كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

"أبناء الدنمارك"... الخطر الأكبر من اليمين المتطرف

صفاء الليثي

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الحادية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

نقلا عن نشرة مهرجان القاهرة السينمائي 41

يبدأ الفيلم بالدنمارك أربع سنوات في المستقبل. بعد هجوم كبير بالقنابل في كوبنهاجن، حيث تزداد حدة التطرف والتوترات العرقية، ويتصدر زعيم عنصري الانتخابات. يخشى زكريا البالغ من العمر 19 عامًا، ويريد أن يفعل شيئًا. قام بالأدوار الرئيسية زكي يوسف، ومحمد إسماعيل محمد، وعماد أبو الفول. نبدأ مع زكريا شاب خام 19 عامًا عراقي يعيش مع أمه وأخيه الأصغر يجنده حسن الرجل العربي لينتقم من جماعة (أبناء الدنمارك اليمينية) بتوجيه من علي الذي سيتحول الفيلم ليصبح هو البطل بعد أن بلغ عن زكريا الذي كلف بقتل زعيم المعارضة اليمينية ويتبين أن علي واسمه الحقيقي مالك عميل للمخابرات الهولندية، ضميره يؤلمه لتوريط زكريا ويُطلب منه التجسس على الجماعة اليمينية ويتجه الفيلم كليةً لاتهامهم بجرائم عنصرية في مقابل هذا العيل زكريا الذي لا يعرف شيئًا. مالك أو علي من أصول عربية أصلًا ويقوم كرستيان بمهاجمة بيته واغتصاب زوجته وقتل ابنه فيقتل مالك زعيم المعارضة أثناء خطاب تسلمه رئاسة الوزراء في تخيل لما ستسير إليه الأمور عام 2025.

على الرغم من البداية النمطية عن العرب الإرهابيين ولكن المخرج يحول العمل بذكاء لينحاز لوجهة نظر أن الخطر الأكبر من اليمين المتطرف والنازيين الجدد وليس من المهاجرين. أسند المخرج الأدوار لشخصيات مقنعة ونجح من قام بدور علي أو مالك في التعبير عن حيرته، ندمه، تأنيب ضميره ثم غضبه. واختيار زعيم المعارضة اليميني كقروي جلف عليه سمات الغباء معبر قوي عن العنصرية المرتبطة بالجهل وضيق الأفق. فيلم منحاز يدق ناقوس خطر على أفكار اليمين العنصرية. ويقذف بالكرة في ملعب الدول الحاضنة.

نجح المخرج في التعبير عن حميمية علاقة الأم العربية بأبنائها، يقظتها وتوجسها من الضيف الذي لا ترتاح إليه، تمساكها حين يتم القبض عليه. أم عربية لم تبدلها بلد المهجر ولم تقتل تميزها.

في مهرجان ريفييرا السينمائي الدولي 2019 فاز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم ومنحت مشاركة بين المخرج علاء سليم والمنتج دانيال موليندورف، كما رشح لعدة جوائز في مهرجان روتردام الدولي. وأثناء تواجده هناك صرح بأن هناك عفن في الدنمارك وتطرف من البعض، وقال نعم للحوار والتسامح.

الفيلم متأثر بشدة بالحدث الحقيقي لما بعد مرور عام على الهجوم المميت الذي وقع في الدنمارك، حيث يتصدر السياسي القومي المتطرف مارتن نوردل وحركته الوطنية الانتخابات. لقد تأثر المجتمع بسرعة بالأقليات العرقية، خاصة تلك التي لها خلفية عربية، متأثرًا بخطابه بلا خجل ضد المهاجرين.

في هذا المناخ، يشعر زكريا البالغ من العمر 19 عامًا بأنه مضطر للعمل على حماية سلامته وسلامة أسرته. ومع ذلك، لكي يفعل ما يشعر أنه ضروري لتحويل التيار السياسي، فإنه يحتاج إلى التخلي عن والدته وشقيقه الصغير. يشارك زكريا في تنظيم راديكالي، حيث يشكل رابطة مع علي. لا يمكن أن يتفق الرجلان مع الوضع الحالي للبلد، الذي يحول مواطنيه بسبب خلفية هجرتهم، ويقرر التصرف. ومع ذلك، كلاهما مجرد أدوات في أيدي الأشخاص الذين لديهم السلطة. وبينما يحاول الرجال تحديد بصماتهم، سيتم اختبار إخوانهم وستكون لأفعالهم عواقب وخيمة على حياتهم.

في نقد من داخل الدنمارك للفيلم يطرح الكاتب السؤال التالي: كيف تحافظ على هدوئك عندما يستسلم المجتمع للخوف والكراهية؟ واصفًا الفيلم بالعمل المثير سياسيًا، استلهم سيناريو المخرج علا سالم لأول مرة في فيلمه الروائي من التطورات السياسية والاجتماعية في الدنمارك والخارج. إن حقيقة أن الفيلم يتم عرضه في الغالب في الليل، أو في الأماكن التي لا تشرق فيها الشمس أبدًا، تؤكد على جوها الخفي المظلم والخانق.

يدور الفيلم على مدى ساعتين تم عرضه داخليًا بالدنمارك أبريل الماضي، المخرج علا سليم من الدنمارك عام 1987، درس في المدرسة الوطنية للسينما في الدنمارك. يستخدم تجربته الشخصية كمصدر إلهام له. جنبًا إلى جنب مع شريكه والمنتج دانيال موليندورف، أنشأ شركة إنتاج هيانين فيلم. ظهر فيلم سالم القصير لأول مرة مع أبنائنا (2015) في مهرجان IFFR. ظهر فيلمه الأول "أبناء الدنمارك" (2019)، لأول مرة في روتردام. يروي الشاب كيف نشأ في دولة ذات ثقافة مختلفة عن ثقافة والده. يكتشف أثناء أدائه في مسرح مكتظ أن كل ما يهتم به حقًا هو موافقة والده وتقديره. قدم مجموعة من الأعمال القصيرة منها "اختيار" 2012، و "أبناء آبائنا" 2014. علا سالم ليس الوحيد الذي يشعر بوطنه الأصلي وأنه كظله يطارده رغم المنشأ والإقامة في بلاد أخرى. وهو ما يعبر عنه سمير جمال الدين في عمله الأخير بغداد في ظلي رغم العيش في سويسرا واندماجه في المجتمع الأوروبي، يبقى وجدانيًا متعلقًا بوطنه ووطن أجداده.

