كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

أفلام قصيرة:

اشتغالات عربيّة تُعاند السائد

قيس قاسم

الجونة السينمائي

الدورة الثالثة

   
 
 
 
 
 
 

كما في مهرجانات سينمائية عديدة، تضمّ مسابقة الأفلام الروائية القصيرة في الدورة الثالثة (19 ـ 27 سبتمبر/ أيلول 2019) لـ"مهرجان الجونة السينمائي" نتاجات عربية وأجنبية (إنتاج عام 2019)، تتنافس ـ في خانة واحدة ـ على جوائز مختلفة. هذا الخلط، القابل للنقاش كحال مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، يتيح لمتابعها معاينة الفوارق في مستوياتها الفنية وأساليب اشتغالاتها السينمائية، المُيَسّرة لبسط رؤية صنّاعها لأنفسهم ومجتمعاتهم. 

"الحِدّة" و"النبرة العالية" غالبة على أكثرية النتاجات العربية، كما "البساطة"، المتأتية على الأرجح من شحّ ميزانياتها الإنتاجية، لا كحصيلة خيار أسلوبيّ لمخرجيها، ما يُثير إحساسًا بأنّ معظمهم يعاملونها كخطوة تمهيدية للانتقال إلى الروائيّ الطويل، أو كتمرين إلزامي يُبطِل البطالة عن العمل.

هذا حاضرٌ في فيلمين مصريين، هما "عمى ألوان" لمنة إكرام و"هذه ليلتي" ليوسف نعمان، والأخير، رغم كثرة شحناته العاطفية المجانية، يُنشد تشخيص فوارق اجتماعية صارخة، وقهرًا أنثويًا موجعًا.

"تصغير" موديلات الأفلام الروائية الطويلة إلى قصيرة مُضرّ، يُضِيّع ما في الأخيرة من متّسعات عمل. على عكسها، نجد في الأفلام الأجنبية ما يصلح لأنّ يكون درسًا للماضين في تصغير الروائي بأسلوب "الكبس" الميكانيكي، الذين يخسرون ما فيه من إمكانية صنع تحف سينمائية، كالإسباني "السادس عشر من ديسمبر" للفارو جاجو دياز.

اللافت للانتباه في هذه المسابقة كامنٌ في "الفيلم الأردني"، فهناك جهد ملحوظ، ومحاولات تعكس فهمًا صحيحًا عند المخرجين لصناعة الروائيّ القصير. زمنها وكثافة سردها يتيحان تمرير أفكار ورؤى نقدية لمجتمع محافظ، يرتاح لطمس كلّ ما يخدش مثاليته ونظافة "بدويّته".

في "فريكة"، يُقدِّم باسل غندور قصصًا تسرد واقعًا متحوّلاً، يفرز شرائح اجتماعية عابرة للصُوَر النمطية المُراد تثبيتها. ليس هناك سلام مجتمعي ولا طمأنينة، فالمخدّرات منتشرة في الأحياء الشعبية، و"زعرانها" يتصرّفون وفق أساليب "مافيوية". التوتّر الداخلي يُفجَّر بكلمة واحدة عديمة المعنى. فيه اشتغال سينمائي جيّد على الشخصيات والكاميرا. لا حوارات مملّة، ولا ثبات حركة في المشهد الواحد. ديناميكية تتطابق مع عنف منفلت ومتصاعد. هاجس الكشف عن المترسّخ من ذكورية و"مرجلة" بدوية، مُثبتٌ في نصّ واضح، ينشد مصارحة الذات بواقعها. التناقض صارخ بين "مدنيّة" عمّان وقيم الذكورية. فعل "إهانة" صغير يختصرها، ويكشف عن مأزق أخلاقي عميق. 17 دقيقة فقط تقول الكثير.

صرخة "سلام" (15 دقيقة) لزين الدريعي عالية ضد مَهانة المرأة الأردنية. بها، تصب جام غضبها على نذالات سلوك ذكوري مبطّن. فكرة إحالة "العقم" على المرأة راسخة في المجتمعات العربية. لا تريد الدريعي تكريس فيلمها لها. ما يهمّها رياء الرجل الشرقي "العصري" إزاء شريكة حياته. فهو، وفي لحظة شعوره بضعفه وذنبه، لا يتجاوز هذا بشجاعة، بل يعمل بدهاء، وبسند منظومة حماية اجتماعية مُكرّسة له أثناء بحثه على اللعب عليها. غالبًا ما يعود، بسهولة، إلى تلك القِيَم الاجتماعية المتخلّفة، التي يدّعي تخلّصه منها.

السلوك المزدوج يظهر في قبول زوج سلام بقرار عائلته تزويجه امرأة أخرى، بعد حكمٍ قاطع بأنّ سلام عاقر، وأن "العقم" متأتٍ منها. رغم معرفته حقيقة "عجزه"، ينصاع لما في داخله من رغبة كامنة في إشراك امرأة أخرى مع زوجته المعافاة. قرارها بتركه تصعيد درامي، أرادته الدريعي إعلانًا عن احتجاجها على حيف وظلم، مبعثهما ذكورية، يجتهد المجتمع الأردني كلّه على بقائها. خروج سلام احتجاجًا على الذكورية مَصوغ بأسلوب سرد سينمائي متماسك ومقنع. فكرة "الضربة" السريعة لإيصال مضمون صادم، مُحقَّق في منجز أردني، يضاف إلى رصيد سينماه القصيرة الجيدة.

إحالة المنجز الإبداعي السينمائي الفردي إلى مكانه الجغرافي، مبرّر عندما يجري الحديث عن ظاهرة سينمائية ما، ملتصقة علاماتها بالمكان نفسه. ذلك ينطبق على النتاجات اللبنانية، خصوصًا عند الإشارة إلى الوثائقي فيها. يُمكن قول الكلام نفسه عن الأفلام القصيرة. فهذا البلد الصغير (لبنان) لا يزال يقدّم أعمالا مهمّة من ذلك "الجنس" السينمائيّ.

