كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

عمرو صحصاح يكتب:

ختام القاهرة السينمائى.. حفل منظم أضعفه غياب نجوم الصف الأول

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الحادية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

أسُدل الستار منذ ساعات قليلة على الدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى برئاسة السيناريست محمد حفظى، بعد فعاليات مبهجة استمرت على مدار 9 أيام اختلطت فيها المعرفة والثقافة بالترفيه والمتعة.

وفى حفل الختام الذى أقيم على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، كان النظام الشديد هو سيد الموقف، حيث توافد الفنانين على السجادة الحمراء التى صممت بدقة شديدة، وذلك فى المواعيد المحددة.

ورغم دقة حفل الختام فى ترتيب فقراته المتلاحقة من إستعراض ما تم إنجازه فى الدورة ال41 وتواجد نجمة بحجم ليلى علوى ظهرت بإطلالة مميزة كما لو كانت لم تظهر من قبل لتقدم حفل الافتتاح وتلقى التحية للحضور ولرئيس المهرجان محمد حفظى ، قبيل أن تستكمل الإعلامية جاسمين طه زكى تقديم باقى فقرات الحفل، إلا أن غياب نجوم الصف الأول عن الحفل لم يكن مفرحا بل يلام عليه كل الذين وجهت لهم الدعوة ولم يتواجدوا، خاصة فى ظل تواجد نجوم عالميين لهم ثقلهم مثل الممثلة الإنجليزية ناتالى إيمانويل، والمخرج العالمى ستيفن جاجان والذى أعرب عن فخره بهذه الدورة، موجها الشكر للمحروسة :"شكرا مصر".

من المشاهد الجيدة فى حفل الختام هو توالى الفقرات بشكل سريع ومنظم، من حيث المكرمين وهما المخرجة اللبنانية نادين لبكى،  ومدير التصوير الإيطالى العالمى فيتوريو ستورارو، بالإضافة إلى الإعلان عن جوائز المهرجان والفائزين وفقا لخطة وأجندة منسقة، وقد فاز فيلم "أنا لم أعد هنا" إخراج فرناندو فرياس، بجائزة "الهرم الذهبي" لأحسن فيلم، ضمن منافسات المسابقة الدولية ، فيما فاز فيلم "نوع خاص من الهدوء" إخراج ميكال هوجينور، بجائزة الهرم البرونزى بالمناصفة مع الفيلم الصينى "الحائط الرابع" إخراج جانج تشونج، جانج بو بينما فاز الفيلم البلجيكى "شبح مدار" إخراج باس ديفوس بجائزة لجنة التحكيم الخاصة "الهرم الفضى"، ضمن منافسات المسابقة الدولية

لكن من مساوئ حفل الختام، توافد الهواة والمجهولين بكثافة من الفتيات اللاتى تطلقن على أنفسهن ممثلات بفساتين ملفتة لجذب الأنظار ليس أكثر لتتصدرن المشهد رغم عدم علاقتهن بالسينما على الإطلاق، وعدم إدراكهن لسحرها وأهميتها، مختصرين فحواها بالفساتين العارية كى يلتقط جمهور الشارع معهن الصور السيلفى.

ومنذ أن قَبَلَ الفنان أحمد الفيشاوى زوجته ندا الكامل فى الدورة الثانية من مهرجان الجونة العام الماضى على السجادة الحمراء، وتصدر وقتها التريند وأصبح محور حديث السوشيال ميديا، أنتشر هذا الأمر بضراوة بين الفنانين المصريين وفى المهرجانات المصرية، رغم عدم رؤية هذه المشاهد من قبل سوى فى المهرجانات العالمية، وقد أنتشر هذا الأمر فى حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى مساء أمس الجمعة، حيث تبادلت الفنانة عبير صبرى القبلات مع زوجها الدكتور أيمن البياع على السجادة الحمراء، وهو نفس الأمر بين الفنان حسام الجندى وزوجته منال الحمرونى.

وكعادتها فى مفاجأة الجمهور فى المهرجانات وبالأخص القاهرة السينمائى، حرصت الفنانة رانيا يوسف على لفت الأنظار أيضا فى حفل الختام، ولكن بفستان طويل فضفاض وشيك، لم يُظهر مفاتنها على الإطلاق، وكأنها تريد أن تفاجئ الجمهور والمشاهدين المنتظرين ظهورها، ولسان حالها يقول: "ضحكت عليكم المرة دى ولبست فستان طويل مقفول".

 

عين المشاهير المصرية في

30.11.2019

 
 
 
 
 

جديد نجوى نجار "بين الجنة والأرض".. لا شئ يمر مرور الكرام

علا الشيخ

تحب المخرجة الفلسطينية نجوى نجار ثقافة الطريق، وقد وظفتها بشكل واضح بفيلمها الأخير "بين الجنة والأرض" الذي عرض لأول مرة عالميا في الدورة 41 من مهرجان القاهرة السينمائي، ضمن المسابقة الرسمية.

هذا الفيلم هو الثالث في تاريخ نجار سينمائيا بعد فيلمها "المر والرمان" و"عيون الحرامية"، لكن لا شك أن النضج في الصناعة ظهر جليًا هذه المرة وكاميرا نجار تتابع حكاية سلمى وتامر.

لا شيء يمر مرور الكرام في هذا الفيلم، وهو أداته طريق، والطريق دائما ما يجمع وجوهًا تحمل حكاية إذا ما سنحت الفرصة لروايتها، وهذا لب الفيلم، فهو ينتقل من قضية طلاق بين سلمى وتامير ليمر بقضايا وطن كامل ما زال يريد أن يتعافى ما زال يريد أن ينتصر، حتى فكرة الطلاق رمزية بالفيلم، لا يمكن أن يكون ثمة فيلم فلسطيني لا يريد أن يوصل رسالة، استطاعت نجار بكل رقة أن تنقلها من شخصية الى أخرى، ستتمنى طوال الوقت أن لا يتم الطلاق، ستحب تامير وتحب سلمى، و لا تريد أن تفهم ما المشكلة او انك تتورط بالتغاضي، لانها اذا كانت لها علاقة ببرود من قبل تامير وهو ابن شهيد تم اغتياله في بيروت، ستفهم أن ليس عليك ان تطلب منه كيف يعبر عن الحب، ستفهم أنه لو شعر بذلك لن تكون لديه الأدوات، ستفهم أن هذا التامير الذي فقد والده غدرًا لن يعرف ماذا يعني كلمة عطاء أو تجاوز القهر، لن تقف كثيرا أمام المشهد الذي يظهر به في البداية وهو يعيش بترف يخرج من بركة سباحة في منزله، لن يعنيك هذا التفصيل ستعي انه محاولة تعويض، في المقابل سلمى تلك الفتاة الجميلة وهي من الناصرة تعيش انتفاضتها الخاصة ضد عائلتها وتحديدًا والدها تعاتبه عن كيف وقع بفخ ما يسمى اليسار الإسرائيلي، وهذا أيضا تفصيل مهم تنتقل من خلاله نجار الى حكاية وقفت أمام اجراء إتمام الطلاق، بعنوان الأب الأصلي الذي يؤكد انه في الناصرة، هل رقم 67 وهو رقم قضيتهم كان عاديا، بالطبع لا، فله حكاية مع عنوان الوالد الذي بات هو محرك أحداث الفيلم، بحيث تتكشف أمورا ليس محبذا الكشف عنها لفرصة أمام الفيلم لينتقل بين المهرجانات ودور عرض السينما، لكنه بالتأكيد سيدخلك الى مسألة شديدة الأهمية تتعلق باليهود العرب، وهنا يكمن الذكاء في النص، بحيث يدرك المتلقي العنصرية التي عانى منها اليهود العرب في ظل كيان يدعي طوال الوقت ديمقراطيته، هذا التفصيل مبني على وقائع لها علاقة بعمليات خطف أبناء اليهود العرب ومنحهم لعائلات يهودية أوروبية، اذا انت ستقترب الى ما كتبه يوما غسان كنفاني في رواية عائد الى حيفا، ستشعر ببعض التفاصيل وهي تتحول الى صور تحديدا مع شخصية شابة اسمه تامير لأم يهودية عراقية.

