كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

«الجونة» تفتح أبوابها لعشاق السينما.. ودراويشها !

بقلم: مجدي الطيب

الجونة السينمائي

الدورة الثالثة

   
 
 
 
 
 
 

أصوات سينمائية جديدة وتُحف عالمية جميلة وجوائز مالية بألاف الدولارات الأمريكية

تنطلق بعد غد الخميس الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السینمائي، التي تُقام في الفترة من 19 إلى 27 سبتمبر بمدینة الجونة على ساحل البحرالأحمر، وتشهد زخماً من الفعاليات والتظاهرات السينمائية، والثقافية، التي تؤكد ما قلناه في السابق عن هذا المهرجان، الذي ولد عملاقاً، وهيأت له الأقدار أن يكون واحداً من أهم مهرجانات منطقة الشرق الأوسط، بعد إلغاء مهرجان دبي السينمائي .

يضم برنامج المهرجان، الذي يوظف فن السينما، من أجل اكتشاف الأصوات السينمائية الجديدة، وتحقيق التواصل الأمثل بين ثقافات العالم، والتقريب بين صناع السينما العربية، ونظرائهم من دول العالم، بالإضافة إلى تعزيز روح التعاون والتبادل الثقافي بينهم، مجموعة من الأفلام العالمية المتميزة، التي يصل عددها إلى ما يقرب من 80 فيلمًا، تُرضي نهم، وشغف، عاشقي، ودراويش، السينما؛ عبر ثلاث مسابقات رسمية (الأفلام الروائية الطويلة، الأفلام الوثائقية الطويلة، ومسابقة الأفلام القصيرة)، رصد لها المهرجان جوائز مالية تبلغ قيمتها حوالي 224 ألف دولار أمريكي، بالإضافة إلى الجوائز العينية (جائزة نجمة الجونة، والشهادات)، وجائزة الجمهور؛ «سينما من أجل الإنسانية» (نجمة الجونة، شهادة و20000 دولار أمريكي). التي تُمنح للأفلام الطويلة، المشاركة في جميع الأقسام، ذات الطابع الإنساني، بالإضافة إلى برنامج الاختيار الرسمي خارج المسابقة، والبرنامج الخاص، الذي ينفرد بعرض باقة من الأفلام الكلاسيكية الأيقونية. وفي الشق الأهم يعمل المهرجان على تطوير السينما العربية، من خلال منصة الجونة السينمائي، الموجهة لغرض دعم وتَمكيِن صناع الأفلام العرب، ومساعدتهم على إيجاد الدعم المالي، والفني، وتتكون من برنامجي منطلق الجونة السينمائي، وجسر الجونة السينمائي، اللذان يقدمان فرصاً ثمينة للسينمائيين، للتعلم والمشاركة من خلال ورش صناعة الأفلام، وحلقات النقاش، وطاولات الحوار المستديرة، والمحاضرات لخبراء صناعة السينما، والجوائز المادية والعينية، التي تُقدر ب 175 ألف دولار أمريكي، وتُمنح للمشاريع الفائزة في مرحلة التطوير، والأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج.

إنجاز العمر

يمنح مهرجان الجونة السينمائي، في دورته الثالثة، جائزة الإنجاز الإبداعي المخصصة للسينمائيين، الذين ترك عملهم والتزامهم بالسينما، علامة لا تُمحى في مسيرتهم الإبداعية، للفنان محمد هنيدي والمخرجة والمنتجة الفلسطينية مي مصري وفي تكريس لهويته المعتمدة على إحداث توازن بين الجوانب المصرية، والعربية، والدولية، والاحتفاء بالنجاح العالمي لأي صانع أفلام عربي، في العالم بأسره، وجه المهرجان الدعوة للممثل المصري - الكندي مينا مسعود، والمصري- الأمريكي رامي مالك، ووافق الأول، مازال المهرجان في انتظار موافقة مالك، لانشغاله بفيلمه الجديد «لا وقت للموت».

