كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«فورمان ضد فورمان».. سيمفونية عذبة عن الحرية

خالد عبد العزيز

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الحادية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

يقول المخرج التشيكي، ميلوش فورمان،: «على المخرج أن يكون مخرجًا وكاتبًا وممثلًا ورسامًا، والمخرج الجيد هو الذي يختار أشخاصًا يتقنون هذه الأشياء أفضل منه».

وبالنظر إلى أفلام فورمان سنجد أنها تنتمي إلى السينما الخالصة أي السينما التي تتعاطى وتشتبك مع القضايا الإنسانية الكبرى.

ومن هذا المنطلق يأتي الفيلم التسجيلي التشيكي «فورمان ضد فورمان” إخراج «جاكوب هينجا» و»هيلينا تريستكوفا»، الذي يُسجّل ويحتفي بحياة فنان السينما المخرج “ميلوش فورمان” بدءًا من ولادته عام 1932 حتى وفاته عام 2018.

صحيح أن الفيلم يتخذ من حياة "ميلوش فورمان" اتجاهًا واضحًا له، فعبر 77 دقيقة - وهى مدة عرض الفيلم - لا نرى سوى فورمان عبر مراحل حياته المختلفة وفي كافة تفاصيلها، لكن هذا المنحى ما هو إلا طبقة أولى من طبقات قراءة الفيلم والتعاطي معه، حيث إن الفيلم يحوي بين طياته جانبًا لا يقل عمقًا عن حياة فورمان الفنية والشخصية، وهو تأريخ تلك الفترة الحساسة التي عاصرها فورمان بدءًا من النصف الثاني من القرن العشرين وما تحويه تلك الفترة من صراعات وأزمات حرجة لا تخلو بالتأكيد من الإثارة والتشويق.

ويبدأ الفيلم بمشهد أرشيفيّ على نغمات الموسيقى الكلاسيكية نرى فيه فورمان في الأربعين من عمره وهو يركض في حديقة منزله والكاميرا تقترب منه ببطء حتى تلتقطه من زاوية سفلية ليبدو جسده في حجم مُضخم وكأنه يحوي مهابة ما، ثم يقول بتلقائيته وصراحته المعهودة «أتجنب دائمًا تحليل شخصيتي، كل ما يعنيني وأستمتع به هو رواية القصص”.

ومن هذه النقطة ينطلق الفيلم ساردًا حياة فورمان لكن هذه الرؤية تحوي بداخلها رؤية أخرى أعمق، فهذا مجرد شق أولي لقراءة وفهم الفيلم، لكنه يُقدم نظرة بانورامية لتاريخ أوروبا المُعاصر، بكل فتراته الصعبة.

واعتمد الفيلم بالكامل على الصور والمشاهد واللقطات الأرشيفية، سواءً من خلال بعض اللقاءات التي صورها فورمان على امتداد حياته الفنية، أو كواليس أفلامه التي تصور مراحل صناعتها وإبداعها، بالإضافة إلى الشق الآخر وهو اللقطات التاريخية التي تصور الصراعات والنزاعات التي جرت خلال القرن الـ20، مثل الحرب العالمية الثانية وغيرها من الأحداث الهامة التي شكلت طفرة وتغيّرًا حقيقيًا في مسار تاريخ العالم.

ونجد أن تلك الرؤيتين تتكاملان وتتحدان معًا مُشكلة إطار الفيلم الذي اتخذ من حياة فورمان رؤية جديدة للتاريخ المعاصر وكأن الفيلم يُقدم إعادة قراءة للأحداث سواء الفنية أو السياسية، فكلاهما يكتملان معًا ولا انفصال بينهما، وبالأخص حينما يكون الحديث عن مخرج مثل ميلوش فورمان اتخذ من الحرية همًّا أساسيا يُعبر عنه في أفلامه.

وترتبط ذكريات فورمان الخاصة بالأحداث العامة، فالعام التحم مع الخاص وأثر فيه وعليه، فالبداية مع الحرب العالمية الثانية وفقده لوالديه، ثم تندلع مظاهرات الطلبة والشباب عام 1968 أثناء مهرجان كان، ويُقرر سحب فيلمه الشهير «حفل رجال الإطفاء” من المسابقة الرسمية تضامنًا مع مطالب ثورة الشباب، وبعدها قامت القوات السوفيتية في شهر أغسطس 1968 بغزو تشيكوسلوفاكيا.

وهنا يتداخل العام مع الخاص، وتتحد طبقات ومستويات الفيلم معًا، لتتغير حياة فورمان بشكل كامل في أعقاب هذه الأحداث، ويغادر بلاده إلى فرنسا ومنها إلى الولايات المتحدة، لتصبح هذه الفترة من حياته هي الأغزر والأجود على المستوى الفني، والأكثر تقديرًا أيضًا.

ومن بين الأفكار التي عَبّر عنها الفيلم تظل فكرة الفنان والتعبير عن ذاته وهمومه هي القضية الأبرز، كيف يتعامل الفنان مع القضايا الإنسانية الكبرى؟؛ ففي هذا الجزء من الفيلم والذي يُعدّ الأكثر حيوية يدخل المتفرج عقل فورمان نقرأ أفكاره ونتعاطى معها وكيف يُعبر عنها سينمائيًّا عبر الاستعانة بمشاهد من كواليس العديد من أفلامه، مثل قضية الحرية التي عبر عنها في فيلمه الأبرز «طار فوق عش الواق واق» 1975، ونقد المجتمع في فيلم "شعر" 1979 الذي قدم فيه جرعة مكثفة من النقد الاجتماعي لعصر السبعينيات وثورة الهيبيز، وكذلك فيلمه "أماديوس" 1984 الذي صوره في بلده التشيك عن حياة الموسيقار الألماني موتسارت.

