ما السبب في ذلك؟

** لا أعرف الأسباب لأني بعيد عن أنشطة وزارة الثقافة بل وبعيد عن أنشطة المجتمع الأهلي إلي حد كبير لكن لابد أن وراء ذلك رؤية المشرفين علي المهرجانات السابقة وربما أتعبتهم وفيات الكثير من الرموز الثقافية.

·        ما هي أبرز ملاحظاتك على الدورة الـ 41 لـ "القاهرة السينمائي"؟

** التنظيم الجيد جدًا الي درجة مذهلة فلم يوجد خطأ واحد كبيرًا أو صغيرًا في استقبال الأفلام أو عرضها أو نقل الضيوف أو غيرها . كذلك الإقبال الذي لم يحدث منذ عامين أو أكثر علي مشاهدة الأفلام رغم قلة أماكن العرض المخصصة لذلك وهذا يعني أن السينما فن لا يموت.

·        أغلب أعمالك الأدبية لاسيما رواياتك تنصر المرأة..كيف رأيت توقيع المهرجان السينمائي على ميثاق للمساواة بين النساء والرجال في الفعاليات السينمائية والمعروف باسم “5050 في 2020”؟

** أي وثيقة تساوي بين الرجل والمرأة في الحقوق في أي فعاليات هو أمر جدير بالاحترام . الإبداع أصلاً فعل نسائي، فالمبدعون كما يقال يحملون جنينهم وهو الفيلم أو الرواية أو المسرحية أو اللوحة التشكيلية أو القصيدة حتي يأتي يوم الوضع أو الولادة. يشترك في ذلك الرجال والنساء ولا يوجد إبداع بلا نساء فالمرأة أساس الالهام وغايته باعتبارها الأرض والوطن.

·        ماذا عن دور الرقابة؟..هل كان هناك أي اعتراض على الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية؟

** الإعداد للمهرجان واختيار الأفلام لم يكن لي عمل أو اشتراك فيه. أنا فقط كنت عضو تحكيم في اللجنة الدولية للأفلام المشتركة في الجوائز الكبري وكانت خمسة عشر فيلمًا ومن ثم لا أعرف شيئًا عن كواليس الاختيار.

·        ما هي المعايير التي تحكمت في اختيار أفضل الأفلام الفائزة في المسابقة الدولية؟

** هناك جوائز للإخراج وأخري للسيناريو والتمثيل وغيرها ولكل جائزة معاييرها. الإخراج يشمل كل نواحي الفيلم الفنية والسيناريو تتابع وبناء المشاهد ومعناها والتمثيل يشمل الأداء وهكذا.

·        كتبت في كتابك "أنا والسينما": "أن السينما كما عرفتها تاريخ وطن وتجليات لروح ذلك الوطن"..وفي حفل ختام الدورة الـ 41 للقاهرة السينمائي، أهدى الفائزون من لبنان والعراق جوائزهم لثورات بلادهم..إلى أي مدى ترى الترابط بين السينما والسياسة؟ ومن وجهة نظرك هل تساهم السينما في تشكيل الوعي السياسي لدى الشعوب؟

** السينما أقرب الفنون إلي تشكيل الوعي السياسي للشعوب ومن ثمً تقوم الدول المتخلفة برقابة صارمة عليها. السينما تعيد الغائب من التاريخ فتلهم المعاصرين معاني الحرية والوطن . فضلاً طبعًا عن الجانب الإنساني في مسيرة البشر وغرائب الكون والطبيعة وغير ذلك. كل القادة في التاريخ العالمي أعيد تقديمهم بما كان غائبًا في وقتهم وبعيدًا عن المعرفة العادية. فضلاً طبعًا عن التاريخ الممتع لأنه فن للثورات والنضال في الدنيا كلها وكل هذا يلهم المشاهد المعاصر. كم ارتفعت في المظاهرات شعارات مثل "زواج عتريس من فؤادة باطل" منذ عاد المصريون الي الشارع بعد حرب 1967 . نيرون وكاليجولا وهتلر وستالين وموسوليني وغيرهم رأيناهم في السينما وبين المتعة بالصورة تقفز المعاني الكبيرة عن الديكتاتور والمشاهد الذي يستمتع بذلك سيكون ضد أي ديكتاتور يومًا ما. إن فيلما مثل "451 فهرنهايت " يلخص غباء الرقابة ومنع الكتب وقدرة الإنسان علي تجاوز ذلك ومن ثم تفشل كل محاولات مصادرة الرأي الآخر مهما طال الزمن وهكذا . فضلا عن أفلام عظيمة تظهر نضال الانسان ضد هذه النظم مثل سبارتاكوس وغيره وهذه مجرد أمثلة أو افلاما تجسد نضال الإنسان في الحروب وما أكثرها وكلها ترسخ قيمة الدفاع عن الأوطان مهما كان الزمن.

