كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

ستموت في العشرين.. فيلم يراهن على الجرأة وخرق التابوهات الدينية

الجونة: عدنان حسين أحمد

الجونة السينمائي

الدورة الثالثة

   
 
 
 
 
 
 

ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي تم عرض فيلم "ستموت في العشرين" للمخرج السودانى أمجد أبو العلاء، المستوحى من قصة "النوم عند قدميّ الجبل" للقاص والروائى السوداني حمور زيادة. وقد فاز هذا الفيلم بجائزة "أسد المستقبل" في الدورة الـ 76 لمهرجان فينيسيا السينمائي وهو يستحق هذه الجائزة عن جدارة لمعالجته الفنية لعدد من النقاط الجريئة والحساسة في عالمنا العربي من بينها الجنس، والدين، وخرافة الأقدار المرسومة التي يفبركها رجال الدين أو الدراويش أو المتصوفة ومنْ يدور في فلكهم.

يعتمد فيلم "ستموت في العشرين" على قصة بسيطة تخلو من التعقيد مفادها أن الطفل الصغير "مُزمِّل" يولد في قرية سودانية صغيرة تتميز بطابعها الديني الذي يخرج عن الأجواء الصوفية المُتعارف عليها ويسقط في فخ الخرافات والأساطير. فهذا الطفل الصغير الذي يتعلّم القرآن الكريم في الكتاتيب يكتشف أنه ملعون بنبوءة أحد الدراويش الذي قال بأنه سوف يموت حينما يبلغ العشرين من عمره، ولم يكن أمامه من بُدٍ سوى التكيّف مع أجواء هذه الفكرة الخرافية التي هيمنت عليه وجعلته ميتًا في الحياة حتى يعود سليمان، المصور السينمائي إلى قريته الصغيرة التي غادرها شابًا ليكتشف العالم الكبير قبل أن يعود إليها ثانية من دون أن يفرّط بجهاز العرص السينمائي الذي يعدّه مزمل نافذة حقيقية مغرية لرؤية العالم والإطلال عليه بواسطة هذه العين السحرية التي تجلب إلى الأعين والأذهان صور الممثلات والراقصات الجميلات من أصول عربية وأجنبية لم يعتد عليها هذا الشاب الذي يمكن أن نعدّه سجين قريته،وأسير أفكارها التي لا تتجاوز حدود التقاليد الاجتماعية والدينية التي تربي عليها في هذا المحيط القروي الضيّق.

لابد من الإشارة إلى أن قصص الكاتب السوداني حمور زيادة تنتمي إلى تقنية السهل الممتنع التي تُوحي للمتلقي بأنه يستطيع الإتيان بمثلها لكنها في واقع الحال عصيّة على التقليد غير أنّ كاتب السيناريو ومخرج الفيلم أمجد أبو العلاء استطاع أن يلتقط جوهر الثيمة القصصية ويبني عليها رؤيته السينمائية التي تنتصر للصورة البصرية من دون أن يضحّي بالمعنى أو المضمون القصصي الذي انتقى منه أكثر الموضوعات رهافة وحساسية حيث جمع فيه إضافة إلى "لعنة الموت" المُتَخيلَة" التي قوّضت الأسرة برمتها، قصة الحُب التي نشأت بينه وبين نعيمة، الفتاة التي أحبته وانجذبت إليه لكنه لم يلتفت إليها كثيرًا لأنه ذهنه كان مشغولاً بأمور حياتية ودينية من بينها قراءة القرآن الكريم وحفظه عن ظهر قلب، ولعله الشاب الأول الذي يحفظ القرآن الكريم كله في هذه القرية الصغيرة النائية التي لا يفتت عزلتها سوى مشاعر الحُب التي استيقظت في أعماق نعيمة " بونا خالد" وعبّرت عنها بجرأة نادرة في هذه المضارب من الأرض السودانية المترامية الأطراف.

يمكن أن نُعد هذا  الفيلم نوعًا من الميتا سرد البصري إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار شخصية سليمان التي جسّدها ببراعة الفنان "محمود السرجي" وهو يستعيد قصة حياته ويرويها لمزمِّل "مصطفى شحاتة" الذي نتوقع له مستقبلاً سينمائيًا واعدًا إن هو واصل زخم مشواره الفني في السنوات القادمة بهذا القدر من الحماس والتأني في اختيار الأدوار الفنية المركبّة التي تكشف عن قدراته التمثيلية المعبِّرة. فالأشرطة المصورة، والذكريات الماضية التي رواها سليمان هي ميتا سرد واستعادة مقصودة لكي تعمّق رؤية هذا الشاب الممتَحن الذي وثِق بما قاله الدرويش أو رجل الدين المتصوف وصدّقته الأسرة بكاملها فتفرقوا أيدي سبأ.

