كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

lamento...

مرثاة كابوسية للطبقة الوسطى

أمل ممدوح

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الحادية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

نقلا عن نشرة مهرجان القاهرة السينمائي 41

حين تعلق في المنتصف فلا تكون قادرًا على مضاهاة ما مضى أو مواءمة ما يأتي، ستكون في أزمة حقيقية، و"إيلدر" بطل الفيلم البرازيلي "لامينتو" للمخرجين دييجو لوبيز وكلاوديو بيتنكورت؛ قد علق في هذه الأزمة، إيلدر رجل في منتصف العمر وريثُ فندق عتيق عن أبيه، يُفتتح الفيلم على واجهته بلافتة واضحة لاسمه نراها من الخارج، بينما نشاهد مشادة أمام الفندق بين غانية وأحد مستغليها، حين تطالبه بحقها فيبرحها ضربًا ويتركها جريحةً، يشاهدها إيلدر صامتًا من وراء زجاج فندقه من خلف ستارة أفقية الخطوط كالقضبان، ليكون في وضع متقابل تمامًا مع الغانية، التي تبصق في وجهه بحنق على زجاجه الشفاف الذي يفصل بينهما، ليتسرب منذ البداية تقديم إيلدر في هيئة عاجزة قد توازي بينه وبين تلك الغانية، لنتتبع بعد ذلك إيلدر بحالة داخلية يقدمها الفيلم عبر موسيقاه الترقبيّة البطيئة، وتعبيرات إيلدر المستغرفة الموحية بالقلق والتجمّد معًا، مع صمته ودخان سجائره الكثيرة الذي يلفه، لنعرف أن الفندق مهددٌ بالإفلاس تتراكم عليه الديون، ويعرض عليه محامي مجموعة فنادق كبيرة شراء الفندق ومنزله مقابل إسقاط ديونه، يمثل رأسمالية ضاغطة، يبدو رجلًا بارد الهيئة وكذلك تبدو لقطاته باردة مقابل لقطات إيلدر الدافئة، بشكل يباعد بين عالميهما، ويجسد الهوة بينهما.

يدير إيلدر فندقه عريق الطراز وفق نفس معايير إدارته القديمة الأصيلة، مع اثنين من الموظفين أحدهما سيدة كبيرة السن تمثل قيمه الموروثة، يبدو في غرفة مكتبه ذي الواجهة الزجاجية الضيقة كمن في غرفة المراقبة، بوضعٍ موحٍ بالجمود، يقرر إثر ضغوط الفندق المادية التنازل عن معايير الفندق الانتقائية للنزلاء وسط استهجان موظفته القديمة، فيقبل بشاب يبدو وضيع السلوك يصطحب غانية، ليأخذه هذا النزيل لحالة كابوسية عبثية، فيثير الفوضى والمشاكل في غرفته بتصرفات خارجة عن نسق وطبيعة تقاليد الفندق، تضع إيلدر في مأزق ما بين الحفاظ على تقاليد المكان وبين مال يحتاجه، متحاشيًا الإبلاغ خوفًا على سمعة الفندق، بينما يخضع لابتزاز النزيل الفوضوي، محاولًا التوفيق بين كل ذلك والعثور على منطقة وسطى، لكن الرجل لا يخرج وتتزايد مشاكله ولا يدفع، بل يأتي بضيفة جديدة بينما تختفي الأخرى، وسط تصرفات غريبة منه وإغراق مشدوه للجنس والمخدرات بشكل يبدو غرائبيًّا مع امرأتيه الصامتتين دومًا، ليدخل الفيلم في غموض ملغز ضمن حالة فانتازية نفسية معًا في سياق رمزيّ، يستهلك هذا الصراع إيلدر في محاولات توفيقية وإن بدت مقاومة، كمسايرة النزيل ليغادر، وهروبه من مواجهة المشاكل بتعاطيه المخدرات والاستغراق في الخمر، ومحاولات لاستئناف يتجاهل أزمة علاقته الزوجية التعيسة، ومحاولة الرضى بعرض رجل الأعمال والتنازل عن فندقه، عالق بين تقاليده العريقة ولغة مادية جديدة يمثل النزيل الجديد إفرازاتها، بينما يمثل إيلدر الطبقة الوسطى التي لا تجيد التكيف السريع، العالقة بين زمنين وعالمين، هو في منتصف الأشياء، منتصف العمر، ومنتصف المجتمع وثقافاته، ومنتصف معظم اللقطات، يمر دائمًا وسط أُطُر متداخلة، مع عجز جسّدته علاقته بزوجته التي يحبها، وأحلام عقيمة بإشارة لحمل مجهض قديم، ونظرة متدنية من زوجته، مقهور من الماضي والحاضر والداخل والخارج، نراه في إحدى اللقطات يحاول السير على سور مرتفع، كمحاولة للتحرر من الحسابات والضغوط التي لم يُهيأ لها.
يستغرقنا الفيلم في محاولات كابوسية لإخراج النزيل وإيجاد المرأة المفقودة، التي نكتشف أنها في غرفة أخرى، تتراءى لإيلدر دائمًا مقيّدة تُغتصب وتعذب في لقطات متقطعة بإضاءة حمراء موحية بالشهوة دون أن نرى من يقيدها، حتى تشير له الأحداث دون توضيح حاسم، ضمن صياغة هاجسية، لتبدو الفتاة في مشاهدها الأخيرة كأنها انعكاس نفسه وصراعها، ينفس فيها غضبه من نفسه وقهره، ويعوض عجزه وكبته، تكرر بصقة المرأة الأولى له، لتبدو بعد صمت طويل كوحش يواجهه بضعفه، يرى فيها نفسه ككل عاهرات الفيلم الصامتات المقهورات، حتى يحوله الضغط لعنف بعد طول سكون.

حين ينهار إيلدر يدفع أيضًا ثمن ذلك، وتدفع ثمنه معه زوجته التي تمثل جانبه الأنقى، فيقف أخيرًا متجمدًا على الحد الفاصل بين عالميهما المتباينين، الذي تعكسه إضاءتها الزرقاء الروحية الفاترة في الخارج أمام إضاءته وإضاءة غرفته الحمراء كالجحيم خلفه، ليشترك مصير الزوجة ومصير الرأسمالي الذي حصل على فندقه، بشكل أو بآخر مع اختلافهما، يجمع كليهما ضغطٌ مختلف الشكل مارساه على إيلدر، توحده إضاءتهما المباعدة بينه وبينهما؛ هي بمثالية صارمة، والآخر برأسمالية ساحقة تستنزفه، ليبقى إيلدر في منتصف الصورة كما كان دومًا وإن تغيرت الأمور حوله بشكل يُرثى له.

 

####

 

ماذا رصد FilFan في فعاليات الدورة 41 من القاهرة السينمائي

نهال ناصر

فعاليات كثيرة قدمها مهرجان القاهرة على مدار 9 أيام هي عمر الدورة 41.

ومع قرب انتهاء الدورة التي حققت نجاحا ملموسا، يستعرض FilFan.com أبرز الملاحظات التي رصدها خلال الفعاليات:

-إقبال جماهيري كبير من اليوم الأول للمهرجان، مما أدى لزحام على شباك التذاكر.

-سرعان ما حُلت مشكلة الزحام فأصبح للصحفيين مكانا خاصا لقطع التذاكر.

-تعاون كبير قدمه موظفو شباك التذاكر رغم الزحام والتعب والإرهاق، لم يتم تعطيل أي شخص جاء لحجز تذكرته.

-كان التنظيم جيدا من الدخول إلى قاعة الفيلم فهناك أكثر من شخص يساعدك لإرشادك إلى مكان القاعة خاصة في عروض المسرح الكبير وإن كان كرسيك في "بلكون أو الصالة".

-عقدت ندوات عقب عروض الأفلام أدارها نقاد شباب وكانت حلقات نقاشية متميزة بين الحضور وصناع الأفلام.

