كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

مهرجان «الجونة» بيروت عشية الاجتياح.. والسودان «المعجزة»

عصام زكريا

الجونة السينمائي

الدورة الثالثة

   
 
 
 
 
 
 

بانوراما مصغرة لخارطة السينما العربية نشاهدها حالياً ضمن «مهرجان الجونة» المستمرّ حتى 27 أيلول (سبتمبر). أفلام من المغرب وتونس ولبنان والسودان وغيرها تُعرض تباعاً لتقدّم فكرة عن الإنتاجات الحديثة وسط غياب ملفت لمصر عن المسابقة الرسمية

الجونةلعل الميزة الأكبر في المهرجانات السينمائية العربية أنّها تتيح لمشاهديها التعرف إلى الإنتاج العربي الذي يصعب متابعته في أي مكان آخر. ومهرجان «الجونة» المستمرّ حتى 27 أيلول (سبتمبر)، يقدّم عدداً من الأفلام العربية الحديثة التي تشكل بانوراما مصغرة لخريطة السينما العربية حالياً، نتوقف اليوم عند بعضها. في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، يضم المهرجان أربعة أفلام عربية هي: السوداني «ستموت في العشرين» (إخراج أمجد أبو العلاء)، واللبناني «1982» (إخراج وليد مونس)، والمغربي «آدم» (إخراج مريم التوزاني)، والتونسي «حلم نورا» (إخراج هند بو جمعة).

الفيلم العربي الأول الذي عرضه المهرجان هو «ستموت في العشرين»، الذي يأتي إلى «الجونة» مسبوقاً بدعاية هائلة. حصل الفيلم قبل أيام على جائزة أفضل عمل أول (تحمل اسم «أسد المستقبل») من «مهرجان البندقية السينمائي» الأخير. لكن الفيلم كان معروفاً قبلاً داخل أوساط الإنتاج المستقل العربي، إذ شارك في إنتاجه عدد كبير من الشركات من بلاد عربية مختلفة، كما حصل على دعم متنوّع من مهرجانات ومؤسسات أوروبية وعربية.

ينتمي «ستموت في العشرين» إلى تلك النوعية من الأعمال التي تجذب الانتباه والفضول والاستعداد للإعجاب بمجرد الاستماع إلى فكرته: في قرية سودانية تقليدية، يتنبأ شيخ عرّاف لأحد الأطفال المولودين حديثاً بأنه سيموت في سن العشرين. ولذلك يقضي الطفل حياته محاصراً خائفاً مع أمه، بعد أن يرحل والده للعمل في بلاد أخرى. وعندما يصل إلى سنّ العشرين بالفعل، يتعين عليه أن يتخذ قراراً بالعيش وعدم الاستسلام للموت.

يدور الفيلم في السودان ويرصد مظاهر فولكلورية من الحياة اليومية والطقوس والموسيقى الشعبية. ولا بد من أن نضيف إلى ذلك أنّ السودان بلد مُنعت فيه صناعة السينما لعقود، وأنها لم تنتج في تاريخها سوى عدد محدود من الأفلام لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وأنّ البلد يشهد حالياً ثورة مستمرة منذ أشهر أطاحت بنظام قمعي شديد الاستبداد، ويستعد لدخول مرحلة جديدة من تاريخه... لا يقلل الكلام السابق من أن الفيلم جيد، بل شديد التميز في بعض عناصره مثل التصوير وشريط الصوت، وفي الجو العام الذي يخلقه، رغم بعض المشاكل التي يتركز معظمها في السيناريو. باختصار، هذا فيلم مصاغ على طريقة حكايات الأطفال الشعبية، لا تملك سوى أن تحبها بالرغم من عدم إتقانها وسذاجتها.

وشهد المهرجان كذلك عرض فيلم «1982» الذي يأتي إلى «الجونة» تسبقه شهرته أيضاً، إذ شهد عرضه العالمي الأول في «مهرجان تورونتو» قبل أيام من «الجونة»، بالإضافة إلى أنه أحد الأعمال الفائزة بدعم منصة «الجونة» في العام الماضي. «1982» هو العمل الروائي الطويل الأول لمخرجه وليد مونس، تلعب بطولته المخرجة «النجمة» نادين لبكي مع عدد من الأطفال. تؤدي دور معلمة في مدرسة ابتدائية تقع على مشارف بيروت عشية العدوان الإسرائيلي في حزيران (يونيو) 1982، خلال يوم واحد. يبدأ الفيلم برصد طقوس يوم رتيب عادي في المدرسة المختلطة، حيث تحاول المعلمة ياسمين أن تتجاوز قلقها الخاص بسبب الحصار، بينما ينشغل الطفل وسام الذي لا يتجاوز الحادية عشر بكتابة الرسائل الغرامية إلى زميلته جوانا. وقبل أن ينتهي اليوم الدراسي، تشنّ الطائرات الإسرائيلية غارة جوية كثيفة تقصف خلالها بيروت ومحيطها بالصواريخ. يتم إنهاء الدراسة وترحيل التلاميذ إلى بيوتهم، لكن وسام لا يفكر سوى في الوسيلة التي يبلغ بها جوانا أنه كاتب الرسائل العاشق. وفقاً لتصريحات مخرجه، يستند الفيلم، إلى سيرته الذاتية، وهو يذكرنا بأعمال لبنانية أخرى حول الحرب الأهلية تستند إلى السير الشخصية لصناعها، لعل أشهرها هو «بيروت الغربية» للمخرج زياد دويري. من الملفت أن المهرجان الذي يقام في مصر ويفتتح موسم المهرجانات السنوي، إذ يسبق مهرجانات «الاسكندرية» و«القاهرة» و«شرم الشيخ» و«أسوان» و«الأقصر» و«الإسماعيلية»، لم يجد فيلماً مصرياً ملائماً للعرض في مسابقة الأفلام الروائية. أما الفيلمان المصريان «لما بنتولد» و«الأميرة والفارس» فيعرضان خارج المسابقة. ينتمي «الأميرة والفارس» إلى نوعية الرسوم المتحركة، وهو مشروع/ حلم عمره أكثر من عشرين عاماً للمخرج والسيناريست بشير الديك بإنجاز أول فيلم تحريك طويل في العالم العربي. وحتى كتابة هذه السطور، لم يعرض الفيلم بعد. أما «لما بنتولد» الذي عرض ضمن المهرجان، فهو أيضاً مشروع قديم يتجاوز العشر سنوات عن سيناريو للكاتبة الراحلة نادين شمس، وبالفعل يبدو الفيلم، رغم حسناته العديدة، قديماً شكلاً ومضموناً وتكنيكاً. تم تصويره بكاميرا رقمية بسيطة، تختلف عن الكاميرات المتطورة التي يمكن الحصول عليها بسهولة هذه الأيام.

