كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (7):

سنة أخرى عادية بالنسبة للسينما العربية تحتاج إلى سوق وتجاوز ظروف

القاهرة: محمد رُضا

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الحادية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

يختتم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي دورته الحادية والأربعين يوم غدٍ (الجمعة) بعدما جال مجدداً في عالم من الأفلام العربية والأجنبية وقدّم باقة كبيرة منها في شتّى أقسامه مع التركيز على الأفلام التي لم تعرض من قبل عالمياً أو على نطاق دول الشرق الأوسط والمغرب العربي، والسعي لزيادة رقعة الأفلام العربية بغياب الاهتمام الكامل بها الذي كان يوفره وجود مهرجانات توقفت، كما مرّ معنا سابقاً.

قسم المسابقة احتوى على 12 فيلماً، من بينها ثلاثة أفلام عربية هي «بين الجنة والأرض» لنجوى النجار (فلسطين)، و«جدار الصوت» لأحمد غصين (لبنان)، و«إحكيلي» لماريان خوري (مصر). وهي تتباين في أكثر من شأن كذلك الأفلام التي عرضها قسم «آفاق السينما العربية»، وهو قسم له مسابقته الخاصة التي تحتوي على 12 فيلماً أيضاً، وهي «سيدة البحر» لشهد أمين (السعودية)، و«بيك نعيش» لمهدي برصاوي (تونس)، و«بيرت المحطة الأخيرة» لإيلي كمال (لبنان، الإمارات العربية المتحدة)، «نوم الديك في الحبل» لسيف عبد الله (مصر)، و«ع البار» لسامي تليلي (تونس)، و«بغداد في خيالي» لسمير جمال الدين (العراق)، «نجمة الصبح» لجود سعيد (سوريا)، «أوفسايد الخرطوم» لمروة زين (السودان)، «من أجل القضية» لحسن بنجلون (المغرب)، «شارع حيفا» لمهند حيال (العراق)، «باركور» لفاطمة الزهراء زموم (الجزائر) و«نساء الجناح ج» لمحمد نظيف (المغرب).

- جدار الصوت

هناك أفلام عربية أخرى في أقسام موازية، لكن ما عرض منها في المسابقة الرئيسية أو في مسابقة «آفاق» هو الأقرب لانتخاب الأكثر جدارة وإن لم تكن الأفلام كلها على مستوى جيد. خذ مثلاً الفارق الشاسع بين «سيدة البحر» و«بيك نعيش» وبين «نوم الديك في الحبل» و«باركور». أو داخل المسابقة الرئيسية بين طموح أحمد غصين في «جدار الصوت» (الذي فاز بإحدى جوائز مهرجان فينيسيا المهمة) وبين الفيلم الجديد لماريان خوري «إحكيلي».

يتناول «جدار الصوت» وضع الجنوب اللبناني خلال الحرب التي نشبت سنة 2006 بين «حزب الله» وإسرائيل. لكنه يبتعد تماماً عن تعميم الوضع أو الغوص في تفاصيله السياسية. لا وجود لمقاتلي «حزب الله» في الفيلم ولقطة مختصرة للجنود الإسرائيليين عندما يهبطون من الطابق الفوقي مغادرين ذلك البيت الصغير الذي آوى إليه خمسة أفراد (4 رجال وسيدة) يهمسون كلماتهم حتى لا يسمعهم العدو الذي احتل الطابق الأعلى.

بعض التفاصيل قد لا تجد لها مكاناً في المنطق العام، لكنها الحرب (التي نسمعها ونسمع عنها، لكننا لا نراها) وهي كفيلة بتجاوز أي سؤال حائر. من بين تلك الأسئلة موقع الفيلم من الحرب ذاتها. لكن أحمد غصين لا يلهو أو يتلهى بتقديم وجهة نظر ولا يؤيد طرفاً لأنه يسعى لما هو أهم: عرض إنساني لشخصيات تعيش كابوساً.

جيد التنفيذ من بدايته وحتى آخر لقطة فيه. مشحون وتمثيله من الجميع جيد كذلك. شغل المخرج ضمن الميزانية المحدودة يتميز بالمهارة ومعرفة ما يريد التعبير عنه باقتصاد لافت.

- إحكيلي

«بيك نعيش» لمهدي برصاوي، وقد سبق له أن تناولناه في رسالة سابقة، هو أيضاً جيد على أكثر من نحو، وهذا للأسف ما لا يستطيع المرء قوله حول فيلم ماريان خوري «إحكيلي»، الفيلم التسجيلي الذي قامت بتحقيقه حول نفسها وحول أمها والعائلة التي تضم، فيمن تضم، شقيقها غابي خوري والمخرج الراحل يوسف شاهين في مشاهد تم تصويرها قبل أشهر عدة من وفاته.

تقترح المخرجة أن المادة التي ستعرضها (البحث عن تاريخ والدتها) ستثير الاهتمام حتماً. ربما لأن العائلة تحتل مكانة ثقافية وفنية مرموقة بسبب تاريخ المخرج يوسف شاهين وتاريخ المؤسسة التي أسسها مع غابي وماريان والتي ما زالت تنتج وتوزع وتشرف على صالاتها.

لكن لا شيء كثيراً يوازي هذا الاهتمام ما يجعله جانبياً وفي إطار المخرجة وحدها. اختيارها هو شخصي بالطبع ويبقى شخصياً أكثر من اللزوم طوال مدة عرض طويلة (نحو ساعتين) تنتقل خلالهما من مشاهد بيتية (موائد طعام، لقاءات) إلى مقابلات ومنهما إلى ابنة ماريان الشابة وهي تجلس على سريرها بعيداً عن الكاميرا التي تنظر إليها من خلال جانبين أسودين من اللقطة مع فسحة في النصف بالكاد تكفي لصورة الابنة وهي تسأل الأم (ماريان) التي تتحدث من وراء الكاميرا طوال الوقت.

ليس هناك فن فعلي لهذه السلسلة من المشاهد بالشكل المتكرر هذا، لكن لا فن فعلياً في أي من مشاهد الفيلم الأخرى أيضاً. تصوير العائلة والبحث عن إجابات تتعلق بوالدة ماريان مثير لفترة، لكنه يتحوّل إلى منوال مثير للضجر ويتحوّل أكثر في أكثر من مناسبة إلى حديث صالونات فرنسي - عربي وأحياناً بالإنجليزية.

- نجمة الصبح

فيلم جود سعيد الجديد «نجمة الصبح» (المقدّم في ينتهي إلى مأزق مشابه). المخرج السوري يكاد لا يتوقف عن العمل في ظل ظروف صعبة، وهذا جيد، لكنه لم يعد يورد جديداً وهذا سيئ. ما لديه هنا هو ما سبق وأن عرضه في أفلام سابقة له ضمن حكاية مختلفة وإن لم تكن جديدة بدورها.

يريد جود سعيد تناول حياة شرائح ونماذج تعيش كابوس الحرب القائمة. يحاول أن يبقى على الحياد على صعوبة تحقيق ذلك (الفيلم في نهاية الأمر من إنتاج المؤسسة العامة للسينما). يعرض لشخصيات كثيرة ويسرد حكاية شقيقين، أحدهما انضم للثورة والآخر بقي مواطناً عادياً قام بالوشاية بأخيه الذي قبضت السلطات عليه واستخرجت كلوته خلال اعتقاله. لن ينسى هذا ما فعله شقيقه به وعندما تتاح له ولجماعته (لا تحمل اسماً في الفيلم) احتلال القرية يخطفون النساء وبينهن فتاة هي توأم لأخرى اسمها نجمة الصبح ماتت خلال القصف. الشقيقة الحية تحمل اسم أختها القتيلة وما تفعله وما يدور حولها وحول شقيقتها من أحداث كان يكفي لفيلم مستقل ولا يؤدي هنا (مع صعوبة اللهجة المحلية المستخدمة) إلا لتشتيت الجهد وإرباك المشاهد.