-شهدت الندوات والحلقات التعليمية إقبالا من الجمهور ومحبي السينما الشباب، فكانت قاعاتها ممتلئة.

-حرص النجوم على حضور الندوات والحلقات النقاشية، وجلسوا وسط الجمهور بعيدا عن الأضواء.

-أضفى معرض "القاهرة أحبك" جوا مختلفا فعندما تدخله تشعر وكأنت تسير في شوارع منطقة وسط البلد القديمة.

-أفلام العالم الافتراضي حققت نجاحا كبيرا وإقبالا جماهيريا، خاصة كونها مجانية، كما أثنى الجمهور على الأفلام المقدمة هذا العام.

-لم تخل أي عروض سجادة حمراء من النجوم، وشهد عرض الفيلم المصري "احكيلي" حضور عدد كبير من النجوم.

-عروض "سينما الغد" كانت دائما كاملة العدد سواء في العرض الأول أو الإعادة في اليوم التالي.

-إعادة عروض الأفلام في سينما زاوية بالزمالك وكريم 1 و2 شهدت إقبالا جماهيريا كبيرا، فمن فاته العرض الأول للفيلم كانت له فرصة مشاهدة في اليوم التالي.

-وجود "فود كورت" هذا العام ساهم كثيرا في راحة الحضور، إذ كان مكانا مناسبا لتناول الطعام في فترة الاستراحة ما بين الأفلام، كما كانت تعقد جلسات نقاشات وتعليقات حول عروض المهرجان.

-شهد عرض فيلم "رزق السينما" حضورا كثيفا من النجوم، حتى أن القاعة امتلأت سريعا ولم يعد هناك مكانا للحضور، لذا تم إعادة عرضه في اليوم التالي بحضور كامل العدد أيضا.

-رفعت الأفلام شعار كامل العدد خاصة عروض السجادة الحمراء، وكانت التذاكر تنفذ مبكرا.

- لم يتأخر أي عرض من عروض الأفلام أو يحدث أي عطل تقني خلال العرض.

 

####

 

"الحالمات بالمدن"... فيلم وثائقي عن البيئة المتحضرة المتغيرة

جيهان عبد اللطيف

نقلا عن نشرة مهرجان القاهرة السينمائي 41

أربع نساء مهندسات تخطيط عمراني هن فيليس لامبرت، ودنيس سكوت براون، وكورنيليا هان أوبرلاندر، وبلانش ليمكو فان جينكل - اللاتي يعتبرن رائدات فى مجال العمارة على مدى أكثر من ستين عامًا من الخبرة - فهن يعملن ويراقبن ويفكرن في التحولات التي تشكل مدن كل يوم على مدار سبعين عاماً.

الفيلم مستوحى من الخيط الذي يربط هؤلاء النساء الأربع، وهو اشتراكهن فى مهنة واحدة هى الهندسة والتخطيط المعماري، وحلمهم بمدينة لها أصول حضارية إنسانية فى ذات الوقت.

قد لا تكون النساء الأربع: فيليس لامبرت، بلانش ليمكو فان جينكل، وكورنيليا هان أوبرلاندر، ودنيس سكوت براون - أسماء لمجرد نساء عاديات ولكنهن نساء حققت كل منهن ذاتها - فمن يعمل فى مجال الهندسة المعمارية قد يعلم أنهن من أشهر وأفضل مهندسات التخطيط والعمارة، حيث إنهن تركن بصمة في العديد من المدن في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا.

الفيلم هو استكشاف لطبيعة المدن من خلال عيون هؤلاء المهندسات من خلال عدة حوارات مع كل منهن، تتخللها تأملات بصرية حول حياة المدينة وصور من منازلهن في مونتريال وفانكوفر وفيلادلفيا وتورونتو، حيث يتيح لهن المخرج سرد قصصهن الخاصة، ودعم تلك القصص بالرسومات والنماذج المعمارية.

يتميز الفيلم باحتوائه على العديد من اللقطات الأرشيفية الواقعية، وكيف كان شكل عدة مدن فى الماضي، ثم قمن بأفكارهن المعمارية بتجديدها، ونرى كيف أصبح شكل تلك المدن مبهراً الآن. وكذلك هناك الصور الفوتوغرافية لكل منهن عبر الزمن منذ الشباب وحتى الشيخوخة، ونرى تكريم كل واحدة منهن فى العديد من المناسبات والحصول على جوائز عن أعمالهن الناجحة جدا، علاوة على عدة مقابلات معهن للحديث عن أنفسهن منذ الطفولة ومرحلة الدراسة ثم الزواج ووقوف زوج كل منهن وراء زوجته مشجعاً لها، وتصوير المواقع التى قمن بالعمل على أرضها، مما يعطي الفيلم عمقاً وثراء. نرى كيف أنهن كن يتجولن فى عدة مدن فى أنحاء العالم ويقمن بالتخزين فى الذاكرة لاختلاف طبيعة كل مدينة، ثم تقوم كل واحدة بابتكار شكل معماري جديد.

التصوير فى الفيلم رائع، فهو يظهر المناظر الطبيعية فى القرى مقابل المباني الشاهقة فى المدن، والفارق الشاسع بينهما والذى يؤثر على طبيعة البشر أنفسهم، وكيف أنهن قمن بتغيير شكل العديد من هذه القرى، وأصبحت مدينة ذات كباري ومبانٍ عالية، بل إنهن اهتممن حتى بالنواحي الترفيهية وقمن بتصميم وبناء مدينة ملاهٍ للأطفال.

علاوة على أنهن يبحثن أيضاً عن الشكل الجمالي، فقد وقفت إحداهن ترفع لافتة فى شبابها لوقف العدوان على المباني القديمة التاريخية، وقمن بحملة ترميم لتلك المباني، وحافظن عليها فى أجمل صورة.

إن الهدف الأساسي لكل منهن هو كيف تحقق المرأة ذاتها فى العمل، وكذلك نشر مفهوم أن المدينة لا يجب أن تكون مجرد مبانٍ عالية للحصول على أكبر قدر من المال لبيع الشقق، ولكن لابد أن تكون مكانا صحيا ولوحة جميلة لمنظر طبيعي، ترتاح عند مشاهدته وتشتاق للعيش داخله.

 

####

 

شهد أمين: "سيدة البحر" تناول وضع المرأة السعودية

سهير عبد الحميد

نقلا عن نشرة مهرجان القاهرة السينمائي 41

اختارت المخرجة السعودية شهد أمين أن تكون تجربتها الروائية الأولي في فيلم "سيدة البحر" بشكل فانتازي خيالي، من خلال عالم غير واقعي لجزيرة منفصلة عن العالم، يتم التضحية فيها بالمرأة كقربان للبحر كنوع من الإسقاط علي حال ووضع المرأة السعودية، والقيود التي تتعرض لها في مجتمعها.

عن كواليس فيلم "سيدة البحر" وظروف إنتاجه وسبب اتجاهها للرمز في الفيلم ورأيها في نجاح المخرجة السعودية في السينما وتفاصيل أخرى تتحدث شهد أمين في هذا الحوار:

·      بداية كيف رأيتِ مشاركة فيلمك "سيدة البحر" في مهرجان القاهرة؟

شيء مشرف لي بالتأكيد، خاصة أن فيلمي موجود ضمن مجموعه منتقاة من الأفلام العربية للشباب العربي.

·      لماذا اخترت أن يكون فكرة فيلمك الروائي الأول "سيدة البحر" هي نفس فكرة فيلمك القصير "حورية وعين"؟

بداية أنا لست من المخرجات اللاتي يقيدن أنفسهن بفكرة معينة، لكن قدمت "سيدة البحر" لأني تأكدت أن قضية "حورية وعين" مستمرة ولم تنتهى بعد فقررت أن أعمل علي نفس الفكرة رغم تحذير بعض المنتجين لي، فأنا أتمني تقديم رؤية بصرية معينة من خلال عوالم غريبة.

