كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

ليلة يوسف شريف رزق الله بمهرجان القاهرة السينمائي الـ٤١

د. أمل الجمل

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الحادية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

كانت القاعة ممتلئة عن آخرها، وهناك عدد غير قليل يقف في الممرات على امتداد جانبي الصالة. أمام الصف الأول التفت وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم، ورئيس المهرجان محمد حفظي، وأحمد شوقي القائم بأعمال المدير الفني، وآخرون حول أفراد أسرة الراحل يوسف شريف رزق الله، فقد حضرت زوجته السيدة/ ميرفت الإبياري، ونجلاه أحمد وكريم رزق الله، وذلك للمشاركة في استقبال الفيلم الذي يحتفي برزق الله ومسيرته، مُسلطاً الضوء على جذور عشقه للسينما، وولعه بها منذ مرحلة مبكرة من حياته.

على باب قاعة سينما الهناجر كان هناك طابور آخر من الشباب والشبات - بعضهم مخرجون - مختلفو الأعمار ما زالوا يرغبون في الدخول لنفس القاعة، لكن التذاكر كانت قد نفدت. من ثم وعدت إدارة المهرجان بتقديم عرض آخر لفيلم "رزق السينما" الذي يحكي عن أحد أهم رواد الثقافة السينمائية التليفزيونية في مصر، وهو المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي يوسف شريف رزق الله الذي تحمل الدورة الحادية والأربعون من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي اسمه، تكريمًا له ووفاءً بدوره وعطائه الكبير.

العمل بدون أجر

في الدول الأوروبية تنتشر ثقافة العمل التطوعي. الإنسان لا بد أن يعمل حتى لو كان ذلك من دون أجر أحياناً. ليس فقط انطلاقاً من واجبه إزاء مجتمعه، أو لتخفيض الضرائب المفروضة عليه، ولكن أيضاً؛ لأنه لا بد للإنسان أن يعمل لحماية صحته النفسية والجسدية. العمل يجعلك تلتقي بالناس، وتتفاعل معهم، يجعلك تُنفس عن الطاقة السلبية بداخلك، العمل يحميك من شرور نفسك، يجعل ذهنك مُنشغلًا عن الأمور التافهة التي قد تسحبك في دوامتها، ويسرقك من مشاكل الحياة الصعبة، أو تلك المستحيل حلها أحياناً، فتحمي عقلك، أو تُنجز بعضًا من أحلامك المُعطلة. العمل يجعلك تبذل جهدًا وهذا لصالح البنية الجسدية، وإلا دعونا نتساءل لماذا يحرص الكثيرون على ممارسة الرياضة رغم أنهم يبذلون جهداً كبيراً، ويتعرقون، ولا يحصلون على أجر، بل يدفعون أموالاً مقابل ممارستهم تلك الرياضات المختلفة؟

أستعيد هذا لسببين: الأول؛ موقف حدث معي قبل عرض فيلم "صيف شنغهاي" بأسبوع النقاد الذي تنظمه جمعية نقاد السينما المصريين بالتعاون مع مهرجان القاهرة السينمائي، أمام قاعة عرض المسرح الصغير تحدثت إلى مخرجة شابة، عرفتني بنفسها، وعندما سألتها عن مشاريعها تحدثت بأسى عن رفض كل الجهات تمويل مشروعها الوثائقي عن يحيى الطاهر عبدالله، فالجميع يرونه مشروعًا ثقافيًا، غير جذاب. اشتكت أن أغلب الشخصيات التي كانت تريد التصوير معها لعلاقتها القوية أو المعرفية بـ"يحيى الطاهر عبدالله" قد رحلت عن الحياة أثناء رحلة بحثها عن التمويل الذي لم تتحصل عليه. فقلت لها: "أنت تحتاجين إلى كاميرا ومصور، وانزلي صوري اللقاءات مع الناس المهمة، وأثناء ذلك أو حتى بعد ذلك دوري على تمويل"، والمفاجأة أن لديها كاميرا، لكنها لا تزال تنتظر التمويل والدعم. لكن في رأيي هذا تضييع للوقت والعمر. مَنْ يحلم، عليه أن يتبع حلمه، ولا ينتظر الآخرين. حتى وإن كان حلمك غير مرئي لعدد من السنوات، لكن يكفي أنك تراه ينمو ويكبر ولو بطيئًا.

حُبًا في يوسف شريف رزق

أما السبب الثاني، إنني سعدت عندما علمت أن فريق عمل فيلم "رزق السينما" وافق على العمل دون أي مُقابل مادي، الجميع عمل بالفيلم حُباً في يوسف شريف رزق الله. وفرت إدارة المهرجان الكاميرات والمونتاج. جميع الشخصيات التي تم التصوير معها لم تطلب أي أجر. نحو عشرين شخصية وربما أكثر، بينهم نجوم ونجمات كبار مثل يسرا، وحسين فهمي، وحيد حامد، مروان حامد، درية شرف الدين، يسري نصر الله، وخيري بشارة، هالة خليل، ومديرا التصوير محمود عبدالسميع رئيس جمعية الفيلم، وسعيد شيمي، وكل من النقاد كمال رمزي، إلى جانب مجموعة من جيل الشباب.

الفيلم هو أولى تجارب المخرج الشاب عبدالرحمن نصر في الإخراج الوثائقي، وهو أحد أبناء قناة النايل سينما، القنوات المتخصصة التي تتبع اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري. تعددت التجارب السابقة للمخرج في مجال البرامج التليفزيونية، السريعة، المكثفة، المهتمة بالشأن السينمائي وخصوصا تغطية الفعاليات المهرجانية، وهو يُدرك أن سرعة الإيقاع مع قوة المضمون أحد أهم معايير المنافسة؛ لذلك انصب اهتمام عبدالرحمن نصر على جماليات الصورة وبساطة الكادر الذي لا يتخلى عن دلالته التعبيرية في آن واحد، فأغلب اللقاءات تمت في قاعة للسينما، وكانت خيوط الضوء تتدفق من الشباك الصغير الذي تختبئ خلف جدرانه آلات العرض، فبدا الأمر وكأنه ضوء شريط السينما المسلط على الشاشة الكبيرة بينما الضيوف واحدًا تلو الآخر يسردون حكاياتهم مع يوسف شريف رزق الله، أو يستعيدون كيف كان يدعمهم، أو يحكون عن ملامح شخصيته التي اهتمت بالسينما ولا شيء غير السينما.

