كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

"شبح مدار" رحلة لامرأة وحيدة في ليل بروكسل البارد

سعد القرش

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الحادية والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

الفيلم عن تفاصيل صغيرة تجد البطلة نفسها منخرطة فيها، ساعية إلى معرفة مدينة تقيم فيها في رحلة ليلية تسبر فيها أغوار نفسها.

في الفيلم الوثائقي المصري "احكيلي" الفائز بجائزة الجمهور في مهرجان القاهرة السينمائي 2019، تقول الأم لابنها يوسف شاهين، خال المخرجة ماريان خوري، إنها لا ترى في صناعة فيلم وثائقي عن العائلة فكرة تستحق الاهتمام، لأنها "عائلة بسيطة"، تخلو حياتها من الأحداث الكبيرة، فلا جريمة ولا طلاق.

ولكن شاهين، الذي صنع من حياته ومن سيرة العائلة عدة أفلام روائية بداية من “إسكندرية ليه؟”، يوضح لأمه أن الجرائم وقصص الطلاق تصنع دراما سخيفة وتافهة، وأن التفاصيل البسيطة والصغيرة تصنع دراما أكثر عمقا. وإلى هذا النوع الذي قصده يوسف شاهين ينتمي الفيلم البلجيكي “شبح مدار” الفائز بجائزة الهرم الفضي في مهرجان القاهرة السينمائي الذي اختتم 29 نوفمبر الماضي.

الليل ملهم الفنانين، هكذا رسم المخرج البلجيكي باس ديفوس في فيلمه "شبح مدار" جدارية لليلة واحدة في شتاء العاصمة البلجيكية بروكسل، بألوان تتراوح بين الأسود ودرجات الرمادي، من ديكور الأثاث في النزل، ومن ثياب بطلة فيلمه، خديجة، ومن ردهات المستشفى، ومن ظلال البنايات وما بقي مفتوحا من المحال التجارية.

رحلة في ليل المدينة لامرأة وحيدة تصنع فيلما هامسا مراوغا يبدو كأنه تحضير لفيلم، فلا لغز تسعى إلى فك شفرته، ولا مشكلة تؤرقها وننتظر أن تجد لها حلا. وإنما هي تفاصيل صغيرة تجد خديجة (الممثلة الفرنسية ذات الأصل الجزائري سعدية بن طيب) نفسها منخرطة فيها، من دون قصد أو تخطيط، وتسعى إلى معرفة مدينة تقيم فيها، تقيم وكأنها لا تعيش فيها. وبهذه الرحلة الليلية تعرف نفسها أكثر.

يبدأ الفيلم بمشهد ثابت لأثاث بسيط في غرفة متواضعة ينسحب منها تدريجيا ضوء النهار القادم من نافذة لا تحول دون اقتحام الصخب. ويستغرق المشهد بضع دقائق تمهّد المشاهد لمتابعة فيلم إيقاعه الهادئ جزء منه، هو إيقاع يحثّ المشاهد على الإنصات إلى صوته الداخلي، وأن يغمض عينيه ويتأمل ذاته أيضا، ثم يفتح عينيه فلا يفاجأ بحلول الليل، فالليل يأتي ومعه خديجة عاملة نظافة، ذات الأصل العربي، بصحبة زملاء في جلسة صاخبة بالنقاش العفوي والضحك.

اكتمال أنشودة البساطة

في المشاهد الأولى تقترب الكاميرا من خديجة، في لقطات مقربة توحي بالرضا والتصالح النفسي، ثم نتابعها تؤدي عملها وهي في “الحجم” الطبيعي لامرأة وحيدة، صغيرة وسط مساحات وأماكن واسعة وبنايات ضخمة.

وتستقل المترو في رحلته الأخيرة، للعودة إلى بيتها، ومن الإرهاق تغفو، وتدريجيا تخلو من حولها المقاعد، لتفيق في نهاية الخط، وليس معها نقود تسمح لها باستقلال تاكسي، فتضطر إلى العودة سيرا على قدميها، وتمنعها كبرياؤها عن مدّ يدها إلى أحد، بعد أن جرّبت ماكينة صرف النقود في الشارع ولم تجد رصيدا، وقالت لأحدهم إن كل شيء على ما يرام.

المرأة التي بدت صغيرة وسط الكيانات الكبيرة ستكون في الليل مجرد شبح غير مرئي. وتقرّر خديجة أن ترى، وأن تجرب حقها في اكتساب المعرفة بمدينة “تقيم” فيها منذ نحو عشرين عاما، ومنعتها رتابة الحياة أن “تعيش” وتدرك جوانب كثيرة منها.

واختار مخرج الفيلم، انطلاقا من هذه المصادفة، أن نرى بروكسل أخرى، صوّرها بنعومة وحنوّ ودفء مدير التصوير جريم فاندكيرشوف بعيني امرأة خمسينية محجبة، تخوض في الأضواء والعتمة، وتقابل صنوفا من البشر يتوجب عليها أن تساعدهم، أو تدل آخرين من الممرضين في مستشفى أو من رجال شرطة على مساعدتهم.

وهكذا تشعر في شتاء المدينة بالدفء والفاعلية، وبأنها قادرة على المغامرة ولو بدخول بيت قديم خال إلاّ من ضوء شحيح، ثم يصادفها أمام البيت رجل ويرتاب فيها، ويتفادى المخرج الإشارة إلى أن مصدر الشك هو هيئة خديجة وثيابها الدالة على ديانتها، ولا تتردّد خديجة في القول إنها عاملة نظافة، ويعرض عليها الرجل أن تعمل في بيته، فتقول بكبرياء إنها لا تنظف الأماكن الخاصة.

لا تتخلى خديجة عن سكينة روحية تلازمها وتمدّها بمحبة الأرواح الوحيدة، بداية من مشرّد ينام في الشارع ويحتاج إلى رعاية، وببغاء في قفص يعيش وحيدا بعد موت ثلاثة ببغاوات كانت تؤنسه في القفص.

لوحة ليلية متقشفة

خديجة أيضا وحيدة منذ مات زوجها وترك لها ابنة مراهقة لا نسمعها ولا نراها عن قرب، وتكاد ابنتها تكون ضمن، أو مثل، مراهقين يتناولون الخمور في الشارع، وتتبعهم خديجة بصمت وشفقة من حيث لا يرونها، مثل شبح يراقب الناس ولا يشعرون به. ثم تذهب إلى شرطي لتنبهه إلى أن أحد المحال يبيع الخمور لمراهقين دون السن القانونية.

