كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

عصام زكريا يكتب:

عشرة أفلام مرشّحة للبقاء من «القاهرة»!

كتب: عصام زكريا

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الحادية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

ما الذى يبقى بعد أى مهرجان سينمائى؟ لا الافتتاح ولا الختام، ولا السجاجيد الحمراء، أو الفساتين الحمراء، ولا السهرات أو اللقاءات أو حتى علاقات الحب العابر التى تنشأ أحياناً بين الضيوف والمنظمين وبعضهم البعض، رغم أن بعض العلاقات التى شهدتها تطورت واستمرت بنجاح!

من عشرات المهرجانات التى حضرتها وشاركت فى صنعها بمصر وخارج مصر، لم يبقَ فى ذاكرتى سوى أثر الأفلام الرائعة التى لا يستطيع الزمن، ولا الأفلام الجديدة أن تمحوها.

لا أذكر المرة الأولى التى حضرت فيها أفلام مهرجان القاهرة كمشاهد عادى، مراهق، أيام الطوابير التى كانت تمتد أمام دور عرض وسط القاهرة فى ثمانينات القرن الماضى، لكننى أذكر جيداً بعض الأفلام ووقعها الذى لا يُنسى داخل عقلى ونفسى.

أتذكّر «كارمن» كارلوس ساورا، و«ريمبيتكو» كوستاس فيرس، و«مفيستو» استيفان زابو، و«عصفور سطح» فريد بوجدرة، و«إنترفيستا» فللينى.. وأفلام كثيرة لم أعد أذكر أسماء مخرجيها ولا أسماءها.

وعندما يتصادف أن أتبادل هذه الذكريات مع بعض الأصدقاء القدامى أكتشف أنهم يحتفظون بأثر أفلام أخرى، شاهدناها معاً، لا أذكر عنها شيئاً، مع أن أثرها عليهم لا يمحى.

بعد كل مهرجان أحاول أن أحصى الأفلام الأكثر إبهاراً وإثارة بالنسبة لى.. تلك الأفلام التى تتميز بابتكارات فنية أو أسلوب مختلف أو مستوى غير مسبوق، أو ببساطة، تلك الأعمال التى استمتعت بمشاهدتها، وأتمنى بشدة أن تتاح لى الفرصة لمشاهدتها مرة أخرى.

فى فترة ما كان مهرجان القاهرة يحرص على استمرار العروض بعد حفل الختام ليوم أو اثنين، وبعض المهرجانات الدولية تفعل ذلك، لإعادة عرض الأعمال الفائزة، أو الأعمال التى أثارت أكبر الإعجاب بين الحضور. وهى فكرة ناجحة ومفيدة جداً لا أعلم لماذا توقفت، لكننى أقترحها بشدة على القائمين على مهرجان «القاهرة».

أعلم طبعاً أن هذه ليست مهمة المهرجان، وأحياناً تتعذّر إعادة عرض الأفلام لأسباب تتعلق بحقوق الملكية أو الرقابة أو غيرها، خاصة أنه لم يعد هناك فى مصر كيان يهتم بتوزيع وعرض الأفلام الفنية الجيدة، باستثناء قاعة عرض سينما «زاوية» التى لم تعد تكفى الإقبال المتزايد، وتتطلع لليوم الذى تحظى فيه بحفنة من الإخوة والأخوات.. وحتى يأتى ذلك اليوم، إن أتى، فلا بد أن تصبح المهرجانات كما يقول المثل الشعبى «بنّا ومناول»، أى تختار وتحضر وتعرض الأفلام، ثم تسعى لتوزيعها!

هل يمكن مثلاً أن تكون هناك قاعة صغيرة على مدار العام تحمل اسم «مهرجان القاهرة».. أو «سينما المهرجانات»، تتولى مهمة عرض أهم الأفلام التى تعرضها المهرجانات المصرية؟ ربما. هذه فكرة أطرحها على وزارة الثقافة ولجنة المهرجانات وإدارة مهرجان القاهرة.. إذا وجدت من يتحمس لها.

من دورة هذا العام، اخترت عشرة أفلام أتمنى أن أشاهدها مرة أخرى، وأتمنى أن تُعرض مجدداً فى مصر ليراها الناس.

«الأيرلندى» لمارتن سكورسيزى، الذى عُرض فى الافتتاح، لا يمكن إعادة عرضه لأنه من إنتاج «نتفليكس»، وسوف يبث قريباً، ويحظى بمشاهدة يستحقها، و«برازيل» الذى عُرض فى إطار تكريم تيرى جيليام، فيلم قديم، متوفر على الإنترنت بنسخ عالية الجودة، وهو عمل بديع يستحق المشاهدة وإعادة المشاهدة.

من أفلام المسابقة، أختار الأعمال التالية:

«لونانا: ثور داخل الفصل» للمخرج باو تشو ينينج دورجى من دولة بوتان. أعتقد أنك تضحك الآن من غرابة اسم الفيلم واسم مخرجه وحتى اسم الدولة التى أتى منها. ولهذا بالتحديد تُصنع الأفلام وتُقام المهرجانات، وتتحاور الثقافات، من أجل المعرفة وكسر الجهل والخوف والعنصرية ضد الآخر.

«لونانا».. القادم من بلاد ربما لا نعرفها يتحدّث عنا أكثر من أى فيلم آخر فى المهرجان، وهو درس لنا، بلد المائة عام سينما، فى الكيفية التى يمكن بها عمل فيلم شديد الفنية، شديد العذوبة، شديد الشاعرية، بأقل التكاليف وأبسط الأدوات.

«احكيلى» لماريان خورى، الذى يمثل مصر فى المسابقة، فيلم تسجيلى، لن تتاح له الفرصة للعرض العام إلا فى أضيق الحدود، لكنه يستحق المشاهدة على نطاق واسع. هو عمل مختلف، ربما لا يكون معتاداً على ذائقة معظم جمهورنا، حتى المتعلمين منهم، لكن لهذا أيضاً من المهم مشاهدته، لنتعلم أن هناك أنواعاً أخرى من الأفلام، أكثر صدقاً من القصص الخيالية، يمكن أن تثير فينا الكثير من المشاعر والأسئلة والإعجاب.

الفيلم اللبنانى «جدار الصوت» للمخرج أحمد غصين، من الأعمال العربية القليلة التى تهتم بالإبداع والتجريب الفنى، بجانب الاهتمام بالقصة الواقعية السياسية، وتأكيد أن الاثنين لا يتعارضان.