ملاحظة أخرى عن تميز عدد كبير من الأفلام المعاصرة تكون عملًا طويلًا أول لمخرجيها بعد عدد من الأعمال القصيرة، يقدمون على إنجازه بعد العمل على السينارية لفترة قد تمتد إلى عدة سنوات.

 

####

 

"شكل الساعات"... حين تسيل دموع الوقت كالذكريات

أمل ممدوح

نقلا عن نشرة مهرجان القاهرة السينمائي 41

"أنا أكتب عن امرأة تكتب عن رجل وامرأة لم يصبحا معًا... في بيت لم يعد هناك".. هذه العبارة التي كتبتها "آنا" على حاسبها الإلكتروني الشخصي، توضح الكثير عن الطبيعة السردية ومضمون هذا الفيلم الأرجنتيني "شكل الساعات" للمخرجة "باولا دي لوك"؛ الذي يعتمد بناؤه وسياقه الدرامي على تسييل الزمن ضمن فكرة أساسية تخلد الوقت إذا ما خلدت الذكريات، ليصبح الوقت شيئًا نسبيًّا يعتمد على قراراتنا النفسية ببقائه فينا، فالخلود أن يتوقف الوقت عن المرور، كما ورد في إحدى جمل الفيلم، ليعطي الفيلم شكلًا جديدًا أكثر حرية للوقت، كزاوية وحيلة نفسية ورؤية فلسفية في الوقت نفسه.

"آنا" كاتبة انفصلت عن حبيبها وزوجها منذ عام كما نعلم من مقتطفات سردية، تلتقي به أخيرًا في منزلهما ليوم، تتخلل مشاهد كتابتها لكتاب جديد والتي تصف فيها بجمل مختصرة مجردة ذات عمق، الكثير من الرؤى الداخلية للفيلم وبطلته؛ كل مراحل الفيلم المقسم بدوره لعشرة أجزاء، نتتبع خلالها حكايتها من زاوية نفسية بمراحلها المختلفة بتوقيتات زمن "آنا" النفسي، كما تدور داخلها، بسرد متعرج ذهابًا وإيابًا، حيث يعمل من الداخل ومن الذاكرة، تلك التي لا تعرف الترتيب الصارم أو المنطقي بالضرورة، ليبدو تتابع الأقسام عشوائيًا في نظرته العامة، لكنه متسلسلٌ يبدأ من لقاء جديد، ثم لعالمها النفسي الذي يأخذ عدة مراحل ما بين واقعٍ حاليٍّ مرتبط بالذكرى وبين ماضٍ وذكرى، وصراع مع ذات منقسمة لاثنتين أو ثلاثة، ثم ينتقل لزاوية الحبيب وصولًا لنقطة النهاية ليبدأ من جديد ضمن حالة دائرية كالدوامة وكالكابوس الدائم، فالفيلم يدوّر الزمن ويسيله، يعيد صياغة الأحداث والمواقف التي تتكرر بلا انتهاء بزوايا مختلفة، كدوامية ذهن يصارع التصديق ويرفض الانصياع لخط الزمن وواقعه، فلن تعلم إن كنت الآن أم فيما مضى... هنا أم هناك؟ ما يحدث واقعًا أم خيالًا؟ حتى زوايا السرد ووجهات النظر فيها تتغير.. تنقص مرة وتكتمل، تختلف التفاصيل ببساطة كانتقائية الذاكرة، فيختلف "راكور" المشاهد ببساطة، وتقطع المشاهد بقطعات مونتاجية حادّة ونقلات فجائية منطقية أو تدرج، تنتقل المشاهد من الداخل للخارج فجأة والعكس ومن حالة لحالة، وتقطع الموسيقى الناعمة المسترسلة للفيولين، المثيرة للشجن فجأة، ليصبح فهم الحكاية في النهاية تراكميًّا كالتداعي الحُر، بشكل يبتعد تمامًا عن التناول والسرد التقليديّ لسرد حداثيّ، يعمل في الداخل ويسرد الحكايات من أطرافها فتكشف قلبها.

تنادي "آنا" في البيت الفارغ "فرناندو"، مع تدوير هذا النداء ومشاهده، فقد تركها فرناندو رغم حبهما، لن نفهم الكثير من التفاصيل والأسباب، لكنها شذرات تلقي الضوء على بضعة سطور بين الحكاية، فليس المهم كثيرًا ما حدث بل آثارها التي تعيشها ونفاياتها الاسترجاعية في الذاكرة، نراها تجمع أغراض البيت شبه الخالي في صناديق تضم الذكريات، تحدث المواقف نفسها بزوايا مختلفة، قد تحدث الآن بينها وبينه أو بين صورة ذاتها، ليعيد رؤيتها من بعيد أحدهما، كروح مغادرة أو متذكرة، في تداخلات مستمرة، تكثر لقطات الفوتومونتاج للمنزل الخاوي، والسير بين حجراته، نرى كلًّا منهما في سريره، لتعاد المواقف والسرائر خالية، نرى المراجيح تهتز خاوية وتخلو الأماكن التي ملئت بهما في مشاهد أخرى، إنه سرد يجسد مرارة الخواء وذهوله بقسوة، تكثر انعكاسات صورة آنا في الزجاج والمرايا، لصورتين أحيانا أو ثلاثة، فهي مرة تبدو واحدة وأخرى ذاتها الأخرى وثالثة تبدو تطالع نفسها كزوجة لفرناندو الذي تنتظره، ووسط كل الألوان الباهتة الشاحبة لملابسها وملابسه وبيتهما وحتى البحر رمادي المياه كما يسيل كلّ شيء في بعضه؛ يتكرر مشهد سباحتها بمايوه أحمر في حمام سباحة بحالات وزوايا متغيرة، يعكس رغبتها لإطفاء صراعها المشتعل ونفض عبء روحيّ، تسبح بعنف أو بهدوء، تطفو وتغطس، نرى راقصة تعبيرية في الغابة تعكس معاناة روح آنا، لتواجهها مرة كمرآة لروحها الذبيحة، تركض عادة بين أشجار"الحور" الطويلة كما أخبرها فرنادو باسمها، تريد أن تكتب عنها، إنها كثيفة مرتفعة تملأ فراغات عالمها الخاوي، وربما تضلله، ففرناندو يخبرها عنها مرة أنها تسمى أيضًا بالمزدحمة بالسكان، حيث كان يزرعها حاشية الملوك قليلي الشعبية لإيهامهم بأن الشعب يتبعهم، ليلقي السرد بشكل غير مباشر إضاءات خافتة على منابع أزمتيهما، وفي مشهد جيد الصياغة بعمق شاعري، تستحم آنا في كابينة الحمام ليدخل فرناندو بخطوات هادئة يضع كفه على بابها بما يوحي بحب وشوق يائس، لتضعها بجواره في صمت، ليتكرر المشهد، وحدها، فتضع كفها وحدها، بما يفتح كل الأقواس ليكون المشهد من أساسه خيالًا أو إعادة تدوير منها، فلا شيء يحسم، ولن نجد رواية قاطعة، بل سندخل في متاهة وقت مسيل داخل نفس هذه المرأة التي اعتقلها زمن لا تريد الخروج منه أو اعتقلته هي، أو ربما غادرته وبقيت روحها تعيدُ ترتيله.