تنطوي شخصية مُزمِّل على ميل غريزي تغذّيه الثقافة المحلية التي لا يمتلك غيرها لكنّ هذه النزعة سوف تنهار  غبّ لقائه بسليمان الذي يتناول المشروبات الروحية، ويشاهد الأفلام، ويستمع إلى الموسيقى والأغاني العربية الجميلة، ويحرّضه على ممارسة الخطيئة التي لم يسبق له أن مارسها من قبل. فهذا الشخص هو بمثابة المحرّض الذي يشعل فيه شرارة التمرد ولولاه لبقي أسير القرية وما يدور فيها من أفكار خرافية بالية ولكنه إثر وفاة سليمان سيمارس الخطيئة، ويتعرّف على المعنى الحقيقي للذة حينما يغتصب زوجة سليمان ويقرر في خاتمة المطاف أن يختار بين انتظار الموت الذي رسم خطته الدرويش أو أن يلحق بإحدى السيارات التي تنقله نقلة جذرية إلى العالم الجديد الذي صوّره سليمان بطريقة رومانسية مغرية كأن ينساب من النيل إلى مصر ومنها إلى إحدى الدول الأوروبية المليئة بالدهشة والإبهار.

ربما يكون المشهد الأخير قصيرًا جدًا على الرغم من كونه البداية الحقيقية التي ستقلب حياة مُزمِّل رأسًا على عقب لكن المخرج المبدع أمجد أبو العلاء راهن على الداخل السوداني بطبيعته الريفية البريئة التي تعتمد كليًا على الموروثين الديني والشعبي وما يتخللهما من قصص وحكايات لا تخرج عمّا هو متعارف عليه حيث التكايا، وبيوت الله، وقصص الناس البسطاء التي تخلق بالنتيجة ذاكرتهم الجمعية المتصالحة مع أبنائها في الأعم الأغلب، أما المتمردون فهم قلّة على شاكلة سليمان الذي أثرّ بقوة على قناعات مُزمِّل وحرّضه على الرحيل واكتشاف العالم.

يتناول الفيلم في جانب منه متلازمة الخوف من الغرق، والخشية من الخوض في الماء ذلك لأن أقرانه الصبيان كانوا يتنمّرون عليه، ويحشرونه في صندوق مغلق هو أقرب إلى التابوت أو القبر منه إلى أي شيء آخر، كما كانوا يضربونه، ويوبخونه كثيرًا كلما سنحت لهم الفرصة، ومع ذلك فقد كان الفتى الأبرز بينهم، ولعله الأذكى لأنه هو أول من حفظ القرآن، وتلاه على مسامع الآخرين بحضور أمه التي تعلّق بها كثيرًا، وبغياب والده الذي تخلى عنهما بحجة جمع المال وتوفيره لأسرته الفقيرة التي كانت تحتاج إلى حضوره فقط أكثر من أي حاجة مادية أخرى.

يبدو أن الموروث الشعبي السوداني هو الذي أغرى الجهات الأوروبية لأن تموّل هذا الفيلم الذي خرج عن المألوف وطرح بقوة أفكارًا جريئة لم نعهدها في الأفلام السودانية السابقة وهي قليلة تجاوزت بالكاد أصابع اليد الواحدة، فشريط "ستموت قريبًا" هو الفيلم السوداني الطويل السابع بعد توقف دام لعقد أو يزيد من السنوات. ولعل هذه الجرأة متأتية من المخرج نفسه الذي وُلِد وترعرع في دولة الإمارات العربية المتحدة، ودرس الإعلام فيها، ومارس إخراج الأفلام الوثائقية لعدد من القنوات التلفازية المحترِفة. كما أنجز العديد من الأفلام القصيرة التي شاركت في بعض المهرجانات السينمائية المحلية والعربية والعالمية وحصد العديد من الجوائز وشهادات التقدير نذكر منها "تينا" و "ريش الطيور"، و "على رصيف الروح" و "إستوديو" الذي أشرف عليه المخرج الإيراني الراحل عباس كياروستمي ونال هذا الفيلم جائزة التحكيم من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية. وعلى الرغم من مشاركة 15 فيلمًا روائيًا طويلاً في هذه المسابقة بينها أفلام عالمية من العيار الثقيل إلاّ أن هذا الفيلم ستكون حصة من الجوائز سواء في السيناريو أو الأداء أو الرؤية الإخراجية لأمجد أبو العلاء الذي نتوقع منه الكثير في السنوات القادمة.

 

رأي اليوم اللندنية في

01.10.2019

 
 
 
 
 

..وصدقت توقعات "القاهرة"

الأفلام العربية تكتسح جوائز "الجونة 3" وجميع الأعمال التي رشحناها تصعد لمنصة التتويج

بقلم: أسامة عبد الفتاح

اُختتمت الجمعة الماضية الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي بإعلان وتوزيع الجوائز التي تطابقت – وتحديدا في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة – مع توقعات "القاهرة" المنشورة هنا الأسبوع الماضي، حيث صعدت الأفلام الخمسة التي رشحناها لمنصة التتويج، وهي جميع الأعمال العربية التي شاركت في المسابقة التي شهدت تنافس 15 فيلما.

