كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

تيرى جيليام.. الساحر الذى صنع عالما مدهشا بجنون السينما

سيد محمود سلام

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الحادية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

يرى أنه من الصعب أن يعيش إنسان بدون خيال.. وحقق حلمه بعد 30 عاما بـ«مقتل دون كيشوت»

من نشرة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

يعد المخرج الكبير تيرى جيليام أحد أهم المخرجين فى العالم، له رؤيته الخاصة فى صناعة سينما يمزج فيها بين الواقع والخيال، له أراؤه المهمة فى عالم السينما والسياسة أيضًا.

أثار فيلمه الأخير «الرجل الذي قتل دون كيشوت» جدلًا واسعًا، حيث تناول الرواية بمفهوم معاصر.

يأتى تكريمه فى مهرجان القاهرة تأكيدًا على دعم المهرجان لكبار المخرجين المؤثرين فى العالم، والقادرين على تقديم سينما لها طابعها الخاص، وليست مجرد أفلام تجارية للاستهلاك.

مهرجان القاهرة، يفخر بمنح «جيليام» تكريمًا عن مجمل أعماله الروائية التي قدمها على مدار أربعة عقود تتضمن مجموعةً من أكثر الأفلام خصوصيةً وفرادةً وقدرةً على التأثير، والتي يعرض منها خلال فعاليات الدورة 41، فيلم الخيال العلمي الأيقوني «برازيل» الذي نال إعجاب النقاد وترشح للأوسكار عام 1985، وفيلم «الرجل الذي قتل دون كيشوت» الذي استغرق ثلاثة عقود في تنفيذه انتهت عام 2018، وهو فيلم مغامرات كوميدي بطولة آدم درايف وجوناثان برايس، اختاره مهرجان كان كفيلم ختام دورته الحادية والسبعين.

يقول جيري إنه من الصعب العيش بدون خيال، حتى عندما سئل عن مقتل دون كيشوت وهي الرواية التى كتبها الأديب الإسباني ميغلدي ثريانتيس ونشرت على جزأين عام 1605 و1615 وعرفها العرب كأيقونة أدبية، وهى تدور حول شخصية ألونسو كيخانو، رجلٌ نبيلٌ قارب الخمسين من العمر يقيم في قرية في إقليم لامانتشا، وكان مولعًا بقراءة كتب الفروسية والشهامة بشكل كبير. وكان بدوره يصدق كل كلمة من هذه الكتب على الرغم من أحداثها غير الواقعية على الإطلاق.

فقد ألونسو عقله من قلة النوم والطعام وكثرة القراءة وقرر أن يترك منزله وعاداته وتقاليده ويشد الرحال كفارس شهم يبحث عن مغامرة تنتظره، بسبب تأثره بقراءة كتب الفرسان الجوالين، وأخذ يتجول عبر البلاد حاملًا درعًا قديمة ومرتديًا خوذة باليةً مع حصانه الضعيف روسينانتي حتى أصبح يحمل لقب دون كيخوتي دي لا مانتشا، ووُصف بـ«فارس الظل الحزين»، وبمساعدة خياله الفيّاض كان يحول كلّ العالم الحقيقي المحيط به، فهو يغيّر طريقته في الحديث ويتبنى عبارات قديمةً بما كان يتناسب مع عصر الفرسان.

فيما لعبت الأشخاص والأماكن المعروفة دورًا هي الأخرى بظهورها أمام عينيه ميدانًا خياليًا يحتاج إليه للقيام بمغامراته.

وأقنع جاره البسيط سانشو بانثا بمرافقته ليكون حاملًا للدرع ومساعدًا له مقابل تعيينه حاكمًا على جزيرة، وبدوره يصدقه سانشو لسذاجته. كما يحول دون كيخوتي بمغامراته الفتاة القروية جارته إلى دولثينيا، السيدة النبيلة لتكون موضع إعجابه وحبّه عن بعد دون علمها.

يرى جليام أن تحقيق فيلم «الرجل الذى قتل دون كيشوت» هو من أهم أحلام حياته، لنجاح الفكرة وعرضه فى مهرجان كان منذ عامين، وردود الأفعال التى صاحبته كونه عملًا عن رواية قدمت منذ مئات السنين .. خاصةً وأنه رأى بعينيه التصفيق الحار الذى استمر طويلًا بعد عرض الفيلم في مهرجان كان.

له رؤيته فى الكوميديا فهو يقول فى ردّه عن سؤال حول الكوميديا الأمريكية والبريطانية «أشعر دائمًا أن البريطانيين يجيدون الضحك على أنفسهم. الأمريكيون أفضل في الضحك على الآخرين. ما زلت أعتقد أنه صحيح إلى حدٍّ ما، لكنه يتغير لأنه الآن لا يمكننا أن نضحك على أيّ شخص لأنه من غير اللائق وهو ما اعتبره جريمة. هناك نوع من الأنانية، لقد كانوا يسخرون مني ويقولون إنهم لا يعرفوني في البداية».

المخرج تيري جيليام، حصل على البافتا، وترشحت أعماله وفازت بالعديد من جوائز الأوسكار وجولدن جلوب، ويرى كثير من نقاد السينما، أن العالم كان سيصير كئيبًا بدون السحر الذي قدمه في أعماله السينمائية، بدأ مشواره الفني عضوًا مؤسّسًا في فرقة مونتي بايتون الكوميدية، ورسامًا لمسلسل «سيرك مونتي بايتون الطائر، الذي بدأ بثه في التلفزيون البريطاني عام 1969، قبل أن ينتقل لمقعد المخرج، ويشارك تيري جونز في إخراج فيلمين من علامات السينما الكوميدية الحديثة، هما: «مونتي بايتون والكأس المقدس» عام 1975، و«مونتي بايتون ومعنى الحياة».

