كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 41.. وفاء وانفرادات

القاهرة- وائل سعيد

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الحادية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

شهدت فترة منتصف سبعينيات القرن الماضي ميلاد الدورة الأولى من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تحديدا في 16 أغسطس/آب 1976، حين قامت الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما بتدشينه، وتولى رئاسته على مدار سبع سنوات حتى عام 1983 أحد مؤسسي الجمعية؛ الناقد الراحل كمال الملاخ. أعقبه المخرج كمال الشيخ الذي اقتصرت مدته على دورة واحدة فقط، ليدخل المهرجان منعطفا جديدا في تاريخه برئاسة الكاتب سعد الدين وهبة - لمدة 12 عاما- ثم تنتقل رعاية المهرجان والإشراف عليه لوزارة الثقافة، وقد "أورد تقرير الاتحاد الدولي لجمعيات المنتجين السينمائيين عام 1990 أهم ثلاثة مهرجانات للعواصم، فجاء مهرجان القاهرة السينمائي في المركز الثاني بعد مهرجان لندن السينمائي، بينما جاء مهرجان ستوكهولم في المركز الثالث".

حملت الدورة 41 اسم الناقد الراحل يوسف شريف رزق الله، عرفانا من الإدارة بمساهمته المتميزة مع المهرجان على مدار ثلاثة عقود، وتنافس فيها 153 فيلما على جوائز المهرجان من 63 دولة، من بينها 35 في عروضها العالمية الأولى، و84 فيلما في عروضها الأولى بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وكما هو معتاد؛ استضاف المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية حفل افتتاح الدورة الجديدة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني واستمرت الفعاليات حتى 29 من نفس الشهر. وتضمن حفل الافتتاح العرض الأول لآخر أفلام المخرج الأميركي الشهير مارتن سكورسيزي "الإيرلندي
The Irishman" بطولة النجوم روبرت دي نيرو وآل باتشينو وجو بيسكي، إنتاج شبكة نيتفيلكس.

وعلى مدار أربعة عقود قام المهرجان بتكريم العديد من النجوم العالميين من بينهم صوفيا لورين، إليزابيث تايلور، آلان ديلون، مورغان فريمان وسلمى حايك، ومن المخرجين إيليا كازان، مايكل أنجلو أنطونيوني، مصطفى العقاد وغيرهم.

بين حفلي الافتتاح والختام ذهبت تكريمات هذه الدورة إلى المخرج البريطاني تيري جيليام، والنجم العالمي بيلي زين عن مجمل أعماله، ومن مصر المخرج شريف عرفة، كما حصلت الممثلة منة شلبي على جائزة فاتن حمامة للتميز وأهدتها لوالدتها الراقصة زيزي مصطفى.

قدم الفنان خالد الصاوي حفل الافتتاح بعرض ارتجالي "ستاند أب كوميدي" تناول من خلاله مشكلات وأزمات السينما بداية من مرحلة ما بعد كتابة النص/ السيناريو ومرورا بمراحل الإنتاج المختلفة من تحضير وتصوير وتنفيذ، في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تفرض هيمنة رأس المال وتحكمه في خريطة الإنتاج السينمائي.

"رزق السينما"

في إطار تكريم اسم الراحل يوسف شريف رزق الله عُرض فيلم بعنوان "رزق السينما" في احتفالية خاصة حضرتها وزيرة الثقافة ونخبة من النقاد والسينمائيين، وزوجة الراحل ونجلاه.

فيلم "رزق السينما" إنتاج مهرجان القاهرة السينمائي وإخراج عبد الرحمن نصر، ويتناول مسيرة رزق الله من خلال محاور عديدة؛ البدايات، انضمامه لجمعية الفيلم في عمر السابعة عشرة، رحلة رزق الله المميزة في تغطية المهرجانات السينمائية العالمية ونقل فعالياتها إلى المشاهد المصري، وعلاقته بمهرجان القاهرة السينمائي الممتدة عبر أربعة عقود حتى استحق لقب "الأب الروحي" عن جدارة.

 حملت الدورة 41 اسم الناقد الراحل يوسف شريف رزق الله، عرفانا من الإدارة بمساهمته المتميزة مع المهرجان على مدار ثلاثة عقود

لمع اسم الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله في عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي من خلال عدة برامج هامة، كانت تعتبر الروافد الأولى للثقافة السينمائية وقتها قبل أن تتاح المعلومات على شبكة الإنترنت، مثل "نادي السينما. تلي سينما. سينما نعم سينما لا. أوسكار. ونجوم وأفلام"، حيث اشترك في هذه البرامج بالإعداد أو التقديم أو بالاثنين، وفي هذه البرامج شاهدنا جميع كلاسيكيات السينما العالمية وبعض أفلامها الجديدة حينها، بعرض الفيلم ومناقشته من قبل النقاد أمثال سمير فريد، سامي السلاموني، هاشم النحاس وغيرهم، كما اختص لسنوات طويلة بمتابعة وتغطية أهم المهرجانات السينمائية العالمية ونقلها عربيّا، مثل مهرجاني كان وبرلين ومهرجان موسكو الدولي.