خارج المسابقة كان هناك العشرات من الأفلام التى تتراوح فى أنواعها وأساليبها ومستواها الفنى، لكن بعضها لا يمكن إغفاله.. مثل فيلمى «حياة خفية» و«عن الأبدية» لشاعرى السينما الكبيرين الأمريكى تيرانس مالك، والسويدى روى أندرسون.

نقول دائماً إن السينما فن، لكن الفن لا بد أن يحتوى على الشعر، والفلسفة، وللأسف هناك سوء تفاهم مزمن بين جمهورنا والشعر والفلسفة. لذلك تحديداً اخترت هذين الفيلمين لمن لم يشاهدهما، ولمن شاهدهما.

تيرانس مالك، أحد الكبار فى عالم السينما اليوم. من أعماله السابقة «أيام النعيم»، «الخيط الأحمر الرفيع» «العالم الجديد»، و«شجرة الحياة». هو أستاذ فى الفلسفة، وفيلسوف سينمائى، كل أعماله تتأمل الحياة والموت والجمال والأخلاق ووضع الإنسان داخل الكون. وفى عمله البديع الجديد «حياة خفية» يعود إلى زمن الحرب العالمية الثانية، وقت الأزمة والكارثة النازية، ليعيد طرح الأسئلة من خلال حياة فلاح بسيط أكثر نبلاً وشجاعة من آلاف المثقفين الذين رضخوا للنازيين بدافع الخوف أو النفاق.. درس فى معنى الحياة والأخلاق.

«عن اللانهاية» أو «الأبدية»، حسب ترجمة المهرجان، هو أيضاً عمل فلسفى بديع، لواحد من علماء جمال فن السينما هذه الأيام، وهو روى أندرسون، صاحب «أغانٍ من الطابق الثانى» و«حمامة تجلس على فرع شجرة وتتأمل الوجود». هنا أيضاً يواصل أندرسون أسلوبه «السيريالى»، بصناعة شخصيات ومواقف وأجواء أشبه بالأحلام..وكما لو كنا بصدد رواية، أو قصيدة، مكتوبة، يتتابع أمامنا تاريخ الإنسانية بلحظاته الأكثر نبلاً، والأكثر خسة ووحشية، من الأحداث الكبرى وحتى أبسط المشاعر وأكثرها عمومية.

وبما أننا ذكرنا الفلسفة والسيريالية، فلا بد أن نذكر شاعر السينما الفلسطينية والعربية إيليا سليمان، وأحدث أعماله «إن شئت كما فى السماء»، أو Just Like heaven «تماماً مثل الجنة»، حسب اسمه بالإنجليزية.

هذا واحد من أجمل أفلام مهرجان القاهرة، وأفلام إيليا سليمان. وللأسف أيضاً، نحن لا نعلم «سليمان»، ولا السينما العربية، والفضائيات المصرية والسعودية واللبنانية التى تمطرنا بالأفلام الأمريكية والمصرية التجارية يومياً، لا تفكر أبداً فى دعم وتوزيع وعرض الأفلام العربية لكبار السينمائيين العرب المعروفين فى العالم كله، ما عدا البلاد العربية.

ونحن نذكر السينما والشعر لا بد أيضاً أن نذكر الفيلم البرتغالى «فيتالينا فاريلا» للمخرج بيدرو كوستا، صاحب الأعمال الفنية البديعة، التى تصنع السينما بروح الفن التشكيلى.

وقبل أن نغادر لا يمكن أن أنسى الفيلم الصينى «غبت طويلاً يا بنى» للمخرج وانج شاو شواى. هنا أيضاً كثير من الفن التشكيلى والشعر والفلسفة، لكن من خلال قصة عائلية درامية ومؤثرة من النوع الذى يعجب كل الناس، خاصة جمهورنا الشرقى، وهو عمل أتمنى من أصحاب دور العرض أو القنوات أن يشتروه ويعرضوه، وصدقونى سوف ينجح جداً، ويجيب لكم فلوس!

 

####

 

دموع وندوة وصورة.. 3 مشاهد لأروى جودة في "القاهرة السينمائي"

كتب: محمود الرفاعى

خطفت الفنانة أروى جودة الأنظار خلال فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ41، التي اختتمت فعالياتها، مساء اليوم، بدار الأوبرا المصرية.

وظهرت أروى بالمهرجان، في 3 مشاهد رئيسية، هي:

البكاء على يوسف شريف رزق الله

أول ظهور لأروى بالمهرجان كان خلال العرض الخاص للفيلم الوثائقي عن حياة الناقد السينمائي الراحل يوسف شريف رزق الله، التي ظهرت خلاله وهي تبكى بحرارة عليه، وقالت عنه في تصريحات عقب الفيلم إنه "كان له دور كبير في حياتها".

ندوة "ما وراء المحيط"

أدارت أروى ندوة فيلم "ما وراء المحيط"، الذي أدى دور البطولة فيه كلا من عمر سمرة وعمر نور.

تحقيق أمنية طفلة

أما الظهور الثالث للفنانة، فكان خلال العرض الخاص للفيلم البرازيلي "الرجل الودود"، والذي حققت فيه أروى أمنية طفلة صغيرة رغبت في التصوير معها، فرفض القائمين على العرض الخاص إدخالها للتصوير إلا أن "أروى" عملت بالأمر وأسرعت إليها من اجل أن تلتقط معها الصورة.

 

####

 

بعد ظهورها الخاص في "القاهرة السينمائي"..

مشاهد من زيارة "ميساندي" لمصر

كتب: عبد الرحمن خالد

ظهرت الفنانة العالمية  ناتالي إيمانويل، نجمة المسلسل الشهير "صراع العروش game of Thrones"،  على هامش حفل ختام المهرجان، والذي أُقيم في دار الأوبرا المصرية.

ونجحت "ناتالي" في خطف الأضواء منذ مجيئها إلى مصر، حيث سلّمت جائزة الجمهور، التي تحمل اسم الناقد الكبير يوسف شريف رزق الله، للمخرجة ماريان خوري بعدم فوز فيلمها "احكيلي"، الذي يعتبر الفيلم المصري الوحيد المشارك بالمسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي.

وترصد "الوطن" أبرز مشاهد الفنانة العالمية ناتالي إيمانويل منذ وصولها إلى مصر، وحتى رحيلها عن حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي. 