انطلقت مسيرة «جيليام» كمخرج منفرد، عام 1977 بفيلم «جابروفكي Jabberwocky» والذي شارك في كتابته أيضًا، قبل أن يتبعه بفيلم الفانتازيا «قطاع طريق الزمن Time Bandits» عام 1981، بطولة جون كليز وشون كونري، أما عام 1985 قدّم فيلم الخيال العلمي الأشهر «برازيل».

خيال «جيليام» الجامح كان وقود تجربته التالية، عام 1989، حيث قدم فيلم الفانتازيا «مغامرات البارون مانخاوزن The Adventures of Baron Munchausen»، قبل أن يقدم عام 1991 فيلم «الملك الصياد The Fisher King» الذي ترشح لخمس جوائز أوسكار ومثلها من الجولدن جلوب، ليفوز بجائزة أوسكار وجائزتي جولدن جلوب، وهو من بطولة جيف بريدجز وروبن ويليامز ومرسيدس رويل.

وفي عام 1996 قدم تيري جيليام واحدًا من أهم أفلام الخيال العلمي المعاصرة «12 قردًا - 12 Monkeys « من بطولة بروس ويليز وبراد بيت، والذي خطف الأنظار، وترشح لجائزتي أوسكار وفاز عنه براد بيت بجائزة الجولدن جلوب الوحيدة التي نالها كأحسن ممثل مساعد.

نال تيري جيليام مزيدًا من التقدير، بمعالجته السينمائية لكتاب هانتر إس طومسون «خوف واشمئزاز في لاس فيجاس Fear and Loathing in Las Vegas»، والتي قدمها كتابةً وإخراجًا عام 1998 في فيلم بطولة جوني ديب وبينوتشو ديل تورو، ليحقق سمعة جعلت له أتباعًا مخلصين حول العالم، انتقل بعدها عام 2005 لتجربة لا تقل خيالًا بعنوان «الأخوان جريم The Brothers Grimm»، بطولة النجمين مات ديمون وهيث ليدجر، وفي العام نفسه حرص على العودة للسينما المستقلة، ليكتب ويخرج فيلم «تايدلاند Tideland»، وفي عام 2009 أدهش الجميع بفيلم خيالي مغامر بعنوان «خيال الدكتور برناسوس The Imaginarium of Doctor Parnassus» شهد الأداء الأخير للممثل الموهوب هيث ليدجر الذي رحل قبل عرض الفيلم.

قدم «جيليام» عام 2014 فيلم الخيال العلمي «النظرية الصفرية The Zero Theorem»، والذي شهد أداءً مؤثّرًا من النجم المتوج بالأوسكار كريستوفر فالتز، أما عام 2018 فشهد انتهاء مشروعه الذي لم يفقد الأمل في خروجه للنور على مدى ثلاثة عقود، «الرجل الذي قتل دون كيشوت»

وجليام مخرج وسيناريست وممثل وكوميدي بريطاني من أصل أمريكي مواليد 22 نوفمبر 1940. هو أحد أعضاء مونتي بايثون. تيري أخرج 12 فيلمًا حتى الآن منها فيلم الخيال العملي 12 قردًا. حصل على الجنسية البريطانية في 1968 وتخلى عن الجنسية الأمريكية رسميًا في 2006 ، وضع فرقة «مونتي بيتون” البريطانية الشهيرة على خريطة السينما، بل وهو المؤسس الحقيقيّ لتلك الفرقة التمثيلية المتجولة الشهيرة التي حققت نجاحًا كبيرًا في السبعينيات بعد أن استقر في بريطانيا وحصل على جنسيتها في عام 1968 وارتبط بصداقة قوية مع الممثل الأول في الفرقة الكوميدية الإنجليزي المعروف جون سليز (JohnCleese). وجيليام ليس فقط مخرجًا سينمائيًّا بل هو ممثل ورسام كاريكاتير وكاتب سيناريو. وقد أخرج لفرقة مونتي ببيتون ثلاثة أفلام للسينما، وسلسلة من الأفلام والحلقات التليفزيونية التي حققت نجاحًا كبيرًا.

في عام 1981 أخرج غيليام فيلم «سارقو الزمن» (Time Bandits) الذي يقول إنه يعتبره الجزء الأول من ثلاثيته التي تدور حول عالمنا المجنون المنظّم بطريقة تستفزك وتجعلك ترغب في تحطيم هذا النظام والإفلات من العالم بأسره بحثًا عن الحرية. ويعتبر فيلم «برازيل" (1985) الجزء الثاني من تلك الثلاثية، و"مغامرات البارون مونكهاوزن" (1989) الجزء الثالث.

جليام البالغ من العمر 79 عامًا، يعيش مستمتعًا سعيدًا بما حققه فى عالمه السينمائي، وخاصة فيلمه «من قتل دون كيشوت» لأنه حلم استمر يقاتل من أجله ثلاثين عامًا، ويستمتع دائمًا بالحديث عنه، كونه جاء بعد معاناة ومحاكم، وتصوير فى أماكن وعرة، وفكرة مملوءة بالمخاوف والجنون.

 

####

 

افتتاح أول أيام القاهرة لصناعة السينما

عرفة محمود

ينشر بالتعاون مع مهرجان القاهرة السنيمائي

افتتح المنتج والسيناريست محمد حفظي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، صباح أمس الأول، "أيام القاهرة لصناعة السينما"، وذلك للعام الثاني على التوالي.

ورحب حفظي في بداية كلمته بجميع الرعاة المشاركين في تلك الفعالية وفى المهرجان بشكل عام، موضحا أن الهدف من تلك الفعالية هو إجراء حوار مع محترفي صناعة السينما في العالم وذلك من خلال مجموعة من الندوات والمحاضرات، وذلك لدعم وتحفيز الموهوبين من المعنيين بصناعة السينما بشكل عام.