ويصور الفيلم بأسلوب مُثير كيف تعاملت أجهزة الأمن معه حينها وقررت وضعه هو وفريق العمل تحت المراقبة، وهنا تتخذ الصورة طابعًا تلصّصيًّا، بمعنى أن زوايا التصوير تلتقط فورمان أثناء تصوير الفيلم من أماكن ليست مرئية بشكلٍ كافٍ على إيقاع صوت التقاط الصور الفوتوغرافية بما يوحي بالخطر، وتجعل المتفرج في حالة ترقب وعين مشدوهة تتابع قصة حياة فنان وهب حياته ليس للفن السينمائي فحسب بل للتعبير عن حرية الإنسان في كل عصرٍ وأوان.

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

 

####

 

«خيال علمي» يعري كذبة الرئيس الأمريكي على الشعب الإندونيسي

صفاء عبد الرازق

أقيمت ندوة لفيلم «خيال علمي» الذي عرض في مركز الإبداع والمشارك في العروض الخاصة ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وأدار الندوة ضحى الورداني، بحضور بطلة العمل سمرا.

وقالت الممثلة سمرا: إنها سعيدة جدا بمشاركة الفيلم في المهرجان، وكانت تأمل حضور المخرج يوسيب أنجي انون، لكن لظروف خارجة عن إرادته لم يستطع الحضور.

وأوضحت: أن المخرج كان حريصا على صناعة فيلم يحاكي ويعرض الحالة النفسية التي وقع فيها الشعب الإندونيسي من خلال الاتفاقية التي تمت بين الرئيس الأمريكي والرئيس الإندونيسي عام 1969 في مشروع «هبوط القمر»، حيث وعد الرئيس الأمريكي آنذاك أنه يخصص قطعة من الأرض في «القمر» للشعب الإندونيسي، وسجل هذا الاتفاق آنذاك في الصحيفة الرسمية لمدينة الولايات المتحدة «نيويورك».

وأشارت إلى أن المخرج كان مهتما جدا أن يصنع فيلما عن الحالة التي وقعت فيها إندونسيا وتراجع الأوضاع السياسية، ولكن بطريقة كوميدية سوداء.

وأضافت بطلة الفيلم، أن العمل يكشف حالة الفزع والخوف التي سادت بين أفراد الشعب، ومعرفة أى شخص بالشيوعية كان يتم قتله فورا دون رحمة أو شفقة، حيث أكدت أثناء الندوة أن الجيش قتل أكثر من مليون شخص، وهذا كان واضحا في بعض المشاهد الخاصة بقتل بعض الجيران لبعضهما فور معرفته أنه شيوعي، ويعري المخرج أيضا أمنيات الشعب في توسيع العلاقات الخارجية وقدر كبير من التواصل، وفي نفس الوقت لديه نوع من أنواع الحذر، وهذا في عصر الرئيس السابق.

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

 

####

 

«دانيال».. أتى من الدنمارك لكشف فظاعة «داعش»

تامر السعدني

عرض بمسرح الهناجر ضمن مسابقة البانوراما الدولية الفيلم الدنماركي «دانيال» بحضور جمهوري كبير من الشباب المهتم برؤية أفلام مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام.

ويدور الفيلم حول قصة حقيقية للمصور الصحفى الشاب «دانيال راي»، والذي أسره تنظيم "داعش" في عام 2013 واحتجزه رهينة لمدة 398 يوما.

وبعد انتهاء العرض أقيمت الندوة بحضور مخرجه الدنماركي «نيلز أردن اوليف» والكاتبة الصحفية مؤلفة الكتاب الذي أخذ عنه الفيلم والممثل المصري «أمير المصري» الذي قام بدور أحد أعضاء التنظيم "داعش" الإرهابي (داعش) بحرفية

واهتم الجمهور بسؤال المؤلفة عن كيف ولدت فكرة مؤلفها وأجابت اهتممت بقصة المصور الصحفي مهنيا، كوني صحفية، كنت أعمل في مصر، فسافرت إلى سوريا وقابلت «دانيال» بعد عودته إلى وطنه، حيث شعرت بالحاجة لكتابة كيف عانى الصحفي الشاب وأسرته أيضا أثناء فترة احتجازه، وكتبت الكتاب ليدرك الجميع هذه المعاناة، وعقب المخرج على سؤال عن التواصل بين تنظيم "داعش" والجهات الدنماركية الحكومية، قائلا "الدول التي تواصلت معهم استطاع بعضهم إنقاذ مواطنيها ولكن المبلغ الإجمالي المرسل من هذه الدول كان مليونين ونصف المليون يورو، ولذلك قتل بعضهم، وهو ما يعادل المبلغ المودع لإعادة الصحفي "دانيال راي"، والدول التي لم تتواصل مع التنظيم قتل مواطنوها..!!

ويسرد لنا الفيلم كيف عانت أسرة دانيال من أجل الحصول على هذا المبلغ الكبير الذي لم يكن يتوقعون الحصول على جزء منه.

وفوجئ الجمهور بقيام المخرج بتصوير مشاهد السجن الداخلية في السويد، وتصوير المشاهد الخارجية في الصومال والأردن وأثنى أيضا الجمهور على الممثل المصري الشاب أمير المصري، وأعطى أحد الحضور وردة للمخرج وأخرى للمؤلفة في جو من الألفة والترحيب بأسرة الفيلم، وشكر المخرج «نيلز اردن أوليف» مهرجان القاهرة لفرصة عرضه في مصر، حيث إن العديد من المهرجانات في أوروبا وأمريكا كانت تقلق من عرض الفيلم بسبب شجاعة الأفكار التي يطرحها.