«لما بنتولد» يحمل بعض مزايا السينما المستقلة، من تمثيل شبه مرتجل، وسرد حرّ، واهتمام بالمشاعر والتفاصيل

يتكون الفيلم من ثلاث قصص ليس هناك رابط يجمعها، سوى الظروف التي تدفع شخصياته الرئيسية للهجرة: شابة مسيحية تقع في حبّ شاب مسلم، لا يجدان حلاً سوى السفر للزواج والعيش في بلد آخر، وشاب ثري يرفض مواصلة «بيزنس» أبيه ويطارد حلماً بالغناء والتأليف الموسيقي، حتى تأتيه دعوة بالاحتراف في الخارج. أما القصة الثالثة فتبدو غريبة عن القصتين الأخريين، حيث تدور حول زوج فقير يضطر للعمل كـ «جيغولو» لمواجهة متطلبات الحياة وتحقيق حلم زوجته بالانتقال للسكن في شقة مستقلة بعيداً عن شقة عائلته. ينتمي الفيلم بوضوح إلى السينما المستقلة منخفضة الإنتاج، ويحمل بعض مزايا هذه السينما، من تمثيل طبيعي شبه مرتجل، وسرد حرّ، واهتمام بالمشاعر والتفاصيل أكثر من الحبكة، ولكن مشكلته الأساسية هي غياب الانسجام بين القصص الثلاث. إذ تبدو قصة «الجيغولو» ناتئة وبعيدة عن مزاج القصتين الأخريين، بينما تبدو قصة المغني مسطحة وفاترة مقارنة بالقصتين الأخريين!

 

الأخبار اللبنانية في

23.09.2019

 
 
 
 
 

إحسان و«نشيد الحرية»!

طارق الشناوي

الحرية والدفاع عنها هو الوجه الآخر لحياة كاتبنا الكبير إحسان عبدالقدوس، الإنسان لديه كرات دموية حمراء وبيضاء، بينما لإحسان ثلاثة أنواع: حمراء وبيضاء وحرية، سلوكه حرية، دخل إلى عالم الصحافة ليهتف باسمها، حتى لو أصابته نيرانها، يسمح بنشر مقال ينتقد قصة كتبها فى نفس الجريدة التى يملكها ويرأس تحريرها، يرى الحرية قيمة لا تتجزأ بكل ظلالها العاطفية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، حاول فى كل العهود أن يعبر عن قناعاته، حتى إن صديقه (جيمى)، أقصد عبدالناصر، زج به فى السجن، ويوم خروجه وجد تليفون المنزل يدق والمتحدث عبدالناصر يدعوه لتناول الإفطار فى منزله، واعتبر ناصر السجن مجرد قرصة ودن، هذه القرصة ألغت من قاموس إحسان اسم الدلع (جيمى)، وصار لا يناديه سوى بالرئيس عبدالناصر.

كانت لعبدالناصر بعض المواقف الإيجابية، عندما هوجم بضراوة فى مجلس الشعب بسبب قصته (علبة من الصفيح الصدئ)، اعتبروها تتهكم على الثورة، الذى سمح بتداولها، ووافق على تحويلها لسهرة تليفزيونية هو عبدالناصر، وعندما قرروا منع برنامجه الإذاعى المسائى الاجتماعى لأنه ينهيه بتلك العبارة (تصبحوا على حب)، أقنعه عبدالناصر بأن يغيرها من حب إلى محبة مقابل استمرار البرنامج.

اختلف مع سياسة السادات، وزج بابنيه محمد وأحمد فى السجن ورفض أن يتوسط للإفراج عنهما.

مهرجان (الجونة) يكرم ليس فقط إحسان الكاتب الصحفى والروائى الكبير الذى قدم للسينما العديد من أفضل أفلامها، ولكن إحسان المدافع عن الحرية هو العنوان. زميلنا سامح فتحى أنفق حياته لاقتناء كل التفاصيل المهددة بالانقراض، المصرى القديم الذى أقام الأهرامات وكتب على الجدران موثقًا تاريخه، أصيبت (جيناته) الوراثية بفيروس الإهمال، دمرنا ومع سبق الإصرار تراثنا بكل أطيافة، ولهذا أشعر بقيمة وأهمية ما يفعله سامح، بينما الدولة لا حس ولا خبر.