هذا، إلى جانب بعض اللقاءات القليلة خارج القاعة سواء كانت في منزل أحد الضيوف أو في مكان خارجي كما حدث مع السيناريست وحيد حامد الذي يعشق الجلوس على النيل بشرفة أحد فنادق مصر، ويُجري حواراته هناك، والذي تحدث عن علاقته برزق الله، وبأسرته، فقد كان يعمل أيضاً في الأخبار بالتليفزيون المصري مع زوجته السيدة زينب سويدان، والتي كانت ترفض أن يلتحق ابنها مرون حامد بالمعهد العالي لدراسة السينما، ولكن يوسف شريف رزق الله أقنعها بذلك، مثلما كان ملهمًا لآخرين وسبباً جوهرياً في عشقهم لفن السينما، بل كان بوابة المعرفة والوعي التي من خلالها عبر كثيرون إلى عالم الفن السابع سواء في النقد والتحليل أو في مجال الإبداع السينمائي.

يعتمد السرد بفيلم "رزق السينما" على التقطيع السريع جدًا بين الضيوف، واختيار جُمل مُكثفة مُعبرة عن شخصية رزق الله. اكتفي المخرج بحدود هذا الشكل؛ لأنه كان يُدرك أن قيمة الشخصية وثقل تأثيرها، وما سيُقال عنها لا يحتاج إلى أي إبهار بصري، أو أي محاولات استعراضية على مستوي الشكل. وبالفعل كان الفيلم مؤثرًا على المستوي الإنساني، وأتاح لنا جميعاً متابعة إضاءة جديدة على شخصية يوسف شريف رزق الله.

بالطبع، تلك الشخصية الموسوعية بأثرها الكبير والعميق على أجيال متتابعة، يمكن أن يُصنع من حولها عدة أفلام من زوايا مختلفة، لكن أحد الخواطر التي جالت بخاطري أثناء عرض الفيلم، كيف سنحافظ على تراث وإرث يوسف شريف رزق الله، حتى يبقى للأجيال التي ستولد بعد خمسين أو سبعين سنة من الآن؟

نعم، صحيح جدًا أن تأثير يوسف شريف رزق الله قوي على عدة أجيال؛ لأنه اعتمد على التليفزيون في نشر ثقافته، وهذا الأثر يكشف بما لا يدع مجالاً للشك عن أهمية وخطورة التليفزيون في التأثير على المتلقي.

ولكن، ماذا بعد خمسين أو سبعين عامًا من الآن، بعد أن ترحل جميع الأجيال التي أثر فيها، وعليها، يوسف شريف رزق الله؟ ماذا سيبقى من أثره وإرثه الذي يعتمد أساساً على شرائط مُسجلة للتليفزيون، وربما يكون بعضها أو أغلبها لم يعد له وجود؟ لذلك أدعو أسرته، ومهرجان القاهرة السينمائي بتجميع مقالات يوسف شريف رزق الله التي كانت تُنشر في نشرة نادي السينما، أو في المجلات الأخرى، كذلك تجميع مقالاته وحواراته المترجمة بين ضفتي كتاب. أدعوهم أيضاً لجمع جميع حلقات برامجه التليفزيونية، أو المتاح منها، وتخصيص قناة له، أو موقع، وتحميل هذه البرامج الثقافية المهمة عليه. بل أتمنى تفريغ محتواها في كتاب أو اثنين، وذلك من أجل توثيق أثر وإرث يوسف شريف رزق الله وتخليداً لذكراه. هذا الإرث هو ما سيبقى للأجيال التالية، وهو أمر بالغ الأهمية لتاريخ الحركة النقدية والثقافة السينمائية في مصر.

 

####

 

بالفيديو| أروى جودة لـ"مصراوي":

يوسف شريف رزق الله كان متواضعًا ولا يبحث عن الشهرة

كتبت- منى الموجي:

بتأثر شديد تحدثت الفنانة أروى جودة، عن الناقد الراحل يوسف شريف رزق الله، المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي لسنوات طويلة، مؤكدة أن علاقتها به بدأت قبل انضمامها كعضو لجنة تحكيم في إحدى دورات المهرجان.

وتابعت في تصريح خاص لـ"مصراوي": "تعاملت معه قبل المهرجان لما كنا بنسافر مهرجان (كان)، ومكنتش وقتها ممثلة معروفة، وكان رجل بسيط، متواضع وبيحترم أي حد بيحترم الفن ومحب للفن، أي مشكلة كنت تجيله بيها يبسطها ويحلها بدون حسابات".

وأضافت "مكنش بيدور على الشهرة ولا التقرب للفنانين، حبه للفن كان بيخلي الفنانين هما اللي يحبوا يتقربوله حتى أكبر الأسامي في العالم كله".

وأشارت إلى وقوفه إلى جوارها بعدما انتقد البعض اختيارها كعضو لجنة تحكيم بالمهرجان، موضحة "لما اختارني للتحكيم ناس عارضوا وقالوا ممثلة شابة معندهاش تاريخ، لكن هو كان واثق فيا وثقته خلتني اشيل المسؤولية".

حرصه على العمل وحبه للفن، جعلاه لا يترك تردده على الأطباء لغسيل الكُلى 3 مرات أسبوعيا يعيقه، لم يشعر أحد أن وراء المجهود الذي يبذله جسد منهك، وعن هذا قالت "كان بيروح تلات مرات يغسل كلى، كان يتصل بيا في الجلسة يقول هنعمل ايه ومش هنعمل ايه من غير ما يحسسني انه تعبان، عرفت الموضوع بالصدفة منه، لما قلتله اجيلك عشان نتكلم في موضوع خاص بالشغل قالي انه في جلسة".

