كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

ghost tropic ... أن تكون طيفًا دافئًا فى مدارات باردة

أمل ممدوح

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الحادية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

نقلا عن نشرة مهرجان القاهرة السينمائي 41

حينما تكون وحيدًا تنهشك الذكرى، فلم تعد تعرف هل أنت هناك مع من ذهب أم أنك هنا مع من بقي، قد تصبح كائنًا شبحيًا على حافة الأشياء، لا يخص السماء ولا الأرض، زائر ومقيم، يهرب من الوقت لفمه حتى يبتلعه، وخديجة صارت هذا الكائن الشبحيّ الذي يحيا بين شهقة نهار وزفرة ليل متصلين، بطلة الفيلم البلجيكي «شبح مدار» للمخرج «باس ديفوس».

يبدأ الفيلم بداية موحية بطبيعته التأملية متمهلةً السرد، فلمدة دقائق يثبت الكادر على حجرة منزل بجوار نافذة مسدلة الستارة، لا شيء يتغير، سوى وقت يمر، نسمع أصوات الشارع الطبيعية خافتة، ولا تتغير سوى إضاءة الغرفة المنعكسة من النافذة، من نهار يتلاشى إلى غسق إلى ليل يشتد ظلامه تدريجيًّا، لتبدو غرفة شبحية الظلال، يتخلل ذلك صوت هامس لبطلة الفيلم.

يهيؤنا لسرد داخلي يعمل في الأعماق. خديجة امرأة في منتصف العمر من أصل عربيّ، عاملة تنظيف تعيش في بروكسل الباردة، ترتدي حجابًا، هذا ما يمكن أن نعرفه في لقطة ظهورها الأولى وما تلاها، ظهور صاخب الضحك مع زملاء عملها متحدثين جميعًا بالفرنسية، تكون آخر من يسكت بينهم، بمجرد ظهورها تتبعها الكاميرا، فترينا إياها أو ترينا ما ترى، كسرد ذاتي الزاوية، نتتبعها في حديثها وفي تنظيفها لمبنى عملها الواسع، وسط صمت متصل، تبدو ضائعة وسط الأماكن المتسعة عادة، تصور الكاميرا زوايا خاليةً حولها، في تتابع متكرر من الفوتومونتاج لهذا الخواء، بحركة سلسة هادئة، نتتبعها في مشاهد طويلة لا يحدث فيها شيء، ليبدو الزمن حيًّا، في بنية سردية تحتية، لا تحكي حكاية بل ما وراءها.

تركب خديجة المترو لتبدو وحدها في نهاية الليل، نتفقد الأماكن الخالية حولها، تكثر المقاعد الخالية التي تلتقطها الكاميرا، في عالم شتوي بارد، تغفو في عربة المترو في رحلتها الأخيرة لتصبح في طرف المدينة الآخر، بلا نقود ولا وسيلة عودة، ليأخذها هذا الخطأ لرحلة في عالم ليليّ، ربما سعت له في الحقيقة، فهي لا تبدو كمن يريد النجاة، لا نلمح قلقًا أو تلهفًا للعودة، بل تترك نفسها هائمة فيه كشبح، منساقةً لما تقابله، تسير في الشوارع، بألوان أضوائها المشبعة النابعة من الأشياء المحيطة.

تقابل شخصيات ليلية تندمج في حوارات معها ويندمجون بعد صمت، في جمل بوحٍ قصيرة، حيث الليل محفّز للبوح وهي أيضا ودودةٌ تبعث على الارتياح، تطل الموسيقى متسربةً خافتةً قليلةَ الظهور بينما تعمّ الأصوات الحية الخافتة لكائنات الليل البارد، تبدو متلكئة يبتلعها كل ما تراه، تشارك الآخرين، نظراتها تبدو متلصّصة على اللا شيء، حالات ومواقف متعددة تمر بها، تجسد على بساطتها مذاق الرحلة والمغامرة، بروح واقعية سحرية، تبدو طيفًا هائمًا دافئًا، ليقابل ذلك إضاءة حساسة تدمج بين إضاءة الليل الزرقاء بشحوبها البارد وبين أضواء حمراء دافئة، كحالة مدارية تنتقل بين طرفين تجمعها بالعالم حولها.

تفصح الصورة والحالة عن نفسها بحوار قليل وحالة ملمحة، فما نعرفه عن خديجة معلومات شحيحة عابرة، فسيناريو الفيلم غني الطبقات، نفهم وحدتها وأن زوجها مات من عشر سنوات ولديها ابن وابنة، لا تظهر منهما إلا الابنة في لقطات بعيدة، نرى ببغاء في قفص كبير متسع، ليروي أحدهم أنهم كانوا أربعة فمات ثلاثة وبقي وحيدًا، لتطل حالة الفقد تعكس وتكمل ما لم يصرح به السيناريو، تهتم بالوحيدين، من مرت بهم في الطريق، كرجل مشرّد مريض وكلبه، تتساءل عن مصيرهما، بلا ظهور مباشر لتأثير الحجاب أو أصلها العربي، لكن اختلافها البادي يبعث شعورًا بالترقب والتشكك، ليمر الوقت دون تطرق لذلك، لا حالة دفاعية مباشرة، لكننا نرى خديجة متعففة ذات كبرياء، لم تجد نقودًا في ماكينة الصرف لكن أجابت العامل بأن كل شيء على ما يرام.

نرى تواصلًا جيدًا مع الآخرين ومنهم، بلا تطرق لاختلاف، وحين تُصادف جارًا يبدو مرتابًا بها لمرورها عند منزل قديم، يحادثها متفاديًا النظر إليها، في تربص واستعلاء ضمني، سرعان ما يذوب مطمئنًا لها، فيعرض عليها العمل في منزلهم، لتعتذر بأنها لا تنظف الأماكن الخاصة. تمضي رحلتها التي تدور في ليلة واحدة دون أحداث كبيرة، لكنها كشفت عن عالمها الداخلي من خارجها، وعن ثقافات متفاعلة، لتنتهي بعودة خديجة وحيدة لمنزلها، ليبدو خلع حجابها كالتعرية الدرامية، فنلمس أعماقها الحزينة التي تفرّ منها في الخارج، لترتديه خارجة من جديد، كمن تسكب نفسها في الزمن لتتلاشى، في حالة من التعاقب المداري بسرد عذب وشاعري عميق، تأخذنا في ثنائيات حواف متضادة تتراوح بين طرفين، يتشابكان بلا فرار؛ حضور وشبحية، الذات والآخر، الحاضر والذكرى، طرفا مدينة، الدفء والبرد، الأزرق والأحمر، والليل والنهار، حيث تعود بنا النهاية لنقطة البداية معكوسة، بلقطة المنزل الخاوي، لكن بتدرج ضوئي من الليل إلى النهار، كتعاقب مستمر بلا فِكاك.