أفلامنا القديمة، أتحدث عن ثلاثينيات القرن الماضى، ما تم إنقاذه منها هو ما احتفظ به الأرشيف الفرنسى، بينما نحن ألقينا بها فى سلة المهملات، أو تخلصنا منها مقابل قروش زهيدة عند بائعى الروبابيكيا.

إحسان إحدى علامات الحرية فى بلادى، تعرض لكل أنواع العنف الذى تمارسه عادة الدولة فى كل العهود بدعوى أن هناك خيطًا رفيعًا بين الحرية والفوضى، والاتهام الجاهز الذى يتدثر عنوة بغطاء اجتماعى حتى يمنحوا المصادرة تأييدًا شعبيًا، إنه يقدم أفكارًا إباحية.

لم ألتق الأستاذ إحسان فى جلسة طويلة سوى مرة واحدة، ونشرت حوارًا له نهاية الثمانينيات، على صفحات مجلة (روزاليوسف) تحت عنوان (الفنانون والسلطة على صفيح ساخن) وباح بالكثير، أول فيلم استقبل به الثورة مع الكاتب سامى داود (الله معنا) بطولة فاتن حمامة وعماد حمدى وإخراج أحمد بدرخان، رفضت الدولة التصريح بالفيلم، ولم يجد سوى عبدالناصر للجوء إليه، فقال له (أنت مطلع أمى غسالة) أجابه: (غير صحيح)، وبعد ذلك علم إحسان أن سر الغضب أنه أسند دور محمد نجيب لزكى طليمات، وأن الاتجاه هو أن يمحى تمامًا تاريخ نجيب من الذاكرة الجمعية، وبعد إعادة مونتاج الفيلم الذى يقدم حكاية موازية للثورة لا نرى على الشاشة سوى ناصر. ولم يتبق لنجيب سوى هذا الحوار، وصورة لزكى طليمات نشرت فى مجلة قديمة، ممسكًا بعصا المارشال الشهيرة التى كان يحرص عليها (نجيب)!!

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

23.09.2019

 
 
 
 
 

ثنائية «الموت والحياة» والحروب تسيطر على أفلام مهرجان الجونة

من بينها «قبلات مسروقة» و«ما وراء البحر الغاضب» و«لما بنتولد»

كتب: محمد السيد سليمان

واصل مهرجان الجونة السينمائى فعالياته، أمس الأول، في دورته الثالثة، حيث شهدت قاعات المهرجان عروضا لـ19 فيلما، بينها فيلمان عرضا ضمن برنامج العرض العالمى الأول بالمهرجان، إلى جانب الفيلم الفرنسى «قبلات مسروقة»، من إخراج فرانسوا تروفو، وفيه يطرد أنطوان دونيل من الخدمة العسكرية، وبينما يوفر له والد حبيبته كريستين وظيفة حارس أمن.

وفى أول عرض عالمى للفيلم الأمريكى المصرى- الفرنسى «وراء البحر الغاضب»، للمخرج ماركو أورسينى، يتتبع الفيلم عمر سمرة وعمر نور أثناء مشاركتهما في أعتى سباقات العالم للتجديف.

والفيلم المصرى «لما بنتولد» للمخرج تامر عزت وبطولة عمرو عابد ودانا حمدان، والذى عرض عالميا للمرة الأولى، معالجة لتأثر مسارات حياتنا بطبيعة الظروف التي نولد فيها من خلال 3 خطوط منفصلة، تتناول قصصا مختلفة لـ3 شخصيات فرضت عليهم حياتهم قيودا لم يختاروها، وقصة الفيلم الفرنسى «البؤساء» للمخرج لادج لى، حول ستيفان الذي ينضم حديثا إلى فرقة شرطية في مونفيرماى تجد نفسها في مأزق، حيث توثقه كاميرا طائرة «درون».

ويناقش فيلم «ستموت في العشرين»، للمخرج أمجد أبوالعال، قصة «مزمل» الذي يولد في قرية سودانية، ملعونا بنبوءة تفيد بموته عند بلوغه سن العشرين، وتتوالى أحداث الفيلم إلى أن يبلغ العشرين ويواجه حيرته بين اختيار الموت وبين حافلة تنقله إلى عالم جديد. وشهد المهرجان، أمس الأول، ريد كاربت لأسرة الفيلم الحاصل على جائزة أسد المستقبل مؤخرا من مهرجان فينيسيا.

فيما تدور أحداث الفيلم الأمريكى «جلد أمريكى»، من إخراج نايت باركر، في إطار من الأكشن، من خلال ضابط البحرية السابق لينكولن جيفرسون، الذي كان حارسا في مدرسة كاليفورنيا الثانوية المرموقة. وفى إحدى الليالى يشاهد أحداثا تنتهى بمقتل صبى برصاص الشرطة، ويكتشف لينكولن أن الشرطى القاتل سيفلت دون عقاب، ويقرر لينكولن أن ينتزع حق الصبى بنفسه.

وفيلم «المرأة الباكية» للمخرج خايرو بوستامانتى، وهو إنتاج مشترك بين جواتيمالا وفرنسا، حول قصة «إنريكى» الجنرال المتقاعد، الذي أشرف على المذبحة الجماعية التي وقعت قبيل 30 عاما في جواتيمالا.

والفيلم الصينى- الأمريكى «أمة الطفل الواحد» لنانفو وانج، وجيالينج جانج قضية سياسة «الطفل الواحد» في الصين، والأجيال الصينية التي تشكلت بناء على هذه التجربة الاجتماعية.