أبرز تلك الأفلام، "أمّي" (17 دقيقة) لوسيم جعجع. فيلم مدهش في اشتغاله، وفي شدّة محليّته. نصّه يعاند شكلانية الإيمان الديني والطائفيات، كبطله الياس، الطفل الذي يُعاند قبول فكرة موت أمّه، ويُعاند السيد المسيح أيضًا، مُشترطًا للإيمان به إرجاع والدته إليه. يتصاعد عناده، فيسرق تمثال السيدة مريم من كنيسة الضيعة، للضغط على مسيحه وقسيس كنيسته، لإرجاع أمه حيّة. فيلمٌ مكتوب بلغة لا تخلو من سخرية، رغم مرارة ما يحسّ به بطله، الذي يجد نفسه بعد موت أمه في تعارض مع عبارات في الكتاب المقدّس، تبرّر ذهابها إلى السماء من دون رجعة، بينما يريدها معه على الأرض.

بدهاء، يلامس جعجع الافتراق الطائفي اللبناني، ووجوده مبطّن حتى اللحظة. يسخر من "كليشيهات" مجتمعية وسلوكيات إثنية متناقضة. يقرأ المشهد اللبناني بعين واعية، لا تُجامل ولا تُوارب، بل تُعاند وتمضي في عنادها حتى النهاية. فالخسارات الكبيرة لا يُمكن محوها بكلمات وعبارات مجوّفة، ومغطاة بإيمان وورع كنسيين، يعجزان عن إشفاء غليل طفل خسر أمه، ويريد استرجاعها من الذين "أخذوها" منه، كما يقولون له برضى ثابت. ما يصنعه الياس بأهل قريته منطلق مما يقولونه، ومن قبولهم بعدالة موت صادم يؤذي روحه الصغيرة، التي لا تحتمل قسوته.

باختصار: "أمًي" عن فساد تربية، ورياء مجتمعي، وأكاذيب متلازمة لمسيرة حياة.

 

العربي الجديد اللندنية في

23.09.2019

 
 
 
 
 

مهرجان الجونة يحتفي بـ«صحوة السينما السودانية»

«حديث الأشجار» يفوز بجائزة «فارايتي» وإشادة بـ«ستموت في العشرين»

القاهرة: انتصار دردير

لعلها صحوة جديدة للسينما السودانية تدفع بها إلى الأمام عبر مخرجين واعدين يصرون على تقديم أفلامهم دون تنازلات ما ساهم في نجاحهم بشكل لافت أخيراً بالمهرجانات العالمية الكبرى. وفي الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي المنعقد حالياً في مدينة الجونة بمحافظة البحر الأحمر (جنوب شرقي القاهرة)، يبدو الاحتفاء واضحاً بالسينما السودانية، إذ يشارك فيلم «حديث الأشجار» في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، بينما يشارك فيلم «ستموت في العشرين» في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، في عودة قوية للسينما السودانية، وقد توجت مجلة «فارايتي» الأميركية أول من أمس، المخرج صهيب قسم الباري، بجائزة أفضل مخرج عربي لهذا العام عن فيلمه الوثائقي «حديث الأشجار» وهي الجائزة التي اقترنت بمهرجان الجونة منذ دورته الأولى، وكان قد حصل عليها المخرج اللبناني زياد دويري عن فيلمه «القضية 23» كما فاز بها العام الماضي المخرج المصري أبو بكر شوقي عن فيلمه «يوم الدين».

صهيب الذي تسلم الجائزة من انتشال التميمي، مدير مهرجان الجونة وممثلي «فارايتي» بالمهرجان عبّر عن سعادته بالحصول على هذه الجائزة، وعدّها بمثابة دفعة مهمة ليس له فقط بل للسينما السودانية التي تقاتل من أجل البقاء.

وفى فيلمه «حديث الأشجار» الذي حصل على جائزتي «أفضل فيلم وثائقي» و«الجمهور» بمهرجان «برلين السينمائي» خلال دورته الأخيرة، وجائزة «لجنة التحكيم الخاصة» من مهرجان إسطنبول السينمائي، يبدو ولع صهيب قسم الباري الكبير بالسينما، إذ إنه يجمع في الفيلم 4 من صناع الأفلام المثاليين بعد غياب دام سنوات بسبب بعد المسافات والمنفى من أجل تحقيق حلم حياتهم بجعل السينما من جديد واقعاً في السودان، فيصمم كل منهم مجدداً على إحياء علاقتهم بالشاشة الكبيرة عبر تأهيلهم داراً قديمة للعرض في الهواء الطلق، وعمل صهيب مصوراً سينمائياً ومونتيراً وقدم تقارير لبعض المحطات التلفزيونية، كما كتب وأخرج أفلاما روائية قصيرة ووثائقية وفاز فيلمه «السودان المنسية» بجائزة الفنون والثقافة ضمن جوائز الصحافة الأجنبية لعام 2018.

وشهدت ليلة العرض الأول للفيلم السوداني الروائي الطويل «ستموت في العشرين» للمخرج أمجد أبو العلاء بمهرجان الجونة إقبالاً كبيراً من الجمهور والفنانين المصريين.، وقدم انتشال التميمي مدير المهرجان أسرة الفيلم على المسرح قبل بدء العرض وسط تصفيق وحفاوة كبيرة، وقال التميمي: «ليس هناك أجمل من وجود قاعة ممتلئة بالحضور رغم الوقت المتأخر. وعُرض فيلم «ستموت في العشرين»، في مهرجان فينسيا السينمائي، وبعدها في مهرجان «تورونتو»، والآن في مهرجان الجونة السينمائي، وحاز جائزة لويجي «دي لورينتيس» من مهرجان البندقية، وهي الجائزة التي تعطى لأفضل عمل سينمائي أول، فيما ينافس في «الجونة» على النجمة الذهبية.

«ستموت في العشرين» هو الفيلم الطويل الأول لمخرجه، والفيلم الروائي الأول منذ عقود في السينما السودانية، وهو مقتبس من قصة «النوم عند قدمي الجبل» للكاتب حمور زيادة.

وتدور أحداثه في إحدى القرى السودانية، حيث تأخذ الأم «سكينة» رضيعها إلى الشيخ حتى يباركه، لكن بدلاً من ذلك يتنبأ له بالموت في سن العشرين، لتعيش عائلة الرضيع في وضع انتظار الموت حتى يبلغ العشرين.