وعلق حفظي، في كلمته بالملتقى، على اعتماد المهرجان من أكاديمية فنون وعلوم الصورة المتحركة، ليؤهل أفلامه للمنافسة على جوائز الأوسكار، بدءا من دورته المقبلة التي تقام في نوفمبر 2020ن قائلا: "نحن فخورون جداً بأن ينضم المهرجان إلى قائمة المهرجانات المؤهلة للأوسكار، ونشكر أكاديمية فنون وعلوم الصورة المتحركة على دعمها للمهرجان. هذه الخطوة يمكن اعتبارها اعتماد جودة للمهرجان وبرنامج أفلامه السنوي الذي يتكون من أفلام مبتكرة يقدمها أكثر صُنَّاع الأفلام الرائعين والمبدعين النشطين دولياً. فرصة الوصول إلى هذا النوع من التقدير، سوف يساعد صُنَّاع الأفلام على جذب انتباه العالم بحكايات رائعة في صورة أفلام قصيرة".

وفى نهاية كلمته، دعا حفظى جموع الحاضرين إلى مشاهدة أفلام المهرجان أملا في أن تلقى استحسانهم، كما دعا جموع المعنيين بالسينما بالاستفادة من الخبرات العالمية في صناعة السينما الموجودة بالمهرجان.

وكانت أولى ندوات أيام القاهرة لصناعة السينما تحمل اسم رحلة حول العالم لاستكشاف الإنتاج العالمي وهو حوار مع المنتج الهوليوودي البارز والممول ووكيل المبيعات الدولية ستيوارت فورد رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة AGC Studios.

وأدار الحوار مع "روس" مدير المحتوى في إيمج نيشن أبو ظبي وقد بدأ كلامه عن تجربته الخاصة في صناعة الأفلام بشكل عام قائلا: "عندما كنت أدرس لم يكن في بالى أن أعمل في السينما بهوليوود تحديدا ولم أتوقع هذا، فقد كنت مديرا تنفيذيا لأحد الاستوديوهات، ونفذت العديد من الأعمال وبعدها حصلت على ممول وأنشأت أول شركة إنتاج إلا أن هذا الممول احتفى وتوقفنا عن العمل لمدة ست سنوات، وبعدها قمت مع مجموعة من الشراكة بإنشاء شركة وكانت لى نسبة 50% منها وبعدها حصلت على قرض من لندن وأصبحت الشركة ملكي، وقدمت من خلالها العديد من الأعمال السينمائية".

وعن تجربته في العمل الدولي، قال إن العمل الدولي أفاده في صناعة الأفلام بشكل عام، حيث تعرف على العديد من الثقافات لدول كثيرة ساعده ذلك على فهم الرسالة التي توجه إلى تلك الشعوب من خلال المضامين التي تقدم في أفلامه.

يضيف فورد: "فجأة وجدت نفسى بعد عشرين عاما من العمل أقوم بإنتاج أفلام بلغات متعددة وأصبحت لى شراكات مع عدد ليس بالقليل في دول كثيرة، وأعتقد أن جزءا كبيرا من العملية الإنتاجية الآن قائما ومرتبطا بفهم ثقافة الجمهور المتلقى لتلك الرسالة، فلابد للمنتج أن يتعرف على الجمهور الذى يرغب في تقديم عمل سينمائي له، خاصة أن المسألة لها بعد اقتصادي، فهناك ارتباط بلا شك باللغة فهى تحدد الجمهور الذى يستهلك هذا العمل، لذلك لابد أن تتعرف على جمهورك وأن تتشاور من خلال علاقاتك الدولية مع كل بلدان العالم قبل البدء في صناعة الفيلم حتى تتأكد من أنك تقدم محتوى سيحظى بالمشاهدة".

وتابع: "صناعة الأفلام في الفترة القادمة تتطور بشكل كبير، وهناك ثورة كبيرة تتحقق في الصناعة بشكل عام، خاصة بعد التحفيز الكبير من منصات المشاهدة سواء نيتفليكس أو ما شابهها، لكن في النهاية لابد من المنتج أن يتعامل بقدر من الوعى مع صناعة الفيلم، وأن يضع في عقله العديد من العناصر أهمها الإبداع وتحديد الجمهور والبعد الاقتصادي وكيف يمكنه أن ينتج عملا، وهل يحتاج إلى قرض معين، وكذا الوقت الزمنى المتاح لإنتاج الفيلم، كذلك فإن جزءا مهما من الصناعة أيضا يعتمد على المحتوى الذى يقدم، ففي حالة رغبتك في تقديم فيلم دولي وهو السيناريو فلابد أن يكون هناك ارتقاء بمستوى الكتابة في السيناريو، وأن تكون الكتابة بصدق، وهو ما يدفعني كمنتج أن أصدقك ككاتب، فالجمهور يحب الموضوعات التى تروى من القلب مسألة التوزيع".

 

####

 

فى ندوة تكريمه.. شريف عرفة: أقدم أفلامى للجمهور وليس للمهرجانات

سهير عبدالحميد

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

في مظاهرة حب أقيمت ندوة تكريم المخرج الكبير شريف عرفة بالمسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، والتي أدارها الناقد طارق الشناوي، وفي حضور محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة، والذي بدأ كلمته بالتعبير عن سعادته لتكريم شريف عرفة وحصوله على جائزة فاتن حمامة، في الوقت الذي يرأس فيه مهرجان القاهرة، خاصة أنه تربى على أفلامه وحببه في السينما لكنه في نفس الوقت حزين لأنه لم يعمل معه كمنتج.

وتحدث شريف عرفة، خلال ندوة تكريمه معبرا عن سعادته بحصوله على جائزة تحمل اسم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، قائلا: "الموهبة للفنان مهمة لكن بدون إصرار لن يستمر، عندما دخلت لعالم السينما كان بداخلي إيمان أنه علينا تغيير الصناعة وأن السينما هي القوة الثانية بعد الجيش، ويحضر في ذهني واقعة عندما استوقف مواطن عربي لجمال عبدالناصر أثناء زيارته لإحدى الدول العربية وقال له سلم لي علي إسماعيل ياسين فكل جيل له مواصفاته وظروفه يتسلم الراية من الجيل الذي سبقه ويحاول أن يعبر عن واقع مجتمعهط.