وفيلم «كابل مدينة في الريح» للمخرج أبوزار أمينى، وهو فيلم أفغانى- هولندى- يابانى- ألمانى مشترك، يقظة وحميمية الحياة اليومية في مدينة كابل، خلال فترات الصمت الفاصلة بين التفجيرات الانتحارية.

ويحكى الفيلم الفرنسى البولندى «عيد القربان» للمخرج يان كوماسا، تجربة روحية يعيشها دانيال، البالغ من العمر 20 عاما، أثناء إقامته في سجن للأحداث، والفيلم البريطانى «مَحصن» للمخرج أورسولا ماكفارلى، قصة صعود وهبوط ديكتاتور، وكيف استحوذ على السلطة واستغلها على مدار عقود. ويدور الفيلم الفرنسى «جلد الأيل»، للمخرج كونتان دوبيو، حول هوس مرضى أصاب جورج، 44 عاما، وهو أن يرتدى معطفا مصنوعا من جلد الأيل.

وسيطرت ثنائية الموت والحياة، والصراع من أجل البقاء، وتأثر حياة الناس بما يحيط بهم من حروب على عروض ثانى أيام المهرجان، الذي يقام في الفترة من 19 وحتى 27 سبتمبر الجارى.

 

####

 

الأفلام القصيرة تعوّض غياب السينما المصرية عن «الجونة»

كتب: أحمد النجار

رغم غياب الأفلام المصرية عن مسابقتى الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية في الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائى، إلا أنها تتواجد بخمسة أفلام، منها فيلمان قصيران تنافس بهما على جوائز هذه المسابقة، فيما تعرض الأفلام الثلاثة الأخرى في أكثر من برنامج وقسم داخل المهرجان، لذلك تكتفى السينما المصرية بدور ضيف الشرف في الدورة الثالثة للمهرجان.

في قسم الاختيار الرسمى خارج المسابقة عرض، مساء أمس الأول، فيلم «لما بنتولد» آخر ما كتبت السيناريست نادين شمس، وأخرجه تامر عزت، وتقاسم أدوار البطولة فيه عمرو عابد وابتهال الصريطى وأمير عيد وبسنت شوقى ودانا حداد وسامح الصريطى، ووضع الموسيقى التصويرية له شريف الهوارى. الفيلم يعتمد على الغناء في صورة الراوى والمعلق على الأحداث في تجربة تضاف إلى تجارب سينمائية قليلة جدا لعبت فيها الأغانى مثل هذا الدور. 3 شخصيات رئيسية الأولى هي المحور الرئيسى لأحداث الفيلم، أمين مدرب الجيم والعائل لأسرته المكونة من زوجته الشابة الكوافيرة التي تحلم بالاستقلال في شقة تجمعها بزوجها لكن موارده المالية لا تكفى لشرائها وأمه التي تدير شؤون المنزل وشقيقه طالب الثانوية وجده المريض، الشخصية الثانية فرح الفتاة المسيحية التي تربطها قصة حب سريعة بأسامة الشاب المسلم، ويواجهان نظرة المجتمع الساخطة والرافضة لمثل هذه العلاقة، والشخصية الثالثة أحمد ابن العائلة الأرستقراطية الذي يهوى الغناء وتأتيه فرصة للغناء في الخارج، لكن والده يرفض ذلك ويتمسك بإدارته لشركته. العرض كان العالمى الأول للفيلم وشهده عدد كبير من النجوم والفنانين، منهم يسرا والسيناريست الكبير بشير الديك وريهام عبدالغفور والسيناريست تامر حبيب. وفى نفس القسم يعرض في حفل 10:30 مساء اليوم أول فيلم عربى رسوم متحركة طويل، وهو فيلم «الفارس والأميرة»، من تأليف وإخراج بشير الديك، والبطولة الصوتية لمحمد هنيدى ومدحت صالح ودنيا سمير غانم وعبدالرحمن أبوزهرة، العرض هو العالمى الأول للفيلم الذي تدور أحداث الفيلم المستوحاة من قصة حقيقية لفارس عربى، حول مغامرة الشاب محمد بن القاسم، الذي أخذ عهدا على نفسه أن ينقذ النساء والأطفال المختطفين من قبل القراصنة في المحيط الهندى، وبينما يبلغ عمر الـ17 يستعد لخوض مغامرة مثيرة لتحرير السند حكم الملك الظالم «داهر».

