كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

الطموح الشكلي في "أبو ليلى" أضاع المضمون

أمير العمري

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الحادية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

من المؤكد أن الفيلم الجزائري "أبو ليلى" الذي عرض في افتتاح تظاهرة "أسبوع النقاد" بمهرجان القاهرة السينمائي الـ 41، لا يخلو من الطموح الفني، والرؤية السينمائية التي تبتعد كثيرا عما اعتدنا رؤيته في الأفلام الجزائرية عموما، والأفلام الجزائرية التي تتناول ظاهرة الإرهاب بوجه خاص.

في أول أفلامه يبتعد المخرج أمين سيدي بومدين الذي قضى سنوات يعمل على سيناريو فيلمه والتحضير لتصويره، عن السائد والمألوف في لغة التعبير وليس السرد، ويقترب من السوريالية بقدر ما يبتعد عن الواقعية. ورغم البداية الدرامية القوية التي تشي بما يحدث في واقع الجزائر عام 1994 أي في ذروة أحداث "العشرية السوداء"، سرعان ما يقطع الفيلم مسارا شبه تجريدي، لا ينشغل كثيرا بتحليل الواقع السياسي بل يبدو أكثر مهتما بالفردي، الإنساني، الشخصي، النفساني، أي ببطليه اللذين يدخر طبيعة عملهما الى الجزء الأخير من الفيلم الذي يتجاوز زمن عرضه الساعتين.

في البداية: حادث اغتيال ثم تبادل اطلاق النار بين الإرهابي والشرطة، ثم نخرج من المدينة الى الصحراء، بعيدا عن العاصمة حيث وقع الحادث الإرهابي، إلى الجنوب الجزائري بطبيعته القاسية الجافة وجباله الحمراء وصحرائه الممتدة والتي تصنع بيئة بصرية ملائمة تماما لأحد أفلام الويسترن، غير اننا لسنا بالطبع أمام أحد تلك الأفلام، بل أمام ما يقترب من الدراما النفسية التي تتعلق بفكرة الخوف.. من الموت.. من العنف.. ومن المجهول، بل ومما يكمن داخل الانسان نفسه من هواجس ومخاوف وكوابيس تتداعى بفعل تجربة العيش والعمل في مناخ يمتلئ بالقتل والدماء.

رجلان في سيارة يتجهان الى حيث لا نعر وربما هما أيضا لا يعرفان. الهدف المعلن هو العثور على إرهابي خطير الشأن يدعى "أبو ليلى". لكنهما يصبحان تدريجيا أكثر اهتماما بالعثور على السكينة وهدوء النفس التي لا لا يمكن لها أن تهدأ. الفكرة شبه تجريدية وغن كانت مغلفة بمناخ الإرهاب في الجزائر. والتجسيد الدرامي يعتمد على أداء الممثلين الاثنين: الأول "لطفي" يبدو متماسكا يحاول تهدئة زميله "س" (مقصود ألا يحمل اسمه وكأنه خرج من احدى روايات كافكا أي شخصية لا وجود تاريخي لها في أرض الواقع).. فهذا السيد "س" يبدو مصابا بهواجس مخيفة تسيطر عليه، فهو يرى الدماء ويعاني من هجوم الكوابيس المرعبة عليه في الليل، وخلال ذلك، نعبر الكثير من المشاهد القاسية التي تمتلئ بالدماء والقتل بل والمذابح.. في تقابل مقصود مع فكرة "التضحية" في التراث الإسلامي التي يتعلمها الأطفال في حصص الدين في المدارس الابتدائية، أي كيف شرع سيدنا إبراهيم في ذبح ابنه إسماعيل لولا أن رحمه الله وجعله يذبح خروفا أو "الضحية" بدلا من ابنه. هن مثلا نشاهد الكثير من التقابلات بين ذبح الأضحية وذبح البشر.

كثير من المشاهد التي نراها والتي تستمر على شكل تداعيات تدور في الخيال، تلخص تلك الحالة الهذيانية والشعور بالفوبيا والرعب من الدماء لدى السيد "س" بوجه خاص الذي يبدو عديم الحيلة بينما يبدو زميله لكفي أكثر سيطرة على مشاعره وهو الذي يقبض على المسدس تمهيدا لأن يستعين به إذا ما اقتضت الحاجة.

المخرج يريد ان يصور حالة نفسية وعقلية، لا أن يروي قصة محكمة، لذلك فهو يهتم أكثر ببناء المشاهد المنفصلة التي لا ترتبك ببعضها البعض وهو ما يجعل الفيلم يميل حينا الى تكرار الفكرة حد التخمة، أو الى قدر كبير من الغموض الذي يثير الارتباك لدى المشاهد الذي يريد أو ينتظر أن يعرف أكثر عن الشخصيتين ودوافعهما وماضيهما والى أين يسيران وكيف ينتهي أمرهما. لكن مثل هذه التساؤلات لن يستطيع المرء أن يعثر لها على إجابات، فهذا مخرج يجرب في الشكل، أي أن من الممكن اعتبار "أبو ليلى" عملا تجريبيا، يميل لتغليب الخيال على الواقع بل يرفض الواقعية ويتمرد عليها، وهو طموح جيد دون شك، لكن المشكلة ان الخيط الرئيسي يفلت نته ويجعله يظل يدور حول نفسه. وهو أحد عيوب الفيلم الرئيسية.

بذل الممثلان الرئيسيان جهدا كبيرا بدنيا ونفسيا وتمثيليا في أداء الدورين: لياس سالم (الذي تميز كثيرا في فيلم الوهراني) في دور لطفي، وسليمان بوهواري في دور "س". ويظل أهم عناصر الفيلم ذلك التصوير البديع للمناظر الخارجية في الصحراء، مع اهتمام كبير بالتكوينات الموحية التي تشي بحالة الاضطراب النفسي والجو الكابوسي العام للفيلم، وباستغلال تفاصيل المكان للمحافظة على سلاسة التدفق في الانتقال بين اللقطات. ويعود الفضل في براعة التصوير الى المصور الياباني المرموق كاناميه أونوياما Kanamé Onoyama..

"أبو ليلى" تجربة شديدة الطموح ربما لم تحقق ما كان منتظرا منها، لكن المأمول أن يتمكن سيدي بومدين في فيلمه القادم، من احكام السيطرة على السيناريو والتمكن من القبض بقوة أكثر على مفاصل الموضوع.

 

موقع "عين على السينما" في

27.11.2019

 
 
 
 
 

حرب يوليو تخرق "جدار الصوت" في مهرجان القاهرة

هبة ياسين

فيلم المخرج اللبناني أحمد غصين يعبّر عن أجيال لبنانية فاقدة للحلم في وطن خرّبته الميثولوجيا.

رغم أن فيلم “جدار الصوت” تدور معظم أحداثه بين جدران منزل قديم في جنوب لبنان، فإنه لا يمكن خلال مشاهدته أن يتسرب الملل للمشاهد. ساعة ونصف الساعة من التشويق والترقب لكل مشهد بعد الآخر. تجلى فيهما إعجاب جمهور مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ41، وهو ما ظهر في شكل تعليقات ومناقشات تبادلها الحضور عقب انتهاء العروض.