الشخصيات التي ظهرت بالفيلم بلقطات قليلة، تركوا حكاياتهم بسيارة سلمى وتامير، مثل حكاية السائح و زوجته، الذين تعطلت بهم السيارة فيطلبون من تامير وسلمى أن يقلاهما وسلمى التي تحاول أن تقول أنه من الصعب أمنيا أن تقل اسرائيليًا، فيطمئنها أنا فرنسي يهودي، مسآلة الديانات تظهر بشكل مدروس، بخاصة أن تامير وسلمى مختلفي الأديان أيضا، في المقابل والطريق اصبح مظلمًا يجدان سلمى وتامير وقد وصلا الى مجدل شمس، لتسمع حكاية ظلم من لهجة سورية.

فيلم بدأ مشاهده الأولى برقم 67 رقم قضية الطلاق بين تامير وسلمى، وينتهي مع رقم 48 لتسمعه ثلاث مرات مصاحبا النداء، نداء يراد منه عدم الطلاق بين مدن فلسطين كلها، يراد منه إنصاف من تمسك بالأرض والهوية ولم يغادر بيته، يراد منه نبذ أوسلو و نبذ كل من وقف في خلق الفجوة.

فيلم نجوى نجار هذه المرة يستند على نص قوي وإدارة لممثلين استطاعوا ان يقنعوك بالرغم من كمية المشاعر المضطربة في كل شخصية، لا يوجد شخصية سوية نفسيًا، كيف من الممكن أن تتواجد مثل هذه الشخصية في فيلم فلسطيني، وهذا أيضا ضمن ما أرادت إيصاله نجوى نجار.

 

####

 

"نساء الجناح ج" عندما تصبح المستشفى العقلي هي الملجأ الوحيد!

مروة لبيب

"أمل" و"ابتسام" و"ريم" ثلاث فتيات من مختلف الأعمار والخلفيات الاجتماعية يتم إدخالهن إلى مستشفى للأمراض العقلية في الدار البيضاء وتتشكل بينهن وبين طبيبتهم علاقة صداقة قوية في فيلم "نساء الجناح ج" للمخرج محمد نظيف الذي عرض ضمن مسابقة آفاق السينما العربية في مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ41.

تعاني "أمل" من اضطرابات عقلية بعد أن فقدت طفلها الصغير الذي دهسته سيارة أمام عينيها، فيما لا تزال "ابتسام" تعاني من الصدمة بعد اجبارها على الزواج من ابن عمها مثلي الجنس للحفاظ على سمعة العائلة، تتأرجح مشاعر "ريم" بين الاشمئزاز والتمرد وهي التي اغتصبها والدها طوال سنوات مراهقتها وشهدت والدتها ضدها في المحكمة وتتمنى إنقاذ شقيقتها الصغرى "ياسمين" التي تركت وحيدة للعيش مع والدها.

في الجناح ج تتشارك الشابات الثلاث أكثر من جلسات غرفة واحدة بل معاناة ورغبة في التغلب عليها والتخلص منها يعكس لنا نظيف معاناتهن في بداية الفيلم بشكل غير مباشر من خلال الزيارات ففي كل زيارة منهم تحمل معها ألم جديد لواحدة منهن فتنكشف الحقائق واحدة تلو الأخرى.

تنتقل المشاهد بسلاسة بين معاناة وأخرى حتى نصل إلى رابطة الصداقة التي تجمع هؤلاء الفتيات وهي أقوى من أي معاناة.

هناك بصيص من الأمل يوحي بعودة الحياة شيئا فشيئا من خلال تسلل المريضات في الليل إلى الخارج بمساعدة "حليمة" رئيسة الممرضات للحصول على بعض المتعة إما في حديقة ترفيهية مغلقة تشع بالأضواء متى وطأت قدمهن المكان أو الاحتفال بعيد ميلاد "ريم" الثامن عشر وحتى رفض من يتغزلون بهم مقابل الحصول على وقتهن الخاص.

صداقة من نوع خاص يلقي المخرج المغربي عليها الضوء، هؤلاء النساء يمكن أن يفعلن أي شيء للهروب من السجن الشخصي الذي فرضته الظروف ومساعدة بعضهن البعض بكل الوسائل، وربما يجد البعض أن هذه القصة تبدو مألوفة ولكن!

حادثة تقلب حياتهن رأسا على عقب من جديد بعدما تتسبب "ريم" في إصابة ممرضة كشفت أمرهن إصابة خطيرة في المخ، حالة من الرعب تعيشها الفتيات في انتظار مصيرهن بعدما تفيق الممرضة وكأن لا ينقصهن سوى هذه المشكلة، ورغم ذلك لا تنسى الفتيات التفكير في سعادة الآخرين، إذ تنجح "ريم" في مساعدة شقيقتها وتتغلب "ابتسام" على تقاليد عائلتها.

ترك نظيف النهاية مفتوحة وركز على بقاء الثلاثي في المستشفى مع بعضهن وهنا يؤكد على فكرة الصداقة التي يمكنها أن تتحدى الظروف القهرية التي تتعرض لها النساء في مجتمعاتنا العربية.

"نساء الجناح ج" دراما اجتماعية تواجه فيها الفتيات الثلاث أعراف اجتماعية بالية تجبرهن على عيش حياة لا يرغبن بها، فتصيح المستشفى العقلية هي ملجأهن الوحيد!

 

####

 

الباحثات عن الشهرة ليلة ختام مهرجان القاهرة السينمائي

محمد سلطان محمود


اختتم أمس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي دورته رقم 41، التي استمرت لمدة 10 أيام، وهي من أكثر الدورات حصولًا على الإشادات التنظيمية وكذلك الاهتمام الإعلامي.