فيما استبعدت إدارة المهرجان فيلم بعلم الوصول رغم الإعلان عن عرضه بالمهرجان. الفيلم إنتاج وبطولة بسمة ومحمد سرحان وبسنت شوقى، ومن إخراج هشام صقر. الفيلم شارك مؤخرا بمهرجان تورنتو وعرض ضمن قسم اكتشافات، وفى قسم البرنامج الخاص وفى إطار احتفاله بمئوية الكاتب الكبير الراحل إحسان عبدالقدوس، يعرض مهرجان الجونة النسخة المرممة لفيلم «بئر الحرمان»، المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب الراحل، ومن بطولة سعاد حسنى ونور الشريف ومحمود المليجى ومحيى إسماعيل وعبدالرحمن أبوزهرة، ومن إخراج كمال الشيخ. عدم تواجد السينما المصرية في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بالجونة تعوضه في المسابقة القصيرة من خلال فيلمين تنافس بهما على جوائز المسابقة، الفيلم الأول بعنوان «عمى ألوان» للمخرجة منة إكرام يتتبع الفيلم مقابلة رجل وامرأة مصريين في مقابر فيكتوريا في بريستول، وبينما يبدأ الاثنان في التعرف إلى بعضهما، يكتشف كلاهما أنهما لا يمتلكان أي اهتمام مشترك، رغم أنهما يأتيان من نفس البلد. يفحص الفيلم مفاهيم الطبقية، والنوع الاجتماعى «الجندر» من خلال وجهات نظر بطلى الفيلم المختلفة. الفيلم الثانى بالمسابقة هو «هذه ليلتى» للمخرج يوسف نعمان، ويدور عندما تقرر عزة الاستمتاع بيومها برفقة ابنها المصاب بمتلازمة «داون»، فتغادر بيتها الواقع في عشوائيات القاهرة لتتوجه إلى أحد الأحياء الفخمة، لتتناول هي وابنها المثلجات برغم العقبات التي تقابلها في يوم ملىء بالاحتفالات الكروية والمهرجين والسيرك المتنقل، تصمم على اقتناص لحظة السعادة، والاحتفاظ بها لها ولولدها.

 

####

 

مهرجان الجونة السينمائي يواصل فعالياته لليوم الخامس

كتب: محمد السيد سليمان

تتواصل، اليوم الإثنين، عروض اليوم الخامس بمهرجان «الجونة السينمائي» من الدورة الثالثة للمهرجان، وتبدأ أولي الفاعليات الساعة العاشرة والنصف صباحا حول جماليات تصميم الصوت في محاضرة لـ«رسول بوكاتي»، يعقبها نقاش مع أنوب سينج، بقاعة أوديماكس بالجامعة الألمانية، وفي 11:30 صباحًا يعرض فيلم «الحياة الخفية» لأورديس جسماو، بقاعة سي سينما 2 بفندق ريحانة.

وفي الساعة 12:30 ظهرًا يعرض فيلم «كانينجهام» بقاعة سي سينما 1 بفندق ريحانة، ثم محاضرة بعنوان «دور وتأثير المهرجانات السينمائية» تديرها ميالني جودفيلو بقاعة أوديماكس بالجامعة الألمانية، وفي الساعة 1:30 ظهرًا يعرض فيلم «عيد ميلاد سعيد» في سينما جراند الغردقة، وفي الساعة 2:45 ظهرًا يعرض فيلم «الخائن» في قاعة سي سينما 2 بفندق ريحانة، ثم في الساعة 3:15 عصرًا يعرض فيلم «آدم» في قاعة سي سينما 1 بفندق ريحانة، وفيلم «لارا» بقاعة أوديماكس بالجامعة الألمانية.

ويعرض فيلم «الفتاة ذات السوار» في سينما جراند الغردقة الساعة 4:15 عصرًا، وفي الساعة 5:45 مساء تبدأ السجادة الحمراء لصناع ونجوم فيلم «الفارس والأميرة» على مسرح المارينا، والساعة 6:00 مساء يعرض فيلم «أبيض على أبيض» في قاعة سي سينما 1 بفندق ريحانة، وفيلم «طفيلي» في قاعة أوديماكس بالجامعة الألمانية، وفي الساعة 6:15 مساء يعرض فيلم «إبراهيم إلى أجل غير مسمى» في قاعة سي سينما 2 بفندق ريحانة، ثم في الساعة 6:30 مساء يعرض برنامج الأفلام القصيرة 2 بقاعة سي سينما 3 بفندق ريحانة.

وفي الساعة 6:45 مساء يعرض فيلم «الفارس والأميرة» في مسرح المارينا، والساعة 7:00 مساء يعرض فيلم «لما بنتولد» في سينما جراند الغردقة، والساعة 8:45 مساء يعرض فيلم «جنازة رسمية» في قاعة سي سينما 2 بفندق ريحانة، والساعة 9:00 مساء يعرض فيلم «أيتها الفتيات» بقاعة سي سينما 3 بفندق ريحانة، وفيلم «الفتاة ذات السوار» في قاعة أوديماكس بالجامعة الألمانية، وفي الساعة 9:15 مساء يعرض فيلم «1982» في قاعة سي سينما 1 بفندق ريحانة، وأخيرا في الساعة 9:30 مساء يعرض فيلم «بيرانا» في سينما جراند الغردقة.

 

####

 

عرض «الفارس والأميرة» ضمن أهم فعاليات الجونة السينمائي اليوم

كتب: علوي أبو العلا

ضمن إطار عروض السجادة الحمراء يعرض اليوم مهرجان الجونة السينمائي ضمن فعاليات الدورة الثالثة فيلم «الفارس والأميرة» للمخرج والسيناريست القدير بشير الديك وإبراهيم موسى في عرضه العالمي الأول. الفيلم هو أول فيلم تحريك عربي طويل، واستغرق إنجازه أكثر من 20 عامًا ومن إنتاج شركة السحر للرسوم المتحركة والمنتج عباس بن العباس. الفيلم من بطولة مدحت صالح ومحمد هنيدي ودنيا سمير غانم وماجد الكدوانى وعبدالرحمن أبوزهرة وغسان مطر وعبلة كامل وسعيد صالح وأمينة رزق.