ويتميز الفيلم بالأداء الصادق لبطله الشاب إسلام مبارك، وبقية الممثلين ومنهم مصطفى شحاتة ومازن أحمد وبثينة خالد ومحمود السراج وطلال عفيفي، وغيرهم.

وأشاد عدد كبير من الفنانين بتميز الفيلم، كان من بينهم الفنانة منى زكي التي كتبت على حسابها الرسمي على موقع «إنستغرام»: «سعدت بمشاهدة فيلم (ستموت في العشرين)... مبروك للمخرج أمجد أبو العلاء، السينما السودانية تفرض نفسها على الساحة الفنية».

 

####

 

قضايا اللاجئين وترميم الأفلام يستحوذان على اهتمام مهرجان الجونة

إيناس الدغيدي لـ«الشرق الأوسط»: سأعود للسينما عبر إحدى روايات إحسان عبد القدوس

(الجونة) مصر: انتصار دردير

تركز الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي على عدد من القضايا السينمائية التي تشغل بال الصناع والمهتمين، ومن بينها ترميم الأفلام القديمة وقضايا اللاجئين. وخلال فعاليات أمس، نظّمت إدارة المهرجان أول لقاءات «سيني جونة» عن أهمية ترميم الأفلام القديمة عبر محاضرة ألقتها ساندرا شولبرج رئيس «مؤسسة أندي كولكت» التي قالت خلالها: «إذا نجحنا في صناعة أفلام جيدة، فليس علينا إلا إيجاد بنية تحتية قوية للحفاظ عليها وتخزينها»، مؤكدة أهمية إيجاد سبل دائمة للحفاظ على الإنتاج السينمائي الذي يجري إنتاجه. وأوضحت شولبرج أن ترميم النسخ الأصلية للأفلام يواجه تحديات كبرى بسبب ضعف التمويل، إذ تعتمد عمليات الترميم التي تجريها المؤسسة بشكل رئيسي على المنح من جهات مختلفة، على غرار ما تم أثناء محاولاتها لترميم بعض الأفلام القديمة التي تعود إلى إنتاج عام 1970، والتي ناقشت قضايا المرأة ذات الأصول الأفريقية بجانب قضايا الأميركيين السود، أو ذوي الأصول الآسيوية.

وترى شولبرج أن الحصول على النسخ الأصلية «نيغاتيف» للأفلام القديمة، يعدّ من أبرز الصعوبات التي تواجه مؤسستها لأن غالبية الأفلام تُخزّن بطريقة خاطئة، ولفتت: «لو نجحنا في الوصول لطرق جيدة لتخزينها وحفظها يمكننا الاحتفاظ بها لمدة لا تقل عن 300 سنة».

وتسيطر قصص الحروب والسحر والقوى الخارقة والقضايا العائلية على عروض أول أيام المهرجان. فالفيلم الفرنسي «اخوات السلاح» للمخرجة كارولين فورست، الذي يعرض ضمن العروض العالمية الأولى بالمهرجان.

وفي سياق متصل، ناقشت الجلسة الثانية من «سيني جونة»، تأثير صناعة الأفلام على قضية اللاجئين، التي عقدت تحت عنوان «أصوات اللاجئين في السنيما»، التي افتتحتها شادن خلف، رئيس وحدة السياسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالحديث عن كيفية لعب الأفلام والدراما دوراً كبيراً في تناول حياة اللاجئين، وقالت إن «إقليمنا العربي يستضيف نحو 40 في المائة‏ من حجم اللاجئين في العالم، بسبب الصراعات الإقليمية الدائرة منذ سنوات طويلة، سواء بسبب الحروب الأهلية أو النزاعات المسلحة».

ويشارك في المهرجان 12 فيلماً في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، و9 أفلام في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، و23 فيلماً في مسابقة الأفلام القصيرة، وثلاثة أفلام في البرنامج الخاص، تتنافس جميعها على جوائز مالية تبلغ 224 ألف دولار أميركي. ويعرض المهرجان 21 فيلماً خارج المسابقة، وتعرض الأفلام بترجمة إنجليزية، ومعظمها مترجم للعربية أيضا، إضافة إلى ندوات مع صناع الأفلام، أو طاقم عمل الفيلم.

ويهتم المهرجان بشكل لافت بالجانب الإنساني في الأعمال الفنية، ما يميّزه عن غيره من المهرجانات المماثلة في العالم، إذ يجمع بين رسالة الفن والإنسانية، بجانب إتاحة منصة تهتم بالشباب للتّعبير عن قضاياهم المتعلقة بالنزاعات، واللجوء، والنزوح، وفق ثريا إسماعيل المدير التنفيذي لمؤسسة منتور العربية المختصة بمتابعة الشؤون الإنسانية والعمل الاجتماعي.

وعبّر الممثل السوري قُصي شيخ نجيب، عن سعادته البالغة بعودة السماح بتصوير الأعمال الفنية مرة أخرى في بلاده، وقال إن القضايا التي سيهتم بها خلال الفترة الحالية والمقبلة هي مناقشة وعرض قضايا اللجوء والنزوح وما تخلفه من آثار عنيفة على الإنسانية ككل، وقال قُصي إن للاجئين قصصاً مهمة في الكفاح والنجاح والصمود في جميع المناطق التي نزحوا إليها، وهي إحدى أدوات دعم اللاجئين نفسياً، ومن هذه القصص حكاية أسرة من الأطباء لجأت إلى كندا، وفشلت في معادلة شهاداتها للعمل، لكن اليأس لم يطرق بابها وقرّرت صناعة نوع من الشوكولاته المنزلية سموه «السلام بالشوكولاته»، ووزعت في المتاجر الكبرى، وحققت أرباحا ضخمة، حتى تذوقها رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو واشترى بعضها قبل زيارته الولايات المتحدة ثم عرضها في أحد اجتماعاته وقال، «هكذا يصنع اللاجئون... متى تتاح لهم الفرصة للسلام».

