كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

أكيرا كوروساوا و”الساموراي السبعة” يبعثون في حلة جديدة بقرطاج

تونس: عبد الإله الجواهري

أيام قرطاج السينمائية الثلاثون

   
 
 
 
 
 

قوة أيام قرطاج السينمائية، لم تتمثل خلال هذه الدورة بالعروض الفيلمية، أوالتكريمات واللقاءات والندوات ومنصات الدعم، بل أيضا في الإنفتاح على سينمات مختلفة، سينمات عالمية معروفة بتنوعها وغناها، حيث تم عرض مجموعة أفلام كلاسيكية واخرى حديثة، ضمن فقرة “سينمات تحت المجهر”، فقرة عرفت، أكثر من غيرها، كثافة من حيث إقبال الجمهور، خاصة منه عشاق السينما (السينيفليون) من نقاد ومثقفين ورواد الأندية.

وإذا كانت برمجة هذه الفقرة، شهدت تقديم أفلام شهيرة، من مثل: “كفر قاسم” لبرهان علوية، و”حروب صغيرة” لمارون بغدادي من لبنان، و” وإيزرا” لنيوتن إدواكا، و”أكتوبر 1″ من نيجيريا، و”شعر بلا نهاية” لأليخاندرو خودوروفسكي، و”نيرودا” لبابلو لاران من الشيلي، فإن نقطة القوة والبهاء تمثلت في مجموعة أفلام يابانية، خاصة منها الفيلمين الكلاسيكيين المرممين، الأول للمخرج الظاهرة خلال النصف الأول من القرن العشرين، كينجي ميزوغوشي الذي عرض له شريط “حكايات القمر الشاسع بعد المطر”، والثاني للمخرج العبقري، ورمز سينما الشمس الصاعدة لأعوام طويلة، خاصة منها سنوات الخمسينات والستينات والسبعينات، أكيرا كروساوا، الذي قدم له فيلم “الساموراي السبعة”، أو الفيلم التحفة، باعتباره واحدا من أهم الأفلام العالمية الخالدة، وأكثرها مشاهدة واقتباسا في السينما العالمية، حيث يذكر الجميع الحفاوة التي قوبل بها لحظة عرضه لأول مرة بمهرجان كان سنة 1954، مثلما يذكر الأفلام التي أخذت منه، أساسا الشريطين الأمريكيين اللذين يحملان عنوان “الرائعون السبعة”، الأول منتج سنة 1960، من إخراج المخرج الأمريكي جون ستورجس، وبطولة كوكبة من نجوم السينما الأمريكية آنذاك، يتقدمهم الممثل الكبير يول برينير، والثاني الذي تحقق سنة 2016، من خلال رؤية المخرج أنطوني فوكوا وبطولة دانزل واشنطن، هذا دون نسيان النسخة الهندية الشهيرة التي أنتجت سنة 1975، تحت عنوان “شعلة” للمخرج راميش سيبي، وبطولة دهار مندرا وأميتاب باتشان، ثم النسخة المصرية المعنونة بـ “شمس الزناتي” المحققة سنة 1991، من إخراج سمير سيف وبطولة عادل إمام.

نسخة المخرج العبقري أكيرا كوروساوا، هزت مهرجان كان سنة 1954 (كما أشرنا)، وجعلت الكل ينتبه للسينما اليابانية، من خلال حصوله وقتها على الجائزة الفضية، قدمت في الدورة الحالية لمهرجان قرطاج، في أبهى نسخها، نسخة مرممة وفي كامل مدتها الأصلية، أي 207 دقيقة، علما أن طول مدة الفيلم، كانت قد فرضت على موزعيه لحظة خروجه للقاعات سنوات الخمسينات، حذف ساعة زمنية منه، الشيء الذي مس جوهر الشريط، وجعله يبدو في القاعات التجارية آنذاك، فيلما ناقصا لا تتحقق وتكتمل رؤيته إلا في المهرجانات التي تحترم جمهورها، وقبل ذلك تحترم الفن والسينما.

يتمحور الفيلم، كما يعرف كل عشاق السينما عبر العالم، حول قصة عصابة من اللصوص، اعتادت على سلب ونهب القرى النائية، مما جعل سكان إحدى هذه القرى تقرر وضع حد لهجوماتها وتنهي بذلك الكابوس الذي يتربص بهم في كل لحظة، فبعثوا بعض الأفراد منهم، للبحث عن محاربين ساموراي، كي يتولوا الدفاع عنهم وعن قريتهم، ووضع حد للصوصية وممارساتهم الشنيعة.

خلال البحث يستطيع هؤلاء القريون الاتفاق مع الساموراي كامبيي على صفقة حمايتهم ودفع اذى اللصوص عنهم، حيث يقوم هو الآخر بتجنيد خمسة محاربين آخرين إلى جانبه، إضافة لكيكتيشيو الذي يلتحق بهم (قام بدوره النجم الياباني تيوشيرو ميفوني). بعد تدريب القرويين وخوض سلسلة من المواجهات الدامية، يتم القضاء نهائيا على كل أفراد العصابة، مع موت بعض القرويين ورجال الساموراي السبعة، في المعركة الأخيرة.

الفيلم صنف وقت خروجه ضمن الملاحم التاريخية الحربية، وهو من الأنواع الأكثر شيوعا سنوات الأربعينات والخمسينات في السينما اليابانية، لكن أكيرا كروساوا أعطاه بعدا جديدا، حيث لجأ للواقعية في تنفيذ المعارك والمواجهات، مع جرعة زائدة في العنف، وتجنب كل أشكال التكلف أو المواقف الدرامية التي تستدر عطف الجمهور، أو تلهيه عن استعمال العقل واستحضار الثقافة اليابانية، في التفاعل مع أجواء الشريط وأبطاله، كما أنه وظف أسلحة نارية لم تكن توظف من قبل في هذا النوع من الأفلام، ليخرج فيلمه في حلة لم يألفها اليابانيون من قبل، مثلما صدم الشريط المتفرج الغربي بقوته وقوة تناول تاريخ بلد محارب عرف بقوة الشكيمة، قوة كانت لا تزال أثارها، آنذاك، تثقل الذاكرة بسبب الحرب العالمية الثانية وأهوالها، ونموذج الجندي الياباني المنتحر (الكاميكاز) في سبيل صون شرف بلده والدفاع عن تاريخه وتراثه.