ما ينقذ الفيلم من انحدار كامل هو تلك اللقطات المبدعة لمشاهده. يتحرك المخرج خلال التنفيذ لاستنفاد كل وسيلة تصوير ممكنة، مستغلاً المكان لجانب أفكاره في التحريك وفي الطريقة التي سيصوّر فيها هذا المشهد أو ذاك. وهذا يُقدّر كثيراً، لكنه لا يكفي لصنع الفيلم الذي في باله.

- سنة عادية

ما بقي من أفلام غير مُشاهدة حتى الآن قليل. لكن المرء، مع نهاية المهرجان الذي يقع، مع مهرجان مراكش المنطلق في الثالث من الشهر المقبل، يستطيع أن يكوّن الصورة الشاملة لما جاءت به السينما العربية من أعمال خلال هذه السنة.

ما يحدث أساساً هو أن كثرة المهرجانات العربية وغير العربية باتت تتيح للكثير من الأفلام العربية المنتجة حرية الاشتراك والتحرك على مستوى يتراوح بين عروض في مهرجانات أجنبية رئيسية (برلين، كان، فينيسيا) وأخرى في الصفوف من الثاني وحتى الخامس من المهرجانات.

نظراً لحاجة معظم المهرجانات إلى أفلام من شتّى دول العالم، فإن دخول أفلام عادية القيمة - أو أقل - مهرجانات مختلفة في العالمين العربي والغربي، صار أمراً لا مهرب منه. لكن النجاح ما زال محدوداً في نطاق ثلاثة أفلام أو أربعة في العام. «بيك نعيش» (تونس)، و«جدار الصوت» (لبنان)، و«لا بد أنها الجنة» (فلسطين) و- إلى حد - الفيلم الجزائري «بابيشا».

هذا من أصل 13 دولة عربية تنتج أفلاماً على نحو سنوي معظمها يطمح لدخول مهرجانات كبيرة ولا يستطيع، فينتهي به الأمر إلى مهرجانات قد ينال فيها ولو شهادة تقدير.

إنه حراك بلا نتائج فعلية. فورات لسينما ما زالت غير مستقرة تودي بها الحدود الضيقة للتوزيع التجاري والحدود المغلقة بين دول عربية كثيرة، ثم اعتقاد المخرج البديل للسائد (حين يوجد السائد) بأن اختلافه هو التذكرة الوحيدة التي عليه الحصول عليها لدخول التاريخ.

 

الشرق الأوسط في

28.11.2019

 
 
 
 
 

«الحالمات بالمدن».. 

فيلم وثائقى للمخرج الكندى جوزيف هيليل عن البيئة المتحضرة المتغيرة

جيهان عبد اللطيف

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

أربع نساء مهندسات تخطيط عمرانى هن فيليس لامبرت، ودنيس سكوت براون، وكورنيليا هان أوبرلاندر، وبلانش ليمكو فان جينكل - اللاتي يعتبرن رائدات فى مجال العمارة على مدى أكثر من ستين عامًا من الخبرة. فهن يعملن ويراقبن ويفكرن في التحولات التي تشكل مدن كل يوم على مدار سبعين عاماً.

الفيلم مستوحى من الخيط الذى يربط هؤلاء النساء الأربع، وهو اشتراكهن فى مهنة واحدة هى الهندسة والتخطيط المعمارى، وحلمهم بمدينة لها أصول حضارية إنسانية فى ذات الوقت.

قد لا تكون النساء الأربع: فيليس لامبرت، بلانش ليمكو فان جينكل، وكورنيليا هان أوبرلاندر، ودنيس سكوت براون - أسماء لمجرد نساء عاديات ولكنهن نساء حققت كل منهن ذاتها، فمن يعمل فى مجال الهندسة المعمارية قد يعلم أنهن من أشهر وأفضل مهندسات التخطيط والعمارة، حيث إنهن تركن بصمة في العديد من المدن في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا.

الفيلم هو استكشاف لطبيعة المدن من خلال عيون هؤلاء المهندسات من خلال عدة حوارات مع كل منهن، تتخللها تأملات بصرية حول حياة المدينة وصور من منازلهن في مونتريال وفانكوفر وفيلادلفيا وتورونتو، حيث يتيح لهن المخرج سرد قصصهن الخاصة، ودعم تلك القصص بالرسومات والنماذج المعمارية.

يتميز الفيلم باحتوائه على العديد من اللقطات الأرشيفية الواقعية، وكيف كان شكل عدة مدن فى الماضى، ثم قمن بأفكارهن المعمارية بتجديدها، ونرى كيف أصبح شكل تلك المدن مبهراً الآن. وكذلك هناك الصور الفوتوغرافية لكل منهن عبر الزمن منذ الشباب وحتى الشيخوخة، ونرى تكريم كل واحدة منهن فى العديد من المناسبات والحصول على جوائز عن أعمالهن الناجحة جدا، علاوة على عدة مقابلات معهن للحديث عن أنفسهن منذ الطفولة ومرحلة الدراسة ثم الزواج ووقوف زوج كل منهن وراء زوجته مشجعاً لها، وتصوير المواقع التى قمن بالعمل على أرضها، مما يعطى الفيلم عمقاً وثراء. نرى كيف أنهن كن يتجولن فى عدة مدن فى أنحاء العالم ويقمن بالتخزين فى الذاكرة لاختلاف طبيعة كل مدينة، ثم تقوم كل واحدة بابتكار شكل معمارى جديد.

التصوير فى الفيلم رائع، فهو يظهر المناظر الطبيعية فى القرى مقابل المبانى الشاهقة فى المدن، والفارق الشاسع بينهما والذى يؤثر على طبيعة البشر أنفسهم، وكيف أنهن قمن بتغيير شكل العديد من هذه القرى، وأصبحت مدينة ذات كبارى ومبانٍ عالية، بل إنهن اهتممن حتى بالنواحى النرفيهية وقمن بتصميم وبناء مدينة ملاهٍ للأطفال.

علاوة على أنهن يبحثن أيضاً عن الشكل الجمالى، فقد وقفت إحداهن ترفع لافتة فى شبابها لوقف العدوان على المبانى القديمة التاريخية، وقمن بحملة ترميم لتلك المبانى، وحافظن عليها فى أجمل صورة .

إن الهدف الأساسى لكل منهن هو كيف تحقق المرأة ذاتها فى العمل، وكذلك نشر مفهوم أن المدينة لا يجب أن تكون مجرد مبانٍ عالية للحصول على أكبر قدر من المال لبيع الشقق، ولكن لابد أن تكون مكانا صحيا ولوحة جميلة لمنظر طبيعى، ترتاح عند مشاهدته وتشتاق للعيش داخله.