 

####

 

A Hidden Life نموذج للضمير السينمائى

خالد محمود

نقلا عن نشرة مهرجان القاهرة السينمائي 41

لا تزال القصص الإنسانية للحرب العالمية تفرض نفسها على صناع السينما الكبار، ومنهم المخرج والكاتب الكبير والرائع والموهوب تيرانس ماليك الذى شارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلمه الجديد «حياة خفية» A Hidden Life.

الذى يروى القصة الحقيقية لفرانز جاجر شتاتر، النمساوى الذى فرض عليه ضميره رفض المشاركة فى تدريبات عسكرية للمشاركة فى الحرب العالمية الثانية عندما استدعاه جيش هتلر للتدريبات، ورفض أن يقسم ولاءه لهتلر، أو لدعم المجهود الحربى بأى شكل من الأشكال، ودفع الثمن حياته عن طيب خاطر لموقفه ضد النازيين، الذين أظهرهم المخرج أشرارا قساة القلب، وكانت البداية عندما رفض فرانز أداء التحية الشهيرة لهتلر فى الطابور العسكرى، لينقل إلى السجن ويواجه أشد أنواع التعذيب.

عندما ترى النازيين أشرارا، فنادرا ما تكون هناك حاجة ماسة لتفسير معارضة أى شخص لهم.. فقط هناك نبض وسلوك إنسانى لعدم الوقوع فى ذلك الطرف المعادى للحياة، تلك هى الصورة البراقة التى قدمها المخرج على اتساعها فى سياق درامى محير، ويطرح تساؤلات طوال الوقت داخل المشاهد الذى يلمس المصير المظلم لبطلنا، فأحيانا تشعر أن قراره بالرفض يبدو خطأ لتجنب نهاية بالفناء، وأنه ربما ينجو ويعود سالما لأسرته، وأحيانا تنحاز لموقفه وتنتهج مبدأه إذا كنت كارها للانضمام لصفوف طغاة.

يبدأ الفيلم بمشهد استهلالى قوى يظهر فيه شريط الأخبار بالأبيض والأسود فى ذلك الوقت يصعد الفوهرر محييا الشعب ويسير نحو الحرب، ثم يستقر الفيلم فى منطقة رائعة فى شمال النمسا؛ حيث يعيش فرانز وزوجته «فاليرى باشنر» وطفلتاه وأمه والجميع يعمل يوميا بالزراعة والحصاد، فى جزء من جبال الألب وكم كانت الحياة هادئة بصورة كلاسيكية للحقول ونمط الحياة والتى رسمها ماليك بصحبة كاميرا مدير التصوير يورج، وذات صباح وفى موسم الحصاد تستلم الأسرة خطاب استدعاء فرانز لأول مرة من قبل الرايخ للتدريب العسكرى، فى عام 1940، وهنا تبدأ الأمور فى التعقد، ويبدى فرانز مخاوفه لقس المدينة «توبياس موريتى» عندما يذهب إليه طلبا للمساعدة، ليكتشف أن الكنيسة التى يحترمها أصبحت متواطئة فى جريمة «قتل الأبرياء» بعد أن يحذره القس بشدة من أنه قد يطلق عليه النار للاعتراض، ويقول له: «تضحياتك لن تفيد أحدا»، ويجادل فرانز القس، «إذا أعطانا الله الإرادة الحرة، فنحن مسئولون عما نفعله».

فرانز هو الرافض الوحيد لتلك المسألة، ويظل فى حالة صمت دون أن يخبر عائلته بنواياه، ويأخذه. العسكر، فى مشهد وداع رائع؛ حيث تمسك زوجته بيده وهو داخل قطار الترحيلات وتجرى مع القطار برصيف المحطة، فهى تدرك أن حياتها ستنقلب رأسا على عقب برحيله، وفى أول طابور يرفض أداء التحية العسكرية، ويلقى به فى السجن، ويحققوا معه ولم ينطق أو يغير موقفه تجاه الحرب والخدمة العسكرية حتى عندما علم أن هذه جريمة يعاقب عليها بالإعدام، وعلى مدى ثلاث ساعات بين شد وجذب لم يمنحه ماليك الفرصة لشرح تفكيره فى نظرية الرفض، بل وجعله صامتا معظم الوقت فى نهج وسرد سينمائى يخص مخرجنا نفسه، وكانت أنفاس المشاهدين فى انتظار لحظة حوار يعبر فيها فرانز لماذا يرفض، حتى عندما أتت زوجته فى محاولة من المسئولين العسكر إقناعه بتبرير موقفه. أو تغييره، لم يتكلم، لتدرك زوجته المصير ولم تضغط عليه فهى تحبه ولا تريد كسر مشاعره وجرح مبدأه وقراره.

وقد أدركنا سلوك فرانز شتاتر الحقيقى من وازع دينى وأخلاقى لرفضه الانضمام إلى فريق هتلر. وكذلك تردده الحاد فى مناقشة الأمر مع زوجته وعائلته، فقط أظهر اضطراباته الداخلية وشعوره بالوحدة. وهو فى السجن ونبذ الآخرين لزوجته. فى القرية.

فى كثير من اللحظات شعرنا أننا أمام فيلم ميلودراما صامت فى بنائه، وكأننا فى مواجهة قصة صراع داخلى مكثف، وبحلول عام 1943، كان لدى الرايخ ما يكفى من عناد الرجل وتم نقله إلى سجن عسكرى؛ حيث تنتظره المقصلة. ونرى فى مشهد صعب وقاسٍ وبعد الحكم بالإعدام يصور ماليك كيف يتم قطع الرءوس؛ حيث يقوم النازيون بتنظيف آلة القتل والأرضية من دماء من تم ليتم النداء على التالى، وكان الدور على فرانز جاجير شتاتر الذى أعلن البابا بنديكتوس أنه شهيد.