بروكسل في فيلم “شبح مدار” ليست باريس التي كانت مسرح أحداث فيلم وودى آلن “منتصف الليل في باريس”، كما تختلف عن القاهرة التي دارت فيها أفلام كثيرة في ليلة واحدة، ومنها “ليلة ساخنة” لعاطف الطيب، و”أرض الأحلام” لداود عبدالسيد، و”الفرح” لسامح عبدالعزيز، و”ليل خارجي” لأحمد عبدالله السيد.

في معظم هذه الأفلام حمولة فكرية ترهق الفيلم، رسائل تتغذّى عليها الدراما بأنصبة جائرة على الفن أحيانا، عبر مُخرج يبدو كليّ المعرفة، يستعين بجموع من البشر يوزّع عليهم ما يؤرقه أو يتمناه، بأدوات مختلفة لونية وصوتية وحوارية.

ولكن مخرج فيلم “شبح مدار” يوحي بالتخلي عن هذه المعرفة الكلية، ويستغني عن ثراء بصري تتمتّع به المدينة، ويرسم لوحة ليلية متقشفة، فيها فراغات يملؤها المشاهد المتفاعل مع بطلة تبدو، في أغلب المشاهد، صامتة صمتا أبلغ من “الكلام”. وتنتهي الرحلة بعودة خديجة إلى المنزل، ويغلق القوس بمشهد البداية معكوسا، حيث تشرق الشمس ويغمر الضوء أثاث الغرفة، لتكتمل أنشودة البساطة.

روائي مصري

 

العرب اللندنية في

12.12.2019

 
 
 
 
 

المخرج مهند حيال: حولنا ساحة التحرير في بغداد... ميدانا سينمائيا

فاز فيلمه الاول "شارع حيفا" بجوائز في مهرجاني القاهرة وكوريا الجنوبية

هوفيك حبشيان  

مهند حيال مخرج عراقي فاز في الدورة الـ 41 من مهرجان القاهرة السينمائي بجائزتين (أفضل فيلم في مسابقة آفاق السينما العربية وأفضل ممثّل) عن فيلمه الروائي الطويل الأول "شارع حيفا" الذي كان حاز أيضاً جائزة مرموقة في مهرجان بوسان (كوريا الجنوبية). يحاكي الفيلم يوميات العنف الطائفي في بغداد العام 2006، ملتقطاً لحظة الصراع المسلّح بين الطوائف، ممثلةً بعصابات تحكم الشارع وتسيطر عليه، في غياب تام للشرعية. الفيلم عن لحظة المواجهة المسلّحة تلك من خلال شخصية القنّاص الذي يضطلع بدوره علي تامر. عن النيّات السياسية والجمالية لعمل يشي بولادة فنّان مهموم بما حل بوطنه، كانت هذه المقابلة مع مهند حيال المتحمّس جداً لما يجري حالياً في العراق.

·        هذا أول فيلم روائي طويل لكَ. في أي إطار إنتاجيّ قدّمته؟

-أحياناً، تبدو الأشياء كأنّها ضرب من المستحيل، كأن تصنع فيلماً في العراق. الدولة ليست سبباً للتعطيل، ففي بغداد تُصنع الأفلام من دون رقابة. توقَّف الإنتاج السينمائي من العام 1990 حتى 2003، وبعد تلك المرحلة، أصبحت كلّ المبادرات فرديّة. نظام الدولة متخلّف ، وإن كان ثمة من إنتاج، فإنّ السينما في آخر الأولويات. العراق مؤسَّسٌ أدبياً بشكل جيّد جداً، لكنّه هشّ سينمائياً. المسؤولية أيضاً يتحمّلها سينمائيون، لا الدولة فحسب. تسعون في المئة من السينما العراقية كانت سينما دعائية للسلطة. بعد 2003 تحرّك المشهد، لكنّنا انتقلنا من مرحلة البروباغندا للسلطة إلى البروباغندا للضحايا. لم تخرج أفلام تحاكي أسس المجتمع وبنيته المهشمة، وتجسد هذا العنف الهائل. الظروف بالغة الصعوبة. أنا مثلاً، صوّرت الفيلم مع أصدقائي. تخيل أن مدير التصوير شاب عمره 19 سنة فقط. ممثلون أمام كاميرا للمرة الأولى. هؤلاء اليافعون هم صناع ثورة اليوم. أجهزتنا بسيطة والإنتاج متواضع. وحين هممت إلى طلب مساعدات مالية، لم يثق أحد بإمكان تصوير فيلم في العراق. لهذا تطلب التصوير نحواً من 5 سنوات. في الحقيقة، إن 25 دقيقة من الفيلم لم نستطع تصويرها.

·        ما خطورة تصوير فيلم عن الطائفية والعنف والكراهية في بلد مثل العراق؟

-السلطة لا تمارس الرقابة كما أخبرتك. هذا ما يقتضيه الدستور. في النهاية، يجب أن نتجرّأ. المجتمع البغدادي منذ 2006 غارق في طقوس الجثث. خمس مفخخات يومياً و50 جثة مجهولة الهوية. بلغ الاستهتار حدّ تكليف شركة لانتشال الموتى عن الطرق. تواطؤ رهيب بين السلطة الحاكمة وسلطة الاحتلال آنذاك. كان الأفغاني زلماي خليل زاد، من منصبه سفيراً لأميركا، يقرأ المشهد على أنّه "توازن رعب". قالها هكذا، بصريح العبارة. الناس يموتون بطريقة بشعة. في العراق، يتحكّم ممثلو الطوائف بالأعناق. أكثر من 20 قومية في هذا البلد، والعائلات تتداخل. السياسيون حين يتطلّعون إلى العراق في كونه شيعياً أو سنّياً أو مسيحياً أو إيزيدياً أو كردياً أو صابئاً، فهم بذلك يقتلون الهوية الوطنية ويتّجهون في اتجاه الهوية الفرعية القائمة على الصراع مع الآخر. ثم إنّ السينما العراقية خجولة، على عكس الأدب والرواية والشعر والمسرح. كلّها تتناول القضايا بجسارة. المسرح العراقي يتمتّع بهامش حرية، على عكس السينما. كانت لحظة قرار صعبة وجريئة أن أنجز فيلماً وسط هذه الاستحالات. لم أُخضعه للخطوط الحمر الجاهزة في الأفلام العراقية، وتصوّري أنّ الجيل الجديد في السينما العراقية بعد 2010 ذاهب في هذا الاتجاه. سينما محايدة لكن قاسية.