·        من وجهة نظرك..كيف ترى العلاقة بين السينما والأدب خاصة في السنوات الأخيرة التي ازداد تحويل النصوص الأدبية إلى سينمائية أو درامية فيها؟

**من أسباب قصور السينما في مصر إنها ابتعدت عن الرواية. ليس هناك كما تقولين أفلامًا عن روايات إلا واحدًا أو اثنين أو ثلاثة كل عام بينما ازدهار السينما منذ وجدت قائمًا علي الرواية. يومًا ما منذ الخمسينات قامت في الدنيا دعوة المخرج المؤلف ونجحت جدًا في العالم والحديث عنها طويل وانتقلت إلي مصر في الثمانينات مع مخرجين قلائل من أبرزهم داوود عبد السيد لكن السينما كانت تنحصر لأسباب تتعلق بالإنتاج ثم انتهت هذه الظاهرة تقريبًا الآن وأصبح التأليف يتم عن طريق ورش للكتّاب ولست ضده لكنه تأليف يخضع في أغلبه إلي رؤية نجم الفيلم أو منتجه إلا نادرًا. أي تحكمه السوق قبل أي شي. أين هي السينما التي كنا نري فيها عمر الشريف ورشدي أباظة وشكري سرحان وغيرهم من النجوم معا وأين هي السينما التي كنا نري فيها شادية وفاتن حمامة أو نادية لطفي وسعاد حسني وغيرهما معًا. كانت هذه السينما تهتم بموضوع الفليم وليس بنجم الفيلم وكان السوق بالمناسبة يأتي إليها بقوة. مَن يكره أن يري عددًا من النجوم الكبار معًا؟ لكن هذه السينما وهي الحقيقية قد ضاعت من مصر ولابد أن تعود مصر إليها إذا أرادت أن تكون لديها سينما.

·        شغوف بالسينما منذ طفولتك، شهدت مراحل وتغيرات عدة في صالات عرض الفن السابع، وفي كتابك "أنا والسينما" أوضحت أنه كان هناك عصر إضمحلال سينمائي لصالح المسلسلات في التسعينيات، إذن ما رأيك في صناعة السينما حاليًا في مصر؟

** لقد بدأ اضمحلال السينما مع موجة أفلام المقاولات أما المسلسلات فلأنها صارت الأسهل في التوزيع في العالم العربي فقد اتجه إليها المنتجون أكثر والآن أكبر ما يصيب السينما هو أن الأفلام تتم سرقتها علي قنوات فضائية لا يسيطر عليها القانون وتكون في اليوم التالي علي يوتيوب مجانًا ومن ثم صارت خسارة للمنتجين فضلا عن الأسباب السابقة ولابد من منع هذه السرقات وهناك قوانين لذلك يجب تفعيلها.

·        تتفق أم تختلف مع أن إيرادات شباك تذاكر السينما يعد بمثابة معيار لنجاح الأفلام؟ وما هو تعريف العمل السينمائي الناجح من وجهة نظرك؟

