كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان القاهرة السينمائي يفتح دفاتر الحنين

أمير العمري

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الحادية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

المخرج العراقي سمير جمال الدين يستند في أفلامه إلى ما يختزنه في ذاكراته عن العراق، مع حنين لا يفتر إلى بغداد الماضي السعيد.

من ضمن الأفلام العربية التي عرضت في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تابع جمهور المهرجان في دورته الحادية والأربعين، التي تختتم مساء الجمعة، الفيلم الروائي الأول للمخرج العراقي السويسري سمير جمال الدين المعنون بـ”بغداد في خيالي”، وكذلك الفيلم التسجيلي “احكيلي” للمخرجة والمنتجة السينمائية المصرية ماريان خوري، وهما فيلمان اشتغلا على ثيمة الهوية كل على طريقته.

القاهرة – يعتبر المخرج العراقي السويسري سمير جمال الدين واحدا من أهم المخرجين العاملين في سويسرا، وقد تميز أساسا في مجال السينما التسجيلية فقدّم عددا كبيرا من الأفلام من أشهرها فيلم “انسى بغداد.. يهود عرب- الرابطة العراقية” (2002)، الذي اقتحم في وقته مجالا جديدا بجرأة وتميز كبيرين. وكان هذا الفيلم تحديدا يعكس اهتمام مخرجه، الذي ينتمي إلى أب عراقي كان عضوا في الحزب الشيوعي العراقي واضطر إلى مغادرة العراق عام 1961، وأم سويسرية، بالبحث في جذوره العراقية، بحنينه الدائم إلى بغداد، المدينة التي ولد ونشأ فيها، وبالعلاقة بين العراق والعالم، وبين العراقي والآخر.

هذا الهم المتجدّد، أو بالأحرى “البعد الشخصي” في السينما التي يصنعها سمير، تجلى فيما بعد في عمله الملحمي التسجيلي الكبير “أوديسة عراقية” (2014). كان هذا الفيلم نموذجا لسينما البوح الشخصي المباشر، التي تتمتع بالجمال والرونق والحب والحنين، تستدعي من الذاكرة وتمزج الحاضر بالماضي. وفيه كان سمير يتوقف ليتساءل: كيف كان ممكنا أن يحدث كل ما حدث؟ كيف انتهى الأمر بنا وقد أصبحنا محاصرين داخل تلك الدائرة الجهنمية من العنف والقتل والدماء والكراهية المشتعلة والممتدة داخل الوطن الواحد؟

من خلال تاريخ العائلة التي ينتمي إليها، كان سمير يروي تاريخ العراق الحديث، ويسلط الأضواء على ما أصابه من نكبات ونكسات، بتركيز خاص على “الدياسبورا” العراقية، أي أفراد العائلة الذين هاجروا واستقر بهم المقام في بلدان العالم المختلفة بين أستراليا إلى الولايات المتحدة.

بين بغداد ولندن

هذا المدخل ضروري قبل تناول فيلم سمير الجديد “بغداد في خيالي” الذي يعرض ضمن مسابقة الأفلام العربية في مهرجان القاهرة السينمائي. إنها المرة الأولى التي يطرق فيها سمير جمال الدين بوابة الفيلم الروائي، بعد مسيرة حافلة في السينما التسجيلية. وكما في الفيلمين السابقين هو أيضا، يستند إلى ما يختزنه في ذاكراته عن العراق، عن الأهل والعائلة والأصدقاء من الأجيال المختلفة، والانتماءات الدينية والسياسية المتعارضة، يروي من خلال هذه الشخصيات دراما الحالة العراقية في المهجر، مع حنين لا يفتر ولا يذوي، إلى “بغداد” التي كانت دائما في خياله وستبقى.. بغداد الماضي السعيد.

تقوم الدراما على محاور عدة يتناول من خلالها سمير بعض الجوانب المسكوت عنها في الثقافة العراقية خاصة والعربية بوجه عام، منها الفكرة الشائعة عن المثلية الجنسية (يسمونها في الفيلم الشذوذ الجنسي كما تأتي عادة على اللسان العربي)، ومنها أيضا مسألة المرأة، والنظرة المتدنية إليها بوجه خاص إن هي تجرّأت وأقدمت على إقامة علاقة عاطفية مع شاب ينتمي إلى المجتمع الآخر الذي هاجرت إليه وترغب في ترسيخ وجودها فيه، فكيف ترتبط وهي المسلمة بشخص هو “الآخر” صاحب الصورة النمطية المستقرة مسبقا في الوعي العربي؟ كما يصوّر الفيلم قضايا تتعلق بالتطرف الديني وحالة الضياع الفكري التي تصيب بعض الشباب تحت تأثير الدعاة المتطرفين الذين يسيطرون على المساجد (كما نرى في الفيلم)، والاتجاه إلى العنف والجريمة.

من خلال قصة تدور أحداثها وسط مجموعة من العراقيين المقيمين في العاصمة البريطانية لندن، يتطرّق الفيلم إلى هذه القضايا وغيرها أيضا، ويستند أيضا إلى الماضي ويصوّر كيف يلقي بظلاله على الحاضر، فلدينا على سبيل المثال وسط هذا “المجتمع العراقي الصغير” في لندن، شخصية ضابط سابق في المخابرات العراقية في زمن صدام حسين، يطارد زوجته السابقة التي هربت منه إلى الخارج ويهدّدها بالقتل إن لم ترجع إليه، وبفضح علاقتها بالشاب البريطاني أمام الجميع من أبناء الجالية العراقية، ولكنها تهدّده من جهتها بكشف ماضيه الاستخباراتي باستخدام وثائق في حوزتها. وهي قصة شديدة الصدق والإقناع، فكثير ممّن لجأوا إلى بريطانيا بعد سقوط نظام صدام كانوا ممّن خدموا هذا النظام وكانوا جزءا منه ومارسوا القمع والقتل أيضا!

المرأة، أي الزوجة السابقة التي تقوم بدورها ببراعة الممثلة العراقية زهراء غندور، كانت تعمل مهندسة معمارية في العراق، لكنها أصبحت الآن ساقية في مقهى يمتلكه عراقي في لندن. وقد اختارت لنفسها اسم أمل بينما سنكتشف أن اسمها الحقيقي هو سهير، كما تنكر هويتها كمسلمة وتقول لحبيبها البريطاني إنها مسيحية.

وفي الفيلم شخصيات تنتمي إلى الشيعة والسنة والمسيحيين والأكراد. أما صاحب المقهى الذي أطلق عليه “أبو نواس” فهو في الأصل كاتب وشاعر، وكان قد تعرّض في الماضي للتعذيب في العراق، لكنه خرج من السجن بموجب اتفاق أو “صفقة” ما يلقي الفيلم بظلال من الشك عليها، ويصوّر لنا شعوره الخفي بالذنب، فنحن نفهم أنه ربما يكون قد باع شقيقه وخطيبة شقيقه ووشى بهما للسلطات.

"بغداد في خيالي" تناول العديد من الجوانب المسكوت عنها في الثقافة العراقية خاصة والعربية بوجه عام

مصائر غامضة

علاقات تتحطم، وعلاقات أخرى تنكشف، ومصائر غامضة أو دامية تصل إليها بعض الشخصيات، في سياق سينمائي ينتقل أحيانا بين الماضي والحاضر، وبين التحقيق الذي تجريه الشرطة البريطانية في جريمة قتل بدافع ديني، وبين الأحداث التي أدت إلى وقوع الجريمة.

وكعادته يستخدم سمير الأغاني العراقية الشعبية التي يعرفها من الماضي، ويسترجع صور مطربات ومطربي الماضي الجميل الذين يظهرون على شاشة التلفزيون داخل المقهى، كما يتعامل بحنين بالغ مع فكرة المقهى العراقي وكيف أنه لا يزال يتذكر عصره المزدهر في بغداد.

لكنه يشير في الوقت نفسه إلى وطأة التأثير الديني على فكر الكثيرين وكيف ينظرون على سبيل المثال إلى المثليين، بل وكيف يحرص البعض على إخفاء ميوله المثلية لا يجرؤ على التصريح بها، ومع ذلك يصوّر مشاهد شديدة الجرأة لهذه العلاقات كما لم نر من قبل في فيلم عربي.