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

 

####

 

زافيرا ..ابتعد حتى أراك!

ماجده خيرالله

زافيرا "zavera" فيلم من رومانيا يشهد عرضه العالمي الأول من خلال مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كتابة وإخراج السيناريو أندريه جروزينيكي، حيث يعد من النوعية التي تبدو مثل مياه بحر صافية، يمكن أن ترى فيها وجهك.

ولكن احذر أنه فيلم مخادع، تبدو أحداثه هادئةً، خاليةً من الصراعات العنيفة، ولكنه مثل دوامات بحرية تسحبك دون أن تدري، وتترك في منطقة عميقة تفقد فيها توازنك، ويصبح عليه المقاومة بشدة كي تعود إلى الشاطئ، أو تفقد توازنك! وهذا ما حدث تمامًا مع بطل الفيلم «ستيفان»، وهو رجل يقترب من الـ50، له زوجة جميلة وطفلتان، كانت حياته مستقرةً ويحسب نفسه من المحظوظين، حتى صباح اليوم الذي خرج فيه مع صديق عمره «نيقولا»، في نزهةٍ بالدراجات داخل إحدى الغابات، وكان كل من الصديقين وهما شركاء عمل أيضًا، يتناقشان في بعض المشاكل الروتينية الخاصة بالعمل، الذي يتولى إدارته «نيقولا»، الذي يسقط فجأة من فوق دراجته، ويحاول ستيفان أن يتفحصه فيكتشف أنه مات!.

وتتغير حياة "ستيفان" وكأن ريحًا عاتيةً قد عصفت بها، في عزاء صديقه «نيقولا» تتساءل أمه العجوز، لماذا ذهبتما إلى الغابة بالدراجات؟ ولماذا لم تسلكا الطريق العاديّ؟، وكان واضحًا من تلك الأسئلة أنها تنظر إلى ستيفان نظرةً فوقية، أو تلومه عما حدث لابنها، ولكن ستيفان لم يجب على أسئلتها واعتبرها نوعًا من تبعات إحساسها بالحزن الشديد، ولكنه يكتشف أيضًا أن نيقولا كان يعاني من مشاكل صحيةً.

وكان من المفترض أن يجري جراحةً في قلبه! وتتوالى المفاجآت، التي يقدمها الفيلم في 9 مقاطع مختلفة، كل منها يعتبر خبطةً جديدةً في رأس ستيفان الذي كان في صداقةٍ مع نيقولا دامت لأكثر من 30 عامًا، ثم اكتشف بعد موته وكأنه لم يكن يعرفه على الإطلاق!.

وتعد كلمة "زافيرا" ذات أصول لاتينية تعني التبعات، أو الأزمات التي تواجهك بعد حدوث موقف لم يكن في الحسبان، تطلب محاسبة الشركة من ستيفان أن يتولى إدارتها، ومحاولة حل المشاكل المتراكمة التي تم اكتشافها بعد وفاة نيقولا، وأهمها تدبير المستحقات المالية للعمال، وإقناع البنوك بتأجيل الديون، وكوارث أخرى، لم يكن ستيفان يعلم عنها شيئًا.

ويعتمد سيناريو الفيلم على الصراع الداخلي للشخصية المحورية؛ فهو واقع بين مشاعر متضاربة، بين وفائه لصديقه الراحل وبين غضبه لأن هذا الصديق قد أخفى عنه حقائق كان يجدر به أن يعرفها، أكثرها إيلامًا، سحابة الشكّ، التي فرضت نفسها، وجعلت ستيفان، يعتقد أن صديقه الراحل نيقولا كان على علاقه بزوجته، وهو الأمر الذي زلزل كيانه، ومع ذلك حاول الاحتفاظ بهدوئه حتى ينجلي الأمر ويتبين الحقيقة.

ومن أقوى مشاهد الفيلم، مواجهة ستيفان لزوجته عن حقيقة علاقتها بنيقولا، حيث يبدأ المشهد وهي تجلس جواره في السيارة، وتلحظ عليه بعض الشرود والإعراض عنها، تلحّ عليه في السؤال ولم يتجاهلها بشكل واضح، تفتح باب السيارة وتخرج وتسير بعيدًا عدة خطوات، ينزل خلفها بينما تستمر الكاميرا داخل السيارة تتابعهما عن بعد، دون أن نتمكن من سماع الحوار.

ولكن يبدو أثره من تغير ملامح وجهها وحركة يديها وابتعادها عنه وكمّ الغضب الذي يعتريها، ثم يعودان للسيارة، فتجلس في المقعد الخلفي، يقترب منها فتصفعه وترتمي في حضنه، وهى تبكي، ولكن السيناريو لم يقدم إجابةً شافيةً، إن كانت زوجة ستيفان، على علاقة بصديقه الراحل أم لا؟.

ولم يستخدم الفيلم الموسيقى التصويرية إلا في أضيق الحدود، حتى تكاد لا تشعر بها، إلا في تترات النهاية، إيقاع الفيلم هادئ يخدم الحالة النفسية التي كان عليها ستيفان قبل وبعد اكتشافه تلك المساحات الغريبة عن شخصية صديقه وشريكه الراحل، العلاقات العائلية التي كانت قد ظهرت في البداية قوية مترابطة، أصبحت تشبه عقدًا انفرطت حباته، تبدو قصة الفيلم وكأنها دراما اجتماعية، مغلقة على شخصياتها المحدودة.