 

####

 

فى "موزارت يعاد تدويره"... إعادة تدوير النفايات ينتج عنه أرقى الفنون

جيهان عبد اللطيف

نقلا عن نشرة مهرجان القاهرة السينمائي 41

اسم لافت للنظر للفيلم التسجيلى الألمانى للمخرجتين فيكتوريا بيكسمان، بريتا شوينينغ.

إعادة التدوير يمكن أن ينتج عنها واحداً من أرقى أنواع الفنون وهو الأوبرا. إنها ليست أوبرا عادية ولكنها تؤدى من وراء الأقنعة.

فيلم وثائقي عن أوبرا شبابية اجتماعية ثقافية بالمشاركة بين الطلاب مع العاملين فى مجال جمع المخلفات، وخاصة الكرتون لإعادة تدويره والاستفادة منه، وجميعهم يقومون بأداء الأوبرا على خشبة المسرح لأول مرة فى حياتهم.

كيف تم إنجاز تلك الأوبرا الرائعة التى حازت إعجاب الجمهور عندما تجولت فى أنحاء العالم؟ هذا هو السؤال الذى نعرف إجابته عند مشاهدة الفيلم، حيث بدأت الفكرة لدى فريدا ليون الممثلة ومصممة العرائس الأرجنتينية الأصل والمقيمة فى سويسرا... تروى كيف تركت الأرجنتين فى التسعينيات فى ظل الوضع الاقتصادي السيئ جدا، حيث كان العديد يعملون فى جمع القمامة وخاصة الكرتون وبيعه لإعادة تدويره.. فتبنت فكرة مشاركة الطلاب مع جامعي الكرتون من القمامة والاستفادة منه فى تصنيع العرائس والأقنعة، وقيام الجميع بتمثيل أحد أعمال موزارت (موزارت فى موسكو عبر بونس آيرس).

ليس هناك مستحيل، فهؤلاء الشباب وجامعو الكرتون لا يعرفون سوى الفقر والمعاناة، فالفن بالنسبة لهم من رفاهيات الحياة، ولا يدرون ما يعنيه فن الأوبرا وظلت فريدا تشرح لهم وتقوم بتشغيل بعض مقاطع من الأوبرا العالمية، ليعرفو ما هى، وتشرح لهم أهمية هذا الفن.. لقد أرادت أن يندمج قاع المجتمع مع أرقى مجتمع وهو الفنون، وخاصة فن الأوبرا، فهو ليس مجرد أصوات غناء عالية الطبقات... إنه فن يشتمل على الغناء والاستعراضات وعلى التراجيديا والكوميديا. لقد بذلت مجهوداً لإقناع أكبر عدد من جامعي مخلفات الكرتون ونشر الفكرة بينهم للمشاركة فى تلك الأوبرا، وخرجو لأول مرة من الأرجنتين إلى سويسرا فى رحلة قد يعتبرها البعض مخاطرة للوقوف أمام الجمهور لأول مرة، ولكن إيمانهم بالعمل الفني المهم الذي يقومون بأدائه لتوصيله فى أحسن صورة، جعل الجمهور يصفق لهم لفترة طويلة مؤثرة فى الفيلم.

اهتم إخراج الفيلم بكل تفصيلة صغيرة، بدءاً من تصوير جامعي الكرتون فى معيشتهم والفقر الشديد الذى يعانونه فى حياتهم وجمعهم مخلفات الكرتون من بين القمامة فى الشوارع، وحتى تقطيعها وتصنيعها وتلوينها وارتدائها أثناء عمل البروفات، ثم الظهور بالشكل النهائي الرائع على المسرح، مما جعل جمهور الفيلم يتعاطف ويقدر هؤلاء الفنانين المتعايشين مع الفقر الشديد والمتعطشين للفنون.

الأجمل فى الفيلم هو الشكل العام الذى ظهرت عليه الأوبرا على المسرح، عندما نرى إتقان تصميم الأقنعة، وكذلك الألوان الرائعة، فلا يمكن لأحد أن يصدق أن هذا هو الأجمل فى الأصل جزء من القمامة. ومن أسباب نجاح الأوبرا وكذلك الفيلم اختيار الموسيقى التى اندمج معها الجمهور.

إنه فيلم جيد جعل الخيال والأماني حقيقة متجسدة فى شخصيات تؤدي الأوبرا بجدارة، بالرغم من أنهم قبل الظهور لأول المرة أمام الجمهور لم يعرفوا ما هي الأوبرا وهم فى الأصل جامعو نفايات الكرتون.

 

####

 

"سيدة البحر" تجربة حسية تعكس تمرد فتاة على مجتمع بأكمله

مروة لبيب

فتاة مراهقة متمردة تقاوم الظلم الأبوي في فيلم المخرجة السعودية شهد أمين، التي صنعت تحفة فنية أنيقة تدعى Scales أو "سيدة البحر".

ينافس الفيلم في مسابقة آفاق السينما العربية بالدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائي ويحاكي قصة خرافية ساحرة تتضمن رسالة نسوية معاصرة تعتمد على الشعر والفلكلور العربي وتسيطر عليها روح الأسطورة السورية القديمة لإلهة البحر أتارجاتيس التي أحبت رجلا ثم قتلته دون قصد وخجلت من فعلتها فألقت بنفسها في البحيرة لتصبح على شكل سمكة.. لكن المياه لم تخف جمالها الإلهي فأخذت صورة حورية إنسانة فوق الخصر وسمكة من تحت.