·      بطلة الفيلم "بسيمة حجار" لم يتعد عمرها 15 عاما. كيف استطعتِ السيطرة عليها واستخراج منها تعبيرات الوجه خاصة أنها لا تتحدث كثيرا في الحوار؟

أنا أعرف بسيمة منذ أن كان عمرها 6 سنوات وأعرف إمكانياتها وقدراتها ولم تخذلني، والحقيقة هي عاشت التجربة بكل جوارحها.

·      بدأتِ التحضير لـ"سيدة البحر" منذ عام 2013. لماذا تأخر في خروجه للنور؟

النص أخذ وقتا حتى اكتمل بعدها جاءت مفاوضات حول دعم الفيلم ثم توقفنا 7 شهور بجانب أن الظروف تتغير من وقت للثاني.

·      تناولتِ قضية حرية المرأة في السعودية لكن بشكل خيالي فانتازي.. ما السبب؟

بالنسبه لي لا أحب الأفلام الخالية من الرمزية، وفي المقابل أعشق نوعية الأعمال القائمة علي العوالم الأخرى التي تدور في عالم به قصة ولا يقولها بشكل مباشر، فكان مهما أن تكون لغتي السينمائية التي تشبهنا تقول قصة من الداخل وأعتبرها تجربة حياة وتأمل.

·      لغة الفيلم شبه صامتة، لماذا اخترتِ هذا الأسلوب بالتحديد في الفيلم؟

عندما بدأنا العمل علي الفيلم كان هدفنا أننا نخلق هذا العالم البصري الذي يعتمد أكثر على نظرة العين وليس الحوار وساعدتني في ذلك الممثلة بسيمة حجار، فرغم أنها طفلة لكن موهبتها التمثيلية مرعبة، وهذا سهل الموضوع علىّ وأيضا يعقوب وفاطمة.

·      لماذا اعتمدتِ علي صورة الأبيض والأسود؟

أعتبر هذا الأمر نوعا من الجرأة، فأهم شيء في صناعة السينما أكون جريئة وتكون لي لغتي الخاصة وعالمي، وأنا أسرد هذه القصة البصرية حتى الموسيقي التصورية كانت مختلفة وجزءا من الطبيعة التي يتحدث عنها الفيلم وهو جزء من التراث السعودي والعراقي وهو خليط من موسيقي الحجاز.

·      هل نعتبر أن "سيدة البحر" نوع من انشغالك بالهوية السعودية؟

بالتأكيد وهذا لا يمنع أنني أقدم فيلما معاصرا في الفترة القادمة، فالأفلام القصيرة التي خرجت من السعودية تسير في إطار، والبحث في الهوية السعودية، فهذا قريب من سينما سحر الواقع فنحن نعيش في عالم الفرق بين الواقع والخيال يكاد يكون مختفيا، فحياتنا كلها كامنة في الإيمان بفكرة.

·      أين تم تصوير الفيلم؟

في سلطنة عمان.

·      "سيدة البحر" يناقش فكرة حرية المرأة وتمردها علي القيود هل تقصدين هنا المرأة السعودية فقط أم أن الأمر امتد للمرأة بشكل عام في الوطن العربي؟

العكس وضعي أنا كامرأة سعودية، البعض قد يعتبرها نوعا من الأنانية، فالقصة رحلة حياة لاكتشاف جسد، خاصة أن المجتمع يقول للمرأة جسدك حرام ويصنفها بشكل مسيء لها، لذلك "حياة" البطلة تحاول أن تخرج عن هذا الإطار وتنسى كل الأشياء التي تعلمتها من المجتمع وتتقبل جسمها الذي يقول لها إنه حرام والبعض قد يرى هذا الأمر مشكلة موجودة ليست موجودة في السعودية فقط ولكن في بلدان كثيرة.

·      عندما بدأتِ ترشيح نجوم الفيلم هل كان في ذهنك أن يكونوا من جنسيات مختلفة؟

هدفي من رسالة الفيلم أنها تكون عربية ودولية فكان لابد أن نجمع جنسيات مختلفة.

·      هل سيعرض الفيلم للجمهور السعودي؟

نبحث هذا الأمر مع الشركة المنتجة.

·      عندما قررت أن تقدمي أول أفلامك "سيدة البحر" هل كان هدفك المشاركة في المهرجانات العرض الجماهيري؟

كان في ذهني أني أقدم الفكرة والقضية التي تشغل تفكيري، أما مسألة العرض هل سيكون للجمهور أم للمهرجانات فلم أفكر فيه.

 

الشروق المصرية في

28.11.2019

 
 
 
 
 

"القاهرة السينمائي" يكرم "صائد الأوسكار" فيتوريو ستورارو

هشام لاشين

أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن تكريم مدير التصوير الإيطالي فيتوريو ستورارو، أحد أعظم مصوري السينما في العالم، الجمعة، خلال حفل ختام فعاليات الدورة الـ41 من الحدث الفني الأضخم في مصر.

يأتي تكريم ستورارو تقديرا لمسيرته السينمائية الحافلة بالإنجازات التي امتدت لأكثر من 5 عقود، حصد خلالها أكثر من 50 جائزة دولية، من بينها 3 "أوسكار" عن أفلام: "القيامة الآن" 1979، "الحُمر" 1982، و"الإمبراطور الأخير" 1988.

ومن المقرر أن يعقد مدير التصوير العالمي جلسة حوارية مغلقة مع مديري تصوير المهرجان، الخميس، يديرها مدير التصوير إسلام عبدالسميع.

ستورارو ولد في روما عام 1940، وتعاون خلال مشواره الفني مع عدد من أبرز المخرجين منهم: وودي آلان، وبرناردو برتولوتشي، وفرانسيس كوبولا، وارن بيتي، وكارلوس ساورا.

حصل على جائزة البافتا لأحسن مصور سينمائي من الأكاديمية البريطانية للأفلام عن عمله "السماء الواقية" 1991، وجائزة "إيمي برايم تايم" عن فيلم Dune 2001، وجائزة Technical Grand Prize من مهرجان كان عن فيلم "تانجو" 1998.

 

####

 

أحمد حلمي وهند صبري ودرة في جلسات تصوير "القاهرة السينمائي"

العين الإخبارية - صفوت دسوقى

خضع عدد من نجوم الفن العرب لجلسات تصوير ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، ومن أبرزهم الممثل المصري أحمد حلمي وزوجته النجمة منى زكي، والفنانة التونسية هند صبري.

كما خضع لجلسات التصوير التي نظمتها إدارة المهرجان بالتعاون مع إحدى شركات الاتصالات الممثل الأردني إياد نصار، والفنان المصري شريف منير، والمصرية شيرين رضا، وأحمد فهمي وزوجته، والممثل الشاب محمد فراج.

ونشرت إدارة الدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائي جلسات التصوير عبر الصفحات الرسمية للحدث الدولي على مواقع التواصل الاجتماعي، وحصد بعضها آلاف الإعجابات والإشادات من جمهور الفن في الوطن العربي.

ومن ضمن النجوم العرب الذين خضعوا لجلسات التصوير خلال فعاليات المهرجان الذي انطلق 20 نوفمبر/تشرين الثاني، الممثلة اللبنانية نور، والتونسية درة، والأردنية ميس حمدان، وغيرهن.

وأقيم حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دار الأوبرا المصرية، حضره نخبة من نجوم الفن العرب، فضلا عن عدد كبير من الضيوف الأجانب.

ويشارك في المهرجان هذا العام 150 فيلماً بين روائي طويل وتسجيلي وقصير، منها أكثر من 30 فيلماً ينفرد المهرجان بعروضها العالمية والدولية الأولى.

ونجحت إدارة المهرجان، الذي يختتم فعالياته الجمعة، في الحصول على عدد من الأفلام العالمية الكبرى عرضت خلال فعاليات الحدث الدولي.