الانفرادات تأتي بعد الأحلام

تميزت هذه الدورة بعدة انفرادات لعل أهمها هو العرض الأول - عالميا- لرائعة سكورسيزي المنتظرة "الإيرلندي"، وكانت وزيرة الثقافة المصرية د. إيناس عبد الدايم قد أوكلت رئاسة الدورة الماضية للمنتج السينمائي محمد حفظي بترشيح من يوسف شريف رزق الله، والذي تعرض للهجوم منذ تصريحاته الأولى في العام الماضي بتكريم المخرج الفرنسي كلود ليلوش ثم التراجع عن ذلك حين تبين لإدارة المهرجان علاقة ليلوش بالكيان الصهيوني.

وأطلق حفظي على دورة 2018 شعار "دورة الأحلام الكبيرة"، مؤكدا على أن تاريخ دورته الأولى في رئاسة المهرجان يجعله في مواجهة مستمرة لتحقيق أفضل النتائج من أجل التميز، وصرح حينها بأنه حقق 80% من أهدافه خلال الدورة الماضية. لذلك سعت إدارة المهرجان هذا العام لإكمال الـ 20% المتبقية في صورة انفرادات، بداية من "الإيرلندي"، ونسبة العرض الأول لمجموعة من الأفلام اقتربت من 50% هذا العام؛ حيث تم عرض 84 فيلما في عروضها الأولى بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا من إجمالي 153 فيلما، ثم خطوة هامة في تاريخ المهرجان باعتماده من أكاديمية فنون وعلوم الصورة المتحركة، لتكون أفلامه المنافسة مؤهلة للاشتراك بجوائز الأوسكار بداية من الدورة الـ 42 التي تقام في تشرين الثاني/نوفمبر 2020.

وقد علق حفظي عقب إعلانه الاعتماد: "نحن فخورون جداً بأن ننضم إلى قائمة المهرجانات المؤهلة للأوسكار، ونشكر أكاديمية فنون وعلوم الصورة المتحركة على دعمها للمهرجان. هذه الخطوة يمكن اعتبارها اعتماد جودة للمهرجان وبرنامج أفلامه السنوي الذي يتكون من أفلام مبتكرة يقدمها أكثر صُنَّاع الأفلام الرائعين والمبدعين النشطين دولياً. فرصة الوصول إلى هذا النوع من التقدير، سوف تساعد صُنَّاع الأفلام على جذب انتباه العالم بحكايات رائعة في صورة أفلام قصيرة".

وفي سياق آخر، أحيا المطرب المصري عمرو دياب حفلا لضيوف المهرجان، وأحيت المطربة روبي حفل الختام، وكان تم استبعاد فيلم "عيار ناري" من بطولتها في الدورة الماضية، مراعاة لاشتراك رئيس المهرجان بنسبة في إنتاج الفيلم.

5 أيام قاهرية لصناعة السينما

للعام الثاني على التوالي يواصل برنامج أيام القاهرة لصناعة السينما برنامجه الدعمي والأكاديمي الذي بدأ منذ الدورة الواحدة والأربعين، وعلى مدار خمسة أيام استطاع المشاركون من شباب السينمائيين تطوير بعض المشاريع السينمائية –على مستوى الإنتاج ومراحل ما قبل الإنتاج- وتطوير السيناريو، ومحاضرات من صناع السينما العالميين، تنوعت بين "رحلة حول العالم لاستكشاف الإنتاج العالمي" مع المنتج الهوليوودي ستيوارت فورد، و"دروس من وكيل مبيعات أفلام شديد الانتقائية" لوكيل المبيعات جابور جرانر، بالإضافة إلى حوار مطول مع المخرج المُرشح للأوسكار تيري جيليام حول "إيجاد الهوية عبر الوسائط المختلفة"، والعديد من الشهادات والحوارات حول صناعة السينما العالمية.

تنافست الأفلام على ست مسابقات محورية: المسابقة الدولية، مسابقة آفاق السينما العربية، سينما الغد، أسبوع النقاد، جائزة أفضل فيلم عربي، وأخيرا جائزة الجمهور.

ذهبت بعض الجوائز إلى أفلام تمت المراهنة على أحقيتها بالفوز، فيما فازت أفلام أخرى لم تكن في الحسبان، وتغيبت بعض أفلام كانت على قدر يؤهلها بالفوز ولكن الأمر في النهاية تحسمه لجان التحكيم وتصويت الجمهور. 

جوائز الدورة 41

*جائزة صندوق الأمم المتحدة للسكان: "بيك نعيش" إخراج مهدي برصاوي - تونس وفرنسا ولبنان.

*تنويه خاص: "فخ" إخراج ندى رياض – مصر- مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة.

*تنويه خاص: "تماس" إخراج سمير سرياني- لبنان- مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة.