نحن هنا مرة أخرى فى مهرجان كان السينمائى؛ حيث يقدم تيرانس ماليك أفضل فيلم له منذ «شجرة الحياة»، طارحا. أسئلة صعبة حول الإيمان الشخصى فى عالم ضل طريقه بتلك الملحمة الدرامية كلغة ضمير سينمائى، فى فيلم حياة خفية لا توجد ساحات قتال ــ فقط حقول القمح ــ لا توجد أهوال فى معسكرات الاعتقال، ولا توجد غارات مثيرة فى منتصف الليل. لكننا لا نخطئ فى أن هذا فيلم حرب. إن المعركة التى تظهر هنا هى معركة داخلية بين مسيحى وضميره. العودة المفعمة بالحيوية من أحد مؤلفى السينما الكبار، تلك مسألة تثبت حق النزاهة الشخصية على الاشتراكية الوطنية، مع التركيز على القصة الحقيقية لرفض المزارع النمساوى فرانز ياجر شتاتر لأدولف هتلر ورفضه الخدمة فى ما يراه حربا غير عادلة.

يبدو ذلك وكأنه لوحة جمالية أكثر قوة من أحد المخرجين الذين يمكن أن تشعر بأن أحاسيسهم فى بعض الأحيان وكأنها محاكاة ساخرة لنفسه إذا وضع فى موقف البطل، دون التقليل من ملايين الأرواح التى فقدت خلال الحرب العالمية الثانية، فماليك يقدم دعوى لإعادة التفكير فى مخاطر هذا الصراع ــ أصداء يصعب تجاهلها فى السياسة المعاصرة ــ أو بعبارة أخرى فى مصير روح رجل واحد فى الساحة رفض ونبذ وسجن وأعدم فى النهاية بسبب قناعاته، وهو ما نجح فى أدائه القوى والعميق الممثل النمساوى أوجست ديها الذى كان يستحق أيضا جائزة التمثيل لكنها ذهبت لانطونيو بانديراس.

الفيلم الذى يشبه السيرة الذاتية يعيد ماليك إلى عالم السرد الخطى الأكثر تقليدية، لنماذج من حياة بشر، ويمكن اعتبارها استمرارا للمواضيع التى أثيرت فى عام 1998 مثلما. جاء بفيلمه المدهش فى التفكير «الخط الأحمر الرفيع»، والتى تناول ايضا اسئلة وجودية أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث ركز ماليك على مدى عدم ملاءمة مجموعة من المشاة الأمريكيين لدور القتال، مختلطا بمونولوجياتهم الداخلية ووجوههم الحائرة ومصيرهم وسط المعركة فى إشادة مأساوية بإهدار البراءة التى كانت فى الحرب. حتى وان كان فى «حياة خفية» صور القرار الاستباقى الذى يتخذه جندى واحد محتمل بعدم الخضوع لسفك الدماء.

ماليك الذى كتب السيناريو ايضا قدم اطول افلامه «٣ ساعات» تم تصويره فى عام 2016، استغرق عامين ونصف العام لاستكمال مونتاجه. وجاءت النتيجة مبهرة، سواء على الصعيد البصرى أو على مستوى الرؤية الإخراجية. فقد انطلق ممن تلك القصة الواقعية القاسية وعلى خلفية هذه القصة، اتخذ المخرج من الريف النمساوى، الذى منه هذا الجندى، معادلا موضوعيا لقيم الخير والتسامح، التى يعتقد بأنها راسخة بالسليقة فى الطبع البشرى، وأن الحضارة الغربية هى التى شوهت هذا الطبع وزرعت فيه بذور الشر. وهى الفكرة التى تشكل لازمة فى أعماله كافة، وبشكل أخص فى رائعتيه «حصاد السماء» و«شجرة الحياة».

ومع العلم أن الفيلم طويل (أكثر من 3 ساعات) وشاق للغاية، إذ يتطلب من المشاهد جهدا بصريا وفكريا، إلا أن الجمهور فى كان وقف فى طوابير طويلة لمتابعة كل عروض الفيلم، كما حظى بحفاوة نقدية كبيرة.

 

####

 

Us Among The Stones بين العائلة والتجربة الذاتية

دعاء محسن

نقلا عن نشرة مهرجان القاهرة السينمائي 41

تكرر هوود التجربة في فيلمها «نحن بين الصخور» مستعينة بطاقم عمل فيلمها السابق خلف الكاميرا، حيث مديرة التصوير أنيماري لين فيركو، والمنتيرة كلير برينجل ومصمم شريط الصوت الحائز على البافتا بن بيرد، لتقدم عملاً سينمائيًا يشكل مع سابقه وحده تعكس اهتمام المخرجة د. ر. هوود بالقصص الإنسانية التي تدور حول العائلة وأفرادها التي تنطوي شخصياتهم في ثناياها على تعقيدات أكثر ما تبدو عليه في ظاهرها، وهو الطابع السينمائيّ الذي حقّق بشكل عام للسينما البريطانية شخصيتَها المستقلة، حيث شخصيات من الحياة اليومية يصبح ما تكشفه الأحداث عن ماضيها أو عما يربطهم ببعضهم البعض من علاقات إنسانية هو العامل الذي يدفع دراما الفيلم للأمام ويحقق عنصر الجذب للمُشاهد.

يتناول فيلم «نحن بين الصخور» حكاية عائلة إنجليزية يجتمع أفرادها في المنزل الريفي لحضور عيد الميلاد الأخير للعجوز مريان الملازمة للفراش بسبب مرضها، بينما تدور أحداث الفيلم من وجهة نظر أوين، ابن مريان، الشاب الثلاثيني الذي يكشف ذلك اليوم عن طبيعته المثقلة بالهموم والأسباب وراء ذلك والتي تكشف عنها الأحداث شيئًا فشيئًا من خلال الحوارات التي تجمعه ببقية أفراد عائلته، فتظهر علاقته مضطربةً بشقيقه داني وكذلك حبيبته السابقة كارولين التي يتسبب حضورها في توتر أوين، بينما تظهر أكثر ألفةً مع والده ريتشارد، بعكس ما ستؤول إليه الأحداث بعد ذلك حيث حقيقة الحياة الصاخبة التي عاشتها ماريان في شبابها ومثلث الحب الذي سيجعل نسب أبنائها محلّ تساؤل.

الفيلم قد يكون تجربة ملهمة لصناع الأفلام المستقلة ودارسي السينما ممن يعملون على مشاريع أفلام بإمكانيات متواضعة، حيث المكان الواحد للأحداث والقصة البسيطة إلا أن كل ما فيها يُشير كونها صادقة وحقيقة، خاصة مع الاعتماد على الصور الفوتوغرافية من حياة البطل والتي جعلت الفيلم يتنقل ما بين الدراميّ والوثائقيّ في ظل التعليق الصوتيّ للبطل في الخلفية، الأمر الذي جعل من المونتاج أحد أفضل عناصر الفيلم، وهناك أيضًا التنوع في آلات التصوير التي استعملتها مديرة التصوير لين فيركو في تصوير المشاهد ما بين المتخصصة وكاميرا الموبايل إلى جانب نظام التصوير بالكاميرا المحمولة بالتوازي مع اللقطات الثابتة.