وبتتابع الأحداث، يمنحك السيناريو مسحًا لحال رومانيا من الناحيتين السياسية والاقتصادية، دون أن يقحم ذلك على الحدث الرئيسي، فمن خلال راديو السيارة تستمع إلى البرامج الصباحية ولعرضٍ للأخبار اليومية وتعليقٍ عليها من متخصصين، الممثل «دوريان بوجوتا» الذي قدم شخصية ستيفان، التزم بالهدوء الخارجي الشديد في مواجهة الحقائق المفزعة التي بدأت تتكشف أمامه الواحدة بعد الأخرى، وكأنه لوحة نيشان تستقبل السهام في صمت ودون أن تئن، ومع ذلك يمكن أن تشعر بكم الغضب المكتوم داخله.

أما أهم الأدوار التي نسجها السيناريو، فكان للممثلة العجوز التي قدمت شخصية والدة نيقولا، وهى سيدة متسلطة متحجرة المشاعر، تشعر بتفوق على الآخرين، ولا تتردد في توجيه الإهانات لهم، أما والدة ستيفان فهي على العكس من ذلك، فهي حنونةٌ، متفهمةٌ لأبعاد شخصية ابنها، وتدرك أنه يتحامل على نفسه، ولا يفصح أبدًا عما يعانيه من أزمات، تباين تركيبة الشخصيات وتنوعها يحدث ثراء فى الحدث ويحقق للفيلم درجةً واضحةً من التميز.

يشا إلى أن الفيلم زافيرا هو الفيلم الخامس في قائمة أعمال المخرج «أندريه جروزينيكي، ومن بين أعماله التي أحدثت صدى في المحافل السينمائية «الهروب»، وإيرين الأخرى، وقد حصل عنها على جوائز من مهرجانات محلية في رومانيا، وقد اعتاد تقديم موضوعات إنسانية واجتماعية يتخللها رصد لحال المجتمع والتغيرات التي يمر بها وأثر ذلك على المواطن الروماني.

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

 

####

 

بطل «أبو ليلى»: الفيلم يعالج فكرة الخوف عند الإنسان ولا يتناول الإرهاب كموضوع

محمود عبدالحكيم

قال بطل فيلم «أبو ليلى»، سليمان بنواري، في الندوة التي أعقبت عرض الفيلم، إن الشخصية التي جسدها كانت عبارة عن مجموعة من الأفكار المتحركة، حيث حاول العمل على تقديم طرح مغاير لما اعتاد الجمهور أن يراه، أو بمعنى أدق الكلاشيهات المعتادة عن العشرية السوداء التي تناولتها السينما عن الثورة الجزائرية، ليكون هذا العمل أبعد من سطحية الموضوع، وذهب إلى عمق الإنسان ليتحدث عن العنف داخل الإنسان.

وأضاف أن فكرة العنف أمر متأصل في العقل البشري، وهو ما أشار إليه الفيلم الذي لا يتناول الإرهاب كموضوع، لكنه يعالج فكرة الخوف عند الإنسان، وأن الإنسان حتى يثبت رجولته لابد أن يلجأ إلى العنف وهذا أحد الموضوعات المطروحة بالفيلم ليخرج من موضوع الإرهاب كشيء تقليدي إلى فكرة أوسع وأعمق.

وأوضح أن هذا العنف يبدأ منذ الصغر، وهو ما استعان به المخرج من خلال بعض المشاهد، مثل مشاركة الأطفال في ذبح الشاة وتأثير ذلك على التكوين بعد الكبر، فالقوة والعنف التي نزرعها طوال الوقت تشكل مخزونا وموروثا ثقافيا كبيرا لدى الكثير، مشيرا إلى أنه حاول استدعاء جزء من ذكرياته حول هذه الفترة والتي لا يزال يتذكرها حتى هذا اليوم، وهو إحساس الخوف الذي كان يلازم كل جزائري، وهو ما استحضر كل ما يترسب داخل ذاكرتي؛ حيث رأيت العديد من الحوادث التي لا داعي لذكرها.

وأشار إلى أنه كانت هناك صعوبة في أداء بعض مشاهد العنف والدماء، وهو أمر صعب على أي ممثل، لكنه بدأ التحدي من نفسه وهو تحدي مخاوفه، مؤكدا أن العمل كان ممتعا، فرغم أنه ممثل مسرحي بالدرجة الأولى وليس لديه تجارب سينمائية سوى 5 أفلام فقط، لكنه لأول مرة يؤدي عملا سينمائيا وينتابه إحساس متعة الممثل المسرحي على خشبة المسرح، واستمتع بكل المشاهد رغم صعوبتها وكأنه يؤدي دورا مسرحيا.

وأكد أنه في تجسيد هذا الدور حرص على الابتعاد عن كل ما هو معتاد مشاهدته في الأفلام، وقرر تناول الشخصية بشكل بسيط؛ حيث اعتمد على لوحة مزج الألوان، فكان انعكاسا واضحا لكتلة العاطفة والمشاعر الداخلية، لكن في الشكل الخارجي كان هناك غموض في الشخصية.

ولفت إلى أن الفيلم استغرق تصويره 8 أسابيع، بينما استمر المخرج في العمل على الفيلم لمدة 5 سنوات.

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

 

####

 

صاحبة فكرة معرض «القاهرة أحبك» تكشف كواليس التحضير والتحديات

هالة أبو شامة

«القاهرة.. أحبك» هو عنوان المعرض الذي تم افتتاحه بسينما الهناجر في دار الأوبرا خلال فعاليات الدورة الـ41 لمهرجان القاهرة السينمائي الذي يُقام في الفترة من 20 وحتى 29 نوفمبر الحالي، وبمجرد دخولك إلى المكان، سرعان ما تشعر وكأنك سافرت بآلة الزمن سنوات طويلة للخلف، حيث القاهرة القديمة في بدايات القرن الماضي.

