كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان القاهرة السينمائي الذي بُعث من جديد

د. أمل الجمل

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الحادية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

في تقديري الشخصي أن الدورة الحادية والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي كانت دورة ناجحة على مستويات عديدة، وحتى إن كان هناك ملاحظات، فسنتعرض لها بالنصف الثاني من المقال.

لكن الأكيد أن الدورة خرجت بصورة تدعو للفخر، بأن مهرجان القاهرة منذ ليلة الافتتاح تجاوز المحلية بأناقة لافتة، باعتماده على تقديم فقرات مكثفة، معبرة، ودولية في دلالتها، حتى مع «البرومو» المقدم بلقطات من أشهر وأروع أفلام السينما العالمية الممزوجة بلقطات لنجوم مصريين في هارموني بصري.

ضخ المهرجان في شرايينه دماءً جديدة شابة، نجحت في صبغه بملامح دولية مُبشرة، وذلك أيضاً من خلال التعاون الدولي المتعدد، من دون أن يغفل المهرجان أن تتواجد تلك الروح العربية على أقسامه، ليس فقط، من خلال رفع عدد الأفلام بمسابقة آفاق السينما العربية، أو الحرص على وجود أفلام عربية من إنتاج العام- حتى وإن عرضت بمهرجانات عربية أخرى بعد عروضها الدولية- فهي فرصة مهمة للجمهور؛ حيث تُعتبر منصة المهرجان النافذة تقريباً شبه الوحيدة للجمهور- العادي والدارسين وربما عدد من النقاد- لمتابعة جديد السينما العربية.

أيضاً، تمثلت تلك الروح العربية- بعد كل تلك الجوائز التي حصدتها السينما العربية ليلة الختام- في تكريم نادين لبكي حتى وإن اختلفنا حول تقييم أفلامها، لكن من دون شك أنها حققت نجاحات دولية، وقدمت أفلاماً قريبة من الجمهور، وهذه أمور يجب وضعها في الاعتبار.

أما تزايد أعداد الجمهور، فقد كان لافتاً- خصوصاً في النصف الأول من الدورة- وإقبال فئات مختلفة على مشاهدة الأفلام بالأوبرا، وقد لاحظت ذلك بالحفلات التي حضرتها بسينما زاوية. حتى أفلام أسبوع النقاد التي كانت غالباً ما تتقاطع مع أفلام مهمة من البرامج الأخرى، لكنها كانت تجد لها دائماَ جمهوراً متزايداً بشكل مختلف عن الأعوام السابقة.

ذكاء المراجعة

مع ذلك ما زلنا نتمنى أن ترتفع حصيلة الجمهور أكثر وأكثر، خصوصاً أن المهرجان يُقام في نطاق القاهرة الكبرى التي يكاد يقترب عدد سكانها من ثلاثين مليون نسمة، وأعتقد أنها أمنية يمكن تحقيقها بعقد مزيد من اتفاقيات التعاون مع المعاهد والجامعات الأخرى، على غرار اتفاقية التعاون التي وقعها محمد حفظي، رئيس المهرجان مع جامعة القاهرة.

المؤكد أيضاً أن هذا النجاح لم يأتِ من فراغ؛ فمنظمو المهرجان لديهم من الذكاء والاحترافية ما يجعل عيونهم باستمرار على التجارب الناجحة للآخرين للاستفادة منها، مثلما صار لديهم القدرة على تفادي الأخطاء الآنية بسرعة، وكان هذا واضحاً منذ اليوم الأول على شباك التذاكر فتم حل المشكلة بتخصيص أماكن للصحفيين والنقاد.

الأهم، في تقديري، أن منظمي المهرجان لم يتجاهلوا النقد الموجه إليهم في الدورات السابقة، فقراءة النقد عن جوانب الضعف أو المناطق السلبية هو بداية النجاح، لأن المديح يُعتبر تحصيل حاصل، وربما لن يفيد في تطوير الإنسان، أما معرفة مكمن الضعف، فهي الخطوة الأولي في الطريق إلى القمة. ولا شك أن مهمة منظمي المهرجان في الدورة القادمة ستكون الأصعب؛ لأنه سيكون مطلوبا منهم- ليس فقط- الحفاظ على هذا النجاح، ولكن أيضاً، إضافة تطورات أخرى عميقة.

الأثر الثقافي للمهرجان إلى أين؟

صحيح أن عروض الأفلام في حد ذاتها، والنقاشات التي تبعتها كانت أحد الجوانب الثقافية المهمة، فهذا الأمر بشكل أو بآخر يُسهم في إعادة بناء وتشكيل وعي جمهور عريض، وقد تتجلى آثاره بوضوح بعد خمس، أو ربما عشر سنوات من الآن. فالثقافة السينمائية آثارها تراكمية، مثل فعل الزمن على الجلد الحي للإنسان.

لذلك، أعجبني تعدد حلقات النقاش والندوات، مع تنوع تيماتها، وبدا عدد منها شديد الأهمية لي، مثل ندوة «هل توجد حياة بعد الإنتاج المشترك؟» والتي قامت على حوار مع المنتجة ديانا إلباوم ومدير مبيعات أفلام جابور جراينر، وأدارت النقاش دينا إمام، منتجة فيلم «يوم الدين».

وأعتقد أن موضوع مثل «الإنتاج الإبداعي: حجر الزاوية في صناعة الأفلام المستقلة» موضوع كان يهم عددا غير قليل من شباب السينمائيين والطموحين لإنتاج سينما مغايرة في ظل ثنائية صعوبات الإنتاج الحالية ووفرة التكنولوجيا غير العادية.

ربما تكون أضعف الندوات في جذب الجمهور بصورة لافتة جداً تلك الحلقة البحثية التي أقيمت على مدار يومين عن السينما المصرية والمُقدمة من جمعية نقاد السينما المصريين، ورغم أهمية كثير من الأوراق البحثية المقدمة - حتى وإن تحفظنا على بعضها إذ كان دون المستوى- لكن كان من المهم جذب الجمهور لها من معهد النقد الفني، بالاتفاق مع الأستاذة والمسئولين هناك، فأرجو أن يتحقق ذلك مستقبلاً.

أعجبني تفكير إدارة المهرجان في سُبل جذب جماهيري ممتزجة بالخبرات الشبابية من صناع الأفلام، فاعتمدوا على توظيف نجوم من الشباب لهم جمهور متزايد من المعجبين، مثل الروائي والسيناريست أحمد مراد الذي شارك في حلقة نقاشية بعنوان «الخيال يتحول إلى واقع»، وشاركه النقاش كل من فادي إسماعيل المؤسس والمدير العام لشركة DKL استديو، والمنتج بول ميلر، وأدار النقاش المحلل السينمائي علاء كركوتي.