 القاهرة – ينافس الفيلم اللبناني “جدار الصوت” في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي تمتد فعاليات دورته الحادية والأربعين حتى 29 نوفمبر الجاري، وهو أحد الأفلام المرشحة لحصد جوائز مختلفة في المهرجان، بعد أن حصل على ثلاث جوائز في الدورة الـ76 من مهرجان فينسيا الدولي، منها الجائزة الكبرى في فئة أسبوع النقاد الدولي، وجائزة الجمهور.

جدار الصوت”، هو الفيلم الروائي الأول للمؤلف والمخرج اللبناني أحمد غصين، والمستقى من أحداث حقيقية وقعت خلال حرب يوليو 2006 التي شنتها إسرائيل على لبنان.

وتدور أحداثه حول شاب يتوجه إلى مسقط رأسه في الجنوب، بحثا عن والده لاصطحابه إلى العاصمة بيروت، هربا من الحرب فيجد خرابا، ويظل عالقا في أحد المنازل مع أصدقاء والده القدامى، ويداهمهم القصف والحصار، مسلطا الأضواء على قضية صراع الأجيال بين الآباء والأبناء، والمآسي والقصص الإنسانية التي يتعرّض لها المدنيون خلال الحروب.

أحمد غصين: لبنان بلد متخم بالأزمات، والألم قادر على توليد الحكايات

البحث عن تمويل

 “العرب” التقت أحمد غصين على هامش مهرجان القاهرة السينمائي، وقال “لا أحدد الأطر الخاصة بي، وقد أصنع أفلاما وثائقية، وأخرى تجمع بين الروائي والوثائقي، أو أصنع فيديوهات لعرضها في المعارض والمتاحف، لكن بدأت فكرة الفيلم منذ فترة، واستغرقت الكتابة وقتا لأن الفيلم عمل صعب، وتدور أحداثه في مكان واحد فقط، لذلك صادفتني العديد من الصعوبات في الإنتاج والتمويل”.

عن مشكلة التمويل قال أحمد غصين، إن تلك المشكلة عامة يعاني منها الكثير من المخرجين العرب، حيث يُكتب الفيلم ثم تبدأ رحلة البحث عن تمويل، خاصة في لبنان لعدم وجود صندوق دعم وطني للسينما. وتعتمد الأفلام اللبنانية على المنح التمويلية، ويستغرق الأمر وقتا حتى تجد منتجا يؤمن بالفيلم ورسالته.

وأوضح، أن السينما في غالبية الدول العربية صعبة، فلا توجد صناعة سينما في لبنان، وتعتمد بشكل رئيسي على السينما المستقلة والتجارب الفردية التي يسعى أصحابها للبحث عن تمويل عبر مؤسسات داعمة لتمويل أعمالهم، مع ذلك حفرت السينما اللبنانية بصمتها في تظاهرات سينمائية كبرى وحظيت بتقدير ونجاح دولي.

وأشار إلى أنه ليس مصادفة أن كل فيلم يكون مخرجه هو مؤلفه، “فموضوعاتنا شائكة ولبنان بلد متختم بالأزمات ومثقل بالمشكلات والأوضاع الاجتماعية العصيبة، والألم قادر على توليد القصص والحكايات السينمائية”.

عاش أحمد غصين، حرب يوليو مثل كل اللبنانيين، ورأى أنها الحرب الأولى التي يعايشها جيله فعليا. ورغم قصرها، كان تأثيرها ممتدا، وتلتها سنوات من الاضطرابات والاغتيالات.

فيلم “جدار الصوت” بطولة كرم غصين وبطرس روحانا وعادل شاهين وسحر منقارة، مثّل تحديا لأن أحداثه تدور في مكان واحد، واهتم بالتفاصيل البسيطة وليس فقط بالقصة، ما جعله يستغرق وقتا للتوفيق بين الخط الدرامي وبين الشاعرية التي يعرض من خلالها تفاعلات الأشخاص المحتجزين في المنزل لتتحوّل الأزمة إلى صراع من أجل البقاء على قيد الحياة.

وكشف فيلم غصين الروائي الأول، وكذلك أفلامه القصيرة السابقة، أنه يهوى تضفير القضايا السياسية مع نظيرتها الإنسانية، وعن ذلك قال لـ“العرب”، “لا توجد سينما إلا وتحتوي على أهداف سياسية، فكل شيء في حياتنا يتعلق بها، لكن السينما ليس هدفها البروباغاندا. وحاول الفيلم التركيز على الحروب في الشرق الأوسط وكيف تطحن المواطنين، وتفنيد ماهية الانتصار، حيث أعلن حزب الله انتصاره، بينما ثمة ضرورة لإعادة مناقشة وتعريف الانتصار، لأننا خرجنا من الحرب منهكين”.

وشدّد في حواره مع “العرب”، على أن “الفرد ينسحق في ظل آلة الحروب، وقصة الفيلم ليست جديدة بين أفلام الحروب، غير أن المعضلة هي كيفية المعالجة والرسالة التي يحملها العمل، حيث تناول شخصياته المحدودة والعالقة باضطراباتهم ومشكلاتهم النفسية، وأسئلتهم الوجودية ومصيرهم المجهول وسط آلة الحرب الجهنمية التي تحيط بهم وتقمعهم، وهو ما كنت مهتما بتوضيحه.. وأنا لا أهتم فقط بالحدوتة، بل تشغلني الشاعرية في السينما، فالقصة قد تخرج من الأدب لكن يمكن أن تُستقى أيضا من الشعر”.

ولعب الصوت عنصرا محوريا في الفيلم، وبدا كرابط في الأحداث مع المحاصرين بين جدران المنزل القديم والقصف الدائر في الخارج، فيما تم تغييب الجنود الإسرائيليين الذين احتلوا سطح المنزل، وواصلوا القصف وضرب الرصاص، نسمع أصواتهم وهم يتبادلون الأحاديث، ولم نر هذا العدو، لذلك أفسح مخرج الفيلم مساحة كبيرة لأصوات القذائف والصواريخ وطائرات الهليكوبتر.

وشرح المخرج اللبناني، أنه استخدم الصوت لخدمة الأفكار التي أراد طرحها باللغة السينمائية التي يجرّب صناعتها عبر صياغة توافق بين الصوت والصورة، وهو أمر معتاد عليه واتّبعه في فيلمه السابق “أبي مازال شيوعيا”، وهو يهوى أن يميز متى يتطابق الصوت مع الصورة ومتى يتفارقان، ليس لخدمة القصة واللغة السينمائية والمشاعر التي ينقلها للمشاهد كي لا ينفصل عن الأحداث، لذا لم يهتم بتصوير الجنود واعتبر تغييبهم عنصرا مبدئيا وسينمائيا قويا.

وحاول غضين نسج تكامل بين كل عناصر الفيلم، والاعتناء بما يحدث خارج المنزل، لتخرج الكاميرا وتتنفس ثم تعود لتظل عالقة هي الأخرى بالداخل، وأولى اهتماما بالأبطال وردود أفعالهم الأولى، فهم لا يفهمون ما يحدث لهم، بجانب حرصه على معالجة القضايا السياسية التي تحدث في بلاده.