"سيدة البحر" تحول من فيلم قصير يحمل عنوان Eye & Mermaid إلى فيلم روائي طويل يمثل إسقاطا عما تعانيه المرأة في المجتمعات العربية.

يعد فيلم "سيدة البحر" إضافة مرحب بها في النهضة السينمائية التي تقودها النساء في السينما السعودية حاليا، فانتازيا من نوع خاص ذات جذور عميقة تربطها بالعالم العربي، إذ تعاني المرأة من الاضطهاد والتمييز في بعض الدول العربية حيث تفرض القيود وبخاصة في السعودية.

أحداث الفيلم تدور في منطقة نائية وتحديدا في قرية صيد أسطورية حيث تفرض التقاليد الوحشية أن يتعين على كل عائلة التضحية بابنتها الرضيعة إلى حوريات البحر الغامضة التي تشبه الوحوش وتتربص بالرضع، وعندما يتم إنقاذ "حياة" من قبل والدها فإن بقائها يجلب العار لأسرتها ولعنة على القرية بأكلمها.

بعد مضي 13 عاما لا تزال المراهقة "حياة" منبوذة من قبل القرية بأكملها باعتبارها غريبة، تعيش "حياة" في تهديد دائم ومطالبات بتسوية ديونها المستحقة عليها وتتمثل في التضحية بنفسها، وبعد أن تلد والدتها صبيا رضيعا يبدو أن مصير "حياة" أصبح محتوما ولكن!

بدلا من الخضوع للأعراف الاجتماعية المحددة سلفا فإنها تقاتل مرة أخرى لتثبت نفسها وقدرتها لشيوخ القرية من الذكور وذلك من خلال تعقب المخلوقات التي أبقتهم في خوف على مدى عقود، يأتي هذا في الوقت الذي تزحف فيه قشور تشبه جلد السمكة على أرجل "حياة" مما يعني أنها قد تتحول إلى وحش حورية البحر هي الأخرى.

مع المناظر الطبيعية المذهلة والصورة السينمائية أحادية اللون يعد "سيدة البحر" تجربة حسية رائعة، موسيقى مايك وفابيان كورتزر تزيد هذا الأحساس بالجمال الحسي.

يأتي هذا إلى جانب أداء "حياة" أو باسمة حجار البالغة من العمر 15 عاما القوي الجدير بالثناء والمليء بالإيماءات التعبيرية دون كلام.. تلك العناصر صنعت منها المخرجة الصاعدة الموهوبة شهد أمين تجربة لا تنسى.

من وجهة نظر مخرجته السعودية فإن "سيدة البحر" يصنف فيلما عالميا حيث يمكنه تجاوز الحدود الجغرافية وتقول "القصة في جوهرها ليست مجرد قصة عربية ولكنها حكاية يمكن للرجال والنساء أن يشعروا بأنها ترتبط بهم بشكل أو بآخر.."حياة" هي الشخصية التي يمكن أن نتعلق بها جميعا ، أي منبوذ في العالم أي شخص يشعر بأنه مواطن درجة ثانية سوف يشعر بالانتماء إليها".

أما عن عيوب الفيلم فيعتبر أسلوب السرد هو الأقل إبهارا بين عناصر الفيلم على الرغم من أنه يستخدم في كشف العديد من قضايا المرأة والأمور الغامضة والمضمون الأشبه بالقصص الخيالية في النص الأول من الفيلم، ليس هذا فحسب بل تشعر بعدها وكأن الحبكة فارغة وهذا يتعارض مع كونه فيلم قصير تم تطويله إلى أن يضيع الصراع الدرامي تماما مع النهاية الغامضة والغير مفهومة.

وعلى الرغم من ذلك يعد "سيدة البحر" يحمل صورة مفرحة تسعى من خلالها شهد أمين أن تضع بصمتها بينما تستمر السينما السعودية في الصعود بطفرتها الجديدة عالميًا.

 

####

 

"بيك نعيش" مسألة حياة أو موت تحتاج إلى أكثر من الصبر والإيمان

مروة لبيب

تتحول عطلة نهاية الأسبوع لعائلة إلى كابوس في الفيلم التونسي الفرنسي A Son أو"بيك نعيش" للمخرج مهدي البرصاوي، الذي ينافس في مسابقة آفاق السينما العربية بالدورة الـ41 لمهرجان القاهرة السينمائي.

تروي هذه القصة حكاية أب يتفكك عالمه بالكامل بعد إصابة ابنه بإصابة خطيرة في تبادل إطلاق نار بين إرهابيين وعناصر من الشرطة بصحراء جنوب تونس، ولعب الدور بذكاء الحائز على جائزة أفضل ممثل في العالم عام 2006 بمهرجان كان السينمائي عن فيلم Days of Glory سامي بوعجيلة.

تدور أحداث الفيلم أواخر صيف 2011 أي بعد مرور أكثر من 6 أشهر على ثورة الياسمين في تونس وسقوط بن علي ولكن قبل وفاة القذافي زعيم ليبيا، "فارس" وزوجته "مريم" زوجان ينتميان للطبقة فوق المتوسطة بتونس.. "فارس"رئيس تنفيذي لشركة مبيعات بينما شغلت مريم للتو منصب مديرة الموارد البشرية لشركة كبرى في الشرق الأوسط يركبان سيارة باهظة الثمن ويضحكان من النكات الجريئة يشربان الخمر ويقضيان وقتا ممتعا مع أصدقائهما احتفالا بترقية "مريم".. عزيز ابنهما البالغ من العمر 11 عاما طفل سعيد ومدلل من قبل العائلة الصغيرة.

تبدأ أحداث الفيلم عندما يذهب الثلاثة في عطلة نهاية الأسبوع إلى تطاوين ذات المناظر الخلابة تلك المدينة التي كانت مصدر إلهام للمخرج الأمريكي جورج لوكاس للكواكب الخيالية التي ظهرت في ملحمة Star Wars، ولكن فجأة يوقف الإرهابيون مسيرتهم المثالية عبر الصحراء.