·        الشخصية الرئيسية في الفيلم قنّاص، ما الذي أغواك فيها؟

-أبطال الحرب الأهلية الطائفية في "شارع حيفا" قنّاصون. سكن هذا الشارع أساتذة جامعات ومهندسون وأطباء. وأيضاً أستاذتنا في كلية الفنون الجميلة. أي الطبقة الوسطى البغدادية. فجأة، تحوّل واحداً من أخطر شوارع الحرب الأهلية، وسط انتشار مخيف للقنّاصين على السطوح. بعضهم عمل لمصلحة النظام البعثيّ في سوريا، وهذا معلن. وقنّاصون آخرون مع "القاعدة". الفيلم يمكث وسط ضجيج من القنّاصين، على الرغم من ذلك، هو ليس فيلماً عن القتل. إنّه عن الضغط النفسي. أردت وضع الناس تحت الضغط. القصة ليست مهمّة، ولا التفاصيل. المهم زج الناس داخل الحدث، فيشعرون بالضغط، وبأنهم أشبه بجسر بين مشهد ومشهد. الشاب علي تامر أدّى دور القنّاص. هو أحد شبابنا الممثلين، وقد كان مساعد مخرج. بعد الكاستينغ، وجدنا أنّه الممثل المناسب. هو من منطقة سكنتها الميليشيات، فاطّلع على نماذجها، واستطاع تعرية القنّاص وجعله من دون هوية. برأي، هذا نجاح لي.

·        يبدو الفيلم كأنه "ورطة" إلى درجة كبيرة بالنسبة إلى من هم مقربون منك، كأن صناعه يختزلون السينما العراقية.

-إنّهم الجيل الجديد من السينما العراقية. حين تهمّ لصناعة فيلم، بصرف النظر عن النظرة التقويمية حياله، تتطلّب جرأة الطرح المغاير أناساً تقاتل معهم. يؤمنون بك. فاخترت أصدقائي. هالة المنتجة من أقرب الناس إليّ. هي صديقتي في الكتابة. علي رحيم المنتج والمونتير أيضاً من الأقرب إليّ. كذلك أسعد عبد المجيد ويمنى مروان. إننا عائلة. جميل هذا الجدل الثقافيّ بيننا، المولود مع كلّ لقطة. استطعنا إيجاد سيستم جديد، فصنعنا الفيلم بالحوار. نعلم أنّ اعتمادنا الطريقة الاحترافية في السينما غير ممكن، فنحن نفتقد هذه الأدوات. تذكّر عُمر المصوّر 19 سنة…

·        في الفيلم عنف هائل. مقاربتك للعراق قاسية، شديدة العنف. هل هذه رؤيتك لمشهدية الوضع السابق والحالي؟

-حكمت العراق سلطة مخيفة هي السلطة البعثية، والان سلطة أخرى هي السلطة الدينية. حرب وحصار، ثم حروب طائفية شرسة، فمن دول الجوار والدول الكبرى. ماذا تنتظر من الفرد العراقي؟ سيكون حتماً عنيفاً. هذا العنف مشهدية مشتركة في البلدان العربية جميعها. نحن حين نتكلّم، نتكلّم بصوت عال. مغمّسون بالعنف. راقب عيون الناس حين تسير في الشارع العربي، وستشعر بالشرر يتطاير. الناس مدمَّرة تماماً. بنية هذه المجتمعات منخورة. إذا لم تتجرأ السينما على الحديث عن هذه الأشياء بجرأة وصراحة وقساوة، فما مَهمّتها؟ في النهاية، لست مع سينما المجاملة. أحب ميشائيل هانيكه ونوري بيلغي جيلان.

·        هل من أمل وخلاص بالانتفاضة المستعرة اليوم في العراق؟

-بالتأكيد! انتفاضة تشرين أسقطت كلّ الأيديولوجية والنظريات التي مورست بعد 2003 وسببها الغباء الأميركي أو الإيراني. كلاهما لم يعرف كيفية التصرّف. لم يتّعظ من صدام ومن قبله. العراق بلد من عشرين قومية وأكثر من لغة، وثقافة عظيمة عمرها يزيد على سبعة آلاف سنة. حين تعامله بمنتهى السطحية، وتصنّف أفراده انطلاقاً من كونهم سنّة وشيعة وسواهما، فستجني هذه الثمار. شباب الانتفاضة اليوم يرفعون شعار الوطن الحقيقي. يسمونهم في بغداد "الزعاطيط" (صغار السنّ)، أو سوّاقي التكتك. لافتة رائعة مرفوعة في التظاهرات كتب عليها "سوف يكتب التاريخ أنّ الدبابة الأميركية جاءت بكم، فأخرجكم سوّاق التكتك". هذا الجيل أسقط الانتماءات الطائفية. 800 شهيد حتى اللحظة. 800 شاب. هذه ديموقراطية؟ هذه فضيحة دم. 17 ألف جريح. تخيّل مقدار العنف الذي يُمارَس. بغداد بكاملها اليوم تعلن عصياناً مدنياً. من قلب الانتفاضة، نعرض أفلاماً. حوّلنا ساحة التحرير مسرحاً وسينما. ونحضّر أيضاً لحفلات ميلادية. باقون، باقون!

 

الـ The Independent  في

18.12.2019

 
 
 
 
 

فتح باب المشاركة حتى 20 يناير.. و100 ألف دولار للمشروعات الفائزة

«القاهرة السينمائي» يطلق برنامجا لدعم إنتاج الأفلام المصرية القصيرة بالتعاون مع منصة «Viu»

يعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن بدء التعاون والشراكة مع منصة Viu للبث الترفيهي، في خطوة جديدة تهدف إلى دعم المواهب المصرية الواعدة في صناع الأفلام القصيرة، عبر "برنامج Viu لدعم إنتاج الأفلام القصيرة" ومنصة أيام القاهرة لصناعة السينما، وبموجب هذه الشراكة يتم تقديم دعم مادي تصل قيمته إلى 100 ألف دولار، إلى ثلاثة مشاريع على الأقل.