وعن احتفاء مهرجان القاهرة السينمائي بيوسف شريف رزق الله، قالت "لفتة بسيطة من المهرجان يعبروا بيها عن احترامهم له ولمسيرته في حب السينما، ومبسوطة انه اتكرم قبل وفاته من المهرجان".

 

موقع "مصراوي" في

25.11.2019

 
 
 
 
 

"بيروت المحطة الأخيرة".. السكك الحديدية توثيق التاريخ اللبناني

هشام لاشين

"ظللنا لمدة 6 سنوات نحضر لهذا الفيلم لأنه كان واجباً علينا حصر كل المادة التاريخية التي تعود لأكثر من 150 عاماً تقريباً شاهدة على تاريخ لبنان كله"، بهذه الجملة كشف المخرج اللبناني إيلي كمال جانبا من كواليس التحضير لفيلمه "بيروت المحطة الأخيرة"، والذي عرض بالدورة الـ41 لمهرجان القاهرة السينمائي خلال الندوة التي أقيمت في أعقاب عرض الفيلم.

ويوثق الفيلم بصوت الراوي لتاريخ لبنان من خلال عرض للسكك الحديدية التي تعبر أرجاء لبنان وتداخلها مع الصراعات التي شهدها.

وحول بداية التفكير في الفيلم قال المخرج: "كنت بصدد التحضير لفيلم مع المنتجة جنا وهبة قبل سنوات عديدة، واستلزم الأمر استخراج تصاريح من هيئة السكك الحديدية، فاندهشت بشدة لأن لبنان ليس فيه سكة حديد، وقررت خوض التجربة لآخرها، فذهبت بالفعل لهذه الهيئة التي وجدتها موجودة بالفعل ويتقاضون الرواتب، ومن هنا جاءت الفكرة".

 وأضاف المخرج: "أذكر أنني عندما كنت صغيراً كان هناك سكة حديدة طولها حوالي 300 متر فقط في الضيعة التي تربيت فيها، وكان حولها أحراش، ولأن القطار لا يمر أصلاً فاختفت السكك الحديدية بمرور الوقت".

ورغم أن الفيلم يحمل تجربة شخصية بالنسبة له، لكن المخرج أشار إلى أنه يستعرض نواحي سياسية أخرى، معبرا عن سعادته بعرض الفيلم الآن وسط الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية عموما، ولبنان على وجه الخصوص.

وأكد أن الفيلم ذا لغة توثيقية ولكنه ليس وثائقياً، لذلك يجب عدم محاسبته بمفهوم الدقة التاريخية.

أما جنا وهبة منتجة الفيلم فتحدثت عن مغامرتها بالتصدي لتمويل فيلم غير ربحي على الإطلاق، قائلة:  "لا أصنع السينما بغرض جمع الأموال، ولكن لرغبتي في حكي القصص التي أريدها فقط وطرح قضية أو فكرة لدي شغف تجاهها".

وأضافت جنا: "كان للفيلم عدد من الداعمين أبرزهم وزارة الثقافة اللبنانية ومؤسسة الفيلم السينمائي اللبناني وملتقى القاهرة السينمائي الذي منح الفيلم دعماً وهو لا يزال في مرحلة التطوير، وكذلك صندوق (إنجاز) التابع لمهرجان دبي السينمائي الدولي".

 

####

 

مخرج "من أجل القضية": الفيلم قصة واقعية عشتها في أوروبا

هشام لاشين

كشف حسن بن جلون، مخرج الفيلم المغربي "من أجل القضية"، أنَّه استوحى أحداث فيلمه من قصة واقعية عاشها في السبعينيات عندما كان في رحلة من النمسا إلى تشيكوسلوفاكيا، وتمَّ إعادته على الحدود لتقصير شعره ليصبح مطابقاً للصورة الموجودة بجواز السفر.

وأضاف بن جلون، الذي عُرِض فيلمه بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي (20- 29 نوفمبر/تشرين الثاني)، أنَّه وصديقته بقيا عالقين لفترة على الحدود كما حدث لبطلي الفيلم.

وتابع في ندوة للفيلم على هامش فعاليات المهرجان: "كانت الرحلة فرصة تعارف كبير بيني وبين صديقتي، ولكن تم تبديل الحدود النمساوية لتصبح الحدود الجزائرية المغربية وأصبح بطل الفيلم فلسطينيا يعيش في المغرب، يتجه إلى الجزائر بصحبة فرنسية لتقديم حفل موسيقي".

وأشار إلى عدد من المشاكل التي واجهت فريق العمل، ومنها الحصول على التأشيرات وتصاريح التصوير.

وتدور أحداث فيلم "من أجل القضية" حول دعوة العازف الفلسطيني كريم والمغنية الفرنسية سيرين إلى الخروج من المغرب تجاه الجزائر، من أجل المشاركة في حفل لفريقهما الغنائي في وهران، لكنهما يجدان أنفسهما ممنوعين من الدخول إلى الجزائر ومن العودة إلى المغرب كذلك.

الفيلم تأليف وإخراج حسن بن جلون، بطولة رمزي مقدسي، عبد الغني الصناك، حسن بن باديدة وجولي دراي.

 

####

 

المخرجة شهد أمين لـ"العين الإخبارية": بطلة "سيدة البحر" تشبهني

هشام لاشين

أثار الفيلم السعودي "سيدة البحر"، للمخرجة شهد أمين، جدلا كبيرا منذ عرضه الأول ضمن أسبوع النقاد في مهرجان فينيسيا السينمائي، وحصده جائزة "فيرونا" عن فئة الفيلم الأكثر إبداعاً

ويحكي الفيلم، الذي حصد "التانيت البرونزي" في أيام قرطاج السينمائية، وثلاث جوائز في مهرجان الرباط بالمغرب، أسطورة عن فتاة صغيرة شجاعة وصلبة الإرادة، تُقرر اختيار مصيرها بنفسها، فتتحدى أسرتها وتثور على تقاليد قريتها الظالمة، التي تفرض تقديم الإناث من أطفالها إلى مخلوقات غريبة تعيش في المياه المجاورة.