أغنية يحب "عزيز" تشغيلها في السيارة حيث يتقاسم والده "فارس" معه قيادتها في الطريق إلى الاحتفال .."عزيز" يصر على سماع الأغنية مرة أخرى في طريق العودة من مكانه في المقعد الخلفي وبات مشهد التصادم بالنسبة لنا متوقعا في الوقت الذي يستمر الأب في إبعاد عينيه عن الطريق كي يمثل كلمات الأغنية بحركات يديه وبدلا من ذلك نسمع أصوات إطلاق النار من كل جانب وأصوات رجال يصرخون "الله أكبر" وعلى الرغم من تمكن "فارس" من قلب سيارته بسرعة إلا أن ابنه "عزيز" أصيب بجروح خطيرة عندما اخترقت رصاصة سيارتهم ثم كبده.

في المستشفى المحلي يخبر الجراح الذي يجسد دوره نومان حمادة كلا الوالدين أنهما بحاجة لإجراء فحص لمعرفة من هو الأكثر توافقا بينهما لمنح "عزيز" كبده، وبناءا عليه يوضع "عزيز" في قائمة الانتظار نظرا لأن ثقافة المتبرعين المجهولين بالأعضاء في تونس أمر غير قانوني وفقا للفتاوى الدينية الصارمة مما يجبر "فارس و"مريم" على مواجهة الماضي.

الطب الحديث يخبرك بالأشياء التي تحتاج إلى معرفتها وقد يخبرك بالأشياء التي لا تود سماعها، إذ يكشف اختبار الحمض النووي لاحقا أن "فارس" ليس هو الأب البيولوجي لـ"عزيز" لذا يستبعد تلقائيا من عملية زرع الأعضاء لجعل الأمور أكثر تعقيدا، على الجانب الآخر "مريم" ليس لديها نفس فصيلة الدم مما يجعل رفض كبدها أمرا مرجحا للغاية.

"مريم" تعلم جيدا أنها ارتكبت الزنا منذ زمن بعيد لكن لم يكن لديها أدنى فكرة أن الطفل ليس من زوجها "فارس"، كيف يمكن لها أن تعترف بخيانتها في الوقت الذي تحزن فيه على حال ابنها والضغط الواقع عليها إذ يحظر القانون التبرع بالأعضاء من خارج الأسرة وهناك قائمة انتظار طويلة والوقت ليس في صالح ابنها ، ويبقى الحل الوحيد للتخلص من هذا الكابوس هو أن تصبح "مريم" واضحة مع "فارس" بهذا الشأن ومحاولة تعقب الرجل الذي لم تتحدث إليه قرابة العشر سنوات لأن كبده فحسب هو منقذ ابنها.

على الجانب الآخر يتعاطف "السيد شكري" مع "فارس" في المستشفى، إنه التعريف الدقيق للشخصية المشبوهة ولكن دوافعه مفهومة من الناحية النظرية بقدر ما هي صادمة في كيفية ممارستها.

الفيلم ينتمي لنوعية الميلودراما التي تنطوي على حبكة فرعية واحدة وهي تعامل "فارس" مع الشخصية الانتهازية "شكري" الذي يقدم وسيلة غير قانونية ومقززة للغاية للعثور على كبد جديد وكأن "شكري" أو صلاح مصدق ينتمي حقا إلى هذه النوعية من الأفلام، وفي الوقت الذي ينصحه الناس باستمرار الثقة في الله يؤمن "فارس" بأن الوضع يتطلب أشياء أكثر جرأة من الصبر والإيمان.

فيلم "بيك نعيش" يستكشف تعبير "مسألة حياة أو موت" بشكل مقنع للغاية، وقد وجد الكاتب والمخرج مهدي البرصاوي طريقة ممتارة لإلقاء الضوء على تداعيات الثورة التونسية سياسيا واجتماعيا من خلال منظور انساني وشخصي ووصفه النقاد بأنه فيلم تم تصويره في العالم العربي بمناخ عالمي للفن.

ويعد الفيلم منفردا في الطريقة التي يقوم فيها الكاتب بتصعيد موجات الصدمة شيئا فشيئا ويوضح الأسئلة التي تبدأ في الظهور، كما يثير سامي بوعجيلة الذي ظل لسنوات يحرز لقب أكثر المواهب التمثيلية المميزة في أوروبا الانتباه منذ اللحظة الأولى إذ يجسد بشكل احترافي الغضب والارتباك والكبرياء الجريح لشخص يخبره قلبه بأن يفعل أشياءا لا يريدها.

كونك زوجا وأبا ورجلا في آن واحد يتطلب الكثير من الجهد لكن ماذا لو تم التشكيك في واحد من هذه الأدوار؟ أداء بوعجيلة المتواضع والذكي ينقل للمشاهدين هذه الأسئلة بمنتهى الوضوح.

 

####

 

9 معلومات عن ناتالي إيمانويل بطلة Game of Thrones

ضيفة ختام مهرجان القاهرة السينمائي

نهال ناصر

يشهد حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 41، ظهور الممثلة الإنجليزية ناتالي إيمانويل إحدى بطلات مسلسل Game of Thrones's.

وقبل ظهورها في الحفل، يقدم FilFan.com بعض المعلومات عنها.

1- ممثلة إنجليزية ولدت في 2 مارس 1989، تبلغ من العمر 30 عاما.

2- بدأت مسيرتها الفنية في أواخر التسعينيات.

3- كانت بدايتها على خشبة المسرح وشاركت في أعمال من إنتاج مسارح وست إند.

4- وهي في عمر الـ6 سنوات شاركت في مسرحية "الأسد الملك".

5- من عام 2006 إلى 2010 شاركت في المسلسل التليفزيوني الإنجليزي Hollyoaks.

6- نالت شهرتها الواسعة من خلال شخصية "ميساندي" في مسلسل Game of Thrones.

7- شاركت في الجزء السابع من فيلم Fast and Furious.

8- في عام 2013 كانت ضمن أكثر 100 امرأة مثيرة في العالم طبقا لمجلة FHM.

9- تتواجد في مصر منذ أيام وزارت مدينة الجونة وعبرت عن إعجابها بها، كما زارت منطقة أهرامات الجيزة برفقة الممثل محمد كريم.

يذكر أن حفل ختام الدروة 41 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يقام مساء اليوم، ويعرض عبر قناتي dmc ونايل سينما.

 

موقع "في الفن" في

29.11.2019

 
 
 
 
 

خاص| مخرج "نجمة الصبح": المهرجانات المصرية لها الأولوية..