وتابع: "عندما أقرر تقديم فيلم يكون هدفي الأول هو الجمهور فلا تصدق المخرج الذي يقول إن النجاح في المهرجانات والحصول على الجوائز أهم من النجاح الجماهيري في شباك التذاكر، فأنا أقدم فيلما للجمهور أولا قبل المشاركة في المهرجانات".

وأضاف: "إننا في مصر ليس لدينا قاعدة للممثل وأنا لا أصنع فيلما لنجم معين بل على العكس أبحث عن نجم يناسب الدور".

وتحدث عرفة عن الهجوم الذي تعرض له بسبب ظهور شخصية المراسل الحربي بشكل سيئ له في بداية فيلم "الممر"، قائلا: "ما المانع أن أقدم شخصية صحفي كان يعمل مع الراقصات وقرر يعدل مسار حياته وأصبح شخصية إيجابية بعد ذلك، هذا يذكرني بما حدث لي أنا ووحيد حامد وعادل إمام عندما تعرضنا للهجوم على اعتبار أننا نظهر المحامين بشكل فسدة ومرتشين، فالأفلام لا يوجد بها شيء اسمه أقدم صورة شخصية أو فئة معينة بشكل يسيئ لهم، والملفت أن أول تكريم حصل عليه فيلم الممر، كان من مؤسسة الأهرام الصحفية وأول جائزة في حياتي حصلت عليها كان من الناقد الكبير سامي السلاموني".

وأضاف عرفة أنه جمعته بالمخرج الراحل صلاح أبوسيف صداقة، وسافرا للخارج معا كثيرا على الرغم أنه لم يعمل معه وكانت أهم نصيحة له أنه لا يوجد شيء اسمه سينما واقعية ولكن هناك شيء اسمه وجهة نظر مخرج ودراما فيها صدق وواقعية.

وعن سر تناوله في أفلام فكرة تغير المجتمع، قال لابد أن نتأثر بما يحدث في المجتمع فمثلا عندما قدم «الجزيرة 2» كان هذا نابعا من قيام الثورة.

وأكد عرفة أنه لا يحب فكرة إعادة تقديم فيلم قديم لأن الجمهور سيقارن بين النسخة الأصلية والجديدة، وهذا لن يكون في صالح الفيلم الجديد فلا يمكن أن نعيد أفلاما مثل: «دعاء الكروان أو عائلة زيزي أو اللص والكلاب» وغيرها من الأفلام الراسخة في أذهان الجمهور.

وعن رأيه في عودة الدولة للدعم، قال: "مضي علينا زمن اعتمادنا على الدولة، فنحن لدينا شركات إنتاج كبيرة تستطيع أن تتحمل مسئولية الصناعة، وكل ما نطلبه من الدولة هو أن تسهل عملية استخراج التصاريح والحصول على المعدات، فمثلا فيلم مثل الممر، ليس إنتاج الدولة لكنها ساعدتنا بشكل كبير في تسهيلات التصاريح والمعدات الحربية".

وأضاف: "عندما تم تأميم السينما في الستينيات تراجع الإنتاج وتعثرت الصناعة لكن مع الوقت ظهر جيل جديد من المخرجين الذين ضخوا دما جديدا في صناعة السينما مثل محمد خان وعاطف الطيب، واتجه الممثلون للإنتاج للنهوض بالصناعة، فنحن كفنانين علينا أن ندرك مسئوليتنا في صناعة السينما كقوة ناعمة مؤثرة في الخارج".

ورد عرفة على سؤال: هل حياته "قصة أم مناظر" أحد الأفيهات الشهيرة في أفلامه قال عرفة: "السينما دائما قصة ومناظر وبدون المحتوى والرسالة والمناظر لن تكون هناك سينما".

وأشار عرفة إلى أهمية وجود الكاتب الكبير وحيد حامد في حياته، مؤكدا أنه صاحب فضل كبير عليه وهو أحد الأشخاص الذي بعثه الله له ليتلاقى بأفكارهما ويقدما معا سينما قوية وأن أهم شيء تلاقيا فيه هو المواطن البسيط الذي يحلم بالتغيير، مردفا: "الملاحظ لأفلامي سيجد هذا هو الشيء المشترك فيها".

وعن سبب قلة الأفلام الاستعراضية، أكد شريف عرفة أن هذه النوعية من الأعمال مكلفة وصعبة جدا في تنفيذها لكنه يتمنى أن يعيد هذه التجربة التي تكون قريبة من الناس وأنه عندما قدم فيلم الدرجة التالتة مع السيناريست ماهر عواد قرر أن يقدم فيلم سمع هس وحقق نجاحا كبيرا.

وأشاد شريف عرفة، بتجربته مع يسرا الذي قدما سويا مجموعة ناجحة من الأفلام، قائلا: "يسرا صديقة وأخت والذي لا يعرفه الكثيرون أنني حضرت أول تدريب ليسرا على التمثيل في بداية مشوارها وهي مثال للنجمات اللاتي أعطت كل حياتها للفن".

وتحدث عرفة عن ذكرياته مع الفنان الراحل أحمد زكي، قائلا: "أعرف أحمد منذ أن قدم أول بطولة له في فيلم البرنس مع المخرج فضل صقر، فهو لديه موهبة بنسبة 100%".

أما الفنان شريف منير، الذي حرص على حضور ندوة تكريم شريف عرفة، فأكد أنه تربطه علاقة صداقة بشريف عرفة منذ أن كانا سويا في المرحلة الإعدادية وعنوان حياته هي الالتزام والمصداقية ولا يعرف المجاملات في شغله، مضيفا: "عندما تعاونت معه في فيلم ولاد العم تمنيت ألا ينتهي التصوير من فرط حبي له".

والمخرج عمرو عرفة شقيق شريف عرفة، أكد في كلمته أنه من الصعب أن يتحدث شقيق عن شقيقه لكنه طوال حياته كان الالتزام وعشقه للفن وللسينما عنوان حياته وهذا هو سر نجاحه.