والفيلم الذي يعرض بالدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هو الروائي الطويل الأول للمخرجة السعودية شهد أمين، التي درست السينما في "مدرسة متروبوليتان السينمائية" في لندن.

"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع شهد أمين، التي أخرجت أفلاما قصيرة عدة، مثل "موسيقانا"، "نافذة ليلى" و"حورية وعين"، الذي يناقش موضوع فيلمها الطويل ذاته. وإلى نص الحوار:

·        ما الهدف من طرح هذا الموضوع؟

منذ سنوات كنت أكتب مذكرات خاصة عبارة عن تصورات حول شخصية فتاة تحاول الخروج من نسق المجتمع المفروض عليها، وبدأت فكرة فيلم قصير عن حورية من البحر تسير عكس التيار، ويصطادها الرجال ويقطعونها نصفين، وقدمت الفيلم القصير "حورية وعين" بطولة الممثلة بسومة، وفكرته تدور حول حنان التي تشاهد والدها يقطع حورية من البحر نصفين.

بعد ذلك حولت الفيلم القصير لطويل حرصا على الفكرة، ففي رأيي كان لا بد أن تقطع البطلة "حياة" الحورية وليس الرجل، إذ إنها تحارب جسدها الذي يراه المجتمع مرفوضا وحراما، وبدأت رحلتها مع حب جسدها وتعلم تقبل الواقع والتمرد عليه في الوقت نفسه.

·        اخترت أسلوب الفانتازيا لطرح فكرتك، لماذا؟

سعيت منذ البداية لصناعة فيلم خاص بصريا، وقليل الحوار قدر المستطاع. هدفي هو اللغة البصرية البحتة بأسلوب شاعري، كما أن طرح فكرة امرأة أو فتاة سعودية موضوع عادي في مجتمعنا الآن، لكن الرحلة الداخلية للفتاة كانت هي ما تعنيني، فهي قريبة جدا مني شخصيا وتشبهني، فشغلني منذ سن البلوغ التعرف على جسدي مثل بطلة الفيلم، وفهم هذا العالم الذي حولي، لذلك خرج الفيلم من أعماقي.

·        إغراق البطلة في الماء محبطة، لماذا كانت هذه النهاية؟

النهاية بها حرية واضحة وليست محبطة، فمصيرها بالغرق في البحر هو نوع من التحرر، والمياه تمثل الأنوثة حيث تخرج منها وتجتاح القرية، وأصبح هناك تقبل لجسدها مثلما فرضت تقبل العالم لها.

·        حدثينا عن المعوقات التي واجهتك في إنتاج الفيلم؟

كثيرون لم يتحمسوا للفيلم، لكني بدأت التصوير في 2014 بعد تحمس شركة "إيمج نيشن أبوظبي" الإماراتية للعمل رغم تعودها على تقديم أفلام تجارية أكثر، كما شارك العراقي محمد الدراجي في مرحلة ما بعد الإنتاج وساعدني أيضا في تشكيل الصورة، وإنتاج الأغاني التي صُنعت خصيصا للفيلم.

·        لماذا اخترت سلطنة عمان لتصوير الفيلم؟

كنا نبحث مع المنتجة الأردنية رولا ناصر عن مناطق ملائمة في العقبة وعند البحر الميت، لكن لم تكن هناك قرى قديمة، ثم بحثنا في السعودية بجزيرة "فارسان" عن قرية قديمة ولم نجد لأن معظمها هدمت، ثم وصلنا لمنطقة "مسندم" بعمان بوادي يسمى "كومزار"، وقتها أدركت أن هذه هي المنطقة التي كتبت الفيلم لها.

·        لماذا قدمت الفيلم بالأبيض والأسود؟

في البداية كانت الفكرة بالألوان ثم فكرنا أن نعرض العمل بالأبيض والأسود، لأنها ذات تأثير جيد، خصوصا أن الفترة الافتراضية تاريخيا قديمة.

·        وماذا عن اختيارك للممثلين؟

اختياري كان من منطلق الملائمة للدور، فشخصية "حياة" قدمتها السعودية بسيمة حجار، ووالدها هو الممثل السعودي يعقوب يوسف، وهو ممثل تلفزيوني ومسرحي جيد، إضافة للأم الإماراتية فاطمة الطائي، والممثل الفلسطيني أشرف برهومي.

·        هل تتوقعين أن ينعكس الانفتاح السعودي على عرض أفلامك في المملكة؟

بالتأكيد، هناك دعم للسينما وللفن في السعودية حاليا، وأتوقع عرض أفلام المخرجين السعوديين في المملكة، وإن لم يتحدد الموعد حتى الآن.

·        ما احتياجات السينمائيين من الدولة السعودية؟

الدعم المادي مهم جدا، لكن الأهم أن يكون لدينا هوية في أعمالنا، فنحن أمام فرصة تاريخية ولا بد أن تكون أفلامنا لها هوية ومرتبطة بمشاكلنا وبالمجتمع السعودي، وأتمنى أن نكون على قدر المسؤولية.

·        ما تفسيرك لنجاح المرأة السعودية تحديدا في هذا المجال؟

أعتقد أن سبب ذلك تصالحنا كنساء مع أنفسنا، والأمر ينطبق على هيفاء المنصور وعهد كامل، وأذكر أني قدمت في أول 5 سنوات أفلاما كنت أقول عن نفسي إني كاذبة، لكن الآن لا بد أن نكون صادقين مع أنفسنا، وربما هذا هو سبب النجاح، وأنا شخصيا مؤمنة وفخورة بقدرة النساء على التميز وفرض أنفسهن في مجال السينما.

·        وماذا عن مشروعك المقبل؟

أجهز حاليا لتصوير فيلم داخل السعودية، وتدور الأحداث بين مكة والمدينة وتحكي قصة بحث فتاة عن شقيقتها المفقودة، ومن خلال استعراض خبايا المجتمع نتعرف على أسباب هذا الاختفاء.