وكشف "القاهرة السينمائي"، عن فتح الباب للمشاركة في البرنامج، أمام كافة صناع الأفلام المصريين، أو ذوي الأصول المصرية، الذين يملكون سجلا إبداعيا متفردا من الأعمال الفنية غير الاحترافية، ويتعين على المشاركين تقديم نصوص أصلية في مراحل تطويرها الأخيرة، فضلا عن التعاقد مع شركة إنتاج لإطلاق العمل، على أن يكون آخر موعد لاستقبال المشروعات 20 يناير المقبل.

وفقا للمبادرة المشتركة التي تجمع بين Viu ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يتم تقييم الأعمال المتقدمة واختيار أسماء الفائزين في المسابقة خلال الربع الأول من 2020، عبر لجنة تضم عددا من الشخصيات البارزة وخبراء القطاع السينمائي، وذلك بناءً على مجموعة محددة من المعايير والشروط، التي يمكن الاطلاع عليها والتقديم عبر هذا الرابط:

وأوضح مهرجان القاهرة، أن الأفلام المختارة ستحمل علامة "إنتاجات Viu الأصلية"، وسوف تحظى بفرصة المشاركة في العديد من المهرجانات الدولية، قبل طرحها بشكل حصري على منصة Viu.

المنتج والمؤلف محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أعرب عن سعادته بالتعاون مع منصة Viu، الذي تمنح بموجبه فرص تمويل جيدة للمواهب الجديدة في صناعة السينما المصرية، وتقديم إنتاج متميز من الأفلام القصيرة تحت إشراف المتخصصين في القطاع السينمائي، مضيفا: "هذا جزء من مسؤولية المهرجان تجاه صناعة السينما المصرية والعربية، لتعود إلى عصرها الذهبي، عبر توفير المزيد من الدعم، الذي يساعد في تنفيذ مشاريع الأفلام".

من جانبه قال وسام قطان، نائب رئيس منصة Viu لمنطقة الشرق الأوسط: "نهدف من خلال تعاوننا مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إلى تزويد صناع الأفلام الصاعدين بالبنية التحتية اللازمة عبر إطلاق هذه المسابقة المميزة، التي تسهم في ترسيخ دور VIU الرائد في تحفيز قطاع إنشاء المحتوى الإقليمي، من خلال إيصال صوت المبدعين الصاعدين ومنحهم الفرصة لاستعراض أفلامهم أمام خبراء القطاع، فضلا عن عرضها حصريا عبر منصتنا".

وتجدر الإشارة إلى أن Viu قامت بتوسيع انتشارها مع إطلاق خدمة البث الرقمي في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وسلطنة عمان والأردن ومصر مطلع عام 2017. ومنذ ذلك الحين، أطلقت المنصة مجموعة واسعة من الإنتاجات العربية الأصلية، ومع البث الحالي للكثير من الإنتاجات المحلية، إلى جانب العديد من الأعمال قيد الإنجاز، سجلت المنطقة تقدما ملحوظا بهذا الإطار، مع تزايد مستوى تمثيل المواهب المحلية والإقليمية ضمن قطاع صناعة الأفلام.

 

الشروق المصرية في

19.12.2019

 
 
 
 
 

رئيس مهرجان القاهرة السينمائي ضمن قائمة "فاريتي" لأكثر 500 شخصية مؤثرة

سارة نعمة الله

أعلنت مجلة "فاريتي" الأمريكية قائمتها السنوية لأكثر 500 شخصية مؤثرة الذين يشكلون صناعة الإعلام والترفية في العالم، وكان من بين هذه الشخصيات، المنتج والسيناريست المصري محمد حفظي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ورجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس مهرجان الجونة السينمائي .

يتم اختيار القائمة من قبل هيئة تحرير المجلة، التي تجري أبحاثاً شاملة لاختياراتها، لتعكس إنجازات الشخصيات الـ500 على مدار ١٢ شهرًا الماضية.

وتضم القائمة عددا من الشخصيات البارزة في صناعة الترفيه حول العالم، أبرزها روبرت إيجر، المدير التنفيذي لشركة والت ديزني، والإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري، والمخرجان العالميان مارتن سكورسيزي، وستيفين سبيلبرج، وتيد ساراندوس كبير مسئولي المحتوى في شبكة نتفليكس، كما تضم من العالم العربي عددا من الشخصيات منها تركي الشبانة، وزير الإعلام في المملكة العربية السعودية، جانلوكا شقرا فرونت المدير التنفيذي لشركة فرونت، ومريم عيد المهيري الرئيس التنفيذي لهيئة المنطقة الإعلامية وشركة " twofour54"، وفاطمة حسن الرميحي، المديرة التنفيذية لمعهد الدوحة السينمائي.

وأبرزت "فاريتي" اختيار محمد حفظي كأصغر رئيس ل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ودوره في إحياء المهرجان، بعد أن كان قد فقد بريقه بسبب الاضطرابات السياسية التي مرت بها مصر خلال سنوات ما بعد 2011، كما أشارت لاختياره عضواً للجنة تحكيم مسابقة آفاق في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، كما أشادت بإنتاجه عددًا كبيرًا من الأفلام التي حازت إشادة النقاد، وإعجاب الجمهور، ومنها "يوم الدين" الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي قبل عامين.

ومن جانبه، أعرب محمد حفظي، عن سعادته وفخره باختياره ضمن قائمة مجلة فاريتي السنوية ضمن 500 شخصية مؤثرة في 2019، من رواد الأعمال في صناعات الإعلام والترفيه، إلى جانب 8 شخصيات عربية، من بينهم رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، مؤكدا أن فخره بهذا الاختيار يزداد لاقتران اسمه ب مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يتولى رئاسته منذ 2018.