فيما روت الممثلة صبا مبارك عن تجربتها في مسلسل «عبور» الذي أنتجته ومثلت به، متناولة قصصا مختلفة لحياة اللاجئين في إحدى مخيمات الأردن، مستعرضة الجانب الإنساني لحياة اللاجئين، وأنها عاشت حياتهم بنفسها عبر حكاياتهم، وأن كل ما دار في المسلسل من سيناريو وحوار وقصص جاء بالفعل من رواة حقيقيين.

إلى ذلك افتتحت إدارة المهرجان أمس، معرض «مئوية ميلاد الكاتب الروائي إحسان عبد القدوس»، بحضور عدد كبير من أعضاء إدارة المهرجان إلى جانب عدد من النجوم من بينهم الفنانة يسرا وإلهام شاهين وهنا شيحة والمخرج عمرو عرفة، وقال انتشال التميمي مدير المهرجان، إن «عائلة الكاتب الراحل تعدّ مثالية جداً لحفاظها على تراثه كاملاً»، وتابع: «حينما ذهبنا إلى بيته نكتشف كنزاً حقيقياً، وأعتقد أن مقتنياته لا بد أن يُخصص لها متحف ليطالعها كل محبيه وتتعرّف عليه أجيال جديدة لم تعاصره».

من جانبها، قالت المخرجة إيناس الدغيدي لـ«الشرق الأوسط» إن «كتابات إحسان عبد القدوس كانت محرّضة لها وهي تقرأها قبل احترافها الإخراج لاهتمامه بقضايا المرأة في كل كتاباته ودعوته إلى تحرّرها». وأضافت أنها لو أتيح لها اختيار إحدى رواياته لتحويلها إلى فيلم لاختارت رواية «أنف وثلاثة عيون»، لكنها ضدّ فكرة إعادة تقديم الأفلام مرة أخرى. وكشفت أنها اتفقت بالفعل مع نجله أحمد على إخراج فيلم مأخوذ عن إحدى رواياته التي لم تقدّم سينمائياً، رافضة التصريح باسم الرّواية حتّى يُتّفق نهائياً مع أسرته، مؤكدة أنها تتمنى العودة للسينما قريبا، بهذا العمل، بعد فترة طويلة من الغياب.

 

الشرق الأوسط في

23.09.2019

 
 
 
 
 

المدى في مهرجان الجونة السينمائي 3..فيلم سوداني يخظف أنظار النقّاد.. وبؤساء هيجو في نسخة معاصرة

الجونة - من موفدنا علاء المفرجي

اتسمت الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي هذا العام بمشاركة أبرز أفلام هذا الموسم، والتي حققت الكثير منها جوائز في المهرجانات السينمائية الأولى،

وهذا ماجعل جمهور السينما والنقّاد في المهرجان يواجهون صعوبة في استغلال أوقاتهم لمتابعة عروض هذه الأفلام.

ومن الأفلام المهمة التي عرضها المهرجان الفيلم السوداني (ستموت في العشرين) للمخرج السوداني أمجد أبو العلا، والذي فاز بجائزة «أسد المستقبل»، التي تُمنح للعمل السينمائي الأول (للمخرج)، في مهرجان فينيسيا السينمائي، الدورة 76،. وبهذا يصبح أول فيلم سوداني يفوز بهذه الجائزة.

وكان فيلم «ستموت في العشرين» قد شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا في منافسة مع 21 فيلماً،

وتحدث المخرج عن فيلمه قائلاً: "الفيلم يحاول رصد فكرة الاختلاف، وفتح نوافذ مختلفة في عالم بطل الفيلم (مزمل)، وأن يعرف هذا الاختلاف خارج قريته المغلقة. متابعاً: وأنا أكتب الفيلم كنت متأثراً بشدة بفكرة الثورة"، كاشفاً أن الفيلم أخذ نحو 3 سنوات من أجل الخروج إلى النور.

وفيلم «ستموت في العشرين»، مأخوذ عن مجموعة قصصية «النوم عند قدمي الجبل»، للكاتب ‏السوداني حمور زيادة، الفائز بجائزة نجيب محفوظ الأدبية. وهو أول ‏فيلم روائي طويل للمخرج أبو العلا، الذي شاركه الكتابة فيه الكاتب الإماراتي يوسف إبراهيم.

والفيلم من بطولة إسلام مبارك، ومصطفى شحاتة، ومازن أحمد، وبثينة خالد، وطلال عفيفي، ومحمود السراج، ‏وبونا خالد.

والفيلم يعدإنجازاً تاريخياً للسينما السودانية، وليصبح أول فيلم سوداني يفوز بهذه الجائزة في تاريخ السينما العربية.

ويدور الفيلم فى قرية سودانية تسيطر عليها أفكار الصوفية، تبلغه نبوءة تفيد بأنه سيموت في سن العشرين، وعقب ذلك، يعيش مزمل أيامه في خوف وقلق إلى أن يظهر في حياته سليمان، وهو مصور سينمائي متقدم فى العمر، فهل سيخرج مزمل من الكابوس، الذي أضحى ملازماً له وكيف يعيش حياته وهو مطوق بأقاويل عن موته القريب.

ومن الأفلام الاخرى التي عرضها المهرجان فيلم الخائن للمخرج ماركو بيللوكيو وهو إنتاج إيطالى فرنسي ألماني برازيلي مشترك وتدور أحداثه في ثمانينيات القرن الماضي، عندما يلاحق «الخائن» قصة توماسو بوشيتا، عضو (الكوزا نوسترا) المافيوية، الذي فر من إيطاليا هاربا إلى البرازيل وفي حين يتم تصفية أقاربه فرداً تلو الآخر، يعتقل توماسو من قبل السلطات البرازيلية ويتم ترحيله تدفعه الأحداث إلى كسر تقاليد المافيا المتماسكة ويقابل القاضي الشهير فالكوني، ويخون عهد الصمت.

وعرض كذلك الفيلم الفرنسي البؤساء إخراج لادج لي وإنتاج عام 2019. والذي يحمل عنوان الرواية الشهيرة للكاتب الفرنسي فيكتور هيجو، حيث سبق له الفوز في جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي .. وتدور أحداثه عندما ينضم ستيفان حديثاً إلى فرقة شرطية في مونفيرماي، الواقعة في ضواحى باريس، ويبدأ بجانب زميليه المتمرسين كريس وجوادا، في اكتشاف التوترات المتصاعدة بين عصابات الأحياء. خلال واحدة من عمليات الاعتقال تجد الفرقة نفسها فى مأزق، حيث توثق كاميرا طائرة (درون) كل ما يحدث.