فقد فاز فيلم "ستموت في العشرين" وهو العمل الروائي الطويل الأول للمخرج السوداني أمجد أبو العلاء، بالجائزة الكبرى للمسابقة وسط زغاريد سودانية ترددت في أرجاء مسرح "المارينا" حيث أُقيم حفل الختام.. والمعروف أن الفيلم مستوحى من قصة "النوم عند قدمي الجبل" للكاتب حمور زيادة، وحصل على جائزة أسد المستقبل للعمل الأول من مهرجان فينيسيا الدولي في سبتمبر الماضي، وتدور أحداثه في عوالم صوفية بولاية الجزيرة، إذ يولد "مزمل" في قرية سودانية تسيطر عليها أفكار الدراويش، وتطارده نبوءة تفيد بأنه سيموت في سن العشرين، ويعيش أيامه في خوف وقلق إلى أن يظهر في حياته سليمان، وهو مصور سينمائي متقدم في العُمر، ليغيّر نظرته لنفسه وللعالم.

وحصل فيلم "بابيشا"، للمخرجة مونيا مدّور، على جائزة أفضل فيلم عربي روائي طويل، والمعروف أنه شارك في قسم "نظرة ما" بدورة هذا العام من مهرجان "كان"، واختارته بلاده ليمثلها في مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي.. وتدور أحداثه، في تسعينات القرن الماضي، حول "نجمة" الفتاة البالغة من العمر 18 عاما، والموهوبة في تصميم الأزياء، حيث ترفض ظروف الحرب على الإرهاب التي تمنعها من الحياة الطبيعية والخروج ليلا مع صديقتها، وترفض القيود التي يفرضها المتطرفون، وتحلم بأن تقيم عرض الأزياء الخاص بها.

وذهبت الجائزة البرونزية للفيلم الروائي الطويل إلى الفيلم المغربي "آدم"، العمل الأول للمخرجة مريم التوزاني، والذي شارك هو الآخر في قسم "نظرة ما" بمهرجان "كان"، ويدور حول أرملة تدعى "عبلة" تعيش برفقة ابنتها التي تبلغ من العمر 10 سنوات، وتعيش من عمل بسيط تديره من مطبخها. وفي أحد الأيام تطرق امراةٌ شابةٌ اسمها سامية باب منزلها باحثةً عمن يأويها، وقد أعياها طفلها التي تحمله بين أحشائها، ويتملكّها خوف إنجاب طفلٍ بلا أب. وفي حين توفر لها عبلة المأوى، تمنحها الضيفة التغيير الذي تحتاجه.

ونال الفيلم التونسي "نورا تحلم"، للمخرجة هند بوجمعة، جائزة أفضل ممثلة لبطلته هند صبري، وهو مستوحى من قصة حقيقية تدور حول نورا التي تنتمي للطبقة الكادحة في تونس ومعاناتها اليومية مع زوجها الذي يقضي عقوبة في السجن، والمضايقات التي تتعرض لها بسبب تاريخه الإجرامي، وعلاقتها بأطفالها وزوجها بعد إطلاق سراحه.

وهناك أخيرا الفيلم اللبناني "1982" للمخرج وليد مونس، الذي فاز بجائزة الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية (الفيبريسي)، وتدور أحداثه عام 1982 إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان، في مدرسة خاصة على مشارف بيروت، حيث يحاول وسام البالغ من العمر 11 عاماً أن يبوح لفتاة في صفه عن حبه لها، في ظل الحرب والاجتياح، حيث يوضع الحب البريء في مقابل الغارات والقنابل والصواريخ.

وفيما يلي القائمة الكاملة لجوائز المهرجان:

مسابقة الأفلام الروائية الطويلة

جائزة نجمة الجونة الذهبية للفيلم الروائي الطويل (وقيمتها 50000 دولار أمريكي) لفيلم "ستموت في العشرين" للمخرج أمجد أبو العلاء

جائزة نجمة الجونة الفضية للفيلم الروائي الطويل (وقيمتها 25000 دولار) لفيلم "عيد القربان" للمخرج يان كوماسا

جائزة نجمة الجونة البرونزية للفيلم الروائي الطويل (وقيمتها 15000 دولار) لفيلم "آدم" للمخرجة مريم التوزاني

جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي روائي طويل (وقيمتها 20000 دولار) لفيلم "بابيشا" للمخرجة مونيا مدّور

جائزة نجمة الجونة لأفضل ممثل لـ"بارتوش بيلينا" عن دوره في فيلم "عيد القربان"

جائزة نجمة الجونة لأفضل ممثلة لهند صبري عن دورها في فيلم "حلم نورا"

مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة

جائزة نجمة الجونة الذهبية للفيلم الوثائقي الطويل (وقيمتها 30000 دولار) لفيلم "حديث عن الأشجار" للمخرج صهيب قسم الباري

جائزة نجمة الجونة الفضية للفيلم الوثائقي الطويل (وقيمتها 15000 دولار) لفيلم "143 طريق الصحراء" للمخرج حسن فرحاني