 

####

 

نجمات الفن يرحبن بـ"شرير تيتانك" في مصر: دعاية فنية وسياحية

العين الإخبارية - إسراء شاهين

أشادت عدد من نجمات الفن العرب بتكريم الممثل والمخرج الأمريكي وليام جورج الشهير بـ"بيلي زين"، خلال فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، معتبرات أن مشاركته في الحدث دعاية فنية وسياحية لمصر.

وحضر حفل تكريم زين، الذي اشتهر بتقديم شخصية الشرير هوكلي في فيلم "تيتانيك"، نخبة كبيرة من النجوم المصريين والعرب، أبرزهم خالد النبوي ورزان مغربي وإنجي المقدم.

ورحبت الممثلة المصرية إنجي المقدم بالفنان العالمي في القاهرة، معتبرة أن زيارته مصر وحضوره مهرجان القاهرة السينمائي أمر مشرف.

وأثنت الفنانة اللبنانية ومقدمة البرامج رازن مغربي بجدول الأعمال الحافل المعد للنجم العالمي، وتكريمه وعرض فيلمه ضمن فعاليات المهرجان، معتبرة أن ما يحدث يدل على حفاوة مصر بالضيوف

وأبدت الممثلة رانيا يوسف سعادتها باستضافة بيلي زين في المهرجان الدولي، قائلة: "شيء مشرف أن يرى الحضارة المصرية ويتعرف على ثقافتنا العريقة".

كما رحبت الفنانة الأردنية ميس حمدان بالنجم العالمي، معتبرة أن بيلي زين سعيد بتكريمه في القاهرة أكثر من سعادته بتكريمه في دولته الولايات المتحدة.  

وانطلقت فعاليات الدورة الـ41 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في 20 نوفمبر/تشرين الثاني، ومن المقرر توزيع جوائز مسابقاته في حفل ختام يقام على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية 29 نوفمبر/تشرين الثاني

 

####

 

مخرجة "خرطوم أوفسايد": أحلم بتقديم فيلم عن النوبة

هشام لاشين

حماس كبير لاقته المخرجة السودانية مروة زين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (20- 29 نوفمبر/تشرين الثاني) في أعقاب عرض فيلمها الوثائقي الطويل الأول "خرطوم أوفسايد"، وهو الفيلم الفائز بجائزة العمل الأول في مهرجان أيام قرطاج السينمائية الأخير.

ويتناول الفيلم فريق كرة القدم النسائي في السودان، الذي يواجه العديد من المواقف الصعبة ليس فقط على المستوى الاجتماعي ولكن أيضا التحديات الاقتصادية والسياسية الكبيرة، ويحلم بتمثيل بلاده في كأس العالم للسيدات.

ويعد الفيلم التجربة الإخراجية الطويلة الأولى للمخرجة مروة زين، التي صنعت عددا من الأفلام القصيرة خلال السنوات الماضية منها: "رندة" و"اللعبة" و"الثقافة للجميع".

وفي حوارها مع "العين الإخبارية" قالت زين إنها ولدت في السعودية وقضت طفولتها هناك، كما عاشت معظم حياتها في العاصمة المصرية القاهرة، لكنها سودانية الهوى بحكم الجنسية والانتماء.

·        بداية، ماذا تدرسين؟

درست الهندسة الكيميائية في القاهرة ثم سحبت ملفي في السنة الثالثة وقدّمته إلى معهد السينما، وبعد التخرج كنت محظوظة بالعمل مع المخرجين داوود عبدالسيد وخيري بشارة وهالة خليل.

واستفدت كثيراً وعرفت أن السينما صناعة ومسؤولية بالإضافة إلى الموهبة، وهي تحتاج قوة وصلابة وتواضع لسماع كل من حولك والاستفادة منهم لبناء عمل جماعي ناجح.

·        ما الذي دفعك للتفكير في "خرطوم أوفسايد"؟

كنت أقيم في القاهرة حين فوجئت بصديقتي المنتجة تغريد عويضة تطلب مني إخراج عمل مدته 5 دقائق عن فريق كرة القدم النسائي في السودان، ولم أكن أعلم بوجود هذا الفريق.

سافرت إلى السودان واكتشفت أنه من المستحيل تقديم فيلم مدته 5 دقائق عن هذا الفريق، ووجدت أنّها فرصة للحكي عن وطن كامل في هذا الفيلم.

استغرق التصوير مع عضوات الفريق نحو شهر دون توقف للتعرف عليهن عن قرب، لكن المشكلة كانت تكمن في كيفية إنتاج الفيلم، ومَن الذي سيتحمس لتحمل هذه التكلفة أو يتحمس للعمل.

·        وكيف انتهت المشكلة؟

الصعوبات كانت كثيرة بدءاً من البحث عن دعم للفيلم وتأسيس شركة إنتاج في السودان واستخراج تصاريح التصوير، وبعد مونتاج المادة المصورة تحدثت مع المونتير المصري محمد عماد رزق وناقشته في المشكلة التي واجهناها، وبدأنا في البحث عن إنتاج دولي وساعدتني في هذه المسألة المنتجة الفرنسية المصرية جيهان الطاهري، واستغرقت الرحلة للإنتاج والتصوير حوالي 4 سنوات.

·        اهتمامك بالمرأة بدأ مبكراً في أفلامك، هل هذا مقصود؟

أنا أهتم بالمرأة والعدالة والمساواة الحرية وظهر هذا في أول أفلامي "لعبة" وهو فيلم التخرج، ثم "أسبوع ويومين" مع ياسمين رئيس وعمرو صالح، و"راندا شعث" عن المصورة الفلسطينية، فأنا مهمومة بتقديم أفلام تعبر عني وتكون صادقة.

·        ما حلمك الذي لم يتحقق بعد؟

أحلم بتقديم فيلم بين مصر والسودان ويكون بشكل أساسي عن النوبة التي هي أصل أهلي، فأمي وأبي من دنقلة، وهي في شمال السودان وقريبة إلى مصر، وهذه المنطقة ظُلِمت كثيراً رغم أصالتها الكبيرة.

·        ما مشروعك الحالي؟

بدأت في توثيق شهادات حية من الثورة السودانية، وأستعد لمناقشة رسالة الماجستير في ألمانيا عن الفنون البصرية السمعية.

·        هل ترين أنَّ الثورة السودانية بداية عهد جديد للانفتاح الفني؟

فخورة جداً وممتنة لتضحيات شعبنا السوداني على مدار التاريخ، فبعد رحلة إفقار وتهميش وعقوبات دولية غير مفهومة، هناك ثورة عظيمة حدثت في ديسمبر/كانون الأول، والشعب السوداني المثقف والمبدع يستحق أن يكون لديه ازدهار حضاري كما كان في الماضي، والمسألة تحتاج لصبر واستمرارية وأنا متفائلة تماماً

 

####

 

ناتالي إيمانويل.. بطلة "صراع العروش" مفاجأة ختام "القاهرة السينمائي"

هشام لاشين

يشهد حفل ختام فعاليات الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، التي انطلقت 20 نوفمبر/تشرين الثاني ظهورا خاصا لنجمة مسلسل "صراع العروش" (Game of Thrones) البريطانية ناتالي إيمانويل.

الحفل الذي يقام بالمسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، يخرجه هشام فتحي، وتقدمه الإعلامية جاسمين طه زكي، ويشهد تكريم مدير التصوير الإيطالي العالمي فيتوريو ستورارو، الحائز على أكثر من 50 جائزة دولية، منها 3 أوسكار، قبل أن تبدأ مراسم تسليم جوائز مسابقات المهرجان المختلفة، بحضور لجان التحكيم، ونخبة من النجوم وصناع الأفلام.