إلى جانب ذلك يعرض المهرجان العديد من الأفلام السينمائية المميزة مثل «طفيلي» للمخرج الكوري بونج جون هو وهو الفيلم الفائز بالسعفة الذهبية في الدورة الـ72 لمهرجان كان السينمائي، وفيلم «إبراهيم إلى أجل غير مسمى» للينا العبد والذي يتناول رحلة المخرجة في البحث عما حدث لوالدها الذي انتمى في الماضي لجماعة أبونضال، تلك الرحلة التي تسأل كيف يمكن لقرار فرد في العائلة على بقية الأفراد. إضافة إلى ذلك يعرض المهرجان فيلم «جنازة رسمية» لسيرجي لوزينتسا، والذي يعرض صورًا أرشيفية لم تعرض من قبل لوقائع الأيام الأربعة التي انتهت بمراسم جنازة جوزيف ستالين، والتي تفضح بعض الأيام المنسية التي لا يتذكرها الكثيرون اليوم رغم مدى قسوتها.

يتضمن برنامج جسر الجونة السينمائي غدًا محاضرة «جماليات تصميم الصوت»، التي يقدم مصمم ومهندس الصوت رسول بوكاتي، الحائز على جائزة الأوسكار، فيها طرق مبتكرة للوصول إلى أفضل تصميم صوتي لفيلمك. حيث تصف المحاضرة أهمية وجماليات استخدام الصوت في الأفلام الروائية المختلفة، وتسلط الضوء على عملية تكوين الصور من خلال استخدام الصوت خلال مراحل الإنتاج وما بعد الإنتاج. إضافة إلى ذلك تقام حلقة نقاش «دور وتأثير المهرجانات السينمائية» التي تديرها ميلاني جودفيلو، مراسلة سكرين إنترناشونال. يشارك في الحلقة ناشين مودلي، مدير مهرجان سيدني السينمائي العريق، وسيتورا آلييفا، مديرة مهرجان سوشي السينمائي، والمدير الفني لمهرجان تورنتو كاميرون بايلي، إضافة إلى المبرمجة شاينا واينجست ومدير البرمجة في مهرجان برلين السينمائي مارك بيرانسون.

تحاول حلقة النقاش الإجابة عن بعض الأسئلة المتعلقة بالمهرجانات مثل: كيف تنظر المهرجانات إلى دورها وهويتها الآن، وفي المستقبل؟ وما هي المهام الأساسية التي يجب مراعاتها حول كيفية التقديم للمهرجانات السينمائية من أجل تحقيق أقصى قدر ممكن من التواصل، والترويج للأفلام والاستفادة من الدعاية وخلق تعاونات مستقبلية بين صناع الأفلام.

 

####

 

منصة «الجونة السينمائي» تُناقش جماليات تصميم الصوت في السنيما

كتب: علوي أبو العلا

في اليوم الثالث لمنصة الجونة للاعمال السنيمائية التي تنعقد على هامش مهرجان الجونة السنيمائي، عرض رسول «بوكاتي» مصمم الصوت للأفلام والحائز على جائزة أوسكار لافضل ميكساج عن خلط اصوات عن فيلم «المليونير المتشرد»٫ في محاضرته الأولى أهمية تمصميم الصوت المصاحب للأعمال الفنية، وقال إن السنيما هي مساحة مفتوحة صامتة من خيال المخرج والمؤلف وصناع الدراما، وإن فقط من يملك أحياء هذه المساحة هو عنصر الصوت فوحده هو الذي يملك تعريف المشاهد ماهية الصور التي يراها إما صيف أو شتاء زحام أو فضاء.

وقال «بوكاتى» إن الخلط بين الصوت والصورة هو فقط ما يمنح المشاهد القدرة على الإحساس فكل صوت يستثير إحساس ما في المشاهد غير الآخر٫ بل ويعتبر لحظة فاصلة يمكنها ان تفصل بين شعورين متضادين في لحظة واحدة.

وأضاف «بوكاتي» أن في بعض اللحظات التي تبدو فيها الصورة مقيدة بمشهد محدد بسبب تحجيم الصورة للخيال٫ يأتي الصوت ليضيف خيال من نوع اخر٫ ولذلك فأنا أطلق عليه فن «اللاوعي»٫ لان تركيبة الصوت في النهاية تتكون من ٥ مكونات أساسية هي صوت الحوار الدائر٫ وصوت الاداء التمثيلي وهو عنصر غير مكتوب في السيناريو٫ وصوت المحيط العام وذلك يجري على حسب مايجري في المشهد نفسه٫ والموسيقي التصويرية٫ والأغنيات المصاحبة في الفيلم.. فالصوت ببساطة هو فن الدمج بين كل هذه المكونات لتستخرج من بينها احساسا اخر٫ وهذا هو فن الصوت أو «فن اللاوعي».

وتحدث «بوكاتي» عن تجربته في فيلم «المليونير المتشرد»٫ وكيف نجح هذا العمل وسط منافسة شرسة بين افلام تم إنتاجها بميزانيات مليونية مهولة في الوقت الذي تكلف فيه إنتاج «المليونير المتشرد» فقط نحو ٢٠ مليون دولار.

ووصف تجربته مع صناعة الصوت بأنها تجربة فريدة من نوعها خاصة أنه استطاع الدمج بين كل هذه الأصوات بتكنولوجيا مجسمة تستطيع ان تمنح المشاهد تجربة مختلفة حيث باستطاعة كل عنصر من هذه العناصر أن يخرج بمفرده ثم يجتمع مرة أخرى ليلتقي مرة أخرى ليكون التركيبة كاملة.