 

####

 

«The Nest».. صامويل فى مواجهة العالم

دعاء محسن

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

أبٌ مُطاردٌ يحمل طفله داخل سيارة لينطلقا معًا في الليل على الطريق الرئيسية لإحدى الغابات إلا أن حادثًا تتعرض له السيارة يُنهي مخطط الأب للهرب وحياته بينما يبقى مصير الصغير مجهولاً. بافتتاحية صادمة سيطرت عليها أجواء فيلم رعب تبدأ أحداث فيلم «العش» The Nest (IL Nido)للمخرج الإيطالي روبرتو دي فيو، الذي يُعدّ التجربة الروائية الطويلة الثانية لمخرجه بعد فيلم «آيس كريم» Ice cream الذي عُرض عام 2016، وقد كتب دي فيو لـ»العش» القصة وكذلك شارك في كتابة السيناريو له بالتعاون مع لوتشيو بيسانا، مارجريتا فيري و ديفيد بيليني.

يختار المخرج روبرتو دي فيو (نهاية العالم) زمنًا لتدور به أحداث فيلمه «العش» الذي يتناول حكاية صامويل، الصبي الذي تبقيه أمه معزولاً عن العالم الخارجي في أحد القصور حفاظًا على أمنه، فلقد استطاع القصر وسكانه في تلك الضيعة المترامية الأطراف الصمود لأعوام طويلة أمام الخطر الخارجيّ، ويمكن لهم الاستمرار في العيش طالما حافظوا على القواعد التي تقتضي بعدم البوح لصامويل، وهو أصغرهم، بما يدور في العالم الخارجي الذي تأتي إليهم منه المؤن والسجائر مهربةً للخدم، فقد يدفعه الشغف لتجربة المحظور، إلا أن حياة القصر وسكانه تنقلب رأسًا على عقب مع قدوم فتاة جديدة، تقارب صامويل في العمر أو أكبر قليلاً، تلتحق للعمل بالخدمة في القصر في مقابل أمنها ونجاتها هى الأخرى من العالم الخارجي.

الفيلم قد يُعد تجربة هامة يسلط من خلالها المخرج روبرتو دي فيو الضوء على لحظة فارقة من عمر الخلق حين يمنح الله للإنسان الأول حرية الاختيار لتقوده التجربة إلى الخروج من الجنة، ويُصاحب تلك اللحظة ذلك التساؤل الأبدي «ألم يكن الله على علم مسبق باختيار آدم؟». يُعيد دي فيو رواية تلك التجربة مرة أخرى من خلال حكاية صبي على أعتاب المراهقة على كرسي متحرك - ربما من جراء الحادث الذي تعرض له مع والده - تُبقيه أمه معزولاً عن العالم الخارجي، وتصبح مسألة نهاية العالم في سردية دي فيو التي يتعرض إليها صامويل والمُشاهد على حد سواء من جانب واحد فقط ،حيث رواية الأم التي لم يدعمها في المقابل أية مشاهد قد تُظهر الخطر الخارجي الذي قد يهدد الضيعة وأهلها، محلّ شك وتساؤل، خاصة مع أعمال القتل والعنف التي ترتكب مع تقدم الأحداث بالفيلم باسم الحفاظ على أمن صامويل داخل القصر، والتي تزداد مع قدوم الفتاة التي هي إسقاط على حواء، والتي تدفع صامويل إلى تجربة المحظور ليصبح لديه شغف متنامٍ بالهرب من ذلك القصر.

رغم أن فكرة الفيلم تبدو للوهلة الأولى بسيطة إلا أن الصراع الذي أظهره الفيلم في لحظات قليلة بين الأب الذي يرغب بالسماح لطفله بالعيش في العالم الخارجي والأم القلقة التي تتمسك بوجود طفلها داخل القصر لحمايته، ربما هو إسقاط على أزمة اعتقاد بعض الآباء بأن أطفالهم ملكيات خاصة لهم، أو كما كشف الحوار بين الأب والأم فيمكن لصامويل - من وجهة نظر الأم - بأن يصبح الوسيلة التي يحققا من خلالها أحلامهم الضائعة، ولكن في ظل طموحات وقرارات مغايرة للأبناء، كما حدث مع صامويل ورغبته في مغادرة القصر، قد يصل الأمر إلى وصم تلك القرارات واستخدام ذلك كمبرر لممارسة القمع، ليفضح ذلك الوجه القبيح للسلطة الأبوية، بينما حرية الاختيار هي الأصل كما كشفت قصة الخلق.

وهو ما يفسر اختيار دي فيو لأجواء أفلام الرعب لتكون مُصاحبةً لحياة الصبي صامويل داخل القصر حيث انعدام التجربة، ومشاهد الفلاش باك السريعة في نهاية الفيلم التي تجعل المُشاهد يرى القصة من منظور آخر، تنتقل بعدها أجواء الرعب مع حواء إلى العالم الخارجي بعيدًا عن القصر، حيث التجربة التي يخوض فيها صامويل أو آدم غير المألوف ويكتشف أن عليه القتال لينعم باختياره.

ليخرج دي فيو من تجربة فردية بفيلمه إلى ما هو أوسع في العالم الخارجي، فيعيد من خلال «العش» تعريف الأزمة التي تحياها البشرية الآن أو التي طالما أرهقتها، حيث السلطة الأبوية باختلاف مستوياتها التي تنتج القمع وتمارسه على كل من حمل فكرًا مغايرًا، حيث أصحاب المعتقدات والآراء الشخصية وطرق العيش والتوجهات الجنسية المختلفة، وربما بالتخلي عنها قد تتخلص البشرية من أزمتها.

 

####

 

«لامينتو».. مرثاة كابوسية للطبقة الوسطى

أمل ممدوح

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

حين تعلق في المنتصف فلا تكون قادرًا على مضاهاة ما مضى أو مواءمة ما يأتي، ستكون في أزمة حقيقية، و»إيلدر» بطل الفيلم البرازيلي «لامينتو» للمخرجين دييجو لوبيز وكلاوديو بيتنكورت؛ قد علق في هذه الأزمة، إيلدر رجل في منتصف العمر وريثُ فندق عتيق عن أبيه، يُفتتح الفيلم على واجهته بلافتة واضحة لاسمه نراها من الخارج، بينما نشاهد مشادة أمام الفندق بين غانية وأحد مستغليها، حين تطالبه بحقها فيبرحها ضربًا ويتركها جريحةً، يشاهدها إيلدر صامتًا من وراء زجاج فندقه من خلف ستارة أفقية الخطوط كالقضبان، ليكون في وضع متقابل تمامًا مع الغانية، التي تبصق في وجهه بحنق على زجاجه الشفاف الذي يفصل بينهما، ليتسرب منذ البداية تقديم إيلدر في هيئة عاجزة قد توازي بينه وبين تلك الغانية، لنتتبع بعد ذلك إيلدر بحالة داخلية يقدمها الفيلم عبر موسيقاه الترقبيّة البطيئة، وتعبيرات إيلدر المستغرفة الموحية بالقلق والتجمّد معًا، مع صمته ودخان سجائره الكثيرة الذي يلفه، لنعرف أن الفندق مهددٌ بالإفلاس تتراكم عليه الديون، ويعرض عليه محامي مجموعة فنادق كبيرة شراء الفندق ومنزله مقابل إسقاط ديونه، يمثل رأسمالية ضاغطة، يبدو رجلًا بارد الهيئة وكذلك تبدو لقطاته باردة مقابل لقطات إيلدر الدافئة، بشكل يباعد بين عالميهما، ويجسد الهوة بينهما.