وأكد غصين، أن الفيلم حرص على مناقشة إشكالية جيل يعيش في دائرة مفرغة، يريد الفرار من هذه البلاد، وهو شخصيا يردّد دائما أنه يسعى إلى مغادرة لبنان، لكنه تراجع ولا يعرف سببا للتراجع، رغم كل الاختناق والأسباب التي تدفع إلى الرحيل، كذلك حال بطل الفيلم “مروان” الذي يريد الفرار والهجرة، مثل الجميع ولم يحسم قراره، وهو أيضا يعكس حال الكثيرين في لبنان.

وقال، كلنا نريد الفرار ولا نريده في الوقت ذاته، لكن نحن مقتنعون أن البلد لا يمكن العيش فيه. ويطرح الفيلم الصراع بين الشباب والجيل القديم في منطقة اختطفتها وتحكمت فيها (الميثولوجيا)، والأجيال السابقة غير مهزومة مع ذلك فقدت حقها في الحلم”.

فيلم مستقى من أحداث حقيقية وقعت خلال حرب يوليو 2006 التي شنتها إسرائيل على لبنان

السينما والحرب

قد لا تكون أحداث الفيلم حول الحرب ولأفراد عالقين تحت ضرب النار جديدة، لكن معالجتها جاءت مختلفة. واستطاع العمل أن يجذب الجمهور منذ اللقطة الأولى وحتى الأخيرة، ويجعله مترقبا ومتوترا ومنتظرا المزيد من التشويق، ولعب المونتاج دورا محوريا في خروج الفيلم بصورة واقعية.

نوّه غصين في حواره مع “العرب”، إلى أنه وفريق العمل نجحوا في تقديم وجبة متوازنة، جعلت المشاهد متعايشا مع أحداث الفيلم، بل ويترقب مصير أبطاله هل سيعيشون أم سيموتون؟

ومن بين الهموم التي شغلت غصين كمخرج، أنه لا يطمح إلى فيلم مشوق فحسب بل إلى عمل يحمل مضمونا ورسالة، وهذه مسألة صعبة، ولهذا وفق المونتاج في القيام بهذا الدور، حيث أعاد غصين كتابة الفيلم بالمونتاج من جديد لتحقيق معادلة التوازن بين التوتر بجانب تمرير لحظات مريحة وشاعرية ضمن الأحداث مع الرسائل السياسية الكثيرة التي يحويها.

لم تكن هذه الرسائل مباشرة، وتركت لتنساب بين الأحداث، متخذة من حرب يوليو خلفية للفيلم، وهنا قال غصين إن اهتمامه الأول انصب على صناعة السينما واللغة السينمائية، وليس على تضمين السياسة المباشرة والحرص على إبراز نتائج الحرب وليس الحرب نفسها.

كاتبة مصرية

 

العرب اللندنية في

27.11.2019

 
 
 
 
 

عن فيلم نوع معين من الهدوء بالمسابقة الرسمية CIFF 41

A Certain Kind of Silence: عبادة غريبة  في نوع معين من الصمت

صفاء الليثي

كما عنوان الفيلم يلف المشاهد نوع من الصمت في شريط صوت يتحدث فيه الناس همسا ، ومع صورة تغلب عليها الرماديات في المنزل العصري بديكوراته الحديثة. هناك اقتصاد شديد في الحكي يدفع إلى التركيز مع توقع حدوث أمر ما، فعندما تصل فتاة قادمة من التشيك إلى هذا البيت في بلد غربي لأثرياء، لا نعرف تماما طبيعة عملهم. يستقبلها الرجل وزوجته التي تشرح لها مهام عملها المنزلي ، مع منزل نظيف بداية ومرتب لا يبدو عملها شاقا، لها حجرة خاصة ويمكنها أن تمارس اهتماماتها بعدما تفرغ من أعمال النضافة، ولكن هناك الصبي ، الابن الذي لا يتحدث ، صامت تماما ، يجيب فقط عندما يطلب منه الحديث. 

هي تراقبه في البداية، هل يعاني من عرض ما، ستجد أنها مكلفة بتأديبه لأي خطأ يفعله، تأديبه نعم، نام وبلل فراشه، تنادي المربية الأم ، تعطيها عصا وتطلب منها ضربه حتى لا يكرر خطأه، الفتاة ترفض بشدة ثم تجد نفسها مهددة بالطرد فتفعل ما يأمرونها به، يتطور الأمر لتجد الصبي يحضر العصا بنفسه وفي صمت ينحني لتؤدبه. لا تجد ميا وهذا ليس اسمها الحقيقي بدا من طاعة الأوامر، تتحول إلى ما يشبه إنسان آلي وسط هذه الأسرة الغريبة التي تبدو لها كالقادمين من الفضاء . يترك المخرج المشاهد يحلل كما حدث معي معتقدة أنه ينتقد شكل حياة عصرية جافة يهم الناس فيها النجاح بصرف النظر عن المشاعر. الإصرار على مناداة المربية باسم مثل كود ما، ومعاملة الطفل سباستيان بجفاء مع منحه ما يحتاجه، كأنه سيارة ، قطعة جماد أو إنسان آلي ، هناك قهر والغاء لرغباتها وخاصة ما يطلب منها بتأديب سباستيان بالضرب بالعصا ترفض في البداية ولكنها تجد نفسها غير قادرة على الرفض ولا على العودة لبلدها. 

تظهر المدينة مميكنة والمشاعر آلية. سباستاين يطعنها بسكين حين تمادت في اذلاله بضربه وتركه ثم العودة لضربه، يتم إبعاده وإحضار صبي آخر باسم جديد، هناك نوع من التحقيق الرسمي دون أن نتأكد من الجهة . في النهاية كتابة على الشاشة عن عبادة بدأت في ألمانيا، يربون أطفال ليصبحوا أنقياء حتى يعود المسيج. وتأتي الكتابة لتفسر المصدر الذي أخذ عنها المخرج فكرته من خبر عن هذه العبادة الغريبة.