واختتمت الفنانة ليلى علوي الندوة بكلمة وجهتها للمخرج شريف عرفة مؤكدة أن تكريمه في أهم مهرجان للسينما وهو مهرجان القاهرة هو تكريم لكل من تعاون معه سواء كان نجما أو كاتبا أو مصورا، وأنه مخرج شامل قدم الأفلام الاستعراضية بحرفية شديدة والفيلم السياسي والحربي والكوميدي، وأن تكريمه جاء متأخرا، وأهم ما يميز عرفه هو أنه يحب الممثل.

 

####

 

«Us Among The Stones».. بين العائلة والتجربة الذاتية

دعاء محسن

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

يعرض ضمن مسابقة أسبوع النقاد، وهى المسابقة المخصصة لأفلام العمل الأول والثاني لمخرجيها والتي تحمل صياغات مغايرة وجريئة في الشكل والمضمون، فيلم «نحن بين الصخور»Us Among The Stones من إنتاج المملكة المتحدة وإخراج د. ر. هوود في ثاني تجربة روائية طويلة لها كمخرجة وكاتبة للسيناريو بعد فيلمها «Wreckers» الذي قدمته عام 2011 ولعب بطولته النجم بيندكت كامبرباتش.

تُكرر هوود التجربة في فيلمها «نحن بين الصخور» مستعينة بطاقم عمل فيلمها السابق خلف الكاميرا، حيث مديرة التصوير أنيماري لين فيركو، والمنتيرة كلير برينجل ومصمم شريط الصوت الحائز على البافتا بن بيرد، لتقدم عملا سينمائيا يشكل مع سابقه وحدة تعكس اهتمام المخرجة د. ر. هوود بالقصص الإنسانية التي تدور حول العائلة وأفرادها التي تنطوي شخصياتهم في ثناياها على تعقيدات أكثر ما تبدو عليه في ظاهرها، وهو الطابع السينمائيّ الذي حقّق بشكل عام للسينما البريطانية شخصيتَها المستقلة، حيث شخصيات من الحياة اليومية يصبح ما تكشفه الأحداث عن ماضيها أو عما يربطهم ببعضهم البعض من علاقات إنسانية هو العامل الذي يدفع دراما الفيلم للأمام ويحقق عنصر الجذب للمُشاهد.

يتناول فيلم «نحن بين الصخور» حكاية عائلة إنجليزية يجتمع أفرادها في المنزل الريفي لحضور عيد الميلاد الأخير للعجوز مريان الملازمة للفراش بسبب مرضها، بينما تدور أحداث الفيلم من وجهة نظر أوين، ابن مريان، الشاب الثلاثيني الذي يكشف ذلك اليوم عن طبيعته المثقلة بالهموم والأسباب وراء ذلك والتي تكشف عنها الأحداث شيئًا فشيئًا من خلال الحوارات التي تجمعه ببقية أفراد عائلته، فتظهر علاقته مضطربةً بشقيقه داني وكذلك حبيبته السابقة كارولين التي يتسبب حضورها في توتر أوين، بينما تظهر أكثر ألفةً مع والده ريتشارد، بعكس ما ستؤول إليه الأحداث بعد ذلك حيث حقيقة الحياة الصاخبة التي عاشتها ماريان في شبابها ومثلث الحب الذي سيجعل نسب أبنائها محلّ تساؤل.

الفيلم قد يكون تجربة ملهمة لصناع الأفلام المستقلة ودارسي السينما ممن يعملون على مشاريع أفلام بإمكانيات متواضعة، حيث المكان الواحد للأحداث والقصة البسيطة إلا أن كل ما فيها يُشير كونها صادقة وحقيقة، خاصة مع الاعتماد على الصور الفوتوغرافية من حياة البطل والتي جعلت الفيلم يتنقل ما بين الدراميّ والوثائقيّ في ظل التعليق الصوتيّ للبطل في الخلفية، الأمر الذي جعل من المونتاج أحد أفضل عناصر الفيلم، وهناك أيضًا التنوع في آلات التصوير التي استعملتها مديرة التصوير لين فيركو في تصوير المشاهد ما بين المتخصصة وكاميرا الموبايل إلى جانب نظام التصوير بالكاميرا المحمولة بالتوازي مع اللقطات الثابتة.

لكن ما يؤخذ على الفيلم هو الإيقاع البطيء - وهو ليس بالشيء السيّئ بشكل عام - إلا أنه افتقر إلى المعنى خلال أحداث الفيلم الذي يعاني بطله أزمة انتماء وتطارده رغبة الخروج من منزله الريفي ليخوض تجربته الخاصة، وهو المعنى الذي افتقر إلى التطوير خلال أحداث الفيلم، فيشير إليه أوين، البطل بداية الأحداث بشكل مباشر عند لقائه لشقيقه داني، ومرة أخرى من خلال التعليق الصوتي عند مغادرته لمنزل العائلة عند النهاية، ليمضي المُشاهد بقية أحداث الفيلم وهو يتعرض لمجموعة من المشاهد ربما أفادت مفهوم ترابط العائلة، وما تمثله الذكريات، وكيف كانت الأحداث في السابق مقارنة بالوقت الحالي، إلا أنها لم تخدم المعنى بشكل جيد، وهناك أيضًا حقيقة العلاقات المعقدة والمتشابكة بين أفراد العائلة والتي كشف عنها الفيلم في وقت متأخر من الحبكة، الأمر الذي كان ليُساهم في رفع إيقاع الأحداث؛ مع الأخذ في الاعتبار أن المشاهد الطويلة والإيقاع الهادئ هما تجربة محفوفة بالمخاطر.