 

موقع "بيت الفن" في

02.11.2019

 
 
 
 
 

«شارع حيفا» يحكي مأساة العراق في 80 دقيقة

الفيلم يرصد العنف الذي التهم بغداد منذ الغزو الأمريكي

كتب: ريهام جودة

«هذا أول يوم لى فى بغداد، نفس المكان الذى غادرته منذ 20 سنة، كُنا فى سجن كبير، وصرنا بفوضى كبيرة، كل شىء تغيّر بهذه المدينة، ورائحة الدم بكل مكان»، كانت هذه الجملة التى افتتح بها بطل الفيلم العراقى «شارع حيفا» حديثه، لتختصر فى ثوانٍ معدودة الأحوال فى العراق، الفيلم نافس فى المسابقة الرسمية بأيام قرطاج السينمائية فى عرضه الأول بالعالم العربى.

38 عاماً مرت على إنشاء شارع حيفا، أحد أهم الشوارع فى العاصمة العريقة بغداد، وكان به قصر الرئيس السابق صدام حسين، عدة مؤسسات حكومية مهمة، وصممه أشهر المهندسين العراقيين بمساعدة نخبة من المهندسين الأجانب، ولكن هذا الشارع تحول إلى أحد أخطر الأماكن التى تعانى من الحرب الأهلية والعنف الذى التهم بغداد، والتى يرصد الفيلم أحد جوانبها رجوعاً بالزمن إلى 2006، أى بعد 3 سنوات من الغزو الأمريكى.

الفيلم يحكى، بشغف وبكثير من الدلالات، واقع العراق من خلال قصة أخرى لرجل أربعينى ذهب ليطلب يد سيدة، لكن نجلها الذى يقف على أحد الأسطح ممسكاً بقناصة يطلق النار عليه ويصيبه بطلقة فى قدمه، ويمنع أى شخص من الاقتراب ومساعدته، ولا يريد أيضاً الإجهاز عليه تماماً، تحاول السيدة أن تنقذ حبيبها بمساعدة ابنتها، ومن خلال حديثها نتعرف على كثير من مشاكل العراق وأهلها، لكن هل يجعل هذا الحادث من هذا الشاب المسلح شخصاً ظالماً؟، وهو أيضاً ضحية لأزمات لم يخترها، والظالم الوحيد فى الحكاية معروف لكن لم توجه له التهمة بعد!

وبالإضافة إلى أهمية الفيلم على المستوى الفنى، فهو يمثل استمرار صحوة السينما العراقية بعد انتكاسة طويلة بدأت تستفيق منها منذ 3 أعوام، فالفيلم فاز بـ 6 جوائز دولية وعُرض فى كثير من دول العالم، ومن المتوقع استمرار مسيرته الناجحة فى دور العرض تجارياً.

«شارع حيفا» من إخراج مهند حيال، وتشاركه التأليف هلا السلمان، وبطولة أسعد عبدالمجيد،على ثامر، يمنى مروان، وإيمان عبدالحسن.

 

المصري اليوم في

02.11.2019

 
 
 
 

الليلة.. انطلاق حفل ختام مهرجان أيام قرطاج السينمائية

كتبت - إيمان محمد

تنطلق مساء اليوم، السبت، حفل ختام مهرجان ايام قرطاج السينمائية (دورة نجيب عياد)، المقام بدولة تونس، بحضور عدد كبير من نجوم الفن والإعلام.

يذكر أن الدورة الحالية يشارك فيها 15 سينمائيا، من منتجين ومخرجين وكتاب سيناريو وممثلين، في لجان التحكيم للمسابقات الرسمية لأيام قرطاج السينمائية، ويترأس المخرج السنغالي الفرنسي آلان جوميز لجنة التحكيم الكبرى للمهرجان والتي تضم أيضا الفنان محمود بن محمود إلى جانب السينمائي الياباني فوكادا كودجي والمخرجة مريم بن مبارك إلى جانب الممثل الجزائري حسان كشاش والسينمائية الزيمباوية تسيتسي دانجارمبجا والكاتبة والسيناريست والممثلة اللبنانية ياسمين خلاط.

 

####

 

صور| قائمة جوائز «أيام قرطاج السينمائية» الموازية

أحمد السنوسي

مع إسدال الستار عن فعاليات مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورته الـ30، والذي حمل اسم المنتج الراحل نجيب عياد، كشفت الجوائز الموازية للمهرجان عن جوائزها وجاءت كالأتي:

- جائزة الفيدرالية الدولية للصحافة السينماتوغرافية: فيلم "ستموت في العشرين" لأمجد أبو العلاء (السودان).

- جائزة الجامعة الإفريقية للنقد السينمائي: فيلم "آدم" لمريم توزاني (المغرب).

- جائزة الاتحاد العام التونسي للشغل: منحت لمساعدة الإخراج الأولى لفيلم "نورة تحلم" سوسن الجمني (تونس).

- جائزة سينفيليا : فيلم "شابة" لياسمين بن عبد الله (المغرب)

- جائزة قرطاج للسينما الواعدة

  - جائزة "هكا للتوزيع": فيلم "السفر الأخير" للطيفة أحرار (المغرب).

  - جائزة قرطاج للسينما الواعدة: فيلم "السفر الأخير" للطيفة احرار (المغرب).

  - تنويه خاص: فيلم "TF2011 " لنور الحياة بن عبد الله (تونس).