المنافسة الشرسة

على صعيد مسابقة الأفلام الروائية الطويلة تتنافس أفلام أنتجت خلال العام 2019 هي : "1982" (إخراج وليد مؤنس / لبنان، الولايات المُتحدة الأمريكية، النرويج)، "الأب" (كريستينا جروزيفا، بيتر فالجانوف / بلغاريا، اليونان)، "آدم" (مريم توزانى / المغرب، فرنسا)، "أغنية بلا عنوان" (ميلينا ليون / بيرو، إسبانيا، الولايات المتحدة الأمريكية)، "بابيشا" (مونية مدور / الجزائر، فرنسا، بلجيكا)، "حلم نورا" (هند بوجمعة / تونس، فرنسا، بلجيكا)، "ستموت في العشرين" (أمجد أبو العلا / السودان، مصر، فرنسا، ألمانيا، النرويج )، "سيدة النيل" (عتيق رحيمي / فرنسا، بلجيكا، رواندا)، "عيد القربان" (يان كوماسا / بولندا، فرنسا)، "الفتاة ذات السِوار" (ستيفان ديموستيه / فرنسا)، "لارا" (يان ـ أوليه جريستر/ ألمانيا) و"المرأة الباكية" (خايرو بوستامانتي / جواتيمالا، فرنسا ) على جوائز لجنة التحكيم : جائزة نجمة الجونة الذهبية للفيلم الروائي الطويل (نجمة الجونة وشهادة، و50000 دولار أمريكي)، جائزة نجمة الجونة الفضية للفيلم الروائي الطويل (نجمة الجونة وشهادة، و25000 دولار أمريكي)، جائزة نجمة الجونة البرونزية للفيلم الروائي الطويل (نجمة الجونة، وشهادة، و15000 دولار أمريكي)، جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي روائي طويل (نجمة الجونة، شهادة، و20000 دولار أمريكي)، جائزة نجمة الجونة لأفضل ممثل (نجمة الجونة، وشهادة) وجائزة نجمة الجونة لأفضل ممثلة (نجمة الجونة، وشهادة).ويتم اقتسام الجائزة النقدية، بالتساوي بين المخرج والمنتج الرئيسي للفيلم، بينما تتنافس الأفلام المشاركة في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، وهي : "143 طريق الصحراء" (حسن فرحانى / الجزائر، فرنسا)، "أمة الطفل الواحد" (نانفو وانج، جيالينج جانج | الصين، الولايات المتحدة الأمريكية)، "حديث عن الأشجار" (صهيب قسم الباري | فرنسا، ألمانيا، السودان، تشاد)، "عائلة منتصف الليل" (لوك لورنتزن | المكسيك، الولايات المتحدة)، "كابُل، مدينة في الريح" (أبوزار أميني | أفغانستان، هولندا، اليابان، ألمانيا)، "كانينجهام" (ألا كوفجن | ألمانيا، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية)، "كونجو" (أدريان لا فابور، كورتو فاكلاف | فرنسا)، "مُحصّن" (أورسولا ماكفارلين | المملكة المتحدة)، "واقع آخر" (نويل دِرنيش، أولي فالدهاور | ألمانيا، سويسرا)، على جوائز لجنة التحكيم وهي : جائزة نجمة الجونة الذهبية للفيلم الوثائقي الطويل (نجمة الجونة، شهادة، و30000 دولار أمريكي)، جائزة نجمة الجونة الفضية للفيلم الوثائقي الطويل (نجمة الجونة، شهادة، و15000 دولار أمريكي)، جائزة نجمة الجونة البرونزية للفيلم الوثائقي الطويل (نجمة الجونة، شهادة، و7500 دولار أمريكي)، جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي وثائقي طويل (نجمة الجونة، شهادة، و10000 دولار أمريكي). أما مسابقة الأفلام القصيرة فتضم أفلام :"إله متوحش" (أوجستينا سان مارتين | الأرجنتين)، "أمي" (وسيم جعجع | لبنان)، "بين بين" (سمير كاراهودا | كوسوفو)، "خدمة التوصيل" (فلاديمير كوبتسيف، إيلينا كوبتسييفا | روسيا)، "الرجل الذي لم يرغب في مغادرة المنزل" (سافينو جينوفيزي | إيطاليا)، "زلاجة مائية" (شريف عبد المولى | هولندا)، "السادس عشر من ديسمبر" (ألفارو جاجو دياز | إسبانيا)، "سلام" (زين دريعي | الأردن، ألمانيا، السويد، الامارات العربية المتحدة)، "سيلفى زين" (اميرة دياب | فلسطين)، "عمى ألوان" (منة إكرام | مصر، المملكة المتحدة)، "عنق الزجاجة" (مونس بيرتاس | السويد)، "فريكة" (باسل غندور | الأردن)، " فكر بإيجابية" (إيرينا خوديوش | روسيا)، "في معبدنا" (إيڤان أورلنكو | أوكرانيا، فرنسا)، "القيثارة الإيطالية" (دومينيكو مودافي | إيطاليا)، "كامل الأوصاف" (تيمو نيكي | فنلندا)، "لَحم" (كاميلا كاتر | البرازيل، إسبانيا)، "متجولون ليلّيون" (أرتورو بالتازار | المكسيك)، "المُختبر" (لاريسا سنسور، سورين ليند | الدنمارك، المملكة المتحدة، فلسطين)، "مسألة الدموع" ( كليمونس بويزي | فرنسا)، "معادلة عنيفة" (أنطونيس دوسياس | اليونان)، "هذه ليلتي" (يوسف نعمان | مصر)، "هي تجري" (يانج كيو | الصين، فرنسا) على جوائز: جائزة نجمة الجونة الذهبية للفيلم القصير (نجمة الجونة، شهادة و15000 أمريكي)، جائزة نجمة الجونة الفضية للفيلم القصير (​نجمة الجونة، شهادة و7500 دولار أمريكي)، جائزة نجمة الجونة البرونزية للفيلم القصير (نجمة الجونة، شهادة و4000 دولار أمريكي) وجائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي قصير (نجمة الجونة، شهادة و5000 دولار أمريكي). وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة : الممثلة المصرية سوسن بدر، بينما تتضمن لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة مصممة الملابس ناهد نصرالله. ويترأسها المخرج مروان حامد بينما تضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة الممثلة التونسية درة زروق .