الفيلم منفتح على كافة التفسيرات وينبه الى خطورة المجتمع (المثالي) المريض.  بدون المعلومة أو قبلها تلقيت الفيلم كنقد لمجتمع يهدف الى المثالية ، وهي فكرة نمطية نعممها على أوربا المتقدمة وخاصة في ألمانيا، الديكور والصورة وشريط الصوت والتمثيل كلها في خدمة الفكرة جيدا. الفكرة الأعم التي التقطتها والتخصيص الذي حدده المخرج عن هؤلاء المتطرفون وعبادتهم الغريبة. حينما يتمرد سباستيان، يذهبون به بعيدا ويحضرون صبيا غيره، الصدمة تحدث للفتاة فتقوم بالإبلاغ عندما لا تتحمل ما يفعلونه وخاصة حين تدعوها السيدة لتعرض على صديقاتها المهارة التي دربوها عليها وتقوم بضرب ابنة لصديقة السيدة وكأنها تحولت إلى عشماوي أو جلاد فاقد المشاعر يقوم بمهمة التهذيب والإصلاح. رغم الاحتياج المادي واحتمال الطرد والعودة إلى بلدها، تقوم الفتاة – التي عرفناها باسم ميا- بمحاولة إنقاذ الطفل دفاعا عنه وعن ذاتها المهانة.  نجح المخرج في جعلي أتعاطف مع الفتاة والصبي، وفي التحضير لمشهد القبض على الرجل وزوجته لمنع هذه الجرائم التي تمارس كمعتقد ديني لتنشئة ملائكة سيسمح وجودهم بعودة السيد المسيح  كما يعتقدون. إن فكرة العمل لدى أسرة في مجتمع مختلف تماما فكرة مرعبة في حد ذاتها ، يحولها المخرج التشيكي ميشال هوجينور في عمله الثاني إلى كابوس غريب ومقلق. تستند إلى أحداث حقيقية تدور حول طائفة ألمانية حاولت تربية الآلاف من الأطفال "المثاليين" باستخدام العقاب البدني.

الإيجاز وتوافق الصورة بألوانها المحايدة مع برودة الحياة التي وضع الأبطال فيها مع التركيز الشديد وعدم الخروج عن المكان وساكنيه، الاقتصاد في استخدام حركة الكاميرا إلى أقصى درجة، حالة سكون تضعنا في ترقب وقلق. نجاح كبير للمخرج التشيكي ميشال هوجنور في عمله الأول المعتمد على قصة حقيقية من الواقع ينبه فيه إلى خطورة بعض الممارسات غير الشائعة والتي لا نتصور وجودها في عامنا المعاصر.

عرض الفيلم بقسم شرق غرب بمهرجان كارلو فيفاري، ويأتي عرضه الدولي الأول خارج بلده بمهرجان القاهرة ليؤكد مكانته وتبنيه للأعمال الأولى التي تعكس موهبة مخرجيها وتعرفنا على اهتمامات العالم التي اتسعت ما بين نقد الماضي ونقد الحاضر، يلتزم فيها صناعها بالتعبير عن قضايا مهمة في أطر فنية وأسلوبية من خلال سينما جديدة تتكامل عناصرها لتجمع بين عمق الأفكار والتميز الفني.

في حوارللمخرج بمهرجان كارلو فيفاري صرح "من الضروري أن تجد لغة الفيلم الخاصة بك والحساسية الشعرية الخاصة بك" نعم وقد وجدها في عمله الطويل الثاني لافتا الانتباه إليه كمخرج صاحب أسلوب ومستمرا في التميز بعد عمله الثاني الذي قدمه عام 2012 بعنوان " المتخرج" متوسط الطول في 58 ق وعرض بقسم نصف شهر المخرجين بمهرجان كان. 

صور الفيلم في لاتفيا بفريق عمل هولندي ، نوع معين من الصمت هو إنتاج دولي مشترك بين جمهورية التشيك (بيتر أوكروبيك وبافل سترناد ، لصالح الشركة التشيكية نيجاتيف) ، وهولندا (ستينيت بوسكلوبير وليزيت كيلدر لفيلم سيرس السينمائي) ولاتفيا (أييا بيرزينا ، من فيلم تاسي) ). تلقى المشروع أيضًا دعمًا من الصندوق التشيكي للأفلام ، وصندوق الأفلام الهولندي ، والمركز الوطني للأفلام في لاتفيا ، وصندوق ريغا السينمائي. وقبلها حصل على منحة تطوير من الأورو ايمدج.

عن طريق أسلوب الإنتاج هذا بتجميع المطلوب من أكثر من جهة دولية سمح بظهور مبدعين جدد نجحوا في التواجد وفرض أعمالهم وسط الكيانات الكبرى الاحتكارية وهو ما نحتاجه بمصر ليتمكن شباب وشابات مبدعينا من تحقيق أفكارهم وإنجاز أعمال كسينما بديلة عن سينما تنتجها شركات كبرى وتهدف إلى تحقيق ربح سريع دون أن يشغلها قضايا التعبير عن الواقع المعاصر وعن هموم الفئات المختلفة من شعبنا المصري والعربي.

 

نشر بالعدد السادس من نشرة مهرجان القاهرة 41

 

مدونة "دنيا الفيلم" في

27.11.2019

 
 
 
 
 

تشارك في الفيلم السعودي 'سيدة البحر' في مهرجان القاهرة السينمائي

الفنانة الاماراتية فاطمة الطائي: المرأة لا تحتاج الى السينما لنصرتها

البلاد - طارق البحار:

ينافس فيلم 'سيدة البحر' والتي تشارك فيه الفنانة الاماراتية فاطمة الطائي ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ41 والذي هو إنتاج سعودي إماراتي عراقي في أول عرض له في الشرق الأوسط بعد مشاركته بأكثر من مهرجان دولي كمهرجان.

تدور أحداث 'سيدة البحر' حول قرية متعصبة تقدم أطفالها البنات كقربان للمخلوقات المجهولة في البحر لتأتي لهم فيما بعد بصيد ثمين يعيش عليه أهل القرية!

فيلم "سيدة البحر" من إنتاج شركة "إيمج نيشن أبوظبي" ‏وشارك في الإنتاج كل من بول ميلر وستيفن ستراكان من شركة "فيلم سوليوشنز، ورولا ناصر من شركة ‏‏"إماجيناريوم فيلمز"، بالتعاون مع المنتجين التنفيذيين محمد الدراجي وماجد الأنصاري، وهو من بطولة الى جانب فاطمة كلا من بسيمة ‏حجار، أشرف برهوم، يعقوب الفرحان، وهو من تأليف وإخراج المخرجة السعودية شهد أمين، وتم تصويره في سلطنة عمان، مسافات البلاد التقت ببطلة الفيلم خلال حضورها فعاليات المهرجان وكان لنا هذا الحوار:

·      أكدتي في تصريحات سابقة أن هذا العمل نجح في عودة السينما السعودية للأضواء مجدداً.. حدثينا عن ذلك؟

هذا العمل فريد من نوعه وما يميز السينما السعودية في الوقت الحالي هو المصداقية في التطرق إلى معاناة المجتمع وبالتحديد المرأة. وقد دمج هذا العمل اسلوب الخيال والواقع وهذا جعله مختلفا عن باقي الافلام السعودية وظهوره بالأبيض والأسود واعتماده على أسلوب الرمزية وقلة الحوار وأيضأ التركيز على الصورة البصرية جعل للفلم رونق خاص في السينما السعودية.

·      هل المرأة اليوم تحتاج الى السينما لنصرتها؟

 السينما حركة قوية تتواجد في اي مجتمع يحتاج لتغيير او معالجة الواقع، فهي جرعة مركزة من الأفكار والصور التي تبقى على المدى البعيد في ذهن ومخيلة المشاهد وتجعله بعد مشاهدته للفلم الأداة المتحركة  لتغيير كل ما استطاع الفلم ان يوصله ،وهذا يرجع الى ذكاء طاقم عمل الفلم ومدى قابلية المشاهد. والمرأة ليست فقط من تحتاج السينما، بل السينما  تحتاج المرأة من جهة صناعة الأفلام و جهة أخرى قوتها على أرض الواقع و المثابرة. 