 

####

 

بث مباشر لفعاليات حفل ختام أيام قرطاج السينمائية

أحمد السنوسي

بدأ منذ قليل حفل ختام مهرجان أيام قرطاج السينمائية "دورة نجيب عياد" بمدينة الثقافة التونسية بالقاعة الكبرى لدار الأوبرا بتونس العاصمة، وينافس على جوائز المهرجان.

استقبل المهرجان على مدار أسبوع، 44 فيلما من مصر ولبنان والعراق وسوريا والسعودية والسودان وليبيا والمغرب واليمن وجنوب أفريقيا والكاميرون وكينيا وبوركينا فاسو والسنغال، من بينها 14 فيلما تعرض للمرة الأولى، بينما أفتتحت فعالياته بعرض فيلم "نورا تحلم" للنجمة هند صبري.

وشاركت مصر في المسابقات الرسمية بمهرجان أيام قرطاج السينمائية بـ3 أفلام، هم: "بعلم الوصول" للمخرج هشام صقر، وفيلم "لما بنتولد" للمخرج تامر عزت، ضمن عروض مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، كما شارك الفيلم المصرى "حبيب" للمخرج شادى فؤاد وبطولة سيد رجب وسلوى محمد على في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة.

يذكر أن الدورة الحالية يشارك فيها 15 سينمائيا، من منتجين ومخرجين وكتاب سيناريو وممثلين، في لجان التحكيم للمسابقات الرسمية لأيام قرطاج السينمائية 2019 (دورة نجيب عياد) ويترأس المخرج السنغالي الفرنسي آلان جوميز لجنة التحكيم الكبرى لأيام قرطاج السينمائية 2019 والتي تضم أيضا الفنان محمود بن محمود إلى جانب السينمائي الياباني فوكادا كودجي والمخرجة مريم بن مبارك إلى جانب الممثل الجزائري حسان كشاش والسينمائية الزيمباوية تسيتسي دانجارمبجا والكاتبة والسيناريست والممثلة اللبنانية ياسمين خلاط.

 

####

 

فيلم نجمة الصبح يفوز بـالتانيت الذهبي لجائزة الجمهور في "أيام قرطاج"

كتب: أبانوب رجائي

فاز فيلم نجمة الصبح للمخرج جود سعيد بالتانيت الذهبي لجائزة الجمهور خلال منافسته في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة بأيام قرطاج السينمائية، وحضر حفل ختام المهرجان صناع الفيلم المخرج جود سعيد، والنجوم أحمد الأحمد، حسين عباس، سارة وناديا صدقي، وخلال فعاليات المهرجان حصل الفيلم على 3 عروض كاملة العدد بجانب ردود أفعال إيجابية من قبل الجمهور والنقاد.

وعن الجائزة صرّح المخرج جود سعيد "نصنع السينما يرتد الضوء الذي يرسم الحياة على الشاشة بريقًا في عيون المشاهدين، نصنع السينما كي نكون ذاكرة تمر من جيلٍ إلى جيل، الجمهور من يمنح شرعية البقاء للفيلم أو ينزعها منه"، وتابع: "إلى روح عقبة أهدي هذه الجائزة".

ويدور الفيلم حول خلدون وعارف أخوان فرقتهما الحرب، ومن يملك الحقيقة؟ كلاهما في قلبه رأيه ويتحاربان، وبينهما نسمة ونجمة بينهما حلم لا وصول له، ويُلقى الفيلم الضوء عن الفقد وقسوته وألم الانتظار، ويستعرض قصص أولئك الفقراء الذين يعبّدون بأحزانهم لمعة الأمل في شمس الغد.. حبّ وموت أيهما سيغلب كي تستقيم الحياة.

ويقوم ببطولة الفيلم النجوم محمد الأحمد، حسين عباس، لجين إسماعيل، نسرين فندي، سارة صدقي وناديا صدقي، سيناريو جود سعيد وسماح القتال، إنتاج المؤسسة العربية للسينما، ومن إخراج جود سعيد.

 

####

 

فيلم "ستموت في العشرين" يفوز بجائزة النقاد الدوليين بمهرجان قرطاج

محمد طه

فاز منذ قليل فيلم "ستموت في العشرين" للمخرج أمجد أبو العلاء ، بجائزة النقاد الدوليين "فيبرسي"،  لتضاف إلى رصيد جوائزه السابقة، وهي جائزة "أسد المستقبل" من مهرجان فينيسيا، وجائزة أفضل فيلم في مهرجان الجونة السينمائي.

ويُعد فيلم ستموت في العشرين أول فيلم روائي طويل ينتج في السودان منذ أكثر من 26 عامًا، وتدور قصة الفيلم حول شاب يُدعى «مزمل»، يواجه نبوءة أنه سوف يواجه الموت عندما يكمل العشرين من عمره، ويعيش في قلق واضطراب، حتى يظهر في حياته مصور سينمائي «سليمان»، فتتوالى الأحداث بينهما، ويحاول الفيلم رصد فكرة الاختلاف، وفتح نوافذ مختلفة للعالم لبطل الفيلم (مزمل)، وأن يعرف هذا الاختلاف خارج قريته المغلقة.

فيلم «ستموت في العشرين» الذي تشارك قنوات ART في إنتاجه، مأخوذ عن مجموعة قصصية «النوم عند قدمي الجبل»، للكاتب ‏السوداني حمور زيادة، الفائز بجائزة نجيب محفوظ الأدبية، وهو أول ‏فيلم روائي طويل للمخرج أبو العلا، الذي شاركه في كتابة العمل مع الكاتب الإماراتي يوسف إبراهيم، ويشارك في بطولته إسلام مبارك، ومصطفى شحاتة، ومازن أحمد، وبثينة خالد، وطلال عفيفي، ومحمود السراج ‏وبونا خالد.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

02.11.2019

 
 
 
 

الليلة.. انطلاق حفل ختام مهرجان أيام قرطاج السينمائية

كتبت - إيمان محمد

تنطلق مساء اليوم، السبت، حفل ختام مهرجان ايام قرطاج السينمائية (دورة نجيب عياد)، المقام بدولة تونس، بحضور عدد كبير من نجوم الفن والإعلام.