الحقيقة التي لا بد من ذكرها هنا أن الإقبال المتزايد للجمهور لم يقتصر على عروض الأفلام، وهذا أمر مُدهش ومثير للإعجاب، فتحت عنوان «كيف تُروى القصص الشخصية في عصر سلاسل الأفلام؟» أقيم حوار مع المخرج والكاتب الحاصل على جائزة أوسكار ستيفن جاجان، والذي أداره المنتج والسيناريست محمد حفظي، وكانت واحدة من الندوات التي لم أجد لي مكاناً لحضورها بسبب التدافع والإقبال عليها. وستيفين جاجان، حاصل على الأوسكار لأفضل سيناريو مقتبس عن فيلم «زحام»، وفاز أيضا بجائزتي جولدن جلوب كأفضل سيناريو وأفضل ممثل في دور مساعد، بالإضافة إلى جائزة بافتا لأفضل سيناريو مقتبس.

كما فاز "جاجان" بجائزتي إدجار، وجائزة آيمي لأفضل كتابة درامية عن حلقة من مسلسل «إن واي بي دي بلو». فهل تم تسجيل تلك الندوة لتُصبح في أرشيف المهرجان، ويمكن لمعهد السينما، والباحثين المهتمين، والدارسين الاطلاع عليها للاستفادة منها؟!

الآن، لديّ تساؤل يخص محاضرة أُقيمت لمدير التصوير الإيطالي فيتوريو ستورارو، الذي تم تكريمه ليلة الختام، والذي قال بفخر، أنا لست مدير تصوير أنا مصور سينمائي. لقد قمت بتدريس العديد من الماستر كلاسس، لكنني حريص على التعلم لأطور نفسي.

أما تساؤلي: فلماذا اقتصر حضور الماستر كلاس على مديري التصوير فقط، الذين تحدث معهم «ستورارو» عن فن التصوير الذي تميز فيه على مدى أكثر من نصف قرن، وتلك الرحلة حقق خلالها الكثير من الإنجازات، فاستحق عليها أكثر من ٥٠ جائزة دولية من بينها ثلاثة جوائز أوسكار. فقد عمل مع مخرجين عظام مثل برتولوتشي، وفرانسيس فورد كوبولا، وكارلوس ساورا، وآخرين. وفي تاريخه أفلام من أبرز وأهم روائع السينما العالمية مثل الإمبراطور الأخير، والسماء الحامية، وتانجو، كما أنه مصور فيلم «محمد رسول الله» للمخرج الإيراني مجيد مجيدي.

أعتقد أن الإنصات لتجربة وخبرات فيتيور ستورارو أمر يهم ليس فقط مديري التصوير، ولكن أيضاً الدارسين، وعدد من النقاد المهتمين بتأمل العملية الإبداعية. فواحدة من المآخذ الموجهة للنقاد أنهم لا يقومون بتحليل الجانب البصري، وأحد جوانب التكريم هنا ليس فقط في الاعتراف بمكانة هذا المصور، والاستفادة إعلامياً من تكريمه، ولكن أيضاً الاستفادة من خبراته ومحاوله تعليمها للأجيال الجديدة.

لكل ما سبق، أدعو إدارة المهرجان، على الأخص الكاتب والسيناريست محمد حفظي، رئيس المهرجان، والزميل أحمد شوقي، المدير الفني للمهرجان للدورة المقبلة، إن كان قد تم تسجيل تلك الندوات أن يتم تفريغها بفريق عمل من المتطوعين، ويتم مراجعتها، وتكون واحدة من إصدارات المهرجان في العام القادم، وأتمنى أن يفي شوقي بوعده أثناء اللقاء الصحفي معه بأن يتم تجاوز النقص الذي كان واضحاً هذا العام فيما يخص الإصدارات من الكتب السينمائية.

عن لغتنا العربية مجددا

من زواية أخرى، كان هناك حلقة نقاشية بالغة الأهمية في رأيي؛ لأنها ببساطة تصب في نفس مأزق عرض الفيلم العربي في دور العرض المصرية، وكان عنوانها "استراتيجيات تقريب الفيلم الأجنبي للجمهور"، وأدارتها سونيا هاينن European Film Promotion، وشارك في النقاش كل من المحلل السينمائي علاء كركوتي، وفيرينا شتاكلبرج، مهرجان برلين السينمائي الدولي، والممثلة والمنتجة لابينا ميتيفسكا، ودانييل زيسكند، فيلم كلينك، وأجياث فالنتين TOTEM FILMS. ويلخص أهميتها المشهد التالي:

أمام شباك التذاكر بالأوبرا وقفت أتحدث مع الناقد السينمائي محمد بدر الدين، كنت أرشح له فيلماً جزائرياً لمشاهدته، وفجأة قالت سيدة خمسينية تقف إلى جوارنا، وكانت تُنصت لتختار فيلما تُشاهده: «ما بنفهمش لهجتهم يا أستاذة. يا ريت ترشح لي لنا أفلام أجنبية».

الحقيقة، ورغم أني حاولت إقناعها بأن تعود نفسها على المشاهدة، وسوف تتعود على تلك اللهجة، لكن كلمات تلك السيدة كانت صائبة وحاسمة. وهذا لا ينتقص من أي سينما عربية، ولكنه يضعنا في مواجهة مع إشكالية مهمة في التوزيع. وتجعلنا نتساءل: لماذا لا تتم كتابة ترجمة عربية على شريط الصورة، على الأقل حتى يعتاد جمهورنا على هذه اللهجة.

كما أن فكرة الاكتفاء بوجود ترجمة إنجليزية هذه لا تزال خطوة نتمنى أن يتجاوزها القائمون على المهرجان ويقتدوا بالمهرجانات الدولية الكبرى في ضرورة توفير اللغة المحلية على شريط الصورة.

وبهذه المناسبة، أتذكر واقعة، منذ سنوات قليلة مضت، عندما أضاف مهرجان برلين كلمة ترحيب باللغة العربية على شاشاته، وقتها كثير من الزملاء النقاد الحاضرين أشاد بتلك الخطوة واعتبرها اعترافاً باللغة العربية.

إذن، لماذا لا نعترف نحن في بلادنا باحترامنا للغة العربية، حتى لو تكبد ذلك بعض التكاليف الإضافية، لكنها تكاليف لا تُقارن بالنتائج التي ستحققها.

وبالمناسبة، يمكن اللجوء لمتطوعين، فأنا أتذكر عندما زرت سوريا ٢٠١٠ أحضرت معي أفلاما سينمائية على أقراص الـ"دي في دي" كانت جميعها مصحوبة بترجمة عربية، وكلها ترجمات تطوعية.

فلماذا لا يبحث منظمو مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن المتطوعين في هذا المجال؟ ومؤكد أنهم سينجحون.

 

####

 

مخرجة "بين الجنة والأرض":

السينما شاهدة على لا إنسانية إسرائيل تجاه الفلسطينيين

كتبت- منى الموجي:

فاز الفيلم الفلسطيني "بين الجنة والأرض" للمخرجة نجوى نجار بجائزة نجيب محفوظ لأفضل سيناريو، في المسابقة الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي شهد العرض العالمي الأول للفيلم، وذلك في حفل ختام الدورة 41 التي أقيمت مساء أمس الجمعة في دار الأوبرا المصرية.