يسلط المعرض الضوء على كلاسيكيات السينما المصرية التي وثقت في مشاهدها أبرز وأشهر معالم القاهرة وقتذاك، إذ يتيح للزائر فرصة زيارتها من خلال ممر قصير صُمم على هيئة شارع يحتوي على نماذج مُصغرة لهذه الأماكن، مثل سينما راديو، ودار الأوبرا المصرية القديمة، وسينما ميامي، وكوبري قصر النيل، وجروبي، بالإضافة إلى تمثال طلعت حرب، الذي وضع في بداية هذا الشارع، وتم دمجه ببعض المؤثرات الصوتية ليبدو وكأنه يعج بالروح.

كما يسمح المعرض للزوار بمشاهدة الأفلام الكلاسيكية في مواقع تصويرها، من خلال تقنية التعرف الجغرافي، التي تتم بواسطة تطبيق مهرجان القاهرة السينمائي، والذي يمكن تنزيله على جميع الهواتف الذكية.

وعن كواليس التحضير للمعرض والتحديات التي واجهت منفذيه، تحدثت نانسي علي، صاحبة الفكرة والمسئولة عن تنفيذها، إلى نشرة المهرجان.

قالت نانسي علي إن السينما المصرية لها جذور عريقة وتعتبر من أقدم السينمات في الوطن العربي، ولذلك حرصت على أن تُنعش ذاكرة المشاهد بعرض الأماكن الهامة التي تم تأريخها من خلال كلاسيكيات القرن الماضي، لافتة إلى أنها أطلقت تطبيقا يعمل على عرض لقطات الأفلام التي تم تصويرها في الأماكن التي تم تحديدها في الخريطة الخاصة بالتطبيق نفسه، مشيرة إلى أنه يحتوي على لقطات لـ80 فيلما، لكنه لن يعمل إلا خلال فترة المهرجان، موضحة أن هذا الأمر يرجع لحقوق نشر، ولذلك فمن الصعب أن يستمر في باقي الأيام.

وأضافت أنها عملت منذ فبراير الماضي على تجميع كم هائل من لقطات الأفلام القديمة، وبدأت التحضير للمعرض منذ يونيو الماضي، إلا أنها وجدت في البداية صعوبة كبيرة في تنفيذ فكرتها الأساسية، وهي تخصيص أتوبيسات مُتنقلة ومُزودة بشاشات عرض كبيرة تعمل على جعل الراكب يشاهد الشوارع وكأنه يسير فيها خلال فترة العشرينيات من القرن الماضي، إلا أن هذه الفكرة بائت بالفشل بسبب صعوبة الحصول على هذه الشاشات، التي لابد من استيرادها من الخارج بمواصفات معينة، مما يجعلها باهظة الثمن جدًا، وبشكل مبالغ فيه.

في السياق نفسه، قالت إن الصعوبة التي واجهتها في تنفيذ فكرة الأتوبيسات دفعتها لفكرة أخرى وهي عمل المعرض بالهناجر، معلقة: «قولت نعمل ديكور ونجيب القاهرة جوه الهناجر»، إلا أن العقبة التي وقفت في طريقها حينها هي الحقوق الخاصة بالأفلام والصور التي تريد عرضها، وتم التغلب عليها بفضل التعاون مع عدة شركات ومؤسسات مثل روتانا للصوتيات والمرئيات، و«watch It»، وشركة الإسماعيلية للاستثمار العقاري، التي ساهمت في تطوير «سينما راديو».

وأكدت أنها واجهت العديد من الصعوبات منها حقوق النشر الخاصة بالصور والأفلام، التي أرادت عرضها بالمعرض، مما دفعها لعمل تعاون مع مهرجان القاهرة السينمائي.

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

 

####

 

بين الجنة والأرض.. المشقة في قلبي لا في الطريق

صفاء الليثي:

امرأة ورجل بسيارة مرسيدس عتيقة، هي معها جواز سفر إسرائيلي وهو معه تصريح، كشرقي يريد القيادة وهي تجد أنه أفضل لهما أمنيًّا، "أنا باسوق"، يصلان بعد توقيف ثم سماح بالعبور إلى حيث المحكمة لتوثيق الطلاق، القضية رقم 67، هل سيكون هناك دلالة للرقم؟ نعم سنتأكد لأنهما بعد الرحلة للحصول على وثيقة مطلوبة بعنوان والد الزوج ستكون القضية رقم 48.

في عودة لأصل الحكاية والشأن الفلسطيني بدون حل. الموثق يسأل تامر أم تمير؟ سيكون تحت اسم الأب ولد آخر بتاريخ ميلاد آخر تمير، يصلان إليه، هي وحدها لتقابل الوالدة هاجر جلعادي في البيت القديم بالخليل، يدعوها على شاي، صفارة أبريق الشاي مؤشر دالّ على الشعور بالخطر، هي آمنة، هو من يشعر بالخطر يراقب بكاميرا موصولة بجهاز كومبيوتر، خوف السارق لبيت ليس صاحبه، يبلغ عنهما، يحتجزان وهي ترفض الإجابة على سؤال بخصوص ديانتها، رغم كل شيء هناك قوانين ولا يصح الاحتجاز دون اتهام محدّد لأكثر من 24 ساعة، تصل أمها سيدة أنيقة تصحبهما إلى منزل أسرتها حيث الوالد البرجوازي المثقف.