 

بوابة العين الإماراتية في

25.11.2019

 
 
 
 
 

شهد أمين: "سيدة البحر" يهدف إلى إظهار الصورة الحقيقية للمرأة السعودية

كتب: ضحى محمد

فى تطور واضح للسينما السعودية، قررت إحدى المخرجات السعوديات أن تتحدى الظروف، وتكسر المألوف، من خلال تجسيد قصة حقيقية عاشت تفاصيلها ونقلها لعمل سينمائى مدته لا تزيد على 76 دقيقة.. المخرجة شهد أمين، التى قررت أن تكون أولى مشاركاتها الروائية الطويلة من خلال فيلم «سيدة البحر»، الذى يشارك ضمن مسابقة آفاق، والذى حصل على التانيت البرونزى فى الدورة السابقة لأيام قرطاج، وسبقه الحصول على جائزة «فيرونا» للفيلم الأكثر إبداعاً ضمن مسابقة أسبوع النقاد فى الدورة السابقة من مهرجان «فينيسيا»، بالإضافة إلى حصوله على 3 جوائز خلال منافسته فى المسابقة الرسمية للأفلام الروائية فى مهرجان «الرباط».

وتحدثت «الوطن» مع المخرجة شهد أمين عن تفاصيل الفيلم رغم وجود الفكرة منذ 6 سنوات، كما كشفت عن الصعوبات التى تعرضت لها خلال التصوير، فضلاً عن حصولها على أكثر من جائزة من مهرجانات دولية.

·      فى البداية، ماذا عن مُشاركتك فى مسابقة «آفاق للسينما العربية»؟

- شرف كبير بالنسبة لى مشاركة الفيلم فى مهرجان القاهرة السينمائى، فهو يعتبر من أهم المهرجانات التى تحرص على تبادل الثقافات وإثارة الوعى لدى الجمهور، خاصة فى ظل منافسة الفيلم خلال مسابقة آفاق، فهذا يعتبر شيئاً مميزاً، خاصة أن تلك الأفلام المنافسة شاركت فى مهرجانات أخرى، وهذا يعتبر شيئاً مشرفاً للسينما العربية أن يكون بها تلك النوعية من الأفلام، فأهم ما يميزها أنها تملك رؤية بصرية مختلفة، فهناك جيل جديد من شباب العرب يطرحون أفكارهم تستطيع تقديم رؤية مختلفة.

·      ما سبب إصرارك على أن يكون أول مشاريعك الروائية الطويلة من خلال «سيدة البحر»، رغم تقديمك للقصة من خلال فيلم قصير؟

- إننى لست من نوع المخرجات التى تعيد ذاتها، ولكننى كنت على ثقة من أن لدىّ أشياء أخرى أريد أن أظهرها للجمهور من خلال فيلم روائى طويل، خاصة أننى كان لدى فكرتين قبل تنفيذ مشروع «سيدة البحر»، ورغم تحمس المنتجين لتقديم فكرة جديدة، أصررت أن يكون «سيدة البحر» أول فيلم روائى طويل فى مشوارى الفنى، وأردت من خلاله توصيل رؤية بصرية معينة، دون الحاجة إلى استخدام لغة الحوار بشكل أساسى.

·      ولكن الفكرة كانت موجودة منذ 6 سنوات، ما سبب تأخير ظهورها إلى الجمهور؟

- بدأت فى كتابة الفيلم منذ ٢٠١٣، واستغرقت كتابة النص فترة طويلة، ثم توقفنا بسبب عدم وجود شركة منتجة، بالإضافة إلى الوقت الذى استغرقته فى معاينات التصوير، واختيار فريق عمل مناسب لفكرتى بالفيلم.

الفيلم إذا لم يكُن جريئاً فلن أقدمه.. والعمل يعتمد بشكل أساسى على الطرح البصرى الخاطف وكثير من الرمزية

·      اعتمد الفيلم على السرد البصرى أكثر من لغة الحوار، ألم تخشَى من عدم فهم الجمهور للأحداث؟

- بالعكس، فقد تعمدت أن يكون العمل معتمداً بشكل أساسى على الطرح البصرى الخاطف وكثير من الرمزية، وتضمين اللغة الشاعرية فى كل مشهد، فإثارة حالة من الجدل لدى الجمهور بشأن عدم فهمه للأحداث يعتبر شيئاً إيجابياً بالنسبة لى، فأهم ما يشغلنى هو توصيل رسالة بصرية ممتعة من خلال مشاهد البحر التى تكمن فى خلفيتها رسالة واضحة.

·      معنى ذلك أنك اعتمدتِ فى فيلمك على مشاركته فى المهرجانات، وليس النجاح التجارى؟

- لم أفكر فى الأمر بتلك الصورة، فقد كنت أركز فى تقديم فكرة جيدة مكتملة التفاصيل بغض النظر عن مشاركته فى المهرجانات أو عرضه تجارياً فى دور العرض، فأنا ركزت على أن يكون الفيلم جيداً على مستوى الفكرة واللغة البصرية، وتقديم قصة عصرية بطابع قديم، وفى الحقيقة أن «إيمج نيشن أبوظبى»، الشركة المنتجة للفيلم، ساعدتنى على ذلك لأنها كانت تؤمن بالفكرة ومدى أهميتها فى ظل تطور السينما السعودية.

·      ما رسالتك الأساسية من فيلم «سيدة البحر»؟

- رسالتى الأساسية أن أوصل للجمهور مدى معاناة الفتاة الصغيرة التى تتعرض لأذى مستمر، وإبراز صورة المرأة السعودية الحقيقية، فالفيلم يكشف عن تجربة حقيقية عاشت تفاصيلها بطلة العمل «حياة» التى حاولت أن تخرج عن المألوف وتختار مصيرها بنفسها فتتحدى أسرتها وتثور على التقاليد المظلمة المتبعة فى قريتها، والتى تفرض تقديم الإناث من أطفالها إلى مخلوقات غريبة تعيش فى المياه المجاورة، فكل المشاهد خاصة بالتأمل، وهذا كان تحدياً بالنسبة لى.