1- زيارتها للأهرامات 

جذبت ناتالي الأضواء قبل ظهورها في حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي، بزيارتها للأهرامات أول أمس الخميس. 

وظهرت ناتالي خلال زيارتها إلى الأهرامات بصحبة الفنان محمد كريم. 

2- ناتالي ترفض التصوير مع الجمهور 

رفضت الفنانة العالمية التصوير مع الجمهور فور حضورها إلى حفل مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ41. 

وظهرت "ناتالي" بالمهرجان فور وصولها بصحبة الفنان محمد كريم، قبل دخولها للمهرجان لبدء تسليم الجوائز. 

3- نجمة "صراع العروش" تغادر المهرجان من الأبواب الخلفية

ورصدت "الوطن" خروج ناتالي من الأبواب الخلفية للمسرح الكبير، لدار الأوبرا المصرية، وذلك فور انتهاء فعاليات ختام مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 41. 

يذكر أن ناتالي إيمانويل، قد أدت شخصية "ميساندي" في مسلسل "صراع العروش" Game Of Thrones، الذراع اليمنى لـ"دنيرس تارجارين" في رحلة استعادة عرش الممالك السبعة في الملحمة الأسطورية التي كتبها السير جورج آر.آر مارتن، وبثتها قنوات "HBO".

 

####

 

أسمرة أبي جايل: سردنا الفخ الأمريكي للشعب الإندونيسي في "عالم الخيال"

كتب: محمود الرفاعى

أعربت الفنانة الإندونيسية أسمرة أبى جايل عن سعادتها البالغة لعرض فيلمها «عالم الخيال» ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الحادية والأربعين، والذى تم عرضه ضمن العروض الخاصة بالمهرجان فى مركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية.

وقالت «أسمرة» لـ«الوطن» إنها فخورة بالحضور إلى القاهرة من أجل عرض الفيلم الذى يسرد قصة الشعب الإندونيسى والفخ الذى صنعه الرئيس الأمريكى للرئيس الإندونيسى عام 1969، كما أعربت عن حزنها الشديد لتغيّب مخرج العمل يوسيب إنجى أنون عن الحضور بسبب بعض الظروف الشخصية التى منعته من القدوم وشرح جماليات الفيلم.

وعن الهدف الذى يريد الفيلم إيصاله قالت: «هدفنا من الفيلم أن نسرد ونحكى الحالة النفسية للشعب الإندونيسى، والفخ الذى صنعه الرئيس الأمريكى بتخصيص جزء من أرض القمر بعد هبوط الأمريكان عليه من أجل الشعب الإندونيسى، وتأكيداً على الفخ قام الأمريكان بنشر الاتفاق فى إحدى أهم الصحف الأمريكية المطبوعة بولاية نيويورك».

وأضافت: «ركزنا فى الفيلم على تقديم نوع من الكوميديا السوداء عن الحالة الصعبة التى عاشها أهل إندونيسيا فى حقبة الستينات من القرن الماضى، حيث إن الفزع والخوف كانا العاملين الرئيسيين فى حياة كل إندونيسى من حالة القتل التى كانت سائدة فى الشوارع من قِبل الجيش، فأى شخص كان يدعم الشيوعية فى تلك الفترة كان يقتل دون أى رحمة، فالجيش فى ذلك الوقت قتل قرابة مليون شخص، وأظهرنا ذلك خلال مشاهد قتل الجيران لبعضهم البعض فى الفيلم حيث إن الجار كان يسرع بقتل جاره حتى لا يقال إنه يحميه، فيُقتل معه».

وأوضحت أن نهاية الفيلم أبرزت حلم الشعب الإندونيسى فى ذلك الوقت بتوسيع علاقاتهم مع دول العالم، حتى لا يصبح الشعب الإندونيسى حبيساً فى أرضه دون جيران.

 

####

 

منتج "نوم الديك في الحبل": صورنا الفيلم بكاميرا واحدة دون "مايك" أو إضاءات..

وميزانية الفيلم قليلة جدا

كتب: ضحى محمد

شارك المنتج السودانى الشاب قاسم أمين فى الدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، بفيلمه التسجيلى الطويل الأول «نوم الديك فى الحبل» للمخرج سيف عبدالله، الذى نافس فى مسابقة «آفاق» السينما العربية مع 12 عملاً سينمائياً، حيث يوثق الفيلم للحياة اليومية لمجموعة من اللاجئين السودانيين بالعاصمة المصرية القاهرة.

وقال المنتج السودانى: يحاكى فيلم «نوم الديك فى الحبل» الذى يعنى اسمه «إنسان يحاول النوم واقفاً» حالة التعلق ما بين النوم والاستيقاظ التى يعانى منها اللاجئون السودانيون الذين يعيشون فى القاهرة، من خلال 4 وجوه يمكننا أن نراها يومياً دون الالتفات كثيراً إليها، وهم «على وزينب وتاج وعماد»، أى حاولنا إبراز جانب آخر من المدينة بعدسة صانع سينمائى قرر أن يُنقب فى أعماقها ليجعل من مهمَّشيها أبطالاً على شاشة السينما.

قاسم أمين: ننتظر عرضه فى مهرجان "خرطوم الفيلم العربى" خلال شهر مارس المقبل

وأضاف «قاسم» لـ«الوطن»، أن فكرة الفيلم بدأت من خلال المخرج والمنتج سيف عبدالله، بعد شعوره بأن الشباب السودانى يواجه أزمة حقيقة بشأن الهوية، حيث إن موطنه الأصلى السودان لم يقبله، وبلده الذى يعيش به حالياً لم يعطِه بعض حقوقه التى يتمناها، وقررنا أن نقدم القصة من خلال 4 شخصيات أساسية نسرد من خلالها جميع المشكلات التى يمرون بها. وعن فكرة الاستعانة بشباب غير محترفين فى التمثيل، قال: «ميزانية الفيلم ضعيفة، بالإضافة إلى أننا أردنا نقل الواقع كما هو، لذا اعتمدنا على أصدقائنا السودانيين الذين يعيشون فى مصر، بالإضافة إلى أننا لم نستطع استخراج التصاريح اللازمة لتصوير الفيلم، فاعتمد التصوير على كاميرا واحدة فقط بدون «مايك» أو إضاءات، لذلك فإننا قدمنا الفيلم بأقل الإمكانيات المُتاحة، حيث إنه تم مونتاج الفيلم فى الأيام الأخيرة قبل عرضه بمهرجان القاهرة».