*جائزة لجنة التحكيم: "سوء الحظ العجيب للتمثال الحجري" إخراج جابرييل أبرانتيس- البرتغال وفرنسا- مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة.

*جائزة يوسف شاهين لأحسن فيلم قصير: "أمبيانس" إخراج وسام الجعفري – فلسطين- مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة.

*جائزة فتحي فرج، جائزة لجنة التحكيم الخاصة: "اعتقال" إخراج أندريه كون - رومانيا- مسابقة أسبوع النقاد الدولي.

*جائزة شادي عبد السلام لأحسن فيلم: "أرض الرماد" إخراج صوفيا كيروس أوبيدا - كوستاريكا وتشيلي والأرجنتين- مسابقة أسبوع النقاد الدولي.

*أحسن فيلم غير روائي: "بيروت المحطة الأخيرة" إخراج إيلي كمال- لبنان والإمارات- مسابقة آفاق السينما العربية.

*أحسن أداء تمثيلي: الممثل علي ثامر– "شارع حيفا" إخراج مهند حيال- العراق- مسابقة آفاق السينما العربية.

*جائزة صلاح أبو سيف، جائزة لجنة التحكيم الخاصة: "بيك نعيش" إخراج مهدي برصاوي- تونس وفرنسا ولبنان- مسابقة آفاق السينما العربية.

*جائزة سعد الدين وهبة لأحسن فيلم: "شارع حيفا" إخراج مهند حيال- العراق- مسابقة آفاق السينما العربية.

*جائزة أفضل فيلم عربي وقدرها 15 ألف دولار: "بيك نعيش" إخراج مهدي برصاوي- تونس وفرنسا ولبنان.

*جائزة الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية "فيبريسي": "أبناء الدنمارك" إخراج علاوي سليم- الدنمارك.

*جائزة يوسف شريف رزق الله (الجمهور) وقدرها 20 ألف دولار: "احكيلي" إخراج ماريان خوري-مصر.

*جائزة هنري بركات لأحسن اسهام فني: "مينداناو" إخراج بريانتي ميندوزا -الفلبين- المسابقة الدولية.

*جائزة أحسن ممثلة: جودي آن سانتوس عن فيلم "مينداناو" إخراج بريانتي ميندوزا - الفلبين- المسابقة الدولية.

*جائزة أحسن ممثل: خوان مانويل جارسيا تريفينا عن فيلم "أنا لم أعد هنا" إخراج فرناندو فرياس – المكسيك والولايات المتحدة- المسابقة الدولية.

*جائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو: فيلم "بين الجنة والأرض" إخراج نجوى نجار- فلسطين وأيسلندا ولوكسمبورج- المسابقة الدولية.

*جائزة الهرم البرونزي مناصفة: "نوع خاص من الهدوء" إخراج ميكال هوجينور- التشيك وهولندا ولاتفيا- المسابقة الدولية.

*جائزة الهرم البرونزي مناصفة: فيلم "الحائط الرابع" إخراج جانج تشونج، جانج بو- الصين- المسابقة الدولية.

*جائزة الهرم الفضي: فيلم "شبح مدار" إخراج باس ديفوس- بلجيكا- المسابقة الدولية.

*جائزة الهرم الذهبي: فيلم "أنا لم أعد هنا" إخراج فرناندو فرياس -المكسيك والولايات المتحدة- المسابقة الدولية.

 

ضفة ثالثة اللندنية في

01.12.2019

 
 
 
 
 

"الحديث عن الأشجار".. السينما السودانية تسخر من موتها!

أريج جمال

تُخيّم الظلمة على معظم صور الفيلم التسجيلي السوداني "الحديث عن الأشجار" من إخراج صُهيب جاسم الباري، وإنتاج مشترك بين فرنسا والسودان وألمانيا وتشاد وقطر، والذي عُرض أخيراً ضمن فعاليات بانوراما الفيلم الأوروبي في دورتها الثانية عشرة التي أقيمت في القاهرة (الفترة من 6-16 نوفمبر/تشرين الثاني). تتحرك الكاميرا ببطء في هذه الظلمة، وفي أحيان كثيرة تُفضل السكون التام لتكشف لنا عالماً لا يخلو من البشر لكنه يبدو كصحراء موحشة على الرغم من ذلك.

يقرر أربعة مخرجين كبار من السودان هم إبراهيم شداد وسليمان إبراهيم ومنار الحلو والطيب المهدي أن يخوضوا رحلة لإعادة افتتاح دار عرض في مدينتهم "أم درمان"، فدور العرض مهجورة ومغلقة منذ زمن طويل، زمن يعود إلى العام 1989 عندما قاد الرئيس السابق عمر البشير انقلابه العسكري، وقرر أن يُحكم قبضته على البلاد، فأمر بإغلاق دور العرض والمسارح، وعرقلة الإنتاج الفني، ليختنق بذلك جيل من السينمائيين كانوا يحلمون ببدء مسيرتهم العملية بعد تجارب أولى في أفلام حصلت على جوائز مرموقة من أوروبا وروسيا.