·      من وجهة نظرك، ما العوامل التى ساعدت فى نجاح تجربتك الأولى فى عدد من المهرجانات الدولية؟

- شرف كبير لى مشاركة الفيلم فى عدد من المهرجانات الدولية، وحصوله على إشادات من النقاد والسينمائيين، والذى ساعدنى على ذلك هو أداء الممثلين على رأسهم الطفلة بسيمة الستار، فهى كانت تضع وجهها أمام الكاميرا فقط دون الحاجة إلى تمثيل، فكانت ملامحها تتحدث بدلاً منها، بالإضافة إلى أداء أشرف برهوم ويعقوب الفرحان وفاطمة الطائى، فكل منهم بذل مجهوداً مضاعفاً من أجل خروج الفيلم بتلك الصورة رغم صعوبة أجواء التصوير.

·      ماذا عن شعورك بعد حصول الفيلم على أكثر من جائزة؟

- خطوة كبيرة بالنسبة لى، وأتمنى أن يكون الأمر بداية لطريق حافل بالنجاحات، وأن نستكمل طريقنا فى السينما السعودية؛ لأن لدينا طاقات موهوبة فى السعودية والعالم العربى، وهذا يدل على أن الأفلام العربية فى تطور مستمر.

·      صورتِ جميع أحداث الفيلم بسلطنة عُمان، ما الصعوبات التى واجهتك خلال التصوير؟

- عدّة أشياء، أولها صعوبة التصوير فى مراكب وسط البحر، فلكى نعيد تصوير المشهد كان الأمر يستغرق ما يقرب من 4 ساعات على حسب اتجاه الموجة، بالإضافة إلى الظروف المناخية الخاصة بسلطنة عمان كانت متقلبة بشكل واضح، فضلاً عن اعتماد أحداث الفيلم بشكل أساسى على الطفلة بسيمة الستار، فكنت على ثقة بها منذ كان عمرها 6 سنوات.

·      ولكنها شاركتك فى تجاربك السينمائية القصيرة السابقة...

- (مقاطعة): هى شاركتنى تجربتى السينمائية فى الأفلام القصيرة، فهى طفلة تمتلك موهبة فطرية، ولم تُبدِ أى ضيق من صعوبة الأجواء أو مشقة المكان، فإنها لم تحتَج أن تمثل الدور لأنها عاشت تجربة الفيلم بكل تفاصيلها رغم أننى كنت سأخسرها قبل التصوير بأسبوعين بسبب انشغالها الدراسى.

·      لماذا تعمدتِ عدم استخدام الموسيقى التصويرية بشكل واضح فى الفيلم؟

- بشأن الموسيقى فإننى أصررت على حذفها وقت المونتاج، واستبدالها بصوت الطبيعة، فكنت أريد أن أصل للجمهور من خلال الهدوء وأصوات الطبيعة، وهذا أثار تخوفاً شديداً لدى الشركة المنتجة ومهندسى الصوت باعتماد الفيلم على موسيقى فى بداية ونهاية الفيلم فقط.

·      هل تعرضتِ لانتقاد بسبب ظهور الفنانات دون حجاب خلال أحداث الفيلم؟

- الفيلم إذا لم يكن جريئاً فلن أقدمه، وعلى الرغم من ذلك لم أتعرض لأى انتقادات من هذا النوع، ولم تتدخل الرقابة فى العمل بحذف أى مشاهد، ولم نعرض الفيلم فى السعودية حتى الوقت الحالى، ولكننا نسعى لعرضه خلال الفترة المقبلة فى دور العرض.

السينما السعودية

أعتقد أن السينما السعودية فى طريقها للصعود تدريجياً، ولدينا خطة استثمار فى صناعة السينما، خاصة أن بها مخرجات لديهن فكر جديد يعتمد على الرؤية البصرية، ويحاولن خلق هوية لذواتهن بأن يتحدثن بأصواتهن ويحكين عن قصصهن دون الشعور بأى مخاوف.

 

####

 

بطلة "شبح مدار": نهاية الفيلم تدعو للأمل والتفاؤل.. والموسيقي لعبت دوراً مؤثراً

كتب: خالد فرج

أقام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عرضاً للفيلم البلجيكى «شبح مدار» فى إطار مشاركته بالمسابقة الرسمية للدورة الحادية والأربعين، وذلك بحضور بطلة الفيلم سعدية بن طيب.

وقالت «سعدية»، فى الندوة التى أعقبت عرض الفيلم، إن خلو أغلب الأحداث من الحوار كان متعمداً، لرغبة المخرج باس ديفوس فى إبراز مشاعر النساء المهمشات فى بروكسل، وتحديداً ممن يعشن حياتهن فى تربية أولادهن دون إظهار أفكارهن لأحد، مضيفة أن الفيلم يتعرض لمعاناة النساء المحجبات وغير المحجبات هناك، وذلك تجلى واضحاً فى المواقف التى أبرزها الفيلم على مدار أحداثه.

وأشادت بطلة الفيلم بدور الموسيقى الفعال فى الفيلم، لاسيما أنها واكبت مغامراتها على مدار الأحداث، مشيرة إلى أن ديفوس فضل وضع نهاية مفتوحة للفيلم، وعدم وضع إجابات نهائية لموضوع الفيلم نفسه، إلا أن مشهد النهاية يدعو للأمل والتفاؤل.

واعترفت «سعدية» ببطء إيقاع الفيلم، وأنه لن يكون سهل الفهم لفئة من الجمهور، رغم عدم حضورها لعروضه الدولية فى المهرجانات السينمائية، ولكنها تعى جيداً أن المصريين غير معتادين على هذا الإيقاع، مشددة على أن الأحداث ليست مأخوذة عن قصة حقيقية، وأن مدة تصوير الفيلم بلغت 3 أسابيع كاملة.