من التحقيق نفهم أن منزل تمير كان للعرب وسكنه الإسرائيلي، دون مباشرة نفهم سبب خوف تمير، وغلقه الباب بعدّة تكات والتصوير لكل من يقترب من البيت، عمارة فريدة بأحجار وسلالم حجرية، ستصور المخرجة كلّ ما يعكس أصالةً كانت للعرب واحتلها الإسرائيليون. أزقة ومتاجر ومقهى يجلس صامتًا به عربي بحطّته الفلسطينية علامة على المكان. نعود للأحداث في بيتها تعد الأم طعامًا وتحاور زوج ابنتها تعاتبه لعدم زيارتهم طوال الخمس سنوات، مظهرها عصريّ ولكن تفكيرها تقليديّ تسألهما عن ولد تنتظره هي والأب، جد وجدة مشتاقان. يحصل من الوالد عن معلومات تخص والده واسم لشخص يتصل به، أموج. هو ووالده وأموج تزاملوا في حزب يساريّ ولديه معلومات غير دقيقة عن والده، يعرفها أموج.

في السيارة، سلمى منزعجة لا يعجبها حال أبيها المنسحب من الحياة، وأمها التي تركت الحديث معها لتعدّ كيكة لهما للطريق. هو مندهش، على الأقل لديك والد تعرفين مكانه، يصحب الطريق أغنية من السيارة صوت سعاد ماسي المفضل لدى المخرجة وكلمات "سلام، وأنا هامشي من سكات، وباودع أملي فيك، يا حلم ودعني" مع مشاهد لليل يستمرالغناء. "أنا تقريبًا مشيت، أشوف وشك بخير"، يصلان إلى طريق رأس النافورة، تامر يتذكر لمحات من طفولته، والده والأم ونافذة عليها قضبان حديد، توقفهما سورية معها بندقية، تسأل سلمى، بعدما حلّ سوء التفاهم "أدّيش إحنا بعاد عن سوريا، ترد السورية بحماس: إحنا هون بسوريا لو فينا -قدرنا- ساعة مشي كنا بأحسن مطعم بدمشق، فكروا إن الشريط اللي حطوه بيناتنا راح يحميهم، ويمكن ينسينا أصلنا" تمنحهما طعامًا ومبيتًا حتى الصباح ويواصلان بالسيارة.

يكادا يصدمان سيارة تتعطل، بها سائحان فرنسيان، يطلب منهما اصطحابه لأقرب محطة بنزين، تقول سلمى: "نحن فلسطينيان ممنوع علينا اصطحاب الإسرائيليين"، يرد لحسن الحظ "نحن يهود ولسنا إسرائيليين". الكلمات الدالة التي تضعها المخرجة المؤلفة على لسان أبطالها ليست عفوية ولكنها مقصودة لشرح وجهة نظرها بوضوح. المرأة منزعجة من العرب وهو يهدئها بقبلة فرنسية، تامر يزعق بهما: "خلصونا ورانا طلاق بدنا نلحقه"، هناك أيضًا حسّ فكاهيّ وسخرية من موقف وضع تامر فيه. ينزل الفرنسيان ويتوهان إلى مقبرة يلتقيان فيها بصوفيّ، يصلون إلى منطقة شعبية حيث يهود متعصبون يصفونهم بالقردة ويتعاركون.

عجوز يفض "العاركة" ويشير لهم على طريق أموج، إلى مقهى حيث أموج ويتبين أنه يهودي عراقي يعرف أم تامر هاجر جلعادي ولكنها اختفت، يشير إلى عملها بالمخابرات وإلى ابنها الذي أخذوه منها بالمستشفى. وأبوه غسان هجار الكاتب الذي قتل ببيروت، الفلاش باك الذي يظهر لتامر يؤكد أنه كطفل شاهد قتل أبيه وأمه من غرباء اقتحموا البيت. مشهد رقيق الطفل يحاول إلباس أمه حذاءها المخلوع بجوار جثتها وكأنه يحضها على النهوض. والطفل بشعره الأسود يشبه تامر في اختيار موفق من المخرجة.

هما حائران والسيارة تسير في نفق مظلم قبل الوصول إلى شاطئ البحر، تصور النجار كل مشهد في مكان يلقي بظلاله على مشاعرهما لحظتها، كل شيء مدروس وليست مجرد رحلة بلا هدف.

يصلان إلى شاطئ ويتعاتبان، ومكان للمبيت كقرى بساطة التي أقامها اليهود أثناء احتلال سيناء، أماكن بسيطة للمبيت ثم يحضران الحفل مع الصوفي الذي ينير طريقها بكلماته، وحديث عن العشق تنتبه إليه. يكون عليها إصلاح السيارة وهو يستقل سيارة نصف نقل مع مجموعة تودع عروسين، الغناء مختفٍ، وتضع النجار موسيقى ناعمة بدلًا من التصفيق والغناء، هل كان اختيارًا فنيًّا أم لضعف التسجيل في الطريق العام؟ هي مقلة جدًا في استخدام الموسيقى من خارج الصورة وتستخدم مؤثرات المكان بطريقة تعبيرية.

يصل تامر إلى هاجر في بيت رعاية وقد فقدت الذاكرة، صامتة تمامًا، الممرضة تحكي له أن ابنها يزورها وكانوا أخذوه منها بعد ولادته وأعطوه لأسرة من الأشكيناز، تامر مندهش تودعه وتعطيه ورقة جريدة عن خبر استشهاد والده، عند خروجه يقابل الابن تمير العدواني يوبخه، لماذا لا تتركها في سلام، ليست أمك ولا يمكن أن نكون أخوين، يعطيه اسمًا يصل إلى كنيسة حيث قبر الوالد ونصب تذكاري به شكر لوالده الذي أنقذ الكثيرين. يعود تامر محبطًا تأكد من اسم والده وعنوانه الأخير، يصلان إلى المحكمة يعلن عن رقم 48 ولكنهما لا يتقدمان، لا يتحركان وكأنهما أدركا عبث الانفصال.