ينتمي المخرجون الأربعة إلى ذلك الجيل، وعلى الرغم من ابتعادهم لسنوات عن صناعة السينما، إلا أنهم لم يفقدوا حماستهم لها، إنهم يعرفون وهم يخوضون هذه الرحلة مقدماً أن احتمال تحقق الأمل ضعيف، فالدولة آنذاك (تدور أحداث الفيلم في العام 2015) ما زالت تمارس تضييقاً مقصوداً على العروض الجماهيرية، لكن ما من سبيل إلا المحاولة، فشغفهم بالسينما ما زال حياً نابضاً يلتصق بجلودهم التي صارت اليوم متغضنة، ويركز الفيلم على هذه الرحلة، ويروي لنا من خلالها ما حدث قبل أعوام طويلة وما كان يجب أن يحدث.

الموت الطبيعي للسينما

منذ المشاهد الأولى للفيلم، تُذكر كلمة "موت" وترتبط في جملة مفيدة مع "السينما السودانية"، يذهب المخرجون لتسجيل حلقة إذاعية عن السينما، ويسألهم المذيع عن السبب وراء اختفاء صناعة السينما التي كانت واعدة جداً، وحققت حضوراً جيداً في المهرجانات الدولية فترة السبعينيات والثمانينيات، فيجيبهم إبراهيم شداد: "تقدر تقول إن السينما ماتت موت طبيعي، موت فجائي، وإن هناك من غدر بالبطل، واسأل نفسك أنت من الذي غدر بالبطل".

"عرف المخرجون المغرمون بالسينما أن المأزق الذي كانت تمر به به البلاد أشد قسوة من ضياع السينما السودانية"

بشكل متواز تستعيد الكاميرا مشاهد من أفلام سودانية مهمة، ونفهم من ذلك أن الأبطال الأربعة يعيشون حالة من الرثاء المستمر لصناعة السينما المغدورة وكذلك لأنفسهم، وتتجوّل الكاميرا مع الأبطال بين الحواري والشوارع، باحثة مثلهم عن دار عرض يرضى أصحابها تأجيرها للمخرجين الذين سيتكفلون بإصلاحها وتجديدها على حسابهم الشخصي. ونشاهد أحدهم يتحدث تلفونياً مع المالكين، لكنه وقبل حتى أن يُتم شرح الأمر له، يتلقى رداً بالرفض، فلا أحد يريد اليوم وجعاَ للدماغ مع الدولة.
يواجه الأبطال هذا الرفض بالسخرية، جمعتهم صداقة متينة طوال أعوام، صداقة يُرينا الفيلم كيف تتحول هي نفسها إلى أداة مقاومة، وإلى حجر يتولى تحريك المياه في البُحيرة كلما ركدت.

السلطة جَنّدت حتى الفئران

في الأعوام التي تلت عودة الأبطال من الخارج، اعتقلتهم السلطة أكثر من مرة ومن لم يُعتقل عاش هذا الخوف من الاعتقال. يروي مثلاً إبراهيم شداد في مشاهد متفرقة من الفيلم كيف كان يتم تعذيبه في مكان يُحدده بالاسم ويذكره بالزمن، كان مطلوباً منهم هم الفنانون الحكاؤون ألا يتوقفوا عن الكلام جبراً. يقول شداد إن الثرثرة كانت الوسيلة الوحيدة لتفادي الصفعات، "لو سكت كنت تتعرض للصفع لازم تتكلم لأنهم ياخدوا منك الكلام". يقود شداد صديقه منار إلى أحد الحمامات المهجورة ويُعيد تمثيل مشهد تعذيبه عندما اضطر إلى الجلوس مقرفصاً بينما المياه تتساقط على رأسه قطرة قطرة في زمن بدا له كأعوام، وإذا كانت إعادة تمثيل المشهد تبدو قاسية علينا كمشاهدين، إلا أن الفيلم يدفعنا إلى التفكير في حاجة هؤلاء المخرجين إلى السينما بعد نهاية هذه التجارب، حاجتهم لأن يرووا ما جرى لهم كي يُشفوا منه، وهو ما لم يُتح لهم قطّ من قبل.

ليس التعذيب الجسدي هو الأذى الوحيد الذي واجهه الأصدقاء، لقد كان مطلوباً منهم أن يُبلغوا عن زملائهم ومعارفهم.. يقول شداد "كانوا يقولوا سليمان شيوعي وأنا أقول إحنا صحبة، أنا معرفش أنه شيوعي"، يضحك الأصدقاء ونضحك نحن في مشهد آخر عندما يتمدد إبراهيم على الأرض في مقر "جماعة الفيلم السوداني" وسط الظلام، ويبدأ في مخاطبة الصراصير والفئران هازئاَ "حتى أنتم جنّدوكم"، ثم يستعين الفيلم بمشاهد توثيقية لنساء تحملن السلاح وتذهبن إلى الحرب.