 

####

 

"القاهرة السينمائي" يتعاون مع منصة Viu في إطلاق برنامج دعم إنتاج الأفلام القصيرة

سارة نعمة الله

يكشف مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عبر منصة أيام القاهرة لصناعة السينما، عن بدء التعاون والشراكة مع منصة Viu للبث الترفيهي، في خطوة جديدة تهدف إلى دعم المواهب المصرية الواعدة في صناع الأفلام القصيرة ، عبر "برنامج Viu لدعم إنتاج الأفلام القصيرة "، وبموجب هذه الشراكة يتم تقديم دعم مادي تصل قيمته إلى 100 ألف دولار، إلى ثلاثة مشاريع على الأقل.

وبهذه المناسبة يعلن "القاهرة السينمائي"، عن فتح الباب للمشاركة في البرنامج، أمام كافة صناع الأفلام المصريين، أو ذوي الأصول المصرية، الذين يملكون سجلاً إبداعياً متفرداً من الأعمال الفنية غير الاحترافية، ويتعين على المشاركين تقديم نصوص أصلية في مراحل تطويرها الأخيرة، فضلاً عن التعاقد مع شركة إنتاج لإطلاق العمل، على أن يكون آخر موعد لاستقبال المشروعات 20 يناير المقبل.

ووفقا للمبادرة المشتركة التي تجمع بين Viu و مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يتم تقييم الأعمال المتقدمة واختيار أسماء الفائزين في المسابقة خلال الربع الأول من 2020، عبر لجنة تضم عدداً من الشخصيات البارزة وخبراء القطاع السينمائي، وذلك بناءً على مجموعة محددة من المعايير والشروط.

جدير بالذكر، أن الأفلام المختارة ستحمل علامة "إنتاجات Viu الأصلية"، وسوف تحظى بفرصة المشاركة في العديد من المهرجانات الدولية، قبل طرحها بشكل حصري على منصة Viu.

من جابه، أعرب المنتج والمؤلف محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن سعادته بالتعاون مع منصة Viu، التي تمنح بموجبه فرص تمويل جيدة للمواهب الجديدة في صناعة السينما المصرية، وتقديم إنتاج متميز من الأفلام القصيرة تحت إشراف المتخصصين في القطاع السينمائي، مضيفاً أن هذا جزء من مسئولية المهرجان تجاه صناعة السينما المصرية والعربية، لتعود إلى عصرها الذهبي، عبر توفير المزيد من الدعم، الذي يساعد في تنفيذ مشاريع الأفلام.

وأضاف وسام قطان، نائب رئيس منصة Viu لمنطقة الشرق الأوسط: "نهدف من خلال تعاوننا مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إلى تزويد صناع الأفلام الصاعدين بالبنية التحتية اللازمة عبر إطلاق هذه المسابقة المميزة، التي تسهم في ترسيخ دور VIU الرائد في تحفيز قطاع إنشاء المحتوى الإقليمي، من خلال إيصال صوت المبدعين الصاعدين ومنحهم الفرصة لاستعراض أفلامهم أمام خبراء القطاع، فضلاً عن عرضها حصرياً عبر منصتنا".

وتجدر الإشارة إلى أن Viu نجحت بتوسيع انتشارها مع إطلاق خدمة البث الرقمي في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وسلطنة عمان والأردن ومصر مطلع عام 2017، ومنذ ذلك الحين، أطلقت المنصة مجموعة واسعة من الإنتاجات العربية الأصلية، ومع البث الحالي للكثير من الإنتاجات المحلية، إلى جانب العديد من الأعمال قيد الإنجاز، سجلت المنطقة تقدماً ملحوظاً بهذا الإطار، مع تزايد مستوى تمثيل المواهب المحلية والإقليمية ضمن قطاع صناعة الأفلام.

تعد Viu منصة بث ترفيهي رائدة في المنطقة تتولى إدارتها مجموعة بي سي سي دبليو العالمية، التي تقدم خدماتها ضمن 17 سوقاً وقطاعاً إعلامياً بما في ذلك هونج كونج وسنغافورة وماليزيا والهند وإندونيسيا والفلبين وتايلاند وميانمار إلى جانب دول جنوب إفريقيا والشرق الأوسط مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والبحرين والعراق والأردن والكويت وعمان وقطر.

يساهم المحتوى المرئي المميز الذي تقدمه المنصة بدءا من البرامج التليفزيونية والأفلام الأصلية والإنتاجات المحلية المميزة بإمتاع الملايين من المشاهدين والمشتركين بالمنصة يومياً.

تفخر منصة Viu بتقديمها إنتاجات قصصية وأعمال ذات جودة إنتاج عالمية رائدة، كما توفر الفرص للمواهب المحلية وتفتح أمامهم المجال لعرض مهاراتهم وإمكانياتهم على الصعيد العالمي، بالإمكان متابعة محتوى المنصة عبر تطبيق Viu المتاح مجاناً عبر App Store وGoogle Play عبر الأجهزة المتصلة مع شبكة الإنترنت مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، بالإضافة إلى موقع المنصة على شبكة الإنترنت www.Viu.com.

أما أيام القاهرة لصناعة السينما فهي منصة انطلقت فعالياتها للمرة الأولى ضمن الدورة الـ40 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بالشراكة مع مركز السينما العربية، وتقدم للمشاركين فيها فرصاً مهمة للنقاشات والاجتماعات وورش العمل والورش التدريبية، بالإضافة إلى الشراكة بين المواهب العربية والأسماء المرموقة في صناعة السينما الإقليمية والدولية من خلال ملتقى القاهرة السينمائي، وذالك بهدف تقديم دعم أكبر للسينما العربية.

 

بوابة الأهرام المصرية في

19.12.2019

 
 
 
 
 

محمد حفظي ضمن قائمة «فاريتي» لأكثر 500 شخصية مؤثرة في صناعة الترفيه

كتب: علوي أبو العلا

أعلنت مجلة «فاريتي» الأمريكية قائمتها السنوية لأكثر 500 شخصية مؤثرة ويشكلون صناعة الإعلام والترفيه في العالم، وكان من بين هذه الشخصيات، المنتج والسيناريست المصري محمد حفظي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ورجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس مهرجان الجونة السينمائي.
يتم اختيار القائمة من قبل هيئة تحرير المجلة، التي تجري أبحاثاً شاملة لاختياراتها، لتعكس إنجازات الشخصيات الـ500 على مدار ١٢ شهرًا الماضية.