كما تجلت المشاركة الروسية في الفيلم الروسي ذات مرة في تروبشفسك إخراج لاريسا ساديلوفا وتدور أحداثه في بلدة صغيرة يصعب فيها إخفاء الأسرار والعلاقات الغرامية أيضاً، ومهما حاول الناس التكتم حول هذه الأسرار يعرف الأهل والأحبة حقيقتها. وينبه العمل إلى أن هناك خيارا لا بد من حسمه أن تترك الماضي وتبدأ في تكوين عائلة جديدة، أو أن تعترف وتأمل في الغفران، وتحاول استعادة حياتك الطبيعية.

وفي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة يفتتح فيلم أغنية بلا عنوان للمخرجة ميلينا ليون عروض المسابقة، الفيلم إنتاج مشترك بين بيرو وإسبانيا والولايات المتحدة الأميركية، وتدور أحداثه عندما تختطف ابنة جيورجينا حديثة الولادة من عيادة إنجاب وهمية في ليما، وفي أثناء بحثها اليائس عن طفلتها تلتقي بيدرو كامبوس، الصحفي الذي يعمل في مقر جريدة كبيرة، ويعيش حالة من الوحدة، وبدافع التعاطف يستكمل بيدرو معها رحلة البحث عن طفلتها.

وعرض الفيلم الفرنسي "أخوات السلاح" للمخرج كارولين فورست، والذي يعرض ضمن العروض العالمية الأولى بالمهرجان، تدور أحداثه في أرض مليئة بالحروب، ويتتبع الفيلم امرأة إيزيدية شابة تم بيعها كجارية لمسلحي تنظيم "داعش" المتطرّف، وتهرب المرأة وتقرر الانضمام إلى القوات الكردية فى حربها ضد داعش، وضمن فرقة مكونة من متطوعين عالميين. تكتشف خلال رحلتها، قوة الزمالة والرفقة إضافة إلى ذلك الرعب الذي تبثه المقاتلات في قلوب المتطرفين من أعضاء تنظيم داعش، والذين يخشون الموت على يد امرأة.

 

المدى العراقية في

23.09.2019

 
 
 
 
 

ترفض الانتقادات وتتهم الإعلام بسن السكاكين..

حوار| بشرى: «الجونة» ليس مهرجان «فساتين».. وخضر «أخد حقه»

مصطفى حمدي

ملاحظات عديدة تجعل الدورة الثالثة فارقة في عمر مهرجان الجونة السينمائي، فالمهرجان الأصغر عمرًا بين المهرجانات السينمائية الكبرى بمصر والمنطقة يواجه تحديات عديدة، أهمها السمعة الجيدة التي حققها في وقت قصير وأصبح مطالب بالحفاظ عليها، والخوف من أن تصبح النجاحات السابقة بداية لإحساس بالثقة المبالغة قد يدفع المهرجان لمنعطف مبكر جدًا في دورة حياته، كل هذا في ظل انتقادات لاذعة لأسباب بعضها موضوعية وأخرى لا تهدف إلا لإلقاء المزيد من السهام في وجه التجربة.

علامات استفهام عديدة طرحتها على الفنانة بشرى أحد الأقطاب المهمة في صناعة المهرجان، لتجيب عليها كاشفة وجهة نظرها بوضوح حتى وإن رفعت شعار "رفض النقد" .

·        في البداية.. بعد ظهور محمد رمضان وكذلك المخرج محمد خضر في مهرجان الجونة هذا العام هل نعتبرها دورة المصالحة؟

في الحقيقة هناك مصالحات كثيرة، لكن لا يوجد خلافات كما يشاع على السوشيال ميديا من أقاويل وآراء يراها البعض الحقيقة الخالصة، حقيقة أي خلاف ستظل ملك لأصحابه فقط، لكن بالنسبة لمحمد رمضان فموقفي واضح، وما حدث يسمى فنيا بـ"كلاش ساوند" ورمضان يفهم معنى أغاني "الدستراك" وهي طريقة سلمية وفنية للتعبير عن وجهات النظر بدلا من محاربة بعضنا البعض بالهجوم والانتقادات.

كما عبرت عن وجهة نظري بالفن وبخفة ظل ورمضان تفهم ذلك، وكل عام كنا ندعوه وهذه المرة لبى الدعوة مثل كل الفنانين اللذين ندعوهم وشرفنا بحضوره ، أي شيء اخر حدث فهو انطباعات جماهير لا اكثر .

أما ما يتعلق بخضر فمشكلته لم تكن معي بغض النظر عن ذكره اسمي في الفيديو الذي هاجم فيه إدارة المهرجان، ومؤخرا حدث تسوية لأن الموضوع كان مطروحا أمام المحكمة وخسر القضية قبل الفيديو الذي أعلن فيه الخلاف من وجهة نظره، ونحن التزمنا الصمت احتراما لسير العملية قانونيًا.

وبالفعل تم لقاء بينه وبين عمرو منسي وتفاهما، فيما يخصني فأنا لا اعتقد أن محمد خضر هاجمني في الفيديو بل الناس هم الذين هاجموني، هو حكي وجهة نظره بدون تفاصيل أخرى ووجهات نظرنا نحن احتفظنا بها، ولكنني لم أسامحه لأنه فتح "بوق" للناس كي تهاجمني.

·        هل التسوية شملت ترضية مادية له؟

هو بالأساس له نسبة من أرباح المهرجان وأموال الرعاة طبقًا لاتفاقاتنا قبل انطلاق الدورة الأولى، ولكنه رفض استلام هذه المستحقات، ونحن مستأمنون على تلك الأموال، وكان لا بد أن يوقع على استلامه لمستحقاته، وفي نهاية الأمر هو قبل التسوية وتسلم مستحقاته التي ستظل مستمرة طالما المهرجان مستمر.