تُحف خارج التسابق

لا تنحصر الأفلام المتميزة، التي يعرضها المهرجان، على أفلام المسابقة الرسمية بل بدا حريصاً على إتاحة الفرصة لجمهوره لمشاهدة الأفلام، التي أثارت إعجاب العالم؛ مثل : "ألم ومجد" للمخرج الإسباني الشهير بيدرو ألمودوفار، الذي فاز بطله أنطونيو بانديراس بجائزة أفضل ممثل في مهرجان كان السينمائي 2019، وفيلم "طفيلي"،خرج الكوري الجنوبي بونج جون هو، الذي فاز بسعفة كان الذهبية، في الدورة ال 72، وفيلم "البؤساء" إخراج الفرنسي لادج لي، الذي عُرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، وحصل على جائزة لجنة التحكيم بالمناصفة مع الفيلم البرازيلي "باكوراو"، الذي يعرضه المهرجان أيضاً من إخراج البرازيليين كليبر مندونسا فيلو وجوليانو دورنيليس، وفيلم "37 ثانية" ، إخراج الياباني هيكارى، الذي فاز بجائزة فن السينما الخاصة بالاتحاد الدولي لدور السينما والعرض، وجائزة الجمهور في قسم بانوراما في الدورة ال69 لمهرجان برلين السينمائي، وفيلم " بيرانا"، إخراج كلاوديو جيوفانيزي، الذي فاز بجائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو في مهرجان برلين السينمائي 2019، وفيلم "جلد الأَيلّ"، إخراج الفرنسي كونتان دوبيو، الذي افتتح قسم نصف شهر المخرجين في الدورة الـ72 لمهرجان كانّ السينمائي، وفيلم "الحقيقة"، إخراج الياباني هيروكازو كوريه إيدا، الذي عُرض في المسابقة الرسمية للدورة الـ76 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وفيلم "دراما السبت"، إخراج الصيني لو يى، الذي عُرض في المسابقة الرسمية للدورة الـ76 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وفيلم "محطمة النظام"، إخراج الألمانية نورا فاينشت، التي فازت بجائزة الدب الفضي (ألفريد باور) في الدورة الأخيرة لمهرجان برلين السينمائي، وفيلم "نيميك"، إخراج الألماني يورجوس لانثيموس، الذي عُرض لأول مرة عالمياً في برنامج الأفلام القصيرة (خارج المسابقة) في الدورة الـ72 لمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي. بالإضافة لفيلم التحريك الطويل "الفارس والأميرة" (مصر، المملكة العربية السعودية)، إخراج بشير الديك وإبراهيم موسى، والفيلم المصري "لما بنتولد"، إخراج تامر عزت، وأفلام : "أخوات السلاح"، إخراج الفرنسية كارولين فورست، التي ترصد مأساة امرأة يزيدية شابة، تم بيعها كجارية لمسلحي تنظيم «داعش». والفيلم الفرنسي "أيتها الفتيات"، إخراج فرانسوا أرمانيه، والفيلم البرازيلي "الحياة الخفية لأوريديس"، إخراج كريم عينوز، وفيلم الإيطالي الفرنسي "الخائن"، إخراج ماركو بيللوكيو، والفيلم الروسي "ذات مرة في تروبشُفسك"، إخراج لاريسا ساديلوفا، وفيلم "عفوًا، لم نَجدكم" (المملكة المتحدة، فرنسا، بلجيكا)، إخراج كين لوتش، والفيلم الوثائقي "مسافر منتصف الليل" (الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، كندا)، إخراج حسن فاضيلي، الذي يتتبع مسيرة حياة رجل محكوم عليه بالموت من حركة طالبان، وفيلم "وراء البحر الغاضب" (الولايات المتحدة الأمريكية، مصر، فرنسا)، إخراج ماركو اورسينى.