العنف كان البديل الوحيد للفن المكبوت، مكبرات الصوت انتقلت من السينما إلى الجوامع، والسلطة الدينية المطلقة كانت وسيلة أخرى لكتم الأنفاس.

الفيلم بعد آذان المغرب

تتحرك أحلام المخرجين الكبار ربما أسرع مما تتحرك أجسادهم الواهنة، لكنهم يصرون على القيام بأنفسهم بمهام تنظيف قاعة العرض المهجورة منذ سنوات واسمها للمفارقة "الثورة" تمهيداً لافتتاحها، أعمال شاقة تجعل شداد يعلق على تعبه "محتاجين جيل تاني من الرواد"، ولا ييأس الكبار فيرتبون عروضاً صغيرة لجمهور بسيط من أفلام شارلي شابلن، الأفلام التي ميزت أيضاً بدايات السينما العالمية.

"العنف كان البديل الوحيد للفن المكبوت"

بلا شك أصاب السينما السودانية تأخر كبير، والمأزق لم يعد فقط في قدرة المخرجين على صناعة فيلم جديد، إنهم يفهمون أن الجمهور هو السر، لا توجد سينما بدون جمهور. إننا نشعر أنهم يسعون إلى اختراع العجلة من البداية في السودان، لأن الجمهور العادي يفتقد ثقافة مشاهدة الأفلام في دور العرض، يجرون حوارات جانبية مع المراهقين المهووسين بكرة القدم، ولا يعرفون غيرها تسلية، يسألونهم: ما النوع الذي تفضلونه؟ يُفضل الشباب الأفلام الهندية أو أفلام الأكشن، ويشرح شاب أكبر سناً أنه لا يعرف معنى أن يشاهد فيلماً وسط متفرجين آخرين، أن يكون له حق تبادل التعليقات حول الفيلم أثناء المشاهدة، كما يحدث في مباريات كرة القدم.

حلّ الاهتمام بكرة القدم محل الكثير من الفنون، من بينها السينما بالطبع. وفي الوقت الذي يُخطط فيه الأصدقاء لعرضهم المنتظر يظهر سؤال جديد: في أي ساعة يبدأ عرض الفيلم؟ بعد آذان المغرب أم بعد آذان العشاء؟

لا يعتمد "الحديث عن الأشجار" على أي موسيقى تصويرية، ويكتفي المخرج صهيب الباري بتجميع أصوات الحياة اليومية بالميكرفونات، كأصوات السيارات في غدوها ورواحها وزماراتها، وصوت الصمت في الليل، وأصوات الحيوانات الأليفة، وطبعاَ أصوات الآذان وهو يرتفع من عدة مآذن متقاربة في وقت واحد بطريقة مثيرة للاهتمام.

يسأل شداد أصدقاءه "طيب لو عرضنا الفيلم وبدأت الصلاة وهناك بوسة في الفيلم ماذا نعمل؟"، ثم يقترح كحل أن يقف أحدهم خلف آلة العرض وأن يحجب بيده صورة الفيلم حتى ينتهي الآذان أو تنتهي البوسة، أيهما أقرب، وعلى الرغم من الضحك الذي أثارته تلك الكلمات بين جمهور البانوراما أثناء عرضه في سينما زاوية، إلا أن المعنى وصل كاملاً؛ للخطاب الديني يد في تكبيل الفنون والتنكيل بأهلها في العالم العربي كله، وليس فقط في السودان.

نبتة جديدة

في غضون انتظار موافقة الدولة على مسألة العروض الجماهيرية، يقرر الأصدقاء أن يزرعوا نبتة جديدة أمام مكتبهم في "جماعة الفيلم السوداني"، تيمناً بالمحاولة، ومع خبرتنا المتراكمة من أجواء الفيلم نفسه، يُحيلنا مشهد الزرع وإهالة التراب تلقائياً إلى صورة مقبضة نعرفها، وهي صورة الدفن، التي تؤكد من جديد على موت السينما كما قال الأبطال في بداية الفيلم.

لكن هل يمكن حقاً أن تموت السينما؟ الذبول، الاصفرار، والبطء هي أقوى الانطباعات التي يُسربها لنا فيلم صُهيب الباري، فهو يجعلنا نرى الحياة حصرياً بعيون أبطاله كبار السن المُرهقين والمهزومين بشكل ما، إلا أن المذهل بحق في هذا الفيلم، هو قدرته على تحويل فكرة "موت السينما" تلك نفسها إلى نوعٍ من السينما، كأن السينما قادرة على استخدام حتى احتمال موتها الخاص لصناعة فيلم مثير ومُقلق وجذاب.