الفيلم يحاكى حالة التعلق ما بين النوم والاستيقاظ التى يعانى منها اللاجئون

وبشأن مشاركته فى مهرجان القاهرة ضمن مسابقة «آفاق»، قال: «يعتبر شرفاً كبيراً بالنسبة لنا حتى وإن لم يحصل الفيلم على أى جوائز، فيكفينا شرف المحاولة، ومحاولة إبراز فكرتنا لكل المشاهدين، فهو يعتبر قفزة فى المسيرة المهنية الخاصة بنا، ومن وجهة نظرى فإن مهرجان القاهرة يسعى خلال الفترة الحالية إلى أن يبرز الشباب ويهتم بأعماله السينمائية كنوع من أنواع الدعم الخاص بالفيلم».

ولفت «أمين» إلى أن الفيلم استغرق أكثر من عام منذ كان فكرة على الورق وحتى تصويره والانتهاء منه، وحصل على إشادات كبيرة من الجمهور، ولكنه لم يحصل على أى جوائز، كما أننا قدمنا للعرض فى مهرجان خرطوم الفيلم العربى فى شهر مارس المقبل».

وأوضح: تعتبر بداية الفيلم مجازفة لأننا نستعرض أكثر من مشكلة خلال شخصيات الفيلم، فإذا لم يملك المُشاهد الصبر، سوف ينصرف عن مشاهدة الفيلم، إلا أننا أصررنا على ذلك من أجل جذب انتباه المشاهد، فالفيلم مر بعدة مراحل، وحرصنا على إظهار أكبر قدر من التفاصيل اليومية لهذه الشريحة، وأسلوب حياتهم، حيث يُعد الفيلم قصيدة لكل اللاجئين فى العالم الذين يبحثون عن الانتماء والشعور بالهوية ويكافحون للعيش والتمسك بالأمل، ومن خلال العديد من الشخصيات المتنوعة من السودان التى تعيش بالقاهرة نكتشف تفاصيل معقدة من حياتهم، التى ترسم واقعاً حيوياً حول ماهية اللاجئ.

وتابع حديثه: «مدة الفيلم منطقية حتى نستعرض كل الشخصيات، إلا أن أبرز الصعوبات تركزت فى التصوير الخارجى، خاصة أننا لم نملك التصاريح الخاصة بالتصوير فى الخارج، فكنا نحاول التصوير بأقل الإمكانيات فى وقت ضيق».

وبشأن توقيع المهرجان على ميثاق «50 - 50» للمساواة بين النساء والرجال فى الفعاليات السينمائية بحلول 2020، قال: «الفيلم يعتبر خطوة مهمة للمرأة، خاصة فى ظل عرض قضية زينب وما تعرضت له من عُنف جسدى ومحاولتها لرفض ذلك، والتغلب على الألم واستعادة حياتها، فهى رسالة قوية ومؤثرة».

 

####

 

مروة زين: الشرطة السودانية ألقت القبض علينا أكثر من 20 مرة أثناء تصوير فيلم "أوفسايد الخرطوم"

كتب: ضحى محمد - تصوير: محمد مصطفى

مجموعة من النساء الشابات فى الخرطوم يقررن تحدى الحظر المفروض من الحكم العسكرى الإسلامى للسودان وتأسيس فريق كرة قدم احترافى، فشلن فى الحصول على تصريح رسمى بتكوينه، حيث تتمكن المخرجة مروة زين فى فيلمها الوثائقى الطويل الأول «أوفسايد الخرطوم» من العثور على فتيات يصممن على ممارسة حقهن البديهى فى ممارسة رياضة يحببنها، ليكون العمل تعبيراً واضحاً عن إرهاصات ثورة قامت فى مجتمع لم يعد قادراً على تحمل المزيد من القيود وتضييق الخناق على حريات شبابه، ومن هنا تصبح كرة القدم رمزاً للحرية والحق فى الحياة قبل أى شىء آخر. شارك الفيلم فى عرضه الأول بمهرجان القاهرة السينمائى، ضمن مسابقة آفاق السينما العربية بدورته الـ41، وتحدثت «مروة» عن كواليس عملها الأول الوثائقى، والصعوبات التى واجهتها خلال التصوير، فضلاً عن موقف الرقابة بشأن عرضه.

·      ما سبب تحمسك للمشاركة فى مسابقة «آفاق للسينما العربية»؟

- شىء يشرفنى أن يشارك الفيلم فى المسابقة الرسمية للمسابقة العربية، فهى دورة مميزة وبها طفرة كبيرة من الإنجازات الواضحة من حيث تنوع الأفلام وإقامة الندوات وتبادل الخبرات بين الضيوف الحاضرين للدورة الـ41، وهذا أقصى ما أتمناه من العرض المصرى الأول، وأفضل فرصة أن يكون مشاركاً بمسابقة آفاق السينما العربية، فهذا يعتبر من أكبر المميزات بالنسبة لى، فمهرجان القاهرة كبير ومن أقدم المهرجانات المصرية وأعرقها، وكل القائمين على المهرجان أعطوا مجهوداً كبيراً لتلك الدورة بداية من محمد حفظى رئيس المهرجان، وأحمد شوقى، القائم بأعمال المدير الفنى للمهرجان وكل العاملين.

مخرجة الفيلم: لم يُحذف مشهد واحد وننتظر عرضه جماهيرياً بالسودان

·      لم يكن مهرجان القاهرة السينمائى المحطة الأولى لعرض الفيلم، إلا أنه حصل على عدّة جوائز..

- (مقاطعة): الفيلم تم عرضه للمرة الأولى فى مهرجان برلين السينمائى الدولى، كما تم اختياره فى أعرق وأقدم المهرجانات التسجيلية فى العالم، وآخرها مهرجان «إدفا» الدولى للأفلام الوثائقية بأمستردام، وهو أكبر مهرجان تسجيلى دولى، وحصل على جائزة أفضل فيلم تسجيلى أفريقى من الأكاديمية الأفريقية للأفلام، وجائزة من مهرجان قرطاج، وكان الاحتفاء عظيماً، فأنا ممُتنة لكل طاقم العمل، والمنتجين المشاركين فى العمل منهم المنتجة جيهان الطاهرى، فأعتقد أن الرحلة كانت طويلة، ولكنها جاءت مُثمرة وتستحق التعب والجهد الذى بذلته خلال الشهور الماضية.