بريق المهرجانات السينمائية الكبرى وحجم متابعة تغطية سجادتها الحمراء، يجذبان دائمًا الباحثات عن الشهرة المجانية، وهن فتيات لا يمكن أن نطلق عليهن لقب ممثلات أو فنانات؛ مجرد باحثات عن أضواء قد تلفت انتباه أحدهم لشيء ما لا علاقة له بالفن أو الموهبة.

في حفل افتتاح المهرجان، تواجد ممثلتين لم تتم دعوتهما؛ على السجادة الحمراء للمهرجان، لكن الأمن رفض دخولهن بسبب امتلاكهم لدعوات تخص أشخاص أخرين، واكتفت كل منهما ببضعة صورعلى حسابات المواقع التواصل الاجتماعي.

ليلة ختام المهرجان شهدت محاولة ثانية منهما، الأولى نشرت صور لدعوة لحفل الختام، لتوهم متابعيها أن الدعوة تخصها، ثم عاودت نشر فيديو من داخل سيارتها؛ أدعت فيه أنها كانت في طريقها إلى دار الأوبرا المصرية لحضور الحفل، قبل تعطل سيارتها، ثم اختلقت قصة جديدة بنشر صورتها داخل إحدى المستشفيات، معلنة مرورها بأزمة صحية أثناء توجهها إلى الحفل، وهو ما أضطر المارة إلى نقلها للمستشفى، دون أن تهتم بما أدعته من قبل أو ظهورها بملابس مختلفة عن تلك التي ظهرت بها في السيارة، إلا لو كانت تعرضت للأزمة الصحية الطارئة أثناء استبدالها ملابسها في الشارع.

أما الثانية فظهرت في بث مباشر من داخل حمام سباحة لتعلن أنها قررت أن تتحدث إلى جمهورها برغم برودة المياه، وأدعت أنها حصلت على دعوتها لحفل الختام، لكنها لم تذهب لأن مكان جلوسها بالحفل لم يعجبها، مؤكدة أنها حصلت على دعوتها من شخص مجهول، وهو ما يمكن اعتباره إشارة واضحة إلى أن إدارة المهرجان لم تدعِها من قبل، واعتراف ضمني بواقعة طردها بواسطة أمن المهرجان الذي رفض دخولها إلى حفل الافتتاح بدعوة تحمل اسم شخص أخر.

المثالين السابقين ومثلهن من الباحثات عن الشهرة السريعة هم أزمة يجب على الصحافة مواجهتها بالامتناع، لأن تناقل أخبارهم والاهتمام الإعلامي بهن يمنحهن ما رغبن فيه، في حين أن الطريقة الأفضل للتعامل مع تلك الحالات يجب أن تكون في كشفهن وتسليط الضوء على محاولة التسلل إلى المهرجانات.

وقبل أن يبرر أحد تلك المحاولات للتسلل؛ بالرغبة في حضور المهرجان، يجب الإشارة إلى أن حضور المهرجانات السينمائية لم يعد مقتصرًا على الفنانين أصحاب النجومية والشهرة، حيث تحرص إدارات تلك المهرجانات على دعوة عدد كبير من الفنانين الشباب سواء كانوا ممثلين أو مخرجين أو منتجين، لمنحهم فرص الاحتكاك مع صناع السينما واكتساب خبرات جديدة، كذلك يحصل الشباب على فرصة العمل في إدارة المهرجانات والتواجد في لجان تحكيم المسابقات إلى جانب فنانين من دول مختلفة.

إدارات تلك المهرجانات السينمائية لا تستطيع دعوة جميع الفنانين، ودائمًا ما يكون هناك نجوم غائبون عن تلك الفعاليات الفنية، والأمر ينطبق على باقي الفنانين، وقد لا تتم دعوة موهوب شاب أو نجم صاعد لأسباب لا تتعلق بموهبته بقدر تعلقها بعدد المدعوين المتاح، لكن يجب التفرقة بين الفنانين الشباب والمواهب الحقيقية الصاعدة وبين من يبحثون عن الشهرة بالطرق السريعة الغير مشروعة، وهو ما لن يتحقق إلا بمواجهة تلك الفئات بشكل علني وتوعية الجمهور بأكاذيبهم.

 

####

 

"من أجل قضية" كوميديا سوداء تجسد معاناة فلسطيني على الحدود

مروة لبيب

على الرغم من أن القضية الفلسطينية تعد هي الأولى عربيا إلا أنها تنسى من حين لآخر لذا أراد المخرج المغربي حسن بنجلون إعادتها للأذهان مجددا من خلال فيلمه For the Cause أو "من أجل قضية" الذي نافس في مسابقة آفاق السينما العربية بالدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

يحكي الفيلم قصة عازف العود "كريم" فلسطيني الأصل يعيش في برشلونة و تعرض عليه فرقة موسيقية اصطحابه في حفل موسيقي بوهران في الجزائر، ولكن !

طلب منه مغنية الفرقة الفرنسية اليهودية من أصل مغربي "سيرين"مرافقتها إلى مدينة فاس المغربية حيث منزل عائلتها قبل الهجرة إلى فرنسا، وهنا تبدأ الأزمة عندما يحاولان الأثنان عبور الحدود البرية بين المغرب والجزائر، وبسبب كونه حاملا لجواز سفر فلسطيني يواجه "كريم" العديد من العقبات للتحقق من هويته في نقطة تفتيش على الحدود الوطنية، فجأة يجد الاثنان أنفسهم عالقين على جسر بين المغرب والجزائر.
رحلة "كريم" لإثبات هويته يتخللها العديد من المواقف الكوميدية ولكنها تنتمي إلى نوعية الكوميديا السوداء التي تعكس أزمة حقيقية ما بين إثبات هوية وعبثية القوانين على حدود الدول العربية ومن ينفذونها، وكأن "كريم" يمثل الشعب الفلسطيني الذي لا ينقصه سوى معاناة أخرى في الخارج.

في قرية مغربية صغيرة بالقرب من الحدود يسلط بنجلون الضوء على مختلف الشخصيات فهنا العروس التي لا تريد الزواج وهنا صاحبة صالون التجميل للنساء وهنا حبيب العروس والمصور كل هذه الشخصيات يلتقي بهم "كريم" في رحلته لقص شعره والتقاط صورة من أجل استخراج التأشيرة ..الكل يتعاطف معه ومع قضيته في دراما مليئة بالفكاهة والحزن في آن واحد، ففي كل مرة تشعر وكأن "كريم" سيتمكن أخيرا من عبور الحدود تطفو مشكلة أخرى غير متوقعة.

تنفعل مع "كريم" في كل لحظة فيها يغضب من القوانين البالية بل وتمرد على العادات والتقاليد التي تصبح الشخصيات ضحيتها الفيلم يدعو إلى الاحساس بالحرية والتخلص من تلك القيود.