وقالت نجوى إن الفيلم مستوحى من قصص حقيقية، بينها حادث الاغتيال الذي وقع لكاتب في بيروت عام 1974، كذلك قصة الأطفال الذين اختطفهم الاحتلال الإسرائيلي من أسرهم اليهود العرب، لتربيتهم وفقًا لمعايير غير عربية، مضيفة في تصريح خاص لـ"مصراوي": "في الوطن العربي كان فيه كتير من اليهود في مصر واليمن والعراق، فكنا حريصين على إظهار أن الإسرائيليين يفقدون إنسانيتهم في التعامل مع الجميع، فلا فرق لديهم بين عربي مسلم أو مسيحي أو حتى يهودي فهم ضد العروبة".

وعن استخدامها لتقنية الأبيض والأسود في مشهد زيارة سلمى لـ"تمير"، واختيار أن تكون اللحظات الأولى فيه بلا صوت، أوضحت "لأن تمير اختار أن يعزل نفسه عن العالم الذي خارج بيته، هو يراقب محيطه بكاميرا بلا صوت ولا ألوان، على عكس الوضع قديما كان المسلم والمسيحي واليهودي الجميع بجوار بعضهم البعض في نفس الحي".

نجوى صوّرت الفيلم في عدة أماكن بفلسطين، منها "أريحا، حيفا، اقرت ويافا"، وغيرها من مناطق فلسطين التاريخية.

أكدت أن السينما نجحت بنسبة 100% في نقل صورة حقيقية عن الفلسطينيين وتغيير الصورة النمطية الموجودة بالغرب، وكانت شاهدة على فقدان إسرائيل لإنسانيتها تجاه الفلسطيني "مهم نوري ده، هم يعاملوننا بدون إنسانية".

في رحلة البطلين للحصول على الطلاق، والتي تخللها رحلة البحث عن سر يخص البطل، قابلا شاب اعتقد الجمهور أن ورائه سرًا سيقلب الرحلة وأنه سيشكل خطرًا عليهما، وهو ما لا يحدث وعن هذا تقول نجوى "ظهور الشاب الصوفي، كان حلو جدا ومريح للأعصاب، ولا أحب استخدام أمور بغرض الإثارة وبث الخوف في نفوس المشاهدين دون مبرر".

الفيلم مستوحى من أحداث حقيقية عن تامر وسلمى، زوجين في الثلاثينات من العمر يعيشان في الأراضي الفلسطينية؛ بعد خمس سنوات من الزواج يتفقان على الطلاق، وفي سبيل ذلك يواجه الزوجان كثير من التعقيدات، فبعد حصول تامر على تصريح لمدة ثلاثة أيام لعبور نقاط التفتيش الإسرائيلية والذهاب إلى مدينة الناصرة لاستكمال إجراءات الطلاق في إحدى المحاكم، يفاجئ الزوجان بسر يقلب الأمور تماماً.

الفيلم تأليف وإخراج الفلسطينية نجوى نجار، وإنتاج Ustura Films، بالتعاون مع Paul Thiltges Distribution بلوكسنبورغ، وOktober Films بأيسلندا.

 

موقع "مصراوي" في

30.11.2019

 
 
 
 
 

محمد حفظي: "السينما هي القوة التي تحارب أي فكر متطرف حولنا"

إسدال الستار على الدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائي

البلاد: طارق البحار

بحضور وزير الثقافة المصرية، إيناس عبد الدايم، ورئيس المهرجان السيناريست والمنتج محمد حفظي والمدير الفني الناقد احمد شوقي وفريق عمل المهرجان الكبير، اختتم فعاليات الدورة الـ 41 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والتي انطلقت 20 نوفمبر الجاري بفيلم الأيرلندي للمخرج الكبير مارتن سكورسيزي، وأكد حفظي، في كلمته أمام الجمهور، أن المهرجان باع 40 ألف تذكرة، وهو "ما يعد نجاحا للجمهور" بحسب رأيه، منوها أن "السينما هي القوة التي تحارب أي فكر متطرف حولنا".

وفاز فيلم "أنا لم أعد هنا" إخراج فرناندو فرياس، بجائزة "الهرم الذهبي" لأحسن فيلم، ضمن منافسات المسابقة الدولية للمهرجان.

والفيلم إنتاج المكسيك، والولايات المتحدة، وشهد المهرجان عرضه الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتدور أحداثه حول مراهق مهاجر يكافح ضد شعوره بالفقد مع وفاة أخيه ومشاعر العزلة وسط محيطه الجديد، يعاني أزمة الوجود والغياب، وتلعب الموسيقى بالنسبة له دورا هاما في محاولة الاجتياز والتحقق رغم قتامة العالم.

وفاز الفيلم البلجيكي "شبح مدار" إخراج باس ديفوس بجائزة لجنة التحكيم الخاصة "الهرم الفضي". وشهد "القاهرة السينمائي" عرضه الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتدور أحداث الفيلم حول "خديجة" الخمسينية التي تنام في آخر مترو ليلا، بعد يوم طويل في العمل، وعندما تستيقظ في آخر الخط، تكتشف أن عليها العودة لمنزلها مشيا... وفي الطريق تقابل منو ما يجعلها تعيد التفكير في حياتها.

أما جائزة "الهرم البرونزي" ففاز بها فيلم "نوع خاص من الهدوء" إخراج ميكال هوجينور، مناصفة، مع الفيلم الصيني "الحائط الرابع" إخراج جانغ تشونغ، جانغ بو. والجائزة تمنح للمخرج عن أفضل عمل أول أو ثان، ضمن منافسات المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي.

"نوع خاص من الهدوء" من إنتاج التشيك وهولندا ولاتفيا، ويشهد المهرجان عرضه الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتدور أحداثه حول فتاة تشيكية تعمل في الخارج في أحد المنازل حيث ترعى طفلا مقابل إقامتها. لاحقا تكتشف القواعد الغريبة التي وضعتها الأسرة للتربية وتصبح أمام خيارين: أن تتخلى عن إنسانيتها وتنصاع للقواعد أو ترفضها وتخسر عملها.

أما فيلم "الحائط الرابع" الذي يشهد المهرجان عرضه الدولي الأول، تدور أحداثه حول "ليولو" التي تعيش في عزلة عن البشر، تقبع داخل منزلها البارد وحاضرها الكئيب، إلى أن يفاجئها صديقها الوحيد "ماها" بمشاعره تجاهها، كما يخبرها بمفاجأة أخرى تجعلهما يخوضا سويًا رحلة شعورية عبر الماضي والحاضر والمستقبل.

وحضر عدد كبير من النجوم من مصر والعالم الى السجادة الحمراء بدار الأوبرا المصرية؛ امثال ليلى علوى، ورانيا يوسف، وعبير صبري وزوجها المحامي أيمن البياع، وحنان مطاوع وزوجها المخرج أمير اليماني، وبسمة، وشيرين رضا، ومادلين طبر، وإيمان العاصي، ولقاء الخميسي، وخالد سليم، ومريم حسن، والإعلامية بوسي شلبي، حلا شيحة، هنا شيحة، مي عمر، سارة التونسي، رزان مغربي، امينة خليل، حنان مطاوع، وغيرهن. 