 

####

 

السفارة الأمريكية بالقاهرة تبدأ شراكتها مع «الجونة السينمائي» بورشة كتابة السيناريو

كتب: منة خلف

بدأت ورشة عمل حول كتابة السيناريو، والتي تقيمها مؤسسة «فيلم اندبندت» والسفارة الأمريكية في مصر، ضمن فاعليات مهرجان الجونة السينمائي في نسختة الثالثة، وتستمر لثلاث أيام.

كما تقيم المؤسسة في إطار شراكتها مع المهرجان ورشة عمل تحت عنوان «منصات جديدة للتوزيع السينمائي»، من أجل تسليط الضوء على تطور عملية وخريطة التوزيع العالمية، مع صعود منصات البث الإلكترونية.

ويتضمن الدعم الأمريكي لمهرجان الجونة، الذي ينعقد هذا العام في الفترة من 19-27 سبتمبر، إقامة حلقة نقاش مع كبار صنّاع السينما والمنتجين الأميركيين، بالإضافة إلى مشاركة 12 كاتبا ومخرجاً، كما ستقوم السفارة الأمريكية أيضًا برعاية حفل «روائع هوليود» لأوركسترا القاهرة السيمفوني خلال ليلة «السينما في حفلة» يوم الأربعاء المقبل.
وستمنح السفارة الأمريكية ومؤسسة «فيلم إندبندنت» -ومقرها لوس أنجلوس- جائزتين تبلغ قيمة كل منهما 15 ألف دولار أمريكي من خلال منصة «سبرنج بورد» التابعة لمهرجان الجونة، وتشمل جائزة «السپيريت» لكاتب سينمائي مصري وجائزة «منتدى فيلم إندپندنت» لمنتج إبداعي مصري.

وسيشارك رئيس «فيلم اندبندنت» جوش ويلش كعضو لجنة تحكيم في المسابق لاختيار الفائزين.
يذكر أن مؤسسة «فيلم إندبندنت» هي منظمة فنون لا تهدف للربح وتدعم الاستقلال الإبداعي في سرد ​​القصص المرئية وتدعم مجتمع الفنانين الذين يجسدون التنوع والابتكار وتفرد الرؤية.

 

المصري اليوم في

23.09.2019

 
 
 
 
 

حنان أبوالضياء تكتب عن:

نوبات الغضب المتفجرة فى «الجونة».. التى تبكيك!

ثمة أفلام صادمة فى فكرتها وطريقة تناول موضوعها، ومن تلك الأعمال فيلم المخرجة الألمانية نورا فينجشايدت، القادمة بفيلمها «محطمة النظام» - System Crasher إلى مهرجان الجونة فى دورته الثالثة من مهرجان برلين، حيث نالت عنه جائزة ألفريد باور لأفضل إسهام فنى بعد أن تناولت بحرفية واقتدار قصة (بينى) التى تنتابها نوبات الغضب المتفجرة، والتى تضعها فى مواقف محرجة وتضع من حولها فى خطر، حيث تتنقل بين بيوت الرعاية ولا تمكث بها لفترة طويلة، ما يدفع مؤسسة حماية الطفل لإطلاق تسمية على حالتها (محطمة النظام). وفى الحقيقة إن هذا العمل هو أكثر الأفلام التى تخاطب قلبك قبل عقلك، وتجعلك تبكى بين مشاهده، متأثرا بتلك الصغيرة التى تعانى وتتألم وفى نفس الوقت تعذب من حولها، وأزمتها كلها تكمن فى افتقارها إلى حنان الام التى تركتها إلى دور الرعاية؛ لأنها لا تقوى على تحمل هذا القدر الهائل من العنف الموجود لدى الطفل، ما يزيد الامر سوءا، ويعتمد «System Crasher» إلى حد كبير على ما إذا كنت تعتقد، عند التعامل مع الأطفال الذين يعانون من صدمات نفسية وأزمات عصبية محتملة، أن الاهتمام الفردى أكثر فعالية من دواء فى مراكز التعافى أم لا. وهذا بالطبع ليس تشكيكا فى الحلول القائمة على العلاجات الطبية، ولكن الواقع يقول إن حنان الام ووجود الاسرة فى حياة هؤلاء الأطفال هو الطريق الامثل للتعافى.

بالطبع السيناريو يقدم تجربة مؤلمة للبنت وللآخرين، ويؤكد أن شعار النوايا الحسنة والذى تقدمه الام بين الحين والآخر، ما هو إلا حلول لينة الطرف لا تغنى ولا تسمن من جوع، وتجعل الابنة لا تجد حلا امامها سوى الدخول فى نوبات من العنف والصراخ العنيف. وفى الواقع إن مصطلح «معطلة النظام» يستخدم لوصف الأطفال الخارجين على السيطرة والذين يكون سلوكهم معاديًا للمجتمع؛ إلى حد يجعلهم غير قابلين للعلاج، ويجعل العاملين عليهم فى حيرة من أمرهم، فهم صغار السن على برامج العلاج المقيدة، عنيفون جدًا للبقاء فى الرعاية البديلة أو المنزل الجماعى