نهاية الفيلم كانت مفاجئة ومفرحة بقدر ما عانى بطلي الفيلم في رحلتهما، فقد انتصر الحب والهوية في نهاية الأمر.

 

####

 

"شارع حيفا" ... شهوة الانتقام حتى الموت

مرفت عمر

"اعتاد المواطن العراقي على ممارسة الحياة وسط مشاهد القتل والدماء " جملة قالها مخرج الفيلم العراقي "شارع حيفا" مهند الحيال ، تلك الجملة تختصر الكثير من التساؤلات حول القسوة المفرطة التي تضمنتها معظم مشاهده ، ودافعها الأول هو الانتقام الذي فك شفرته مع الدقائق الأخيرة له.

فمن خلال عدسة قناص عشنا مشاعر الخوف والألم في عيون أبطال العمل ، بداية من الشخص المستهدف الذي أصيب في ساقه وعجز عن الحركة ، مرورا بمن حاولوا إنقاذه وفروا هاربين ، حتى خطيبته التي تراه من شرفة منزلها ولم تسطع إسعافه ، وصولا لمحاولات فاشلة لإثناء القناص عن النيل منه.

تعامل المخرج مع الأحداث من خلال موقع ثابت طوال الأحداث يمثل جزءا من شارع حيفا ، الحياة فيه شبه منعدمة أبطاله رهن الاعتقال ، على من يضطر للخروج الاستئذان حتى لا يطالهم القتل ولو كانوا الأقرب للقناص ، ففي أحد تلك المنازل تقطن عائلته والدته وشقيقته دون استثناء.

الفيلم يتناول الإرهاب الذي قدم في العديد من الأعمال الفنية ومحاولات القاعدة المستميتة للهيمنة على الشعوب ، والدوافع الانتقامية التي تبرر انضمام الكثيرين لها ، إلا أن ما يميز الفيلم أنه ركز على لحظات صعبة في حياة أبطاله بانفعالاتها وردود أفعالهم ، التحول الجذري في شخصية بطل الفيلم وسلوكياته التي تم التمهيد لها لتبلغ قسوتها في النيل من أمير الجماعة بأبشع الطرق ، البطئ والمط في بعض المشاهد عزز من الحالة العامة للأحداث والبعد النفسي لأبطاله ، بداية من الفيديو الذي استهل به الأحداث ولم نعرف أهميته إلا بعد تصاعد الأحداث.

استعان المخرج بالكاميرا الثابتة في عدد من المشاهد وتجول في زوايا موقع الأحداث عبر عدسة القناص ، حافظ على الثبات الانفعالي لبطله حتى في أصعب المشاهد ، راعى الازدواجية في شخصية الإرهابي الذي يقتل على خلفية القرآن أو صوت الأذان ، الوضوء والتأهب للصلاة عقب إذلال ثم إزهاق روح ، التجبر الذي يتملك الإنسان إذا ما استشعر قوته ورضخ لها مجتمعه وإلا أي مدى قد يصل.

ميزانية الفيلم القليلة كانت واضحة من خلال عدد من العناصر إلا أنها لم تؤثر في تحقيق المتعة المرجوة من عمل سينمائي ، فلم نجد مشاهد غير موظفة بشكل صحيح ولا أشخاص لا دور لهم ، ولا شفرات لم تفك بذكاء دون مباشرة ، حتى الأداء التمثيلي الباهت لبعض الممثلين لم يقف عقبة أمام طرح القضية ومعالجتها بأفضل صورة.

الفيلم حاز على جائزتين في الدورة الواحد والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي، جائزة أفضل ممثل لعلي ثامر وأفضل إخراج لمهند حيال في مسابقة أفاق السينما العربية، وكان في أول عرض له حصد نفس الجائزة من مهرجان بوسان السينمائي وشارك في عدد من المهرجانات كان آخرها أيام قرطاج السينمائية ومهرجان الرباط لسينما المؤلف.

 

موقع "في الفن" في

30.11.2019

 
 
 
 
 


قلم علي ورق

دورة عودة الثقة والجمهور

بقلم محمد قناوي

اسدل أمس الستارعلي الدورة الحادية والاربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي والتي تعد دورة فارقة في تاريخ المهرجان نجح صناعة في إعادة الثقة له من الجمهور والإعلام وايضا شركات الانتاج والتوزيع علي مستوي العالم ؛ ولكن لدي ملاحظات يمكن اعتبارها هامة في دورة هذا العام أولها انه كانت هناك حالة جدل بين جمهور المهرجان حول مستوي بعض الافلام؛ بعضها لم يعجب الجمهور والبعض الاخر قوبل بإشادات كبيرة ؛ فاستقبال الجمهور لأي فيلم بالاعجاب او العكس يعتمد علي الذوق الشخصي للمستقبل وثقافته واطلاعاته والبيئة التي تربي فيها ، وشهادة حق أن دورة هذا العام جاءت مختلفة فشاهدنا أفلاما لمدارس سينمائية متنوعة ومخرجين من مختلف الأجيال وقدم المهرجان وجبة دسمة وثرية اتفق عليها من اتفق واختلف من اختلف لكن المهم أننا كنا أمام دورة غير عادية .. وبعيدا عن الأفلام أتوقف امام ظاهرة جديدة علي المهرجان ، فقد استمعت بالصدفة امام المسرح الكبير ونحن نستعد لدخول احد افلام المسابقة الدولية لحديث جانبي بين ثلاث شباب ينتظرن مشاهدة فيلم ؛الاول يقول أول مرة أدخل دار الاوبرا ولم اكن اعرف عنها شيئا سوي انها محطة من محطات مترو الانفاق اراها وانا في طريقي للجامعة ، لم أكن اتخيل هذا الصرح العظيم وما يضمه من مسارح ومراكز للابداع وأماكن للورش الفنية والموسيقية، ولا أعرف لماذا لم أدخلها من قبل ؟ وقال الثاني : أنا أول مرة أشاهد فيلما في مهرجان سينمائي، اما الثالث فقال: عندما تم الإعلان في الجامعة عن وجود تذاكر لأفلام المهرجان لمن يرغب من الطلاب كنت أعتقد أنني سأشاهد أفلام أمريكية فلم أتحمس في البداية لأنني يمكن أن أشاهدها في أي وقت في أي سينما طوال العام ولكن بعد أن علمت أن هناك أفلام مختلف دول العالم قررت الحضور فان أشاهد أفلاما من كندا اوسنغافورة اوالفلبين والبرازيل والمكسيك ؛ هذا لا يتوفر لي الا في المهرجان فقررت استغلال الفرصة؛ ؛عرفت أنهم من طلاب جامعة القاهرة التي وقع معها رئيس المهرجان محمد حفظي بروتوكولا يتيح لهم حضور أفلام المهرجان؛ حقق من خلاله إقبال جماهيري فامتلأت ساحة الأوبرا بهم وشغلوا الأماكن داخل قاعات العروض وفي نفس الوقت أوجد المهرجان متنفسا للطلاب يطلعون خلاله علي فن السينما وعلي ثقافات وأفكار مختلفة تدعو للتفكير والتأمل بدلا من أن نتركهم فريسة للفكر المتطرف الذي يتواجد بقوة في الجامعات ، فلا يستطيع اي متطرف بث افكاره في شاب او فتاة يشاهدوا افلاما او يحضروا معرضا للفن التشكيلي اويستمتعوا بعرض مسرحي ؛اتمني ان يتم توسيع البروتوكول العام القادم ليضم جامعات حكومية وخاصة فمحاربة الافكار المتطرفة والارهابية ليست امنية فقط بل ثقافة في المقام الاول .