قد تكمن مشكلة سياق السرد في تعدد الشخصيات، والقصص الكثيرة المتشعبة، وتفاصيل أخرى تتفرع من داخل القصص الأصلية، مع انتقالات غير مترابطة بين الأماكن، والجنوح في النصف الثاني من الفيلم ناحية الميلودراما مع الكثير من التنميط والمبالغات واستخدام حوار يفتقد إلى التلقائية والطبيعية، ويبدو كما لو كان يعبّر عن أفكار نظرية لدى المخرج، يود التعبير فيضعها على ألسنة تلك الشخصيات. ولم يكن الانتقال بين اللغتين العربية والإنكليزية موفقا فليس من المعقول أن يتخاطب العراقيون بالإنكليزية فيما بينهم إلاّ مع الجيل الثاني الذي ولد ونشأ في بريطانيا.

ورغم هذه الملاحظات وغيرها، فالتجربة تفيض بالحميمية والصدق والرغبة في اكتشاف الذات والهوية، وتصوير تلك الحيرة التي يجد فيها العراقيون أنفسهم في المهجر، ليس فقط بسبب شعورهم بالغربة عن الواقع الجديد الذي يحاولون الانتماء إليه، بل بسبب سيطرة الثقافة الموروثة على أفكارهم ونظرتهم للعالم وللآخر وهو ما يصعب كثيرا التخلص منه. وسمير جمال الدين في هذه النقطة تحديدا، يعرف تماما ما يقصده ويصوّره.

"احكيلي" قصص عن إحدى أشهر العائلات السينمائية بمصر

استعادة شريط الحياة

لا يوجد ما يمنع أن يصنع الفنان فيلما عن نفسه وعن حياته، شريطة أن يتمكن من الربط بين الخاص والعام، وبين الشخصي والموضوعي، وأن يمتلك قبل كل شيء، رؤية لأبعاد العمل وبنائه بحيث يخرج لنا في النهاية عملا متماسكا يخلو من الارتباك والتكرار ويخلو من الفراغات والثرثرة.

وهذا هو تحديدا ما يعيب الفيلم التسجيلي “احكيلي” رابع الأفلام التسجيلية للمخرجة والمنتجة السينمائية المصرية ماريان خوري، وهو الفيلم الوحيد الذي اختير لتمثيل السينما المصرية في الدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائي.

المشكلة الثانية هي أن الفيلم التسجيلي الحديث لم يعد يختلف كثيرا عن الفيلم الروائي الخيالي، فقد أصبح يستند إلى بناء قصصي أيضا، أي أنه يجب أن يكون لديك تصوّر أو رؤية لبناء الفيلم بحيث يمكنك أن تسحب المتفرج معك وتشده إلى عالمك وعالم القصة التي ترويها بتفاصيلها التي تختارها بدقة وعناية.

هذا الجانب القصصي المتماسك غائب عن فيلم ماريان خوري الذي يعاني من الترهل والتفكّك وقدر كبير من العشوائية في المونتاج، اعتمادا على استناده إلى مقاطع قديمة نادرة من المقابلات والتسجيلات والصور، منها مقابلات مسجلة غالبا على شرائط فيديو عتيقة، مع عدد من أفراد عائلة ماريان، مثل شقيقيها إيلي وجابي، وخالها المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين، وعمتها، وابنتها، وجدتها. ولا شك أن الصور الفوتوغرافية القديمة بالأبيض والأسود التي توفر منها الكثير من “ألبوم” العائلة وتظهر فيها والدة ماريان وجدتها اللتان تركتا تأثيرا كبيرا عليها، من أفضل ما شاهدنا في هذا الفيلم.

ولكن ما هو الموضوع، أو ماذا تريد ماريان خوري أن تقول لنا أو تصوّر لنا أو تعرض لنا، وما هي الفلسفة التي تكمن وراء الصورة، أو خلاصة بحثها الشاق عن الذات وعن الهوية، خلال حياة عائلتها التي تعود أصولها إلى لبنان؟

لا أظن أن الإجابة عن هذا السؤال ستكون في صالح الفيلم. صحيح أن هناك الكثير من المشاهد المؤثرة عاطفيا التي تسترجع فيها ماريان علاقتها بأمها، وهجرها لزوجها الأول الذي لم تستطع أن تتعايش معه، ثم محاولتها فهم ابنتها المراهقة المتمردة التي تبدو مستنفرة، عدوانية، توجه الكثير من الأسئلة وكأنها تحقّق وتدين وتصدر أحكاما.

أجيال من نساء عائلة ماريان خوري

وسنفهم فيما بعد أنها تعاني أيضا مثل ماريان نفسها، من أزمة هوية تتحدث عنها بإسهاب أمام الكاميرا. فهي لا تعرف ما إذا كانت مصرية أم فرنسية، تشعر بالاغتراب في مصر، تنتمي كما تقول إلى عائلة غنية في مجتمع فقير، لا تتحدّث لغة البلد الذي ولدت فيها إلاّ بصعوبة ولا يمكنها كتابة كلماتها، حاولت أن تعيش في فرنسا ولكنها انتهت إلى كوبا.

وكما كانت ماريان تشعر في طفولتها أن والدتها لم تهتم بها كما كان ينبغي، يراوض ابنتها سارة شعور مماثل. ولكن ما علاقتنا نحن المشاهدين بكل هذه التفاصيل والصور والحكي الذي لا يتوقف لحظة واحدة وكل تلك الشروح والاعتراضات والتدخلات والمقاطعات؟

إيلي، شقيق ماريان يقول لها في أحد المشاهد الأولى من الفيلم: لماذا تصوّرين فيلما كهذا؟ ما الذي يهم الجمهور من أشياء شخصية تماما؟ ماريان بالطبع ترى أن وجود يوسف شاهين في الفيلم من خلال تلك المقابلة النادرة التي أجرتها معه (باللغة الفرنسية بكل أسف!) سيضفي عليه قيمة ما.

وهي تنجح في الربط بين حياة شاهين الخاصة وعلاقته بوالدته، وبين ما يصوّره في بعض أفلامه التي نرى منها بعض المقاطع مثل “عودة الابن الضال” و”حدوتة مصرية” و”إسكندرية ليه”. ولو كان الفيلم قد سار على هذا المنوال في الجمع بين حياة الفنان وأعماله السينمائية لكان قد أصبح لدينا عمل متفرد. إلاّ أن الفيلم في الحقيقة ليس عن شاهين، بل عن ماريان وابنتها تحديدا، وبحث ماريان الممتد عن الهوية وهو السؤال الذي أغفلته طويلا ربما، بحكم انهماكها الكبير في العمل منذ أن تولت مسؤوليات الإنتاج في شركة أفلام يوسف شاهين (مصر العالمية).

هناك دون شك تلقائية كبيرة مثيرة للإعجاب في مشاهد المقابلات مع أفراد العائلة، ولكن يظل هناك الكثير من الفجوات والقفز فوق بعض الأحداث بحيث لا يمكننا القول إن ماريان تروي حقا قصة العائلة من خلال علاقتها بالتطورات السياسية والاجتماعية التي مرت بها مصر منذ أن جاءت عائلتها إلى مصر في أوائل القرن العشرين، فهذا طموح كبير تخذله المادة التي استعانت بها وهي في معظمها شخصية من أرشيف العائلة بما في ذلك تسجيل صوتي لمقابلة أجراها يوسف شاهين مع والدته، ثم لقطات لماريان داخل مستشفى لندني قبل إجراء عملية جراحية لها لاستئصال ورم سرطاني.

لا أفهم لماذا جاءت لقطات المقابلة التي أجرتها ماريان مع ابنتها سارة محصورة داخل ذلك الإطار الضيق الخانق كأنها صوّرتها بكاميرا التليفون المحمول. ولم تصبح الصورة “طبيعية” إلاّ بعد أن تبادلت الاثنتان الأدوار فأصبحت سارة هي التي تصوّر ماريان وتوجه لها الأسئلة.

وبوجه عام أدهشتني كثيرا رداءة الصورة في الفيلم أو ربما خذلت آلات العرض الفيلم في حين أنني شاهدت العرض في دار السينما التي تستأجرها ماريان خوري منذ فترة وسط القاهرة وتعرض فيها الكثير من الأفلام الفنية، كما تقيم بانوراما الأفلام الأوروبية سنويا بنجاح كبير.

كاتب وناقد سينمائي مصري

 

العرب اللندنية في

29.11.2019

 
 
 
 
 

عصام زكريا يكتب : محدش مرتاح.. فى عالم ماريان خورى!

كتب: عصام زكريا

يقول الأديب الإنجليزى الشهير أوسكار وايلد فى روايته «أهمية أن تكون أرنست»: «كل النساء يصبحن مثل أمهاتهن، وهذه مأساتهن. ولا يستطيع أى رجل أن يصبح مثل أمه، وهذه مأساته».