جائزة نجمة الجونة البرونزية للفيلم الوثائقي الطويل (وقيمتها 7500 دولار) لفيلم "كابل، مدينة في الريح" للمخرج أبوزار أميني

جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي وثائقي طويل (وقيمتها 10000 دولار) لفيلم "إبراهيم، إلى أجل غير مسمى" للمخرجة لينا العبد

مسابقة الأفلام القصيرة

جائزة نجمة الجونة الذهبية للفيلم القصير (وقيمتها 15000 دولار) لفيلم "امتحان" للمخرجة سونيا حداد

جائزة نجمة الجونة الفضية للفيلم القصير (وقيمتها 7500 دولار) لفيلم "أمي" للمخرج وسيم جعجع

جائزة نجمة الجونة البرونزية للفيلم القصير (وقيمتها 4000 دولار) لفيلم "لحم" للمخرجة كاميلا كاتر

جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي قصير (وقيمتها 5000 دولار) لفيلم "سلام" للمخرجة زين دريعي

تنويه لجنة التحكيم الخاص لفيلم "السادس عشر من ديسمبر" للمخرج ألفارو جاجو دياز

جائزة سينما من أجل الإنسانية

جائزة يمنحها جمهور المهرجان لفيلم يُعنى بالقضايا الإنسانية (وقيمتها 20000 دولار أمريكي) لفيلم "البؤساء" للمخرج لادج لي

جائزة لجنة تحكيم "نيتباك" لأفضل فيلم آسيوي

فيلم "كابل، مدينة في الريح" للمخرج أبوزار أميني

جائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية "فيبريسي"

فيلم "1982" للمخرج وليد مونس

 

جريدة القاهرة في

01.10.2019

 
 
 
 
 

عن ترميم الأفلام وتجديدها

كاظم مرشد السلوم

وانا احضر ندوة ترميم وتجديد الأفلام التي أقامها مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثالثة، التي حاضرت فيها السيدة ساندرا شولبرج رئيس مؤسسة « أنجي كولكت» لترميم الاعمال الفنية ، متحدثة عن أهمية حفظ الاعمال الفنية وترميمها، والفارق الكبير الحاصل بين عمليات الترميم الحديثة وبين تلك التي تعتمد تقنية قديمة، من حيث اللون والكوالتي « الصفاء» العالي للفلم ، تذكرت ما أل اليه حال الاعمال الفنية العراقية المختلفة ، سواء كانت السينمائية منها أو التلفزيونية ، واندثار البعض بفعل قدمها وسوء التخزين ، الامر الذي يعني فقدان تاريخ وأرث فني كبير.

قبل فترة قصيرة قام المخرج العراقي قاسم حول بعد تسلمه من مصب مستشار فني في رئاسة الوزراء على نقل الأرشيف السينمائي العراقي من داخل بناية المسرح الوطني، حيث كان مخزونا منذ سينين الى مكان جديد ضمن موقع دائرة السينما والمسرح في ساحـة الاحتفـالات.

السؤال هل يكفي نقل الأرشيف السينمائي من مكان لأخر لحفظه والمحافظة عليه بشكل جيدة، بالتأكيد لا ، فالكثير من الأشرطة الفلمية تحتاج الى ترميم ومعالجة فنية دقيقة وبوسائل تقنية متطورة للحفاظ عليها ، والتمكن من عرضها متى ما دعت الحاجة الى ذلك ، سواء استخدامها كوثيقة لفترة زمنية معينة، او لاسترجاع ذكريات مـاض جميـل.

ذكرت السيدة ساندرا في محاضرتها، ان المؤسسة التي تعمل فيها، هي مؤسسة غير ربحية، تعتمد على الدعم الذي يقدم لها من جهات عدة، ومن تبرعات من يحرص على الحفاظ على الإرث الفني في الولايات المتحدة، وعرضت مجموعة من مقاطع لأفلام تم ترميها صورت في بدايات القرن العشرين، وبدت بعد الترميم وكأنها صورت حديثا.

ترى هل تلتفت الجهات المعنية الى موضوع ترميم وتجديد الاعمال الفنية ، السينمائية منها والتلفزيونية، وهل بالإمكان تخصيص الأموال اللازمة لذلك، واستقدام خبراء وفنيون متخصصون بعمليات ترميم الاعمال الفنية، وهل ثمة من يتبرع للحفاظ على الإرث الفني العراقي، أعتقد ان العملية ليست بالصعبة ولا المستحيلة، خصوصا وان هناك الكثير من الأموال التي تصرف على أمور أقل أهمية من ترميم وتجديد الاعمال الفنية، فأهمية هذه الاعمال انها وثيقة لمراحل الدولة العراقية المختلفة، فالتاريخ لا يكتب على الورق فقط، بل ان الصورة توثق كل المراحل.