**العمل السينمائي الناجح هو العمل السينمائي بمعني الصورة والإخراج والسيناريو والحوار وغيرها. الشباك سيأتي بعد ذلك، وهناك حقًا أفلام يأتي إليها الشباك أكثر لكن الآفلام الأخرى تاتي إليها الجوائز ونوع آخر من الجمهور لا يكتفي بالتسلية فالجماهيرأنواع وهذا ليس عيبًا. أفلام يوسف شاهين لم تكن أفلام شباك مثلا وفيلم "المومياء" لشادي عبد السلام لم يكن فيلم شباك أصلاً لكنها وغيرها أفلام خالدة أتتها جوائز العالم. وهناك أفلام عظيمة تخسر في أول عروضها مثل "بين السماء والأرض " لصلاح أبو سيف ثم يصبح عليها الإقبال عظيمًا بعد ذلك وتدخل تاريخ الأفلام الجميلة رغم ذلك. الآن خسارة المنتج ليست قائمة إذا توفر القانون الذي يتيح له بيع فيلمه دون أن تتم سرقته فالعالم العربي ينتظر الأفلام بل وأوروبا وأميركا وغيرها حيث المهاجرون العرب. هناك شباب يصنعون أفلامًا من العدم المالي مثل محمد حماد وشريف البنداري وأحمد فوزي صالح وهالة خليل وغيرهم ويستحقون أن تنفتح لهم دنيا الإنتاج لأنهم يهمهم السينما قبل النجم الوحيد والمهم أن تتوقف السرقات وسيصبح المكسب قائمًا وإن لم يكن بقدر المكاسب من الأفلام التجارية.

·        تجربة ذهابك للسينما أثرت على مخزونك الثقافي وإنتاجك الأدبي فيما بعد، مثل قصة الرجل الذي يلعب بالثلاث ورقات، الذي شاهدته أثناء ذهابك للسينما واستوحيته فيما بعد لرسم شخصيات مسلسلك "بين شطين ومية"..حاليًا الوضع اختلف بسبب التكنولوجيا ، والبعض يرى أن المنصات الإلكترونية الحديثة المتخصصة في بث الفيديوهات على حسب الطلب مثل "نتفليكس، وأمازون" أثرت سلبًا على تجارب المشاهدة الجماعية والذهاب للسينما. فما رأيك في ذلك؟ وكيف ترى تأثيرهم على جمهور وصناعة السينما والدراما في العصر الحالي؟

** مؤكد أن هذه المنصات أثرت بالسلب علي الذهاب إلي السينما لكن كما قلت لكِ الجماهير أنواع والمشاهدون أنواع ولايزال هناك من يري في مشوار السينما متعة. للأسف تم هدم أكثر من خمسمائة دار سينما في مصر منذ الثمانينات من القرن الماضي تحت دعوى الحرام التي وفدت إلينا مع الوهابية والآن السعودية تنشئ مائتي وخمسين دار سينما . المهم أن يعرف أصحاب السينمات التسويق الحديث وعملية جذب الجمهور و إن شعبًا تعداده أكثر من مائة مليون الشباب فيهم أكثر من ستين مليونا لن يمضي وقته كله في البيت. المهم أن نعرف كيف تكون دورالسينما جاذبة للجمهور.

·        حولت أعمالك الروائية للسينما والتلفزيون، مثل فيلم "صياد اليمام" 2009، بواسطة كُتاب دراما اَخرين، فيما كتبت أنت سيناريو رواية "قناديل البحر" 2005..إذن متى تختار كتابة النص الدرامي بنفسك؟ ومتى تفضل ترك مهمة تحويله من نص أدبي لسينمائي أو تليفزيوني لسيناريست اَخر؟

** كانت تجربة والكاتب يحب التجارب لكني وجدت أنه من الأفضل أن ابتعد وأفعل ما فعله نجيب محفوظ مع أعماله. كان هناك مسلسل بعيد عن رواياتي اسمه "بين شطين وميه " أخرجه الرائع عمر عبد العزيز وقام بدورالبطولة فيه حسين فهمي وعشت معهما وأبطال الفليم أجمل الأيام لكن التليفزيون بعد الانتهاء من المسلسل لم يعرضه علي القناة الأولي أو الثانية أو حتي الثالثة وقتها لكن عرضه علي القناة الفضائية المصرية ثم لم يعيده لأنه مليئ بالفنتازيا السياسية. ما بعد ذلك لا أحب أن أتحدث فيه. لم أتحدث يومها فكيف أتحدث اليوم بعد خمس عشرة سنة.