لكن ما يؤخذ على الفيلم هو الإيقاع البطيء - وهو ليس بالشيء السيّئ بشكل عام - إلا أنه افتقر إلى المعنى خلال أحداث الفيلم الذي يعاني بطله أزمة انتماء وتطارده رغبة الخروج من منزله الريفي ليخوض تجربته الخاصة، وهو المعنى الذي افتقر إلى التطوير خلال أحداث الفيلم، فيشير إليه أوين، البطل بداية الأحداث بشكل مباشر عند لقائه لشقيقه داني، ومرة أخرى من خلال التعليق الصوتي عند مغادرته لمنزل العائلة عند النهاية، ليمضي المُشاهد بقية أحداث الفيلم وهو يتعرض لمجموعة من المشاهد ربما أفادت مفهوم ترابط العائلة، وما تمثله الذكريات، وكيف كانت الأحداث في السابق مقارنة بالوقت الحالي، إلا أنها لم تخدم المعنى بشكل جيد، وهناك أيضًا حقيقة العلاقات المعقدة والمتشابكة بين أفراد العائلة والتي كشف عنها الفيلم في وقت متأخر من الحبكة، الأمر الذي كان ليُساهم في رفع إيقاع الأحداث؛ مع الأخذ في الاعتبار أن المشاهد الطويلة والإيقاع الهادئ هما تجربة محفوفة بالمخاطر.

لكن يُحسب لـ د. ر. هوود استخدامها لتنوع اللقطات والتنقل بين الثابتة والمهتزّة للتعبير عن الحالة المزاجية لشخصيات فيلمها والتعبير عن مدى ترابط أفراد تلك العائلة أو بعدهم عن بعضهم البعض، وتمتد تلك الحالة لتصنع نوعًا آخر من الترابط بين شخصيات الفيلم والجمهور خاصةً في اللحظات التي اعتمدت فيها هوود على اللقطات القريبة الثابتة والإضاءة الطبيعية للمكان وفي الغالب هي الضوء القادم من النافذة لتنعكس على وجوههم، وهناك أيضًا الأحاديث الجانبية التي كانت تدور بين شخصيات الفيلم في أماكن متفرقة من المنزل على غير هدى والتي أضفت على الحوار شيئًا من العفوية، ليأتي فيلم «نحن بين الصخور» لمخرجته د. ر. هوود تجربة تستحق الاهتمام.

 

####

 

منة شلبي في حوارها مع Variety:

أصبت بالاكتئاب مرات عديدة وهذا رأيي في العلاقة بين المخرج والممثل

مروة لبيب

"لو هجسد شخصية هدور ورا ماضيها.. هسأل 120 سؤال هواياتها إيه بتتكلم إزاي ، بتمشي إزاي لحد ما أقدر أتوحد معاها"، هكذا صرحت الفنانة منة شلبي خلال حوارها مع مجلة Variety على هامش تكريمها من مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ41.

أما عن مدى تقمص الدور فأكدت منة شلبي إنها كثيرا ما تعرضت للاكتئاب ومرت بحالة من التوحد مع أدوار بعينها لذا لجأت على إثرها لطبيب نفسي وحدث ذلك مرات عديدة، ولكن هل هناك شخصية جسدتها منة شلبي وكان من الصعب عليها فهم مفاتيحها؟

حاليا تؤدي منة شلبي شخصية لم تلعبها من قبل وتنتمي لعالم الدراما النفسية ، وأشارت إلى أن تلك الشخصية يصعب عليها فهمها لدرجة أنها وفي كل مرة تذهب فيها للتصوير تعتقد إنها تعرف الشخصية جيدا لكنها تكتشف عكس ذلك ، لافتة إلى أن هذا الأمر تكرر معها سابقا وكانت تكتشف الشخصية في آخر يوم تصوير وقالت مازحة " كنت أود أن أطلب من المخرج إعادة تجسيد الشخصية من جديد"، وفي نفس السياق قالت منة إنها لا تنظر إلى حجم الدور ولكن إلى مدى تأثيره في العمل وأن الصدق هو المفتاح الأساسي لأي شخصية ناجحة.

من وجهة نظر منة شلبي كيف يخلق المخرج أجواءا مريحة للفنان في موقع التصوير؟ قالت منة " عندما يكون هناك مخرج جيد ويوجد مشهد صعب وفي الوقت الذي يفكر فيه الفنان كيف سيؤديه يرشده المخرج مثلما يتعامل مع طفل صغير ويساعده ويجعله أهدى بكثير.. وكان بالطبع لبداياتي مع محمد خان ورضوان الكاشف تأثير السحر من هذه الناحية فهم يختارون موضوعاتهم وكانوا الأفضل ، لذا كنت محظوظة للغاية"، مضيفة أن المخرج دائما لابد أن يكون له الكلمة الأولى والأخيرة في العمل حتى إذا كان لدى الممثل قناعات معينة.

وأكدت منة شلبي على أن الممثل لابد أن تجمعه علاقة جيدة بالمخرج والكاتب وباقي طاقم العمل كفريق واحد، فالمخرج دوره التوجيه وتحويل السيناريو المكتوب إلى واقع أمام الشاشة بمساعدة جميع أفراد العمل وفي حال لم يكن هناك انسجاما بين فريق العمل سيظهر ذلك بوضوح على الشاشة.

وقالت منة إنها تفضل العمل مع المخرجة المرأة فهي تشعر بقضاياها أكثر من الرجل كما إنها تترجم مشاعرها بشكل أدق من الرجل، على سبيل المثال ما حدث مع هالة خليل في فيلم "نوارة" الذي حصدت فيه منة شلبي العديد من الجوائز

أما عن علاقة الممثل بمدير التصوير فقالت منة إن مدير التصوير بمثابة مرآة للممثل ترى العيوب أمام الكاميرا كما يوجهه للتحركات التي يتطلبها الدور وهذا ما يجعله يركز أكثر في الشخصية التي يجسدها.

وأشارت منة شلبي إلى أن الثقة مهمة للغاية بين الممثل وفريق العمل وقالت "الأمر بمثابة أن تكون عاريا أمام المخرج وليس بالمعنى الحرفي للكلمة بل يعني أن تكون أدواتك مكشوفة أمام المخرج". مضيفة أن الممثل لو ظل وحيدا بلا مساعدة سيؤثر الأمر عليه بالسلب.