"المذهل بحق في هذا الفيلم، هو قدرته على تحويل فكرة "موت السينما" تلك نفسها إلى نوعٍ من السينما"

أخذ المخرج الشاب صهيب الباري عنوان فيلمه من عبارة الكاتب بيرتولد بريخت الشهيرة "أي زمن هذا الذي يكاد يكون فيه الحديث عن الأشجار جريمة، لأنه يعني السكوت عن جرائم أشد قسوة". عرف المخرجون المغرمون بالسينما أن المأزق الذي كانت تمر به به البلاد أشد قسوة من ضياع السينما السودانية، ولهذا فضلوا الصمت أمام مشهد قتل أحلامهم، أما المفاجأة السعيدة فهو أن أحداً منهم بالتأكيد لم يكن يتوقع بعد مرور أربعة أعوام على تصوير الفيلم، أنه سيحلّ من جديد ذلك الزمن الذي سنتحدث فيه عن السينما السودانية وعن أفلامها، بعد قيام الثورة السودانية وإسقاط الرئيس السابق عن رأس السلطة في 11 نيسان/أبريل الماضي، نعم يحدونا أمل أن نشاهد المزيد من الأفلام من عينة "ستموت في العشرين" للمخرج أمجد أبو العُلا، ومن عينة هذا الفيلم للمخرج صُهيب الباري، وألا نتوقف أبداً عن الحديث عن الأفلام.

حصل الفيلم على عدة جوائز من مهرجانات سينمائية دولية، منها جائزة غلاسوته أوريجينال للفيلم التسجيلي المتميز بمهرجان برلين 2019، وجائزة النجمة الذهبية للفيلم التسجيلي في مهرجان الجونة السينمائي دورة هذا العام.

 

ضفة ثالثة اللندنية في

02.12.2019

 
 
 
 
 

"بين الجنة والأرض" للفلسطينية "نجوى النجار":

الطلاق يستعصي لأن الإرتباط قدر حتمي

القاهرة – محمد حجازي

تختصر المخرجة "نجوى النجار" الواقع الفلسطيني على الشاشة الكبيرة مجدداً في شريطها الأخير "بين الجنة والأرض" (between heaven and earth) من خلال قصة رمزية لزوجين شابين قصدا معاً مرجعية الأحوال الشخصية لإتمام معاملات الطلاق رسمياً، لكن عائقاً عائلياً حال دون إنجاز الإنفصال، ما إضطرهما لأن يترافقا في عملية بحث عن حقيقة إستجدت في عائلة العريس إستوجبت متابعة وأسفاراً في قلب الأراضي المحتلة.

الفيلم الذي حاز جائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو يتناول شخصيتين رئيسيتين: "سلمى" (منى حوا) و"تامر" (فراس نصار) تُركز الأحداث المتلاحقة عليهما في 92 دقيقة من الوقت، يغادران منزلهما في سيارة يقودها الزوج بعدما حاولت القيام بالمهمة ورفض، وقصدا دائرة الأحوال الشخصية بغية طلاق إتفقا عليه وصفته هي بمصاعب لم يقدرا على حلها، فلم يُعجبه التوصيف، لتبادره "وهل تفضّل القول إن هناك شللاً عاطفياً بيننا"، مع ذلك كانت المفاجأة أن هناك معلومات عن عائلة "تامر" لا يعرفها، فقد تبين أن والده كان متزوجاً سراً من سيدة يهودية وله منها إبن شاب في مثل سن "تامر" تقريباً، وهذا يعني أن على الطرفين الذهاب إلى دائرة الأحوال الشخصية الإسرائيلية.

يصاب كلاهما بصدمة تتلقفها "سلمى" بأن إستحصلت على عنوان السيدة اليهودية المعنية ودخلت منزلها وحيدة لتجد إبنها وحيداً في المكان، حيث كان اللقاء سيئاً معه لقلة إكتراثه، بينما كانت والدته قابعة في المستشفى، وقد إستدعى دورية للبوليس، معتبراً أن هناك من يهدده من العرب، وطوي الإشكال ليخوض العروسان رحلة جديدة يقرران معها السفر إلى خارج فلسطين كون "تامر" من مواليد بيروت، لكنهما لا يُفلحان، وتواجههما مفارقات خلال تنقلهما داخل فلسطين (نتعرف خلالها على مناطق ومعالم وشوارع كثيرة)، فيتواجهان مع شباب يهود، ويقرران بعدها الذهاب إلى السيدة اليهودية في المستشفى، ويكون اللقاء جيداً معها، لكن إبنها من الزوج العربي كان متشنجاً وسيء التصرف.

وتكون الزيارة الأفعل هي لذوي "سلمى" اللذين لا يعرفان أن الزوجين بصدد الإنفصال، وتسأل الأم عن حفيد يفرحان به، وتشتمّ من مزاج إبنتها بأن هناك أمراً سلبياً بينهما. لكن الإيجابي في كثرة إنتقالهما أنهما وجدا مساحة حوار وتفاهم لم تتسن لهما قبل ذلك، لأن الزوجين كانا ينشغلان واحدهما عن الآخر، وها هما في وضع أفضل الآن.. لقد فُتح باب أمام أفق جديد في العلاقة. وليس خافياً ما الذي تعنيه هذه الحيثيات حين إسقاطها على الواقع الفلسطيني الراهن وتداعياته السياسية على الوحدة الفلسطينية. إرتباط نعم ولو كان صعباً وطلاق لا مهما كان سهلاً أو متاحاً.