·        كتبت سيناريو موجه للدراما مباشرة في "بين شطين وميه" 2002، وأيضًا للفيلم القصير "الأشرعة البيضاء" 1998..لماذا لم تستمر في ذلك بالتوازن مع أعمالك الأدبية وفَضلت كتابة النص الأدبي ومن ثمً تحويله لسينمائي أو درامي؟

**أجبت في السؤال السابق. كانت تجربة وعدت إلي بيتي سالمًا؛ بيتي هو الرواية. وبالمناسبة غانمًا بعض المال اكتفيت به عن كل شيئ وقتها. وبالمناسبة هناك مسلسلين آخرين بعتهما ولم يتم تحويلهما للشاشة ولا أسأل عنها رغم مضي أكثر من عشر سنوات وانتهاء العقود مع شركتي الإنتاج. أنا كتبت الشعر يومًا ولم أستمر فيه وكذلك حدث مع الدراما. أمًا "صياد اليمام" فهو طبعًا فيلم جميل كتبه السيناريست علاء عزام وأخرجه إسماعيل مراد وبالمناسبة لم يستمر الفيلم في السينما كثيرًا لكن حين أعيد عرضه علي التليفزيون أحبه الناس جدًا فهو فيلم يستحق الفرجة سيناريو وإخراجًا وتمثيلاً.

·        حاليًا تُصور روايتك "في كل أسبوع يوم جمعة" على أن تتم إذاعتها في مسلسل قرابة الـ 10 حلقات..ألم يكن هذا ظالمًا لقصة الرواية الأصلية ويختزل الكثير من أحداثها؟

**الفيلم أو المسلسل غير الرواية. يمكن أن يكون السيناريو لملمح واحد من الرواية وليس كلها. في تاريخ السينما لا يوجد فيلم التزم بالرواية كلها إلا نادرًا لأن الصورة غير اللغة وما يكتبه الروائي في عشر صفحات يمكن أن يختزله السيناريست والمخرج في مشهد واحد وما يكتبه الروائي من شخصيات يمكن أن يجمع السيناريست والمخرج أكثر من شخصية بينها لتكون شخصية واحدة ومن ثم المقارنة بين الرواية والفيلم أو المسلسل مجحفة. هذه تفاحة وتلك برتقالة أو العكس والأفضل لكاتب الرواية أن لا يتدخل في عمل المخرج والسيناريست. ونقد الفيلم أو المسلسل لا يجب أن يكون من خلال مقارنته بالرواية لكن من خلال أدوات السينما ولغتها وعلي رأسها الصورة . لا شيئ آخر.

·        ننتقل إلى أعمالك الأدبية والفنية بصفة عامة..مَن هم شخصياتك الأكثر تأثرًا بفقدهم وغيابهم لفترة بعد انتهائك من كتابة عمل ما على مدار 40 عامًا من عطائك الإبداعي؟

**كلهم تقريبًا وعلي رأسهم النساء أبحث عنهم في الشوارع وروايتي الأخيرة "السايكلوب " تجسيد لعودة بعضهم فقط ومزجهم مع شخصيات من الواقع. أنا أري وأشعر أن ما أكتبه هو الوطن وشخصياتي هم أهل الوطن أما الحياة من حولي فهي المنفي .قلت ذلك كثيرًا في أحاديثي. حتي الشخصيات الشريرة في الرواية يحبها المؤلف وتحبه لكن مَن الذي يحب الشخصيات الشريرة في الحياة مثلاً؟

·        لو أتيحت لك فرصة بإعادة كتابة سيناريو معاصر لفيلم أو مسلسل قديم شاهدته، ليس من تأليفك، وربما شاهدته في طفولتك، فماذا تختار ولماذا؟

** فيلم "الوسادة الخالية" مثلاً لأنه كان سبب تفكيري مبكرًا في الحياة في القاهرة. رأيته وأنا في الثانية عشر وقررت أن أفعل كما فعل عبد الحليم حافظ بأن آتي القاهرة وأعيش في مصر الجديدة وأمشي مع حبيبتي في شارع السبق كما كان يمشي مع لبني عبد العزيز وفعلتها بعض الوقت أيام الشباب وانتهت القصة. لو أتيحت لي إعادة كتابته لجعلته في الإسكندرية حتي لا آتي إلي القاهرة.