ان أي شخص يشاهد فلما عراقيا قديما مثل الحارس أو سعيد أفندي، او بيوت في ذلك الزقاق، لن يشاهد احداث الفلم الدرامية فقط، بل سيشاهد مدينة بغداد او باقي يمدن العراق، الشوارع، أزياء الناس، لتعود به ذاكرته الى الأيام الخوالي، اذا كان الجيل الذي سبق وان شاهد هذه الأفلام، وان كان من الجيل الحالي، فبالتأكيد سيقارن بين الماضي والحاضر وما ألت اليه أوضاع البلاد والعباد.

أذن هي دعوة للحفاظ على الإرث الفني العراقي، مثلما هي الدعوات العديدة للحفاظ على الاثار العراقية واسترداد المسروق منها.

 

####

 

ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي الثالث

عرض عربي أول لـ»1982» و»آدم» ومحاضرة عن الحدود بين الأفلام الوثائقية والروائية

الجونة ـ محرر الصفحة:

ضمن إطار عروض السجادة الحمراء، عرض المهرجان «1982» لوليد مؤنس و»آدم» لمريم توزاني في عرضهما العربي الأول. بعد عرضه العالمي الأول في مهرجان تورنتو السينمائي وفوزه بجائزة «نيتباك» في ذات الدورة، يأتي الفيلم اللبناني «1982» من بطولة نادين لبكي ومحمد دالي ورودريج سليمان ليشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة. أما «آدم» فقد عُرض عالميًا لأول مرة في الدورة الـ72 لمهرجان كان السينمائي ومن بطولة لبنى أزابال ونسرين الراضي والتي حصلت على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان دربان السينمائي، ويشارك الفيلم في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة

إلى جانب ذلك عُرض فيلم «بئر الحرمان» للمخرج المصري القدير كمال الشيخ ضمن إطار تكريم الكاتب القدير الراحل إحسان عبد القدوس، وفيلم «الحياة الخفية لأورديس جسماو» لكريم عينوز الذي فاز بجائزة «نظرة ما» في الدورة الـ72 لمهرجان كان السينمائي، وفيلم «كانينجهام» لـ ألا كوفجن والذي يتناول حياة الراقص ميرسي كانينجهام في مراحلها المختلفة

تضمن برنامج جسر الجونة السينمائي أيضًا حلقة نقاش «السينما الأفريقية: الحاضر والماضي والمستقبل»، والتي ناقشت كيف تطورت السينما الأفريقية من شمالها إلى جنوبها خلال السنوات الماضية، لتصبح ذات تأثير، وتمتلك قوة إبداعية وتتواجد على الخريطة السينمائية العالمية، إضافة إلى حلقة نقاش «طبيعة الحدود الفاصلة بين الأفلام الروائية والوثائقية»، التي ناقشت التقنيات والحرفيات اللازمة لتشكيل قصة تمزج بين الواقع والخيال، من أجل خلق واقع جديد وإشراك الجمهور بشكل أفضل

وضمن إطار عروض السجادة الحمراء أيضا المهرجان عرض فيلم «الفارس والأميرة» للمخرج والسيناريست القدير بشير الديك وإبراهيم موسى في عرضه العالمي الأول. واستغرق إنجازه أكثر من 20 عامًا ومن إنتاج شركة السحر للرسوم المتحركة والمنتج عباس بن العباس. الفيلم من بطولة مدحت صالح ومحمد هنيدي ودنيا سمير غانم وماجد الكدوانى وعبد الرحمن أبو زهرة وغسان مطر وعبلة كامل وسعيد صالح وأمينة رزق

إلى جانب ذلك شهد صالات السينما عرض العديد من الأفلام السينمائية المميزة مثل «طفيلي» للمخرج الكوري بونج جون هو وهو الفيلم الفائز بالسعفة الذهبية في الدورة الـ72 لمهرجان كان السينمائي، وفيلم «إبراهيم إلى أجل غير مسمى» للينا العبد والذي يتناول رحلة المخرجة في البحث عن ما حدث لوالدها الذي انتمى في الماضي لجماعة أبو نضال؛ تلك الرحلة التي تسائل كيف يمكن لقرار فرد في العائلة على بقية الأفراد. إضافة إلى ذلك عرض فيلم «جنازة رسمية» لسيرجي لوزينتسا والذي يعرض صورًا أرشيفية لم تعرض من قبل لوقائع الأيام الأربعة التي انتهت بمراسم جنازة جوزيف ستالين والتي تفضح بعض الأيام المنسية التي لا يتذكرها الكثيرون اليوم رغم مدى قسوتها.