·      كممثلة اماراتية.. هل تظنين بأنك محظوظة اكثر؟

أظن اني اكافح،  ليس فقط لأمثل بل لأتعلم ايضا التمثيل، و من أهم المدربين الذين قاموا بتدريبي الأستاذ الفنان و المخرج والكاتب عبدالله السعداوي. فانا دائما اكثف مجهودي لصقل مهارات التمثيل حتى لو كلف ذلك السفر إلى الخارج على عاتقي المادي الخاص و من هذه المدن لندن.

والمحظوظ فعلا هو يمثل لإظهار الشخصية و ليس لإظهار نفسه من خلال الشخصية وهذا يجذب محبة الجمهور. الصدق قبل كل شيء.

·      حدثينا عن تصوير الفيلم في سلطنة عمان والاجواء؟ 

كانت الأجواء فعلا بدائية و البيوت قديمة جدا، المنطقة جدا خلابة في مسندم وكأنما وجدت لتصوير هذا النوع من الأفلام وغير مستهلكه فالتصوير السينمائي مما جعل مشاهد الفلم اكثر خصوصية. وقام بتصوير الفلم طاقم برتغالي. 

·      كيف كان العمل مع مخرجة؟

سهل و سلسل وتبادل الافكار لإظهار أصدق صورة عن الواقع من خلال الخيال.

·      حدثينا عن دورك في الفيلم والمساحة التي كنتي فيها؟ 

بالرغم من انها شخصية رئيسية  ولكن طبيعة الشخصية لم تسمح بوجود حوارات كثيرة ، فهي معاناة صامته وعميقة تعبر عن الكبت و الضغط. مركبة فقد مزيج من القسوة المرئية والليونه المخفية. انا كنت سعيدة انها كتبت هكذا مما اعطاني فرصة  لتكثيف لمجهودي لفهم هذه الشخصية و ادائها.

·      هل كنتي تتوقعين كل هذه النجاحات للفيلم؟ 

النجاح الحقيقي هو نسبة مشاهدة الجمهور للفلم و تأثيره على المشاهد و إيصال المعنى المطلوب، اما من ناحية الجوائز فنحن لا نعلم مسبقا بالافلام التي ستنافس الفيلم، و لكن كنت اتوقع إقبال الدول الأجنبية على الفلم و نجاحه هناك بالتحديد نظرا الى رغبتهم لمعرفة ما يجري في المجتمع الخليجي العربي.

·      في رآيك هل اللهجة عائق أمام الفنان الخليجي للمشاركة في اعمال عربية خارج الخليج؟

 اللهجة ليست عائق وحتى اللغة، قمت بتمثيل مسرحيتين باللغة الانجليزية بدور رئيسي منها طائر النورس لانطون تشيخوف، متى ما كنت شغوفا بالأداء واحسست بمسؤولية إظهار روح الشخصية لن يقف امامك اي عائق.

·      لماذا الفنان الخليجي يجد صعوبة في دخول المنافسة مع الفيلم المصري؟

 لا توجد  صعوبات،  توجد محاولات متكررة و يجب ان لا تقف، وانا لا أظن أنه صعب جدا، فمتى اثبت وجودك كفنان يتميز بأسلوب خاص يبرزه عن باقي الفنانيين سيجد حتما من يتبناه.

·      صفي لنا مشاركتك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟ 

مشاركة مميزة واللقاء مع الفنانين والمخرجين الجادين وخبرتهم في هذا الوسط جعلني اطمح بالعمل معهم، والمهرجان  يفهم المبدعين ويدعمهم. 

·      ما جديدك بعد سيدة البحر؟ 

حاليا ادرس سيناريو جديد و سأصرح عنه قريبا اذا تم الاتفاق.

·      ماذا ينقص الفنان الخليجي للوصول الى كل مكان؟ 

الارادة و اتخاذ الفن مهنة حقيقية و إنتاج أعمال منافسة بحيث تعطي الممثل ايطار قوي لعرضه في اي دول اخرى. و ان لم يجد الممثل تلك النوع من الأعمال في بلده  فليس من الخطأ أن يجد من يتبناه فالخارج. المهم ان لا يتذمر و يعمل للأفضل.

 

البلاد البحرينية في

27.11.2019

 
 
 
 
 

ماريان خورى: كنت غير مؤهلة لـ"احكيلي" بسبب تعرضى لتجربة نفسية مؤلمة..

ولا أعتمد على نجاحه تجارياً

كتب: ضحى محمد

استضافت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الحادية والأربعين، برئاسة المنتج والسيناريست محمد حفظى، فيلم «احكيلى» للمخرجة ماريان خورى، ليمثل مصر فى المسابقة الدولية بالمهرجان، حيث جرى العمل على صناعة هذا الفيلم لنحو 9 أعوام.

وتتطرق «ماريان» فى فيلمها، الذى تبلغ مدته 95 دقيقة، إلى موضوعات عن الأمومة والهوية والأصل، من خلال محادثات تجريها مع ابنتها «سارة»، حيث تستكشفان معاً مسار 4 أجيال من نساء أسرتهما، ويتضمّن الفيلم صوراً من أرشيف العائلة ومقتطفات من أفلام السيرة الذاتية للمخرج الراحل يوسف شاهين تكمل هذه الصورة العائلية.

عرض «احكيلى» فى «القاهرة السينمائى» يُعد العرض الثانى له فى الشرق الأوسط، بعد عرضه الأول منذ ٤ أيام فى مهرجان أمستردام الدولى للأفلام الوثائقية «إدفا»، الذى يُعد من أكبر المهرجانات للسينما التسجيلية فى المنطقة.

من جانبها، عبّرت ماريان خورى، مخرجة «احكيلى»، عن سعادتها البالغة بردود فعل الجمهور بعد عرضه، قائلة: «الفيلم يحتوى على حس روائى، فإننى لا أمثل فى الفيلم، لكننى أجسد دورى فى الحياة، والحوار الذى دار بينى وبين ابنتى (سارة) لم يكن مكتوباً، لكنه جاء بشكلٍ ارتجالى، بعدما حصلت على عدّة ورش عن السير الذاتية».

وأشارت «خورى» خلال حوارها مع «الوطن»، إلى مشاركة الفيلم فى الدورة الحالية من «القاهرة السينمائى»: «المُشاركة فى المسابقة الرسمية تعتبر جرأة كبيرة، دفعنى إليها المنتج محمد حفظى رئيس المهرجان، إذ حرص على دفع الجمهور لمُشاهدة نوعية جديدة من الأعمال الفنية، ومع مرور الوقت سيتعرف الجمهور على مدى أهمية ذلك»، مؤكدة أنها لم تشعر بالقلق من عدم تقبل المشاهد للفكرة فى بداية الأمر: «هدفى الأساسى كان يكمن فى شعور الجمهور بالمشاهد الإنسانية خلال العمل، ويطبقها على حياته الخاصة».