·        في الستينات كان هناك لقاء تاريخي بين الأديب عباس العقاد والفنانة هند رستم، ونُشر وقتذاك في مجلة "اَخر ساعة"..لو عُرض عليك اختيار ممثلة من الجيل الحالي لتجرى حوارًا صحفيًا معك..إذن مَن ستختار ولماذا؟

**ربما اخترت من جيل أسبق فنانة مثل ميرفت أمين التي أراها من زمان مثل أوفيليا التي قال عنها هاملت لقد خلقتها السماء بنفسها .أما الجيل الحالي فكلهن يحب أي كاتب أن يلتقي في حوار معهن. في كل منهن ملمح رائع . نيللي كريم الباليرينا التي رأيتها، بالإضافة للأفلام والمسلسلات، في الأوبرا في أكثر من عرض للباليه. هند صبري التونسية المثقفة. منة شلبي ذات البسمة الجذابة والمنعشة. حلا شيحة اكتمال القمر في الليل. لكن كيف يجلس رجل مثلي في عمره الذي تجاوز السبعين مع أي منهن ويستطيع الكلام ؟ سأضع أي منهن علي مقعد عالي في الحائط وأغلق باب الحجرة وأتفرج عليها ناسيًا العالم حولي ولا أتركها للفضاء أبدًا أبدا وربما يكتب سيناريست فيلمًا عن الحادثة بعد ذلك أو بعد نشر هذا الحديث!!!

·        نأمل أن تقدم لنا كتابًا سينمائيًا جديدًا في المستقبل القريب..فهل يمكن أن تقدم جزءًا ثانيًا من كتاب "أنا والسينما"؟

**لا أعتقد، لقد كتبت عن أكثر من خمسين سنة من حياتي في الكتاب. مشغول الآن بكتاب عن الأيام الحلوة فقط في الحياة الأدبية محاولاً أن أنسي الأشرار بعد أن انتهيت من رواية ستُنشر العام القادم ولا أحب الحديث عن الروايات قبل النشر.

 

جريدة القاهرة في

03.12.2019

 
 
 
 
 

المخرج مهند حيال: فيلم "شارع حيفا" ينقل معاناة الحرب الطائفية

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

حصل الفيلم العراقي "شارع حيفا" على جائزتين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 41 التي اختُتمت فعالياتها أخيراً؛ إذ حاز جائزة أحسن أداء تمثيلي، وحصل عليها بطل العمل علي ثامر، كما حصل على جائزة سعد الدين وهبة لمسابقة آفاق السينما العربية. "العربي الجديد" التقت المخرج مهند حيال.

·        ما شعورك بحصول فيلمك على جائزتين في المهرجان؟

* أعتقد أني أول مرة أكون سعيداً بمثل هذه الدرجة، لأن الجائزة جاءت من مهرجان مصري ولجنة تحكيم مهمّة تعي جيداً ما تختاره. لجنة تضم خبراء يملكون باعاً سينمائياً طويلاً. أهدي الجائزة إلى شهداء وطني الحبيب العراق، وأتمنّى أن نمر من أزمتنا على خير.

·        ماذا تقول عن جائزة الممثل علي ثامر؟

* علي يستحقها عن جدارة؛ إذ مثّل في الفيلم شريحة الشباب الذين يقفون في وجه رصاص المليشيات المتطرفة، أتمنّى أن نمضي نحو مزيد من الجوائز، سواء عن هذا الفيلم أو غيره.

·        لماذا اخترتم اسم "شارع حيفا" تحديداً عنواناً للفيلم؟

* لأنه واحد من أهم الشوارع، فهو بمثابة القلب النابض بالحياة المدنية في بغداد، وكان يسكنه المشاهير، ولكن للأسف تحول منذ عام 2006 مع اشتعال الحرب الطائفية إلى شارع قاسٍ حتى عاد من جديد إلى ما كان عليه.

·        ما رسالة العمل الأساسية؟

* كنا نودّ أن يشاركنا المشاهدون بصدق وبشكل حقيقي في التعرف إلى الحرب الأهلية الطائفية بشكل مقرب، فنحن نقلنا على مدار 80 دقيقة من قلب شارع حيفا كمّ المعاناة التي وُلدت من رحم الحرب الطائفية وكمّ الضغوطات التي عايشها العراقيون، فلم يكن هدفنا كصناع عمل تسليط الضوء على السياسة بل على الشكل الاجتماعي للعراقيين في هذه الحقبة الزمنية وإلى أي حد كانوا متأثرين بالحرب.