وتضم القائمة عددا من الشخصيات البارزة في صناعة الترفيه حول العالم، أبرزها روبرت إيجر، المدير التنفيذي لشركة والت ديزني، والإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري، والمخرجان العالميان مارتن سكورسيزي وستيفين سبيلبرج، وتيد ساراندوس، كبير مسؤولي المحتوى في شبكة نتفليكس، كما تضم من العالم العربي عددًا من الشخصيات منها تركي الشبانة، وزير الإعلام في المملكة العربية السعودية، وجانلوكا شقرا فرونت، المدير التنفيذي لشركة فرونت، ومريم عيد المهيري، الرئيس التنفيذي لهيئة المنطقة الإعلامية وشركة «twofour54»، وفاطمة حسن الرميحي، المديرة التنفيذية لمعهد الدوحة السينمائي.

وأبرزت «فاريتي» اختيار محمد حفظي كأصغر رئيس لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ودوره في إحياء المهرجان، بعد أن كان قد فقد بريقه بسبب الاضطرابات السياسية التي مرت بها مصر خلال سنوات ما بعد 2011، كما أشارت لاختياره عضوًا للجنة تحكيم مسابقة آفاق في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، كما أشادت بإنتاجه عددًا كبيرًا من الأفلام التي حازت إشادة النقاد، وإعجاب الجمهور، ومنها «يوم الدين» الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي قبل عامين.

وأعرب محمد حفظي عن سعادته وفخره باختياره ضمن قائمة مجلة فاريتي السنوية ضمن 500 شخصية مؤثرة في 2019، من رواد الأعمال في صناعات الإعلام والترفيه، إلى جانب 8 شخصيات عربية، من بينهم رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، مؤكدا أن فخره بهذا الاختيار يزداد لاقتران اسمه بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يتولى رئاسته منذ 2018.

 

المصري اليوم في

19.12.2019

 
 
 
 
 

"أنا لم أعد هنا" و"شبح مدار".. رثاء ثقافة تموت واكتشاف مدينة في الليل

أمير العمري

فيلم "شبح مدار" المتوج بالهرم الفضي، يدور حول شخصية واحدة لا نعرف عنها الكثير، في عمل سينمائي مصنوع برقة بالغة.

حصل الفيلم المكسيكي “أنا لم أعد هنا” للمخرج فيرناندو فرايس على جائزة أفضل فيلم، أي “الهرم الذهبي”، من لجنة تحكيم المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الـ41، وهو ما بدا أنه جاء بدافع التعاطف مع فكرة معاناة المهاجر الجنوبي القادم من المكسيك إلى أميركا، وذلك أكثر من كونه تقديرا للمستوى الفني للفيلم، في حين ذهب الهرم الفضي إلى الفيلم البلجيكي “شبح مدار” للمخرج باس لافوس، وهو تتويج مستحق لعمل مصنوع برقة بالغة.

ربما لم يكن فيلم “أنا لم أعد هنا” (I am No Longer Here) على مستوى الفوز بالجائزة الكبرى لمهرجان القاهرة السينمائي. إنه ليس عملا رديئا بالضرورة، بل هو فيلم من الأفلام التي تظهر وتختفي، فيه الكثير من النوايا الطيبة والرغبة الحقيقية في التعبير عن واقع ثقافة توشك على الزوال بعد أن طغت ثقافة أخرى رديئة هي ثقافة المخدرات وعصابات المخدرات، وسيطرت على الشباب في تلك المنطقة الجبلية النائية من المكسيك (منتيري) التي تتميز بموسيقاها الشعبية التي يرقص عليها الشباب والمعروفة باسم “موسيقى الكولمبيانو”، وهي جزء من ثقافة “الشولو” المضادة للثقافة الرسمية والتي تعكس نوعا من التمرّد على الثقافة السائدة “الرسمية”.

بطل الفيلم شاب في السابعة عشرة من عمره اسمه “يوليسيس” قائد فرقة موسيقية تدعى “لوس تيركوس” يجد نفسه واقعا بين شقي الرحى عندما تهاجم إحدى عصابات المخدرات رفاقه ويقع في أزمة مع زعيم العصابة المناوئة الذي تعهد بحمايته وزملائه، بعد أن يُقتل عدد من أفراد تلك العصابة فيهاجر رغما عنه إلى نيويورك، ويقطن حي “كوينز”، ويحاول التأقلم مع واقعه الجديد إلاّ أنه لا ينجح، فالواقع يرفضه ويرفض وجوده.

ماذا سيحدث لهذا الفتى الصامت الذي يفشل في إقامة علاقة مع فتاة من أصل صيني بسبب عجزه عن فهم اللغة الإنكليزية وانكفائه على ذاته وتفكيره المستمر في انتمائه الأصلي وتحفظه مع الآخرين عموما. هو مهموم، يشعر بحنين جارف إلى موطنه، يحاول أن يستعيد علاقته به عن طريق رقصة الكولمبيانو، لكنه يطرد ويلفظ ويحظرون عليه الرقص في الساحات العامة أو محطات القطارات. شعوره بعدم الانتماء للمكان يتصاعد.

الثيمة الأساسية في الفيلم ليست بالتحديد ثيمة الهجرة، وهو ما يمكن أن يكون قد دفع لجنة التحكيم لمنحه الجائزة الكبرى، بل فكرة الارتباط الشديد بالثقافة الأصلية التي أصبحت مهددة بالزوال.

والفيلم مصوّر بأسلوب السينما التسجيلية، مع استخدام بارع للموسيقى والألوان وتجنب الطابع التقليدي مع استبعاد الكاميرا المحمولة المهتزة، لكنه يخلو من حبكة مقنعة منسوجة جيدا، كما لا ينجح مخرجه في تطوير الموضوع ليجعلنا نظل طوال الوقت أمام شخصية الشاب الصامت العاجز عن الفعل وعن تحقيق الذات خارج وطنه، ممّا يدفعه في النهاية إلى العودة.

"أنا لم أعد هنا" فيلم مكسيكي يعالج فكرة الارتباط الشديد بالثقافة الأصلية التي أصبحت مهددة بالزوال

ولا أعتقد أيضا أن منح الممثل خوان مانويل غارسيا تريفينا، بطل هذا الفيلم، جائزة أحسن ممثل، كان اختيارا موفقا، فتعبيرات وجهه ظلت جامدة واتصف أداؤه بالبرود وغياب الحيوية. لكنّ لجان التحكيم لها حسابات وتوازنات أخرى.