يذكر أن الدورة الحالية يشارك فيها 15 سينمائيا، من منتجين ومخرجين وكتاب سيناريو وممثلين، في لجان التحكيم للمسابقات الرسمية لأيام قرطاج السينمائية، ويترأس المخرج السنغالي الفرنسي آلان جوميز لجنة التحكيم الكبرى للمهرجان والتي تضم أيضا الفنان محمود بن محمود إلى جانب السينمائي الياباني فوكادا كودجي والمخرجة مريم بن مبارك إلى جانب الممثل الجزائري حسان كشاش والسينمائية الزيمباوية تسيتسي دانجارمبجا والكاتبة والسيناريست والممثلة اللبنانية ياسمين خلاط.

 

الوفد المصرية في

02.11.2019

 
 
 
 

فيلم نجمة الصبح يفوز بـالتانيت الذهبي لجائزة الجمهور في "أيام قرطاج"

كتب: أبانوب رجائي

فاز فيلم نجمة الصبح للمخرج جود سعيد بالتانيت الذهبي لجائزة الجمهور خلال منافسته في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة بأيام قرطاج السينمائية، وحضر حفل ختام المهرجان صناع الفيلم المخرج جود سعيد، والنجوم أحمد الأحمد، حسين عباس، سارة وناديا صدقي، وخلال فعاليات المهرجان حصل الفيلم على 3 عروض كاملة العدد بجانب ردود أفعال إيجابية من قبل الجمهور والنقاد.

وعن الجائزة صرّح المخرج جود سعيد "نصنع السينما يرتد الضوء الذي يرسم الحياة على الشاشة بريقًا في عيون المشاهدين، نصنع السينما كي نكون ذاكرة تمر من جيلٍ إلى جيل، الجمهور من يمنح شرعية البقاء للفيلم أو ينزعها منه"، وتابع: "إلى روح عقبة أهدي هذه الجائزة".

ويدور الفيلم حول خلدون وعارف أخوان فرقتهما الحرب، ومن يملك الحقيقة؟ كلاهما في قلبه رأيه ويتحاربان، وبينهما نسمة ونجمة بينهما حلم لا وصول له، ويُلقى الفيلم الضوء عن الفقد وقسوته وألم الانتظار، ويستعرض قصص أولئك الفقراء الذين يعبّدون بأحزانهم لمعة الأمل في شمس الغد.. حبّ وموت أيهما سيغلب كي تستقيم الحياة.

ويقوم ببطولة الفيلم النجوم محمد الأحمد، حسين عباس، لجين إسماعيل، نسرين فندي، سارة صدقي وناديا صدقي، سيناريو جود سعيد وسماح القتال، إنتاج المؤسسة العربية للسينما، ومن إخراج جود سعيد.

 

الوطن المصرية في

02.11.2019

 
 
 
 
 

أيام قرطاج يتحدى سينما العالم

الأفلام اللبنانية تحت المجهر

هدى الطرابلسي صحافية

لم يكن السجاد الأحمر الحدث الأهم في مسيرة أيام قرطاج السينمائية، على الرغم من إغراءات الشهرة والأضواء. فمنذ تأسيس مهرجان قرطاج سنة 1966 كان هم الساهرين عليه الحفاظ على الهوية العربية الأفريقية والانفتاح على العالم والحفاظ على الثوابت ودعم السينما الجادة.

بهذا التوجه انطلقت دورة الراحل نجيب عياد في 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، حتى 2 نوفمبر (تشرين الثاني) بحضور أكثر من 480 ضيفاً ونجماً، من بينهم هند صبري ودرة زروق وليلى علوي اللواتي يحرصن على الحضور دائماً.

العودة إلى الثوابت

يحتل أقدم مهرجان سينمائي أفريقي وعربي مكانة بارزة لدى الجمهور والنقاد والفنانين وبعض الجهات الفاعلة في المجال الثقافي، عربياً وأفريقيّاً وعالمياً، إذ يحتفي المهرجان   بسينما آسيا وأميركا اللاتينية والتجارب السينمائية المبتكرة في أصقاع العالم.

كتب مدير دورتها السابقة نجيب عياد، الذي وافته المنية قبل أشهر قليلة من انطلاق الدورة الحالية، "تسعى إدارة أيام قرطاج السينمائية إلى تركيز مشروع يقوم على الديمومة والحداثة، وفيّ للخيارات النضالية للمؤسسين، ومتجذر في واقعنا اليوم".

وفيما دعا الجمهور إلى المشاركة في أيام قرطاج السينمائية التي نعتها بـ"لحظات الشغف" لتعميق الحوار عن رؤية استشرافية لسينما الجنوب المناضلة والقوية والذكية التي لا يمكن تجاهلها عالمياً بعد الآن"، وفق تعبيره.

ولئن ابتعدت أيام قرطاج السينمائية عن أهدافها في سنوات ما بعد الثورة لغياب الرؤية وتدهور الميزانية، فإنّه قبل سنتين رفع نجيب عياد شعار "العودة إلى الثوابت والمبادئ التأسيسية التي قام من أجلها المهرجان والداعية بالأساس إلى تعزيز دور السينما باعتبارها فنّا يحمل رسالة اجتماعية وإنسانية تخاطب جميع الشعوب، على اختلاف أعراقهم ولغاتهم وبلدانهم، وليس وسيلة عابرة للترفيه والتسلية فحسب، علاوة على دعم السينما العربية والأفريقية بصفة خاصّة.