يدير إيلدر فندقه عريق الطراز وفق نفس معايير إدارته القديمة الأصيلة، مع اثنين من الموظفين أحدهما سيدة كبيرة السن تمثل قيمه الموروثة، يبدو في غرفة مكتبه ذي الواجهة الزجاجية الضيقة كمن في غرفة المراقبة، بوضعٍ موحٍ بالجمود، يقرر إثر ضغوط الفندق المادية التنازل عن معايير الفندق الانتقائية للنزلاء وسط استهجان موظفته القديمة، فيقبل بشاب يبدو وضيع السلوك يصطحب غانية، ليأخذه هذا النزيل لحالة كابوسية عبثية، فيثير الفوضى والمشاكل في غرفته بتصرفات خارجة عن نسق وطبيعة تقاليد الفندق، تضع إيلدر في مأزق ما بين الحفاظ على تقاليد المكان وبين مال يحتاجه، متحاشيًا الإبلاغ خوفًا على سمعة الفندق، بينما يخضع لابتزاز النزيل الفوضوي، محاولًا التوفيق بين كل ذلك والعثور على منطقة وسطى، لكن الرجل لا يخرج وتتزايد مشاكله ولا يدفع، بل يأتي بضيفة جديدة بينما تختفي الأخرى، وسط تصرفات غريبة منه وإغراق مشدوه للجنس والمخدرات بشكل يبدو غرائبيًّا مع امرأتيه الصامتتين دومًا، ليدخل الفيلم في غموض ملغز ضمن حالة فانتازية نفسية معًا في سياق رمزيّ، يستهلك هذا الصراع إيلدر في محاولات توفيقية وإن بدت مقاومة، كمسايرة النزيل ليغادر، وهروبه من مواجهة المشاكل بتعاطيه المخدرات والاستغراق في الخمر، ومحاولات لاستئناف يتجاهل أزمة علاقته الزوجية التعيسة، ومحاولة الرضى بعرض رجل الأعمال والتنازل عن فندقه، عالق بين تقاليده العريقة ولغة مادية جديدة يمثل النزيل الجديد إفرازاتها، بينما يمثل إيلدر الطبقة الوسطى التي لا تجيد التكيف السريع، العالقة بين زمنين وعالمين، هو في منتصف الأشياء، منتصف العمر، ومنتصف المجتمع وثقافاته، ومنتصف معظم اللقطات، يمر دائمًا وسط أُطُر متداخلة، مع عجز جسّدته علاقته بزوجته التي يحبها، وأحلام عقيمة بإشارة لحمل مجهض قديم، ونظرة متدنية من زوجته، مقهور من الماضي والحاضر والداخل والخارج، نراه في إحدى اللقطات يحاول السير على سور مرتفع، كمحاولة للتحرر من الحسابات والضغوط التي لم يُهيأ لها.

يستغرقنا الفيلم في محاولات كابوسية لإخراج النزيل وإيجاد المرأة المفقودة، التي نكتشف أنها في غرفة أخرى، تتراءى لإيلدر دائمًا مقيّدة تُغتصب وتعذب في لقطات متقطعة بإضاءة حمراء موحية بالشهوة دون أن نرى من يقيدها، حتى تشير له الأحداث دون توضيح حاسم، ضمن صياغة هاجسية، لتبدو الفتاة في مشاهدها الأخيرة كأنها انعكاس نفسه وصراعها، ينفس فيها غضبه من نفسه وقهره، ويعوض عجزه وكبته، تكرر بصقة المرأة الأولى له، لتبدو بعد صمت طويل كوحش يواجهه بضعفه، يرى فيها نفسه ككل عاهرات الفيلم الصامتات المقهورات، حتى يحوله الضغط لعنف بعد طول سكون.

حين ينهار إيلدر يدفع أيضًا ثمن ذلك، وتدفع ثمنه معه زوجته التي تمثل جانبه الأنقى، فيقف أخيرًا متجمدًا على الحد الفاصل بين عالميهما المتباينين، الذي تعكسه إضاءتها الزرقاء الروحية الفاترة في الخارج أمام إضاءته وإضاءة غرفته الحمراء كالجحيم خلفه، ليشترك مصير الزوجة ومصير الرأسمالي الذي حصل على فندقه، بشكل أو بآخر مع اختلافهما، يجمع كليهما ضغطٌ مختلف الشكل مارساه على إيلدر، توحده إضاءتهما المباعدة بينه وبينهما؛ هي بمثالية صارمة، والآخر برأسمالية ساحقة تستنزفه، ليبقى إيلدر في منتصف الصورة كما كان دومًا وإن تغيرت الأمور حوله بشكل يُرثى له.

 

####

 

مهند حيال مخرج «شارع حيفا»: نرصد كيف يتعايش العراقيون مع الموت

سهير عبدالحميد

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

وسط حضور جماهيري كبير عرض الفيلم العراقي «شارع حيفا» بالمسرح الصغير، والذي يشارك في المسابقة العربية بمهرجان القاهرة، وأعقبه ندوة حضرها مخرج الفيلم مهند حيال، وأدارها الناقد العراقي عرفان رشيد، الذي تحدث عن «شارع حيفا» قائلا: الفيلم يرصد مأساة العراق على مر السنين والتراكم المتواصل للعنف، والذى وصل الى حد الانفجار حاليا.. مثلا ميدان التحرير فى مصر توجد منه نسخة طبق الأصل في العراق بل هو فى كل مدينة.

وتابع قائلا: الفيلم ليس عن القناص بقدر ما هو عن المرأة العراقية ثلاثة نماذج لنساء مختلفة مثل امرأة المافيا التي تشارك في الجريمة والفساد والأم التي تدفن ابنها.

وأضاف مهند حيال قائلا: كان يهمني أن يري الجمهور المصري الفيلم.. وقد حاولت أن أسلط الضوء علي بغداد عام 2006، ومن خبرتي السابقة في العمل الصحفي من خلال الحروب التي قمت بتغطيتها أن أتناول وقائع حقيقية حدثت بالفعل وركزت علي فكرة نظرة العراقيين للموت وكيف يجاورونه ونعيش اللحظة وكأنها الأخيرة في حياتنا فمن الممكن أن نعيش لحظة فرح وتنتهي بعدها الحياة أو لحظة حزن.

وأشار مهند إلي أنه قدم الحقيقة بكل قسوتها دون أي مجاملة بغد النظر عن الضحية والجلاد ونحن كعراقيين شركاء بهذه التفاصيل التي صالت بنا وانا ضد فكرة المجتمع المثالي.

وأكد مهند أن شارع حيفا الذي دارت به الأحداث اختلف تماما عن عام 2006 ورجع لوضعه الأمني وأن التصوير تم بطريقه شبه مستحيلة.

وكشف مهند عن أن بطل الفيلم الذي جسد شخصية القناص «سلام» هو في الأساس يعمل مساعد مخرج وتم اختياره بالمصادفة فى أثناء ترشيحات فريق العمل.

وتابع: لا يهمني أن الجمهور يحب أو يكره الفيلم بقدر ما يهمني أنه يخلق نوعا من الجدل والحوار عقب عرضه.

وردا علي تساؤل حول إظهار صورة بغداد بشكل حزين قال إن هذه صفة معروفة عن بغداد وأنه مستمر في هذا الطريق.