أصوات اللاجئين

جنباً إلى جنب مع التظاهرات، والعروض، السينمائية الخالصة، يولي مهرجان الجونة السينمائي، في دورته الثالثة، اهتماماً كبيراً للأنشطة والفعاليات الثقافية؛ حيث يقيم مائدة مستديرة تحت عنوان " أصوات اللاجئين في السينما"، تبحث في كيفية إعادة تسليط الضوء على اللاجئين والمهاجرين، وحلقات نقاشية حول تأثير المهرجانات السينمائية : دورها وهويتها في الحاضر والمستقبل، ومهامها الأساسية التي ينبغي مراعاتها . و"السينما الأفريقية"، شكلها، وتطورها، وتأثيرها، ومستقبلها، وتواجدها على الخريطة السينمائية العالمية. ومحاضرة "كل شيء قديم يعود جديدًا .. حرر فيلمك وقدمه لجماهير جديدة"، التي تلقيها المنتجة ساندرا شولبيرج، الرئيس، والمدير التنفيذي لـ«إندي كوليكت»، ومؤسِسة «آي إف بي» (أكبر مؤسسة لصانعي الأفلام المستقلة في أمريكا)، وتناقش كيفية الحفاظ على الأفلام القديمة الموجودة على أشرطة خام السيليولويد، واستعادتها، وكيفية الحفاظ على الأفلام الرقمية، إضافة إلى نقاط عديدة متعلقة بهذه القضية. ومحاضرة "تصميم الصوت لأفلام الحركة"، التي يلقيها رسول بوكاتي، مصمم الصوت الحائز على جائزتي أوسكار، ويناقش من خلالها الطرق المبتكرة للوصول إلى أفضل تصميم صوتي للفيلم السينمائي. وفي إطار الجلسات التعريفية تتحدث ليندسي سلون، نائب رئيس قسم تطوير الإنتاج بشركة «مترو جولدن ماير» عن رحلتها في التطوير الإبداعي للأجزاء المتعددة لمسلسل «قصة الخادمة»، إنتاج منصة البث الرقمية «هولو»، وتروي قصصًا وحقائق ممتعة عن عملية الإنتاج والتحضير للمسلسل. وبمناسبة مئوية الأديب الكبير الراحل إحسان عبد القدوس ينظم المهرجان معرضاً استعادياً، في الفترة من 21 إلى 27 سبتمبر، لتخليد ذكرى الأديب الكبير، الذي عمل كاتبًا وروائيًا وصحفيًا ومحررًا، وكتب أكثر من 600 رواية وقصة، وتحولت 47 من قصصه إلى أفلام سينمائية، و5 روايات إلى نصوص مسرحية، و9 لمسلسلات إذاعية، و10 لمسلسلات تليفزيونية، إضافة إلى أن 65 من رواياته ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأوكرانية والصينية. وفي إطار التعاون مع السفارة الأمريكية في القاهرة، يقيم المهرجان، يوم الأربعاء 25 سبتمبر، حفلاً موسيقياً بعنوان «السينما في حفل موسيقي»: تحية إلى موسيقى السينما الخالدة، مُخصص للاحتفاء بالأعمال الموسيقية الخالدة التي صاحبت أعمالًا سينمائية مهمة. وينقسم الحفل إلى جزئين، أولهما موسيقى من هوليوود، وثانيهما تحية لأعمال نينو روتا، ويقود الحفل الموسيقار أحمد الصعيدي، مؤسس ورئيس الجمعية الفيلهارمونية المصرية. وبالتعاون مع «فيلم إندبندنت»، المؤسسة غير الهادفة للربح لدعم صناع الأفلام المستقلين، تُعقد جلسة بعنوان «منصات جديدة للتوزيع السينمائي»، من أجل تسليط الضوء على تطور عملية وخريطة التوزيع العالمية، مع صعود منصات البث الإلكترونية. ويدير النقاش جوش ويلش، رئيس المؤسسة، بالإضافة إلى ورشة لكتابة السيناريو، مدتها ثلاثة أيام، يديرها خبراء أمريكيون، وحفل لتوزيع جوائز فيلم إندبندنت.