لكن يُحسب لـ د. ر. هوود استخدامها لتنوع اللقطات والتنقل بين الثابتة والمهتزّة للتعبير عن الحالة المزاجية لشخصيات فيلمها والتعبير عن مدى ترابط أفراد تلك العائلة أو بعدهم عن بعضهم البعض، وتمتد تلك الحالة لتصنع نوعًا آخر من الترابط بين شخصيات الفيلم والجمهور خاصةً في اللحظات التي اعتمدت فيها هوود على اللقطات القريبة الثابتة والإضاءة الطبيعية للمكان وفي الغالب هي الضوء القادم من النافذة لتنعكس على وجوههم، وهناك أيضًا الأحاديث الجانبية التي كانت تدور بين شخصيات الفيلم في أماكن متفرقة من المنزل على غير هدى والتي أضفت على الحوار شيئًا من العفوية، ليأتي فيلم «نحن بين الصخور» لمخرجته د. ر. هوود تجربة تستحق الاهتمام.

 

####

 

«شبح مدار».. أن تكون طيفًا دافئًا فى مدارات باردة

أمل ممدوح

ينشر بالتعاون مع نشرة مهرجان القاهرة السينمائي

حينما تكون وحيدًا تنهشك الذكرى، فلم تعد تعرف هل أنت هناك مع من ذهب أم أنك هنا مع من بقي، قد تصبح كائنًا شبحيًا على حافة الأشياء، لا يخص السماء ولا الأرض، زائر ومقيم، يهرب من الوقت لفمه حتى يبتلعه، وخديجة صارت هذا الكائن الشبحيّ الذي يحيا بين شهقة نهار وزفرة ليل متصلين، بطلة الفيلم البلجيكي «شبح مدار» للمخرج «باس ديفوس».

يبدأ الفيلم بداية موحية بطبيعته التأملية متمهلةً السرد، فلمدة دقائق يثبت الكادر على حجرة منزل بجوار نافذة مسدلة الستارة، لا شيء يتغير، سوى وقت يمر، نسمع أصوات الشارع الطبيعية خافتة، ولا تتغير سوى إضاءة الغرفة المنعكسة من النافذة، من نهار يتلاشى إلى غسق إلى ليل يشتد ظلامه تدريجيًّا، لتبدو غرفة شبحية الظلال، يتخلل ذلك صوت هامس لبطلة الفيلم، يهيؤنا لسرد داخلي يعمل في الأعماق.

خديجة امرأة في منتصف العمر من أصل عربيّ، عاملة تنظيف تعيش في بروكسل الباردة، ترتدي حجابًا، هذا ما يمكن أن نعرفه في لقطة ظهورها الأولى وما تلاها، ظهور صاخب الضحك مع زملاء عملها متحدثين جميعًا بالفرنسية، تكون آخر من يسكت بينهم، بمجرد ظهورها تتبعها الكاميرا، فترينا إياها أو ترينا ما ترى، كسرد ذاتي الزاوية، نتتبعها في حديثها وفي تنظيفها لمبنى عملها الواسع، وسط صمت متصل، تبدو ضائعة وسط الأماكن المتسعة عادة، تصور الكاميرا زوايا خاليةً حولها، في تتابع متكرر من الفوتومونتاج لهذا الخواء، بحركة سلسة هادئة، نتتبعها في مشاهد طويلة لا يحدث فيها شيء، ليبدو الزمن حيًّا، في بنية سردية تحتية، لا تحكي حكاية بل ما وراءها.

تركب خديجة المترو لتبدو وحدها في نهاية الليل، نتفقد الأماكن الخالية حولها، تكثر المقاعد الخالية التي تلتقطها الكاميرا، في عالم شتوي بارد، تغفو في عربة المترو في رحلتها الأخيرة لتصبح في طرف المدينة الآخر، بلا نقود ولا وسيلة عودة، ليأخذها هذا الخطأ لرحلة في عالم ليليّ، ربما سعت له في الحقيقة، فهي لا تبدو كمن يريد النجاة، لا نلمح قلقًا أو تلهفًا للعودة، بل تترك نفسها هائمة فيه كشبح، منساقةً لما تقابله، تسير في الشوارع، بألوان أضوائها المشبعة النابعة من الأشياء المحيطة، تقابل شخصيات ليلية تندمج في حوارات معها ويندمجون بعد صمت، في جمل بوحٍ قصيرة، حيث الليل محفّز للبوح وهي أيضا ودودةٌ تبعث على الارتياح، تطل الموسيقى متسربةً خافتةً قليلةَ الظهور بينما تعمّ الأصوات الحية الخافتة لكائنات الليل البارد، تبدو متلكئة يبتلعها كل ما تراه، تشارك الآخرين، نظراتها تبدو متلصّصة على اللا شيء، حالات ومواقف متعددة تمر بها، تجسد على بساطتها مذاق الرحلة والمغامرة، بروح واقعية سحرية، تبدو طيفًا هائمًا دافئًا، ليقابل ذلك إضاءة حساسة تدمج بين إضاءة الليل الزرقاء بشحوبها البارد وبين أضواء حمراء دافئة، كحالة مدارية تنتقل بين طرفين تجمعها بالعالم حولها.

تفصح الصورة والحالة عن نفسها بحوار قليل وحالة ملمحة، فما نعرفه عن خديجة معلومات شحيحة عابرة، فسيناريو الفيلم غني الطبقات، نفهم وحدتها وأن زوجها مات من عشر سنوات ولديها ابن وابنة، لا تظهر منهما إلا الابنة في لقطات بعيدة، نرى ببغاء في قفص كبير متسع، ليروي أحدهم أنهم كانوا أربعة فمات ثلاثة وبقي وحيدًا، لتطل حالة الفقد تعكس وتكمل ما لم يصرح به السيناريو، تهتم بالوحيدين، من مرت بهم في الطريق، كرجل مشرّد مريض وكلبه، تتساءل عن مصيرهما، بلا ظهور مباشر لتأثير الحجاب أو أصلها العربي، لكن اختلافها البادي يبعث شعورًا بالترقب والتشكك، ليمر الوقت دون تطرق لذلك، لا حالة دفاعية مباشرة، لكننا نرى خديجة متعففة ذات كبرياء، لم تجد نقودًا في ماكينة الصرف لكن أجابت العامل بأن كل شيء على ما يرام، نرى تواصلًا جيدًا مع الآخرين ومنهم، بلا تطرق لاختلاف، وحين تُصادف جارًا يبدو مرتابًا بها لمرورها عند منزل قديم، يحادثها متفاديًا النظر إليها، في تربص واستعلاء ضمني، سرعان ما يذوب مطمئنًا لها، فيعرض عليها العمل في منزلهم، لتعتذر بأنها لا تنظف الأماكن الخاصة.