وناتالي إيمانويل ممثلة إنجليزية، بدأت حياتها المهنية التمثيلية على خشبة المسرح في أواخر التسعينات، وتولت أدوارا في مختلف إنتاجات مسارح "وست اند" مثل المسرحية الموسيقية "الأسد الملك". كما مثلت شخصية ميساندي في مسلسل صراع العروش.

وأدت ناتالي إيمانويل شخصية "ميساندى" في مسلسل "صراع العروش" Game Of Thrones، الذراع اليمنى لأم التنانين "دنيرس تارجارين" في رحلة استعادة عرش الممالك السبعة في الملحمة الأسطورية التي كتبها السير جورج آر.آر مارتن، وبثتها قنوات "HBO".

وكانت إيمانويل زارت معالم مدينة الأقصر الأثرية، جنوبي مصر، على هامش حضورها فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ41

 

بوابة العين الإماراتية في

28.11.2019

 
 
 
 
 

فيلم "نساء الجناح ج": مواجهة الاكتئاب بالصداقة

(رويترز)

داخل مستشفى للاضطرابات النفسية تتشارك ثلاث نساء غرفة واحدة، بعدما سقطن ضحية للاكتئاب، وخلال رحلة علاج قصيرة يلامس مخرج الفيلم المغربي بعضاً من القضايا الاجتماعية المسكوت عنها عبر حكاياتهن، بينما على الجانب الآخر يبلور قيمة الصداقة وكيف تصبح طوق نجاة في عالم تشتد قسوته.

فيلم "نساء الجناح ج" بطولة أسماء الحضرمي وجليلة التلمسي وإيمان مشرافي وريم فتحي وفاطمة عاطف ونسرين الراضي وكنزة فريدو، ومن إخراج محمد نظيف في ثاني فيلم روائي طويل له.

تنطلق أحداث الفيلم من داخل "الجناح ج" في مستشفى الاضطرابات النفسية في مدينة الدار البيضاء حيث آمال التي فقدت ابنها الوحيد في حادث وتلوم نفسها طوال الوقت على ذلك، وابتسام التي خدعتها أمها وزوّجتها من رجل مثلي الجنس بعدما أخفت عنها حقيقته، وريم التي تعرضت للاعتداء الجنسي من والدها وعندما جاهرت بالأمر وقف الجميع ضدها حتى أمها شهدت ضدها بالمحكمة.

ورغم الصورة النمطية عن غالبية أطقم التمريض في مثل هذه المستشفيات من قسوة وغلظة في التعامل مع المرضى، يقدم مخرج الفيلم نموذجاً حنوناً متعاطفاً يتمثل في "الممرضة حليمة" التي تساعد الثلاثة على الخروج سراً في بعض الليالي للسهر والترويح عن أنفسهن.

لكن حتى هذه المرأة يتضح أنها على شفا الاكتئاب، بعدما خدعها خطيبها وأخذ مدخراتها للزواج من أجنبية والحصول على جنسية أوروبية.

وأمام ضغوط المرض والمجتمع وأقرب الأقرباء على كل من الأربعة يصبح اتحادهن قوة، وتتحول صداقتهن إلى مفتاح لمعظم المشاكل التي يعانين منها.

وفي مناقشة مع الجمهور، بعد العرض الأول للفيلم في "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي" أمس الأربعاء، قال المخرج محمد نظيف "الاكتئاب مرض العصر... هنا حاولت أن أحكي قصصاً نسائية قريبة من مجتمعاتنا".

وأضاف "استقينا الحالات التي قدمناها من وقائع حقيقية، لكن بالطبع أضفنا إليها الكثير من الخيال، فحالة البنت التي تعرضت للاعتداء من أبيها على سبيل المثال قرأت تفاصيلها في إحدى الصحف".

وتابع "الفيلم لا يستعرض المشكلات الاجتماعية فقط، فبالنسبة لي هناك دائماً أمل... الأمل المتمثل في الصداقة القوية التي نشأت بين النساء وجعلتهن أقوى في مواجهة المشكلات".

وينافس "نساء الجناح ج" ضمن "مسابقة آفاق السينما العربية" في "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي" الذي يسدل الستار على دورته الحادية والأربعين غداً الجمعة.

وقالت منتجة الفيلم، رشيدة السعدي، في الندوة إن الفيلم استغرق تصويره 24 يوماً، وبلغت تكلفته نحو 600 ألف دولار أميركي، وجرى التصوير بكاميرتين في مواقع مختلفة، منها مستشفى للأمراض النفسية ومستشفى عام ومدرسة ثانوية وكلية للفنون.

 

العربي الجديد اللندنية في

28.11.2019

 
 
 
 
 

مخرج الفيلم المغربي:

"نساء الجناح ج" يجسّد معاناة المرأة مع الاكتئاب

كتب: هبة أمين

شارك صناع وأبطال الفيلم المغربي "نساء الجناح ج"، والذي تم عرضه بدار الأوبرا المصرية، الجمهور والنقاد الذين حضروا لمشاهدة الفيلم الذي يعرض للمرة الأولى في مصر والشرق الأوسط، وذلك في إطار فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي انطلق الأسبوع الماضي.

وتدور أحداث الفيلم، حول ثلاث مريضات وممرضة في جناح للطب النفسي بالدار البيضاء في المغرب، من أعمار وخلفيات اجتماعية مختلفة، يواجهن معاناتهن وتتشكل بينهن روابط صداقة قوية، فيساعدهن تسللهن ليلا إلى الخارج في العودة شيئا فشيئا إلى الحياة.

وأعرب مخرج الفيلم محمد نظيف، في كلمته للجمهور، عن سعادته لمشاركة الفيلم المغربي "نساء الجناح ج" في مهرجان القاهرة السينمائي للمرة الأولى.

ووصف "نظيف"، اختيار موضوع الفيلم بأنه "مغامرة"، لتناوله قضايا حقيقية المرأة في المغرب، "التيمة" الجديدة للفيلم، هو تناول الاكتئاب الحاد، وعدم تفهم العائلات لهذا المرض، مستشهداً بالدور الذي لعبته الفنانة المغربية أسماء الحضرمي، التي جسدت شخصية أمل، وهي امرأة فقدت نجلها أمام عينيها، وحدثت لها مشكلة نفسية، وعلى إثرها دخلت المستشفى، وبعد مرور شهرين، كان أهلها يرون أن هذه المدة كافية لاسترداد هذه المرأة حياتها واسترجاع ضوء الحياة من جديد.

القضايا الاجتماعية بالفيلم، قال "نظيف"، إن الفيلم ليس ضد الرجال، ولكن لأقرب الناس ضد الأمهات أيضاً، وفيه شخصيتان شعرا بخيانة من قبل أمهاتهما.

وقالت الممثلة أسماء الحضرمي، والتي شاركت المخرج محمد نظيف كتابة السيناريو، إنها قامت بدراسة طبيعة كل شخصية وملامحها، وشخصية أمل التي جسدتها أثّرت فيها جدا، لضياع ابنها أمام عينيها، وأن هذه المرأة عاشت فترة انهيار عصبي خطير، ولم تقدر على البكاء.

 

####

 

مخرجة فيلم "باركور": واجهت أزمة رقابية بسبب "القُبلة"

كتب: ضحى محمد - تصوير: محمد مدين

ذات صباح، يتّجه الجميع إلى صالة الأعراس لأسباب متباينة، من بينهم البائع المتجول، والعاملة فى المطبخ والمغنية وغيرهم، لديهم جميعاً دوافعهم المختلفة لحضور زفاف «خالد» و«كميلة» بطلى فيلم «باركور»، الشريط السينمائى يحمل دراما متعدّدة الشخصيات، تدور أحداثها خلال يوم واحد مشحون بالأحداث والمواقف البسيطة، التى تتصاعد إلى صدمات كبيرة، تُعبّر عن صراع الطبقات والأفكار والأجيال داخل المجتمع الجزائرى، الذى يحاول شبابه الإمساك بزمام حياتهم ومستقبلهم، هذه هى الصورة التى صنعتها المخرجة الجزائرية «فاطمة الزهراء زموم» من خلال فيلمها «باركور» المشارك فى مسابقة آفاق السينما العربية ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ٤١.