استغرقنا 4 سنوات لتصوير الفيلم

·      ما الصعوبات التى واجهتك خلال تصوير الفيلم؟

- رحلة الفيلم بأكملها كانت صعبة، بدأت بكونى منتجة ومخرجة الفيلم، وأقوم بتصويره بذاتى، وأننى لم أستطع الحصول على تصاريح لتصوير مشاهد الفيلم طوال الـ4 سنوات الماضية، فهذا يعُتبر شيئاً مرهقاً، بأن أكون ملتزمة ومتفرغة لفيلم كل هذه المدة، ولكن الرحلة جاءت مجدية، فإننى تعلمت من الفتيات وحماسهن، وشاهدت أشياء جديدة بالسودان التى صورنا بها معظم أحداث الفيلم، فكانت لدى الفرصة بالتعبير عنهم، فعلى الرغم من أنها بلدى فإننى لم أقِم فى السودان، حيث إننى وُلدت فى السعودية وعشت فى مصر.

فكرة الفيلم جريئة على المجتمع السودانى.. وحاولت كسر العادات والتقاليد من خلال تقديم فكرة كرة القدم النسائية بالسودان

·      كيف استطعتِ إقناع الفتيات بالتصوير، رغم جراءة القضية؟

- فى البداية جاءت لى مكالمة هاتفية من صديقة فى السودان عملت مع منظمة «رؤية» من أجل تقديم فيلم 5 دقائق عن الكرة النسائية فى السودان، وسافرت بالفعل لمدة أسبوع وتحمست للفكرة وشعرت بأننى مسئولة عن رسالة لا بد أن أوصلها للجمهور، فهؤلاء الفتيات كنّ يلعبن كرة القدم منذ فترة، ولم يكن متُحمسات فى البداية لأنهن لم يكن لديهن علم بالسينما التسجيلية، خاصة أن الفيلم به مخاطرة كبيرة، ولكننى استطعت إقناعهن فى نهاية الأمر بمدى أهمية القضية التى يدور حولها العمل، فعلى الرغم من بيئاتهن الفقيرة وظروفهن الصعبة فإن لديهن أملاً ورغبة فى الحياة وتحقيق حلمهن.

·      ولكن من المعروف أن كرة القدم النسائية ممنوعة فى السودان، كيف تم التصوير؟

- بالفعل، كرة القدم ممنوعة، لذا قُبض علينا أكثر من 20 مرة أثناء تصوير المشاهد، حيث إنه لم يعد هناك حرية للفنان، خاصة عندما يقدم فيلماً وثائقياً، ولكن إذا قدمنا فيلماً سينمائياً يكون هناك سهولة فى استخراج التصاريح، وفى حالة فيلم «أوفسايد الخرطوم» واجهنا العديد من المشكلات، ولكننا لم نستسلم للأمر حتى خرج الفيلم كما أردنا.

·      هل واجه الفيلم أى ملحوظات من الرقابة بشأن عرضه؟

- الفيلم لم يعرض فى السودان، وأتمنى أن يُطرح بدور العرض خلال الفترة المقبلة، إلا أنه حصل على تصنيف «للكبار فقط» من رقابة مهرجان القاهرة، وأعتقد أن الأمر هنا يرجع لإدارة المهرجان ورؤيته الخاصة، ولم يتم حذف أى مشهد من العمل.

 

####

 

نتائج الدورة 41: ليلة انتصار السينما العربية

كتب: حاتم سعيد حسن - تصوير: محمد مدين

انطلق حفل ختام فعاليات الدورة الحادية والأربعين، من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى يوم الجمعة الماضى، وأقيم حفل الختام، بدار الأوبرا المصرية الذى شهد توزيع جوائز لصُنّاع الأفلام الفائزة المُشاركة، وحضر الحفل عدد كبير من كبار نجوم وصناع السينما بالعالم.

وفاز الفيلم التونسى «بيك نعيش» بثلاث جوائز، وهى أفضل فيلم عربى، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وفاز أيضاً بجائزة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وأعرب المخرج التونسى مهدى البرصاوى عن سعادته البالغة لحصول فيلمه على تلك الجوائز، وقال «مهدى» فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»: «أنا فى قمة سعادتى بأن يحصل الفيلم على 3 جوائز دفعة واحدة فى مهرجان القاهرة، الذى يعد أعرق وأهم مهرجان بأفريقيا والوطن العربى، ولا يمكننى أن أصف لك سعادتى بتلك الجوائز، ولا بد أن أوجّه شكراً خاصاً للقائمين على المهرجان وأعضاء لجنة التحكيم الذين منحونى هذا التكريم وتلك الجوائز».

مهدى البرصاوى: لم أتوقع حصولى على 3 جوائز وغادرت القاهرة قبل إبلاغى ثم عدت فى حفل الختام

أما عن توقّعه بالفوز بثلاث جوائز، فقد كشف مخرج «بيك نعيش»: «أنا لم أكن أتوقع أن أحصل على جائزة واحدة، لذلك غادرت القاهرة صباح يوم الثلاثاء الماضى وعدت إلى بلدى تونس، لكننى تلقيت أمس اتصالاً يخبرنى بأهمية وجودى فى القاهرة وحضور حفل الختام، فعُدت صباح يوم الختام لكى أتشرف بالحضور وأتسلم جوائز الفيلم»، مضيفاً: «لا بد أن أشكر منتجى العمل الذين آمنوا بفنى وبفكرى، وساعدونى فى ظهور فيلم (بيك نعيش) للنور، فهم السبب الرئيسى وراء نجاح العمل، ولا بد أن أوجه شكراً لبطلى العمل سامى بوعجيلة ونجلاء بن عبدالله على ما قدماه ونفذاه طوال وقت التصوير، فسامى كان يعيش فى دولة فرنسا، وحينما أخبرته بتصوير الفيلم جاء لتونس قبل التحضير بشهر لكى يجرى بروفات العمل التى استمرت لمدة عام قبل انطلاق التصوير».

أفلام "بيك نعيش" و"احكيلى" و"شارع حيفا" تحصد أغلب الجوائز

وحول جولات الفيلم خلال الفترة المقبلة، قال «البرصاوى»: «الفيلم كان له صدى كبير فى مهرجان فينسيا الدولى فى دورته السابقة، كما كان له دور فى مهرجان مومباى، وخلال الفترة المقبلة سيتم تقديمه فى مهرجانات كبرى أخرى».