وعرض خلال الدورة الـ41 من المهرجان أكثر من 150 فيلما من 63 دولة، من بينها 35 فيلما في عروضها العالمية والدولية الأولى، و84 فيلما في عرضها الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة إلى تنظيم منصة المهرجان "أيام القاهرة لصناعة السينما" عدد كبير من الندوات والمحاضرات والورش التدريبية.

اما اهم الجوائز فهي كالتالي:

جائزة صندوق الأمم المتحدة للسكان ذهبت لفيلم "بيك نعيش" إخراج مهدي برصاوي إنتاج: تونس، وفرنسا، ولبنان.

وحصل "فخ" إخراج ندى رياض – مصر - والذي شارك مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة على تنويه خاص، إلى جانب فيلم "تماس" إخراج سمير سرياني- من لبنان – والذي شارك بمسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة أيضا، وذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى فيلم "سوء الحظ العجيب للتمثال الحجري" إخراج غابرييل أبرانتيس-البرتغال فرنسا - بمسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة.

أما جائزة يوسف شاهين لأحسن فيلم قصير فذهبت إلى "أمبيانس" إخراج وسام الجعفري – فلسطين- بمسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة. وذهبت جائزة فتحي فرج(جائزة لجنة التحكيم الخاصة) إلى فيلم "اعتقال" إخراج أندريه كون- رومانيا- وشارك بمسابقة أسبوع النقاد الدولي. وحصل على جائزة شادي عبد السلام لأحسن فيلم "أرض الرماد" إخراج صوفيا كيروس أوبيدا – من كوستاريكا، وتشيلي، والأرجنتين - وشارك بمسابقة أسبوع النقاد الدولي.

أما أحسن فيلم غير روائي ففاز به "بيروت المحطة الأخيرة" إخراج إيلي كمال- لبنان، الإمارات- وشارك في مسابقة آفاق السينما العربية. وفاز بأحسن أداء تمثيلي، الممثل على ثامر في "شارع حيفا" إخراج مهند حيال- العراق- بمسابقة آفاق السينما العربية.

وذهبت جائزة صلاح أبو سيف (جائزة لجنة التحكيم الخاصة) إلى "بيك نعيش" إخراج مهدي برصاوي- تونس، فرنسا، لبنان - بمسابقة آفاق السينما العربية. أما جائزة سعد الدين وهبة لأحسن فيلم فاز بها "شارع حيفا" إخراج مهند حيال- العراق- بمسابقة آفاق السينما العربية. وفاز بجائزة أفضل فيلم عربي وقدرها 15 ألف دولار إلى "بيك نعيش" إخراج مهدي برصاوي- تونس، فرنسا، لبنان.

أما جائزة الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية "فيبريسي" فذهبت إلى "أبناء الدنمارك" إخراج علاوي سليم- الدنمارك. كما فاز بجائزة يوسف شريف رزق الله (الجمهور) وقدرها 20 ألف دولار فيلم "احكيلي" إخراج ماريان خوري- مصر.

وفاز بجائزة هنري بركات لأحسن إسهام فني فيلم "مينداناو" إخراج بريانتي ميندوزا- الفلبين- والذي شارك بالمسابقة الدولية. أما جائزة أحسن ممثلة ففازت بها جودي ان سانتوس عن فيلم "مينداناو" إخراج بريانتي ميندوزا- الفلبين- المسابقة الدولية.

وذهبت جائزة أحسن ممثل إلى خوان مانويل جارسيا تريفينا عن فيلم "أنا لم أعد هنا" إخراج فرناندو فرياس - المكسيك، والولايات المتحدة- المسابقة الدولية.

وفاز بجائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو: فيلم "بين الجنة والأرض" إخراج نجوى نجار- فلسطين، أيسلندا، لوكسمبورج- المسابقة الدولية. وفاز بجائزة الهرم البرونزي مناصفة: "نوع خاص من الهدوء" إخراج ميكال هوجينور- التشيك، وهولندا، ولاتفيا- المسابقة الدولية، إلى جانب فيلم "الحائط الرابع" إخراج جانج تشونج، جانج بو-الصين- المسابقة الدولية. أما جائزة الهرم الفضي فذهبت إلى فيلم "شبح مدار" إخراج باس ديفوس- بلجيكا المسابقة الدولية. وأخيرا فاز بجائزة الهرم الذهبي: فيلم "أنا لم أعد هنا" إخراج فرناندو فرياس - المكسيك، والولايات المتحدة، (المسابقة الدولية).

 

البلاد البحرينية في

30.11.2019

 
 
 
 
 

«الفنار» فيلم الأوسكار الذى أثار حيرة جمهور فى القاهرة السينمائى

أسدل مهرجان القاهرة الدولى الستار على عروضه السينمائية فى دورته الـ41، واضعا جمهوره فى حيرة شديدة حول أكثرها متعة وحبكة وثراء فنيا.

فى فيلمه «الفنار» The Lighthouse، الذى عرض بالقسم الرسمى خارج المسابقة، أسر المخرج روبرت إيجرز جمهور المهرجان بتحفة فنية ربما تبقى خالدة فى ذاكرة الكثيرين منهم، إنه ليس عملا عن مجرد عاملين فى منارة تحيطها العواصف فى جزيرة نيوإنجلاند، ويكتنفهما الجموح والهلوسة كسرا لحدة الفراغ الموحش، بل يتعدى ذلك إلى استعراض دواخل النفس البشرية بشغفها وصراعاتها اللامنتهية، مستخدما تقنيات الصوت والصورة فى دفع المشاهدين ذاتهم إلى معايشة الحالة، يجلسون على كراسى المتفرجين وكأن البحر من حولهم.

والفيلم قد يكون محبطا لمحبى أفلام الرعب والعنف التقليديين، الذين ينتظرون وحشا حقيقيا أو خياليا حاضرا فى الأحداث، لكنه يقدم مادة ثرية وجديرة بالمشاهدة لهواة الواقعية الرمزية، فالوحش فيه هو الوحدة القاتلة والوقت الذى يبدو كالموت الإكلينيكى، الجريمة والعقاب، الصراع داخل النفس البشرية ذاتها، لأن الواقع قد يكون أكثر رمزية من الخيال أحيانا.

يتناول الفيلم قصة حارسى المنارة توماس ويك (ويليام دافو) وإفرايم وينسلو (روبرت باتنسون)، اللذين يكافحان طوال الأحداث فى صراع مع الهوية والوقت، داخل القصر الضخم الذى تعلوه المنارة.

متقمصا شخصية كابتن إيهاب فى رواية هيرمان ميلفل «موبى ديك»، يتحدث ويك ــ الذى يرمز اسمه الأخير أيضا إلى مصطلح المياه المضطربة ــ أمام وينسلو بهيئة رجل البحر الكلاسيكى فى الأساطير القديمة، مستحضرا وحوش نبتون فى رواياته وشتائمه، واضعا لمساعده قائمة محاذير ممنوع مخالفتها «لا تصعد إلى أعلى المنارة»، «النوارس تحمل أرواح البحارة القدامى.. لا تقتل أيا منها فتصيبك اللعنة»، على درجة تصديقك فى أساطير البحر سيكون مصيرك.