فاطمة الزهراء زموم تتحدث لـ"الوطن": الشرطة الجزائرية ألقت القبض علينا أثناء تصوير مشهد النهاية

تحدثت «الوطن» مع مخرجة الفيلم لتكشف لنا عن مشاركتها بمهرجان القاهرة السينمائى، وعن الصعوبات التى واجهتها خلال تصوير العمل، فضلاً عن موقف الرقابة الجزائرية من الفيلم قبل عرضه بدور العرض، وكواليس تصوير المشهد الأخير وإلقاء القبض على فريق عمل الفيلم ومنعهم من التصوير.

·      فى البداية، كيف جاء ترشيح الفيلم للمشاركة فى مسابقة «آفاق السينما العربية»؟

- أرسلنا الفيلم لإدارة مهرجان القاهرة منذ عدّة أشهر، ولم يكن لدينا علم أن هناك أقساماً فى المسابقة، وبعد شهرين تراسلت إدارة المهرجان معى لكى يتأكدوا أن الفيلم عرض أول دولى، فالفيلم لم يُعرض خارج الجزائر، ووافقت على الفور بالعرض فى المهرجان، لأن الفيلم الأول الذى قدّمته بعنوان «أزهار» عرضته بمهرجان القاهرة عام ٢٠٠٩، ولاقى وقتها استحساناً من النّقاد والحضور.

·      من وجهة نظرك، ما المميزات التى شجّعتك ليكون العرض الأول الدولى للفيلم من خلال «القاهرة السينمائى»؟

- مهمتى كمنتجة ومخرجة للفيلم أن أجد المهرجان المهم والمناسب للعرض الأول الدولى له، وأضع فى اعتبارى جودة الأفلام المعروضة، وسنوات تأسيس المهرجان، التى وصلت إلى ٤١ عاماً من مهرجان القاهرة، بالإضافة إلى أن تغيير خريطة المهرجانات الأخرى فى الشرق الأوسط والعالم العربى، واختفاء البعض منها، أدى إلى رجوعنا إلى الأصل، فمهرجان القاهرة يُعدّ من أقدم المهرجانات وأعرقها، وعرض الفيلم خلال مسابقته يعتبر شرفاً كبيراً بالنسبة لى، وإذا كانت إدارة المهرجان عرضت علينا المشاركة خارج المنافسة، لم نكن لنوافق على ذلك، لأننا نحب المنافسة، وهى فى غاية الصعوبة هذا العام، خاصة وسط مشاركة 12 عملاً من جميع الجنسيات، لكننى أثق فى فيلم «باركور»، لأننا بذلنا فيه مجهوداً كبيراً، يجعله جديراً بالمشاهدة.

تصويره استغرق ٤ أسابيع.. وحاولنا اختزال معظم المشاهد بسبب ضعف الميزانية.. والجمهور ربما يصاب بالتخبط

·      الفيلم تدور أحداثه خلال يوم واحد، هل تعتبرين هذه الفكرة مُجازفة؟

- بالطبع مجازفة كبيرة، وتعمّدت أن تدور أحداث الفيلم خلال يوم واحد فقط، واستغرق التصوير نحو ٤ أسابيع منذ شهر يناير ٢٠١٨ الماضى، وهذه تعتبر فترة صعبة من حيث تصوير المشاهد الخارجية، بسبب تقلبات المناخ، فأغلب أجواء الفيلم تدل على أننا فى الربيع رغم أن التصوير كان فى الشتاء، وحاولنا اختزال معظم المشاهد، لأن ميزانية الفيلم محدودة، إلا أننا استغرقنا وقتاً طويلاً فى المونتاج والمؤثرات الصوتية والضوئية، ويرجع السبب وراء ذلك إلى أن الفيلم يحتوى على أكثر من قصة، ففى بداية الأمر إذا لم يكن المشاهد لديه صبر يُصاب بحالة من التخبّط بين الشخصيات.

هدفى إبراز التناقض الموجود فى المجتمع الجزائرى بين تيار المحافظين وتيار الحداثة

·      ما رسالتك الأساسية من «باركور»؟

- هدفى إبراز التناقض الموجود فى المجتمع بين الأشخاص المُتحفّظة، ومن يغلب على حياتهم الحداثة، والتعامل مع تلك التناقضات بشكل مهنى، وأن يكون لكل شخص حرية الاختيار، وصممت على استخدام موسيقى الراب وإبراز الشخصيات الشبابية، وظهر ذلك حتى فى استخدام الأبطال لشبكات التواصل الاجتماعى.

حذف مشاهد من الأفلام تضليل للجمهور والسينما الجزائرية تفتقد التصنيف العمرى.. ولم نكن لنوافق على عرض الفيلم خارج المسابقة

·      هل واجهتِ أزمة بشأن جرأة الفيلم فى بعض المشاهد؟

- قدمت ٣ أفلام روائية، وأضع بكل فيلم «قُبلة» بين الأبطال، لأنها من وجهة نظرى تدل على الرومانسية، وتتناسب مع أحداث الفيلم، فهى تعبير عن الحب بين الشخصين، لكن هذا صنع مشكلة رغم أننى وضعتها فى الإعلان الدعائى الخاص بالفيلم، فعندما أجريت مقابلة بالتليفزيون الجزائرى قاموا بحذفها، وأعتقد أن ذلك نوع من تضليل الجمهور، لأننى أضعها ثم أعطى حرية الاختيار للمتفرج بالمشاهدة من عدمها، بالإضافة إلى أن الفيلم واجه خلال عرضه فى الولايات الجزائرية نقداً واضحاً من المشاهدين، فنحن لا نملك التصنيف العمرى بسينما الجزائر، لكن الرقابة دورها أن تصرّح بعرض الفيلم أم لا فقط.

·      لكن الفيلم حصل على تصنيف «للكبار فقط» خلال عرضه بمهرجان «القاهرة السينمائى»، فهل تم حذف أى مشاهد؟

- لم أواجه أى مشكلة خلال عرض الفيلم فى مهرجان القاهرة، لأن جمهور المهرجان نخبوى، ولديه وعى كبير بما يحدث حولنا من تغيّرات وتطورات ولم يحسر ذاته فى قالب واحد دون غيره، كما أن رد فعل الجمهور بعد العرض الأول كان مفاجئاً بالنسبة لى، وأسعدنى كثيراً، وأتمنى حصوله على جائزة خلال مسابقة آفاق.

أفضل العمل مع الأشخاص غير المشهورين لأنهم يكونون على طبيعتهم بشكل أكبر

·      هل كانت هناك صعوبة فى اختيار فريق العمل؟

- الاختيار الأصعب بالنسبة لى فى اختيار شخصية «يوسف» بطل الفيلم، لأن السيناريو تطلب أن تكون الشخصية رياضية، ونحن لم يكن لدينا ممُثلون رياضيون، فعملت «كاستينج»، وتم اختيار 5 رجال للدور، ثم أجريت مقابلة مع بطلة الفيلم «كاميليا»، وكان هناك اختبار بينهما على أساسه تم اختيار الشخصية، فإننى أفضل باستمرار العمل مع الأشخاص غير المشهورين، لأنهم يكونون على طبيعتهم بشكل أكبر، بالإضافة إلى اختيار الطفلة الصغيرة التى لا يتعدّى عمرها الـ4 أعوام، فكانت هناك صعوبة فى التعامل معها.