تذكرت هذه العبارة وأنا أشاهد فيلم «احكيلى» للمخرجة ماريان خورى، الذى يمثل مصر فى المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة الحالى.

هذا فيلم بديع، يبدو بسيطاً، وهو بالفعل مصنوع ببساطة متناهية، لكنها تلك البساطة الحقيقية، الصريحة، التى تحمل من التناقضات والعمق ما تحمله الحياة نفسها، مهما كانت بسيطة.

فى بداية الفيلم نستمع إلى تسجيل صوتى لجدة المخرجة تقول لابنها، يوسف شاهين، إنها لا ترى أن صناعة فيلم وثائقى عن العائلة فكرة جيدة: نحن عائلة تافهة وبسيطة، ليست هناك أحداث مهمة فى حياتنا، لا جريمة، لا طلاق. فيجيبها شاهين بعبقريته العفوية: ولكن قصص الجرائم والطلاق تصنع دراما سخيفة وسطحية. الحياة البسيطة تصنع قصصاً أفضل.

تثبت ماريان خورى صحة رأى خالها بصناعة هذا الفيلم، الذى حلم به ولم يستطع تحقيقه، عن العائلة التى تبين أنها ليست تافهة ولا بسيطة كما يبدو، ولكن على العكس شديدة الإنسانية والتعقيد، مثل معظم العائلات. وماريان، الموهوبة مثل خالها، عرفت بفطرتها وخبرتها أن فيلماً عن العائلة «من الخارج» لا يمكن أن يكون جيداً، وأن حديث المرء عن ذاته وعلاقاته الشخصية ببقية أفراد العائلة هو ما يمكن أن يكون نقطة ارتكاز وخطاً أساسياً ينبنى الفيلم حوله، وهكذا بنت الفيلم حول نفسها وعلاقاتها بابنتها وأمها وجدتها.

عن طريق النقاشات بين أفراد العائلة، ومقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية القديمة، ومشاهد من فيلمى شاهين «إسكندرية ليه؟» و«حدوتة مصرية»، وحوارات بين المخرجة وابنتها عن الفيلم نفسه، يتتبع «احكيلى» مصائر خمسة أجيال من نساء العائلة: أم الجدة، الجدة، الأم، ماريان، وابنتها.

يبدأ الخيط من نهايته، بحوار بين ماريان وابنتها عن علاقتهما، ورغبة المخرجة ألا تصبح علاقتها بابنتها مثلما كانت العلاقة بينها وبين أمها، ويمتد الخيط إلى الماضى ليرجع فى الزمن قرناً أو أكثر من الزمان، لنكتشف تدريجياً، وغالباً دون قصد، من صانعة الفيلم، أن هؤلاء النساء يتشابهن إلى حد مذهل، وأن كل واحدة منهن لديها علاقة معقدة مع أمها، وكلهن رغبن أن تصبح علاقاتهن ببناتهن أفضل، ولكن فى النهاية يعيد التاريخ نفسه، كما لو كان لعنة تسرى فى السلالة!

كلهن قويات، ذكيات، جميلات، وكلهن لديهن مشكلتان مزمنتان ومتوارثتان هما عدم الإحساس بالسعادة وعدم قدرة كل منهن على التواصل مع ابنتها.. أو ربما عدم قدرة كل منهن على التواصل مع أمها!

ليست هناك مشاكل كبيرة فى هذه العائلة، لا جرائم، لا حالات طلاق كارثية، لكن الحياة نفسها ثقيلة الوقع على أبنائها وبناتها. موت الأخ الأكبر ليوسف شاهين فى سن الحادية عشرة، والذى صوره فى «إسكندرية ليه؟»، مبيناً تأثيره العميق على الأسرة وعليه شخصياً، هو الحدث الجلل الذى يتخلل تاريخ العائلة، ولكن بمقاييس الحياة فهو ليس حدثاً استثنائياً، فالأطفال يموتون أيضاً، ولا تخلو سيرة عائلة من موت أبنائها، والزمن الذى حدث فيه ذلك الأمر، بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، شهد موت الملايين من الشباب الصغار.

ربما استطاع يوسف شاهين أن يعبر عن آلامه ورغباته وتناقضاته فى أفلامه، ولذلك تجاوزها، ولكن نساء العائلة، من الجدة الكبرى إلى الحفيدة الصغرى، لم يستطعن غالباً التعامل مع هذه الآلام والتناقضات والرغبات المكبوتة.

كلهن قويات، أقوى بكثير من رجال العائلة، أقوى وأذكى، ولكنهن مجبرات على العيش كبقية نساء هذه الأزمنة: يتزوجن فى سن مبكرة للغاية، من رجال يكبرونهن، بدون حب، بهدف «الستر» وضمان حياة «بورجوازية» آمنة مادياً، ويبقين محاصرات داخل دور الزوجة والأم مدى الحياة.. يلعبنه كما ينبغى، وكما تعلّمن من أمهاتهن، يربين أبناءهن وبناتهن بكثير من الحماية والتشجيع والقسوة أيضاً، ويحافظن دائماً على تلبية احتياجات المنزل ومظاهر الحياة البورجوازية، مهما ساءت الظروف الاقتصادية.

وكلهن لديهن أزمة هوية: خليط من أصول أجنبية ومصرية، وطوائف مسيحية، ثم مسيحية وإسلامية، مختلفة. لغات متعددة، إيطالى على فرنساوى على إنجليزى على عربى مكسر. هناك دائما إحساس بالعزلة، ثقافى وطبقى، يفصلهن عن الاندماج داخل المجتمع، لا يستطعن كسره. يوسف شاهين كسره، كما فعل أبوه، وربما معظم رجال العائلة. وماريان خورى ربما تكون أول امرأة فى العائلة تكسر هذا الطوق وهذه العزلة. ولكن هل انكسرت اللعنة حقاً؟ إن المشاهد الأخيرة من الفيلم توحى لنا بأن اللعنة قد تواصل مسيرتها مع الحفيدة، ربما فى بلد وقارة أخرى!

تتباين شخصيات ومصائر النساء فى «احكيلى». فى أحد المشاهد يصف شاهين أمه بأنها قوية جداً، ولكن فى الوقت نفسه هشة جداً. وهو وصف ينطبق على كل نساء الفيلم. التى تتزوج رغماً عنها مثل التى تتزوج عن حب، التى تظل ربة منزل مثل التى تخرج للعمل، التى تبقى والتى ترحل، التى عانت من الكبت وعدم التحقق الجنسى والتى حصلت على حرية اختيار الرجل المناسب واستبداله إذا لزم الأمر، كلهن يشعرن بتلك التعاسة الغامضة تسرى داخل أرواحهن، أو كما قال الفنان الشعبى خالد الذكر حسين الجسمى:

«محدش مرتاح. ازاى بندور على الفرحة واحنا بندور فى جراح. بنعيش نتمنى نروح سكة، وسكك مختلفة بتتراح».

تضعنا ماريان خورى فى فيلمها أمام أسئلة كثيرة، صعبة، وتتركها مفتوحة، أو بالأحرى مسكوت عنها، فتفتح «هويس» الأسئلة داخلنا، لنتساءل بالتبعية عن حياتنا وعائلاتنا وعلاقاتنا وهويتنا ومشاعرنا.

تلك الأسئلة فى الحقيقة تخصنا جميعاً، وتخص زمننا وأبناءنا، مهما تظاهرنا بالانتماء وتماسك الهوية وسعادة الحياة العائلية!

يبدو «احكيلى» كفيلم منزلى الصنع بسيط، من تلك النوعية التى راجت مؤخراً، ولكنه يُخفى تحت هذا السطح الهادئ أعماقاً مخيفة وعوالم بديعة من المشاعر والأفكار.

 

####

 

نجم تيتانيك: كنت أشتاق لسماع عبارة "أهلا بك في مصر" منذ طفولتي

كتب: أحمد حامد دياب

أبدى الفنان العالمي بيلي زين، أحد أبطال فيلم تيتانيك الشهير، سعادته بسبب تواجده في مصر وذلك خلال لقاء خاص مع الإعلامي رامي رضوان في برنامج "مساء dmc" المذاع عبر فضائية "dmc".

واعتبر زين أن كلمة "مرحبًا بك في مصر" لها وقع موسيقي على أذنه، مشيرًا إلى أنه كان يشتاق لسماعها منذ طفولته وأنه كان يتطلع لزيارة مصر لافتًا أن زيارته لمصر تعتبر شرف له.

وأكد زين على سعادته لوجوده في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي معتبرًا أن دعوته للمهرجان شرف له.