·        هل واجهتك صعوبات أثناء التصوير؟

* لا يوجد أثناء التصوير أي صعوبات، ولكن الفيلم مثله مثل كثير من الأفلام التي واجهت في البداية بعض الصعوبات الإنتاجية، خاصة أنه العمل الروائي الأول لي، ولكل من شارك في صناعته. لذا، كنا لا نملك الخبرة الجيدة. في النهاية، أنتج العمل بعض المؤسسات المستقلة، بعدما تم رفْض المشروع كاملاً بكثير من الحجج غير المقنعة على الإطلاق، وقد يكون ما حدث معي بمثابة رسالة إلى كل الموهوبين السينمائيين؛ ألا ينتظروا دعماً من أحد، وأن عليهم أن يخرجوا بمشاريعهم إلى النور؛ لأن السينما في العراق ينظر إليها من قبل الدولة والمسؤولين أنها ترفيه فقط.

·        يوصف الفيلم بأنّه قاسٍ، هل كان ذلك متقصّداً منك؟

* نعم، أعلم أنه كانت فيه قسوة، لكنه رصد للواقع المعيش فترة 2006 في العراق. عانيت كثيراً، وشاهدت مآسي كثيرة في هذا الشارع؛ لأن كلية الفنون الجميلة التي كنت أدرس فيها موجودة في هذا الشارع، لذا فهذا المكان بشكل خاص له وقْع على قلبي وعلى قلب كل عراقي لأنه يقع في وسط المدينة.

·        هل لديك مشروعات سينمائية جديدة حالياً؟

* لدي فيلم عن بغداد بعد الحرب، ولكن لم يدخل بعد حيز التنفيذ الفعلي. نحن في التحضيرات الأولية، ولن يتم البدء في التصوير قبل عامين على الأقل.

الجدير بالذكر أن الفيلم الذي حصد من قبل ست جوائز عالمية خلال عرضه في مهرجانات مختلفة حول العالم، وشهد المهرجان عرضه الأول في الشرق الأوسط. تدور أحداثه عام 2006 في بغداد التي يمزقها الاقتتال الطائفي، وشارع حيفا التاريخي الذي تحوّل إلى مركز للصراع. يصل أحمد بسيارة أجرة في طريقه إلى منزل حبيبته سعاد ليطلب يدها للزواج، فتصيبه رصاصة أطلقها سلام، القناص القابع فوق إحدى البنايات حيث يعيش جحيمه الخاص.

 

العربي الجديد اللندنية في

03.12.2019

 
 
 
 
 

مهرجان القاهرة السينمائي الـ41

دورة مميزة وحضور جماهيري كبير لمشاهدة أفلام اختيرت بعناية كبيرة مشاركة فاعلة ومثمرة للسينما العراقية

القاهرة ـ الصباح الجديد:

بحضور وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم ، أختتم مؤخرا فعاليان مهرجان القاهرة السينمائي ال41 ، تمّ خلالها عرض أكثر من 150 فيلما من 63 دولة، من بينها 35 فيلما في عروضها العالمية والدولية الأولى، و84 فيلما في عرضها الأول بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

نجوم السينما العربية حضروا المهرجان منهم، ليلى علوى ورانيا يوسف وعبير صبري وحنان مطاوع وبسمة وشيرين رضا ومادلين طبر وإيمان العاصي ولقاء الخميسي وخالد سليم ومريم حسن والإعلامية بوسي شلبي و حلا و هنا شيحة و مي عمر و سارة التونسي و رزان مغربي و أمينة خليل و ومحمد كريم وسيد رجب وغيرهم، وكانت ناتاي ايمانويل بطلة المسلسل الشهير « صراع العروش» من بين الحاضرين.

السينما العراقية شاركت بفلمين هما» بغداد في خاطري» للمخرج سمير جمال الدين، وشارع حيفا للمخرج مهند حيال، الذي حصل على جائزة أفضل ممثل لبطله علي ثامر، وافضل فلم عربي ضمن مسابقة أفاق السينما العربية. كما حصل المخرج العراقي الاصل ، الدنماركي الجنسية، علاوي سليم ، على جائزة النقاد الفيبرسي، عن الفلم الدنماركي ابناء الدنمارك.