 

أخبار اليوم المصرية في

30.11.2019

 
 
 
 
 

نتائج الدورة 41: ليلة انتصار السينما العربية

كتب: محمود الرفاعي وخالد فرج وحاتم سعيد حسن

تصوير: محمد مدين

انطلق حفل ختام فعاليات الدورة الحادية والأربعين، من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى يوم الجمعة الماضى، وأقيم حفل الختام، بدار الأوبرا المصرية الذى شهد توزيع جوائز لصُنّاع الأفلام الفائزة المُشاركة، وحضر الحفل عدد كبير من كبار نجوم وصناع السينما بالعالم.

وفاز الفيلم التونسى «بيك نعيش» بثلاث جوائز، وهى أفضل فيلم عربى، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وفاز أيضاً بجائزة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وأعرب المخرج التونسى مهدى البرصاوى عن سعادته البالغة لحصول فيلمه على تلك الجوائز، وقال «مهدى» فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»: «أنا فى قمة سعادتى بأن يحصل الفيلم على 3 جوائز دفعة واحدة فى مهرجان القاهرة، الذى يعد أعرق وأهم مهرجان بأفريقيا والوطن العربى، ولا يمكننى أن أصف لك سعادتى بتلك الجوائز، ولا بد أن أوجّه شكراً خاصاً للقائمين على المهرجان وأعضاء لجنة التحكيم الذين منحونى هذا التكريم وتلك الجوائز».

مهدى البرصاوى: لم أتوقع حصولى على 3 جوائز وغادرت القاهرة قبل إبلاغى ثم عدت فى حفل الختام

أما عن توقّعه بالفوز بثلاث جوائز، فقد كشف مخرج «بيك نعيش»: «أنا لم أكن أتوقع أن أحصل على جائزة واحدة، لذلك غادرت القاهرة صباح يوم الثلاثاء الماضى وعدت إلى بلدى تونس، لكننى تلقيت أمس اتصالاً يخبرنى بأهمية وجودى فى القاهرة وحضور حفل الختام، فعُدت صباح يوم الختام لكى أتشرف بالحضور وأتسلم جوائز الفيلم»، مضيفاً: «لا بد أن أشكر منتجى العمل الذين آمنوا بفنى وبفكرى، وساعدونى فى ظهور فيلم (بيك نعيش) للنور، فهم السبب الرئيسى وراء نجاح العمل، ولا بد أن أوجه شكراً لبطلى العمل سامى بوعجيلة ونجلاء بن عبدالله على ما قدماه ونفذاه طوال وقت التصوير، فسامى كان يعيش فى دولة فرنسا، وحينما أخبرته بتصوير الفيلم جاء لتونس قبل التحضير بشهر لكى يجرى بروفات العمل التى استمرت لمدة عام قبل انطلاق التصوير».

أفلام "بيك نعيش" و"احكيلى" و"شارع حيفا" تحصد أغلب الجوائز

وحول جولات الفيلم خلال الفترة المقبلة، قال «البرصاوى»: «الفيلم كان له صدى كبير فى مهرجان فينسيا الدولى فى دورته السابقة، كما كان له دور فى مهرجان مومباى، وخلال الفترة المقبلة سيتم تقديمه فى مهرجانات كبرى أخرى».

كما حصل الفيلم المصرى «احكيلى» الذى شارك فى المسابقة الدولية على جائزة الجمهور، التى حملت اسم الناقد الكبير والمدير الفنى الراحل يوسف شريف رزق الله. وفى تصريح خاص لـ«الوطن»، قالت المخرجة ماريان خورى: «فخر لى أن يفوز فيلم وثائقى بجائزة من جوائز مهرجان القاهرة السينمائى، فهذه هى المرة الأولى التى يفوز بها فيلم وثائقى بجائزة جمهور».

ماريان خورى: فيلم "احكيلى" غيّر نظرة الجمهور للأفلام الوثائقية.. وسعيدة بتفاعل الجمهور معه

وأضافت: «فيلم احكيلى غيّر شكل الأفلام من الناحية الوثائقية، لأن الفيلم جعل الجمهور الذى شاهده يضحك ويبكى ويشعر بأحاسيس أبطاله»، وعن كلمتها «اتمردوا» التى ألقتها عقب تسلمها الجائزة أوضحت: «أقول للناس والجمهور يجب أن تتمردوا على مشاكلكم، ولا تظلوا مكبوتين فيها، احكوا عن كل ما تشعرون به، ولا تجعلوا أنفسكم محبطين بسبب تلك المشاكل، فالحياة أبسط من أن نجعلها تتحكم فينا».

وعند سؤالها عن توقعها بالفوز بالجائزة، قالت: «لم أتوقع مطلقاً الفوز بالجائزة، ولا أنكر عليك أننى لم أكن أعلم بأن هناك جائزة خاصة بالجمهور فى المهرجان»، أما عن رحلة الفيلم المقبلة فى المهرجانات، قالت: «هناك رحلة طويلة للفيلم بعدد كبير من المهرجانات».

كما فاز الفيلم العراقى «شارع حيفا» بجائزة سعد الدين وهبة لأحسن فيلم فى مسابقة آفاق السينما العربية بالمهرجان، وصرح المخرج العراقى مهند حيال لـ«الوطن» بأنه يعتز كثيراً بتلك الجائزة، لأنها آتية من مهرجان بحجم «القاهرة السينمائى»، مضيفاً أن فيلمه يتناول مأساة دولة العراق على مدار سنوات عديدة، والتى وصلت إثر تراكمها إلى حد الانفجار فى الشارع العراقى.

وأوضح المخرج العراقى أنه سلط الضوء على بلده عام 2006، وركز على كيفية نظرة العراقيين إلى الموت، الذى يبدو قريباً منهم مع كل لحظة من حياتهم، متابعاً: «نحن نعيش حياتنا باعتبارها لحظة أخيرة قد تنتهى دون سابق إنذار، لذا قدمت الحقيقة بقسوتها دون أى تجميل لها»، كما أعرب «حيال» عن سعادته برد فعل الجمهور المصرى بعد عرض الفيلم، لأنه كان يستهدف هذا الجمهور منذ عرض الفيلم فى المهرجان، لافتاً إلى أنه واجه صعوبات عديدة أثناء تصوير فيلمه.