وتحدث زين عن إقامته في مصر، مشيرًا إلى أنه زار الأهرامات واعتبر أن زيارته لها حدث غير عادي، مبديًا تطلعه لزيارة مدينة الإسكندرية.

 

####

 

أحد أبطال "تيتانيك": السينما المصرية علَّمت العالم بسبب ثرائها

كتب: أحمد حامد دياب

تحدث الفنان العالمي بيلي زين، أحد أبطال فيلم تيتانيك الشهير، عن تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وتكريمه في مهرجان فني بمدينة سالونيك اليونانية، وذلك خلال لقاء خاص مع الإعلامي رامي رضوان في برنامج "مساء dmc" المذاع عبر فضائية "dmc".

واعتبر بيلي زين أن تواجده بين ثقافتين مختلفتين فكرة شديدة الخصوصية بالنسبة له، مشيرًا إلى أن تكريمه في مهرجانين خلال أسبوعين متتاليين يشعره بالخجل والتواضع الشديد.

وقال بيلي زين: "عليكم إدراك أن لغتكم السينمائية علمت العالم من خلال ثرائها بالعلوم والآداب وعندما ندرس مصر نجد أن هناك العديد من الرسائل ولكن السينما على وجه الخصوص أثرت العقول والأفئدة والخيال بخلاف أي شيء آخر".

وأضاف: "أعتقد أنكم أحدثتم تأثيرا كبيرًا في أدوات السينما والتي استمدت إلهامها من الحضارة المصرية القديمة"، معتبرًا أن ما يميز مهرجان سينمائي وآخر هو حضارة البلد التي يقام فيها المهرجان.

وأكد بيلي زين أنه كان يفضل قضاء وقت أطول في مصر لمشاهدة مزيد من الأفلام والمناقشة وتبادل الآراء مبديًا أسفه بسبب ارتباطاته في الخارج ونادمًا على عدم تمكنه من البقاء فترة أطول في مصر.

واستطرد: "أشتاق إلى العودة هنا مرة أخرى والمساعدة في توصيل الأفلام المصرية والعربية إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأنني أعتقد أن هذه الروايات ينبغي مشاهدتها من جانب المشاهد الأمريكي وأعتقد أنه يجب مشاهدتها لنرى مزيدا من القواسم المشتركة".

 

####

 

تعرف على صعوبات الفيلم السوداني "أوفسايد الخرطوم" لمروة زين

كتب: ضحى محمد

مجموعة من النساء الشابات فى الخرطوم تقررن تحدي الحظر المفروض من الحكم العسكري الإسلامى للسودان وتأسيس فريق كرة قدم احترافي، فشلن في الحصول على تصريح رسمى بتكوينه.

حيث تتمكن المخرجة مروة زين فى فيلمها الوثائقي الطويل الأول "أوفسايد الخرطوم" فى العثور على فتيات تصُمم على ممارسة حقهن البديهى فى ممارسة رياضة يحبونها، ليكون العمل تعبير واضح عن إرهاصات ثورة قامت فى مجتمع لم يعد قادراً على تحمل المزيد من القيود وتضييق الخناق على حريات شبابه، ومن هنا تصبح كرة القدم رمزاً للحرية والحق فى الحياة قبل أى شيء آخر .

ومن جانبها، قالت مخرجة الفيلم السوداني مروة زين "أوفسايد الخرطوم" لـ"الوطن"، بالفعل كورة القدم ممنوعة، لذا قُبض علينا أكثر من 20 مرة أثناء تصوير المشاهد، حيث أنه لم يعد هناك حرية للفنان وخاصة عندما يقدم فيلم وثائقى، ولكن إذا قدمنا فيلم سينمائي يكون هناك سهولة فى استخراج التصاريح، وفى حالة فيلم "أوفسايد الخرطوم" واجهنا العديد من المشكلات، ولكننا لم نستسلم للأمر حتى خرج الفيلم كما أرادت

شارك الفيلم في عرضه الأول بمهرجان القاهرة السينمائي، ضمن مسابقة آفاق السينما العربية بدورته الـ41 .

 

####

 

إقبال كبير على عروض "سينما الغد"..

وإدارة المهرجان تواجه الزحام بعروض "سينما الهناجر"

كتب: أحمد حسين صوان وحاتم سعيد حسن

تشهد مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة، أحد البرامج الموازية لمهرجان القاهرة السينمائى، فى دورته الحادية والأربعين، برئاسة المنتج محمد حفظى، إقبالاً جماهيرياً كبيراً، إذ تنفذ التذاكر قبل انطلاق العروض بأربع وعشرين ساعة تقريباً، حيث تضم 21 فيلماً من 13 دولة حول العالم، من ضمنها 5 أفلام مصرية داخل المسابقة.

وجاءت المشاركة المصرية بالمسابقة هذا العام بخمسة الأفلام، منها «أمين» و«البحث عن غزالة» و«فخ» و«بحر من الرمال».

وتواصلت «الوطن» مع الناقد أندرو محسن، رئيس «سينما الغد»، وبعض صنّاع الأعمال المصرية، للاطلاع على كواليس المسابقة وتفاصيل الأفلام.

 

أندرو محسن: السينما السعودية مفاجأة كبيرة لى كونها تطورت فى وقت سريع

وبدوره، قال الناقد أندرو محسن، رئيس مسابقة «سينما الغد»: «استقبلنا 1100 فيلم، بجانب الأفلام الأخرى التى طلبناها، لتبدأ مرحلة الفلترة، لنستقر فى النهاية على 21 فيلماً قصيراً فقط»، مضيفاً أنه كان يرغب فى اختيار 25 فيلماً: «بسبب العدد الكبير للأفلام، وقع الاختيار على 16 فيلماً فى بداية الأمر، لكن قررت وصول العدد إلى 20 عملاً، حتى تكون المنافسة أقوى والمستوى أفضل»، لافتاً إلى معايير اختيار الأفلام، بأن تكون ذات جودة فنية عالية، فضلاً عن تحقيق التنوع الجغرافى للأفلام المشاركة، واختيار أعمال تُعرض للمرة الأولى عالمياً أو دولياً من خلال المهرجان، وكذلك إحداث تنوع ما بين روائى وتسجيلى وتجريبى وتحريك.

 

الفيلم القصير ما زال يواجه صعوبات عدّة.. وحنان مطاوع تشعر بالمسئولية تجاه المسابقة

وكشف عن التحديات التى واجهته طوال فترة التحضير، وأولها هو رؤية الأفلام التى استقبلها المهرجان، والتى تجاوزت الألف، وكذلك الحفاظ على الصورة العامة للمسابقة، وكذلك نقل العروض من سينما الهناجر، إلى مسرح الهناجر، بسبب استيعاب أكبر عدد من الجمهور: «نفاد التذاكر العام الماضى كان أمراً متكرراً، لذلك قررنا نقل العروض إلى القاعة الأكبر، وبالرغم من ذلك نفذت التذاكر أيضاً».

وأشار «أندرو» إلى مشاركة السعودية فى «سينما الغد» لأول مرة: «المملكة لديها أجيال درست السينما فى الخارج، وذلك انعكس على شكل السينما السعودية التى باتت تظهر، مؤخراً، على مستوى عالٍ من الاحترافية، وذلك بمثابة مفاجأة كبرى لى، وكنت أعتقد أن السينما هناك سوف تستغرق وقتاً طويلاً لتظهر على مستوى جيد كونها منطلقة قبل فترة قصيرة، لكن هناك مواهب حقيقية استغلت الفرصة فور إتاحتها».

وأوضح أن مصر تشارك فى المسابقة بخمسة أفلام، دفعة واحدة، عكس الدورة الماضية، كانت من خلال 3 أعمال فقط: «رغم زيادة العدد، لكن ما زالت هناك صعوبات تواجه صُنّاع هذه النوعية من الأفلام، وكذلك يستغرق بعضهم وقتاً طويلاً لصناعة فيلم قصير، وقد يكون ذلك لمشاكل إنتاجية أو محاولات لجلب دعم من أكثر من جهة»، متابعاً: «نجحنا فى اختيار 5 أفلام، من بين عشرات الأعمال كان مستواها أقل من المتوسط»، مؤكداً أنه راضٍ عن جميع الأفلام المشاركة فى المسابقة.

وفسّر أسباب اختياره الفنانة حنان مطاوع، كعضو لجنة تحكيم مسابقة «سينما الغد»، قائلاً إنها واحدة من أفضل الممثلات فى جيلها، ولديها تاريخ فنى جيد، فضلاً عن قدرتها على المشاهدة بشكل جيد وشعور بالمسئولية تجاه المسابقة وتركيزها على أدق التفاصيل.