تنظيم جيد بمقاييس عالمية

جاء التنظيم الكلي للمهرجان جيدا ، بشاهدة من حضروا ، وحفل ختام باذخ ،فمن الافتتاح الذي اقيم على دار الاوبرا ، وبرمجة الافلام ، واماكن قطع التذاكر التي شهدت اقبالا كبيرا هذا العام ، الى حفل الختام وتوزيع الجوائز على الافلام الفائزة، وصولا إلى الاحتفال الذي أقيم بالأهرامات بمناسبة اختتام الدورة والذي شاركت فيه الفنانة روبي والراقصة دينا، كان كل شيء محسوب بدقة .

تكريم النجوم والفنانين

كرم المهرجان مدير التصوير الإيطالي “فيتوريو ستورارو”، الذي يعد أحد أعظم مصوري السينما في العالم، وذلك تقديرا لمسيرة سينمائية حافلة بالإنجازات امتدت لأكثر من 5 عقود.

فيتوريو ستورارو” الذي ولد في روما عام 1940، تعاون خلال مشواره الفني، مع عدد من أبرز المخرجين منهم “وودي آلان”، و”برناردو برتولوتشي”، و”فرانسيس كوبولا”، و”ارن بيتي”، و”كارلوس ساورا”، وفاز بأكثر من 50 جائزة دولية، من بينها ثلاثة جوائز أوسكار، عن فيلم “القيامة الآن” عام 1979 ، وفيلم “الحُمر” عام 1982، وفيلم “الامبراطور الأخير” عام 1988، كما حصل ” ستورارو” على جائزة البافيتا لأحسن مصور سينمائي من الاكاديمية البريطانية للأفلام عن فيلم “السماء الواقية” عام 1991، وجائزة إيمي برايم تايم عن فيلم Dune عام 2001، وجائزة Technical Grand Prize من مهرجان كان عن فيلم تانغو عام 1998، وجائزة التميز من مهرجان لوكارنو والجائزة الفخرية من مهرجان IBAFF، كما فاز بكثير من الجوائز عن مجمل أعماله.

وإلى جانب الجوائز التي فاز بها “فيتوريو ستورارو” ترشح لأكثر من 36 جائزة أخرى، من بينها الأوسكار أيضا.

كما منح المهرجان المخرجة اللبنانية نادين لبكي، جائزة فاتن حمامة للتميز، وذلك عن مجمل أعمالها ولإسهامها في إبراز قيمة المرأة في أفلامها. وأكدت لبكي أنه بالرغم من أوضاع لبنان الصعبة في الوقت الحالي إلا أنها أصرت أن تكون موجودة في القاهرة وحضور التكريم. ووجّهت تحية خاصة للمرأة اللبنانية التي تشارك بالصفوف الأمامية في الثورة. مضيفة:” في لبنان تربينا على أفلام فاتن حمامة…”

أكاديمية فنون وعلوم الصورة المتحركة تؤهل المهرجان للأوسكار

حصل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي على اعتماده من أكاديمية فنون وعلوم الصورة المتحركة، ليؤهل أفلامه للمنافسة على جوائز الأوسكار، انطلاقا من دورته القادمة التي تقام في نوفمبر 2020.

وبناء على ذلك الاعتماد، ينضم “القاهرة” إلى قائمة المهرجانات الدولية التي تؤهل أفلامها للأوسكار مثل برلين وكان وفينيسيا، ويكون أفضل فيلم في مسابقته القصيرة (سينما الغد)، مؤهلا للمنافسة في فئة الفيلم القصير (روائي أو تحريك) ضمن جوائز الأوسكار، دون الحاجة لعرضه تجاريا، بشرط أن يتوافق الفيلم مع قواعد الأكاديمية.

وبهذه المناسبة قال محمد حفظي رئيس المهرجان: “نحن فخورون جدا بأن ننضم إلى قائمة المهرجانات المؤهلة للأوسكار، ونشكر أكاديمية فنون وعلوم الصورة المتحركة على دعمها للمهرجان. هذه الخطوة يمكن اعتبارها اعتماد جودة للمهرجان وبرنامج أفلامه السنوي الذي يتكون من أفلام مبتكرة يقدمها أكثر صنّاع الأفلام الرائعين والمبدعين النشطين دوليا.. فرصة الوصول إلى هذا النوع من التقدير سيساعد صنّاع الأفلام على جذب انتباه العالم بحكايات رائعة في صورة أفلام قصير…”

 

المصرية في

03.12.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004