سعدية بن طيب: ديانتى المسيحية لم تُعِقْنى عن إبراز تهميش المسلمات فى بروكسل.. والفيلم ليس مأخوذاً عن قصة حقيقية

وأشارت إلى أنها بلجيكية الأصل رغم ولادتها فى فرنسا، إذ إن والدتها فرنسية ووالدها جزائرى، ورغم كونها مسيحية الديانة فإنها لم تتردد فى تأدية الدور، الذى يبرز معاناة المسلمات من العزلة فى بلجيكا رغم تحسن الأوضاع نسبياً فى الوقت الحالى، وتحديداً من حيث المساواة مع الرجل فيما يخص الحقوق والأجر والاحترام.

وتدور أحداث الفيلم حول قصة امرأة فى منتصف العمر مسلمة محجبة تعيش فى بروكسل مع ابنتها المراهقة وابنها، وتواجه كثيراً من التحديات والصعوبات.

 

####

 

عصام زكريا يكتب لـ"الوطن": "الإله موجود".. فى مهرجان القاهرة

كتب: عصام زكريا

شهد مهرجان القاهرة ليلة أمس الأول (السبت) إعلان جائزة النقاد العرب لأفضل فيلم أوروبى، وهى المرة الأولى التى تُقام فيها هذه الجائزة، التى ينظمها مركز السينما العربية، بعد سنوات من اقتصار المركز ونقاده على اختيار أفضل فيلم عربى وإعلان الجوائز فى عدد من المهرجانات الدولية.

جائزة أفضل فيلم أوروبى نظمها مركز السينما العربية، بالتعاون مع مؤسسة «ترويج السينما الأوروبية» التابعة للاتحاد الأوروبى ومهرجان القاهرة، وقد شارك فيها دستة من الأفلام المرشحة، وصل منها إلى القائمة القصيرة ثلاثة أفلام هى «عيد القربان» (أو «جسد المسيح» فى ترجمة أخرى)، إخراج يان كوماسا، وقد عرض الفيلم فى مهرجان «الجونة» الماضى. الفيلمان الآخران هما «بونويل فى متاهة السلاحف»، إخراج سلفادور سيمو، و«الإله موجود.. واسمه بيترونيا» إخراج تيونا ستروجر ميتيفسكا، والاثنان يعرضهما مهرجان القاهرة الحالى.

شارك فى اختيار الجائزة عدد من النقاد العرب، كان لكاتب هذه السطور شرف الانضمام إليهم، وقد فاز بها فيلم «الإله موجود».. الذى يحمل جنسية مقدونيا، بحكم موضوعه ولغته وجنسية مخرجته، لكن الفيلم شارك فى إنتاجه ودعمه عدد من الشركات ومؤسسات الدعم فى مقدونيا وكرواتيا وسلوفينيا وبلجيكا وفرنسا! وهو أمر يعكس حالة الإنتاج السينمائى العالمى هذه الأيام، خاصة فى ما يتعلق بالأفلام الفنية التى تُصنع فى بلاد صغيرة ليس بها صناعة سينما قوية.

أسعدنى شخصياً فوز الفيلم بالجائزة، وكذلك وصول فيلم «بونويل» إلى القائمة القصيرة، وهما عملان أرشحهما للمشاهدة بقوة لرواد مهرجان القاهرة.

«بونويل فى متاهة السلاحف» فيلم تحريك وثائقى، إذا كان يمكن أن يكون هناك فيلم وثائقى وتحريك فى الوقت نفسه، ذلك أن التحريك فن خيالى وروائى بالأساس، لكن هذا النوع الهجين صار «موضة» فى السينما العالمية منذ سنوات. والفيلم يحكى فترة من حياة المخرج الإسبانى لويس بونويل فى بداية حياته، حيث قضى سنوات من البطالة فى أوروبا، عقب ردود الفعل السلبية وغير المستوعبة لتحفتيه السيرياليتين «كلب أندلسى» و«عصر الذهب». تنتهى هذه الفترة عندما يعرض عليه السفر إلى المكسيك لصنع فيلم وثائقى عن قرية فقيرة منعزلة عن العالم اسمها «لاس هيردس».

يمزج الفيلم، الذى يصل زمن عرضه إلى ساعة وربع الساعة تقريباً، بين مشاهد التحريك «الخيالية» لرحلة إنتاج وتصوير الفيلم الذى قام «بونويل» بصنعه فى المكسيك، مع لقطات من الفيلم نفسه الذى يختلف تماماً عن فيلمى بونويل السابقين، وعن أفلامه اللاحقة، فهو عمل وثائقى أصيل من المدهش أن من قام بصنعه واحد من رواد السينما المضادة للواقعية!

«الإله موجود.. واسمه بيترونيا» الفائز بجائزة النقاد العرب فيلم عجيب، يروى قصة عجيبة عن شابة عزباء بدينة تخطت الثلاثينيات، حاصلة على درجة علمية رفيعة، لكنها لا تستطيع العثور على عمل، أو حبيب، بسبب بدانتها وقبحها والظروف الاقتصادية السيئة التى تمر بها البلاد.

ذات يوم أثناء عودتها من لقاء عمل فاشل ومحبط للغاية، تمر «بيترونيا»، وهذا اسمها، على حشد يحتفل بعيد دينى محلى من ضمن طقوسه إلقاء صليب فى النهر، وإهدائه لمن يستطيع العثور عليه. فى العادة يقفز معظم شباب ورجال القرية وراء الصليب ليتسابقوا على الإمساك به. أما هذه المرة، فقد انضمت إليهم «بيترونيا» التى قفزت بملابسها وسط الرجال، والأدهى أنها نجحت فى الإمساك بالصليب قبلهم!

يثور المتسابقون وأهل القرية المحتشدون وقس الكنيسة على «بيترونيا»، ويطالبونها بإعادة الصليب، لكنها ترفض رفضاً قاطعاً، ويتصاعد الأمر، فتقوم الشرطة بالقبض عليها، لكنها تواصل الرفض، وتأتى صحفية من إحدى القنوات التليفزيونية للتحقيق فى القصة وإجراء حوار معها، باعتبارها ضحية مجتمع ذكورى متعصب ضد النساء.. وتتحول القصة إلى قضية اجتماعية خطيرة.