ندوات 
وتضمن برنامج جسر الجونة السينمائي محاضرة «جماليات تصميم الصوت» التي قدم مصمم ومهندس الصوت رسول بوكاتي الحائز على جائزة الأوسكار فيها طرقًا مبتكرة للوصول إلى أفضل تصميم صوتي لفيلمك. حيث تصف المحاضرة أهمية وجماليات استخدام الصوت في الأفلام الروائية المختلفة، وتسلط الضوء على عملية تكوين الصور من خلال استخدام الصوت خلال مراحل الإنتاج وما بعد الإنتاج. إضافة إلى ذلك أقيمت حلقة نقاش «دور وتأثير المهرجانات السينمائية» التي أدارتها ميلاني جودفيلو مراسلة سكرين إنترناشونال. شارك في الحلقة ناشين مودلي مدير مهرجان سيدني السينمائي العريق وسيتورا آلييفا مديرة مهرجان سوشي السينمائي والمدير الفني لمهرجان تورنتو كاميرون بايلي إضافة إلى المبرمجة شاينا واينجست ومدير البرمجة في مهرجان برلين السينمائي مارك بيرانسون

جرى النقاش في محاولة الإجابة عن بعض الأسئلة المتعلقة بالمهرجانات مثل: كيف تنظر المهرجانات إلى دورها وهويتها الآن، وفي المستقبل؟ وما هي المهام الأساسية التي يجب مراعاتها حول كيفية التقديم للمهرجانات السينمائية من أجل تحقيق أقصى قدر ممكن من التواصل، والترويج للأفلام والاستفادة من الدعاية وخلق تعاونات مستقبلية بين صناع الأفلام.

 

الصباح الجديد العراقية في

01.10.2019

 
 
 
 
 

أمير عيد: خضت تجربة التمثيل في «لما بنتولد» تحديا

تحرير:محمد عبد المنعم

أنا مهووس بأم كلثوم.. اختلفنا فى كايروكى على تجربة الأغانى الشعبية.. ووجود كتاب عن حياتنا لم يكن فى الحسبان.. مشكلاتي مع الرقابة «سوء تفاهم»

أمير عيد هو فوكال فرقة كايروكى التى تتكون من خمسة أفراد، هم "شريف هوارى (جيتار وصوت)، تامر هاشم (درامز)، آدم الألفى (باص جيتار)، شريف مصطفى (أورغ)"، وحققت الفرقة نجاحات كبيرة على المستويين الغنائى ومزيكا الروك، وبدؤوا تطوير أنفسهم من خلال إدخال الموسيقى الشعبية في أعمالهم، والراب ميوزيك، وقدموا أكثر من أغنية مختلفة عن لونهم وحققت نجاحا كبيرا. وقرر أمير مؤخرا أن يبتعد قليلا عن الفرقة ويخوض تجربة مختلفة عليه تماما، خاصة بعد وجوده فى عمل سينمائى، يحمل اسم «لما بنتولد» تم عرضه فى الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائى.

أمير عيد فى حواره لـ«التحرير» حكى لنا عن كواليس تجربته الأولى فى التمثيل، والصعوبات التى واجهته كما تطرق للحديث عن آخر ألبومات فريق كايروكى الذى يحمل اسم «أبناء البطة السوداء»، وأسباب مشكلاته مع الرقابة فى ألبوم «نقطة بيضا».

- ماذا جذبك لخوض تجربة التمثيل من خلال "لما بنتولد"؟

الجانب الموسيقى فى الفيلم جذبنى، فقد طلب منى أن أقدم موسيقى وأغانى العمل، وهذه التجربة كان بها تحدّ كبير جدا، وشعرت بأنها تفيدنى على المستوى الفنى، وبدأت أجلس مع المخرج ونتحدث عن قصص الأغانى، وكان الأمر جديدا عليّ، وبدأت أحكى قصصا بالكلمات والمزيكا، وكان لديّ فضول كبير فى أن أعرف إذا كنت سأقوم بعمل تلك التجربة أم لا، خاصة أنه لا يأتى لى فرص كبيرة مثل هذه، أنا عرفت أعمل الدور لكننى لا أعرف كيف سيكون رد فعل المشاهدين حينما يطرح جماهيريا.

- هل خضعت لأى ورش تمثيل قبل أن تبدأ فى الدور؟

لا، نهائيا، جلست فقط مع المخرج وقمنا بعمل مجموعة من البروفات، لنحلل شخصية أحمد التى أجسدها فى الفيلم، وهو شخص يحاول أن يحقق حلمه فى الغناء، ولكنه جبان، ودائما فى صراع مع والده الذى لا يريده أن يسير فى هذا الطريق، وهى شخصية لا تشبهنى فى الواقع، لأن أحمد من عائلة غنية وأنا لست كذلك، والاختلاف بينى وبين أحمد أيضا أن والدتى كانت تدعمنى دائما منذ صغرى وتقف أمام كل من يحبطنى في طريقى.

- قلت إن تجربة الأغانى مختلفة.. فهل كان الأمر صعبا عليك فى تحضيرها؟

كان من الصعب بالفعل أن أعمل على الأغانى، وطلبت قراءة السيناريو، وبدأت فى تحضير الأفكار، فالتعبير بالموسيقى عن القصص التى يتناولها الفيلم ليس سهلا، وكان من المفترض أن تخرج الموسيقى قريبة من إحساس الشخصيات، ولم أتصور كيف ستكون الأغانى إلا بعدما رأيت الفيلم فى النهاية.