 

مخرج فيلم "أمين": شخصية البطل دفعتنى لتحويلها إلى فيلم وأطمح لمشاركة العمل فى مهرجانات عدّة حول العالم

ومن ضمن الأفلام المصرية، يأتى فيلم «أمين» للمخرج أحمد أبوالفضل، الذى أكد أن الفكرة التى قامت عليها قصة الفيلم منذ البداية بوجود نسخة نادرة لآخر دقائق قام بتصويرها المخرج شادى عبدالسلام وتم سرقتها بأنها قصة خيالية ولم تحدث: «فكرة العمل الأساسية وقصته قائمة على شخصية الشاب أمين وليس الحدث».

وأوضح «أبوالفضل» أن شخصية «أمين» منذ البداية أثارت إعجابه لتحويلها لفيلم، وهى خاصة بشاب فى منتصف عمره ولم يحقق ما يهدف إليه. ويطرح الفيلم تساؤلاً: كيف عاد أمين لينظر لحياته الماضية بسخط شديد وندم، وبأن أمين كان متصالحاً مع نفسه وظل يشعر بالندم لما اقترفه فى حياته؟

وقال «أبوالفضل» إنه بالرغم من حالة السخط والندم التى عاشها أمين فإنه لم يشعر بارتكابه لأى جريمة بسرقته للنسخة النادرة فهو يرى أنه يحميها من التلف، لافتاً إلى أنه يطمح لرؤية عدد كبير من الجمهور المصرى والعربى للفيلم ويشارك فى العديد من المهرجانات بداخل مصر وخارجها.

 

بسام مرتضى: مشاركتى فى المهرجان كممثل ومخرج تجربة مميزة واستعنت بلاجئ سودانى فى "البحث عن غزالة"

وجسد خلال أحداث الفيلم شخصية «أمين» الفنان والمخرج باسم مرتضى. وعن اختياره للمشاركة فى الفيلم أوضح بسام مرتضى لـ«الوطن» أن مخرج الفيلم أحمد أبوالفضل هو صديق وزميل له وأنهما عملا معاً على عدد من المشاريع السينمائية السابقة، وعرض على السيناريو وكان يرى بأننى مناسب لتجسيد شخصية أمين ومعه كاتب الفيلم أيضاً.

وأكد «بسام» أن تلك هى تجربته التمثيلية الأولى بشكل احترافى، وعن تجربته أوضح أنه يراها تجربة ممتعة وأسهل من الإخراج لأنها أقل توتراً بالنسبة إليه، وأضاف أن متعة التجربة فى أنك ترسم ملامح الشخصية التى تؤديها وتدخل فى أدق تفاصيلها، وعن عمله كمخرج بالأساس وهل من الممكن أن يكرر فكرة التمثيل مرة أخرى أكد «مرتضى» أنهم كمجموعة شباب يعملون بالمجال السينمائى والأفلام القصيرة يساعدون بعضهم البعض فهو أحيانا يكتب ويخرج ومن الممكن أن يشارك بالتمثيل فى فيلم آخر.

ويشارك فى المسابقة أيضاً فيلم «البحث عن غزالة» للمخرج بسام مرتضى، الذى أكد أنه يعمل منذ فترة على أول مشروع فيلم روائى طويل له باسم «غزالة»، إذ بدأ بعمل «كاستينج» لاختيار الممثلين بالفيلم وأن يكونوا بالفعل لاجئين، وأثناء عمله على تكوين فريق العمل التقى بـ«ريكو» وهو شاب كوّن فرقة كرة قدم للأطفال السودانيين اللاجئين بالفعل ولديه خبرة بالرياضة نفسها ومن هنا جاءت فكرة «البحث عن غزالة» وتنفيذها بالفعل، واصفاً مشاركته بالمهرجان كممثل ومخرج بأنه يشعر بسعادة حينما علم بقبول الفيلمين للمشاركة والمنافسة على المسابقة لذلك تعتبر دورة هذا العام مختلفة بالنسبة له.

 

ندى رياض: فريق العمل انسحب بعد انتهاء تصوير نصف الأحداث.. وأسعى لاستكشاف قضايا المرأة المصرية الاجتماعية والعاطفية

من جانبها، تقول ندى رياض، مخرجة الفيلم المصرى القصير «فخ»، إن هذه المشاركة هى الأولى لها فى «القاهرة السينمائى»، إذ ترى أنه شىء يدعو للفخر، كون الفيلم يُعرض للمرة الأولى على مستوى الوطن العربى فى بلد صناعته.

وكشفت «رياض» كواليس صناعة «فخ»، لاسيما أنه استغرق منها وقتاً طويلاً: «أعمل على هذا الفيلم منذ 2016، بداية من مرحلة الكتابة، وذلك يُعد فترة طويلة جداً لصناعة فيلم قصير، وحصل على جائزة من مؤسسة روبرت بوش للإنتاج الألمانى العربى المشترك، قبل عامين، إذ حصلت على دعم مالى كبير، فضلاً عن الدافع المعنوى بشأن البدء فيه، لافتة إلى أنه تم تصوير الفيلم مرتين: «فى المرة الأولى وقعت مشاكل عدّة، لعل أبرزها هو انسحاب فريق العمل، بعد انتهاء تصوير نصف الفيلم تقريباً، كونه غير مُتقبل الفكرة أو تناوله للعلاقات المسيئة، لذلك تم وقف التصوير لفترة، فضلاً عن إهدار مبالغ مالية ضخمة.. لذلك استعنت بفريق عمل مؤمن بالفكرة، ولا يرغب فى تقديم أى تنازلات إبداعية».

وأكدت أنها لم تكن مترددة من تقديم الفكرة: «أعتقد أن الجمهور بات أكثر تحرراً من صُنّاع السينما أنفسهم، وحريصاً على مشاهدة أعمال غير نمطية وهذا يعكس اعتقادات البعض بأن الجمهور يرفض الأفكار الجديدة المتطورة، مُبررة ذلك بتفاعل الجمهور مع الفيلم، وقت عرضه فى المهرجان: «المُشاهد لديه رغبة فى رؤية أفلام ليست تجارية أو تسرد بطريقة غير معتادة»، لافتة إلى أن هدفها الرئيسى من «فخ» هو فتح مساحات نقاشية بين الجمهور ورؤيته من زوايا مختلفة: «هذا الفيلم من المجتمع المصرى، والأهم هو التفاعل مع القضية وليس بالضرورة الإشادة به»، لافتة إلى أنها تسعى لاستكشاف موضوعات من وجهة نظر المرأة، سواء اجتماعية أو عاطفية أو غيرها، و«هذا ينعكس على طبيعة عملى سينمائياً».

 

####

 

المخرج المغربي: تكلفة إنتاج الفيلم 600 ألف دولار..

ونعاني مشكلة "التوزيع" للعالم العربي

كتب: هبة أمين

«ثلاث مريضات وممرضة تهتم بهن فى جناح للطب النفسى بالدار البيضاء فى المغرب، من أعمار وخلفيات اجتماعية مختلفة، يواجهن معاناتهن، وتتشكل بينهن روابط صداقة قوية، فيساعدهن تسللهن ليلاً إلى الخارج فى العودة شيئاً فشيئاً إلى الحياة»، عن الأزمة التى تتعرض لها كل شخصية، تدور أحداث الفيلم المغربى «نساء الجناح ج» الذى عُرض للمرة الأولى فى مصر والشرق الأوسط، فى إطار فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى.

مخرج الفيلم المغربى محمد نظيف، قال لـ«الوطن»، إنّ الأحداث فى الفيلم تنطلق من وقائع حقيقية، ودخل عليها بعض الخيال، ومنها قصة الشابة ريم، التى جسدتها الفنانة المغربية ريم فتحى، التى تعرضت لزنا المحارم، واعتداء والدها الجزار عليها، وهى قصة حدثت بالفعل: «الشخصيات الأربع التى ظهرت على الشاشة لحالات واقعية، قررت أحكى قصصهن، كذلك الفيلم يحكى عن إمكانية حدوث الصداقة القوية فى وقت الأزمة ويكون هناك أمل فى النهاية».