من المنطلق نفسه، حرصت إدارة الدورة الحالية على الحفاظ على بصمة المدير الراحل، وقال طارق بن شعبان، المستشار الفني للمهرجان، في تصريح خاص، "حاولنا مع الراحل نجيب عياد الحفاظ على مستوى محدد للمهرجان وتجنّب الانسياق في السهولة وبرمجة أفلام لا ترتقي إلى الحد الأدنى من المستوى التقني والجمالي المعمول به".

وتابع أن "التصوَّر العام للمهرجان جاء من ضرورة الحفاظ على الهوية المتفردة لأيام قرطاج السينمائية والانفتاح على الآليات الجديدة التي أصبحت تتحكم في المهرجانات العالمية المتمثلة بشكل خاص في الجانب الصناعي للسينما".

أضاف بن عمار أنّ "الهدف الذي نحاول الحفاظ عليه منذ تأسيس المهرجان هو التأكيد على ثوابت المهرجان المتمثلة في الهوية العربية والأفريقية، مع دعم السينما الثقافية الجادة".

السينما اللبنانية تحت المجهر

يتنافس في المهرجان 44 فيلماً من بينها 12 فيلماً تونسياً. ويشارك في الدورة 674 فيلماً من نحو 40 دولة، من بينها 39 شريطاً تونسياً، إلى جانب 360 فيلماً قصيراً مع رجوع الأفلام الوثائقية بقوة. وتسجل كل من الجزائر والسودان والمغرب حضور بارزاً، فيما تشارك السينما السعودية للمرة الأولى، مع تخصيص مساحة كبيرة ضمن قسم تحت المجهر للسينما اللبنانية.

ويُسجل حضور لافت للمخرجات في هذه الدورة، وقد ارتفع عددهنّ إلى 19 مخرجة. وافتتحت فعاليات السينما اللبنانية بعنوان "تحت المجهر"، بعرض فيلم "1982" للمخرج وليد مؤنس، وذلك بحضور وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين وسفير لبنان في تونس طوني فرنجية.

وبرمجت إدارة أيام قرطاج السينمائية 16 فيلماً لبنانياً (10 طويلة و6 قصيرة)، منها فيلم "سكر بنات" للمخرجة نادين لبكي و"كان ياما كان" للمخرجة جوسلين صعب و"كفر قاسم" للمخرج برهان علوية و"طيف المدينة" للمخرج جان خليل شمعون و"بيروت الغربية" للمخرج زياد دويري و"لما حكيت مريم" للمخرج أسد فولداكار و"حروب صغيرة" للمخرج مارون بغدادي.

اكتشاف المواهب

أيام قرطاج السينمائية هي أيضاً "قرطاج للمحترفين"، ضمن المنصة الاحترافية المخصصة لاكتشاف مواهب السينما العربية والأفريقية من خلال دعم ورشاتها "شبكة" و"تكميل"، وذلك عبر مصاحبة أصحاب المشاريع المختارة من مرحلة التطوير إلى مرحلة ما بعد الإنتاج وذلك بمنحهم جوائز مالية قيمة.

ودعت فعاليات ''دروس في السينما" أسماء مرموقة في عالم السينما قدمت دروساً عن مسيرتها للأجيال الجديدة من المهنيين وطلاب مدارس السينما. أمّا ''الندوة الدولية" هذه السنة فطرحت موضوعاً مهماً وقضية تشغل الفاعلين في قطاع الفنون والثقافة وخصوصاً القطاع السينمائي، وهي "حقوق التأليف وتداعياته الاقتصادية" عبر "حوارات قرطاج" لمناقشة القضايا المهنية للسينمائيين.

سينما السجون

ميزة أخرى يتفرد بها مهرجان قرطاج للسينما، هي تنظيم الدورة الخامسة لأيام قرطاج السينمائية داخل السجون التونسية، وهي بادرة أطلقها المخرج إبراهيم لطيف، عندما أدار أيام قرطاج السينمائية سنة 2015، لتصبح من أبرز تقاليد المهرجان. وقد انطلقت من السجن المدني بالمرناقية في العاصمة تونس، من خلال عرض فيلم "عرايس الخوف" للنوري بوزيد.

ونظمت هذه البادرة بالاشتراك بين المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب والإدارة العامة للسجون والإصلاح ومهرجان أيام قرطاج السينمائية، وانتفع من العروض السينمائية أكثر من 6000 سجين.

 

الـ The Independent  في

02.11.2019

 
 
 
 

فيلم "أبو ليلى".. استحضار للعشرية السوداء في الجزائر

محسن أمين - تونس

قدَّم المخرج الجزائري أمين سيدي بومدين فيلماً بعنوان "أبو ليلى" ضمن المسابقة الرسمية للدورة الـ30 لأيام قرطاج السينمائية، التي انطلقت 26 أكتوبر/تشرين الأول وتختتم فعالياتها 2 نوفمبر/تشرين الثاني.

وجسَّد أدوار البطولة في الفيلم كلٌ من الممثلين الجزائريين فؤاد ميغراغي وعزوز عبدالقادر في دور "الأخوة التوارق"، ومراد أوجيت في دور الشرطي ومريم مشقان في دور الصحفية.

الفيلم عاد بجمهور أيام قرطاج السينمائية إلى الأحداث الدامية التي عرفتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي وعرفت بـ"العشرية السوداء"، وذلك من خلال قصة شابين وهما أمنيان يعملان على مطاردة الإرهابي "أبو ليلى" عبر الصحراء.

وفر هذا الإرهابي إلى الصحراء بعد اغتياله أحد المحامين البارزين في الجزائر، حسب أحداث الفيلم.

وقال لطفي إدريس، أستاذ علوم الصورة في الجامعة التونسية، إنَّ الفيلم اتبع تقنية متقدمة تمزج بين البطء والهدوء في صناعة البدايات والنهايات عبر إدارة تصوير قادها المدير التقني الياباني كانام أنوياما.