طول الوقت، ويتحدى هؤلاء الأطفال نظام رعاية الطفل غير القادر على التعامل معهم. والفيلم يستعرض شخصية أم «بينى» غير الكفء، والمتذبذبة فى قراراتها والتى لا تملك أى قدر من الحكمة، المصممة على عدم تحمل مسئولية الطفلة لتجعلنا نشعر أنها هى السبب الرئيسى فيما وصلت اليه الطفلة، ذات التسع سنوات التى هى حزمة من الطاقة المليئة بالشغب، سريعة الذهن، كريهة الأفعال، ثوراتها بها وحشية وصراخ، بالطبع حكمنا على الام ناتج من شرقيتنا ولكن ربما البعض يرى فى الأم بيانكا كلاس (ليزا هاجميستر- الممثلة الالمانية البالغة من العمر 40 سنة)، وتصرفاتها تجاه ابنتها متوقعة ليس بها علاقة مسيئة، فهى غير قادرة على التعامل مع عنف ابنتها، فلجأت للخدمات الاجتماعية، وهذا الأمر منطقى بالنسبة للغرب، لأن سلوك الطفلة يعرض إخوتها الصغار للخطر. ومن الملاحظ من خلال احداث الفيلم أن هناك سببين لتفجير الغضب لدى الطفلة أحدهما عندما يقال إنها لا تستطيع أن تفعل ما تشاء، والآخر يمس وجهها، وهى حساسية ناشئة عن صدمة الطفولة المبكرة.

على الجانب الاخر نجد شخصية مخالفة للأم تماما وهى ماريا بافانى إخصائية الرعاية الاجتماعية التابعة لها الطفلة فهى الوحيدة التى لم تتخل عن الفتاة، وهى مصممة على أن تجد لها مكانًا على الرغم من طردها من العديد من المنازل بحيث يرفض الباقون قبولها بشكل أساسى. فمنذ تواجدها فى منزل جماعى مؤقت، حيث عينت مرافق مدرس للطفلة هو «ميشا هيلر» أحد هؤلاء الرجال الطيبين مظهره الخارجى الصعب يخفى قلبًا ذهبيًا. ولسوء الحظ، لم تتمكن الطفلة من الجلوس فى أحد الفصول الدراسية، لذلك تصطدم الطفلة بفكرة نقلها إلى مقصورة ميشا هيلر فى الغابة لمدة ثلاثة أسابيع من العمل والترابط.

لندخل بالفيلم إلى مرحلة جديدة، حيث يؤكد ان العناق والمحبة أكثر فعالية من الادوية، التى يتم التخلى عنها باستمرار إذا أصبحت الطفلة أكثر طوعا. بطبيعة الحال، الأمور تبدأ بشكل سيئ، لكن سرعان ما يكون هذا أفضل ثلاثة أسابيع من حياة الطفلة، من خلال العلاج بتفريغ العنف لديها بتقطيع الأخشاب، الهواء النقى والاهتمام الفردى الذى يغير من سلوكها. وللأسف إن مشكلة ميشا هيلر معها تكمن فى خرقه للقواعد، وسماحه لها بالبقاء فى منزله لليلة واحدة. حيث تكتشف أن لديه زوجة حاملا ورضيعا يصبحان فى خطر بسببها؛ ولرغباته المجنونة فى البقاء بالمنزل، وعلى الرغم من أن ميشا هيلر يشعر بالقلق من أن تخيلاته عن الإنقاذ تتداخل مع كفاءته المهنية، وهو أمر قامت السيدة بافانى بالتغاضى عنه.

 خاصة مع ظهور ام بديلة قد تحتضن الطفلة وتجعلها تعيش معها وهى سيلفيا شوارز (فيكتوريا تراوتمانسدورف) إحدى الأمهات الحاضنات من قبل لها، ووافقت على إعادتها مرة أخرى، بعد أن كان هناك طفلة وحيدة متبناة معها فى منزلها، ولكن لا تسير الأمور كما هو متوقع بالنسبة للجميع، فالطفلة تمارس العنف بشدة تجاه تلك الطفلة المتبناة الاخرى وتكاد تقتلها، ويكون الحل هو التفكير فى إرسال الطفلة «بينى» إلى مزرعة فى كينيا، ولكنها تهرب إلى بيت ميشا هيلر ورغم ان الزوجة توافق على وجودها ليوم واحد معهم، إلا انها تعرض حياة رضيعها للخطر، فى ظل موجة العنف التى انتابت «بينى» من خوفها من ترك منزل ميشا هيلر؛ وتهرب إلى الغابة، حيث توجد من قبل الاسعاف فى حالة صعبة وعند شفائها تؤخذ إلى المطار لتسافر إلى كينيا ولكنها تغافل الجميع وتجرى بقوة ثم تنتحر بالقفز من اعلى، فى مشهد من أكثر مشاهد الفيلم شجنا، وكأنه تأكيد على رغبة الفتاة فى التحرر.

من المعروف أن المخرجة الألمانية نورا فينجشايدت تأتى من خلفية وثائقية ومن اعمالها «بدون هذا العالم»، عن الجبال فى الأرجنتين، وفيلمها الحالى احتاج إلى بحث كبير لتحقيقه، وظهوره بهذا المستوى وعلى الرغم من صدقها المثير للإعجاب فى تصوير مأساة الطفلة، ونواياها الطيبة الواضحة تمامًا، إلا أنها أخفقت فى تفسير السبب الأساسى لعنف هذه الطفلة وهل له علاقة بصديق الام.

أما الطفلة «هيلانا زنجل» التى أدت دور «بينى» والتى ترمى نفسها فى الدور الفوضوى والتى تملك هذا القدر الهائل من الاضطرابات الداخلية، هذا هو العمل الفنى الثانى لها وتبلغ من العمر 11 سنة.

ومن الأشياء المميزة بالفيلم قدرة المخرجة على إحداث هذا التداخل بين الاحداث الحقيقية والصور الضبابية للأحلام شبه الكابوسية المصحوبة بموسيقى تزيد من حالة التوتر.

 

الوفد المصرية في

23.09.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004