وأكد المخرج العراقى أن الممثل الذى قدم شخصية «سلام» خلال أحداث الفيلم هو مساعد مخرج فى الأساس، واختير بالصدفة أثناء وضع ترشيحات الأبطال، حيث أشاد بأدائه التمثيلى وانغماسه داخل الشخصية بكل تفاصيلها. وعن الشعار الذى رفعه «حيال» بفيلم «شارع حيفا» كان «وباسم الدين سرقونا الحرامية»، أكد المخرج أن وضع آيات القرآن الكريم كخلفية للمشاهد كان متعمّداً فى مشاهد العنف على وجه التحديد، ليؤكد الشعار سالف الذكر.

نادين لبكى: سعيدة بتكريمى بجائزة تحمل اسم "فاتن حمامة" لأننى تربيت على أفلامها

كما شهد حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الحادية والأربعين تكريم مدير التصوير الإيطالى فيتوريو ستورارو الحائز على أكثر من 50 جائزة دولية، منها 3 جوائز أوسكار، كما منحت إدارة المهرجان المخرجة اللبنانية نادين لبكى، جائزة فاتن حمامة للتميز، عن مجمل أعمالها وتقديراً لدورها فى إبراز قيمة المرأة من خلال أفلامها، وسلمتها التكريم المخرجة كاملة أبوذكرى. وأعربت نادين لبكى عن سعادتها البالغة لتكريمها بجائزة تحمل اسم فاتن حمامة، خاصة أنها تربت على أفلامها.

وشهد حفل الختام أيضاً حضور النجمة العالمية ناتالى إيمانويل، نجمة المسلسل الشهير «صراع العروش». وسلّمت النجمة العالمية ناتالى إيمانويل جائزة الجمهور للمخرجة ماريان خورى بعد فوز فيلمها «احكيلى»، الذى يعتبر الفيلم المصرى الوحيد المشارك بالمسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى.

وخلال حفل الختام، وجّه السيناريست محمد حفظى رئيس الدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائى، الشكر لكل الضيوف الذين حضروا الحفل، كما وجّه الشكر لوزارة الثقافة، وجميع الشركات التى دعمت دورة هذا العام من المهرجان.

وقال «حفظى» إنه فى العام الماضى حاول أن يشكر جميع العاملين فى المهرجان إلا أنه فشل، وهذا العام يشكر جميع من أسهم فى نجاح دورة هذا العام، مضيفاً أن المهرجان التابع لوزارة الثقافة وللدولة المصرية حين يخرج بهذا الشكل «يجعلنى أشعر بفخر كبير»، وأن وجود الجمهور بعدد كبير فى دورة هذا العام والذى وصل إلى بيع 40000 تذكرة، يجعله سعيداً، مؤكداً أنه دوماً يتمنى دعم السينما المصرية، فهى القادرة على الوقوف ضد الإرهاب والتطرف.

 

الوطن المصرية في

30.11.2019

 
 
 
 
 

1500 كلمة عن الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة

محمد عبدالرحمن

كصحفي متابع للشأن الفني منذ 15 عاما تقريبا، تكررت عدة أسئلة على ألسنة مراسلي ومذيعي البرامج الفضائية التي شرفت بالظهور عبرها، بداية من سؤال يقول هل نجح فعلا مهرجان القاهرة في دورته الحادية والأربعين، وهل يستحق فريق المهرجان كل هذا الثناء، وصولا إلى ما هي المعايير التي أستند إليها في صياغة إجاباتي إلى حد التأكيد على أن هذه الدورة هي الأنجح ربما منذ ثورة يناير 2011، وبالغت أحيانا وقلت إنها الأفضل منذ ظهور مهرجان دبي عام 2004.

سنوات الشيخوخة المبكرة

رغم أن الفنان حسين فهمي حافظ على توهج المهرجان بعدما استلم الراية إثر وفاة الرئيس الأكثر استمرارية سعد الدين وهبة، لكن الحدث الفني البارز كان قد دخل بالفعل مرحلة الشيخوخة المبكرة، الفاعليات كالبشر إذا لم تجدد شبابها تشيخ سريعا ويطالب البعض بوضعها في دار المسنين، وهو ما حدث مع مهرجان القاهرة الذي عشنا معه دورات عدة من الرعب خوفا من سحب صفته الدولية ووصل الأمر للمطالبة بايقاف مؤقت لحين عودة احترافية، بدلا من الخروج بدورات هزيلة شكلا ومضمونا.

بداية الأزمة كانت مع ظهور مهرجان دبي ثم مهرجان أبو ظبي وتطوير مهرجان مراكش دون أي تحديث لأسلوب إدارة مهرجان القاهرة وغياب تام للاستفادة من الخبرات التراكمية وتغيير شبه مستمر في القيادات، فكانت كل دورة تبدأ وكأنها منفصلة عن ما سبقها ودون أي تخطيط لما هو مقبل من دورات، لا ننكر أن الجميع كان يجتهد لكن في دوائر ضيقة، وأن رؤساء مثل عزت أبو عوف وشريف الشوباشي وسمير فريد وماجدة واصف، كل منهم قدم ما يستطيع لسد الثغرات، لكن معوقات أخرى كان تظهر فورا، فلم تكن المنافسة العربية وحدها هي المعضلة بل المتغيرات السياسية والأمنية والاقتصادية في مصر التي جعلت إدارة بعض الدورات تتنازل حتى عن الأساسيات لعدم وجود ميزانية كافية.

الوضع اختلف كثيرا مع تولي المنتج والسيناريست الشاب محمد حفظي إدارة المهرجان محاطا بخبرة الراحل الكبير يوسف شريف رزق الله، الذي وكأنه رحل بعدما اطمأن على أن المهرجان ذهب إلى أيدي وعقول شابة قدمت دورة متوازنة إلى حد كبير في عام 2018، لتحمل الدورة الأفضل اسمه هذا العام وكأنها مكأفاة له على جهد 40 سنة مع هذا المهرجان، فلنتخيل لو كانت الدورة التي تحمل اسم "يوتيوب الجيل" مليئة بالعيوب والسلبيات، ونحمد الله أن هذا لم يحدث.

ما هي دلائل النجاح؟

الصحفيون وهم يفكرون في "الترافيك" أشبه كثيرا بمصاصي الدماء، هذه طبيعة عملنا لا عيب فيها طالما أن البحث عن الترافيك يقوم على نشر حقائق، لكن المهرجان خذلنا فعلا هذا العام منذ اليوم الأول، تفادى منظموه كل سلبيات حفلات الافتتاح والتي كانت تثير الغبار على أي دورة مهما كان مستوى أفلامها، لم يقف أحد طويلا أمام الشخصيات المغمورة التي تخترق السجادة الحمراء، حتى إنهن فشلن في الظهور خلال حفل الختام، عاد النجوم مرة أخرى لتقديم الافتتاح والختام دون أخطاء في الصوت والأداء، خرج الحفلان إلى الناس كما ينبغي، خسرنا الترافيك وربحنا مهرجانا منظما إلى حد كبير.