وكشفت ماريان خورى، كواليس التحضير لهذا الفيلم: «العمل استغرق وقتاً طويلاً فى تحضيره، خاصة أننى عشت تجربة مؤلمة خلال حياتى الشخصية، وكنت غير مؤهلة بأن أقدّمه إلا بعد الانتهاء من تلك المشاعر السلبية، فقد بدأت العمل عليه فعلياً منذ انتهاء فيلمى الأخير، حيث اعتمدت على أرشيف العائلة من صور وفيديوهات وتسجيلات مع والدتى وجدتى وخالى المخرج الراحل يوسف شاهين، وحرصت على استخدام تلك المادة بصورة تؤكد فكرتى الأساسية من الفيلم».

وأشارت مخرجة الفيلم إلى تعدّد أماكن التصوير: «تعمّدت أن يكون التصوير فى أكثر من مكان، وهذا ما كنت أتنقل من خلاله كل فترة، فهناك مشاهد كانت فى المنزل، وأخرى فى الإسكندرية والقاهرة، وصولاً إلى باريس ولندن وهافانا»، لافتة إلى أصعب المشاهد التى صوّرتها خلال الفيلم: «تأثرت كثيراً فى أثناء التصوير بمشهد علاجى من سرطان الثدى، فوقت تصويره لم يكن فى مخيلتى عرضه بالفيلم، لكننى أحب طوال الوقت، توثيق كل لحظة أمر بها بين عائلتى، وذلك بداية من لحظة ولادة ابنتى وابنى، مروراً بلحظات تجمع الأسرة فى الأعياد، وتسجيلات أخرى للمخرج يوسف شاهين وحديثه عن ذكريات عديدة جمعت بينه وبين والدتى، بالإضافة إلى أن المشهد جاء رابطاً بين ما تعرضت له والدتى من آلام، وتعرّضها لنفس المرض، رغم أنه لم يكن سبب الوفاة، لكنه إشارة واضحة بأن ما تعرضت له والدتى كان فى حياتى الشخصية»، مؤكدة أنها تماثلت للشفاء من سرطان الثدى بشكلٍ نهائى فى الوقت الحالى.

وأوضحت: «استطعت من خلال الفيلم الوثائقى تفجير المشاعر، واعتمدت على بناء درامى للشخصيات، وقررت من خلال الفيلم إبراز كل جانب إيجابى فى عائلتى، رغم أننى كانت لدىّ قصص أخرى لا أريد إظهارها، وركزت جهودى على أن يكون الفيلم مهتماً بالجانب الإيجابى فقط»، لافتة إلى أن موعد طرحه فى دور العرض أمام الجمهور لم يُحدّد بعد: «لا أعتمد على نجاحه تجارياً، فنجاحه بالنسبة لى هو إيصال رسالة ظللت أعمل عليها طوال سنوات عديدة نتاج تجربة ذاتية عشتها بمشاعرها المختلطة، إذ إن المكسب الحقيقى بالنسبة لى توصيل الجمهور لمشاعر من الحزن والفرح من خلال عمل وثائقى، فهذا يعتبر أمراً شديد الصعوبة».

تأثرت فى موسيقى الفيلم بسعاد ماسى رغم أننى لا أفهم كلمات أغانيها

وتابعت: «طبيعة أحداث الفيلم جعلتنى أعتمد على المشاعر دون الموسيقى، لكننى قررت اختيار وضع موسيقى جزائرية فى نهاية أحداث الفيلم، لأننى متأثرة بالفنانة سعاد ماسى، ورغم أن معظم كلماتها لا أفهمها، لكننى أشعر بها، وكذلك رفض مونتير الفيلم وضع تلك الموسيقى والاستعانة بأخرى مصرية، إلا أننى صممت على ذلك، لشعورى الخاص بتماشيها مع الأحداث».

وكشفت ماريان خورى، كواليس تقديمها فيلم «احكيلى» كسينما تسجيلية، قائلة: «منذ ٣٥ عاماً، شاهدت فيلماً لبنانياً وثائقياً وتأثرت به كثيراً، كان يتحدث عن العائلة وأسرار لا يعرفها سوى أشخاص العائلة فقط، ومنذ تلك اللحظة ولدت بداخلى حب هذا النوع من الأفلام، وتحمّست أكثر، كون هذه النوعية ليست منتشرة فى مصر، رغم أهميتها، وأتمنى أن تكون هناك مهرجانات تهتم بتلك النوعية، حيث يشارك الفيلم فى المسابقة الرسمية من مهرجان أمستردام الدولى للأفلام الوثائقية «إدفا»، فى نسخته الـ32، والذى تتزامن فعالياته مع مهرجان القاهرة السينمائى، وهذا يعتبر أمراً مميزاً بالنسبة لى، أن يشاهد الفيلم عدد كبير من جنسيات مختلفة».

ابنتى بعد مشاهدة الفيلم اقترحت حذف ثلث ساعة من أحداثه

وأشارت إلى أن ابنتها تدرس صناعة الفيلم فى كوبا: «عندما شاهدت الفيلم اقترحت حذف ثلث ساعة من أحداثه، فالفيلم يضم مادة أرشيفية ضخمة للعائلة وليس سيناريو مكتوباً، ونقوم فقط بتصويره، لكنه بحث ذاتى، وإننى أحب الأفلام التى تناقش اللحظات اليومية، مثل ميلاد ابنتى وابنى وعيد ميلاد الكريسماس، فهذا يثير بداخلى فضولاً كبيراً بمتابعة أحداثه، والأفلام الوثائقية هى السينما التى أجيدها».

 

####

 

إبراهيم عبدالرزاق:

"بغداد فى خيالى" فيلم يكسر حاجز التابوهات والمحرمات فى المجتمع

كتب: هبة أمين

فيلم «بغداد فى خيالى»، الذى تم عرضه فى إطار فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، يتناول المحرمات الثلاثة المتعلقة بـ«الدين والجنس والسياسة»، من خلال أبطال العمل، وهم: شاعر يؤنبه ضميره منذ سنوات لخيانته أخاه الذى توفى تحت تأثير التعذيب، وابن شقيقه المتطرف، وشاب يعانى من المثلية الجنسية، وامرأة تخفى ديانتها فى المجتمع الإنجليزى خوفاً من زوجها السابق، ويجمع الأبطال «مقهى أبونواس» الذى يشهد تصاعد الأحداث.

الفنان العراقى هيثم عبدالرزاق، بطل الفيلم، قال لـ«الوطن» إنه من عشاق القاهرة، ودائماً ما كان يأتى ممثلاً للمسرح، ولكنها المرة الأولى له التى يشارك فيها كممثل سينمائى، واصفاً إياها بالشرف العظيم.

وأوضح «عبدالرزاق» أن ندرة الإنتاج و«قلة» التمويل من التحديات التى تواجه السينما العراقية، وتواجه صناعة الأفلام عموماً، الأمر الذى يتطلب التدخل لحل هذه الإشكالية، باعتبار الفن معبراً رئيسياً عن هوية البلد الذى ينتمى إليه اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً: «لا يوجد لدينا إنتاج سينمائى فى العراق إلا القليل، أحياناً يصل الأمر لإنتاج فيلم كل 10 أعوام».