كما حصل الفيلم المصرى «احكيلى» الذى شارك فى المسابقة الدولية على جائزة الجمهور، التى حملت اسم الناقد الكبير والمدير الفنى الراحل يوسف شريف رزق الله. وفى تصريح خاص لـ«الوطن»، قالت المخرجة ماريان خورى: «فخر لى أن يفوز فيلم وثائقى بجائزة من جوائز مهرجان القاهرة السينمائى، فهذه هى المرة الأولى التى يفوز بها فيلم وثائقى بجائزة جمهور».

ماريان خورى: فيلم "احكيلى" غيّر نظرة الجمهور للأفلام الوثائقية.. وسعيدة بتفاعل الجمهور معه

وأضافت: «فيلم احكيلى غيّر شكل الأفلام من الناحية الوثائقية، لأن الفيلم جعل الجمهور الذى شاهده يضحك ويبكى ويشعر بأحاسيس أبطاله»، وعن كلمتها «اتمردوا» التى ألقتها عقب تسلمها الجائزة أوضحت: «أقول للناس والجمهور يجب أن تتمردوا على مشاكلكم، ولا تظلوا مكبوتين فيها، احكوا عن كل ما تشعرون به، ولا تجعلوا أنفسكم محبطين بسبب تلك المشاكل، فالحياة أبسط من أن نجعلها تتحكم فينا».

وعند سؤالها عن توقعها بالفوز بالجائزة، قالت: «لم أتوقع مطلقاً الفوز بالجائزة، ولا أنكر عليك أننى لم أكن أعلم بأن هناك جائزة خاصة بالجمهور فى المهرجان»، أما عن رحلة الفيلم المقبلة فى المهرجانات، قالت: «هناك رحلة طويلة للفيلم بعدد كبير من المهرجانات».

كما فاز الفيلم العراقى «شارع حيفا» بجائزة سعد الدين وهبة لأحسن فيلم فى مسابقة آفاق السينما العربية بالمهرجان، وصرح المخرج العراقى مهند حيال لـ«الوطن» بأنه يعتز كثيراً بتلك الجائزة، لأنها آتية من مهرجان بحجم «القاهرة السينمائى»، مضيفاً أن فيلمه يتناول مأساة دولة العراق على مدار سنوات عديدة، والتى وصلت إثر تراكمها إلى حد الانفجار فى الشارع العراقى.

وأوضح المخرج العراقى أنه سلط الضوء على بلده عام 2006، وركز على كيفية نظرة العراقيين إلى الموت، الذى يبدو قريباً منهم مع كل لحظة من حياتهم، متابعاً: «نحن نعيش حياتنا باعتبارها لحظة أخيرة قد تنتهى دون سابق إنذار، لذا قدمت الحقيقة بقسوتها دون أى تجميل لها»، كما أعرب «حيال» عن سعادته برد فعل الجمهور المصرى بعد عرض الفيلم، لأنه كان يستهدف هذا الجمهور منذ عرض الفيلم فى المهرجان، لافتاً إلى أنه واجه صعوبات عديدة أثناء تصوير فيلمه.

وأكد المخرج العراقى أن الممثل الذى قدم شخصية «سلام» خلال أحداث الفيلم هو مساعد مخرج فى الأساس، واختير بالصدفة أثناء وضع ترشيحات الأبطال، حيث أشاد بأدائه التمثيلى وانغماسه داخل الشخصية بكل تفاصيلها. وعن الشعار الذى رفعه «حيال» بفيلم «شارع حيفا» كان «وباسم الدين سرقونا الحرامية»، أكد المخرج أن وضع آيات القرآن الكريم كخلفية للمشاهد كان متعمّداً فى مشاهد العنف على وجه التحديد، ليؤكد الشعار سالف الذكر.

نادين لبكى: سعيدة بتكريمى بجائزة تحمل اسم "فاتن حمامة" لأننى تربيت على أفلامها

كما شهد حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الحادية والأربعين تكريم مدير التصوير الإيطالى فيتوريو ستورارو الحائز على أكثر من 50 جائزة دولية، منها 3 جوائز أوسكار، كما منحت إدارة المهرجان المخرجة اللبنانية نادين لبكى، جائزة فاتن حمامة للتميز، عن مجمل أعمالها وتقديراً لدورها فى إبراز قيمة المرأة من خلال أفلامها، وسلمتها التكريم المخرجة كاملة أبوذكرى. وأعربت نادين لبكى عن سعادتها البالغة لتكريمها بجائزة تحمل اسم فاتن حمامة، خاصة أنها تربت على أفلامها.

وشهد حفل الختام أيضاً حضور النجمة العالمية ناتالى إيمانويل، نجمة المسلسل الشهير «صراع العروش». وسلّمت النجمة العالمية ناتالى إيمانويل جائزة الجمهور للمخرجة ماريان خورى بعد فوز فيلمها «احكيلى»، الذى يعتبر الفيلم المصرى الوحيد المشارك بالمسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى.

وخلال حفل الختام، وجّه السيناريست محمد حفظى رئيس الدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائى، الشكر لكل الضيوف الذين حضروا الحفل، كما وجّه الشكر لوزارة الثقافة، وجميع الشركات التى دعمت دورة هذا العام من المهرجان.

وقال «حفظى» إنه فى العام الماضى حاول أن يشكر جميع العاملين فى المهرجان إلا أنه فشل، وهذا العام يشكر جميع من أسهم فى نجاح دورة هذا العام، مضيفاً أن المهرجان التابع لوزارة الثقافة وللدولة المصرية حين يخرج بهذا الشكل «يجعلنى أشعر بفخر كبير»، وأن وجود الجمهور بعدد كبير فى دورة هذا العام والذى وصل إلى بيع 40000 تذكرة، يجعله سعيداً، مؤكداً أنه دوماً يتمنى دعم السينما المصرية، فهى القادرة على الوقوف ضد الإرهاب والتطرف.

 

####

 

خبراء "أيام القاهرة لصناعة السينما":

الدراما المصرية لديها فرصة عظيمة للوصول للعالمية

كتب: رضوى هاشم

أكد صناع السينما والدراما الأمريكية المشاركون فى ملتقى «أيام القاهرة لصناعة السينما 2019» ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى أن مصر لديها فرص كبيرة للمنافسة فى الأسواق العالمية، حيث إن الفرصة لدى صناع الدراما ملائمة للغاية لتقديم محتوى مختلف يستقبله الجمهور فى الولايات المتحدة، مؤكدين أن الجمهور لم يعد يُشاهد المحتوى الذى تم إنتاجه من أجله فقط بل لديه الرغبة فى التعرف على الآخر، وطالب صناع السينما الأمريكية المشاركون بمهرجان القاهرة السينمائى بزيادة مساحات وقاعات العرض لتتاح للجميع مشاهدة العروض.