أما الفيلم الفائز بالهرم الفضي وهو الفيلم البلجيكي “شبح مدار” (Ghost Tropic)  للمخرج باس لافوس، فهو أحد الأفلام البسيطة (المنياتير)، أي لا يتضمن شخصيات كثيرة ولا أحداثا متداخلة متشابكة، لكنه يدور حول شخصية واحدة لا نعرف عنها أو عن ماضيها الكثير، تقضي ليلة تتجوّل في أنحاء مدينة بروكسل في الشتاء.

هذه الشخصية هي “خديجة” (سعدية بنطيب) وهي عاملة نظافة من أصل مغربي، تعمل لدى إحدى الشركات. وبعد انقضاء نوبة العمل في وقت متأخر من مساء يوم من الأيام، تستقل قطار الأنفاق للعودة إلى منزلها، لكنها تستسلم للنعاس ولا تستفيق سوى في نهاية الخط لتكتشف أن جميع القطارات قد أنهت خدمتها لتلك الليلة.

تحاول اللحاق بحافلة من حافلات الليل لكنها أيضا توقفت عن العمل. ليس مع خديجة نقود كافية لكي تستقل سيارة تاكسي. لذلك تقرّر أن تقطع الطريق سيرا على قدميها.

خلال سيرها تلتقي خديجة بشخصيات متعددة، تتعرّف على ملامح من المدينة لا تعرفها، تبدو في لحظة ما أنها لم تعد تتعجل العودة إلى بيتها بعد أن أغوتها فكرة الاكتشاف: اكتشاف المكان الذي تعيش فيه منذ سنوات لكنها لا تعرفه معرفة جيدة، فالعمل يستغرقها تماما، فهي نموذج للاستلاب.

إنها تعود إلى مكان المنزل الذي كانت تعمل فيه في الماضي. تتأمله. لقد أصبح مغلقا الآن بعد أن هجره أصحابه. يستوقفها رجل. يسألها عمّا تفعله هنا، وعندما يعرف طبيعة عملها يعرض عليها العمل لدى أسرته لكنها تعتذر لأنها مرتبطة بالعمل في الشركة.

رجل مشرّد يرقد على الأرض يوشك أن يفارق الحياة. إلى جواره كلبه. تتطلع إليهما ثم تسرع لإحضار رجلي شرطة كانا على مقربة. تحضر سيارة الإسعاف تحمل الرجل لكن الكلب يبقى وحيدا مربوطا في البرد، تتطلع إليه خديجة في ألم وحزن لكنها عاجزة عن أن تفعل شيئا. في نفس الليلة ستذهب خديجة إلى المستشفى للاطمئنان على الرجل لكنها ستجده قد فارق الحياة.

الفيلم مصنوع بتحكّم يصل إلى مستوى الصرامة. ليس هذا فيلما عن المشاعر المتدفقة، ولا من أفلام التعليق الاجتماعي النقدي المباشر الصارخ، بل تكمن قوته فيما يكشف لنا عنه من تحت جلد الصورة. إن بطلته ليست غاضبة ولا راضية، إنها فقط تسير كما لو كانت منومة. راضية بما تفعله، معتزة بنفسها، تعرف ما تقوم به، تسير في هدوء إلى مصيرها.

لقد جاءت من حيث لا نعرف، وهي الآن ذاهبة إلى بيتها ولا بد أنها ستصل إليه ولكي تستأنف في اليوم التالي دورة الحياة الرتيبة في تلك المدينة الغريبة. كل ما نعرفه أن زوجها “منير” توفّي منذ سنوات، وأن لديها ابنة تشاهدها صدفة من نافذة القطار، والواضح أنها اختارت لنفسها طريقا خشنا للعيش، كما تتحدث لصاحبة المحل، التي سمحت لها بالمكوث لبعض الوقت، عن ابنها الذي ترك البيت ولا تعرف عنه شيئا.

خديجة لا تنظر إلى ما تقابله في غضب أو احتجاج بل تبدو كما لو كانت تشعر بكل من تقابلهم، وتتعاطف معهم. إنهم عالمها، وعالم المدينة التي تعيش فيها وكانت منعزلة عنها وفي هذه الليلة الباردة تخوض تلك المغامرة الليلية في شجاعة دون خوف أو وجل. تسير وحدها، معتزة بكرامتها. إلى جانب أنه مصنوع برقة بالغة هو أيضا فيلم تمثيل، فلولا الأداء البليغ من جانب الممثلة سعدية بنطيب، لم يكن الفيلم ليكتسب كل هذه الجاذبية. وبوجه عام هذا فيلم بسيط لكنه معبّر ومحكم ولا يوجد فيه ما يفيض عن الضرورة، فكل لقطة في مكانها، وإيقاع الحركة بطيء بطء تلك الليلة التي تبدو كما لو كانت قد امتدت لتصبح عالما بأسره.

المخرج يتعمّد أن يفتتح فيلمه بلقطة ثابتة لغرفة معيشة داخل أحد المنازل تستغرق وقتا طويلا على الشاشة، دون أيّ حركة، هذه اللقطة تتكرّر قرب النهاية، لكنه ينهي الفيلم بلقطة تفوح بالأمل والتفاؤل. بالاحتفال بالحياة، بالتطلع في أمل إلى المستقبل.

كاتب وناقد سينمائي مصري

 

العرب اللندنية في

20.12.2019

 
 
 
 
 

مهرجان«القاهرة السينمائى» يتعاون مع منصة VIU لإطلاق برنامج إنتاج الأفلام القصيرة

دعم بـ100 ألف دولار يستهدف المواهب المصرية الواعدة

كتب: ريهام جودة

كشف مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عبر منصة أيام القاهرة لصناعة السينما عن بدء التعاون والشراكة مع منصة VIU للبث الترفيهى، فى خطوة جديدة تهدف إلى دعم المواهب المصرية الواعدة فى صناعة الأفلام القصيرة، عبر «برنامج VIU لدعم إنتاج الأفلام القصيرة»، وبموجب هذه الشراكة يتم تقديم دعم مادى تصل قيمته إلى 100 ألف دولار، إلى 3 مشاريع على الأقل.