لا يؤمن وينسلو كثيرا بما يعتقده ويك، إلا أنه يعيش نفسه حالة من الهلوسة مع حورية بحر تمر على مخيلته كلما لامس تمثاله الشبيه لها بحميمية، لذا لا يجد خطرا من قتله نورسا بطريقة غاية فى الوحشية، ومع مرور الوقت، تتصاعد الهلوسات إلى عقل الحارس الشاب، حورية البحر تشده إليها لتغرقه، بينما يتلاعب ويك بالزمن والأحداث داخل مخيلته، فتتغير الصورة السردية إلى أخرى أكثر ديناميكية وتجريدية، يستدعى فيها الغموض لحظات الاعتراف بالحقيقة، فى صورة حرفية أو كوابيسية أو كليهما.

ومن السكون الموحش الذى يلتف المكان، رغم اضطراب خارجه، يشكل مخرج الفيلم ساحة خصبة للشجار عديم الجدوى بين الرجلين، والقفز رقصا وصراخا، يتخطى فيها وينسلو حاجز الرهبة من رئيسه، وكلما تواصلت الأحداث، زاد اليقين بعدم جدوى التفكير فى الوقت، وعدم التزام الشخصيتين بأى نوع من الواقع الزمنى.

تتصاعد ذروة الأحداث باكتشاف ويك سرقة وينسلو شخصية آخر يدعى توماس أيضا قتله لسرقة هويته، ووقوع كتاب ويك بين يدى الحارس الشاب ليجده مليئا بالنقد والتوصيات لحجب الأجور عن مساعديه السابقين، يتغلب توماس الأصغر على رئيسه الأكثر دموية، ويحاول دفنه حيا، قبل أن يغرز فأسه فى وجهه، المشهد مرعب ووحشى، لكن وينسلو لم يجد بدا منه ليشق طريقه إلى المنارة ويحدق أخيرا فى الضوء.

وتبدو تعبيرية العمل واضحة بشكل كبير مع توهج وجه الشاب الملطخ بالدماء مع السطوع الواضح للمنارة، ناظرا إليه فى شغف وهلوسة، تدفعه للتراجع قليلا، ليسقط من أعلى الدرج الحلزونى إلى أسفل المنارة، ويترامى جسده على الصخور، لتأكله طيور النورس حيا، على غرار قصة بروميثيوس، الذى سرق النار من الآلهة وعاقبه زيوس (هوية محتملة لتوماس ويك) بتقييده فى صخرة وترك نسر يأكل كبده، كعذاب يتكرر يوميا، فى نهاية تليق بصدمة الختام.

العمل حمل عبقرية واضحة فى استخدام فلسفة الرمزيات فى الأحداث والشخصيات، فالمنارة هنا تعد إشارة لأسياد البحر والآلهة والشياطين، وكل منها ممثل بصورة أو بأخرى فى شخصية ويك، كما يتقارب النورس ذو العين الواحدة مع أودين ذى العين الواحدة وهو إله الحكمة والموت الميثولوجيا النوردية، وهناك أيضا مقاربة أخرى فى قصة الثمرة المحرمة التى اختبر بها الإله آدم، وهى تمثل هنا الضوء فى أعلى المنارة.

لم يرد إيجرز هنا خداع المشاهد باختياره اللونين الأبيض والأسود للإيحاء بأن الفيلم قديم، بل تكاد تكون تلك رغبته فى مقاربة الزمن واضعا الجمهور بشكل لاإدراكى فى توقيت الحدث، مشكلا قطعة فنية مدهشة محبوكة بحرفية، خاصة فى استخدام الكاميرات والعدسات القديمة لإعطائه نسبة أبعاد الفيلم الصامت المربعة غير العادية (1.19: 1)، حتى فى التقاط المشهد ذاته بأربع زواية مختلفة، وفى بعض الأحيان إلى اثنين أو ثلاثة.

 

####

 

مخرج «الرجل الودود» البرازيلى: تمنيت إظهار الجانب الجمالى فى البرازيل

منة عصام:

شهد مهرجان القاهرة السينمائى الدولى آخر عروض الجالا والتى اختتم بعرض الفيلم البرازيلى «الرجل الودود» ضمن فاعليات المسابقة الرسمية الدولية.

وقال أحمد شوقى، المدير الفنى لمهرجان القاهرة: إن هذا الفيلم لفت انتباه لجنة المشاهدة منذ أول وهلة، وكان ثانى فيلم يتم اختياره للعرض فى المسابقة لتشهد أولى عروضه العالمية، وشهد منذ أسبوعين ماضيين عرضه التجارى فى موطنه البرازيل.

ومن جانبه قال مخرج الفيلم ايبير كارفالو «كنت أتمنى إظهار الجانب اللطيف والجمالى من البرازيل، ولكن الفيلم يعكس حالة العنف وعدم التسامح وعدم تقبل المختلف التى أصبحنا نعانى منها حاليا فى البرازيل من خلال شخصية مطرب روك يعانى من اتهام المجتمع له بالقتل دون تحرى الدقة أو الحقيقة، ويصبح فى مواجهة مباشرة مع رجال الشرطة ومع قوة السوشيال ميديا».

واستطرد «هذا العمل تم إنتاجه من قبل صندوق دعم الفيلم البرازيلى، والذى تم إغلاقه ليكون هذا العمل هو آخر إنتاجياته».

 

####

 

اليوم.. مهرجان القاهرة يعرض الأفلام الفائزة بجوائز الدورة 41 في دار الأوبرا المصرية

نجلاء سليمان

أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن عرض الأفلام الفائزة بجوائز الدورة 41، على مدار اليوم السبت، في دار الأوبرا المصرية.

يبدأ برنامج العروض في الثانية عشر والنصف من ظهر اليوم في مركز الإبداع، حيث يعرض فيلم "أنا لم أعد هنا"، الفائز بجائزة الهرم الذهبي، كما فاز بطله أيضا خوان مانويل جارسيا تريفينا، بجائزة أحسن ممثل، وهو من إخراج فرناندو فرياس، وإنتاج المكسيك، والولايات المتحدة.

ويعرض في الثالثة عصرا فيلم "بين الجنة والأرض"، إخراج نجوى نجار- فلسطين، أيسلندا، لوكسمبورج، والذي فاز بجائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو، وفي الخامسة مساء يعرض فيلم "نوع خاص من الهدوء" إخراج ميكال هوجينور- التشيك، وهولندا، ولاتفيا، والفائز بجائزة الهرم البرونزي مناصفة.

وفي سينما الهناجر، يعرض في الثانية عشر والنصف من ظهر اليوم، فيلم "بيك نعيش"، إخراج مهدي برصاوي، إنتاج تونس، فرنسا، لبنان، والذي فاز أمس بثلاثة جوائز، هي: أفضل فيلم عربي وقدرها 15 ألف دولار، وجائزة صلاح أبو سيف جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة آفاق السينما العربية، بالإضافة إلى جائزة صندوق الأمم المتحدة للسكان.