وألمحت منة إلى أنها تفضل العمل مع مخرج تعاونت معه من قبل كي يكون التواصل أسهل بكثير وقالت" أنا بفهمه من عنيه لو مبسوط هعرف إنما لو حد أول مرة اشتغل معاه هبذل مجهود عشان أعرف هو مبسوط من الأداء ولا لا".

 

موقع "في الفن" في

23.11.2019

 
 
 
 
 

المهرجان يخترق حواجز الخوف والرسمية والعزلة

طارق الشناوي

تفصيلة صغيرة جدًّا لم، وربما لن تستوقف أحدًا.. الوزيرة الفنانة د. إيناس عبدالدايم تواجدت ليلة افتتاح المهرجان فى مهمة رسمية خارج الحدود، فلم تفعل مثلما تعودنا وتسند المهمة إلى وكيل أول وزارة الثقافة، قررت أن تحطم حاجز (البروتوكول) وأسندت إلى محمد حفظى إلقاء كلمتها القصيرة، لتصل الرسالة، وهى أن المهرجان يتحرر من تلك القيود الشكلية التى تناصب العداء لكل خروج عن السائد.

تلك كانت الرسالة الأولى.. العرض الذى قدمه خالد الصاوى بحضوره اللافت والعميق هو الرسالة الثانية.. أظنها وصلت.. نعلم أن الفنان المصرى يعانى فى الأعوام الأخيرة، وعبر(السوشيال ميديا) يكتبون رسائل تُشير لمأساوية الحالة، بينما خالد على المسرح فعلها، وتحت مظلة الدولة ومن خلال قناة تشكل داخل معادلة الإنتاج الدرامى الحالى ضلعًا حيويًّا، أمسك بالموبايل وكأنه يتلقى (أوردر) بالمشاركة فى عمل فنى وعليه التوقيع و(إلا).

باح خالد بالكثير، وهذا يعنى برسالة لا تحتمل التأويل أن هناك ضوءًا أخضر بالإعلان، ومن الممكن أن يفسر المشاهد أمام التليفزيون أن تلك الإشارة له أيضا، فلا يمكن تصور أن العرض لم توافق عليه قبل السماح بتداوله عيون رقابية، وهكذا حطم المهرجان حاجز الخوف.

حاجز ثالث اخترقه المهرجان على استحياء هذه المرة، مجرد طرقات خفيفة على الباب، وهى عزلة الجمهور عن الحضور، شاهدنا الطوابير ممتدة أمام شباك التذاكر فى دار الأوبرا.. وتلك النقطة المحورية سنعود إليها بشىء من التفصيل. لنُكمل أولًا حفل الافتتاح.

التقط النجم الشاب أحمد داوود الخيط بعد المخضرم الصاوى، ارتدى داوود قبعة مكسيكية للإعلان عن السينما القريبة من مشاعرنا، ورغم حماسى لداوود الذى أرى فيه هو وأحمد مالك البطلين القادمين على الشاشة، إلا أن حضوره على خشبة المسرح كان باهتًا، ومن الممكن الاستغناء تمامًا عن فقرته، خاصة أن حفظى بعدها تولى تقديم السينما المكسيكية.

دينا الشربينى بحاجة إلى (اسكريبت) محدد التفاصيل قادر على مداعبة الجمهور.. الحديث عن مبادرة (50 50) التى انضمت إليها مصر مؤخرا، يؤكد خصوصيتنا فى (الفن السابع).. وبدون تعمد، تشكل النساء فى المهرجان القسط الأكبر من فريق العمل، ولا أتصور الأمر مرتبطًا بمرحلة حفظى.. (جينات) المهرجان منذ البدء بها هذا التوجه النسائى، ترأسته د. ماجدة واصف ثلاث سنوات، وكانت السيدة سهير عبدالقادر تشكل أهم أضلاعه على مدى 30 عامًا.. أكثر من ذلك أن السينما المصرية هى الوحيدة فى العالم التى تملك (سداسية ذهبية) من النساء، هن (عزيزة أمير وبهيجة حافظ وآسيا وأمينة محمد وفاطمة رشدى ومارى كوينى)، اللاتى حفرن البنية التحتية للسينما المصرية، كن مغامرات بقدر ما هن عاشقات للسينما، بينما الرجال كانوا يكتفون فى تلك المرحلة بالوقوف على الخط للتشجيع.

الدورة باسم يوسف شريف رزق الله، وهو حاضر فى كل الملصقات، منح المهرجان حياته، والتكريم حتمى.. أيضا عزت أبوعوف الذى تولى القيادة فى خمس دورات متتالية استحق التكريم، المهرجان العالمى فى توجهه بعيد عن حتمية وخصوصية تكريم رزق الله وأبوعوف، غير مطلوب منه تكريم الفنانين الراحلين، فهذا هو دور المهرجان القومى، ولكنهم قرروا تكريم هيثم أحمد زكى، وكان منطقيًّا فى هذه الحالة، تكريم كل الراحلين أمثال فاروق الفيشاوى وسعيد عبدالغنى ومحمود الجندى، حتى لا يصبح الأمر مقصورًا على فنان شاب مهما كان إحساسنا بفاجعة الرحيل.

حرصت منة شلبى الحاصلة على جائزة فاتن حمامة للتميز على أن تذكر كل المخرجين الذين منحوها الفرصة وآمنوا بموهبتها، وهذا ما يؤكد نضوجها وجدارتها بالتكريم.. شريف عرفة توقف بكل عرفان أمام الذين أضاءوا حياته، بدايةً من ماهر عواد، الكاتب الذى اقتسم معه فى بداية المشوار اللقمة واللقطة، ثم وحيد حامد الذى فتح أمامه طاقة نور أخرى وقدم من تأليفه ستة الأفلام من أهم- إن لم تكن- أفضل أفلام شريف، والثالث عادل إمام الذى آمن بموهبة عرفة وحمل بجماهيريته غير المسبوقة رسائله للملايين، وتوقف كثيرا بكل تقدير أمام السيدة زوجته.