كان دورنا في دورات سابقة، رصد السلبيات يوميا وكنا نعرف كيف سنجدها، حيث هناك قائمة يحفظها معظم الصحفيين الذين غطوا الدورات العشر الأخيرة تحديدا، أفلام تبدأ بعد موعدها بنصف ساعة، تأجيل عرض أحد الأفلام، نقل فيلم لقاعة أخرى فجأة، اكتشاف عدم وجود المخرج وإلغاء الندوة فجأة "برضو"، عيوب في الصوت، مشكلات في الصورة، زحام على الأفلام المصرية وغياب الناس والصحفيين في باقي الأفلام، والقائمة تطول، لكن تلك العيوب اختفت تماما في هذه الدورة فيما عدا بعض الحالات خصوصا في المسرح الصغير الذي لازال يعاني من عيوب تقنية، وحتى الانتقادات التي وجهها الصحفيون بخصوص شباك حجز التذاكر تم تلافيها بعد يوم واحد (هناك انتقاد آخر يأتي بعد قليل).

غاب النجوم الأجانب باهظي التكلفة، لكننا لمسنا توفير الأموال في أمور أخرى حيث ارتفع مستوى طباعة وتنفيذ بوسترات ولافتات وبانرات المهرجان واستقر مستوى الموقع الإلكتروني، وغير ذلك من مكونات كان تقييمها يتفاوت من دورة لأخرى، والآن لدينا نماذج ناجحة في هذه الدورة يجب البناء عليها ويجب أن يستمر من قدموها ويحصلوا على دعم أكبر حتى ينقلوا خبراتهم لأجيال جديدة فيحافظ المهرجان على شبابه ويبتعد عن الاقتراب من دائرة الشيخوخة مرة آخرى.

غاب النجوم بالمعنى التقليدي للتعبير، لكن من قال أن بيللي زين شرير تيتانيك ليس نجما، فكان لحضوره تأثير لطيف في هذه الدورة، كذلك نتالي ايمانويل بطلة مسلسل "صراع العروش"، ثم من قال أن نادين لبكي المخرجة اللبنانية لم تعد نجمة عالمية بعد وصولها لتصفيات أوسكار أفضل فيلم أجنبي، كما أن حضور النجوم المصريين كان مرضيا إلى حد كبير، سننتظر عودة نجوم هوليود بالتأكيد لكن دون الحاجة للشعور بالنقص لأنهم غير موجودين حاليا ودون إهدار نصف ميزانية الدورة من أجل دقائق يقضيها النجم على سجادة مهرجان القاهرة.

قبلة على رأس من فكر في تأسيس "منطقة الفود كورت" وإن كنت أتحفظ على الاسم، فليكن "ساحة المهرجان" ولتزيد مساحتها لتضم أماكن للجلوس والنقاش بعيدا عن تناول المأكولات والمشروبات، إن مجرد التخلص من كافيتريات الهناجر التي كنا نعاني منها مسبقا هو انتصار كبير، لأن أكبر أزمة تواجه أي فعالية في مصر أن منظميها لا يسيطرون على كل التفاصيل، المهرجان ضيف على دار الأوبرا لكن الضيوف والصحفيين العرب والأجانب والمصريين طبعا ليسوا مسئولين عن مستوى مطاعم الأوبرا التي استبدلها المهرجان أخيرا بالفود كورت مما أعطى للدورة روحا لم أشاهدها من قبل على الإطلاق.

قبلات على رأس فريق البرمجة الذي قدم لنا فعلا أفلاما على أفضل مستوى ووصول عدد أفلام العرض الأول لأكثر من 30 فيلما، ليتحول المهرجان بالفعل إلى حدث سينمائي لا يقتصر الاهتمام به على ما يجري فوق السجادة الحمراء.

ما هي أبرز المكاسب؟

اختلفت مع المنتج محمد حفظي في إحدى تفصيلات دورة 2018، وبالتأكيد ستظل مساحة الاختلاف موجودة، لكنني بقلم منصف أستطيع القول أننا ربحنا رئيس مهرجان يعمل وكأنه محترف جاء لنا من أوروبا، يمتلك عقلا متفرغا للحدث وروحا تريد ترك أثر وخبرات نتجت عن جولات وزيارات واحتكاك لا يمكن قياس حجمه لكن رؤية الفارق بالنظر لما حققه لآخر دورتين، لهذا أقترح أن يكون التجديد لرئيس المهرجان بعد ذلك لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات وقد تصل لخمسة وليس التجديد سنة بسنة كما كان يحدث مسبقا، بحيث يستطيع التخطيط لما هو أبعد، ويتلافي العيوب بأعصاب هادئة، مع وضعه تحت طائلة النقد بالتأكيد إذا تراجع المستوى.

صاحب الاختبار الأصعب هذه الدورة عبره بنجاح، الناقد الشاب أحمد شوقي الذي أثبت أنه خير سلف لخير خلف، وخالف توقعات البعض بأنه لن يكون بهذا الهدوء وتلك الثقة وسط توتر المسئولية الجسيمة، لكننا ربحنا أيضا مدير فني شاب يمتلك خبرات وعلاقات قوية وبشكل خاص نشعر بالسعادة نحن فريق موقع FilFan كون شوقي هو الناقد الرئيسي للموقع منذ سنوات طويلة، وانضم له مؤخرا اسم آخر بدأ يلمع في صناعة المهرجانات هو أندرو محسن مدير مسابقة سينما الغد لينضم هو أيضا لمجموعة من الشباب الذين اعتمد عليهم حفظي ولم يخذلوه.

أسماء عديدة أيضا لمعت في هذه الدورة وكانت متعاونة إلى حد كبير، عمر قاسم المدير التنفيذي، والزملاء في المركز الصحفي خالد محمود، أحمد فاروق، نيفين الزهيري، عالية قاسم، شريف عرابي، ناريمان مطاوع، وغيرهم الكثير، حيث لم يتأخر أي بيان عن موعده، الصور كانت في المستوى، الغلطات شبه معدومة.

هل توجد سلبيات؟ ... طبعا

نحن الصحفيون بحاجة لاستعادة عروض الصحافة والنقاد وفصلها عن عروض الجمهور حتى لو كانت لنا الأولوية في حصة التذاكر، أعرف أنه في المهرجانات الكبرى تقام تلك العروض في الصباح الباكر وهو أمر بعيد عن الشخصية المصرية، لكن يمكن استخدام قاعات الأوبرا لاقامة عروض الصحفيين ظهرا بالكارنيه دون الحاجة لتذكرة لتخفيف الزحام على العروض المسائية ولضمان مشاهدة الصحفيين والنقاد لكل العروض المهمة.