وفي الثالثة عصرا يعرض فيلم "بيروت المحطة الأخيرة"، إخراج إيلي كمال- لبنان، الإمارات، والذي فاز بجائزة أحسن فيلم غير روائي بمسابقة آفاق السينما العربية، فيما يعرض في الخامسة مساء الفيلم العراقي "شارع حيفا"، إخراج مهند حيال، الذي فاز بجائزة جائزة سعد الدين وهبة لأحسن فيلم في مسابقة آفاق السينما العربية، كما فاز بطله بجائزة أحسن أداء تمثيلي، في نفس المسابقة.

وفي مسرح الهناجر يعرض في الثانية عشر والنصف ظهرا، الفيلم الفلبيني "مينداناو"، إخراج بريانتي ميندوزا، الذي فاز بجائزة هنري بركات لأحسن إسهام فني بالمسابقة الدولية، كما فازت بطلته جودي ان سانتوس بجائزة أحسن ممثلة، يليه في الثالثة عصرا عرض الفيلم البلجيكي "شبح مدار" إخراج باس ديفوس، والذي فاز بجائزة الهرم الفضي، وفي الخامسة مساء يعرض الفيلم الصيني "الحائط الرابع" إخراج جانج تشونج، جانج بو، والذي فاز بجائزة الهرم البرونزي مناصفة.

 

####

 

المخرج التونسي مجدى لخضر:

«قبل ما يفوت الفوت» رحلة فى عالم المهمشين

سيد محمود

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

ضمن عروض «أسبوع النقاد» لمهرجان القاهرة السينمائيّ يعرض الفيلم التونسى «قبل ما يفوت الفوت»، تجربةً سينمائية مهمّة جدًا ... يتجاوز الكثير من التصنيفات الكلاسيكية للسينما الاجتماعية والدراما العائلية، فمجدى لخضر يبحث فى فيلمه الروائى الطويل الأول عن تجربة متفردة، تتحدى السائد الجمالى والتقنى ليصنع من خلال رؤية مغايرة فيلمًا هو الأول من نوعه فى السينما التونسية على مستوى اعتماد أسلوب «الكاميرا الذاتية»(camera subjective) بمعنى أن زاوية التصوير تعكس وجهة نظر كل شخصية من الشخصيات الأربع للفيلم. ويكشف مخرج «قبل ما يفوت الفوت» إنتاج شركة «بوليموفى إنتارناسيونال بيكشرز» بالشراكة مع «أورنج استوديو» و»أريزونا بروديكسيون» عن رحلته مع الفيلم من مرحلة الفكرة والكتابة إلى موعد خروجه للجمهور.

تجربة الفيلم الروائى الطويل الأول لك تعد مهمة صعبة كيف عشتها؟

- دائمًا ما تكون البدايات صعبة، وهذه التجربة صعوبتها فى أنها كانت طويلة شأنها شأن بقية التجارب الأولى. فكرة الفيلم راودتنى منذ سنوات، فبعد تخرجى من المعهد العالى لفنون الملتيميديا بمنوبة وإنجازى لعدد من الأفلام القصيرة («الدوسي»، «قلب كبير، قلب صغير»، و»كوماندو»).

لقائى بمحمد على بن حمراء كان بعد تخرجى مباشرة بمدينة تورينو خلال مشاركتى فى مهرجان لأفلام مدارس السينما والذى كان مديره حينها.

وكانت أولى خطوات هذا اللقاء «مخرج - منتج»، برامج تطوير وورشات كتابة ومن أهمّها «La Fabrique Des Cinémas du monde» بمهرجان كان السينمائى و»Grand Nord» بكندا.

■ «قبل ما يفوت الفوت» استغرقت وقتًا طويلًا ..واشتغلت فى فنون أخرى بجانبها؟

- رحلتى مع الفيلم كانت طويلة، خضت خلالها تجارب عدة وأعتبر هذه المرحلة مهمة جدا فى تكوينى الشخصى وهى مخبر بالنسبة لى للتعرف أكثر على المهنة، وبالتوازى مع فترة البحث والتجريب لإنجاز الفيلم، قدمت بعض المعارض الفنية بحكم اهتمامى بالفنون المعاصرة والتشكيلية إلى جانب السينما.

*خضت ورش كتابة .. ورحلة مع الانتاج صفها لنا.

- ورشة الكتابة، التى جمعتنى بمنتجى العمل سميّة الجلاصى ومحمد على بن الحمراء أخذت بعض الوقت حتى وصلنا للنسخة النهائية من السيناريو وحينها انطلقنا فى مرحلة التحضيرات، التى استمرت لـ 6 أشهر كاملة. ووفرت الجهة المنتجة أثناء التحضير عددًا من أيام التصوير «التجريبي» فى ديكور الفيلم وموقع تصويره حتى تمنح الممثلين والطاقم الفنى والتقنى فرصة التعود على هذا الأسلوب «الاستثنائي» فى التصوير والمغاير للسائد فى السينما التونسية بالاعتماد كليًّا على الكاميرا الذاتية (camera subjective) وهو ما ساهم فى تقليص عدد أيام التصوير والتى لم تتجاوز 16 يومًا.

هل كان يشغلك الواقع التونسيّ منذ بداية الكتابة؟

- بالطبع .. كنت مهتمًّا بواقعى الذى ألمسه بنفسى من خلال عائلة «علي»، التى تقطن فى بيت مهدّد بالسقوط، حاولت تصوير جانب من الحياة الاجتماعية الصعبة لفئة مهمشة من العائلات التونسية، والتى تعكس الوضع الاجتماعى المتدهور للبلاد .. فحين تضطر الظروف، رب عائلة للعيش فى القاع والبحث عن كنز قد يكون «وهمًا» ظنًا منه أنه بذلك يمكنه تحسين وضع عائلته، غير أن الحياة تلقنه درسًا تكشفه أحداث «قبل ما يفوت الفوت»..

ولتحقيق «المشهدية» فى الفيلم كان عليّ العمل فى المعالجة الدرامية على تجاوز الحالة الاجتماعية للشخصيات وكشف أبعادها الإنسانية بتطوير العلاقات فيما بينها، وهو ما قادنى لتجريب اشتغالات بصريّة مغايرة فكانت الكاميرا الذاتية خيارى فى الفيلم لتعكس وجهة نظر كل واحد من بينهم فى علاقته بذاته ثم بالآخرين.

ألا تعتقد أن خيار اعتماد الـ»الكاميرا المحمولة» فى تصوير أحداث الفيلم مغامرة فنية خاصة وأنها تجربتك الروائية الطويلة الأولى؟

- صحيح أن الخيار الفنى لفيلمى الروائى الطويل الأول يعتبر مغامرة ولكن من منظورى هى مغامرة محسوبة وكانت وليدة بحث وتجريب .. فاعتمادى على الكاميرا المحمولة أو «camera subjective» لم يكن اعتباطيًّا فالهدف من وراء ذلك شدّ المشاهد وجعله جزءًا من الفعل الدرامي، وبالتالى لا يكون مجرد شاهدٍ على الأحداث، يحاكم شخصياتها بقدر ما هو طرفٌ فاعل وشريك فى العملية الفنية، يتفاعل ويعيش الأبعاد النفسية المختلفة لأبطال الفيلم متبنيًا وجهات النظر وحاضرًا فى فضاء الأحداث المكانى والزمانى وتطور إيقاعها.