وعن وجود القرآن الكريم في خلفية المشاهد قال مهند: هذا كان مقصودا، وفي مشاهد عنف بالتحديد ليؤكد الشعار الذي يقول «باسم الدين سرقونا الحرامية»

 

####

 

المخرج التونسى محمد على النهدي: «فاتوم».. يغير مصير حياة الأشخاص

محمود زهيرى

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

في افتتاح أفلام سينما الغد تم عرض 5 أعمال قصيرة من ضمنها الفيلم التونسي «فاتوم» للمخرج التونسي محمد علي النهدي، وهو عبارة عن 3 مشاهد مختلفة توضح تأثير القدر على حياة الأشخاص، وتغيير مصير تلك الشخصيات بشكل كامل.

مخرج العمل عبر في البداية عن سعادته بمشاركة عمله في مهرجان بحجم وقيمة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الحالية، موجها الشكر لرئيس المهرجان المنتج محمد حفظي، وأندرو محسن مدير مسابقة الغد، كما عبر عن فرحته بحفاوة الاستقبال من الجمهور المصري، مشيرًا أنه استمتع بمشاهدة عدد من الأفلام المعروضة.

إن معنى «فاتوم» هو المصير ولكن باللغة اللاتينية، مشيرًا أنه لم يسمه المصير حتى لا يختلط على الجمهور بينه وبين فيلم «المصير» للمخرج الكبير الراحل يوسف شاهين، مما جعله يختار تسميته بلغة أخرى ولكن بنفس المعنى.

وأشار النهدي إلى أن العمل هو الثالث له بعد فيلمي «المشروع» و»حدث ذات فجر»، وأنه بطبعه يحب المغامرة وأن يقدم ما يأتي في خياله، وما يراه مناسبا له وتاريخه، موضحا أنه اعتمد في العمل خاصة في مشهد الهجرة غير الشرعية على ممثلين غير محترفين، حيث كان المشاركون في المشهد أشخاصا حقيقيين، وأنه قام بتصويره بطريقة الأفلام الوثائقية ليضفي عليه المزيد من الواقعية.

محمد علي النهدي لم يقم فقط بإخراج العمل ولكنه قام بتأليفه والتمثيل به أيضا، ويستعرض الفيلم في ثلاثة مشاهد طويلة ثلاث قصص مختلفة بنفس الفكرة، وهي تأثير القدر في حياة الأشخاص، بداية من الرسام الذي تتحول حياته في لحظة عندما يكتشف خيانة زوجته، إلى الشباب في مركب للهجرة غير الشرعية التي تنقلب رحلتهم بمجرد تعطل المركب، وبداية الشجار فيما بينهم، إلى العجوز الفقير الذي يجد جثثا على الشاطئ، ويقوم بأخذ ممتلكاتهم حتى يجد صورة في جيب أحدهم ويكتشف أنه ابنه.

من جانبها أشارت رحمة النهدي زوجته المديرة الفنية والمنتج المنفذ للعمل، إلى أن تصوير العمل شهد العديد من المفارقات الغريبة، ففي مشهد الهجرة غير الشرعية بعد أن تم الاتفاق مع عدد من الأشخاص غير المحترفين وقبل تصوير المشهد بـ3 أيام علموا أنهم يخططون لاختطاف المركب وينفذون هجرة شرعية بشكل حقيقي، مما جعل محمد علي النهدي للاستغناء عنهم والاستعانة بأشخاص آخرين، مضيفة: «الغريب أكثر أنه عندما تم الانتهاء من العمل، قررنا الاحتفال مع كل الذين شاركوا في العمل، وعند الاتصال بالأشخاص الذين قدموا مشهد الهجرة اكتشفوا أنهم قاموا بالفعل بالهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.

 

####

 

مخرج «قبل ما يفوت الفوت»: التصوير استغرق 16 يوما فقط

محمود عبدالحكيم

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

عُرض الفيلم التونسي «قبل ما يفوت الفوت» في المسرح الصغير بدار الأوبرا، ضمن برنامج أسبوع النقاد بالأمس، في الدورة الـ 41 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وعقب العرض أقيمت ندوة لمخرج الفيلم مجدي لخضر الذي رد على استفسارات عدد من الجمهور الحاضر للفيلم والذي لم يفهم الكثير من أحداثه، بالإضافة لمنتج الفيلم على بن حمرة والبطلة سلمى محجوبي، حيث أدار الندوة الناقد أسامة عبد الفتاح.

وقال المخرج مجدي لخضر إن هذا العمل هو تجربته الإخراجية الأولى كفيلم روائي طويل، ووصفه بالتجربة الصعبة، وذلك لأن الفيلم بالكامل تم تصويره في 16 يوما فقط، وهذا الوقت يعتبر وقت قياسي جداً، فأقل عمل يتم تصويره في تونس يستغرق شهر كامل، مؤكداً أن التحضير للعمل استغرق 6 أشهر كاملة، مؤكداً أن الفيلم يعتبر مختلفا من ناحية إدراك الجمهور له، وبمثابة تجربة خاصة للمشاهد الذي سيجد أحلامه بداخله ويعيشها من خلال مشاهده، وهو ما جعلهم كفريق عمل يصورون الفيلم في بيت قديم حقيقي، مستعينين بكاميرا ذاتية.

وخلال الفيلم كان هناك بعض المشاهد التي قام المخرج باختصارها وتصويرها بشكل سريع، وهو ما جعل بعض المشاهدين يعبرون عن عدم رضاهم لعدم تمكنهم من عيش أجواء الفيلم، ورد مجدي لخضر على تلك النقاط مؤكداً أن هناك قواعد خاصة لتصوير مشاهد الأكشن، مثل مشاهد حريق المنزل التي كان يركزون فيها على رد الفعل فقط، ولكن بالرغم من ذلك فقد اتضح للجمهور المشاهد التي كان السقف ينهار فيها ومشاهد النار وهي تحرق المنزل بالكامل، وذلك لأن الكاميرا الذاتية التي صوروا بها كانت مرتبطة بردود فعل الأبطال وقت حدوث تلك الكوارث.

وأضاف المخرج التونسي: «الكاميرا تتحول لإنسان وعين الإنسان هي عدسة ٤٢ ولهذا استعملنا عدسة ٥٠ لأنها أقرب عدسة للعين»، مؤكداً أن الفيلم أيضاً سلط الضوء على الحالة الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع التونسي من خلال نصف ليلة تدور خلالها أحداث الفيلم، يتناولون فيها بعض العلاقات الغريبة، مثل علاقة الأب بابنه التي تشبه فيها بين السلطة الأبوية «تونس»، وبعض أبنائه «المجتمع»، حيث كان الأب يعيش معهم وكأنه غير موجود فلم تكن هناك حميمية بين الطرفين.

 

####

 

غدا.. بطلة «صراع العروش» تشارك في ختام مهرجان القاهرة السينمائي

نجلاء سليمان

تختتم في الثامنة من مساء غدا الجمعة، فعاليات الدورة الـ41 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، التي انطلقت 20 نوفمبر الجاري بفيلم "الأيرلندي" للمخرج الشهير مارتن سكورسيزي، وعرض خلالها أكثر من 150 فيلما من 63 دولة، من بينها 35 فيلما في عروضها العالمية والدولية الأولى، و84 فيلما في عرضها الأول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يضاف إليها تنظيم منصة المهرجان "أيام القاهرة لصناعة السينما" عدد كبير من الندوات والمحاضرات والورش التدريبية.

الحفل الذي يقام بالمسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، يخرجه هشام فتحي، وتقدمه الإعلامية جاسمين طه زكي، ويشهد تكريم مدير التصوير الإيطالي العالمي فيتوريو ستورارو، الحائز على أكثر من 50 جائزة دولية، منها 3 أوسكار، قبل أن تبدأ مراسم تسليم جوائز مسابقات المهرجان المختلفة، بحضور لجان التحكيم، ونخبة من النجوم وصناع الأفلام، يسبق ذلك عرض فيديو قصير يستعرض ما حدث خلال الدورة 41.