وأعلن «القاهرة السينمائى» عن فتح الباب للمشاركة فى البرنامج أمام كل صناع الأفلام المصريين، أو ذوى الأصول المصرية، الذين يملكون سجلًا إبداعيًا متفردًا من الأعمال الفنية غير الاحترافية، ويتعين على المشاركين تقديم نصوص أصلية فى مراحل تطويرها الأخيرة، فضلًا عن التعاقد مع شركة إنتاج لإطلاق العمل، على أن يكون آخر موعد لاستقبال المشروعات 20 يناير المقبل.

ووفقا للمبادرة المشتركة التى تجمع بين VIU ومهرجان القاهرة السينمائى الدولى، يتم تقييم الأعمال المتقدمة واختيار أسماء الفائزين فى المسابقة خلال الربع الأول من 2020، عبر لجنة تضم عددًا من الشخصيات البارزة وخبراء القطاع السينمائى، وذلك بناءً على مجموعة محددة من المعايير والشروط. وستحمل الأفلام المختارة علامة «إنتاجات VIU الأصلية»، وستحظى بفرصة المشاركة فى العديد من المهرجانات الدولية قبل طرحها بشكل حصرى على منصة VIU.

من جانبه، أعرب المنتج والمؤلف محمد حفظى، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، عن سعادته بالتعاون مع منصة VIU، التى تمنح بموجبها فرص تمويل جيدة للمواهب الجديدة فى صناعة السينما المصرية، وتقديم إنتاج متميز من الأفلام القصيرة تحت إشراف المتخصصين فى القطاع السينمائى، مضيفًا: «هذا جزء من مسؤولية المهرجان تجاه صناعة السينما المصرية والعربية، لتعود إلى عصرها الذهبى، عبر توفير المزيد من الدعم الذى يساعد فى تنفيذ مشاريع الأفلام».

وقال وسام قطان، نائب رئيس منصة VIU لمنطقة الشرق الأوسط: «نهدف من خلال تعاوننا مع مهرجان القاهرة السينمائى الدولى إلى تزويد صناع الأفلام الصاعدين بالبنية التحتية اللازمة عبر إطلاق هذه المسابقة المميزة، التى تسهم فى ترسيخ دور VIU الرائد فى تحفيز قطاع إنشاء المحتوى الإقليمى، من خلال إيصال صوت المبدعين الصاعدين ومنحهم الفرصة لاستعراض أفلامهم أمام خبراء القطاع، فضلًا عن عرضها حصريًا عبر منصتنا».

VIU نجحت فى توسيع انتشارها مع إطلاق خدمة البث الرقمى فى دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وسلطنة عمان والأردن ومصر مطلع عام 2017، ومنذ ذلك الحين، أطلقت المنصة مجموعة واسعة من الإنتاجات العربية الأصلية.. ومع البث الحالى للكثير من الإنتاجات المحلية إلى جانب العديد من الأعمال قيد الإنجاز، سجلت المنطقة تقدمًا ملحوظًا بهذا الإطار، مع تزايد مستوى تمثيل المواهب المحلية والإقليمية ضمن قطاع صناعة الأفلام.

«أيام القاهرة لصناعة السينما» منصة انطلقت فعالياتها للمرة الأولى ضمن الدورة الـ40 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بالشراكة مع مركز السينما العربية، وتقدم للمشاركين فيها فرصًا مهمة للنقاشات والاجتماعات وورش العمل والورش التدريبية، بالإضافة إلى الشراكة بين المواهب العربية والأسماء المرموقة فى صناعة السينما الإقليمية والدولية من خلال ملتقى القاهرة السينمائى، وذلك بهدف تقديم دعم أكبر للسينما العربية. من ناحية أخرى، أعلنت مجلة «فاريتى» الأمريكية قائمتها السنوية لأكثر 500 شخصية مؤثرة، والذين يشكلون صناعة الإعلام والترفية فى العالم، وكان من بين هذه الشخصيات المنتج والسيناريست محمد حفظى، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، ورجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس مهرجان الجونة السينمائى.

وتم اختيار القائمة من قبل هيئة تحرير المجلة، التى تجرى أبحاثًا شاملة لاختياراتها، لتعكس إنجازات الشخصيات الـ500 على مدار الـ ١٢ شهرًا الماضية. وتضم القائمة عددًا من الشخصيات البارزة فى صناعة الترفيه حول العالم، أبرزهم روبرت إيجر، المدير التنفيذى لشركة والت ديزنى، والإعلامية الشهيرة أوبرا وينفرى، والمخرجان العالميان مارتن سكورسيزى، وستيفين سبيلبرج، وتيد ساراندوس كبير مسؤولى المحتوى فى شبكة نتفليكس، كما تضم من العالم العربى عددا من الشخصيات، منها تركى الشبانة، وزير الإعلام فى المملكة العربية السعودية، جانلوكا شقرا فرونت المدير التنفيذى لشركة فرونت، ومريم عيد المهيرى الرئيس التنفيذى لهيئة المنطقة الإعلامية، وشركة «twofour54»، وفاطمة حسن الرميحى، المديرة التنفيذية لمعهد الدوحة السينمائى. وأبرزت «فاريتى» اختيار «حفظى» كأصغر رئيس مهرجان، ودوره فى إحياء «القاهرة السينمائى» بعد أن كان قد فقد بريقه بسبب الاضطرابات السياسية التى مرت بها مصر خلال سنوات ما بعد 2011، كما أشارت لاختياره عضوًا للجنة تحكيم مسابقة آفاق فى مهرجان فينسيا السينمائى الدولى، وأشادت بإنتاجه عددًا كبيرًا من الأفلام التى حازت إشادة النقاد وإعجاب الجمهور، منها «يوم الدين» الذى شارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» السينمائى قبل عامين.

وأعرب «حفظى» عن سعادته وفخره باختياره ضمن قائمة مجلة فاريتى السنوية ضمن 500 شخصية مؤثرة فى 2019 من رواد الأعمال فى صناعات الإعلام والترفيه، إلى جانب 8 شخصيات عربية، من بينهم رجل الأعمال المصرى نجيب ساويرس، مؤكدا أن فخره بهذا الاختيار يزداد لاقتران اسمه بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى يتولى رئاسته منذ 2018.

 

المصري اليوم في

21.12.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004