كيف وقع اختيار أبطال الفيلم خاصة وأن هذا «الكاستينغ» يعيد ربيعة بن عبد الله للسينما؟

- اقترح عليّ المنتجون أسماء فى الأدوار الأربعة الرئيسية ولم يكن هناك اختلاف بيننا على الخيارات خاصة وأن دور «علي» يتماشى مع الفنان رؤوف بن عمر، الذى أعتبر أن العمل معه فرصة مهمة فى مشوارى السينمائى كما وجدت فى الممثلة ربيعة بن عبد الله، الغائبة منذ سنوات عن السينما، الأنسب لشخصية الأم فإلى جانب حرفيتها وخبرتها التى تسمح لها بمنحى الأداء المطلوب وجدت أنها أم مميزة فى الحياة، وهو ما جعلنى أتمسك باختيارها لدور «بية» فيما كانت سلمى محجوبى الأقرب من منظورى لتجسيد دور «هاجر» من بين بنات جيلها باعتبار أنها تملك الموهبة والتجربة فيما أعتبر اختيار مجد مستورة نابعًا من اهتمامى بتجربته الإبداعية ويتجاوز اختيارى له كونه ممثلًا جيدًا فخوضه لأكثر من مجال فنى كان يعنينى كمخرج يبحث عن ملامح شخصية «سيف» فى فيلم» «قبل ما يفوت الفوت».

بعد أيام قرطاج السينمائية يعرض فى القاهرة السينمائيّ ويعرض تجاريًّا ضمن أسبوع النقاد ..مؤكدٌ إنه نجاحٌ كبير لكم؟

- هذا صحيح بعد المشاركة المهمة فى الاختيار الرسمى لأيام قرطاج السينمائية ضمن قسم العروض الخاصة كممثل وحيد للسينما التونسية، وفى مهرجان القاهرة السينمائى بدورته 41 فى نوفمبر الجارى ضمن مسابقة أسبوع النقاد وأعتقد أن اختيار الفيلم فى «القاهرة السينمائي» هو اعتراف بقيمة الفيلم الفنية من قبل أهم مهرجان بالمنطقة، الذى ينتمى لفئة المهرجانات الكبرى (صنف «أ») كما أن عرضه لجمهور أيام قرطاج السينمائية ثم عرضه فى دور السينما بتونس حاليًا يعنى لى الكثير خاصة على مستوى رصد ردود فعل الجمهور التونسى ومدى تفاعُلِه مع الفيلم.

 

####

 

«لم أعد هنا».. عن طيور المكسيك المهاجرة

ترجمة : منة عبيد

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

في الكثير من أفلام السينما على مر عصورها كان البطل يتعدى كونه شخصًا وشخصيةً وممثلًا بل امتد في أكثر من عمل شهير إلى كونه المكان في حد ذاته متصدرًا المشهد كبطل أول للعمل أو الموضوع والفكرة أو طريقة السرد والتناول أو حتى الموسيقى كعامل أكثر حساسيةً وتأثيرًا من الكثير من الحوار المؤدى بالطريقة المعتادة. وفي فيلمه الأحدث "أنا لم أعد هنا- I am no longer here" يقدم الكاتب والمخرج مكسيكي الأصل Fernando Ferias تجربةً بصريةً مختلفةً للخروج بالسينما المكسيكية إن جاز القول إلى آفاق أرحب ورؤية أوضح، وانفتاحًا مأمولًا على جمهور أعرض. طريق قفزات زمنية بين الواقع والماضي وكذا انتقال مكانيّ سلس بين مونتراي بالمكسيك ومدينة نيويورك الأمريكية يروي فيلم I am no longer here! قصة الفتي Ulises ذي السابعة عشرة العاشق للتعبير الحركي ومؤسس فريق محليّ صغير للرقصات التقليدية والمحلية والذي نلمح فيه طوال الأحداث شغفًا كبيرًا يصل إلى العشق لذلك النوع من الفن؛ والذي على الرغم من ذلك يضطر بعد سلسلة من المضايقات إلى الانتقال مهاجرًا إلى بلد الحلم الأمريكي مستقرًا في أحد أحياء المهاجرين بمدينة نيويورك الصاخبة. ما كنا قد سردناه في المقدمة هنا قد ينطبق إلى حدٍ كبير على عمل فيرناندو فيرياس الأحدث حيث اعتمد المخرج - وهو ذاته كاتب العمل - تناولًا لموضوعه جعل من الصورة التي هي منتجه النهائي على الشاشة بطلًا للعمل ذا طبيعة خاصة و تأثير أعمق كثيرًا من حوار مكتوب او حقائق مرسلة يتلوها بطل الفيلم أو أبطاله. حيث تتضمن صورة فيلم «لم أعد هنا» انتقالًا رشيقًا - يحدث طوال مدة عرض الفيلم التي قوامها 125 دقيقة - بين بيئتين وعالمين وثقافتين مختلفتين جدّ الاختلاف حيث طبيعة بيئة البطل الأصلية وأرض موطنه الزاهية المليئة بالصخب المحبب من موسيقى وإيقاع رقصات يتقنها بالفطرة مواطنوه ويعشقها هو بشكل شخصي هو ورفاقه حتى كونوا ما يشبه الفريق الاحترافيّ لممارسة تلك الرقصات والاستمتاع بشغفه الأول بلا قيد وبين البيئة الجديدة الجدّية العملية التي تشعرنا صورتها بالجفاف وشيء من القسوة التي ينتقل إليها مهاجرًا كملايين من أبناء وطنه طمعًا في حياة أفضل ومشاكل أقل. وإلى جانب الصورة واختيار أماكن التصوير يجتهد فريق العمل في اختيار موسيقى تنساب بشكل غير ملموس يتسلل إلى المشاهد ليقدم له وجبةً مشبعةً من الإمتاع بلا إرغام أو تصريح, وكذلك اختيار الأزياء كان أحد عوامل انصهار الفكرة في بوتقة التنفيذ ليقدم لك العمل صورة حقيقية ومطابقة للبيئتين اللتين يتنقل بينهما البطل الشاب بأزيائه ومظهره المحلي المليء بألوانه الزاهية وقصات الشعر الغريبة والمميزة وبين البيئة الأمريكية التي يفترض منها على مواطنيها أن يتشابهوا في المظهر والطريقة وكأنهم نماذج مصنعة أقرب منها إلى بشر حقيقيين. يحمل الفيلم صراعًا مريرًا يتوازى طوال الوقت مع الحدث السطحي، وهو رحلة الانتقال من المكسيك إلى أمريكا وما خلفه ذلك من أسًى وحنينٍ ومرارة بداخل المراهق البطل Ulises والذي اختاره المخرج مراهقًا ليؤجج ذلك الصراع، ويفقد الشخصية النضج الذي يخلفه العمر ويجعل من مراهقته همًّا إضافيًّا يضاف إلى أزمته الكبرى بافتقاده لهويته الأصلية وينتهي بقراره بالعودة إلى وطنه الأول الذي احتضن شغفه وطفولته البكر ليصطدم من جديد، أن شيئا لم يقف بانتظاره وأن الحياة قد استمرت على الرغم من أنها .. “لم يعد هنا”!