دعونا الآن نُكمل مشوار الحواجز التى اخترقها المهرجان لنصل إلى الأهم، حفظى أكد أن المستهدف هذا العام 50 ألف متفرج، وهو رقم يقترب من ضعف الحضور العام الماضى، إلا أنه لا يعبر عن القاهرة ذات الـ20 مليون نسمة، مهرجان المليون متفرج يجب أن يصبح شعار الدورة القادمة، الأمر يحتاج إلى رصد ميزانية ضخمة حتى تتعدد الشاشات.. نعم، الطوابير ممتدة لأول مرة فى الأوبرا، ولكن من لحق بزمن الراحلين الرائعين كمال الملاخ وسعد وهبة يُدرك أن المهرجان شكل ظاهرة، وهذا لن يحدث إلا إذا توافرت الإرادة، ليصبح المهرجان حقًّا فى الشارع وللجميع!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

####

 

الحروب والإرهاب على مائدة «القاهرة السينمائى»

كتب: هالة نور

«عصابات مسلحة وحروب والحنين للعودة للأراضى الفلسطينية، والدواعش» قضايا تتناولها أفلام مهرجان القاهرة السينمائى، فى دورته الـ41، بداية من فيلم الافتتاح الأيرلندى، للمخرج مارتن سكورسيزى، الذى يحكى مذكرات أحد رجال العصابات والذى يكشف من خلالها الكثير من الأسرار فيما يتعلق بنهاية الرمز العمالى الأمريكى «جيمى هوفا»، وهو من بطولة روبرت دينيرو، آل باتشينو، جو بيشى.

وعن الحرب المشتعلة بين حزب الله وإسرائيل يتناول الفيلم الروائى «جدار الصوت» للمخرج أحمد غصين، مرحلة يوليو 2006 بلبنان، حيث يستغل «مروان» وقفا مؤقتا لإطلاق النار بهدف البحث عن والده الذى رفض مغادرة قريته الجنوبية وتكسر الهدنة ليجد نفسه محاصرًا وسط مجموعة من أصدقاء والده العجائز. والفيلم عرض أول فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ويناقش «بين الجنة والأرض» للمخرجة نجوى نجار، وهو إنتاج «فلسطين، أيسلندا، لوكسمبورج»- قصة «سلمى»، و«تامر» المتزوجين منذ خمس سنوات ويعيشان فى الأراضى الفلسطينية، وفى المرة الأولى التى يحصل فيها «تامر» على تصريح بدخول المناطق الإسرائيلية تكون من أجل تقديم أوراق طلاقهما فى المحكمة بالناصرة، ويفاجئهما اكتشاف صادم عن ماضى والد «تامر».

وعن الظروف المتوترة فى ثلاثينيات القرن الماضى والخوف من تبعات الحرب العالمية، يأتى «ليتوانيا الجديدة» إخراج كاروليس كوبينيس، وهو عرض أول فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يقترح أستاذ جغرافيا ليتوانى فكرة جنونية: تأسيس نسخة جديدة من الدولة تكون بمثابة مستعمرة تصلح كملجأ فى حالة وقوع أى خطر.

وتدور أحداث «أبناء الدنمارك» إخراج علاوى سليم، بعد عام من وقوع تفجير إرهابى ضخم فى كوبنهاجن، وينمو التيار المتطرف فى البلاد، وتتصاعد الصراعات العرقية. ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية، يصعد نجم قيادى يمينى معاد للمهاجرين، فيما يتورط الشاب «زكريا» مع جماعة متطرفة تستخدمه لتحقيق أغراضها.

وعلى الحدود بين كولومبيا وفنزويلا يُناقش «الحدود» من كولومبيا إخراج ديفيد ديفيد، إبان وقت الأزمة السياسية المشتعلة بين البلدين، قصة امرأة من الأنديز تعيش هى وزوجها وأخوها على نهب المسافرين العابرين للحدود ولكن القدر يدفعها إلى حافة العيش فى الوهم والاستغراق فى أحلام سريالية غامضة.

وفى القسم الرسمى خارج المسابقة، يقدم فيلم «حياة خفية» إخراج تيرنس ماليك، «ألمانيا، الولايات المتحدة»، واقعة حقيقية حيث يرفض فلاح نمساوى إعلان الولاء للنازيين والقتال ضمن صفوفهم خلال الحرب العالمية الثانية فيتم اعتقاله ويواجه عقوبة الإعدام، فيما تعانى أسرته الصغيرة من غيابه.

وعن مجموعة من الجنود الشباب تدور أحداث «مونوز» إخراج أليخاندرو لاندز، «كولومبيا، الأرجنتين»، حيث يتم تكليف مجموعة من الجنود الشباب الذين يمثلون جزءا من جماعة متمردة، تسمى المنظمة، بالحفاظ على رهينتهم الطبيبة «جوليان نيكولسون»، وعندما يحدث هجوم عسكرى على قاعدتهم تحاول هى الهرب. فيلم جمع جوائز أحسن فيلم من مهرجانات صندانس ولندن وسان سباستيان وترانسلفانيا.

وفى لجنة تحكيم مسابقة آفاق السينما العربية، يأتى «شارع حيفا» إخراج مهند حيال، «العراق»، ليسرد أحداثا فى 2006 ببغداد حيث يمزقها الاقتتال الطائفى، وشارع حيفا التاريخى يتحوّل مركزًا للصراع، حيث يصل «أحمد» بسيارة أجرة فى طريقه إلى منزل حبيبته «سعاد» ليطلب يدها للزواج، فتصيبه رصاصة «سلام»، القناص القابع فوق إحدى البنايات حيث يعيش جحيمه الخاص.

بينما فى مسابقة أسبوع النقاد يأتى «أبو ليلى» لأمين سيدى بومدين «الجزائر، فرنسا»، حيث فى الجزائر عام 1994، يطارد الصديقان «إس» و«لطفى» الإرهابى الخطير الهارب «أبو ليلى»، وتبدو المطاردة عبثية لأن الصحراء لم تشهد عمليات إرهابية، ويتضح أن لطفى يريد أن يُبعد «إس» عن العاصمة لأنه يعلم أنه أضعف من مواجهة نزيف الدماء.

وضمن مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة، يأتى فيلم «تماس» إخراج سمير سريانى «لبنان» يروى عن قناص يعسكر على الحدود ويقتل اللاجئين الذين يحاولون العبور ثم يجمع ما يتخلف عنهم حتى يتعيّش منه. وفى إحدى المرات يجد شريطًا ليوميات إحدى ضحاياه فيبدأ الاستماع له ليكتشف وجهة النظر الأخرى.

بينما فيلم «لاجئة»، لبرانت أندرسون «أمريكا»، يتناول قصة طبيبة سورية تسعى للخروج من بلدها الذى تتنازعه الحرب مع ابنتها الصغيرة.