·      ماذا عن كواليس تصوير المشهد الأخير من الفيلم؟

- كانت مغامرة كبيرة بالنسبة لى أثناء تصوير مشهد فى ارتفاع كبير قد يصل إلى 50 متراً من أعلى الجبل، وكنت أخشى على الممثلين من حدوث أى مشكلة لهم، رغم أنهم أشخاص رياضيون، وقد تم تصوير المشهد سرقة، لأننا لم نحصل على تصريح، وعندما انتبهوا أننا نصور أبلغوا الشرطة، وبمجرد أن رأيتهم أخفينا كارت التصوير فى حالة أخذهم الكاميرا، لكن سيظل المشهد الأصعب بالنسبة لى الذى يعتمد على الاحساس.

كونى امرأة جزائرية

لم أواجه مشكلة فى دخول عالم الإنتاج حيث إننى قبل الدخول فى أى عمل خلال مرحلة «اختيار الممثلين»، لا بد أن أشعر بارتياح فى التعامل مع الرجال والنساء من الممثلين، والأشخاص الذين لا أستطيع التعامل معهم أرفض من البداية الدخول فى عمل مشترك بيننا، لأنه معروف أن الرجال لديهم فرصة أكبر، فالميزانية التى أحصل عليها تكون أقل من الميزانية التى يحصل عليها المخرجون الرجال.

 

####

 

"فرياس": "أنا لم أعد هنا" ليس جرس إنذار.. لكن أحداثه حقيقية

كتب: هبة أمين

قال فرناندو فرياس، مخرج الفيلم المكسيكى «أنا لم أعد هنا» الذى ينتمى لفئة المسابقة الدولية، وتم عرضه بـ«المسرح الكبير» بدار الأوبرا المصرية، فى إطار فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى لدورته الـ41، إن هذا العمل استغرق 7 أعوام للظهور إلى النور، بسبب البحث والإعداد والكتابة واختيار الممثلين، وعاماً كاملاً للحصول على «الفيزا» والسفر إلى أمريكا.

وأضاف «فرياس»، فى تصريحات له، أن الممثلين جميعهم فى هذا الفيلم يقفون أمام الكاميرا للمرة الأولى، وتم تدريبهم بشكل جيد، فضلاً عن تعليم البطل الرئيسى «الرقص»، خصوصاً أنه يقوم بحركات راقصة طوال أحداث الفيلم التى تدور فى عام 2011 حتى وصول دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية: «أبطال الفيلم كانوا فى سن صغيرة عام 2011، وبالتالى قاموا بدراسة المجتمع خلال هذه الفترة والتغيرات التى طرأت عليه».

مخرج الفيلم المكسيكى: استغرقنا 7 أعوام فى تنفيذ العمل.. بينها عام كامل للحصول على تأشيرة "أمريكا".. وواجهنا صعوبات مادية

وبشأن التحديات التى واجهته أثناء التحضير لهذا الفيلم، قال «فرياس» إن من بين هذه التحديات «الأموال»، خصوصاً أن التصوير كان بين أمريكا والمكسيك، فضلاً عن الخوف من التصوير فى مناطق بعينها لصعوبتها وبالتحديد مدينة «مونترى»، متابعاً: «الميزانية التى كانت لدينا لم تكن تسمح بالتصوير فى نيويورك كثيراً، اضطررنا أن نخبئ الكاميرا والبطاريات فى شنط والتصوير خِلسة فى محطة المترو لعدم وجود تصاريح».

وأكد «فرياس» أن أحداث الفيلم حقيقية، والأخبار التى تم تداولها فى الفيلم حقيقية أيضاً، ومدينة «مونترى» التى ظهرت فى الأحداث تسيطر عليها بالفعل عصابات، والعمل يتحدث عن سطوة تجار المخدرات والهجرة غير الشرعية، متابعاً: هذا الفيلم ليس جرس إنذار، ولكنه ترجمة للواقع بالفعل، وهناك قصص أخرى أكثر حزناً.

وقال «فرياس» إن أبطال هذا الفيلم لم يكن لديهم أى خبرة فى مجال التمثيل، والأدوار التى قاموا بها كانت تشبه حياتهم إلى حد كبير، ولذلك تم تدريبهم بشكل جيد والاستعانة بمدرب لإتقان التمثيل: «قمت بزرع الثقة بينهم لجعلهم أصدقاء قبل الوقوف أمام الكاميرا، بهدف خلق حالة الاندماج بينهم، وأصبحوا أصدقاء بالفعل، وكان بطل العمل يتحدث الإسبانية فقط، والبطلة الأخرى تتحدث الصينية والإنجليزية فقط، وبالفعل جعلتهما يجلسان معاً للتواصل فيما بينهما بعيداً عن استخدام الترجمة بينهما لإظهار هذه الحالة بالفيلم، وهناك أشخاص منهم قرروا أن يحترفوا التمثيل». وأشار إلى أن فيلم «أنا لم أعد هنا» يعرض لأول مرة فى الشرق الأوسط من خلال مهرجان القاهرة السينمائى، مشيراً إلى أنه عند عرض الفيلم بالمكسيك تم استقباله بشكل جيد، لأن مواطنيه يعيشون هذا الواقع الأليم، ولكن كان الفيلم بمثابة اكتشاف لحجم الإنسان خلال معايشته لهذا الواقع المألوف.

وعن استخدام الموسيقى الكولومبية فى أحداث الفيلم، قال «فرياس» إن الشباب فى شمال المكسيك وجنوب أمريكا متأثرين بموسيقى كولومبيا، ومؤثرة لديهم، وفى نهاية الفيلم يخفت صوت الموسيقى ولكن يظل الوضع القاتم قائماً ومسيطراً كما هو.

وقدّم «فرياس»، مخرج الفيلم المكسيكى «أنا لم أعد هنا»، مفاجأة للجمهور الذى شاهد الفيلم، من خلال عرض الـ«Making» الخاص بأحداث الفيلم، الذى يدور عن مراهق مهاجر يكافح ضد شعوره بالفقد مع وفاة أخيه ومشاعر العزلة وسط محيطه الجديد، ويعانى أزمة الوجود والغياب، وتلعب الموسيقى بالنسبة له دوراً مهماً فى محاولة الاجتياز والتحقق رغم قتامة العالم.

 

####

 

عصام زكريا يكتب:

إعلان وفاة السينما فى مهرجان القاهرة السينمائى

كتب: عصام زكريا

منذ فترة ينتابنى إحساس غامض بأن السينما، بمفهومها الذى تربينا عليه، تحتضر، وأنها فى طريقها إلى الموت إن عاجلاً أو آجلاً.

حتى نجاح مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الحالية لم ينزع هذه الأفكار من رأسى، بل عززها، كما فعلت مهرجانات وفعاليات سينمائية أخرى خلال السنوات القليلة الماضية.

من أول الافتتاح بفيلم «إنترنتى»، على وزن «تليفزيونى»، ليس مصنوعاً للعرض على الشاشات الكبيرة القديمة، التى اختفت من العالم تقريباً، ولا الشاشات الصغيرة الحديثة، ولكن على شاشات «اللاب توب» و«الموبايل» وفى أفضل الأحوال على شاشات العرض المنزلى المزودة بوصلة إنترنت!.. إلى اتساع الهوة المتزايد بين ما نطلق عليه «أفلام المهرجانات»، أو «السينما الفنية»، أو السينما الجادة، أو السينما غير الأمريكية، وبين الأفلام الأمريكية التجارية، التى تغزو العالم منفردة، ولكن حتى هذه السينما تعانى بشدة من أفاعيل الثورة التكنولوجية وتطور وسائل المشاهدة والقرصنة وتقلص دور العرض السينمائى وغيرها من المشاكل.. وحتى ما يعرف بأفلام «الواقع الافتراضى»، تلك البدعة الجديدة، التى تعرض نفسها على استحياء هذه الأيام، وتتسلل بنعومة إلى محلات العروض السينمائية المختلفة، وها هى قد نصب لها برامج خاصة فى المهرجانات الدولية، ووصلت إلى «الجونة» و«القاهرة» الذى يخصص هذا العام برنامجاً كبيراً يتكون من عشرين «مقطعاً» فيلمياً تتراوح من دقيقتين إلى أربعين دقيقة!