وعبّر عن سعادته لمشاركة فيلم «بغداد فى خيالى» بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، «سبق لى مشاركتى فى مهرجان القاهرة ولكن فيما يخص المسرح، وكان لى عروض به، وفى عام 2004 أخذ عرض مسرحى متكامل الجائزة بالقاهرة، وجرى عرض مسرحيات كثيرة شاركت بها بالقاهرة، ولذلك عندما أخبرونى عن مشاركة الفيلم بـ«القاهرة السينمائى» شعرت بسعادة غير طبيعية، وهذه ليست أول زيارة لى للقاهرة لعرض مسرحياتى، وبالتالى هذا شعور طيب بالنسبة لى أن أشارك بعمل سينمائى للمرة الأولى، وهذا شرف كبير لأنى من عشاق القاهرة».

وقال «عبدالرزاق» إن مشاركة «بغداد فى خيالى» فى المهرجان خطوة جيدة لصالح السينما العراقية بوجه عام، «وأتمنى أن يكون هذا الفيلم نموذجاً، خصوصاً للشباب العراقيين العاملين فى صناعة السينما، الذين يتمتعون بالتحدى والحماس لتقديم أفلام رائعة».

وأشار إلى أن فيلم «بغداد فى خيالى» قام به ممثلون محترفون، وشباب جدد، سواء أجانب أو مغتربون، وممثل إيرانى مولود فى لندن وتعلّم خلال الفيلم اللهجة العراقية، وكانت اللغة من بين التحديات التى واجهتنا، و«أنا قمت بالإعادة كثيراً بسبب طريقة نطق اللغة الإنجليزية»، متابعاً: الفيلم تناول التابوهات أو المحرمات التى «تكبس» عقولنا، وهى المتعلقة بـ«الدين، الجنس، السياسة»، والملفات المسكوت عنها.

وأوضح «عبدالرزاق» أنه تم تصوير أحداث الفيلم فى إنجلترا وألمانيا وسويسرا والعراق، مضيفاً: السينما والفن بشكل عام يجلس على ثلاثة أعمدة بها التابوهات الثلاثة أيضاً، والفيلم حاول أن يفكك هذه التابوهات للحديث عنها وتقبُّلها لتفادى الكوارث المجتمعية، علينا أن نفتح «الأبواب» المغلقة، والفن فى المقام الأول بمثابة تحد، ويجب ألا نخاف منه لمجرد أنه يتناول أموراً شديدة الصعوبة، يجب ألا نرجم من يملك أفكاراً حرة بـ«الحصى».

وعن دوره فى الفيلم، والذى جسّد من خلاله شاعراً مناهضاً للتطرف ويميل للحرية، قال «عبدالرزاق» إن العراق فى جذوره مجتمع مدنى، منذ الصغر كنا نرى الحياة المدنية فى العراق، لكن دخول التابوهات والمحرمات علينا يُعد طارئاً جديداً، لذلك الشباب انتفضوا لرفض هذا الأمر لأنهم تربوا فى بيوت تميل للحياة المدنية من الأساس، ورفض أن يتحول الدين لسياسة، هذا أمر لم يمر فى تاريخ العراق، وبالتالى يقفون ويتحدون لرفض ذلك.

وفيما يخص الاختلاف بين تجربته العريقة فى المسرح وتجربته السينمائية الحالية، قال: تجربتى فى المسرح قديمة جداً وكذلك التليفزيون، لدىّ مسلسلات فى بغداد كثيرة، ولكن فى السينما تجربتى ليست بحجم المسرح أبداً، وأنا أستاذ جامعى أدرّس التمثيل والإخراج فى جامعة بغداد «كلية الفنون الجميلة».

 

####

 

مخرج "جدار الصوت": أحداث الفيلم حقيقية..

ولا وجود للانتصارات فى الحروب

كتب: خالد فرج

يشارك فيلم «جدار الصوت» للمخرج أحمد غصين فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى بدورته الحادية والأربعين، وذلك بعد حصده لـ3 جوائز بمهرجان فينيسيا فى دورته الأخيرة، وهى جائزة أفضل فيلم فى أسبوع النقاد، وجائزة الجمهور، وجائزة أفضل تقنيات.

وقال «غصين»، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن أحداث فيلمه مستوحاة من قصة حقيقية وقعت خلال حرب لبنان، وتنامت إلى مسامعه عام 2006 وترسخت بذهنه رغم أنها حكاية ليست بجديدة، بحكم أن الحروب تشهد دائماً محاصرة العدو لسكان البلد، بحسب قوله.

وأضاف: كتبت أحداث الفيلم فى عامين، وهما 2014 و2015، وواجهت صعوبة فى بناء الشخصيات أثناء مرحلة الكتابة، وتحديداً عن وجودهم داخل «لوكيشن» واحد، مع الحفاظ على الأداء التمثيلى ودرجة الإحساس فى كل المشاهد، وهنا وقعت الصعوبة على كاهل الممثلين.

وأوضح أنه كان معنياً فى الفيلم بإبراز مساوئ الحروب، وتسببها فى الإضرار بكرامة المواطن وإنسانيته، كما أرجع سبب اختياره لـ«جدار الصوت» اسماً للفيلم إلى تركُّز الأحداث على اللحظة المبنية على ردة الفعل الأولى.

وتابع قائلاً: «نسمع أحياناً أنباء عن اختراق طائرة لجدار الصوت، فينتج عنها صوت مرتفع للطائرة كردة فعل لهذا الاختراق، وقياساً على هذا المثال، نجد ردة فعل للجنود فى المعركة، وترقب المشاهد للنتائج عما إذا كانت ستنتهى بالانتصار أم استشهاد الأبطال فى الحرب، ولذلك لم أجد أفضل من جدار الصوت اسماً للفيلم».

وعن سبب وضعه اسم «All This Victory» باللغة الإنجليزية مقترناً باسم الفيلم، أوضح قائلاً: «أملك وجهة نظر فيما يخص الحروب، التى نتعامل معها كعرب إما انتصاراً أو هزيمة، والحقيقة أن خوض الحروب هو هزيمة للإنسان، أما فكرة الانتصار فهى دعاية كاذبة ليس أكثر، ولذا أردت توجيه نقد لمفهوم المنتصر فى الحرب، التى تتسبب فى خسارة الفرد لإنسانيته وكرامته».

أحمد غصين: صورت مشهد النهاية فى سوريا لانتقاد المحاربين هناك

وكشف «غصين» عن تصويره مشهد نهاية الفيلم فى سوريا، ما عرَّضه لانتقادات من البعض، بسبب تغييره لموقع التصوير، حيث أرجع سبب اختياره سوريا لتصوير هذا المشهد قائلاً: «سعيت لتوجيه انتقاد للمحاربين فى سوريا، وكما أشرت سلفاً فأنا أنتقد فكرة المنتصر، لأنها تسحق إنسانية الفرد وكرامته، وبعيداً عن هذه الجزئية، ورداً على من انتقدوها فأقول إن هذا المشهد لا يمحو سردية المكان، لأنه فيلم Fiction».