 

####

 

أفلام لا تفوتك في "الجونة 3"

بقلم: أسامة عبد الفتاح

** تحف من كوريا الجنوبية وفرنسا وجديد كين لوتش وبدرو ألمودوفار في الاختيار الرسمي خارج المسابقة

تُفتتح بعد غد الخميس الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي، وفيها تواصل إدارته الفنية ما بدأته خلال الدورتين السابقتين من اختيار عدد كبير من الأفلام الحاصلة على جوائز المهرجانات السينمائية الكبرى خلال العام، ليتحول "الجونة" بحق إلى فرصة سنوية لمشاهدة تلك الأفلام المهمة لمن لا تُتاح لهم فرصة حضور تلك المهرجانات.

وفي السطور المقبلة أرشح عددا من الأفلام التي لا يجب أن تفوت جمهور مهرجان الجونة، والذي أتمنى ألا يقتصر على المدعوين والضيوف القادمين من القاهرة، وأن يشمل سكان وزوار الجونة والغردقة والمحافظات المجاورة، علما بأن جميع الأفلام التي أرشحها من قسم الاختيار الرسمي (خارج المسابقة)، المخصص للأعمال الحاصلة على تقدير النقاد وجوائز لجان التحكيم في المهرجانات الكبرى، على أن تكون لنا مع أفلام المسابقة الرسمية وقفة أخرى.

في المقدمة، بلا منازع، الفيلم الكوري الجنوبي "طفيلي"، للمخرج "بونج جوون هو"، الفائز بالسعفة الذهبية بمهرجان "كان" السينمائي الدولي في مايو الماضي، وهو – دون مبالغة – تحفة فنية حقيقية، ويُعد صرخة ضد المجتمعات الرأسمالية، والتفاوت الكبير بين الأغنياء والفقراء فيها، وضد الطبقية في كوريا الجنوبية وغيرها بطبيعة الحال.

وتكمن الأهمية الحقيقية للفيلم في أنه "عابر للنوع"، لا يخضع لأي تصنيفات سينمائية تقليدية.. فيمكن اعتباره كوميديا رغم هدفه السياسي الذي أشرت إليه، كما لا يخلو من الرومانسية والدفء العائلي للفيلم الاجتماعي، والعنف الشديد الجدير بأفلام الأكشن.. إنه – باختصار – انعكاس لعبث المجتمع وجنونه.

وهناك تحفة أخرى من فرنسا بعنوان "البؤساء"، الذي يرتقي لمستوى شديد التميز رغم كونه العمل الطويل الأول لمخرجه لادج لي.. والفيلم ليس له علاقة مباشرة بـ"بؤساء" فيكتور هوجو، لكنه ينطلق من إحدى عبارات هوجو (ليس هناك نبات سيء، ولا رجال سيئون، ولكن هناك مزارعون سيئون) ليقدم رصدا آنيا جدا ومتوهجا ومفعما بالحيوية والخشونة لباريس اليوم، من خلال مواجهة بين ثلاثة من رجال الشرطة وعصابات و"صبيان" حي "مون فرماي"، الذي نشأ فيه المخرج، والذي دار على أرضه جزء كبير من أحداث رواية هوجو قبل 150 عاما.