الحديث عن الماضى و"نتفليكس" والواقع الافتراضى

أفلام «الواقع الافتراضى» تجربة مذهلة، ونقلة نوعية فى طبيعة التفاعل مع ألعاب الفيديو وتلقى الأفلام والقصص الدرامية، حيث يتحول المشاهد فعلياً إلى شخصية متأثرة ومؤثرة داخل الدراما، وقد جربتها شخصياً أثناء زيارة لمعهد «جوته» فى ألمانيا العام الماضى، حيث دخلت، بمعنى الكلمة، «فيلماً»، دعنا نسميه فيلماً، مأخوذاً عن قصة «التحول» لفرانتز كافكا، لأكتشف أننى أصبحت الشخصية الرئيسية التى تحولت إلى حشرة، ولم أعد قادراً على العودة لطبيعتى أو الخروج من الفيلم!

صحيح أن الإقبال يتزايد على أفلام مهرجان القاهرة حول ساحة دار الأوبرا، كما تزايد على سينما «زاوية» أثناء بانوراما السينما الأوروبية، ومعظم هذا الجمهور من الشباب، الذى يطلق عليه «سينيفيل»، أو «عشاق السينما»، وهذا جميل، بل أجمل ما فى الموضوع. ولكن كم نسبة هؤلاء فى المائة مليون مواطن الذين يحتلون مصر؟! والأهم: ماذا يفعل هؤلاء العشاق بقية السنة؟ يشاهدون الأفلام والمسلسلات على «نتفليكس» وأجهزة اللابتوب!

الحقيقة المدهشة أن الثلاثمائة فيلم التى يعرضها المهرجان ليس لدى أى منها، ولا واحد تقريباً، فرصة العرض السينمائى العام فى مصر، وربما العالم العربى كله. المشكلة عالمية، ولكن لدينا متفاقمة، والحالة متأخرة جداً.

وباستثناء بعض الأعمال «التجارية» الأمريكية والمصرية، ليس لدينا سوق لعرض الأفلام حتى العربية، وحتى المصرية الجيدة، والحمد لله، الذى لا يحمد على مكروه سواه، لم يجد مهرجان القاهرة بجلالة قدره فيلماً مصرياً جديداً واحداً يعرضه داخل أو خارج المسابقة، مكتفياً بفيلم تسجيلى عن عائلة الراحل يوسف شاهين!.. ويبدو أننا سنكتفى بالحديث عن سينما الراحلين قريباً.

هل لاحظت عدد الأفلام التى تتغنى بتاريخ السينما العالمية وصناعها فى المهرجان؟ الزميل رامى المتولى اكتشف هذه الحكاية وكتب عنها مقالاً قبل بداية المهرجان، عدَّد فيه الأعمال التسجيلية والروائية الكثيرة التى تتناول «ماضى» السينما فى كل أقسام المهرجان تقريباً.

وهذه الظاهرة ليست محدودة ولا قاصرة على مهرجان القاهرة، بل يمكن ملاحظتها فى الكثير جداً من المهرجانات العالمية، التى يبدو كما لو أنها تستشعر ذلك القلق الغامض بأن السينما كما نعرفها على وشك أن تموت، ولذلك تحاول إحياءها بأكبر قدر من الشجن والحنين.

وخذ عندك مثلاً فيلم المخرج كوينتين تارانتينو الأخير «حدث ذات مرة فى هوليوود»، الذى يحاول حرفياً «إعادة صنع» بعض من أفلام العصر الذهبى للسينما خلال ستينات القرن الماضى، وبالمناسبة «تارانتينو» الذى كان بالنسبة لنا نجم «ما بعد الحداثة» أصبح الآن أشبه بديناصور منقرض يتمسك بالماضى، فهو أحد المخرجين المعدودين فى العالم الذى لا يزال يصر على تصوير أفلامه بكاميرات السينما القديمة، الـ35 أو الـ70 مللى، وليس الكاميرات الرقمية الحديثة!

لا أكتب ذلك من موقع المتشائم، ولا أعتقد أن السينما نفسها ستموت، بل فقط السينما بمفهومها القديم.

عندما ظهر التليفزيون فى نهاية الخمسينات من القرن الماضى تأثرت السينما كثيراً وانتشر خوف من أن التليفزيون سيقضى على السينما.. ولكن حدث العكس لأن السينما اضطرت إلى تطوير نفسها لمنافسة الشاشة الصغيرة. وعندما انتشرت أغانى الفيديو كليب ساد الخوف من موت مطربى الراديو، وظهرت الأغنية الشهيرة «الفيديو قتل نجم الراديو»، وقبلها قضى اختراع الميكروفون على مطربى «الصوت الحيانى»، ولكنه فى المقابل أحيا مطربى الإحساس.

سكان هوليوود يحاولون الآن مقاومة الغزو «الإنترنتى» و«النتفليكسى» بأفلام الـ«ثرى دى» والـ«آيماكس»، كما فعلوا أيام التليفزيون، ويبحثون عن طرق أخرى أكثر ابتكاراً.

والمهرجانات السينمائية باتت ملجأ أخيراً يختبئ فيه عشاق السينما من القصف الفضائى والعنكبوتى والخليوى.

.. ولكن التغيير قادم لا محالة، لا نعرف ملامحه بالضبط، وهل سيكون شيئاً سيئاً أم طيباً. الأرجح أنه لن يكون سيئاً ولا طيباً، ولكن مختلفاً، ومتحولاً، يناسب الكائنات المتحولة التى يسير نحوها ويصير إليها الجنس البشرى.

صحيح أن الإقبال يتزايد على أفلام مهرجان القاهرة حول ساحة دار الأوبرا، كما تزايد على سينما «زاوية» أثناء بانوراما السينما الأوروبية، ومعظم هذا الجمهور من الشباب، الذى يطلق عليه «سينيفيل»، أو «عشاق السينما»، وهذا جميل، بل أجمل ما فى الموضوع

 

####

 

اختتام فعاليات "القاهرة السينمائي" غدا.. وظهور خاص لنجمة صراع العروش

كتب: ضحى محمد

تختتم في الثامنة من مساء غدا الجمعة، فعاليات الدورة 41 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، التي انطلقت 20 نوفمبر الجاري بفيلم "الأيرلندي" للمخرج الشهير مارتن سكورسيزي، وعرض خلالها أكثر من 150 فيلما من 63 دولة، من بينها 35 فيلما في عروضها العالمية والدولية الأولى، و84 فيلما في عرضها الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يضاف إليها تنظيم منصة المهرجان "أيام القاهرة لصناعة السينما" عدد كبير من الندوات والمحاضرات والورش التدريبية.

الحفل الذي يقام بالمسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، يخرجه هشام فتحي، وتقدمه الإعلامية جاسمين طه زكي، ويشهد تكريم مدير التصوير الإيطالي العالمي فيتوريو ستورارو، الحائز على أكثر من 50 جائزة دولية، منها 3 أوسكار، قبل أن تبدأ مراسم تسليم جوائز مسابقات المهرجان المختلفة، بحضور لجان التحكيم، ونخبة من النجوم وصناع الأفلام، يسبق ذلك عرض فيديو قصير يستعرض ما حدث خلال الدورة 41.

يقول مخرج الختام هشام فتحي، إن الحفل سيتسم بالبساطة والسرعة، ولا يحتوي على فقرات فنية كما كان في الافتتاح، ومن المقرر أن يقتصر على تسليم الجوائز للفائزين، مع الاحتفاء بلجان التحكيم، حيث يتولى أعضاؤها تسليم الجوائز، على أن يعلن المحكمين أسباب الفوز بكل جائزة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن ناتالي إيمانويل نجمة المسلسل الشهير "صراع العروش" سيكون لها ظهور خاص خلال الحفل.

 

الوطن المصرية في

28.11.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004