ينجح الفيلم فى عرض صورة للخلفية السياسية والاجتماعية لبلد ينتمى إلى العالم الثالث يعانى من الرجعية والفقر والفساد، كما ينجح فى معالجة الموضوع بشكل فكاهى يثير الضحكة والابتسامة حتى فى أحلك اللحظات الدرامية. لكن أهم عنصر فنى فيه هو بطلته الممثلة زوريكا نوشيفا، التى تقدم أداءً مبهراً تعتمد فيه على الانفعالات الداخلية والتعبير بوجهها وجسدها معظم الوقت، بدلاً من الكلام.

 

####

 

4 أفلام بعروض "سينما الغد" في "القاهرة السينمائي" اليوم

كتب: أحمد حسين صوان

تواصل إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته الواحد والأربعين، برئاسة المنتج والسيناريست محمد حفظي، عرض فعاليات مسابقة "سينما الغد للأفلام القصيرة"، مساء اليوم الإثنين، في تمام السادسة والربع مساءً، داخل مسرح الهناجر.

يُعرض ضمن برنامج المسابقة خمسة أفلام دفعة واحدة، هي: "أمين" و"أبي البيت" و"لم أرَ شيئًا" و"بحر من الرمال"، و"بيت بعيد".

"أمين" فيلم مصري، تدور أحداثه حول إعلان وزارة الثقافة عن اكتشاف نسخة نادرة لفيلم غير مكتمل للمخرج الكبير شادي عبدالسلام، فيسعى أمين للحصول على هذه النسخة قبل أن تقع في يد مخرج سيئ السمعة.

تدور أحداث الفيلم الأرجنتيني "أبي الميت" حول توقف فيلم، وبعد مرور سنتين، يجلب المخرج ممثلته ويخبرها أنه سيستكمل العمل لكنه في حاجة لتصوير بعض اللقطات، الممثلة التي توفي والدها قريبًا تجد نفسها أمام الكاميرات في موقف لم تتوقعه على الإطلاق.

كما يُعرض الفيلم السوري "لم أرَ شيئًا"، وتدور أحداثه بعد انتهاء الحرب في سوريا والبدء في إعادة تعميرها، يجد ياسر وأسرته أنفسهم أمام أمرٍ صعب، إذ تأتي الأوامر بنقل المقابر الموجودة في الحدائق داخل حلب.

يأتي الفيلم الرابع بعنوان "بحر من الرمال"، وهو عمل فني مشترك بين ألمانيا ومصر، وتدور أحداثه حول مسافر يعيش تجربة خاصة، إذ يجد نفسه عالقًا في أبعاد مختلفة من التاريخ والثقافات، ليتساءل إذا كان القدر له دور في تدبير رحلته.

تدور أحداث الفيلم الأخير ضمن عروض "سينما الغد" ليوم الإثنين، وهو "بيت بعيد"، حول رجل يحاول استعادة ذكريات طفولته في مدينة بلوفديف البلغارية التي نشأ فيها.

 

####

 

"احكيلي".. قصة الفيلم المصري الوحيد المشارك في "القاهرة السينمائي"

كتب: أحمد حسين صوان

ينظم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، برئاسة المنتج والسيناريست محمد حفظي، في السادسة والنصف مساءً، عرض "جالا" للفيلم الوثائقي المصري "احكيلي" إخراج ماريان خوري، بالمسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، وهو الفيلم الوحيد الذي يمثل مصر في المسابقة الرسمية للمهرجان.

تتطرق ماريان في فيلمها، الذي تبلغ مدته 95 دقيقة، إلى موضوعات عن الأمومة والهوية والأصل من خلال محادثات تجريها مع ابنتها سارة، حيث تستكشفان معا مسار 4 أجيال من نساء أسرتهن، ويتضمن الفيلم صورا من أرشيف العائلة ومقتطفات من أفلام السيرة الذاتية للمخرج الراحل يوسف شاهين، تكمل هذه الصورة العائلية.

كان محمد حفظي، قد وصف مشاركة هذا الفيلم في المهرجان، بقوله: "ربما تكون واقعة لم تحدث من قبل"، متابعًا: "هذا القرار يعكس إعجاب المهرجان بالفيلم، كما يعكس الاهتمام أيضا بالسينما الوثائقية التي لم يكن لديها تمثيلا كافيا علي مدار السنوات الماضية، أنا لا أتذكر آخر مرة شارك فيلم وثائقي مصري في المسابقة الدولية للمهرجان".

وقالت المخرجة ماريان خوري، في بيانٍ سابق لها، إن عرض فيلمها لجمهور "القاهرة" هو أكبر جائزة يمكن أن تحصل عليها من المهرجان، متابعة: "رغم سعادتي الكبيرة بمشاركة فيلمي بالمسابقة الرسمية لمهرجان ادفا المتخصص في السينما التسجيلية، نوفمبر الجاري، إلا أن سعادتي كبيرة جدا بالمشاركة في مسابقة مهرجان القاهرة، لأنني شخصيا مهتمة بشكل أساسي أن يشاهد الفيلم جمهور بلدي، كما أن مهرجان القاهرة سيصنع للفيلم الانطلاقة التي يستحقها".

وأشارت إلى أن التجربة اعتمدت على أرشيف كبير للعائلة يمتد لحوالي 100 سنة، من صور وفيديوهات وتسجيلات مع والدتها وجدتها وخالها المخرج الراحل يوسف شاهين، وتسجيلات أخرى للمخرج يوسف شاهين مع والدته سجلها بنفسه، كما أن أحداثه تتنقل بين المدن التي ارتبطت بها العائلة وهي: الإسكندرية والقاهرة وصولا لباريس ولندن وهافانا.

 

الوطن المصرية في

25.11.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004