وقالت المنتجة الأمريكية جوانا بلاكلى: «شاركت فى برنامج الدبلوماسية السينمائية بالشرق الأوسط منذ بدايته، حيث رغبنا فى تقديم أفضل دعم لصناع الأفلام والمبدعين فى المنطقة، ومساعدة كتاب السيناريو فى تقديم محتوى عصرى يتناسب مع الجمهور ويجذب المشاهدين، وهذا ما استدعى لنا البحث عما يرغب فيه الجمهور ونوعية القصص التى يكونون شغوفين بها وحال السوق الفنية هنا».

وأضافت: «مشاركتنا فى مهرجان القاهرة السينمائى العريق والكبير الذى يعتبر الأهم فى المنطقة، أسعدتنا خاصة أنه يضم مجموعة من أفضل صناع الأفلام بالمنطقة، ويشمل برنامجه الكثير من الأفلام المثيرة، الآن يأتى الاهتمام من قبل إدارة المهرجان فى توسيع الدائرة والحديث كذلك عن صناعة المسلسلات التى تمثل جزءاً مهماً من صناعة الترفيه وتصل إلى كل مكان سواء عبر شاشات التليفزيون أو المواقع والمنصات الرقمية، وهذا هو سبب وجودنا هنا والمشاركة بهذا الملتقى من المهرجان».

موضحة: «الفرصة لديكم ملائمة للغاية لتقديم محتوى مختلف يستقبله الجمهور فى الولايات المتحدة على سبيل المثال، فنحن لدينا صناعة ترفيه ضخمة، لكنها فى الوقت نفسه تقول لنا مواقفنا وحياتنا والدعابات التى نعرفها بلا جديد يُمكنه إثارة خيال المشاهد، ونحن نصدر هذه المنتجات الفنية إلى العالم الخارجى لأنهم ليست لديهم مثل هذه الصناعة بنفس الشكل أو المحتوى، هذا يتغير الآن وبسبب المنصات الرقمية صارت عمليات الإنتاج أقل إنفاقاً بكثير عن الماضى، لذلك صارت هناك فرصة كبيرة لإنتاج محتوى ترفيهى عالى الجودة».

وعن ملاحظتها لفعاليات المهرجان قالت: «آمل من القائمين على المهرجان فى الدورة القادمة أن يقوموا بزيادة عدد صالات العرض التى تُعرض فيها أفلام المهرجان لمنح عدد أكبر من الجمهور فرصة مشاهدتها فى أكثر من موعد، فقد لاحظت أن المنظمين يقومون بتخصيص أماكن محددة وقليلة لعروض الأفلام، وهذا يحدث فى مهرجانات أخرى، وأتمنى أن يحدث هذا أيضاً فى مهرجان القاهرة».

وقال كريس كيسر، منتج ومؤلف درامى حائز على جائزة الجولدن جلوب: «نحن هنا كجزء من برنامج الدبلوماسية السينمائية الذى تنفذه وزارة الخارجية الأمريكية، والذى يقوم على شراكات بين الفعاليات الفنية والثقافية ومؤسسات الإنتاج السينمائى العملاقة فى لوس أنجلوس، حيث نقوم بتقديم ورش للمبدعين وصناع الأفلام المصريين خلال فعاليات أيام القاهرة السينمائية، حول فنون كتابة السيناريو، خلال العامين الماضيين قابلنا الكثير من المبدعين والشركاء فى المنطقة، الذين يملكون الكثير من المواهب والأفكار التى تقود إلى تطوير هذا التعاون بين الولايات المتحدة وشركائها».

موضحاً: «أشعر بالحماس تجاه هؤلاء الذين يُمثلون مستقبل صناعة السينما والتليفزيون فى مصر، والمشاركين فى هذه البرامج، فنحن نهتم كثيراً بالعمل فى التليفزيون وكتابة محتوى المسلسلات، لذا كان لدينا سؤال مهم حول متى يُمكن للمحتوى التليفزيونى الذى يتم إنتاجه هنا فى المنطقة أن يُصبح عالمياً، ويصير جزءاً من المعادلة التليفزيونية فى العالم، وقد كان هناك ما يُشبه قاعدة قديمة تقول إن كل الجمهور فى كل منطقة يحب أن يُشاهد المحتوى الذى تم إنتاجه من أجله حسناً، لم يعد هذا حقيقياً الآن، فالكل يُمكنه أن يُشاهد أى محتوى طالما كان شغوفاً به، لديكم هنا موسم عظيم للإنتاج التليفزيونى هو موسم شهر رمضان الذى يتم من أجله صناعة عدد كبير للغاية من المسلسلات، لكنها تختفى مع نهاية الموسم ولا يعود أحد لمشاهدتها، لذا كنا نتناقش حول ما إذا كان يُمكن صناعة محتوى تليفزيونى مصرى أو شرق أوسطى يصلح لأن يكون عالمياً ويجذب جمهوراً مختلفاً من بقية أنحاء العالم وليس فقط أبناء المنطقة».

وأضاف «كريس»: «تناولت مناقشتنا كذلك صناعة محتوى تليفزيونى لا يرتبط فقط بفكرة الحلقات الثلاثين كما هو مُعتاد هنا، بل ناقشنا تقديم محتوى مُركّز ويستمر فى جذب المشاهد، مثل صناعة مسلسلات من 6 أو 10 حلقات فقط، وخلق مواسم تليفزيونية جديدة لا ترتبط فقط بشهر رمضان أو موسم معين»، فهناك حس ما متعلق بصناعة المحتوى التليفزيونى ويتعلق بما يصلح لتقديمه عالمياً بحيث يجذب الجمهور مهما اختلفت ثقافته، وهو الأمر الذى يحدث حالياً على الكثير من المنصات الرقمية، والتى صارت تقدم أعمالاً تليفزيونية من عدة دول وتنال نجاحاً عالمياً ويُمكن تقديم عدة مواسم أخرى منها، وكما قلنا فنحن نقوم بالعديد من الأبحاث عن صناعة الترفيه وما يُمكن تقديمه للجمهور العالمى من أجل تحقيق ثقافة عالمية تُمكّن الجميع من مشاهدة المحتوى؛ لذا فإذا كان المحتوى الذى يقدم سوف يختفى بعد رمضان إذن فهو ليست لديه فرصة لأن يستمر سواء بسبب شخصياته أو العلاقات بينها التى لا يُمكن الاستمرار فى تقديمها كما يحدث فى الكثير من الأعمال التى تُقدم عالمياً وينتظرها الجمهور؛ وأظن أن فكرة جمود المحتوى الذى يتم تقديمه هنا فى مصر يُمكن كسرها، أظن أن الأشخاص الذين يبحثون عن قصص وشخصيات فريدة هم من يستطيعون تقديم محتوى كهذا، وأعرف أن الجمهور الأمريكى سوف يكون شغوفاً للغاية بمتابعة محتوى قصة وأشخاص يتطورون بحكاياتهم فى مدينة مثل القاهرة».