·        أي مهرجان يمر بمراحل مختلفة.. ميلاد ثم استقرار ثم هبوط.. كيف ترين الجونة في دورته الثالثة خصوصا أن الاعلام يرى أن المهرجان أقل من السنوات الماضية؟

لا اقيم أي تحربة إلا بعد انتهائها ونحن للأسف شعوب انطباعية ومشكلة واحدة قد تحدث تعطينا انطباعا كاملا ونهائيًا عن عمل او تجربة، عن نفسي أرفض تقييم دورة من حفل الافتتاح هناك فعاليات وعروض أفلام وندوات، إحساسك باختلاف المهرجان طبيعي لأن كل عام تختلف الوجوه والشراكات والأفلام، وأنا أرى أن مهرجان الجونة أصبح أنضج واكثر استقرارًا.

·        هل ترين أن الإعلام يتعامل مع الجونة باعتباره مهرجان فساتين وسجادة حمراء؟

بالتأكيد وفوق ذلك يسنون السكاكين لنا، هناك انتقاد مبالغ قبل مشاهدة الدورة وهذا غير منصف وغير مقبول لأننا نعمل لتحسين صورة مصر سينمائيا وسياحيا وأصبحنا مهرجانا كبيرا ومعروف على المستوى العالمي بين المهرجانات السينمائية، ولن أعير أي اهتمام للأصوات التي تسعى لهدم المهرجا .

·        هل اعتبر هذا رفضًا صريحًا للنقد؟ 

كل واحد حر في وجهة نظره لكن البعض احيانا يستقيظ من النوم ومزاجه غير جيد فيقرر إسقاط ذلك على المهرجان وانتقاده.. أنا مالي!!

·        عمرو منسي قال إن دعم ساويرس للمهرجان قل عن الأعوام الماضية؟

نعم وأنا أيضًا قلت إن الضامن لاستمرار المهرجان عنصرين: الأول هو دعم عائلة ساويرس والثاني هو شغف العاملين في المهرجان، وأرجو ألا يقل هذا الشغف أو يختفي في غياهب اللوجستيات والانتقادات والخناقات، ولن اسمح بذلك إذا قررت الاستمرار في مهمتي بالمهرجان.

·        كيف تضمنين توفر هذين العنصرين خصوصا الشغف ؟

بالطبع من خلال التدوير وتجديد الدماء باستمرار وتمكين الشباب من اتخاذ القرار، نحن نمنح فرص للغير دائما وندعو فنانين مختلفين كل عام وهذا جزء من تجديد دماء وصورة المهرجان، هناك بعض النجوم يدعون أنهم لا يأتون، وهذا طبيعي فكل عام ندعوا وجوه وضيوف مختلفين تماما مثل اختيارات الافلام.

·        هل سيكون لك دور في مهرجان الجونة الموسيقي؟

الكلام منذ فترة على مهرجان الموسيقى والمشروع مطروح ولكننا لم نبدأ لأن الأولوية للسينما ولا يوجد قاعة مناسبة وهي تبنى الآن لاستضافة الاحتفالات وبعد اكتمالها قد تستضيف مهرجان الموسيقى، لا أعرف هل سيكون لي دور أم لا؟، وأنا دائما أقول من لا يريد الاستفادة بخبرتي هو الخسران.

·        هل عملك في الجونة عطلك على السينما؟

بصراحة لا توجد سينما ولا إنتاج وبالتالي لا أرى أن المهرجان عطلني عن السينما.

 

####

 

صور| "آدم" المغربي يخطف إعجاب نجوم وجمهور الجونة

مصطفى حمدي

خطف الفيلم المغربي "آدم" الأنظار مع عرضه مساء اليوم ضمن فعاليات المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائى.

وحرص عدد كبير من نجوم السينما المصرية وضيوف المهرجان على حضور عرض الفيلم الذي تخرجه مريم توزاني ويمنتجه نبيل عيوش احد اهم المخرجين المغاربة.

وأبدى الحضور إعجابه بالفيلم الذي تدور أحداثه حول فتاة تهرب من أهلها بعد اكتشافها بحملها، وتقرر التخلص من الجنين،. إلا أنها خلال الرحلة تتعرف على ارملة وابنتها وتسكن معهما فتتغير خطتها تجاه الطفل القادم.

وأبدى المنتج والمخرج نبيل عيوش سعادته بالمشاركة في مهرجان الجونة السينمائى ، في حين كشفت مخرجة الفيلم مريم توزاني عن زيارتها الي مصر للمرة الأولى، معتبرة كون المشاركة في مهرجان الجونة مناسبة خاصة في أول تعارف بينها وبين مصر التي تمنت زيارتها منذ زمن.

 

####

 

منصة الجونة تناقش «بوكاتي» تصميم الصوت في السنيما

مصطفى حمدي

عرض رسول بوكاتي مصمم الصوت للأفلام والحائز على جائزة أوسكار لأفضل ميكساج عن خلط أصوات عن فيلم "المليونير المتشرد"، على هامش مهرجان الجونة السينمائي،  في محاضرته الأولى أهمية تصميم الصوت المصاحب للأعمال الفنية.

وقال بوكاتي أن السينما هى مساحة مفتوحة صامتة من خيال المخرج والمؤلف وصناع الدراما٫ وأن فقط من يملك أحياء هذه المساحة هو عنصر الصوت٫ فوحده هو الذي يملك تعريف المشاهد ماهية الصور التي يراها٫ أما صيف أو شتاء٫ زحام أو فضاء.

وقال بوكاتي أن الخلط بين الصوت والصورة هو فقط ما يمنح المشاهد القدرة علي الإحساس فكل صوت يستثير أحساس ما في المشاهد غير الأخر٫ بل ويعتبر لحظة فاصلة يمكنها أن تفصل بين شعوريين متضادين في لحظة واحدة.

وأضاف بوكاتي أن في بعض اللحظات التي تبدو فيها الصورة مقيدة بمشهد محدد بسبب تحجيم الصورة للخيال٫ يأتي الصوت ليضيف خيال من نوع أخر٫ ولذلك فأنا أطلق عليه فن "اللاوعي"٫ لان تركيبة الصوت في النهاية تتكون من ٥ مكونات أساسية هي صوت الحوار الدائر٫ وصوت الأداء التمثيلي وهو عنصر غير مكتوب في السيناريو٫ وصوت المحيط العام وذلك يجري علي حسب مايجري في المشهد نفسه٫ والموسيقي التصويرية٫ والأغنيات المصاحبة في الفيلم.. فالصوت ببساطة هو فن الدمج بين كل هذه المكونات لتستخرج من بينها إحساسا أخر٫ وهذا هو فن الصوت أو "فن اللاوعي".