محمد نظيف: "نساء فى الجناح ج" يتناول الاكتئاب الحاد لقصص حدثت فى الواقع.. والسينما المغربية تعيش طفرة حقيقية على مستوى الكم والكيف منذ 15 عاماً

وأعرب «نظيف» عن سعادته لما وصفه بردود الفعل الإيجابية من قِبل الجمهور تجاه الفيلم الذى يتناول قضايا وصفها بـ«المغامرة»، لتناولها الاكتئاب الحاد لدى النساء بمختلف أنواعه، وعدم تفهم العائلات لهذا المرض، مستشهداً بالدور الذى لعبته الفنانة المغربية أسماء الحضرمى، التى جسّدت شخصية أمل، وهى امرأة فقدت نجلها أمام عينيها، وحدثت لها مشكلة نفسية، وعلى أثرها دخلت المستشفى، وبعد مرور شهرين، كان أهلها يرون أن هذه المدة كافية لاسترداد هذه المرأة حياتها واسترجاع ضوء الحياة من جديد.

وعن التحديات التى واجهته قبل خروج «نساء الجناح ج» للنور، قال «نظيف»، إن الفيلم استغرق 5 أعوام، منها عامان فى كتابة السيناريو والتى قام بها بنفسه مع زوجته الممثلة أسماء الحضرمى، وعامان آخران للبحث عن التمويل لهذا الفيلم، الذى كلّف ما يقرب من 600 ألف دولار، وتم الحصول على دعم من المركز السينمائى المغربى، تقريباً نصف التكلفة، فضلاً عن مشاركتى فى إنتاجه والمنتجة رشيدة السعدى، واختيار أكثر من «لوكيشن» للتصوير.

وأشار إلى أنه عندما يقوم بمشاهدة أعماله مرة أخرى، لا يرى وقتها إلا الثغرات وإذا كانت هناك أشياء لم يوفق فيها، وهذه طبيعة أى عمل إبداعى، «وعندما شاهدت الفيلم فى مصر مع الجمهور كنت فرحان، نظراً للصعوبات التى عانينا منها».

واستطرد «نظيف» أن مشاركتهم فى «القاهرة السينمائى»، بمثابة دفاع عن السينما المغربية وعن حضورها فى هذا المهرجان الكبير، مشيراً إلى أن «نساء الجناح ج» يحمل كثيراً من الرسائل، وكل متلقٍّ سيرى الرسالة التى تتلامس مع مسار حياته والآخرين المحيطين به، لأنها قصص تحدث فى الواقع كثيراً فى العلاقات مع الأسرة، وعدم التفهم للمرض النفسى، والصداقة التى تنشأ بين المريضات، وكيف تصبح هذه الصداقة دافعاً لهن للعودة للحياة مجدداً.

وبشأن وضع السينما المغربية، قال «نظيف»، إنها تعيش طفرة حقيقية منذ 15 عاماً على مستوى إنتاج الأفلام من حيث الكم والكيف، وهناك ما يقرب من 25 فيلماً روائياً طويلاً سنوياً، فضلاً عن المشاركة فى المهرجانات الدولية الكبيرة، «ولكن تبقى مشكلة التوزيع، خصوصاً فى العالم العربى، ونريد أن تصل للشرق كله».

وفيما يخص مشكلة إنتاج الأفلام، أوضح «نظيف» أنها لا تمثل أزمة كبيرة لوجود ما يسمى الإنتاج المشترك، «وأنا أصبحت منتجاً رغماً عنى، لأنه أحياناً قد يكون هناك منتجون يرفضون المغامرة بأموالهم»، متابعاً: «أنا حاولت تقديم فيلم يتناول قضايا جدية فى تيمته، وفى نفس الوقت يكون ملائماً للجمهور، وهو ليس فيلماً موجهاً ضد الرجال فقط، ولكن ضد الأمهات أيضاً، فى ظل وجود شخصيتين بالفيلم شعرتا بخيانة من قبَل الأم.

 

الوطن المصرية في

29.11.2019

 
 
 
 
 

أبرز مشاهد الدورة 41 من مهرجان القاهرة السينمائى فى 10 صور

باسم فؤاد

يسدل الستار اليوم الجمعة على الدورة 41 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، فى دورة استثنائية أقيمت فى الفترة بين 20 وحتى 29 نوفمبر الجارى وشهدت عرض أكثر من 150 فيلما من 63 دولة، من بينها 35 فيلما فى عروضها العالمية والدولية الأولى، بالإضافة إلى 84 فيلما فى عرضها الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

فى التقرير التالى نسلط الضوء على أبرز مشاهد الدورة 41 من المهرجان قبل ساعات من إقلمة حفل ختامه بدار الأوبرا المصرية بحضور نجوم الفن:

كرم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الممثل والمخرج الأمريكى، وليام جورج الشهير بـ"بيلى زين"، الذى يعد واحدًا من أبرز الشخصيات الفاعلة فى صناعة السينما، واشتهر بتقديم شخصية الشرير "هوكلي" فى فيلم "تيتانيك"، وشهد التكريم حضور ليلى علوى ورانيا يوسف ولبلبة والأختين رانيا منصور ونورهان منصور.

ووجه زين الشكر لمهرجان القاهرة السينمائى بعد تكريمه، عبر حسابه بموقع "إنستجرام"، ونشر بيلى زين فيديو من تكريمه، معلقا: "شكرا لكم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى على هذا الشرف العظيم.. ضيافتك لا تعرف الحدود"، كما هنأ مسئولى المهرجان على نجاح دورته الـ41.

هنأ الحضور فى حفل افتتاح مهرجان القاهرة الفنانة هند صبرى بعيد ميلادها، أثناء وقوفها على المسرح الكبير، وغنى الحضور Happybirth day to you.

تواجدت الفنانة رانيا يوسف على السجادة الحمراء مرتدية فستان أسود قصيرا، وذلك فى افتتاح مسابقة آفاق السينما العربية، بعرض الفيلم التونسى "بيك نعيش" ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ41، وخطفت رانيا الأنظار إليها بالفستان الذى ارتدته.

شيما الحاج

ظهرت الفنانة شيما الحاج بفستان مثير على السجادة الحمراء فى حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ41، والذى يعد أول ظهور إعلامى لها بعد خروجها من السجن.

منى عبد الغنى

منى عبد الغنى بالحجاب على السجادة الحمراء: مليش دعوة بحد

ظهرت الفنانة منى عبد الغنى بالحجاب على السجادة الحمراء وكانت الوحيدة التى ترتدى غطاء الرأس وسط نجمات الفن اللاتى ظهرن بفساتين مختلفة ومميزة التصاميم.

وعن ظهورها بالحجاب خلال المهرجان قالت: "ماليش دعوة بحد" ضاحكة: إيه رأيكم انتوا وده من تصميم هانى البحيرى.

ياسمين رئيس بالهوت شورت على السجادة الحمراء

وصلت، منذ قليل، الفنانة ياسمين رئيس على السجادة الحمراء مرتدية هوت شورت، وذلك أثناء حضورها العرض الأول للفيلم الفلسطينى "بين الجنة والأرض" للمخرجة نجوى نجار، المشارك فى المسابقة الدولية بمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ41، وذلك بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية.

قبلة من حسام الجندى لزوجته منال الحمرونى

حضرت الفنانة والإعلامية التونسية منال الحمرونى وزوجها الفنان حسام الجندى، على السجادة الحمراء فى عرض الفيلم المصرى "احكيلي"، الذى يشارك بالمسابقة الدولية فى مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ 41، وتبادلا القبلات على طريقة النجم أحمد الفيشاوى وزوجته فى المهرجانات الدولية.

نفى الفنان الشاب حسام الجندى تقليد النجم أحمد الفيشاوى الذى اعتاد تقبيل زوجته ندى الكامل على السجادة الحمراء فى المهرجانات المختلفة، وصرح الجندى لـ"عين": "لم أقصد تقليلد أحمد الفيشاوى ولا أسعى وراء التريند".

المنتج الفرنسى دانيال زيسكند يغنى للزعيم

داعب المنتج الفرنسى دانيال زيسكند، المصورين على السجادة الحمراء لـ مهرجان القاهرة السينمائى بغنائه كوبليه "مرجان أحمد مرجان" للزعيم عادل أمام، وذلك أثناء حضوره افتتاح مسابقة "آفاق السينما العربية" بعرض الفيلم التونسى "بيك نعيش"، بحضور بطلة الفيلم نجال عبد الله، والمخرج مهدى البرصاوي، وطاقم العمل، بدار الأوبرا المصرية.

المنتج الفرنسي دانيال زيسكند

عرض، فيلم "احكيلي" للمخرجة ماريان خورى، وهو الفيلم المصرى الوحيد المشارك فى المسابقة الدولية الدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائى، بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية.