 

الميادين نت في

02.12.2019

 
 
 
 
 

الممثلة فاطمة الطائي لـ"العين الإخبارية": لم أتردد في قبول دور الأم

هشام لاشين - هشام لاشين

نجحت الممثلة الإماراتية فاطمة الطائي (34 عاما) في إثبات وجودها الفني خلال فترة قصيرة، فبعد دراسة التمثيل في أكاديمية نيويورك للأفلام بأبوظبي، ذهبت إلى لندن لدراسة تقنيات التمثيل في الحركة والصوت، ثم تدربت على يد المخرج والممثل البحريني المعروف عبدالله السعداوي.  

قدمت فاطمة عددا من المسلسلات والأفلام الإماراتية منها فيلم "عبدالله" للمخرج حميد السويدي، وفيلم "ساير الجنة" للمخرج سعيد سالمين 2015، الذي حصل على جائزة أفضل فيلم طويل في مهرجان دبي السينمائي، ومسلسل "قلب العدالة" 2017، الذي عرض على شبكة "نتفليكس".

وشاركت "الطائي" بالفيلم السعودي "سيدة البحر" بالدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة السينمائي، كما فاز الفيلم نفسه بجائزة أفضل فيلم في مسابقة الأفلام الآسيوية، في الدورة الـ30 لمهرجان سنغافورة السينمائي الدولي.

وحول هذا الفيلم, وأمور أخرى كان لـ"العين الإخبارية" هذا الحوار مع فاطمة الطائي:

·        ما ظروف اختيارك لتقديم دورك في فيلم "سيدة البحر "، وما عن الصعوبات التي واجهتك؟

عندما وصلني السيناريو أعجبت جدا بأجوائه الأسطورية، كما أحببت الشخصية جدا، رغم أن فريق العمل أوضح لي أن الحوار في الفليم قليل جدا ونادر، لكنني قلت لهم إن ما يعنيني هو العمل الفني ذاته.

جلست مع المخرجة السعودية شهد أمين، وتعرفت على وجهة نظرها، ووجدت أن الشخصية بها تحد، حيث تجمع بين القسوة والليونة، وتكشف سلوك المرأة عندما تتعرض لضغط شديد فتلجأ للعدوانية، ليس لأنها سيئة وإنما لشدة الموقف.

·        ألم تشعري بالخوف من تقديم دور أم في هذا العمر المبكر؟

إطلاقا، فقد أحببت الشخصية جدا، خاصة أنني كنت أتطلع لمناقشة فكرة الزواج المبكر، كما أنني لم أخض تجربة الأمومة في حياتي، وهو ما استفزني أيضا.

·        ما رأيك في السينما الخليجية الآن؟ 

السينما بالنسبة لي بشكل عام مثل مكتبة كبيرة يمكن أن تغير أفكار الإنسان.

·        ما تقييمك للتعاون مع فريق العمل السعودي؟

لا يوجد غربة في الخليج، وسبق أن قدمت مسلسل "عندما يظهر الخريف" في 90 حلقة بجدة، والأمر ليس بجديد بالنسبة لي.

·        ما أهم الأدوار التي قدمتها؟

أعتبر كل أدواري مهمة، فلكل شخصية روحها الخاصة, والتمثيل بالنسبة لي عبارة عن عطاء لا يتوقف، وطاقة إنسانية جميلة، وأبرز أعمالي كان "قلب العدالة" الذي قدمت فيه شخصية محامية، وعرض على "نتفليكس"، وكانت فرصة للاحتكاك بممثلين من كل الجنسيات.

وهناك برنامج الأطفال "افتح يا سمسم" وقدمت شخصية "أمل"، وأحببت جدا العمل مع الأطفال، وكانت هناك طاقة إيجابية، كما أن حوار المسلسل كان باللغة العربية الفصحى التي أعشق التمثيل بها.

كما قدمت شخصية "سلمى" بالمسلسل التاريخي "الماجدي بن ظاهر"، وقرأت كثيرا قبل التصوير لأكون مستعدة، وكان هناك مدقق لهجة لنطق الشعر القديم بشكل سليم.

·        ما تقييمك للجوائز؟

الحصول على جائزة حدث جميل، لكنني أعتبرها حادثا وقتيا، فهي لا تصنع النجاح وإنما نتاج للعمل الجيد، والمفاجأة الحقيقية في جائزة فيلم "مريم" أنها كانت من الإمارات، وفي أول دورة لمهرجان العين السينمائي، وهو ما أسعدني كثيرا، لأن اعتراف أهلك وبلدك بك هو بداية اعتراف الآخرين.