تمضي رحلتها التي تدور في ليلة واحدة دون أحداث كبيرة، لكنها كشفت عن عالمها الداخلي من خارجها، وعن ثقافات متفاعلة، لتنتهي بعودة خديجة وحيدة لمنزلها، ليبدو خلع حجابها كالتعرية الدرامية، فنلمس أعماقها الحزينة التي تفرّ منها في الخارج، لترتديه خارجة من جديد، كمن تسكب نفسها في الزمن لتتلاشى، في حالة من التعاقب المداري بسرد عذب وشاعري عميق، تأخذنا في ثنائيات حواف متضادة تتراوح بين طرفين، يتشابكان بلا فرار؛ حضور وشبحية، الذات والآخر، الحاضر والذكرى، طرفا مدينة، الدفء والبرد، الأزرق والأحمر، والليل والنهار، حيث تعود بنا النهاية لنقطة البداية معكوسة، بلقطة المنزل الخاوي، لكن بتدرج ضوئي من الليل إلى النهار، كتعاقب مستمر بلا فِكاك.

 

####

 

كيف تختار وكيل مبيعات ناجحا لفيلمك؟

عرفة محمود

ينشر بالتعاون مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

اهتمت "أيام القاهرة لصناعة السينما" بأن تكون ثاني محاضراتها معنية بدروس من وكيل مبيعات أفلام شديدة الانتقائية، حاضر فيها وكيل المبيعات جابور جراينر الذى تحدث عن طريقة عمله كمسئول في إحدى شركات المبيعات قائلا: "لدينا 13 فيلما سنويا نتعامل فيها، والشركة بذلك تعتبر من الشركات متوسطة الحجم، وهناك شركات تتعامل في أرقام أكبر، وهى الشركات الكبرى حيث يتجاوز عدد معاملاتها إلى 100 فيلم سنويا، ولكنى هنا أتحدث عن النموذج الذى تستخدمه الشركات متوسطة الحجم، ففي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي نشارك بـ5 أفلام من دول مختلفة منها كندا والصين والجزائر وبولندا".

وأضاف جراينر : "ما أريد أن أقوله إن شركات البيع والتوزيع حلقة وصل مهمة بين المنتج والموزع، فهي تحاول أن تحقق هدفك في أن تجعل فيلمك يشاهده كل الناس، وفى مناطق مختلفة نحاول أن نجعلك ناجحا، فنحن نقوم بشراء حق الفيلم ونقوم بتسويقه في المهرجانات، وكذلك أكبر قدر ممكن من المناطق والشاشات المتلفزة، ويساعدك التعاقد مع شركة المبيعات على الحصول على العروض الأولى الحصرية للفيلم في المهرجانات أو منطقتك وهو واحد من أهم أدوار شركات المبيعات، حيث تشترى تلك الشركات كل الحقوق من المنتج وتقوم بالاتفاق مع المهرجانات الدولية من خلال شبكة علاقات تمتلكها مع كبرى المهرجانات مثل مهرجانات (كان وتورونتو وفينيسيا) وغيرها، لتعرض تلك الأفلام من خلالها، ولذلك ستجد شركة المبيعات لديها ملفاتها الخاصة التي تعمل عليها منذ أن يكون الفيلم فكرة تكتب إلى أن يرى النور، ومن تلك الملفات ملف الجمهور الذى تريد أن توجه له الفيلم".

وتابع: "لذلك تجد أن البوستر الخاص بالدعاية الذى تقدمه للموزع يختلف تماما عن بوستر الدعاية الذى يتم طرحه في الأسواق للفيلم، وبعد ذلك تأتى عملية البيع للفيلم والتي تدخل من خلال الموزع في الأسواق المحلية لعرض الفيلم".

وبعد ذلك تحدث جابريل عن بعض المصطلحات المختلفة والهامة في عملية شركات المبيعات منها أن مدة العقد الذى يتم إبرامه بين شركة المبيعات والمنتج تصل أحيانا إلى سبع سنوات، مردفا: "لأننا نعمل على المدى الطويل، وللمنتج الحق في أن يحتفظ ببلده كجهة عرض خاصة به، فمثلا هناك عملاء تأخذ الحقوق الآسيوية ونأخذ نحن باقي حقوق العرض في جميع بلدان العالم، وذلك لتحقيق أكبر قدر من الانتشار لفيلمك، أما المصطلح الثاني فهو مصطلح اقتصادي خاص بالنفقات التي ندفعها كشركة للجهة المنتجة قبل عرض الفيلم".

واستطرد: "إن كنا قادرين على استرداد تلك الأموال من عدمها، وهناك أيضا نفقات شبكة التوزيع والتي لابد أن نضع سقفا لها وأن نقوم بمراجعة تلك النفقات ونحدد الأشياء الضرورية، وهناك أيضا الدعاية الدولية للفيلم والخاصة بتقديم وعرض ملخصات مكتوبة في جرائد دولية كبيرة".

وأضاف: "التكاليف الخاصة بتلك العمليات دائما ما نحصل عليها من الإيرادات الأولى للفيلم وبعدها نحصل على نسبتنا المتفق عليها مع شركة الإنتاج وباقي المبلغ يعود إلى المنتج، لكن من الضرورى أن تعرف كيف تختار وكيلا جيدا لشركة مبيعاتك، وأى الأفلام تقبلها ومع من تتحدث، فهناك عملية ربط دائمة ما بين شركات المبيعات ووكلائها والمتعاملين معهم فلابد من البحث عن شركات التسويق الدولى ومعرفة إن كانت هذه الشركات رسمية أو غير رسمية كذلك معرفة إذا ما كانت ذوق هذه الشركة يتماشى مع طبيعة ما يقدمه فيلمك من عدمه".