ونال الفيلم المصرى "احكيلي" إشادات واسعة من الجمهور الحاضر الذى ملأ صالة العرض على آخرها وسط تصفيق حاد بعد انتهاء عرضه، وهو الفيلم الذى كانت مدته حوالى ساعة ونصف الساعة، ويحوى مزيجا من الضحك والكوميديا التى سيطرت على الحاضرين خاصة أثناء حديث المخرج الراحل يوسف شاهين خلال الفيديوهات التى احتواها الفيلم وحديثه عن المواقف الكوميدية التى جمعته بعائلته.

فيلم تسجيلى عن الراحل يوسف شريف رزق الله

عرضت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى فيلما تسجيليا عن الناقد الراحل ومدير مهرجان القاهرة يوسف شريف رزق الله، المقامة حاليا فى سينما الهناجر، وتحدث نجوم الفن عن رزق الله حبه للسينما وخبرته فى إدارة المهرجان لسنوات، بالإضافة إلى معرفته بالسينما العالمية، ومقابلاته الصحفية، وحبه وشغفة للسينما، فضلا عن امتنانه وتطوعه للمهرجان.

 

####

 

المخرج إيليا سليمان يفجر الضحكات ويقدم رؤية سينمائية فى It Must Be Heaven

على الكشوطى

بلغة سينمائية بليغة قدم المخرج الفلسطينى إيليا سليمان فيلمه الجديد It Must Be Heaven، "إن شئت كما فى السماء"، المشارك فى القسم الرسمى خارج المسابقة بمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ41 والذى عرض على المسرح الكبير، بدار الأوبرا المصرية.

بجراءة بارعة خطف المخرج إيليا سليمان جمهور الفيلم من المشهد الأول، حيث رصدت كاميرا سليمان مشهد مهيب لمجموعة من المسحيين يرتلون تراتيل دينية يقودهم قس يمتلك الكثير من الوقار والهيبة بملابسة التي تضفي مزيدا من الرسمية علي ذلك المشهد المهيب، يأخذهم القس في طريقهم لفتح باب حديدي من المفترض أنه يفتح بإرادة الرب يطرق القس الباب منتظرا أن يفتح الرب الباب بمشيئته إلا أن العامل الخفي المفترض أن يفتح الباب من الداخل استكمالا لهذه الصورة المهيبة يرفض فتح الباب ويطلب من القس الانصراف وعلي ما يبدو أنه مخمورا، ودون الالتفات إلي الحرج الذي يضع فيه القس والرب في ذات الوقت يرفض فتح الباب علي طريقة "فوت علينا بكرة" ليتخلى قس علي ملابسه المهيبة ويدخل من باب جانبي يلقنه ضربا مبرحا لا نراه فقط نسمع صداه، وهو بكل تأكيد المشهد الخاطف الذي استحوذ من خلاله سليمان علي حواس الجمهور واظهر فيه رفضه للكنيسة وما يدور داخلها من وهما حسبما يراه صانع الفيلم.

إقدام إيليا سليمان علي أن يكون هو مخرج الفيلم وصاحب السيناريو وبطل العمل، جراءة كبيرة ولكن التحدي الأكبر الذي يؤكد علي أننا أمام مخرج واثق من أدواته هو أن العمل بالكامل لا يوجد به سوي بضعة كلمات تخرج علي لسان إيليا ومن حوله وهو الفيلم الأشبه بالأفلام الصامتة علي طريقة تشارلي شابلن أو باستر كيتون ولكن بمزيد من المرارة وهو أمر يحسد عليه فكيف استطاع سليمان أن يفجر الضحكات وأن يعبر عن واقع العالم المرير الذي يتشابه مع بلده فلسطين معتمدا فقط علي تعابير وجه والرسائل التي يقذفها في وجه المشاهد تاركا له مهمة تفسيرها وتأويلها حسبما يتعاطي المتلقي مع هذه الرسالة.

It Must Be Heaven، نال تنويه خاص من مهرجان  كان السينمائي، إضافة لجائزة النقاد " FIPRESCI Prize " ولف مهرجانات عالمية منها شانغهاي وميونخ وتورونتو وبريزبن ولندن وغيرها، إلا أن عرضه في مهرجان القاهرة لجمهور مصري عربي فلسطيني وغيرها من الجنسيات من المؤكد له مذاق مختلف فتعاطي الجمهور مع العرض داخل المسرح اضفي الكثير من المتعة واكدت علي معني هام جدا وهو أن المقاومة قد تكون من خلال الضحكة، وهو ما نجح فيه سليمان فطوال الفيلم لم نري ما اعتدنا علي رؤيته في الأفلام التي تتناول القضية الفلسطينية فلا طلقة ولا نقطة دم ولا بكاء وعويل، فقط الضحك والجمل الحوارية التي تتكون من كلمة أو كلمتين في الأغلب، وهو ما اعطي  فيلم سليمان مزيدا من الخصوصية والتفرد.

نجح فيلم It Must Be Heaven أن يعبر عن واقع مرير حيث خرج إيليا سليمان من المفهوم الضيق لفكرة الإحتلال إلي أوجه الشبه بين العالم كله وبين فلسطين المحتلة، فكل مكان زاره بالفيلم سواء فرنسا ونيويورك هما ايضا محتلان بطريقة أو بأخري.

يناقش إيليا بالفيلم العديد من القضايا العبثية ويتناول الفوضى والتناقض الذي غرق فيه العالم، من خلال رحلته لصنع فيلم والبحث عن تمويل لفيلم يتناول القضية الفلسطينية ولكن من منظور مختلف فتجد من هو متحمس للعمل ولكن لا يقبل انتاجه ومن يدعي الانفتاح ويتجاهل النظر حتي لمضمون هذا الفيلم الذي يحاول سليمان تقديمه داخل سياق الفيلم.

اتخذ سليمان من السخرية أداة للمقاومة وكما كان يفعل تشارلي شابلن يفجر الضحكات في أحلك الظروف والمواقف، فالمشاهد للعمل يجد أن سليمان تناول القضية الفلسطينية واوجه التشابه بين ظروفها وظروف دول العالم، والشذوذ الجنسي، وأزمة الانتاج السينمائي والمصاعب التي تواجه صانع الأفلام، تعاطف المواطنين مع فلسطين وطريقة تعاطي الشرطة مع ذلك خاصة في المشهد الذى نطق فيه إيليا سليمان للمرة الأولي في الفيلم بعد تقريبا مرور ثلثين العمل، حيث جلس إيليا في تاكسي نيويورك يتلقي نظرات مريبة من سائق التاكسي الذي يحاول أن يتعرف علي جنسية هذا الراكب فيتجرأ ويسأله فيجيب سليمان من "الناصرة" فلسطين ليفاجئ الجمهور برد فعل السائق الذي يتعامل مع الراكب وكأنه وجد ضالته في شخص معبرا عن سعادته عن رؤيته لرجل فلسطينى باعتباره أمر نادر أن يظل الفلسطيني فلسطيني ولا يتحول إلي جنسية أخري أو يخفي جنسيته ويبوج بجنسية بديلة لدولة احتضنته.

اختيار سليمان لموسيقي الفيلم والأغنيات التي ضفرها في سياق العمل لا تقل قيمة عن كل لقطة أو مشهد قدمه بالعمل، فكل أغنية لها مغنى خدم مقاصد العمل الذي أشبه بلوحة كلما جلست امامها ايقنت قيمتها وتفردها.

من بين المشاهد التي يجب أن نتوقف لديها هو المشهد الذى دخل إلي غرفة إيليا فيه عصفور مرهق، احتضنه سليمان وسقاه وراعاه، إلا أن العصفور استرد صحته وأصبح له متطلبات وصار مصدر ازعاج له شخصيا لذا يقوم إيليا بطرد العصفور، في إشارة للفلسطيني الذي تحتضنه الدول ولكنه عندما يصبح لديها متطلبات كمزيد من الحرية كدعم لقضيته يكون مصيره هو مصير نفس العصفور ربما في أغلب الأحيان.

مشهد آخر يجب أن نقف أمامه هو المشهد الذي صور فيه حالة الرعب الذي يعيش فيه العالم للدرجة التي وصل فيها الحال ليحمل الطفل السلاح بدلا من أن يحمل لعبته، الوقت الذي تحمل فيها الأم الرشاش إلي جانب شنطة الخضار والفاكهة في إشارة لفقدان الأمان والخوف من بعضنا البعض.