وتابع: «المحتوى الرقمى شكّل نقلة وتطوراً هائلاً فى فكرة المحتوى الذى يتم تقديمه، ففى الماضى كانت هناك الكثير من المعوقات من أجل عمل وعرض مسلسل تليفزيونى، لكن الآن يمكن لمجموعة من الشباب الموهوبين عمل مسلسل على اليوتيوب، يمكنهم فعل ذلك على إنستجرام، هذا يوضح أن هناك من يمكنه إتاحة الفرصة واستثمار بعض المال فى العروض والمسلسلات التليفزيونية، ومن مميزات هذا أن القصة يُمكنها أن تستمر بأكثر من شكل، وهذا يمنح القصة انتشاراً أكبر عندما يتم عرضها على شاشات التليفزيون أو الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة».

وحول إمكانية وصول صناعة السينما المصرية للعالمية قال «كريس»: «لدينا الكثير الذى ما زال علينا تعلمه عن السينما والدراما وسوق هذه الصناعة فى مصر، لكن العالم يتوقع من هنا الكثير، والآن الكثير من القائمين على هذه الصناعة يحاولون الوصول للجمهور العالمى، ولأجل الوصول لهذا الجمهور يجب عليهم فعل الكثير، وسيعود هذا بالكثير من الأرباح على القائمين على صناعة الترفيه هنا؛ وبالفعل فإن السوق هنا فى المنطقة كبير للغاية، حيث يوجد لديكم ما يقرب من 300 مليون مشاهد، وهذا ما يجعل المنتجين هنا لديهم فرصة كبيرة للغاية للربح من هذا العدد الهائل من الجمهور لوجود قيمة سوقية عالية».

فيما قالت هيذر راى، مخرجة ومنتجة أفلام وثائقية، التى كانت قد رشحت لجائزة أوسكار: «إن هناك نافذة مهمة للشباب من خلال الأفلام الوثائقية لإعدادها كما هو الحال فى الأفلام الروائية، كل ما يحتاجه الأمر هو وجود كاميرا للتصوير وجمع فريقك والبدء فى التصوير مباشرة، هكذا تنتج الأفلام الوثائقية، شىء ما يحدث فنقوم بتصويره، وأعتقد أنه ليس من الصعب صناعة قصة تحدث فى الوقت الحالى على عكس الأفلام الروائية التى تحتاج كثيراً من الوقت، لكن الأفلام الوثائقية أنت فى حوار مع العالم، فعلى سبيل المثال فيلمى الوثائقى الذى رشح للأوسكار (النهر المتجمد) والذى يعتبر رؤية معاصرة للسكان الأصليين للولايات المتحدة الأمريكية يشبه كثيراً ما حدث فى المنطقة العربية وهو إنتاج قد لا يحتاج لميزانيات ضخمة فبعض الأفلام الوثائقية تنتج بالهواتف المحمولة».

وأضافت: «لكن لا يعنى ذلك الاستهانة بالأفلام الوثائقية التى يكشف بعضها عن خبايا وقد يحدث ضجة عالمية، حتى إذا كان الشخص فى قلب الحدث فعليه أن يمر بمرحلة حتى يعرف كيف يقوم بتكوين قصة بالطريقة الصحيحة، وعليه أن يأخذ وقته الكافى لتعلم وتطوير أسلوبه، ولكن أيضاً هناك ديمقراطية فى صناعة الأفلام الوثائقية، وهى أمر مهم للغاية، فهى تعطى الصوت لمن لا يمتلكونه، وفى كل مرة يأخذ من لا يمتلك الصوت قوة الإعلام فى أيديهم يحدث شىء يغير الثقافة».

وتابعت «هيذر»: «أنا أعشق التاريخ، ولدى مصر تاريخ عميق ومميز، ولكنى أيضاً لدىّ شغف لأعرف لماذا هوية وثقافة مصر مختلفة عن باقى أفريقيا والشرق الأوسط، وأعتقد أن مصر لديها هويتها الفريدة، قد أقدم فيلماً عن شخصية معاصرة اليوم ولكن فى نفس الوقت قد نبحث فى جذورها وماضيها. فيما قالت كيلى توماس، مخرجة ومنتجة حاصلة على جائزة سبيريت: «الناس هنا يتمتعون بالطيبة والكرم ومحاولتهم الدائمة لمشاركة ثقافتهم وثقافة عائلاتهم، لذلك إذا قمت بصناعة فيلم فقد أهتم بالتركيز على المصريين أنفسهم وكيف أن المصريين ليس هنا فقط ولكن حول العالم فخورون بثقافتهم وتاريخهم».

وأكملت: «أعتقد أن الأفلام الوثائقية أصبحت تجارية مثل باقى أنواع الأفلام الأخرى، وبعض المهرجانات بدأت فى البداية بالاهتمام بالأفلام الوثائقية منذ عشرين عاماً، وإعطائهم منصة لتقديم فنهم.

يذكر أن ملتقى «أيام القاهرة لصناعة السينما 2019»، نظم على هامش مهرجان القاهرة السينمائى لمؤسسة فيلم إندبندنت، ومبادرة الشرق الأوسط للإعلام لتعزيز نتاج التعاون والشراكات بين صناعتى الأفلام والتليفزيون فى الولايات المتحدة ومصر لمساعدة المنتجين المصريين على فهم استراتيجيات تمويل الأفلام المستقلة ونماذج التوزيع فى الولايات المتحدة.

 

الوطن المصرية في

30.11.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004