وأوضح إدريس لـ"العين الإخبارية" أنَّ المخرج الجزائري اعتمد مسحة من الضبابية في صور الفيلم أراد من خلالها تصوير حقبة من الزمن الأسود في تاريخ الجزائر الحديث.

وتعد هذه التجربة، الأولى للمخرج أمين سيدي بومدين في الأفلام الطويلة، وهو حاول من خلالها استحضار الصراع الدائم بين الدولة الجزائرية والجماعات المقاتلة التي راح ضحيتها الآلاف من الأشخاص الأبرياء.

 

####

 

"عالبار".. وثائقي يروي تقاطعات الرياضة والسياسة في تونس

محسن أمين - تونس

كان نصيب الأفلام الوثائقية من أيام قرطاج السينمائية 12 فيلماً طويلاً و8 أفلام قصيرة ضمن المسابقة الرسمية.

وشهدت أيام قرطاج السينمائية التي تعلن النتائج النهائية للأفلام الفائزة، السبت، مشاركة 177 فيلما من بينها 44 فيلما في المسابقة الرسمية.

وعرضت هذه الدورة فيلما وثائقيا بعنوان "على البار" للمخرج التونسي سامي التليلي يمثل مزيجا بين الطرح الواقعي للأحداث وتخيّل بعض الشخصيات.

وعالج الفيلم الذي يمتد لساعة ونصف الساعة تقاطعات السياسة والرياضة في تاريخ تونس الحديث، مستحضرا قدرة كرة القدم على استيعاب غضب الجماهير من السلطة.

وتدور أحداث الفيلم بين عامي 1977 و1978 عندما كان التونسيون يعيشون أزمة اقتصادية واجتماعية حادة فجَّرها الإضراب العام، الذي نفَّذه الاتحاد العام التونسي للشغل في مواجهة لسلطة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة (1903 - 2000).

الأحداث دارت رحاها يوم الخميس 26 يناير/كانون الثاني في قلب العاصمة تونس وراح ضحيتها أكثر من 300 تونسي، بحسب العديد من المؤرخين، ما جعل الذاكرة الجماعية تسمّيه بـ"الخميس الأسود".

وانطلق الفيلم الوثائقي عبر شخصية الراوي الذي استرجع في ذاكرته "شيزوفرينيا" لشعب يثور على سلطة بورقيبة في شهر يناير/كانون الثاني لينسى بعد بضعة أشهر دماءه السائلة إثر فوز المنتخب التونسي في إحدى المباريات خلال كأس العالم 1978.

هذه "الشيزوفرينيا" جسَّدتها شخصية الراوي الذي لقَّب نفسه باسم "ناظم" المُبهَر بكرة القدم مع أمه التي كانت تعمل في الحقل النقابي ضد السلطة.

وقال مخرج الفيلم سامي التليلي لـ"العين الإخبارية" إنَّ الفيلم استغرق سنوات طويلة لإعداد الأرشيف اللازم والبحث عن الوثائق والفيديوهات النادرة لحادثة "الخميس الأسود" في تونس ومظاهر القمع الذي مارسته سلطة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة ضد الخصوم النقابيين.

وأضاف أنَّ 80% من الصور والفيديوهات تمَّ جلبها من أوروبا ومراكز البحث السمعي البصري في فرنسا التي وثّقت فترة السبعينيات من القرن الماضي في تونس.

 

####

 

هموم المرأة العربية في "بابيشا" و"سيدة البحر" بأيام قرطاج

وكالة الأنباء الفرنسية AFP

يُعرض في مهرجان "أيام قرطاج السينمائية" عدد من الأفلام الروائية لمخرجات عربيات تتناول موضوعات اجتماعية، منها وضع النساء في المجتمعات العربية وتوقهن للحرية في وجه التقاليد والعادات الذكورية.

ويشارك في دورة 2019، التي تختتم السبت، 19 عملا سينمائيا لمخرجات عربيات ضمن أقسام المهرجان، من بينها 8 أفلام في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان من مجموع 44 فيلما روائيا وتسجيليا عربيا وأفريقيا.

ومن بين هذه الأعمال فيلم "بابيشا" للمخرجة الجزائرية منية مدور الممنوع من العرض في بلدها، وفيلم "سيدة البحر" للسعودية شهد أمين، وهي أول مشاركة سعودية في المهرجان منذ إطلاقه قبل 53 عاما، بالإضافة إلى فيلم "نورة تحلم" لهند بوجمعة من تونس، البلد المعروف بتشريعاته الرائدة عربيا في مجال حقوق المرأة.

والأفلام الثلاثة هي باكورة أعمالهن وأنتجت كلها في 2019 تزامنا مع حركة احتجاجات كبيرة، خصوصا في الجزائر للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية.

ويتناول فيلم "نورة تحلم" قصة امرأة كادحة من وسط شعبي متزوجة برجل سُجن مرارا ولديها ثلاثة أطفال، لكنها تحلم بحياة أفضل مع حبيبها الذي تلتقيه خلسة، وتطرقت هند بوجمعة في هذا العمل إلى مسائل حساسة ومسكوت عنها بذريعة العادات والتقاليد مثل اغتصاب الزوجة والعنف المادي والمعنوي الممارس عليها وعلى أبنائها.

كما تكشف في الفيلم عن الانتهاكات القانونية والتلاعب بالشكاوى المقدمة أمام مكاتب التحقيق في المجتمعات الذكورية.

وأوضحت بوجمعة: "القوانين أعطت المرأة التونسية قدرا كبيرا من الحرية إلا أن شريحة من النساء داخل المجتمع مسكوت عنها وما زال بداخلها جدار من الخوف يتعين هدمه"، بعد سنوات من اعتماد دستور جديد في 2014 يعتبر من أهم مكتسبات ثورة 2011 كونه ينص على ضمانات للمساواة بين الرجل والمرأة.