والفيلم تحية لسيدات سوريا

كتب - ضياء مصطفى:

عُرض فيلم نجمة الصبح للمخرج السوري جود سعيد، ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، في الدورة الـ41 لمهرجان القاهرة السينمائي.

يتحدث الفيلم عن مخطوفات سوريات تعرضن للتعذيب خلال سنوات الحرب، ويتم تسليط الضوء على معاناتهن، من خلال قصة أخوين، وأختين توأم.

ولم يتمكن مخرج الفيلم من الحضور إلى القاهرة لحضور عرض فيلمه بالمهرجان، بسبب تأخر حصوله على التأشيرة.

وفي حوار مع مصراوي، قال جود سعيد إن فكرة الفيلم بدأت في 2013 بعد اجتياح مجموعة من القرى في الشمال الغربي لسوريا، واختطاف نساء وأطفال، وتم تحريرهم بالتبادل، مضيفا أنهم التقوا ببعض منهن واستمعوا لوقائع خطفهن، ونُسجت قصة متخيلة عن هذه الفترة مستخدما بعد التفاصيل التي وثقت وقصة تحريرهن، في إطار سينمائي.

وعن عدم حضوره المهرجان ومتابعته لكل اللحظات قبل وبعد عرض الفيلم، قال: "في كل مرة يعرض لي فيلما أعيش التوتر نفسه، كما لو أنه أول فيلم وأول عرض له، أشتهي النظر في عيون كل المتفرجين، هي لحظة توتر عظيمة، كولادة طفل".

وعن مشاركة الفيلم في مهرجان القاهرة، أوضح أنه اختياره تم مبكرا بالتوازي مع مهرجان قرطاج، مشيرا إلى أنه كله ثقة بجمهور القاهرة والاستماع لملاحظاتهم.

ولفت إلى أن له 8 أفلام، هناك من يحب إحداها ولا يفضل الآخر وهكذا، وهي في النهاية تجربة في مشواره.

وعن سبب اختلاف اسم الفيلم بين العربية والإنجليزية، قال إن نجمة الصبح وBetween brothers، هما معبرين عن قصة الفيلم، مشيرا إلى أنه رأى أن هذا العنوان بالإنجليزي أفضل من أي ترجمة بالإنجليزية لاسم نجمة الصبح.

وأشار إلى المرأة تعاني أشد ما تعاني وقت الحروب، موضحا أن السيدات في سوريا عشن الفقد بدفن الأبناء والآباء والأزواج، فهن ضحايا للحرب، والفيلم كان تسليطا على ذلك.

وعن استمرار تعاونه مع السيناريست سماح قتال والفنان السوري محمد الأحمد، قال إن سماح جزءًا من مشروعه السينمائي، وكذلك محمد الأحمد، متابعًا: "قد نفترق في فيلم ثم نلتقي مرة أخرى، هم شركاء".

ولفت إلى أن هناك بعض المراسلات مع مهرجانات في أوروبا وآسيا لعرض الفيلم بها، مشيرًا إلى أنه يتوقع مشاركته في بعض المهرجانات الصغيرة والمتوسطة، خلال الفترى المقبلة.

وأكد أن مصر ومهرجاناتها صاحبة أولوية عنده، مشيرا إلى أن هناك علاقة وثيقة بينه وبين سينمائي ونقاد وجمهور مصر، لأن مصر احتضنت مشروعاته الفنية طول الوقت.

وعن سبب وضع مشاهد كوميدية ضمن أحداث الفيلم، أشار إلى أن الأحداث الصعبة التي عُرضت في الفيلم كانت جزءا من حياة السوريين، وأصبحوا يتعاملون معها ويعيشون حياتهم العادية، موضحا أنه لو عُرض الفيلم في سوريا دون هذه المشاهد، سيكون صعبا على الجمهور السوري.

الفيلم تأليف سماح قتال وجود سعيد، وبطولة محمد الأحمد ولجين إسماعيل وكرم الشعراني، رسل الحسين، رنا جمول، حسين عباس، وعلياء سعيد.

وشارك جود سعيد مؤخرا بفيلم "درب السما" في مهرجان الإسكندرية، وفاز بـ3 جوائز، كما شارك بفيلم مطر حمص خلال الدورة الماضية لمهرجان القاهرة السينمائي.​

 

####

 

حوار| مخرج "فاطوم":

الجمهور التونسي متحرر والمشاهد الصادمة ليست بجديدة عليه

حوار- منى الموجي:

تُفقدنا الصدمات القدرة على اتخاذ قرارًا سليمًا، نضيع وتخرج عنا تصرفات ليست لنا، فتكون النتيجة تيه لا أخر له، فنندم وقت لا ينفع ندم، ونتمنى لو عادت السنين ليكون لنا قولًا آخر، في "فاطوم" يطارد القدر رجل اكتشف خيانة زوجته فقتلها وعشيقها انتقامًا لشرفه، وهرب ليعيش متخفيًا لا يعرف شيئًا عن عالمه الأول ولا عن أقرب الناس إليه "نجله"، حتى تأتيه النهاية الصادمة.

"فاطوم" فيلم تونسي قصير للمخرج محمد علي النهدي، عُرض ضمن مسابقة سينما الغد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ41، وكان لـ"مصراوي" الحوار التالي معه..

·      حدثنا عن مشاركتك في مهرجان القاهرة السينمائي وردود الأفعال التي جاءتك بعد عرضه؟

سعيد جدًا بتواجدي في مهرجان القاهرة العريق والكبير، وسعيد لوجودي في مصر، التي نعتبرها هوليوود العرب في السينما، لما لها من تاريخ كبير في هذا المجال. الفيلم يشارك في مسابقة سينما الغد، وهي مسابقة بمهرجان دولي تضم أفلامًا من كافة أنحاء العالم.

أما ردود الأفعال فقد كنت متخوفًا جدًا من رأي الجمهور، لكن ما وصلني كان إيجابي.

·      وما سبب تخوفك؟

الفيلم خاص، وبه مشاهد لم يعتاد على رؤيتها الجمهور المصري "ممكن مش متأكد"، فأنا لا أعرف حقيقة كل الأعمال التي تُقدم في مصر، خفت الجمهور لا يقبل وينزعج، لكن الحمد لله كانت ردود الفعل طيبة، وهو أمر مهم وطيب يكاد يكون أهم من الجوائز، فأكثر ما يهمني أثناء عمل أي فيلم الجمهور.