ويقول مخرج الختام هشام فتحي، إن الحفل سيتسم بالبساطة والسرعة، ولا يحتوي على فقرات فنية كما كان في الافتتاح، ومن المقرر أن يقتصر على تسليم الجوائز للفائزين، مع الاحتفاء بلجان التحكيم، حيث يتولى أعضائها تسليم الجوائز، على أن يعلن المحكمين أسباب الفوز بكل جائزة.

وأشار في الوقت نفسه إلى أن "ناتالي إيمانويل"، نجمة المسلسل الشهير "صراع العروش" سيكون لها ظهور خاص خلال الحفل.

 

####

 

القائم بأعمال المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي:

لم ولن ندعو سما المصري للحضور

نجلاء سليمان

قال أحمد شوقي، القائم بأعمال المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إن ادارة المهرجان لم توجه دعوة لسما المصري لحضور حفلات الافتتاح والختام.

وأكد شوقي في ندوة مع عدد من الصحفيين، على أن المهرجان لن يوجه دعوة لسما المصري للحضور بشكل رسمي، ولكن المهرجان يطبع حوالي ألف دعوة تتسع لها قاعة المسرح الكبير بدار الأوبرا ، ولا يمكن التحكم في من يحصلون على هذه الدعوات بشكل غير مباشر.

وأشار شوقي، إلى أن سما المصري لا تدخل المسرح الكبير، وكل عام تؤدي "شو" على الريد كاربت ثم تغادر.

وأوضح القائم بأعمال المدير الفني، ان كل النجوم مرحب بهم لحضور فعاليات المهرجان، وأن غياب بعضهم هو قرار شخصي لكن الدعوات توجه لهم مثل كل مِن كريم عبد العزيز وأحمد عز.

 

####

 

«مغادرة أفغانستان»..

فيلم رفضه مهرجان موسكو وعرضه «القاهرة»

عبدالله محمد

عرض مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، الفيلم الروسى «مغادرة أفغانستان» سيناريو بافيل لونجين والكساندر لونجين وإخراج بافيل لونجين، وهو العرض الأول بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية مساء أمس الأول ضمن فاعليات الدورة الـ 41، بحضور المخرج بافيل لونجين الذى قدم لعرض فيلمه قائلا: إنه حاول تقديم رؤية واقعية من روايات جنود شاركوا فى الحرب. وأشار إلى أن هذا العمل قوبل بانتقادات شديدة وتم رفض عرضه فى مهرجان موسكو.

الفيلم رفض مهرجان «موسكو» عرضه، فيما وافق القاهرة السينمائى على عرضه ضمن قسم العروض الخاصة للمهرجان.

يستند الفيلم لأحداث حقيقية، وتجارب أحد المحاربين القداما المشاركين بالحرب الأفغانية، وهو نيكولاى كوفاليوف، والذى قاد وكالة الاستخبارات الروسية FSB فى تلك الفترة؛ حيث تبدأ الأحداث من عام 1989، حينما بدأت القوات السوفيتية تجهز نفسها لمرحلة الانسحاب من أفغانستان، وقصة ابن الجنرال السوفياتى فاسيلييف، وهو طيار يدعى ألكساندر، اختطفه المجاهدون المحليون بعد تحطم طائرته، تعرف القيادة أن ابن الجنرال محجوز من قبل الأفغان فى منطقة ما وعليه يتم تأجيل عودة فرقة البندقية الحربية 108 التى تتحرى الانتظار لهذه المهمة الأخيرة لاستعادة الطيار الروسى.

وفى حديث لمخرج الفيلم بافال لونجين لإحدى الصحف الأوروبية يقول عن فكرة فيلمه: «انسحاب القوات من أفغانستان يمثل بداية انهيار الاتحاد السوفيتى، وتعاونت بشكل وثيق مع المؤرخين وقدامى المحاربين فى الحرب لتصوير الحرب، وإعادة إنشائها بطريقة واقعية».

وأشار المخرج فى حديثه إلى أن الفيلم يتحدث عن الإحساس بالحساسية، وحشية الحرب، التى لا تدخر أحدا، بغض النظر عن الوضع الاجتماعى والانتماء الدينى.

ومن الثابت تاريخيا أن انتهاء حملة الاتحاد السوفيتى العسكرية التى استمرت تسع سنوات فى أفغانستان، والتى أسفرت عن مقتل نحو 15000 جندى من الجيش الأحمر التابع للاتحاد السوفيتى، وفى عام 1988 أمر صاحب نوبل ميخائيل جورباتشوف رئيس الدولة فى الاتحاد السوفييتى السابق بين عامى 1988 و1991 ورئيس الحزب الشيوعى السوفيتى بين عامى 1985 و1991، بالانسحاب، وفى عام 1989، أعلن البرلمان السوفيتى أن الحرب «خطأ سياسى».

تم تصوير الفيلم فى طاجيكستان وقرجيزستان وفى إقليم داجستان، وبعد تعاون شركة لوكو فيلمز لوريان دانييلانو مع المخرج الروسى ليكون هذا أكبر إنتاج لعام 2018.

بافل لونجين وهو مخرج روسى درس الرياضيات واللغويات التطبيقية بجامعة موسكو، وتخرج منها فى عام 1971، فى عام 1980 أكمل دورات عليا لكتاب السيناريو والمخرجين السينمائيين، وعمل بشكل أساسى ككاتب سيناريو حتى أتيحت له أول فرصة للإخراج وهو فى سن الأربعين.

فى مهرجان كان السينمائى عام 2000، حصل فيلم «حفل الزفاف» الذى أخرجه بافيل على جائزة بالمهرجان العالمى. حصل على جائزة «نيكا» الوطنية الروسية عام 2007، نال جائزة النسر الذهبى فى عام 2007 عن فيلم الجزيرة. ــ فاز لونجين بجائزة فنان الشعب فى روسيا عام 2008، حل كعضو لجنة تحكيم أكثر من مرة فى مهرجان موسكو السينمائى.

 

####

 

المخرجة شهد أمين:

تجاربنا السينمائية تتطلع للتعبير عن هوية مجتمع

* الفانتازيا فى فيلمى تعبر عن واقع وثقافة.. وتقديمه بالأبيض والأسود كان قرارا صعبا

المخرجة شهد أمين درست صناعة سينما فى جامعة ميتروبوليتان فى لندن، ثم درست كتابة سيناريو فى نيويورك، بدأت محاولات لتقديم أفلام فى العاشرة من عمرها، بعدما تعلقت بمسلسل سورى شهير فى ذلك الوقت، وقررت أن تنتمى لهذا المجال، وبالفعل التحقت به بعد الدراسة؛ حيث قدمت أفلاما تاريخية.

وفى حديثها عن رحلتها المهنية، قالت إنها عندما انتقلت إلى لندن تعرفت على فن السينما الحقيقى وأغرمت بها، وحاولت فى كل أفلامها توظيف لغة سينمائية لتقديم قصة عبر لغة بصرية تعبر عنها.

وعن اختيارها للفانتازيا فى التعبير عن قصة «سيدة البحر» قالت: الفانتازيا والخيال بالنسبة لى هما سحر الواقع، وأعتقد أننا نعيش فى عالم بين الواقع والخيال والخط الفاصل فيه بسيط جدا، ومن هنا اخترنا التعبير عن الواقع الذى نعيشه بهذا الشكل الذى بدى على الشاشة.