وضمن العروض الخاصة، يأتى «مغادرة أفغانستان» لبافيل لونجين «روسيا»، ويتناول أحداث عام 1989 وقرب نهاية الحرب السوفيتية الأفغانية، يأسر المجاهدون الأفغان طيارًا هو ابن أحد الجنرالات السوفييت، فتكلف الإدارة إحدى كتائبها بمهمة أخيرة قبل الانسحاب، وهى إعادة هذا الطيار.

«ماريجيلا» فيلم إخراج فاجنر مورا «البرازيل» تدور أحداثه عام 1969، «ماريجيلا» هو العدو الأول للبرازيل فى وقت الخوف من الديكتاتورية العسكرية العنيفة التى ترتكب كل الجرائم البشعة من تعذيب ورقابة مشددة على شعب خائف، ويحاول وسط كل هذا أن يفى بوعده لابنه الوحيد بأن يجتمع شملهما ثانية.

وفى الفيلم الوثائقى «باريس ستالينجراد» لهند المدب «فرنسا»، يتخيل البشر باريس عاصمة للنور والجمال، ويصور الفيلم الوثائقى نضالات اللاجئين وصراعاتهم المستمرة مع الشرطة التى تحاول إخلاء شوارع حى ستالينجراد فى العاصمة الفرنسية، محاولًا استكشاف حياة هؤلاء البشر.

ويقدم التسجيلى «الحالمات بالمدن» لجوزيف هيليل «كندا»، ليرصد تطور الحضارة الغربية عبر علاقة مجموعة من أهم المهندسات المعماريات الغربيات بالحراك الاجتماعى والثقافى والسياسى الذى شهده العالم الغربى عقب الحرب العالمية الثانية، وكيف انتقلن من المطبخ إلى أوراق الرسم.

ويحكى فيلم «دانيال» بطولة أناس بيرتلسن، نيلز أردن أوبليف «الدنمارك»، عن اختطاف المصور الدنماركى دانيال راى من قِبل قوات داعش فى سوريا فى عام 2013، ليخوض رحلة محفوفة بالمخاطر أثناء احتجازه أكثر من عام.

كما يُعرض «الذين بقوا» لـ برناباس توث «المجر» حيث يتناول أحداث ما بعد الحرب العالمية الثانية، من حياة طبيب وفتاة مراهقة نجوا من جرائم النازيين، ويجد كل منهما فى الآخر دافعًا للتغلب على الصدمات التى نتجت عن الحرب.

وتقدم أضواء على السينما المكسيكية، فيلم «600 ميل» للمخرج جابريل ريبستاين «المكسيك»، حيث يقوم «روبيو» بتهريب الأسلحة لحساب عصابة مكسيكية خطيرة، ويحاول عميل مكافحة تجارة السلاح «هانك هاريس» القبض عليه، لكن ينتهى به الأمر مختطفًا من قِبل «روبيو». خلال رحلتهما الممتدة لـ600 ميل، ويصبح روبيو وهاريس صديقين.

 

####

 

مشوار المخرج السورى محمد ملص فى «فتح أبواب السينما»

كتب: ريهام جودة

يعرض الفيلم الوثائقى «فتح أبواب السينما: محمد ملص» للمخرج نزار عندارى، ضمن برنامج بانوراما خاصة تحت عنوان مواهب سينمائية والتى يعرض من خلالها أفلاما ترصد للجمهور رحلة أهم صناع السينما العالميين.

ويرصد الفيلم قصة المخرج السورى محمد ملص ليروى سيرة هذا المخرج، الذى تحول إلى أحد فرسان السينما السورية، بعد أن فتن بتيار سينما المؤلف، الذى شهد صعوده فى نهاية السبعينيات وأوائل الثمانينيات يحاول استكشاف خبايا وثنايا خمسين عامًا من الإبداع السينمائى للمخرج الجرىء محمد ملص. يعيش ملص حياة كاملة فى منفى عن مسقط رأسه بمدينة القنيطرة السورية، ويقدم على مدار مشواره الفنى أعمالًا تحرّك أعماق مشاهديه، وتبعثهم على التأمل فى معانى الذكرى والوطن وفقدان من فقدوا.

ينفتح الباب ليعبر منه إلى هزيمة 1967 والمخيمات الفلسطينية فى بيروت، ثم إلى أصداء الغناء فى حلب، ثم إلى المأساة الكبرى فى سوريا، ويجسد ملص معنى أن تكون أحد أقطاب الثقافة والفن، وأن تكون مخرجًا يترك بصمته على كل صورة ومشهد. يأخذنا «فتح أبواب السينما» فى رحلة فريدة من نوعها تتحول بموجبها الصورة إلى حوار بصرى ينسج كلماته ملص عبر خمسة عقود من الأعمال السينمائية.. الفيلم إنتاج لبنانى إماراتى للمخرج نزار عندارى.

وعبر «نزار» عن سعادته بعرض فيلمه العرض العالمى الأول داخل قسم «البانوراما الدولية» مع أفلام ترصد للجمهور سيرة أهم صناع السينما العالميين، وإلقاء المزيد من الضوء عليهم فى برنامج خاص، يسهل للجمهور إمكانية مشاهدة أفلامه معا، وتكوين نظرة ما عن الموضوع المشترك الذى تتناوله.

تنقل «نزار» بين أكثر من دولة عربية بعد مغادرته لبنان خلال الحرب الأهلية، وحصل على شهادة البكالوريوس من جامعة كولومبيا وشهادة الدكتوراة من جامعة كاليفورنيا. أنتج لاستوديو الأفلام العربية على مدار الأعوام الأربعة الماضية أكثر من 10 أفلام وثائقية قصيرة التى تم عرضها فى أكثر من 50 مهرجانًا، كما أتفن عندارى الكتابة والأدب، وتشمل منشوراته الأخيرة عملاً عن أنتونى شديد، بالإضافة إلى دراسة عن ابن خلدون فى الثقافة والمسرح المعاصرين، وقد نشر مؤخرًا كتابًا بعنوان «سينما محمد ملص: رؤى أوتيور سورى».

 

####

 

اليوم.. مهرجان القاهرة ينظم ليلة في حب يوسف شريف رزق الله بمسرح الهناجر

كتب: علوي أبو العلا

ينظم مهرجان القاهرة في السادسة والنصف من مساء السبت ليلة في حب الناقد يوسف شريف رزق الله، المدير الفني للمهرجان، والذي رحل يوليو الماضي، أثناء التحضير للدورة 41.