شتات فلسطينيّ وضحيّة سوريّة قوية ومتماسكة، ومعتدٍ إسرائيلي على الوطن والدار، أوضاع عبّرت عنها النجار في رحلة الطلاق الذي لم يحدث ويبقى الوضع قاسيًا على فلسطيني ببطاقة خضراء، وفلسطينية من عرب الداخل لديها هوية إسرائيلية رفضت الإفصاح عن ديانتها، يحمل والدها اسمًا يمكن أن يكون لمسلم أو لمسيحي، فاروق عيسى، وتامر نفسه هل دفن والده في مقابر المسيحيين يعني مسيحيته؟! تطرح النجار كثيرًا من الأسئلة ولا تجيب عليها بشكل قاطع، يقول المخرج السوري الكبير محمد ملص: السينما لا تعطي إجابات، فقط تطرح الأسئلة.

الفيلم في قالب رحلة في سينما بسيطة، تشاغبنا بسؤال هل تامر وتمير أخوان من أم واحدة؟ هاجر جلعادي اليهودية العراقية الشيوعية، وكأنها بدون مباشرة تدعو إلى دولة علمانية لا تمييز فيها بين المواطنين بسبب الدين. "بين السماء والأرض" نموذج جيد لسينما المؤلف المهتمة بقضيتها العامة والمنعكسة على مشكلتها الخاصة.

قالب فيلم الطريق يناسب تمامًا فكرة صاغتها نجوى نجار بشكل مركب عن علاقة حب بين اثنين على حافة الطلاق مع الورطة التي يعيشها كلّ فلسطينيّ سواء كان في الضفة الغربية أو الشرقية، سواء كان معه هوية إسرائيلية أو تصريح فقط مع معاملته كإرهابيّ محتمل. تتمسّك البطلة بعدم الرد على سؤال حول ديانتها وهو إعلان موقف نجحت فيه النجار من خلال اتخاذها البطلة واجهة للتعبير عن كل أفكارها الرافضة للهوية على أساس دينيّ.

بدت الفلسطينية مثقفة جميلة، ملابسها غير متزمتة، تقود سيارتها، ككل فتاة عربية تهرب من إلحاح أمها للسؤال عن الطفل ومتى ينجبان طفلًا يفرح به الجدة والجد. وسط المشكلة الكبرى التي ظهرت عند الرغبة في الحصول على وثيقة طلاق تعبير عن مشاكل الفتاة في مجتمع عربي والتنميط الذي يضعها فيه الجميع، الأسرة والأهل والجيران. أظهرت النجار البوليس النسائي الإسرائيلي متعجرفًا وغبيًّا وأصرت على عدم تحقيق طلبهم حول معرفة ديانتها، كما أظهرت الشاب الإسرائيليّ خائفًا يغلق باب البيت بعدد من تكّات المفتاح في مقابل جسارتها ومحاولة حلّ أزمة هوية زوجها. إنها ليست رحلة طلاق ولكن رحلة بحث عن الهوية والتأكيد على أن هذه ديارنا، بيوتنا وذاكرتنا.

من اسم الممثلة اعتقدت أنها يهودية. أثناء البحث عن معلومات عن الفيلم وصنّاعه عرفت أن الممثلة لويز حاييم ممثلة فرنسية فلمنكية ومترجمة ومخرجة. عملت كمدرس لغة سابق ومسؤول حماية عن طلبات اللجوء، وبدأت مسيرتها المهنية في المسرح عام 2007 وانضمت إلى السينما في عام 2011. وقد شاركت في إنتاجات دولية في فرنسا وألمانيا وإيران وفلسطين. أربع لغات: اللغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والإيطالية، سافرت في 50 دولة وتتعلم اللهجات الفلسطينية والمغربية. هنا تجيد العربية والعبرية بطلاقة مكّنتها من تخطي حواجز والتعامل مع كل الأطراف بكياسة. عمومًا تخوض نجوى نجار حقل ألغام في فيلمها حيث سار البحث عن احتمال كبير أن يكون اليهودي والمسلم من أم واحدة عراقية يهودية شيوعية.

بداية البحث بلقاء مع صديق لوالد الزوجة ويعرف والده وأمه ولكن عند الاستمرار في البحث يتبين أن والد الزوج مسيحي مناضل وقبره بجوار كنيسة في رام الله. نعود إلى الخلف لنتتبع صاحبة الباسبور الإسرائيلي وزوجه الفلسطيني ومعه تصريح فقط 73 ساعة، يريدان الحصول على وثيقة طلاق. الرحلة تحولت إلى بحث في الجذور وإلى التأكد من عدم وجود دافع قويّ للطلاق فتتحول إلى رحلة مصالحة وتفاهم وتراجع عن الانفصال.

الأم اليهودية العراقية، يحيلنا إلى فيلم "انس بغداد" وقوة اليهود الشيوعيين العراقيين، أين هم الآن، هناك شتات نلمس وجوده ضمنيًّا، ومأساة حول فشل مشروعهم الأمميّ الذي يتخطى حدود القوميات والأديان.

نجوى نجار مخرجة ومؤلفة فلسطينية، ولدت في العاصمة الأمريكية واشنطن 31 يوليو 1973، ودرست هناك السينما، وبدأت مسيرتها الفنية بإخراج الإعلانات التجارية، ثم اتجهت للأفلام الوثائقية والقصيرة خاصة بعد انتقالها للعيش في مدينة القدس، وكانت أول أفلامها القصيرة فيلم (نعيم ووديعة) عام 1999، لتتوالى أعمالها بعد ذلك والتي من أبرزها (المرّ والرمان، عيون الحرامية).

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

 

####

 

حلقة نقاشية تتناول قوة الحكي في السينما والدراما التلفزيونية بالقاهرة السينمائي

هالة أبو شامة

وصفت المخرجة كاملة أبو زكري، الأوضاع السيئة التي تمر بها المرأة في الوقت الحالي بشكل عام بـ«وضع المرأة هو نتيجة ورد فعل لوضع الرجل».