وعن اختيارها تقديم «سيدة البحور» فى فيلم روائى طويل رغم ميله لأن يكون قصيرا قالت شهد: سيدة البحر هى تجربة حياة البنت الصغيرة وهو قصة وجدانية تعيشها مع هذه الطفلة بكل تفاصيلها، وبالنسبة لى هو قصيدة طويلة وتحمل هوية معينة وهى تجربة حياة فى هذا العالم.

وأشارت إلى استقبال فكرة الفيلم من المتلقى العربى والسعودى وقالت: أعتقد أن أهم شىء بالنسبة لنا كصناع سينما، أن نخلص ثقافة وهوية، وليس دورنا فقط الاستمرار على نفس المنهاج بتقديم أفلام لا تغذى العقل، يجب علينا أننا لا نخلق هوية، ونحن نريد توصيل للجمهور رسالة عن حقيقة صناعة السينما ونقدم أفلاما مثل سيدة البحر وغيرها من الأفلام التى تشارك فى مهرجانات أخرى لأنها تخلق هذه الهوية لمجتمعنا.

وردا لسؤال حول ربط أحداث الفيلم التى تبدو تعيسة باستخدام الأبيض والأسود فى تصوير الفيلم أجابت مخرجته أنها لا ترى قصة «سيدة البحر» تعيسة، لأنه بالنسبة لها تحمل نهاية قوية وفيها أمل رغم أن أحداثه تدور فى عالم يضطهد الشخصيات الرئيسية تخرج البطلة والفائرة فى النهاية.

وقالت: لم نتعمد تصوير الفيلم بالأبيض والأسود، الفيلم كله مصور بالألوان ومحل التصوير بسلطنة عمان عند مضيق هرمز وهو مكان يتمتع بطبيعة خلابة، كان القرار صعبا بتغيير صورة الفيلم من الألوان للأبيض والأسود لأنه كان جميلا جدا وملىء بالحيوية، وحاولنا تقليل الألوان لتقديم صورة لا تعبر عن زمان أو مكان معين.

وترد شهد على وصف أفلامها بالتحيز للقضايا النسائية قائلة: لست مهتمة بقضايا المرأة، لكننى مهتمة بقضيتى وبتجربتى مع العالم، وما تعلمته طوال حياتى من العالم، وبالمثل لماذا لا يسأل الرجال عن صناعتهم لأفلام البطل فيها رجل، ولماذا نوجه هذا السؤال للنساء فقط، رغم أنهم لا شعوريا سيعبرون عن النسوية وعن القضايا التى عايشونها.

 

####

 

يعقوب الفرحان:

مثنى كان دورا صعبا والفيلم ينتصر للمرأة السعودية

قال الفنان السعودى يعقوب الفرحان بطل فيلم «سيدة البحر» الإيمان بالمشروع كان سببا رئيسيا فى الانضمام لفريق العمل فى الفيلم، مؤكدا إيمانه بتجربة المخرجة شهد أمين، وأنها ستقدم شيئا مختلفا، ومشيرا إلى دور «مثنى» فى الفيلم والذى أحبه كثيرا لأنه دور صعب جدا وفيه استفزاز لممثل بداخله.

وأضاف فى حديثه لـ«الشروق» أن الفيلم يتحدث عن عالم مختلق الزمان والمكان غير معلومين، والحدوتة نفسها لها ظروف وشخصيات وقوانين، وصعب علينا كثيرا أن نخترع عالما به الشكل ولكنه عالم موازٍ للواقع الذى نعيشه، يمكن اعتبار الفيلم فانتازيا ولكن مضامينه هى مضامين واقعية وموجودة.

يتطرق الفيلم بشكل واضح للعادات والتقاليد وسيطرة الذكور فى المجتمعات الصعبة، وأحيانا سيطرة الرجل على العالم بحكم الآلة الاقتصادية والاجتماعية التى نعيش فيها ويقوده الرجل، ورغم أن المرأة بدأت تدخل على الخط وأصبح وجودها مهما لكن الرجل يسير بسفينة هذا العالم فى اتجاه واحد ليس بالضرورة أن يكون صحيحا، ولكن عندما نحاول أن نعطى مساحة للمرأة لتثبت نفسها وتوجد وتشارك فى إدارة الحياة سيكون هناك خيارات أكثر وتعامل مختلف مع مشاكل الحياة.

وأضاف أن بيئة الفيلم شرق أوسطية تحكمها قسوة وانعدام للحقوق واللحظة التى قرر فيها الرجل وهو مثنى أبو حياة الذى كسر القاعدة وقرر مقاومة التقاليد اضطر فى النهاية إلى الاستسلام واكتشف أنه لا يقدر على الخروج من دائرة العادات والتقاليد، وحينما حاول مساعدة ابنته لم يقدر على المقاومة، وفى أوقات بدأ يشعر بالعار لأن ابنته تركها وسلمها للبحر ولما رأى أنها حاولت إثبات نفسها فى هذا المكان الذكورى أصبح يستحى منها، وكل ذلك ظهر بدون الكثير من الحوار.

وأشار الفرحان إلى أنه ينتمى للموجة الجديدة من السينمائيين فى السعودية، والتى عملت طوال 10 سنوات ليصير هناك شىء اسمه سينما سعودية، وحاربوا من أجل المشاركة فى مهرجانات بأعمال قصيرة، معربا عن فخره بالانتماء لهذا الجيل.

وقال: تعبنا كثيرا فى وقت لم تتوفر فيه الإمكانيات والتصوير كان صعبا فى الشوارع، ولكن اليوم نعيش فى السعودية حالة ازدهار ولدينا فرصة ذهبية الآن للخروج للعالم والبوح بأننا لدينا إرث وصناعة جديرة بالاحترام رغم أننا ما زلنا نعمل على إيجاد هوية للسينما السعودية، وفيلم «سيدة البحور» ليس تجربة جديدة على ولكنه أول مشروع روائى طويل لى، وفخور أن يصل أول مشروع لى يصل إلى هذا المكان بمهرجان القاهرة، وأعدكم بمشروعات أقوى وأحلى، فدائما نستفيد بتجربة مصر فى صناعة السينما والتسويق للأفكار وتقديم مادة سينمائية مهمة.

 

####

 

فاطمة الطائى: الدور لا يقاس بمساحة الكلام..

وأجسد شخصية مركبة تعتمد أكثر على الأداء

تقول الفنانة فاطمة الطائى: إن السيناريو كان هو أقوى العوامل التى جذبته للمشاركة فى فيلم «سيدة البحر»، لأنه كان مختلفا عن الأعمال التى شاركت فيها من قبل، وأنه كان أقرب لأسلوب الترميز غير المباشر، ولم يتكلم بشكل حصرى على قضية معينة تواجه المرأة، والدمج بين الخيال والواقع، لأن الخيال جزء كبير من حياة الإنسان لأنه يعبر عن طموحه وتطلعاته.

وأضافت كان للمخرجة شهد أمين دورا مهما بالنسبة لى، لأن المخرج مؤثر جدا فى العمل، وهذا الفيلم يتحدث عن المرأة والنص الذى كتبته، وحينما قرأت السيناريو معها وشعرت أنها تعمل على شىء مختلف.
وجذبنى الدور جدا لأنه لشخصية مركبة، وبها مزيج من الليونة والقسوة والعمق وهى الشخصية التى تعانى من ضغوطات وأحيانا تقوم بسلوك قد يكون عدوانيا ولكنه يفسر نتاج ضغوطات المجتمع، وكل تلك الأمور جذبتنى.