- هل تنوى الاستمرار فى مجال التمثيل؟

أحب التجارب، وأحب عمرو دياب، لأنه كان بطلا فى التمثيل وبعد ذلك قرر أن يعيش فى منطقة بعيدة وهى المزيكا، وأنا أحب التركيز على الموسيقى، ولكن ليس شرطا أن أفكر فى تكرار التجربة، فأنا أحب التنوع وأتمنى تقديم مسرح غنائى، وألبوم يناقش قصة فرد واحد، وتكون الكليبات الموجودة فيه معبرة عن إحساسه، وأتمنى إضافة شيء جديد للموسيقى، وأحب أن أنوه بأننى لم أتمنَّ يوما أن أمثل ولكن مشروع فيلم "لما بنتولد" أعجبنى.

- ننتقل قليلا للحديث عن المزيكا.. آخر ألبومات كايروكى كان يحمل اسم «أبناء البطة السودا».. فلماذا؟

أنا و"كايروكى" كنا معا فى المدرسة، ودائما كنا منبوذين، وكنا نتعرض للرفد كثيرا، وحينما قررنا أن نعمل بعد التخرج لم نجد عملا، فكانوا دائما يشبهوننا بأبناء البطة السوداء، لذلك قررنا أن يكون هذا اسم الألبوم، لأنه يتحدث عن المنبوذين الذين لا يستطيعون أن يأخذوا أدوارا فى حياتهم، ونحن دائما نصنع الموسيقى التى تعبر عن أنفسنا وأفكارنا.

- فى أغنية "كان لك معايا" كان هناك ريميكس لأم كلثوم فما السبب؟

أنا أحب أم كلثوم كثيرا، وهى تمثل فى الأغنية صوت بلدنا وتاريخنا، ومشكلة اتهامنا بسرقة مقطع أغنية أم كلثوم غير حقيقية ولم تكن مقصودة، فنحن ذهبنا إلى شركة صوت الفن وأخذنا منها الحقوق، وكان هناك صراع مع شركة أخرى، ولكن تم فض النزاع، ولمن يعلقون على استخدامنا اللغة اليابانية فى الترجمة على الأغانى، أقول إن كل ما فى الأمر أننا وجدنا أن شكلها حلو فقط.

- انتقالكم فى أغانيكم من الروك للمود الشعبى.. هل هذا لتتوافقوا مع المزاج العام؟

أنا أحب الشعبى كثيرا وكانت لديَّ مشكلة مع فريق "كايروكى" لأننا منقسمون بين من يريد الشعبى ومن لا يريد، ولكن فى النهاية أحببنا أن نجرب، ووجدنا أن الموسيقى الشعبية تتماشى عليها كلمات لا يمكن أن نقدمها مع مزيكا الروك، لذلك وجدنا لدينا مساحة كبيرة نلعب فيها ونكتب كلمات جديدة، ونحب كل فترة أن نخوض تجارب مختلفة؛ مثل أغنية "كان لك معايا".

- ما سبب مشكلاتكم مع الرقابة فى ألبوم "نقطة بيضا"؟

كل ما فى الأمر أن هناك سوء تفاهم حدث بيننا، فهم كان لديهم تعليق على مجموعة من الأغانى، ونحن اعتقدنا أنه تم رفض الألبوم، وليس إجراء بعض التعديلات على عدد من الأغانى؛ لذا لجأنا لطرحه على يوتيوب، ولكن بعد ذلك اكتشفنا سوء التفاهم، وهذا ما عالجناه فى ألبوم "أبناء البطة السودا".

- سمعنا عن تحضيركم لفيلم جديد يحمل اسم «كايروكى» فما تفاصيله؟

هو عمل غنائى استعراضى، من المقرر أن يطرح فى شهر أغسطس من عام 2020، ونقدم من خلاله مجموعة كبيرة من الأغانى.

- هل أنتم متحمسون لفكرة وجود كتاب عن مسيرتكم؟

الأمر لم يكن فى حساباتنا، وكل ما فى الموضوع أن الكاتب ولاء كمال طلب أن يعايشنا لمدة عام ونصف العام وكتب كتاب "أيام مع كايروكى" الذى يسرد فيه تفاصيل حياتنا داخل الفرقة، وحقق مبيعات كبيرة

 

####

 

بعد غياب طويل.. براد بيت في مغامرة للفضاء «Ad Astra»

تحرير:إسراء سليمان

«Ad Astra» هي عبارة لاتينية تعني «للنجوم»، وفي حال كنت تتساءل عن اتجاه السفينة في الفيلم، فإن الجواب هو كوكب نبتون، لكن الحقيقة هي «نحو دراما قياسية من الألم»