زأبو خلال الحلقة النقاشية بعنوان «قوة الحكي في تناول السينما والدراما التلفزيونية المصرية للعنف القائم على النوع»، التي أقيمت أمس، ضمن النسخة الثانية من منصة أيام القاهرة لصناعة السينما، على هامش فعاليات الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائي، أنها لا تحب الفصل بين أحوال الرجل والمرأة، مؤكدة أن الحالة النفسية لدى الطرفين تنعكس على الآخر سواء بالإيجاب أو السلب.

وأضافت أن المشاكل الكثيرة التي يعاني منها الوطن العربي تعمل على تدهور أحوال المرأة بشكل عام، مما أفقد المجتمع بعض الصفات الجميلة التي كان يتحلى بها قديمًا مثل الشهامة في الدفاع عن المرأة التي تتعرض للتحرش اللفظي والجسدي.

وأكدت أن الفتاة التي تتعرض لمثل هذه المواقف في الوقت الحالي، يتم إلقاء اللوم عليها وإدانتها بدلاً من معاقبة المذنب في حقها، معلقة: «احنا واصلين لمستوى صعب أوي»، مشيرة إلى أن الدولة يجب أن تعمل على توعية مواطنيها في المدارس والشوارع تجاه هذه المساوئ.

كما تحدثت عن تجربتها الشخصية في مجال الإخراج، وقالت إنها لن تستطيع التحدث عن أي عوائق قابلتها منذ أن بدأت عملها في سن صغيرة، أو أن أي اختلاف بينها وبين باقي المخرجين ومساعديهم في مواقع التصوير، وذلك لأن المجتهد والصادق فقط هو من ينجح في النهاية، سواء كان رجلاً أو امرأة خاصة في مجال السينما.

وأشارت إلى أن المشكلة الحقيقية التي من الممكن أن تواجه الرجل أو المرأة في مجالها هي صناعة أعمال حقيقية وصادقة في وقت أصبح السائد فيه هو الاهتمام بصناعة أفلام لا تحبها، على حد وصفها.

على صعيد آخر، أرادت الفنانة سارة عبد الرحمن، بطلة صندوق الأمم المتحدة للسكان، أن تُبرز خلال كلمتها وضع المرأة في صناعة السينما، حيث عقدت مقارنة أوضحت فيها الفرق بين الأدوار التي تحصل عليها المرأة في كل من السينما والتلفزيون.

وأكدت أن السينما لم تعد تعطي للمرأة أدوارًا كافية، في حين أنها تتواجد بقوة في الأعمال الدرامية، إذ تم الاستعانة مؤخرًا بعدد كبير من البطلات والمخرجات والمؤلفات في صناعة المسلسلات، وذكرت عدة أمثلة لبعض الأفلام المهمة التي كان لها تأثير كبير على المجتمع، منها «أريد حلاً» للفنانة فاتن حمامة، و»أنا حرة» وغيرها.

وأضافت أن الحل من وجهة نظرها هو الاهتمام بتناول قضايا المرأة والمجتمع بشكل أكبر في الأفلام والمسلسلات، وذلك لتأثيرهما القوي سواء بالإيجاب أو السلب

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

 

####

 

فيلم «ابتلاع» مستوحى من ذكريات مؤلمة

صفاء عبد الرازق

يقول مخرج فيلم «ساولو» إنه مستوحي من حكايات جدته... وإنه حدث في القرن الماضي، من خلال زواج غير سعيد، وكانت تسيطر على هذا الحزن بغسل يديها باستمرار، وتواجدها في مستشفي الأمراض العقلية وعلاجها بصدمات كهربائية باستخدام «الأنسولين»- هكذا تحدث المخرج الأمريكي كارلو مدرابيلا دايغيس، في ندوة أقيمت بعد عرض الفيلم بـ«مركز الإبداع» والمشارك في عروض منتصف الليل ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ41، وأدار الندوة أمل مجدي بحضور المخرج «كارلو ميرابيلا دايفيس».

وعبر المخرج أنه مغرم بعلم النفس والتفسيرات الكثيرة والأبحاث، واسترسل حديثه قائلا: إنه شاهد شخصا «بلع» بسهولة الأشياء الحادة وجذبه هذا النوع، لذلك قرر أن يزور طبيبا ليعرف أكثر عن هذا المرض، وأكد المخرج أن العقاب الذي حصلت عليه جدته كان شديد القسوة لمجرد أنها فشلت في شكل ونمط المجتمع الذي فرض هذا النوع على النساء آنذاك، لذلك قررت أن أولى أعمالي عن هذا المرض.

وسأل أحد الحاضرين عن اختيار شخصية «السوري» قال المخرج إنه: «محظوظ لاختياره، حيث قمت بتغير الشخصية من أجله، من شخص محارب إلي شخص لديه معاناة خاصة»، وكشف المخرج أنه قرر أن يظهر الشخصيات على خلاف دائم لحين الاعتراف بفكرة مرضها، لكن مع مرور الوقت يتفهم معاناتها وأنها تعاني من نوع مختلف من القمع.

واختتم حديثه قائلا: إن هذا المرض يصيب أكثر النساء الحوامل والأطفال وطبعا الرجال، لذلك اختار سيدة حامل في مرحلة الإجهاض وسيطرة فكرة الوسواس القهري والأشياء الصعبة، مما أكد أنه اكتشف أن لديه عنده وسواس قهري بالأشياء، وأن ضغوطات الحياة وحدها كفيلة باكتشاف المرض أو الهوس.

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

 

الشروق المصرية في

24.11.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004