مشيرا إلى أن المخرجة كانت تشاركها الرأى فى المشاهد الخاصة بها، وكانت تدون الملاحظات التى تفيد الشخصية وثقل المشهد لكى يظهر بشكل مميز، وكان التعاون جيدا بين الممثل والمخرج، ولم تكن متشددة فى رأيها.

وقالت إن الدور مشاهده ليست كثيرة لكن الشخصية التى كتبت جيدا فى السيناريو أعطى لها المساحة المناسبة، وأنها لا تحكم على الدور بمساحته ولكن بأهميته، وكان التركيز مكثفا على المشاعر المتواجدة، وبالنسبة لها مارست تقنية معينة فى الفيلم باستخدام الحوار القليل كسلاح لإظهار المعاناة فى التمثيل والتعبير عن الواقع، مضيفة أنها كانت تشعر أن الفيلم سيحقق صدى فى الدول الأجنبية، وقليلا فى شمال إفريقيا التى لديها ثقافة مغايرة لفهم هذا النوع من الأفلام، خاصة أن إيقاعه أبطأ من الأفلام التجارية والمعتادة.

وأشارت إلى أن السعوديين لم يشاهدوا الفيلم بعد ولا نستطيع توقع ردود فعل الجمهور الخليجى، لأن موضوع الفيلم يختلف ويتكلم عن قصة حساسة جدا.

 

####

 

صناع «سيدة البحر» لـ«الشروق»: ننتمى لجيل يؤسس لسينما سعودية

حوار ــ نجلاء سليمان:

الفيلم السعودى «سيدة البحر» من الأفلام التى لفتت الانتباه لسينما خليجية على الطريق، وذلك من خلال عرضه فى مسابقة آفاق سينما عربية ضمن فاعليات مهرجان القاهرة السنمائى الدولى بدورته الـ 41.

أحداث الفيلم تدور فى أجواء أسطورية حول «حياة» الفتاة الصغيرة، تقوم بدورها الطفلة السعودية «بسيمة حجار»، والتى تتمرد على الواقع الذى نشأت فيه، فاعتاد أهل قريتها التضحية بالفتيات بعد ولادتهن وتقديمهن قرابين لحوريات البحر، ثم يصطادوا عرائس البحر بعد عدة سنوات ليكن وجبة شهية تتلذذ بها كل منازل القرية، لكن والدها مثنى الذى يقوم بدوره الممثل السعودى «يعقوب الفرحان»، رفض التضحية بابنته وتمرد على أهل قريته حتى وصفوه بالضعيف، وبعد عدة سنوات حينما ولدت أمها التى تقوم بدورها الممثلة الإماراتية «فاطمة الطائى»، شقيقا لها، استسلم والدها وضحى بها وهى فى عمر الـ 12 عاما، لتفاجئ الجميع باصطياد حورية البحر التى كانت تجتذبها وذبحها أمام الجميع، لتنضم إلى فتيان القرية فى رحلات الصيد.

الفيلم الذى كتبته وأخرجته السعودية الشابة شهد أمين، عرض بتقنية الأبيض والأسود وهو أمر مغاير للصورة السينمائية المعتادة للجمهور، ولكنها كانت ضرورة للتعبير عن الواقع المرير والقصة المأساوية للقرية التى دفنت نفسها ووقعت أسيرة لمخاوفها، حتى ظهرت «حياة» التى ختمت الفيلم بدعوة إلى التغيير وأن هناك دائما حلولا بديلة.

«الشروق» شاركت فى جلسة حوارية مع صناع الفيلم، تحدثوا فيها عن الإسقاطات التى تعبر عنها هذه القصة الفانتازية التى ليس لها مكان أو زمان معلوم ولكنها تعبر عن واقع الكثير من الفتيات والنساء فى العالم والقيود التى تقع عليهن فى الوقت الذى يكون دائما الحل بأيديهن.

كما تناولوا رحلة الفيلم إلى مهرجان القاهرة السينمائى، وحصده عدة جوائز من مهرجانات أخرى كان أبرزها فينيسا وقرطاج.

 

####

 

بعد تكريمه «القاهرة السينمائى» بيلى زين:

استضافتكم متميزة وأتمنى تصوير فيلم فى مصر

نجلاء سليمان - تصوير ــ دنيا يونس

تسلم الممثل والمنتج الأمريكى ويليام جورج، الشهير بـ«بيلى زين» تكريمه من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وذلك قبل عرض الفيلم البرازيلى «الرجل الودود» مساء أمس الأول بمسرح الأوبرا الكبير.

رحب محمد حفظى، رئيس المهرجان بالحاضرين، وشكرهم على الوجود فى آخر ليلة فى عروض الجالا، معبرا عن فخره بتقديم «شرير تيتانيك»، فى إشارة لدورة بالفيلم العضيم الذى يعتبره فيلما ملحميا، مشيدا بأدائه المتميز، ومشيرا إلى أنه قابله للمرة الأولى حينما حضر إلى القاهرة الثلاثاء الماضى، وقال: اكتشفت أنه شخص يتمتع بالذكاء والدم الخفيف، وفضلا عن أنه ممثلا فهو ناشط سينمائى ومنتج وممثل متميز.
وسلم محمد حفظى والناقد أحمد شوقى القائم بأعمال المدير الفنى، الجائزة لزين الذى قال: «القاهرة؛ استضافتكم مميزة واحتفاؤكم بالضيوف يدل على طيبة قلوبكم، وهذا التكريم يعنى العالم بالنسبة لى، لأنكم أنتم العالم»، مستطردا: «مهد الحضارة فى مصر وجيرانها باليونان هم بداية الإبداع، وتأثير مصر وإسهامها فى صناعة السينما مؤثرا على المستوى الإقليمى والدولى».

وتابع زين الذى زار منطقة الأهرامات وأبو الهول فور وصوله إلى القاهرة: «جمال الطبيعة فى مصر جعل السينما مليئة بهذا الجمال، وأتمنى فى يوم من الأيام أن أتكمن من تصوير أحد أفلامى فى مصر».

أعلنت إدارة المهرجان فى خبر مفاجئ، تكريم زين، والاحتفاء بتواجده فى مصر، تقديرا لمشواره الفنى الذى شمل مراحل من التألق؛ حيث أمضى حقبة الثمانينيات فى جمع الخبرات وأداء عدد من الأدوار التى نال عنها إشادات نقدية فى أفلام مثل Dead Calm، Critters، Back to the Future Part II، وفى التسعينيات حقق نجاحا ملحوظا فى مسلسل الدراما الحربية «ممفيس بيل»، قبل أن يقدم دور «جون ويلر» فى مسلسل «قمم الذروة»، وفى عام 1997، وبعد نجاحه فى فيلم «تيتانيك»، قدم عام 2001 دورا مهما فى فيلم The Believer نال عنه استحسان النقاد، كما فاز عنه بجائزة لجنة التحكيم الكبرى فى مهرجان صندانس السينمائى عام 2001.

واستمر «بيلى زين» فى تقديم أدواره المميزة، فى كثير من الأفلام، ومنها The Phantom Pocahontas II: Journey to the New World Cleopatra، وThe Legends of Tomorrow، وSniper.

 

الشروق المصرية في

28.11.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004