مثلما بدأ سليمان الفيلم بمشهد خاطف أنهي فيلمه أيضا بمشهد يستدعي التفكير والتأمل فبعد رحلة فاشلة لم يصل فيها إلي مراده يعود إيليا سليمان للناصرة من جديد يجلس في بار الضوضاء والأضواء من كل مكان يجلس سليمان يحتسي مشروبه ويتأمل فيما يراه، مشهد واسع لشباب من الجنسين بينهم مثليين يرقصون بشكل صاحب وكأن أرجلهم ليست علي الأرض علي انغام أغنية "عربي انا" تلك الأغنية الشهيرة التي اعتقد الجمهور وقت صدورها أنها أغنية تتحدث عن العروبة ومعاناه، لكنها خرجت بشكل اخر بعيدا عن ذلك المعني وأصبحت أغنية راقصة تتراقص عليها الفتيات والشبان وهو ما حرص علي إبرازه إيليا ليختم فيلمه بهذا المشهد وهو جالسا يتأمل كل معاني كلمة "عربي أنا" بما تحويه من معني وما ألت إليه الأمور.

 

####

 

محمد حفظي: مهرجان القاهرة السينمائي باع ما يقارب 40 ألف تذكرة

كتب علي الكشوطي بهاء نبيل باسم فؤاد

وجه رئيس مهرجان القاهرة السينمائي خلال حفل الختام حمد حفظي التحية لكل من دعم المهرجان واوضح انه لن يطول في كلامته نظرا لتشوق المخرجين لمعرفة الجوائز ولانشغال البعض بمبارة الاهلي، موجها التحية ايضا لجمهور الزمالك، كما وجه الشكر للناقد احمد شوقي مؤكدا انه تحمل مسئولية كبيرة بعد رحيل المدير يوسف شريف رزق الله ووجه الشكر ايضا للمخرج هشام فتحي مخرج الحفل

وختم حفظي حديثه ان السينما سلاح ضد الرجعية وان تذاكر المهرجان وصلت الي يقارب 40 الف تذكرة وهو ما يدل علي وعي كبير لدي الحمهور وشغف لحضور الافلام

شهدت السجادة الحمراء لحفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى في دورته الـ 41 حضور  كل من نجمة مسلسل صراع العروش  الانجليزية ناتالي إيمانويل وذلك بصحبة النجم المصري محمد كريم وبسمة وحنان مطاوع وزوجها ورئيس المهرجان محمد حفظي والدكتور خالد عبد الجلبل مستشار وزير الثقافة لشئون السينما ورئيس جهاز الرقابة على المصنفات وعبير صبري وزوجها ونهى عادل ومريم حسن وفراس سعيد والاعلامية بوسي شلبي ومفيدة شيحة

فعاليات الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي،  انطلقت 20 نوفمبر الجاري بفيلم "الأيرلندي" للمخرج الشهير مارتن سكورسيزي، وعرض خلالها أكثر من 150 فيلما من 63 دولة، من بينها 35 فيلما في عروضها العالمية والدولية الأولى، و84 فيلما في عرضها الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يضاف إليها تنظيم منصة المهرجان "أيام القاهرة لصناعة السينما" عدد كبير من الندوات والمحاضرات والورش التدريبية.

 

####

 

مهرجان القاهرة يكرم مدير التصوير الإيطالي العالمي فيتوريو ستورارو

كتب علي الكشوطي بهاء نبيل باسم فؤاد

كرم مهرجان القاهرة السينمائي مدير التصوير الإيطالي العالمي فيتوريو ستورارو، وقال فيتوريو أنه سعيد بهذا التكريم وانه شاهد لاول مرة في حياته فيلم ايطالي وهو في عمر السابعة ووقتها شعر بان التصوير السينمائي والسينما ستكون هي حياته

شهدت السجادة الحمراء لحفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي في دورته ال 41 حضور كل من ليلي علوي وبسمة وحنان مطاوع وزوجها ورئيس المهرجان محمد حفظي والدكتور خالد عبد الجلبل مستشار وزير الثقافك لشئون السينما ورئيس جهاز الرقابة علي المصنفات وعبير صبري وزوجها ونهي عادل ومريم حسن وفراس سعيد والاعلامية بوسي شلبي ومفيدة شيحة وشيرين رضا وإيمان العاصي والمخرج ابو بكر شوقي واحمد داش ميس حمدان ورزان و انجي وجدان

فعاليات الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي،  انطلقت 20 نوفمبر الجاري بفيلم "الأيرلندي" للمخرج الشهير مارتن سكورسيزي، وعرض خلالها أكثر من 150 فيلما من 63 دولة، من بينها 35 فيلما في عروضها العالمية والدولية الأولى، و84 فيلما في عرضها الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يضاف إليها تنظيم منصة المهرجان "أيام القاهرة لصناعة السينما" عدد كبير من الندوات والمحاضرات والورش التدريبية.

الحفل أقيم بالمسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، واخرجه هشام فتحي، وقدمته الإعلامية جاسمين طه زكي.

 

####

 

نادين لبكى: تحية من لبنان ست الدنيا إلى مصر أم الدنيا

كتب على الكشوطى _ باسم فؤاد _ بهاء نبيل

عبرت المخرجة اللبنانية نادين لبكى عن سعادتها بتكريمها فى ختام القاهرة السينمائى،  موجهة تحية من بيروت الثائرة ست الدنيا إلى مصر ام الدنيا، ورغم اوضاع لبنان اصريت اكون هنا فى القاهرة، 

واضافت لبكى: فى لبنان اتربينا على افلام فاتن حمامة، كنت اغمض عيونى اشوف ملامح فاتن حمامة.

ووجهت لبكى التحية لكل امرأة فى الصفوف الامامية فى الثورة اللبنانية .

كرم مهرجان القاهرة السينمائي المخرجة اللبنانية نادين لبكي والتي قالت "كبرنا علي افلام فاتن حمامة وكل الشخصيات التي كتبتها وكل اعمالي لما كنت بغمض عنيا كنت بشوف فاتن حمامة امامي بصوتها الرقيق ".

ووجهت نادين التحية لكل امراة وكل ام تقف في الصفوف الامامية بالثورة اللبنانية متخدة قلبها وحنانها سلاح وبتحاول تكتب تاريخ بلادها من جديد

وكان الفيلم المصري "احكيلي" للمخرجة ماريان خوري، فاز بجائزة الجمهور التي تحمل اسم الناقد الكبير والمدير الفني الراحل يوسف شريف رزق الله، وتمنح لأحد أفلام المسابقة الدولية، وأعلن ذلك في حفل ختام الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائي، المقام حاليا في دار الأوبرا المصرية وقالت مخرجة الفيلم "مش مصدقة نفسي جايزة الجنهور لفيلم تسجيلي واضح اني فتحت الجراح".

يذكر أن الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائي، التي تختتم فعالياتها الليلة، شهدت عرض أكثر من 150 فيلما من 63 دولة، من بينها 35 فيلما في عروضها العالمية والدولية الأولى.

 

####

 

مخرج بيك نعيش: متقدروش تتصورا فرحتى بعرض الفيلم فى مصر

كتب على الكشوطى _ باسم فؤاد _ بهاء نبيل

عبر المخرج التونسى مهدى برصاوى عن سعادته بعرض فيلمه فى مصر، قائلا بلهجته التونسية: متقدروش تتصوروا مدى سعادتى بعرض فيلمى فى مصر 

فاز الفيلم الروائي "بيك نعيش" للمخرج مهدي برصاوي، بجائزة صلاح أبو سيف جائزة لجنة التحكيم الخاصة، ضمن منافسات مسابقة آفاق السينما العربية، وأعلن ذلك في ختام الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائي، المقام حاليا في دار الأوبرا المصرية.

الفيلم إنتاج تونسي فرنسي لبناني، وشهد المهرجان عرضه الأول في الشرق الأوسط، وتدور أحداثه حول رحلة "فارس" و"مريم" إلى الجنوب التونسي، والتي تتحول إلى كارثة عندما يتعرض ابنهما الوحيد "عزيز" لطلق ناري عشوائي. إصابته التي تستلزم زراعة كبد تقلب حياة الأسرة رأسًا على عقب، وتكشف عن سر قديم طال إخفائه يكاد يهدد علاقة الزوجين للأبد.

ترأس لجنة تحكيم مسابقة آفاق السينما العربية، الناقد الكندي بيرس هاندلنج  المدير والرئيس التنفيذي السابق لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي خلال الفترة من عام 1994 وحتى عام 2018، وشارك في عضويتها  الممثل الألماني توماس كريتشمان، والمنتج البلغاري ستيفين كيتانوف، والممثلة المصرية هنا شيحة، والممثلة اللبنانية بيتي توتل.

يذكر أن الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائي، التي تختتم فعالياتها الليلة، شهدت عرض أكثر من 150 فيلما من 63 دولة، من بينها 35 فيلما في عروضها العالمية والدولية الأولى.

 

عين المشاهير المصرية في

28.11.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004