·        هل فكرت في الاستقرار بمصر؟

أبحث دائما عن الإشارات، وتصادف أن تكون أول زيارة لي بمصر لحضور مهرجان القاهرة السينمائي، وشاهدت عن قرب مدى الجدية وتابعت حالة التنافس الفني، وبالطبع أتمنى المشاركة في أعمال فنية مصرية خلال الفترة المقبلة، والاستقرار أيضا إذا أتيح ذلك بالطبع.

 

####

 

الممثل السعودي يعقوب الفرحان: "وصية بدر" آخر عمل درامي أقدمه

هشام لاشين

رغم انحيازه للمسرح الذي انطلق من على خشبته عام 2007 وأدر عليه العديد من الجوائز كأفضل ممثل، لكن ظهور الممثل السعودي يعقوب الفرحان على شاشة التلفزيون كان أكثر حميمية، فشارك بالعديد من المسلسلات الخليجية والعربية مثل: "غرابيب سود"، "حارة الشيخ"، "بدون فلتر"، و"العاصوف". 

ينتمي الفرحان (37 عاما) للموجة الجديدة من السينمائيين في المملكة، التي عملت طوال 10 سنوات لتصبح هناك "سينما سعودية"، إذ شارك في العديد من المهرجانات بأعمال قصيرة، قبل أن يشارك في بطولة أول عمل سينمائي روائي طويل هو "سيدة البحر" للمخرجة شهد أمين.

"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع الفرحان على هامش فعاليات الدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. وإلى نص الحوار:

·        ماذا جذبك في دور الأب مثني بفيلم "سيدة البحر"؟

صعوبة الشخصية وأنها تشبه ناسا عديدين أعرفهم، فكان لنا قريب كبير في العمر ومن الجيل القديم الذي عاش القسوة والتقاليد في أصعب صورها، وقبل وفاته سألته على أكثر قرار ندم عليه في حياته، فقال تزويج ابنته وعمرها 16 عاما، فرغم أنه كان مستنيرا فإنه استسلم للمجتمع وندم بعدها، وهو نفس ما حدث لبطل الفيلم، فشخصية مثنى تجسيد لرجل مختلف وأكثر إيجابية، لكنه استسلم لتقاليد وقيود المجتمع في النهاية، وكان لديه صراع طول الوقت بين الانحياز لابنته كفتاة وامرأة، وبين الاستسلام لهذه القيود التي جعلته يشعر بالعار.

·        الحوار داخل الفيلم كان قليلا جدا، ألم يشعرك ذلك بصعوبات في الأداء؟

التزمت برؤية المخرجة التي تحدثت معها على مدار 6 سنوات، منذ أن كان المشروع على الورق، وكان هناك وصف للعالم وحوار قليل جدا، لكن كانت الحالة مفهومة. ومن المؤكد أن ذلك أصعب بالنسبة للممثل، لكني سعدت به جدا خصوصا مع مخرجة واعية وواعدة مثل شهد الأمين، مع علمي بخلفية الشخصية التي ورثت قسوة وذكورة المجتمع رغم حبه الشديد لابنته الكبرى.

·        ما جديدك في الدراما والسينما؟

أصور حاليا مسلسلا بعنوان "وصية بدر"، إخراج خالد رفاعي، وهو عمل سعودي تماما وواقعي إلى حد كبير، وأجسد دور سلطان الأخ الكبير الذي يعيش مع الأم وشقيقتين، ولديه نوع من الحنق على الوالد الذي تركهم منذ 20 سنة، وسوف يكون آخر عمل درامي لأتفرغ بعدها للسينما باعتبارها حلمي الحقيقي.

·        من مثلك الأعلى من نجوم الفن العالميين؟

الممثل الأيرلندي بيتر أوتول الذي سحرني منذ صغري خصوصا في المسرح، وتأثرت به كثيرا في فيلم "لورنس العرب"، مثلما تأثرت بتجربة الفنان المصري عمر الشريف الذي نجح في الخروج من النطاق المحلي للعالمي.

·        هل أنت متفائل بمرحلة الانفتاح التي تعيشها السعودية الآن؟ 

نعم فالمملكة تعيش مرحلة انفتاح كبيرة، ومن المهم استغلال هذه الفرصة لتقديم أعمال فنية جيدة وتسويق مجتمعنا وثقافتنا بشكل إيجابي، وأيضا من المهم الاستفادة من تجارب الآخرين حتى لا نكرر الأخطاء نفسها، ورغم وجود صراع بين الأجيال الآن لكن الصوت الأعلى للانفتاح على العالم.

·        في تصورك ماذا تحتاج الدراما والسينما السعودية لتنهض؟

نحتاج لوقت حتى يكون لدينا كتاب سيناريو سعوديين متميزين على مستوى السينما والتلفزيون، لأنه عمل إبداعي وله أدواته الأساسية وخبراته، ودون ذلك لن ينهض العمل الفني في المملكة.

 

بوابة العين الإماراتية في

02.12.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004