بعد اختفاء براد بيت لفترة طويلة عن صالات العرض، كان محبوه في جميع أنحاء العالم في انتظار فيلمه الجديد "Ad Astra"، وخرجت هذه الرائعة من قبل المخرج جيمس جراي. يتألق براد بيت في فيلم خيال علمي، كان الفضاء أهم العوامل والآليات التي اعتمد عليها المخرج، ما أدى إلى نجاح باهر لم يُسبق في تاريخ السينما الأمريكية، ووصلت الإيرادات إلى 19.5 مليون دولار، حيث عرض في 3460 شاشة عرض، وما زال الفيلم يحقق أرقامًا لا بأس بها في شباك الإيرادات، ولكن هل ستكون النتيجة مُرضية بالنظر إلى ميزانية الفيلم التي تبلغ 50 مليون دولار؟

تميل معظم أفلام الفضاء إلى نمط مُمل، حيث رائد يقرر الذهاب إلى الفضاء من أجل اكتشاف عالم آخر، أو اكتشاف كواكب أخرى، ولكن "Ad Astra" تناول هذا الجانب بشكل مختلف، جعلك تعيش في مشهد كامل وواقعي، ونجح المخرج في أن ينقلك بفكرك من عالمك الصغير إلى مغامرة جديدة غير نمطية من مثل هذه الأنواع من الأفلام، مستخدمًا سلاحًا قويا وهو "براد بيت"، خاصة بعد غيابه لفترة طويلة. وتدور أحداث الفيلم عن رائد فضاء قرر أن يخوض مغامرة للعالم الآخر من أجل البحث عن والده المفقود، وفي أثناء الرحلة، وجد براد بيت لغزًا يهدد بقاء كوكب الأرض.

كما أعلن مهرجان الجونة السينمائي منذ انطلاقه، عن أن فيلم "Ad Astra"، سيتم عرضه في افتتاح الدورة الثالثة من سبتمبر، كما أن الدورة 76 لمهرجان فينيسيا السينمائي شهدت صالات العرض لديها طرح الفيلم لأول مرة.

"Ad Astra" لديه قدر كبير من التشابه مع First Man، حيث يأخذ كل من الفيلمين نهج الفضاء، مع التركيز على الجمال والعظمة وحجم الفضاء الذي لا يمكن تصوّره، وكذلك العزلة الهائلة التي تميز بها كل من أبطال الفيلمين. ولو أمعنت النظر قليلا، ستجد أن اختبار أنماط مثل العزلة له دلالة كبيرة، كارتباط والد براد بيت بالعالم الخارجي، ومن ثم ابنه الذي قرر أن يقود مغامرة، باحثا عن والده من جانب، وعن نفسه من جانب آخر، كما يروي كلاهما قصصًا صغيرة عن رجال يغادرون الأرض، ليتم تحريرهم من الصدمات العائلية، حيث الراحة على سطح هذا العالم الغريب الفارغ من الغرف المظلمة التي تحوي آلامهم.

تعتمد الكثير من قصص الخيال العلمي على عرض مطول، أو تحاول الانخراط في تفاصيل عالمهم الخاص، لكن "Ad Astra" تفوق بشكل كبير في بناء عالم خفي، يرسم صورة قاتمة دون توضيحها، وتؤكد قصة الفيلم بشكل أو بآخر الانعكاس الشخصي على الاستكشاف، والرحلة التي لا نهاية لها إلى المجهول، ومن هنا نستطيع قول إن المخرج استخدم الهوس الفردي والمجتمعي للبحث الدائم في الحياة، ومن ثم من بداية الفيلم إلى نهايته لا يمثل إلا ملحمة براقة صُنعت من الخيال الواقعي لدى المخرج، وجميعها تقنيات تقوم عليها السينما الحديثة، ليخرج المشاهد من صالة العرض وهو في حالة اقتناع تام بأنه خاض مغامرة حقيقية مع براد بيت.

نريد أن نقف قليلا عند مخرج وكاتب الفيلم جيمس جراي، فإذا نظرنا في أفلامه السابقة، سنجده مخرجا صارما معروفا بمثل هذه الجرأة الرائعة التي ظهرت أيضًا في "The Lost City of Z" و"The Immigrant"، يتألق دائمًا مع نوعية الأفلام القائمة على التحديات اللوجيستية الهائلة المتمثلة في تنظيم مغامرة فضائية تتميز بروح الملحمة، كما يعتمد على الإحساس بالتفاصيل والسرعة والتحكم التي يتم إنجازها بشكل ملحوظ، فعند مشاهدة "Ad Astra"، قد تعتقد أنك سجلت الدخول في رحلة خارج هذا العالم، لكن اتضح أن مخاوف الفيلم مرتبطة كثيرًا بالمخاطر التي تتعرض لها الأرض.

"Ad Astra" هي عبارة لاتينية تعني "للنجوم"، وفي حال كنت تتساءل عن الاتجاه الذي تأخذه السفينة في الفيلم، فإن الجواب هو كوكب نبتون، لكن الإجابة الحقيقية هي "نحو دراما قياسية من الألم والدموع والتصالح"، فقد كان يجب أن يكون شعار الفيلم "في الفضاء، لا أحد يستطيع أن يسمعك تبكي على مشكلاتك الغائبة عن والدك".

 

التحرير المصرية في

02.10.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004