وقالت الممثلة هند صبري التي تجسد دور "نورة" بعد العرض: "الفيلم تكريم للمرأة التونسية وهدفه رفع الغطاء عن المحرمات وخلق حوار اجتماعي حول الموضوعات محظورة النقاش".

ويروي فيلم "بابيشا"، وتعني باللهجة المحلية الجزائرية الفتاة الجميلة، قصة "نجمة" الطالبة في الجزائر خلال الحرب الأهلية التي مزّقت البلاد بين 1992 و2002.

وتقطن "نجمة" في مبنى سكني جامعي، حيث تدور معظم أحداث العمل، وهي تحلم بأن تصبح مصممة أزياء فيما تتدهور الأوضاع السياسية في البلاد التي تشهد تنامي الجماعات المتطرفة المسلحة.

وترفض بطلة الفيلم الفكر المتطرف الذي تسبب في مقتل شقيقتها وتقرر تجاوز المحظور بتنظيم عرض أزياء للملابس العصرية داخل مبنى السكن الجامعي بمساعدة زميلاتها، ويؤكد بلقاسم حجاج الذي شارك في الإنتاج خلال تقديم الفيلم في تونس أن "واقع المرأة في مجتمعاتنا يُعد مقياسا لمدى تقدمها أو تراجعها".

وألغت السلطات الجزائرية عرض الافتتاح للفيلم في الجزائر الذي كان مقررا في سبتمبر/أيلول في اللحظة الأخيرة.

وتقول المخرجة المقيمة في فرنسا منذ 20 عاما إن الفيلم "تكريم للمرأة الجزائرية التي صمدت خلال حرب التحرير وكذلك خلال ما عرفت بالعشرية السوداء"، لكنه "يتطرق بطريقة غير مباشرة إلى صمود المرأة الجزائرية التي تناضل اليوم من أجل تغيير القوانين والمساواة بين الجنسين والديمقراطية".

ومن خلال مشاهد صادمة وعنيفة، تبرز المخرجة ما تعرضت له الطالبات من تعنيف وصل إلى حد قتل إحداهن على يد الجماعات المسلّحة.

ويتناول فيلم "سيدة البحر" قصة "حياة" التي يتراجع والدها عن قرار رميها في البحر وفقا لتقاليد قرية صيادين نائية تفرض على الآباء تقديم الإناث فقط من أطفالهم قربانا ليمنّ عليهم حسب معتقدهم بالسمك، ونتيجة لهذا القرار غير المسبوق الذي اتخذه والدها، تتغيّر نظرة السكان إلى الفتاة وتصبح منبوذة، لكن "حياة" تقرر أن تثأر لنفسها وتتحدى التقاليد "الظالمة" التي تحكم القرية وتحاول فرض وجودها بالقوة وسط مجتمع ذكوري.

وتقول المخرجة الشابة: "تتمحور الفكرة حول قداسة الحياة التي تعد أهم من أي قانون أو عادات نقرر أنها واجب"، وتوضح شهد: "يرمز الأبيض والأسود إلى حياة قاحلة لقرية ميتة ترفض التطور وتتمسك بالتقاليد البالية والمتخلفة".

وتتابع أن المجتمع العربي "يضطهد المرأة ويكبّلها لدرجة أنها تصبح تكره ذاتها، بات من الضروري أن تتصالح المرأة مع نفسها وتنهض وتكسر القيود".

 

بوابة العين الإماراتية في

02.11.2019

 
 
 
 
 

"نجمة الصبح" شاهدة على ما فعلته الحرب بسوريا الجريحة

حنان مبروك

فيلم روائي طويل للمخرج السوري جود سعيد يشارك في المسابقة الرسمية للدورة 30 لأيام قرطاج السينمائية.

من رحم النزاع السوري المستمرّ ومن أعماق الآلام السورية المختلفة باختلاف ضحاياها، يجود علينا المخرج السوري، جود سعيد، كل سنة بفيلم روائي طويل يناقش الحرب كما يراها، ومن زوايا مختلفة، حتى أنه اتّخذ مسارا سينمائيا لا يقطع مع الحرب، ربما، إلا إذا ما عمّ السلام بلاد الشام.

اختار المخرج السوري جود سعيد أن ينافس هذا العام على جوائز مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورته الثلاثين التي تنتهي السبت، ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، بفيلم حمل عنوانا رمزيا، وهو “نجمة الصبح”، الشاهدة على ما عانته وتعانيه المرأة السورية من تعذيب وخطف وأسر خلال سنوات الحرب، في وطن يعيش واقعا متوترا لا ينتهي.

ويعود الفيلم بالمُشاهد إلى عام 2013، أين تدور مجموعة من الأحداث الدموية بين أخ وأخيه، أحدهما يمثل قطب الشرّ والآخر قطب الخير المضاد له، ليستمرّ صراع الكراهية الأحادي الجانب في قتل وتعذيب وتدمير كل ما له علاقة بأخ لم يرأف بأخيه في زمن مضى.

وتتسارع وتيرة الأحداث ليجد البطل “خلدون” نفسه منهزما أمام “عارف”، أخاه الذي اختار أن يتجنّد مع المتشدّدين وينتقم من ابن أمه وحبيبته “نجمة الصبح” الناجية الوحيدة في الصراع بين الأخوين، في حين لقيا الاثنان حتفهما، بعد أن يأس أحدهما من تحريرها مقابل التبرّع بكليته لإنقاذها من أسر أخيه، وتتمّ تصفية الثاني على يد ابن أخته الذي سأم شرّه.

الفيلم يطرح ما عانته وتعانيه المرأة السورية من تعذيب وخطف وأسر خلال سنوات الحرب في سوريا

إنهما كقابيل وهابيل والبلد مثل الله، يقتل أحدهما الآخر لتشهد الأرض على واقعة قتل بدأت منذ زمن آدم وحواء، قتل مُتكرّر من الأخ لأخيه، لا يبدو أن له نهاية.