وتحدث بوكاتي عن تجربته في فيلم "المليونير المتشرد"٫ وكيف نجح هذا العمل وسط منافسة شرسة بين أفلام تم إنتاجها بميزانيات مليونية مهولة في الوقت الذي تكلف فيه إنتاج "المليونير المتشرد" فقط نحو ٢٠ مليون دولار.

ووصف تجربته مع صناعة الصوت بأنها تجربة فريدة من نوعها خاصة أنه استطاع الدمج بين كل هذه الأصوات بتكنولوجيا مجسمة تستطيع أن تمنح المشاهد تجربة مختلفة حيث باستطاعة كل عنصر من هذه العناصر أن يخرج بمفرده ثم يجتمع مرة أخرى ليلتقي مرة أخرى ليكون التركيبة كاملة.

 

####

 

مخرج «ستموت في العشرين»: نظام «البشير» حرم السينما.. ولم أجد جهة تمنحني تصريح تصوير

مصطفى حمدي

 أن تصنع فيلمًا في وطن خاصم السينما منذ زمن فهذه مغامرة ، فما بالك لو كان هذا الفيلم هو مشروعك السينمائي الأول ، وفي ظل نظام سياسي يحرم السينما ويحاربها، ووسط أرض جدباء جفت فيها منابع المواهب في كافة مراحل الصناعة ، وتربة لم تنبت عبر عقود بنية تحتية مثل ستوديوهات ودور عرض ؟!

هذه الصورة المحبطة شكلت مشهد البداية في رحلة المخرج السوداني أمجد أبو العلاء لصناعة فيلمه " ستموت في العشرين" ، ورغم ذلك فاز الفيلم بجائزة "أسد المستقبل" في مهرجان فينيسيا العريق، ليصبح أول فيلم سوداني يفوز بجائزة عالمية وهو بالكاد الفيلم السابع في تاريخ أشقاء الجنوب، وأول فيلم يحمل جنسية شركاء النيل منذ عشرين عامًا، كل هذه التفاصيل جعلت الحوار مع أمجد أبو العلاء الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائي  أمرًا يدعوا للحماس في ظل تساؤلات كثيرة تثير الشغف لمعرفة تفاصيل رحلة صعود سينمائي سوداني إلى منصات الجوائز في المهرجانات الدولية.

صناعة فيلم في السودان .. رحلة نحو المجهول !

كيف تصنع فيلمًا في السودان ؟ سؤال لن تجد له اجابات واضحة ومحددة ، نحن نتعامل مع دولة تفتقد لنظام واضح لصناعة الأفلام وتصويرها ، هكذا وصف أمجد أبو العلاء المشهد عندما قرر تصوير الفيلم حيث  يقول : الأزمة أكبر مما يتصور البعض ، لا توجد بنية تحتيه للصناعة نفسها ، سواء ستوديوهات أو مواهب وراء الكاميرا وأمامها ، لا يوجد مؤسسة أو منظومة تتعامل مع السينمائين لاصدار تصاريح التصوير ، وبالتالي تعاملت مع الموقف من منطلق أنه طالما لا يوجد تصاريح فالقاعدة هي الموافقة وليس المنع ، هذا على صعيد ما حدث في السودان ، ولكن قبل ذلك قطعت رحلة طويلة للبحث عن تمويل للفيلم ، بدأت من مهرجان دبي عام 2017 ، ومرت بمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية عام 2018 والذي تحمس لتمويل الفيلم مع بعض الدعم من جهات مختلفة .

أمجد أبو العلاء من ابناء الجالية السودانية في دبي ، درس الإعلام هناك وأخرج خلال دراسته مايقرب من 12 فيلمًا ، بين دبي وتونس والمانيا واسبانيا ، وعمل ضمن فريق برمجة الأفلام بمهرجاني دبي وأبو ظبي ، نحن إذن أمام جيل ثاني من السودانيين المهاجرين للخليج ، وهو الجيل المحظوظ بدخول السينما للخليج العربي عبر المهرجانات السينمائية التي فتحت عينيه على هذا العالم الساحر فقرر أن يكتب تجربته بالقصص التي لم تروى عن وطنه .

يقول أمجد : ينظر العالم للسودان باعتباره بلدًا منسيًا ، أو مجتمعًا لم يستكشف بعد ، وهذا حقيقي فنحن لدينا الاف القصص التي لم تروى ، ومئات الأماكن التي لم ترى بعد ، ميزة شخصية لي أنني أقدم سابع فيلم في تاريخ السودان ، فهذا يعني أن أمامي فرصة لأحكي كثير من الحكايات الان ومستقبلًا ، كما أننا وطن بكر في صناعة السينما وبالتالي حصلت على موافقات التصوير لأن الجهات المعنية قرأت الفيلم من زاوية واحدة وهي أن النص لا يتماس مع أي شأن سياسي رغم أنه يتناول أمر أعمق من رؤيتهم ، نحن نحكي قصة تطرح كثيرًا من التساؤلات الفلسفية عن ماهية الحياة والموت كل على حدة.