·      وهل يختلف استقبال الجمهور التونسي لهذه النوعية من الأعمال؟

الجمهور التونسي اعتاد على الأفلام من هذه النوعية، في تونس شاهدنا الكثير من الأفلام التي كانت ممنوعة في بلدانها، مثلا فيلم "much loved" للمخرج نبيل عيوش، كان ممنوع في بلده المغرب وعُرض عندنا بتونس، الجمهور التونسي متحرر نوعا ما وليس جديدا عليه بعض المشاهد الساخنة أو الصادمة، "في مصر بيقولوا مازال شوية مش متعود".

·      ألا ترى أن الفيلم قاسي والنهاية سوداوية أم أنك قصدت دق جرس إنذار حتى لا يتعامل البعض مع مشاكله بهذه الطريقة؟

الفيلم مستوحى من قصة حقيقية لرسام ذهب داره بعد غياب طال 3 أيام، ووجد زوجته تخونه فقتلها وعشيقها وهرب، وعند القبض عليه بعد سنوات سأل على ابنه وقالوا له مات في هجرة غير شرعية، واخترت تغيير النهاية حتى يرى مصير ابنه بنفسه، وبالطبع الفيلم قاسي لأن القدر في بعض الأحيان يغير لك حياتك إما للأحسن أو للأسوأ، وللأسف قصة الرسام القدر غير حياته للأسوأ.

·      وما الذي يعنيه اسم "فاطوم"؟

قد يعتقد البعض أن المقصود اسم امرأة، لكن في الحقيقة الكلمة لاتينية وتعني "المصير"، كنت أرغب في تسميته "المصير" لكن وجدت الكثير من الأعمال تحمل نفس الاسم فبحثت عن كلمة غير مستهلكة وتحمل نفس المعنى، كما أنه اسم يظل في الذاكرة.

·      لماذا اخترت تأليف وإخراج ولعب دور البطولة في "فاطوم"؟

أنا بالأساس ممثل ومشواري الفني بدأ بالتمثيل وأعمالي كممثل أكثر من الإخراج، عندما كتبت الشخصية أعجبتني وأنا أحب الأدوار المركبة، فاخترت تقديمها، لكن لا ألعب أدوارًا في كل الأفلام التي أخرجها، فعندما لا يناسبني الدور أسنده لآخر.

·      أيهما تفضل على الآخر "الإخراج" أم "التمثيل"؟

العمل بالمجالين سيسير بشكل متوازي، لدي مشاريع كثيرة كممثل، ولا أتصور أنني سأتخلى عن أي منهما، أحب التمثيل وفي الأصل أنا ممثل، وأحب أيضًا الإخراج لأنه يمنحني الفرصة للحكي على طريقتي والتي تختلف كثيرا عن غيري من الزملاء.

·      وهل بين خطتك المجيء إلى مصر والعمل بها؟

الفكرة لم تكن مطروحة، لكن الكثير من أصدقائي ومنهم "هند صبري ودرة زروق وظافر العابدين وعائشة بن أحمد"، طلبوا مني الحضور إلى مصر، وكان ردي أنني لن أحضر إلا ومعي عقد كممثل أو كمخرج أو للمشاركة بفيلم في المهرجان، وإن شاء الله يكون هناك مشاريع قريبًا.

·      على ذكر درة ماذا كان رأيها في الفيلم فقد كانت بين الحضور؟

أعجبها الفيلم كثيرا، ويعجبها السينما التي أقدمها منذ فيلمي الأول، والذي كانت منبهرة به، وأحدث وقت عرضه ضجة كبيرة في تونس، يتكلم عن الرقابة في عصر الديكتاتورية، ووصفوه بالجرأة والتمكن التقني، فهي تعرف أن لدي ما أقوله في الإخراج السينمائي.

 

####

 

ناتالي إيمانويل: شخصيتي عكس "صراع العروش"

وهذه الكلمة العربية الوحيدة التي أعرفها؟

كتبت- ياسمين الشرقاوي:

أعربت النجمة العالمية ناتالى إيمانويل، عن سعادتها بحضور حفل ختام الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وذلك خلال الكلمة التي ألقتها بالحفل.

وأضافت: "زُرت المعابد والأثار والآن رحلتي تنتهي هنا بهذا المهرجان مع رواة القصص وصناع الأفلام والحضور".

وتابعت: " أنا عكس شخصيتي في مسلسل صراع العروش فأنا لا أتحدث 19 لُغة، ولا أعرف أي كلمة عربية، إلا كلمة بحب مصر".

ويقام حفل الختام بالمسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، يخرجه هشام فتحي، وتقدمه الإعلامية جاسمين طه زكي، ويشهد تكريم مدير التصوير الإيطالي العالمي فيتوريو ستورارو، الحائز على أكثر من 50 جائزة دولية، منها 3 أوسكار، قبل أن تبدأ مراسم تسليم جوائز مسابقات المهرجان المختلفة، بحضور لجان التحكيم، ونخبة من النجوم وصناع الأفلام، يسبق ذلك عرض فيديو قصير يستعرض ما حدث خلال الدورة

يذكرأن النجمة العالمية الأنجليزية ناتالي إيمانويل قد شاركت بدور "ميساندى"، التي تتحدث 19 لغة في المسلسل الأسطورى Game Of Thrones.

كما أنها شاركت في سلسلة أفلام Fast And Furious منذ الجزء السابع، الذى طرح في عام 2015، كما أنها ستشارك فى الجزء التاسع المقرر طرحه 2020 41.

 

####

 

مخرج "أمبيانس" يهدي جائزة "القاهرة السينمائي" لكل الفلسطينيين المعتقلين بالسجون الإسرائيلية

كتبت- منى الموجي:

تسلمت المخرجة الفلسطينية نچوى نچار جائزة الفيلم الفلسطيني "أمبيانس" بدلا عن مخرجه وسام الجعفري، والذي فاز بجائزة يوسف شاهين لأحسن فيلم قصير، بعد تنافسه في مسابقة سينما الغد بمهرجان القاهرة السينمائي.

وقرأت نچوى رسالة من وسام على الحضور، مؤكدة أنه يهدي جائزته لكل فلسطيني خلف جدار السجون الإسرائيلية.