ويبدو أن المخرج السوري، لم يختر عنوان فيلمه اعتباطا، إذ تحظى “نجمة الصبح” في الموروث الشعبي بأهمية كبرى كونها رمزا للنقاء التام، الذي يجعلها ترى بوضوح إذا ما

غاب القمر، كما تتّخذ مكانة الشاهد على السهر من أجل المحبوب، وتعتبر من جانب نفسي شاهدة على مرور الزمن والتغيّر من حال إلى حال، في حين أنها ارتبطت لدى أغلب الشعراء العرب بالحزن والألم، وها هي تظهر في الفيلم ومنذ أول ملامحه، أي العنوان، شاهدة على معاناة السوريين ودليلا على حزن الأخ على محبوبته والوطن وأخيه الذي لا يرحم، لأنه يوما ما لم يُرحم.

و“نجمة الصبح” ليست عنوان الفيلم فقط، بل هي إحدى شخصياته التي تدور حولها كل الصراعات، وهي أيضا شخصية ثانوية بذات الاسم تنتهي معاناتها صدفة في تبادل للأسيرات مدفوع الثمن، لتكشف الحقائق وتكون شاهدة على ما عاشته نساء “الضيعة” داخل المعتقلات.

من جانب آخر يزاوج مخرج الفيلم بذكاء بين اللقطات التصويرية القريبة والأخرى البعيدة، فأحيانا تكون اللقطة قريبة وأحيانا متوسطة وربما عامة، مرة فوقية ومرة تحتية، مرة مسرعة ومرة بطيئة كبطء الأحداث، وهو ما يضفي نسقا تشويقيا مثيرا لعين المُشاهد، مركزا على العديد من التفاصيل التي تلعب على عاطفة المتلقي فترميه بسرعة إلى عالم العقل والتفكير.

وكانت كاميرا جود سعيد في العديد من المواضع غير ثابتة، كأنها تصوّر مُمثلا يقوم بالحدث فعليا، في حين أن عدسة الكاميرا هي من ينتقل ويغيّر إطار الصورة ومسافة التقاطها، وحتى مدى تركيزها على التفاصيل في كل اللقطات الخالية من مشاهد تمثيلية، حتى أن عين الرائي باتت مستعدة للتمييز بين لقطة فارغة من الفعل البشري مليئة بالتفاصيل، وبين لقطة تمثيلية أخرى تعكس حوارا سلسلا ومعان عميقة.

وجاءت الكتابة السينمائية في “نجمة الصبح” بعيدة عن “الكليشيهات”، التي تجعل بعض الأفلام تغرق في المباشرة والوضوح الممل، إذ وظّف المخرج القرآن ضمن نسق الحوار التصاعدي، من خلال توظيف الآيتين الأولى والثانية من سورة النجم “وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2)”. وفي الآية الأولى دلالة، حسب المفسّرين، على سقوط النجم (أو الثريا التي يرمز بها إلى نجمة الصبح) مع الفجر وغيابها عن العين.

واسترجع المخرج بشكل رمزي رحلة المسيح عيسى بن مريم مع الصلب، مُصوّرا طريقة تعذيبه من خلال مشهد مُشابه لإحدى الأسيرات، ما يعني أن آلية التعذيب نفسها ظلت قائمة إلى اليوم تتذكرها أطراف المصلوبين وعظامهم، فتئنّ.

ولم يكن الموت في هذا الفيلم مؤلما محزنا، بل أتى شبيها بمواكب العزاء في كل البيوت العربية، كاشفا عن مواقف مضحكة وعن فرص للأحياء في عزاء الأموات، فالحي أبقى من الميّت ومصائب قوم عند قوم فوائد.

والموت هنا، وظّف بشكل يكشف أن الذات الإنسانية لا قيمة لها، فمكان لعب الأطفال وأحلامهم الوردية قادر أن يصبح مستقبلا مقبرة لكل العائلة، وذاك المواطن الفقير البسيط لن يحصل على قيمة ويحظى بمال وفير، إلا إذا ما استشهد واحتسبته الدوائر الحكومية من شهداء الحرب.

ولأن الحرب المُثارة في كل مكان وزمان تنتمي إلى التاريخ الوطني للبلد المُنتج، وأيضا هي بشكل أو آخر أبعد من الحقبة التي يعيشها البلد في زمنه الحاضر، نجد أن الحروب لا تنتج الموت والإرهاب والعذابات فقط، بل هي شرارة للإبداع وموقد لإنتاج فكري فني يخلّد الزمن الحاضر ليؤسّس لمستقبل قوامه الحياة وتفاصيلها الصغيرة الجميلة، التي ربما لا ننتبه إليها لولا الحروب.

وكعادته في كل فيلم، يسدل سعيد الستار عن فيلم “نجمة الصبح” بأغنية من الموروث الشعبي السوري، تقول كلماتها “يلي خدتو محبوبي.. تحت الله شوخليتو (ماذا تركتم)”، لتروي قصة من قصص الحرب ومعاناة أحباء كثر في فقد محبيهم، ليبقى الوطن خاليا والله شاهد على ما فعله أبناء الوطن الواحد ببعضهم البعض.

وشارك في بطولة فيلم “نجمة الصبح” ثلة من الممثلين السوريين، على غرار محمد الأحمد، حسين عباس، لجين إسماعيل، يوسف المقبل، رنا جمول، مأمون الخطيب، كرم الشعراني، نسرين فندي، سارة وناديا صدقي وغيرهم، وشاركت سماح القتال في تأليف وصياغة السيناريو والحوار مع المخرج جود سعيد.

وسبق لجود سعيد أن حاز في الدورة الماضية من مهرجان أيام قرطاج السينمائية، على ثلاث جوائز من خلال فيلمه “مسافرو الحرب”، وهي جائزة الجمهور، وجائزة أفضل صورة سينمائية، والتانيت البرونزي في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة.

صحافية تونسية

 

العرب اللندنية في

02.11.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004