 

####

 

«أبناء الدنمارك».. كابوس العنصرية وكراهية الآخر

خالد عبد العزيز

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

صبيحة يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 استيقظ العالم على كارثة تحطم برجي مركز التجارة العالمي ليسود من حينها مناخ مُلبّد بالكراهية وعدم قبول الآخر وتتغير خريطة العالم، ولا يعد كما كان أبدًا، وفي فيلم «أبناء الدنمارك” سيناريو وإخراج المخرج الدنماركي من أصول عراقية «علا سليم” يطرق بقوة موضوع التطرف وكراهية الآخر، خاصةً بعد ثورات الربيع العربي وموجات هجرة العرب نحو أوروبا، مع تصاعد نبرات التطرف على يد من يسمون بالنازيين الجدد، ليبدو الفيلم مهمومًا بفكرة أعمق وهي الصراع الدائم بين الشرق والغرب.

تدور أحداث الفيلم في إطار من الإثارة والتشويق يحبس الأنفاس، العاصمة الدنماركية «كوبنهاجن” في عام 2025 بعد تفشي جُرعات من الكراهية مدعومة بدعوات سياسية بطرد العرب بعد حدوث انفجار إرهابي راح ضحيته العديد من الضحايا، حيث يقع زكريا (محمد إسماعيل) الشاب العراقي الأصل الذي يعيش برفقة أمه وشقيقه فريسةً لإحدى الجماعات المتطرفة التي تسعى لاغتيال زعيم حزب الحركة القومية مارتن نوردال (رامسيس بجريج) الذي يرغب في التخلص من العرب حفاظًا على نقاء بلاده كما يزعم!

يبدأ الفيلم بمشهد نرى فيه انفجارًا يقع في إحدى محطات المترو، دون أن نعرف على وجه التحديد من الجاني، لينقلنا الفيلم مُباشرة إلى أحد طرفي الصراع مارتن نوردال زعيم حزب الحركة القومية وهو يتحدث بغطرسة إلى إحدى القنوات التلفزيونية في ذكرى الحادث الإرهابي عن ضرورة طرد جميع المهاجرين حفاظًا على بلاده من خطر الإرهاب!

نسج السيناريو الأحداث تدور من خلال خطي سرد، كل خط يُمثل رؤية ووجهة نظر شخصية ما، فالبداية مع زكريا حتى النصف الأول من الفيلم، ثم يُستكمل السرد في النصف الثاني من الفيلم من زاوية مالك (زكي يوسف)، فكلاهما يتضادّ مع الآخر، وإن كان يُكملان بعضهما البعض مع اكتمال مصفوفة الحكي ووصولنا للنهاية.

البداية مع شخصية زكريا، رسمها السيناريو تُعاني من الخواء، حياته تسير بمنوال ثابت لا يشوبه أي تغيير، يبلغ من العمر تسعة عشر عامًا بدون عمل، حتى دراسته لا يُعول عليها أدنى اهتمام، وبالتالي يتبدل مصيره إلى النقيض بعد وقوعه في براثن حسن (عماد أبو الفزل) زعيم الجماعة الإرهابية، ويسهل تطويعه وتشكيله. ففي هذا الجزء من السرد نرى الأحداث بعين زكريا وكأنه يُمثل حيرة العرب في الغربة بين السقوط في فخ التطرف لمواجهة فيض الكراهية المُنبعث تجاههم أو الانسحاق والقبول برغبة الآخر في الطمس والإبعاد.

وفي المقابل شخصية علي الذي يعمل مُساعدًا لحسن، لكنه في نفس الوقت عميل سريّ لدى أجهزة الأمن، واسمه الحقيقي مالك، فقد رسم السيناريو شخصيته تتسم بالهدوء، يُنصت أكثر مما يتحدث، يُخفي بداخله الكثير، تتبدل حياته تمامًا بعد الإيقاع بزكريا وتسليمه للأمن بعد محاولة فاشلة لاغتيال نوردال، ويتحول إلى شخصية يسكنها الخوف والقلق. يناتبه سؤال دائم يشغل نفسه إلى أي جانب ينتمي؟

على الجانب الآخر مارتن نوردال الذي أدى دوره بجدارة الممثل الدنماركي رامسيس بجريج، قدمها السيناريو بوصفها مُعبرة عن واقع وحال التطرف الغربيّ ضد العرب، يَرى أن كل ما هو غير أوروبي في مرتبةً أدنى ويجب التخلص منه وزحزحته بعيدًا، مما يدفع الأحدات للأمام ويجعلها تصل للذروة.

حاولت الكاميرا التعبير عن مضمون الفيلم وصراعه، فمنذ المشاهد الأولي للفيلم والإضاءة القاتمة التي تَميل إلى اللون الأسود هي المُسيطرة بالإضافة إلى طُغيان المشاهد الليلية على حساب المشاهد النهارية، وكل ذلك مقصودٌ بالتأكيد ومُعبّر وموحٍ دراميًا، فالاجتماعات بين زكريا ومالك وحسن لا تتم إلا ليلًا وفي إضاءة شاحبة، وبالتالي لا يختلف عنهم كثيرًا حزب الحركة القومية فالإضاءة أيضًا قاتمة والوجوه تبدو شبحيةً لا تكاد نتبين تفاصيلها، وكأنها تُشير للظلام الفكري الذي يقبع فيه هؤلاء، فالجميع على قدم المساواة، الكره يحفّهم ويحيطهم من كل جانب، في مقابل الإضاءة النهارية الفاتحة التي أضافت بُعدًا آخر للصورة وجعلتها تتباين مع بقية مشاهد الفيلم، فقد جعل المخرج إضاءة بعض مشاهد زكريا مع أسرته مُركّزة وحافلة باللون الأبيض، كذلك مشاهد مالك مع أسرته بعد عودته إليهم في النصف الثاني من الفيلم هي الأخرى تعتمد بالكامل على الإضاءة الطبيعية بما يوحي بمغزى وإشارة إلي الدفء الأسريّ والأمان في مقابل حياة الظلام الليلية المحفوفة بالمخاطر. أما اللون الأحمر فقد حلّ ضيفًا ثقيلًا على كثير من المشاهد، فنجد الكاميرا تُركز عليه بصفةٍ خاصة، تُبرز له مكانته المُعبّرة عن دلالة ما يتضمنها السياق الدرامي، ليصبح اللون الأحمر ليس فقط مُعبّراً عن الدم بمفهمومه المباشر لكنه هنا يحوي دلالةً ما عن اشتعال الكراهية في النفوس، وكأن الفيلم يُطلق صرخة مدوّية ضد الظلم والعنصرية .. فهل ستجد صداها؟

 

الشروق المصرية في

30.11.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004