يستكمل أمجد حكايته : وصلنا لنقطة أكثر تعقيدًا وهي البحث عن الفنانين سواء المسئولين عن الجانب الابداعي والتقني مثل مدير التصوير ومساعدي الاخراج ومسئولي الديكور والاضاءة وصولا بالطبع الى الممثلين ، كان مستحيًا ان استعين بعناصر سودانية خلف الكاميرا ، فقررت الاستعانه بخبرات من خارج السودان ومع كل عنصر تدرب أربعة مواهب سودانية في هذا التخصص في محاولة لتقديم جيل جديد ، أنا جزء من مؤسسة "سودان فيلم فاكتوري" وهى مؤسسة سينمائية غير ربحية تسعى منذ سنوات لتثقيف الشباب السوداني سينمائيا ودعم بعض المواهب الواعدة ، ونظمنا مهرجان السودان منذ ست سنوات والذي نعرض من خلاله في الهواء الطلق 100 فيلم في السنة ، أما على مستوى الممثلين فقد اعتمد على طلال عفيفي أحد ابطال الفيلم وشريك في هذه المؤسسة ليوصلني بالمواهب التي شاركت ، وبعدها دربت هذه المواهب لمدة عام ونصف تقريبًا ، وقبل التصوير الحقتهم بمايشبه معسكرا للتدريب على يدي النجمين سلوى محمد علي ومحمود حميدة الذين تطوعا وجاءا الى السودان لمقابلة الممثلين ومناقشتهم وتدريبهم ليتقنوا أدوارهم تماما .

اشكالية النص الأدبي في مواجهة القصة السينمائية 

الفيلم مأخوذ عن نص أدبي "قصة قصيرة" هي "النوم عند قدمي الجبل" للكاتب حمور زيادة ، وهذا في حذ ذاته قد يخلق قيودا تتعلق بالزمن والايقاع ورؤية الشخصيات خصوصا ان القصة القصيرة قد تكون محدودة الأحداث عكس الرواية ، ولكن أمجد أبو العلاء يرى في القصة القصيرة رحابة أكثر من الرواية وحرية له ككاتب ومخرج يستطيع أن يمد خطوطا درامية وشخوصًا من روح النص الأصلي ومن إبداعه الخاص ، حيث يقول : في القصة القصيرة البطل "مزمل" طفل يعيش سنواته العشرين مطاردا بلعنة الموت في هذا العمر ، هذه هي التيمة التي بنيت عليها فيلمي ، ولكن السيناريو خلق شخصيات تعبر عما اراه في المجتمع السوداني ، مثلا شخصيط سليمان "عرابه" الذي يدعوه للتحرر من قيد انتظار الموت ، كانت مساحته اقل في القصة ، فمنحتها مزيدا من التفاصيل في الفيلم ، أضفت ايضًا شخصية "نعيمة" التي ابتكرتها تعبيرا عن استقلالية وقوة المرأة في القرية السودانية والتي تدهشني فعلا ، وبالتالي كل هذه التفاصيل أدت لتغيير شكل النهاية .

جيل محظوظ في وطن تعيس 

لماذا لم تنتج السودان سوى سبعة افلام طوال تاريخها ؟ سؤال يجيب عنه أمجد بأسف : عام 89 سيطر على البلاد نظام البشير ، وحطم الكثير من المفاهيم ، فقط حرم السينما ، وأغلق دور العرض ، حتى القاعات المملوكة لأفراد ، استولى عليها من الورثة ، ضيق المجال العام وجعل المجتمع مشغولا بالحديث عن الحلال والحرام ، وبالطبع كانت الفنون هدفًا رئيسيًا للعداء وكأن الاسلام دخل السودان لأول مرة ، هذه الحالة شكلت صدمة لجيل كامل من المخرجين والسينمائين المعتمدين بالأساس على دعم الدولة لانتاج أفلامهم فتوقف كل شيء ، ولكن منذ عشر سنوات تحديدا وبعد انفصال الجنوب ، وقع النظام تحت ضغوط داخلية وخارجية كبيرة ، فقدم تنازلات عديدة ، منها مثلا بناء قاعات سينما ، وفيلمي ظهر في المرحلة الأخيرة لترنح النظام قبل الثورة مباشرة ، وبالتالي كانت الأمور تسير في اتجاه فرض واقع جديد بعد سنوات من الضغط والمقاومة ، وبالتالي اعتقد انني ابن جيل محظوظ ساندته التكنولوجيا والمتغيرات العالمية ليقدم مشروعاته السينمائية للنور .

ينظر أمجد لجائزة فينيسيا بنظرة ذات وجهين ، فهو يراها نقطة تحول ايجابية في تاريخ السينما السودانية ستفتح الباب أمام مبدعين اخرين ليقدموا افلامهم وينظر لهم العالم باحترام واهتمام ، ولكنها مسئولية مرعبة على المستوى الشخصي كما وصفها حيث يقول : أي عمل سأقدمه سيقارن بالفيلم الحائز على جائزة فينيسيا ، وبالتالي لدي هاجس ألا أقع في نفس الفخ الذي يدفع بعض المخرجين للتوقف عن العمل بعد النجاحات الكبيرة خوفًا من الفشل .. أنا فعلا في ورطة ، ولكنني  سأتجاوزها .

 

####

 

«بسبب قلب خساية».. بشرى تحذف صورتها في مهرجان الجونة

محمد طه

حذفت الفنانة بشرى مدير العمليات في مهرجان الجونة السينمائي، صورتها خلال فعاليات مهرجان الجونة، والتي قال البعض إنها تشبه «قلب خساية».

جاء ذلك بعد أن تعرض فستان بشرى لسخرية متابعيها من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي «انستجرام»، وعلقت بشرى على الصورة قائلة: "أنا قلبي قلب خساية.. عادي سف على نفسك قبل ما يسفوا عليك.. أحلى من الثقة بالنفس مفيش".

مهرجان الجونة أحد المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويهدف إلى عرض مجموعة واسعة من الأفلام لجمهوره الشغوف والمحب للسينما، لخلق تواصل أفضل بين الثقافات المختلفة من خلال فن صناعة الأفلام، وتقام دورته الثالثة في الفترة من 19 إلى 27 سبتمبر، ويتكون برنامجه من 3 مسابقات رسمية (مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، ومسابقة الأفلام القصيرة)، والبرنامج الرسمي خارج المسابقة، بالإضافة إلى البرنامج الخاص.

ويعرض المهرجان قرابة 80 فيلما، من أهم وأحدث الإنتاجات العربية والدولية، وتصل قيمة الجوائز المقدمة إلى 224 ألف دولار أمريكي، إضافة إلى الجوائز العينية (نجمة الجونة، والشهادات) المقدمة إلى الفائزين في المسابقات المتنافسة، كما يمتلك المهرجان ذراع الصناعة الخاصة به؛ منصة الجونة السينمائية.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

23.09.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004