 

####

 

نقطة الانطلاقة لـ«القلم الرصاص» من «القاهرة» في عرضه الأول عالميا

عبدالله محمد

ناتاليا نازاروفا: السينما الروسية ليست عنيفة بل هي انعكاس للواقع

أعقب عرض الفيلم الروسي "القلم الرصاص" للمخرجة ناتاليا نازاروفا، ندوة لمناقشة الفيلم مع الجمهور، وأدارت الندوة أروى تاج الدين، بمسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية، بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته 41، والذي شهد نقطة الانطلاقة للفيلم في عرضه الأول عالميا.

في البداية، أعربت المخرجة ناتاليا نازاروفا، عن سعادتها بوجود جمهور في عرض فيلمها بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث يعتبر هذا العرض الأول عالميا للفيلم.

ويعبر الفيلم عن هؤلاء الأشخاص والأطفال في ضواحي شمال سان بطرسبرج الذين يعيشون في حالة من الخوف والعنف من قبل رجال العصابات الخطيرة بهذه الضواحي.

وعن قصة الفيلم تقول المخرجة: "القصة قريبة من الواقع في روسيا؛ لأن الأطفال في تلك المناطق يتعاملون مع بعضهم البعض بشكل عنيف وصعب، وهي قصة حقيقية وأبطال العمل ليسوا جميعهم ممثلين محترفين إلا أن هناك من قام بالتمثيل من نفس القرية التي وقع عليها الاختيار".

وعن وقت العمل أجابت: "لقد استغرق العمل على تصوير الفيلم نحو شهر تقريبا، لكن التحضير كان على مدار سنة كاملة، الفيلم جزء منه واقعي جدا".

وعن الأخ الأصغر لأحد رجال العصابات، تقول ناتاليا نازاروفا: "الأخ الصغير ميتشا رجل سيئ لكنه ليس رجل خطير هو تأثر بأخيه أخطر رجل عصابات، ونرى في النهاية أنه قد تغير وكان يمنع أخيه من ضرب المعلمة وهرب وتركه بعدما قتلها".

وردا على سؤال بأن أغلب الأفلام الروسية صعبة كونها تحمل عنفا للأطفال؟، قالت لتجيب ناتاليا: "ببساطة هذا هو الواقع في تلك المناطق وهي بهذا الشكل وهذا العنف".

وتقول المخرجة ردا على سؤال لماذا لا أحد يقاوم هؤلاء: "لا أحد يستطيع أن يقف أمام رجال العصابات فالأطفال جزء من عصابات كبيرة لأنهم يخافوا من التنظيمات الكبيرة، والشرطة لا تقترب منهم".

 

####

 

المخرجة باربرا باز: «بابينكو» فيلم عن الحياة وليس الموت

عبدالله محمد

باربرا باز: أردت أن أقول لـ«هيكتور بابينكو» وداعا

أعقب عرض الفيلم الوثائقي "بابينكو: أخبريني عندما أموت"، بحضور مخرجة الفيلم باربرا باز بمركز الإبداع بدار الأوبرا، في فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته 41، جلسة لمناقشة الفيلم أدارها بسام حبيب.

كان من الحضور سفير البرازيل وحرمه، ووجهت المخرجة الشكر لهم قائلة: "أود أن أشكر معالي سفير البرازيل وحرمه على قدومهما والمشاركة"، كما عبر السفير عن إعجابه الشديد بالفيلم وشكرها عليه برغم كل المعاناة في تلك الرحلة.

وقالت المخرجة الفيلم، وهو عن الحب بشكل عام: "هو عن حياة زوجي وشريكي، المخرج هيكتور بابينكو، الفيلم عبارة عن الذكريات وليس الموت، وهو يتناول مراحل المرض والإصابة بالسرطان وبعض الذكريات".

وأكدت باربرا: "لقد عانيت من ألم الفراق وأنا صغيرة ففقدت والداي وكنت صغيرة جدا، فالموت رغم أنه شيء طبيعي بالنسبة للجميع إلا أنه صعب، وأنا هنا أحاول أن أعيش الحياة بمساعدة الفن".

علقت المخرحة على ظهور الفيلم بالأبيض والأسود، قائلة: "الفيلم بالأبيض والأسود لأنني أردت أن أتكلم عن الذكريات وعن الخسارة، وهذه الأشياء جميعها يعبر عنها اللون الأبيض والأسود من حيث اللغة السينمائية"، مؤكدة: "الفيلم عن الحياة وليس الموت" .

وعن الفترة الزمنية التي استغرقت تصوير الفيلم، أوضحت أنه استغرق 7 سنوات ما بين العمل والتوقف.

وأضافت: "لقد اخترت الفلاش باك لأنه عن ذكرياته وعن حياته هو، واخترت بنفسي بعض مقاطع من الكواليس التي كانت موجودة في أفلامه التي قام بإخراجها في مسيرته الفنية"، ذاكرة أنها أعدت الموسيقى بنفسها من أجل زوجها.

وعن سؤال أحد الجمهور عن النهاية الغريبة أجابت: "قصدت النهاية لأقول له وداعا، وأنا أتبعه بهذه النهاية لأن الحب لا يموت فهو كان بمثابة كل شيء لي بعد أمي".

وعن الاستعانة بالممثل الأمريكي المشهور ويليم دافو، قالت: "الممثل كان يقوم بدور هيكتور بعدما قام بعملية أولى فوجئ برجوع السرطان مرة أخرى، فكان يجسد رحلة المرض هذه"، مضيفة: "لقد كان دائما ما يحب أن يحكي الحكاية ولهذا الفيلم حكاية عن حياته، وأرى أن روحه لازالت معي حتى لو كان جسده في مكان آخر".

 

الشروق المصرية في

23.11.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004