الفيلم الذي شهد المهرجان عرضه الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تدور أحداثه حول اثنين من الشباب داخل أحد مخيمات الفلسطينيين، يحاولان أن يسجلا مقطعًا موسيقيًا لإحدى المسابقات، لكنهما يجدان صعوبة في ذلك نتيجة الأصوات المرتفعة التي تتسلل إليهما من كل جانب.

شارك في عضوية لجنة تحكيم مسابقة سينما الغد الدولية للأفلام القصيرة، المنتج والموزع البرتغالي نونو رودريجز، والممثلة المصرية حنان مطاوع، والهولندية ناتالي ميروب مسؤولة ترويج السينما الهولندية والثقافة السينمائية في جميع أنحاء العالم بمؤسسة SEE NL.

يذكر أن الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائي، التي تختتم فعالياتها الليلة، شهدت عرض أكثر من 150 فيلما من 63 دولة، من بينها 35 فيلما في عروضها العالمية والدولية الأولى.

 

####

 

ماريان خوري بعد فوزها بجائزة الجمهور: "مش مصدقة نفسي"

كتبت- منى الموجي:

أعربت المخرجة ماريان خوري عن سعادتها بعد فوز فيلمها "احكيلي" بجائزة الجمهور والتي تحمل اسم الناقد يوسف شريف رزق الله، في حفل ختام الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

وقالت ماريان "أهدي الجائزة لكل واحد نفسه يتكلم، اتشجعوا واتجرأوا"، مضيفة "جايزة الجمهور عن فيلم تسجيلي مش مصدقة نفسي".

"احكيلي" فيلم تسجيلي شارك في المسابقة الرسمية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

فيلم "احكيلي" يرصد رحلة شخصية -انسانية وبصرية- تمتد لأربعة سيدات من أربعة أجيال مختلفة من عائلة المخرج الراحل يوسف شاهين المصرية التي يعود أصلها الى بلاد الشام، وطالما كانت الحياة والسينما فيها مرتبطتان ببعضهما، حيث تحكى الأحداث من خلال جلسة دردشة بين أم وابنتها تعملان في مجال السينما، “الأم” هي مخرجة الفيلم ماريان خوري، و”الابنة” هي ابنتها “سارة” التي تدرس السينما في كوبا، وتسعى كل منهما لاكتشاف الحياة بصعوباتها ومتعها، من خلال مشاهد آرشيفية لم يرها أحد من قبل، تغوص في عالم بين الحقيقة والخيال، سواء كان ذلك من خلال شخصيات افراد العائلة التي ظهرت في أفلام الخال المخرج الراحل يوسف شاهين الذاتية، أو من خلال أدوار سيدات العائلة الحقيقة في مسرح الحياة.

يذكر أن الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائي، التي تختتم فعالياتها الليلة، شهدت عرض أكثر من 150 فيلما من 63 دولة، من بينها 35 فيلما في عروضها العالمية والدولية الأولى.

 

####

 

مخرجة "بين الجنة والأرض" عن فوز فيلمها بـ"القاهرة السينمائي":

قلبي وقف من الفرحة

كتبت- منى الموجي:

قالت المخرجة الفلسطينية نچوى نچار، إن قلبها توقف من السعادة بعد حصول فيلمها "بين الجنة والأرض" على جائزة نجيب محفوظ للسيناريو، بعد منافسته في المسابقة الدولية بالدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

وأضافت نچوى في حفل الختام المُقام على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية "لما قدمت الفيلم يوم عرضه قلبي كان بيدق، هلأ قلبي وقف"، متابعة "لما كنت بكتبه كنت بحاول اوري صورة تانية عن السائد في ظل كل المأساة اللي عايشينها في فلسطين وفي الوطن العربي، فحبيت اعمل فيلم خفيف عن الفلسطينيين اللي عايشين في فلسطين التاريخية ومنسيين، كنت بحاول. في النهاية دي أحلى جايزة".

جدير بالذكر أن الحفل شهد حضور "ليلى علوي، شيرين رضا، هنا شيحة، حنان مطاوع، عبير صبري، بسمة، لقاء الخميسي، محمد كريم، سيد رجب، خالد سليم".

 

####

 

مخرج "شارع حيفا": أهدي الجائزة لشهداء العراق

كتبت- منى الموجي:

أعرب المخرج العراقي مهند حيال، مخرج فيلم "شارع حيفا" عن سعادته بعد فوز فيلمه بجائزة أفضل أداء تمثيلي، وبجائزة سعد الدين وهبة كأفضل فيلم في مسابقة آفاق السينما العربية.

وتابع في كلمة ألقاها عقب استلامه الجوائز "أهدي الجائزة لكل الشباب العراقي اللي مثل علي ثامر الذين يقفون في وجه رصاص المليشيات المتطرفة، كما أهديها لكل شهداء العراق".

فاز الفنان على ثامر بجائزة أحسن أداء تمثيلي في مسابقة آفاق السينما العربية بمهرجان القاهرة، وذلك عن دوره في الفيلم العراقي "شارع حيفا" للمخرج مهند حيال، والذي تسلمها عنه، ذلك في ختام الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائي.

الفيلم الذي شهد المهرجان عرضه الأول في الشرق الأوسط، تدور أحداثه عام 2006، في بغداد التي يمزقها الاقتتال الطائفي، وشارع حيفا التاريخي يتحوّل مركزًا للصراع. يصل "أحمد" بسيارة أجرة في طريقه إلى منزل حبيبته "سعاد" ليطلب يدها للزواج، فتصيبه رصاصة "سلام"، القناص القابع فوق إحدى البنايات حيث يعيش جحيمه الخاص.

ترأس لجنة تحكيم مسابقة آفاق السينما العربية، الناقد الكندي بيرس هاندلنج المدير والرئيس التنفيذي السابق لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي خلال الفترة من عام 1994 وحتى عام 2018، وشارك في عضويتها الممثل الألماني توماس كريتشمان، والمنتج البلغاري ستيفين كيتانوف، والممثلة المصرية هنا شيحة، والممثلة اللبنانية بيتي توتل.

يذكر أن الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائي، التي تختتم فعالياتها الليلة، شهدت عرض أكثر من 150 فيلما من 63 دولة، من بينها 35 فيلما في عروضها العالمية والدولية الأولى.

 

موقع "مصراوي" في

29.11.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004