ويعرض المهرجان خلال الاحتفالية الفيلم التسجيلي «رزق السينما» إخراج عبدالرحمن نصر، الذي أنتجه المهرجان ضمن برنامج تكريم «رزق الله» ويظهر خلال الفيلم أكثر من 20 سينمائيا، أبرزهم: الكاتب وحيد حامد، والفنانون يسرا، وحسين فهمي، والمخرجون يسري نصر الله، وهالة خليل، وخيري بشارة، ومروان حامد، ومديرا التصوير محمود عبدالسميع، رئيس جمعية الفيلم، وسعيد شيمي، والنقاد: كمال رمزي، وطارق الشناوي، ومحمود عبدالشكور، وخالد محمود، ورامي عبدالرازق، ورامي المتولي، بالإضافة إلى الإعلامية درية شرف الدين، وزير الإعلام السابق، والمهندس أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، والإعلامي شريف نور الدين، والناقدة ماجدة واصف، رئيس مهرجان القاهرة السابق، والسيناريست سيد فؤاد، رئيس مهرجان الأقصر.

كما يظهر خلال الفيلم أيضا نجلا الراحل الناقد أحمد رزق الله، والمهندس كريم رزق الله، ومن أسرة المهرجان يتحدث عنه المنتج محمد حفظي، رئيس المهرجان، والناقد أحمد شوقي القائم بأعمال المدير الفني.

وكان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قد أعلن، في أغسطس الماضي، عن إهداء الدورة 41 للناقد الراحل يوسف شريف رزق الله، والإبقاء على اسمه مديرا فنيا، كما تم إطلاق اسمه على جائزة الجمهور.

يذكر أن يوسف شريف رزق الله ارتبط بمهرجان القاهرة السينمائي، منذ دوراته الأولى، ومنحه حوالي 40 عاما من حياته، بدأت بمشاركته في لجنة اختيار الأفلام بالدورات الأولى، قبل أن يتم اختياره سكرتيرا فنيا للمهرجان عام 1987، ثم مديرا فنيا عام 2000 وحتى رحيله 12 يوليو 2019.

 

####

 

أندرو محسن: جائزة «سينما الغد» اكتسبت قيمة أكبر بتأهيل أفلامها للأوسكار

كتب: علوي أبو العلا

قال الناقد اندرو محسن، مدير مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة، إن وجود مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ضمن قائمة المهرجانات الكبرى التي تؤهل الفيلم القصير الفائز في مسابقتها للأوسكار هو إضافة شديدة الأهمية ويمنح قيمة أكبر لجائزة مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة، خاصة أن «القاهرة السينمائي» سيصبح الوحيد في مهرجانات شمال أفريقيا الذي يمنح هذه الفرصة.

وأكد «محسن» أن هذا الاختيار سيحمل إدارة المسابقة مسؤولية أكبر في الاختيار، نظراً لتوجه أعين المزيد من صناع الأفلام القصيرة للمسابقة في الدورات التالية، وهو ما سيزيد من المنافسة وسيضيف المزيد من الأفلام المميزة لمسابقة سينما الغد.

كان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، قد أعلن صباح اليوم عن اعتماده من أكاديمية فنون وعلوم الصورة المتحركة، ليؤهل أفلامه للمنافسة على جوائز الأوسكار، بدء من دورته المقبلة التي تقام في نوفمبر ٢٠٢٠.

وبناءً على ذلك الاعتماد، ينضم «القاهرة» إلى قائمة المهرجانات الدولية التي تؤهل أفلامها للأوسكار مثل برلين وكان وفينيسيا، ويكون أفضل فيلم في مسابقته القصيرة (سينما الغد)، مؤهلاً للمنافسة في فئة الفيلم القصير (روائي أو تحريك) ضمن جوائز الأوسكار، دون الحاجة لعرضه تجاريا، بشرط أن يتوافق الفيلم مع قواعد الأكاديمية.

 

####

 

وزيرة الثقافة تفتتح معرض «القاهرة.. أحبك» وتتفقد فعاليات مهرجان السينما

كتب: سحر المليجي

قالت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، إن الدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يعكس اهتمام الدولة بفن السينما باعتباره ذاكرة الأمة.

وأشادت الوزيرة، خلال افتتاح معرض «القاهرة.. أحبك» المصاحب للمهرجان، مساء السبت، بالتطور الذي تشهده الفعاليات من عام لآخر على جميع المستويات، وكذلك بمحتواه الفني، والأفلام المشاركة.

وتفقدت ركن سينما الواقع الافتراضي، كما شهدت فيلمًا وثائقيًا بعنوان «رزق السينما» عن مشوار الراحل يوسف شريف رزق الله، المدير الفني السابق للمهرجان، وذلك بحضور السيناريست محمد حفظي، رئيس المهرجان، والدكتور خالد عبدالجليل، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، والسيدة ميرفت الإبياري، أرملة الراحل يوسف رزق الله، ونجليه كريم وأحمد، وعدد من تلاميذه الفنانين والسينمائيين.

من جهته، قال حفظي إن مهرجان القاهرة السينمائي وقّع بروتوكولًا مع المهرجانات السينمائية العالمية، ينص على أن تمثل المرأة في إدارتها بنسبة النصف بحلول عام ٢٠٢٠، مؤكدًا أن مهرجان القاهرة السينمائي يطبق فعليًا هذه النسبة.

وأشار إلى استمرار اسم يوسف شريف رزق الله مديرا فنيا لدورة هذا العام، تكريمًا له ولجهوده في إثراء المهرجان وتقديرًا لمشواره الطويل به.

يذكر أن معرض «القاهرة.. أحبك» تم تصميمه بديكورات تمثل القاهرة الخديوية بطابعها المعماري المميز، وبعض معالمها الشهيرة التي تمت معالجتها باستخدام التكنولوجيا الحديثة، منها مجسم هولوجرام لطلعت حرب، الأوبرا الخديوية وسينمات مترو، ميامي، وراديو، وغيرها من المباني العريقة، إلى جانب مجموعة من الصور الفوتوغرافية وأفيشات الأفلام التي تروي تاريخ وجذور السينما في مصر.

أما سينما الواقع الافتراضي فتضم عروض ٢٠ فيلمًا من دول مختلفة وتتنوع بين الوثائقية والروائية، وتضمن فيلم «رزق السينما» مشاهد مسجلة للراحل يوسف شريف رزق الله واستعراضًا لمشواره مع فن السينما وشهادات عنه، رواها كوكبة من المشاهير ممن عاصروه وعملوا معه.

 

المصري اليوم في

23.11.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004