وأكد «غصين» أن رغبة بطل الفيلم «مروان» فى السفر إلى كندا انعكاس لرغبة الشباب فى الهجرة خارج أوطانهم، متابعاً: «أرى أن مروان يُعبر عن فصيلة الشباب بشكل عام، وتحديداً ممن يرغبون فى مغادرة أوطانهم رغم عدم استطاعتهم الابتعاد عنها، حيث أردت إبراز هذه التفصيلة من خلال سعى الشخصية للهجرة إلى كندا».

وشكر مخرج «جدار الصوت» المنتج جورج شقير لإيمانه بفكرة الفيلم، لافتاً إلى أن عدم وجود صناعة سينمائية فى لبنان دفعتهم للحصول على دعم إنتاجى من بعض الدول، كى يتمكنوا من تنفيذ تجربة الفيلم وخروجها للنور.

 

####

 

14 فيلماً و3 اختبارات فى "سينما الواقع الافتراضي"

كتب: أحمد حسين صوان

يُقدم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، فى دورته الحادية والأربعين، برئاسة المُنتج والسيناريست محمد حفظى، برنامجاً جديداً لسينما الواقع الافتراضى، وذلك للعام الثانى على التوالى، إذ تُتيح للجمهور مُشاهدة عروض فنية بتقنية الواقع الافتراضى.

يقول كريم جورج، أحد موظفى شركة «5d - VR» المسئولة عن البرنامج، إن المهرجان يُوفر فى هذه الدورة 14 فيلماً و3 اختبارات بتقنية الواقع الافتراضى، أحدها عبارة عن حل ألغاز داخل غرفة فى مدة لا تتجاوز 50 دقيقة تقريباً، موضحاً أن الأفلام المطروحة تدور أحداثها حول قضايا مُختلفة، ما بين أحداث فنية، وتحرّش وغيرها.

وأشار «جورج» لـ«الوطن» إلى أن الفيلم المصرى الوحيد المُشارك فى عروض «VR»، يحمل اسم «إحياء الفن من خلال الواقع الافتراضى»، وهو عبارة عن إحدى رقصات فرقة محمود رضا للفنون الشعبية، وجاء ذلك بالتعاون مع فريق «AUC egyptian folklore»، حيث يشعر المشاهد بأنه يجلس وسط الفرقة التى تحتفى به من خلال إهدائه إحدى الرقصات الخاصة بالفرق.

وأوضح أن مدة الأفلام المشاركة تتراوح بين ثلاث دقائق ونصف ساعة تقريباً، فضلاً عن وصول مدة أحد الألغاز إلى 50 دقيقة، مُشيداً بحجم تفاعل الجمهور مع البرنامج، فى هذه الدورة: «الجمهور لديه حماس شديد لمُتابعة الأفلام، فقد كان شباك الحجز يشهد ازدحاماً ضخماً، لا سيما أول وثانى أيام المهرجان».

وأكد «جورج» أن فريق العمل بدأ التحضير للبرنامج، منذ 3 شهور تقريباً، من أجل الاستعداد والظهور على مستوى عالٍ من الاحترافية، لا سيما أن الجمهور بات مُرتبطاً بـ«الواقع الافتراضى»، منذ الدورة الماضية: «الأفلام المشاركة هذا العام جديدة وشاركت فى مهرجانات عالمية حول العالم، وكان من المُفترض اختيار 20 فيلماً و4 اختبارات، لكن لم نتمكن إلا من انضمام 17 فيلماً و3 اختبارات فقط من أستراليا وأفريقيا وآسيا وإنجلترا».

كريم جورج: الجمهور مُتحمس لمشاهدة عروض بتقنية 360 درجة.. ونناقش قضايا التحرش عبر الأفلام

وأشار إلى أن هناك معايير خاصة بشأن اختيار الأفلام وعرضها ضمن البرنامج، على رأسها «تصوير الفيلم بتقنية 360 درجة، وأن يكون من إنتاج العام الحالى»، لافتاً إلى رغبة الشركة فى ضم أكبر عدد من الأفلام وتقديمها للجمهور، الذى بات مُهتماً بهذه التكنولوجيا بشكلٍ كبير.

من جانبه، يقول حاتم سيد، مخرج الفيلم المصرى الوحيد المُشارك فى البرنامج، إنه حرص على إعادة تعريف بالرقص الخاص بفرقة رضا، من خلال استخدام التكنولوجيا الجديدة وتصويرها بتقنية 360 درجة، لافتاً إلى أن ظهور الفيلم بالتزامن مع احتفالات الفرقة بمرور 60 عاماً على تأسيسها كان محض صدفة، واصفاً هذا الفيلم بأنه بمثابة تكريم كبير، لا سيما أنها كانت رائدة فى الفن الشعبى.

وأكد المخرج أن فريق الفلكلور بالجامعة الأمريكية، حرص على إعادة تقديم أحد أعمال الفرقة، مع ضرورة الحفاظ على الإيقاع والتفاصيل كافة، لافتاً إلى أن مراحل صناعة الفيلم استغرقت نحو أسبوعين: «بدأنا بروفات بشكل أولى لمدة يوم، ثم بدأ العمل على مسرح الجامعة الأمريكية لمدة يومين، وكذلك التصوير النهائى استغرق نفس المدة تقريباً، بينما تطلبت عملية المونتاج قرابة 10 أيام».

وأعرب عن سعادته البالغة بسبب حماس الجمهور، لمُشاهدة الفيلم: «أعتقد أن ضيوف المهرجان لديهم حماس شديد، للاطلاع على الفيلم المصرى الوحيد المُشارك فى برنامج الواقع الافتراضى، ومدى رغبتهم فى اكتشاف التجربة، فضلاً عن عدم وعى قطاع كبير من الأجيال الجديدة بهذه الرقصة، وكذلك ثقافة الفن الشعبى».

وأشاد المخرج حاتم سيد، بالتطور الهائل الذى تشهده سينما الواقع الافتراضى، لا سيما فى الشهور الأخيرة، متوقعاً اتجاه عدد من المُنتجين المصريين إلى تقديم هذه النوعية من الأفلام، خلال الدورات المُقبلة من المهرجانات: «فى الماضى القريب كانت صناعة الأفلام، قاصرة على اللون الوثائقى فقط، لعدم وجود كُتّاب وحكايات، بينما فى الوقت الحالى ظهرت أجيال جديدة من الكُتّاب، بجانب استخدام أدوات متطورة».

وفسّر عدم حماس المنتجين لتقديم هذه النوعية، خلال الفترة الماضية: «الأمر يتطلب وجود منصات متطورة تدعم تقنية الواقع الافتراضى، إذ إن التليفزيون لا يُتيح هذه الخاصية، كما أن النظارات ليست مُنتشرة بكثافة، فضلاً عن أسعارها المُرتفعة إلى حدٍّ ما».

 

الوطن المصرية في

27.11.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004