كذلك التفكير لحل في قيام البعض بقطع تذاكر وعدم الحضور ما يجعل العرض "كومبيليت" على السيستم لكن القاعة بها العديد من المقاعد الخالية.

قد يكون طلبا مكلفا، لكت أتمنى التوسع في ترجمة الأفلام خصوصا المشاركة في المسابقات الرسمية.

زيادة عدد دور العرض التي تعرض افلام المهرجان في أنحاء القاهرة وهو أمر بالتأكيد مرتبط باستعادة المهرجان لقطاعات أوسع من الجمهور وهو ما سيحدث بالتأكيد عندما تستقر الإدارة الحالية وتبني على ما تم فعلا.

تفعيل الموقع الرسمي للمهرجان طوال السنة واستخدامه لنشر الثقافة السينمائية.

قد يغضب بعض الزملاء من هذا الاقتراح لكن المصلحة العليا أهم، وضع حد أقصى لعدد الزملاء الحاصلين على كارنيه من الإصدارات والمواقع المختلفة لأن وجود كل محرري قسم الفن أو معظمهم في المهرجان أمر له سلبيات تظهر عند حجز التذاكر المجانية وكذلك عدد المطبوعات التي يحصلون عليها.

بمناسبة المطبوعات، هي عادة مصرية تحتاج للتطوير لا للتخلص منها، بالتالي مطلوب العودة مرة أخرى لاصدار كتب عن المكرمين ولو في كتاب واحد مجمع، لأن هناك من يكونون مكتبتهم السينمائية من تلك المطبوعات ( مع الإشادة بفكرة صدور عدد خاص من مجلة الفيلم عن تاريخ المهرجان ونتمنى تكرارها العام المقبل).

إتاحة حقيبة ومطبوعات المهرجان بمقابل لمن يريد الحصول عليها.

وإلى حقل الألغام، كلنا في هذا المهرجان شركاء، من يعملون فيه ومن يتابعونه كصحفيين ومن يحضرون أفلامه كنقاد، إنه مهرجان مصر، بالتالي أثق في أن رئيس المهرجان محمد حفظي سيعمل على فصل الخاص عن العام، وكلامي تحديدا حول احدى الشركات التي نادرا ما تشارك في أي فعالية دون إثارة أزمات، والتي كانت صاحبة واقعة شهيرة مؤسفة في دورة 2016 تحدث عنها الجميع لأسباب سياسية مؤخرا، هذه الشركة تخلط بين دورها كمنظم لإحدى أقسام المهرجان وهو قسم ناجح للغاية كما سمعت حيث لم أتابعه شخصيا، وبين "بيزنس خاص" وصل إلى حد الاستحواذ على بعض النجوم المكرمين وأعضاء لجان التحكيم وعدم اتاحتهم لكل الصحفيين إلا إذا كانوا من المهتمين بتغطية أفلام ونشاطات أخرى تخصهم في الدورة نفسها وهي مقايضة أعتقد أن اسم المهرجان ومحمد حفظي أكبر بكثير من القبول بوجودها ومن ثم تكرارها في دورات مقبلة.

أخيرا ...

ربما يكون هذا المقال هو أطول مقال كتبته منذ سنوات، فالنشر الإلكتروني ضد المقالات المطولة بالأساس، لكن نجاح الدورة يستحق، وأملنا فيما هو مقبل كبير، فقط أختم بسؤال، متي يشعر منظمي باقي المهرجانات المصرية ومنهم من تخطى عمره العشرين والثلاثين عاما بالغيرة من الاستفاقة التي حققها مهرجان القاهرة، ومتى تدرك وزارة الثقافة أيا كان اسم الوزير ان فشل ونجاح أي دورة مرتبط بالاسماء التي تدير وليس بمبررات الفشل التي يسوقونها عاما تلو الآخر طالبين فرصا جديدا لا يستفيدوا منها قط ؟؟

 

####

 

فيلم The Friendly Man.. عدوانية تنتقل من الانترنت إلى الواقع

مروة لبيب

عالم المشاهير وما يعانوه عن قرب جسده المخرج البرازيلي ايبر كارفاليو في فيلم The Friendly Man أو "الرجل الودود" الذي نافس في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ41.

الفيلم يحكي قصة مطرب روك أسطوري يبلغ من العمر 60 عاما نال شهرته في ثمانينيات القرن الماضي يدافع عن مراهق من أصل أفريقي متهم بالسرقة ويتعرض للهجوم في أحد الشوارع وعلى الرغم من عدم وجود أدلة يتم تسجيل الواقعة من قبل المارة لكن الفتى يركض ويختفي عن الأنظار ويتبعه ضابط شرطة وبعد ساعات يتضح أن ضابط الشرطة تعرض للقتل.

في ساو باولو ينتشر مقطع فيديو فيصبح نجم الروك الأسطوري واحدا من أكثر الرجال كرها في البرازيل، يقابل بصيحات استهجان في الملهى ويهاجمه الغرباء في الشارع، حيث يتهمونه بأنه المسؤول عن وفاة الشرطي، وتزداد حدة التوتر حتى يبحت أشخاص مرتبطين بالفتى المفقود عن "إليريو" الذي على الرغم من تردده في البداية إلا أنه يحاول المساعدة لذا يلجأ إلى صديق قديم له يملك ملهى بإحدى الضواحي لتبدأ بعدها ليلة طويلة وعنيفة في ساو باولو.

الفيلم يحمل إيقاعا سريعا ومثيرا، يحاكي قصة ملحة اليوم وهي إعدام الأشخاص معنويا حتى دون إثبات أو محاولة التأكد من المواقف المشكوك فيها، كما لعبت الموسيقى التصويرية دورها في نقل الحالة التي يعاني منها البطل الذي يطارد في كل مكان.

هذه العدوانية تنتقل بسرعة في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي إلى الواقع وتهديدات وجها لوجه وكأنه يلكم المجتمع بقوة فهو يتحدث عن العنصرية والتحامل بمنتهى الشجاعة في البرازيل التي تفشت فيها موجات العنصرية والكراهية مؤخرا، من وجهة نظر رجل ثري ذا وضع اجتماعي مميز غير قادر على الدفاع عن نفسه في مواجهة هذا الواقع المؤلم.

سرعان ما تنقلب الأحداث رأسا على عقب بعدما تنكشف حقائق مغايرة لما حدث فيأخذ الخط الدرامي منحنى آخر يجعلنا نتعاطف مع شخصيات لم نتوقع أن نقف بجانبها.

عكس باولو ميكلوس مشاعر "إليريو" بمنتهى الصدق ومدى تأثره بما يواجهه من موجات عنف وكراهية، وهو الذي شارك في فيلم The Trespasser الفائز بجائزة أفضل فيلم في أمريكا اللاتينية بمهرجان صاندانس عام 2002 ونال أدائه إشادات واسعة من قبل النقاد.

 

موقع "في الفن" في

01.12.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004