وقد حصل الفيلم على جائزة لجنة التحكيم في "كان" مناصفة مع الفيلم البرازيلي "باكوراو"، إخراج كليبر مندونشا فيلهو وجوليانو دورنيلس، والذي أرشحه هو الآخر، وإن كان هذا التساوي أو التقاسم بينهما في الجائزة ظالم في حد ذاته لأن الفارق بين العملين كبير لصالح شريط "لادج لي" الممتاز والمبهر.

كما أرشح فيلم "ألم ومجد"، جديد المخرج الإسباني الكبير بدرو ألمودوفار، الذي لم يخيب هنا الآمال كما فعل عام 2016 في فيلم "خولييتا"، بل قدم عملا جميلا وضع فيه خلاصة خبرته الطويلة، ومزج بشكل موضوعي وتقني رائع بين حاضره وطفولته، وعلاقته في ذلك الوقت مع أمه، وأزمته الخاصة، في بناء لا يقيمه سوى مخرج كبير.

يرصد الفيلم برهافة وصدق شديدين أزمة مخرج سينمائي يتراجع على جميع المستويات، سواء لمرضه أو لإحساسه بأنه لم يعد لديه ما يقدمه، وهي شخصية صعبة ومركبة جسدها النجم أنطونيو بانديراس ببراعة، فيما أدت دور الأم بنعومة واقتدار النجمة بنيلوبي كروز. ورغم فوز بانديراس بجائزة أفضل ممثل في "كان"، إلا أنني أرى أن لجنة التحكيم تجاهلت ألمودوفار، الذي كان يستحق الحصول على إحدى جائزتي الإخراج أو السيناريو.

وهناك فيلم "عفوا، لم نجدكم" للمخرج البريطاني الكبير كين لوتش، وهو من أفضل وأهم أفلامه خلال السنوات الأخيرة، وفيه يثبت مجددا أنه أستاذ الدراما الاجتماعية، التي تظل تتصاعد وتتصاعد حتى تبلغ ذروة كاشفة تنتصر دائما للإنسان وتدين المجتمعات الرأسمالية المادية.. هنا يوميات أسرة إنجليزية تكافح من أجل حياة كريمة في مجتمع مادي قاس لا يشعر بها، بل يقمعها ويدوس عليها، من خلال أب يعمل سائقا في شركة لتوصيل الطرود وأم تعمل جليسة لكبار السن، وتُضاف لأزماتهما المادية ومتاعبهما في العمل مشكلات ابنهما المراهق الذي يرفض الانتظام في الدراسة. ومن العجيب حقا عدم ذكره في لائحة جوائز "كان" على الإطلاق.

وأرشح أيضا فيلم "الحياة الخفية لأوريديس جسماو"، إخراج كريم عينوز، الفائز بالجائزة الأولى بمسابقة "نظرة ما" الرسمية بمهرجان "كان"، والذي يستعرض – بعذوبة شديدة – أزمة أختين متلازمتين تجبرهما الظروف والأزمات على الانفصال في خمسينات القرن الماضي بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.. وفيما تحتفظ كل منهما بحلمها الخاص، يظل حلم واحد يجمعهما: أن توحد بينهما الحياة مرة أخرى.

وهناك أخيرا فيلم "الخائن"، للمخرج الإيطالي ماركو بيللوكيو، والذي شارك في مسابقة "كان" الرسمية، ويدور في عوالم عصابات المافيا، لكنه يتميز عن الأفلام التقليدية التي تنتمي لتلك النوعية دراميا بتجسيد نادر لشخصية قيادي بالمافيا يختار أن "يخون العهد" ويتكلم أمام المحكمة.. كما يتميز تقنيا بالتعبير المتقن جدا عن فترة الثمانينات، سواء بالأزياء أو تصميم المناظر أو حتى بالتصوير بإضاءة وفلاتر معينة.

 

جريدة القاهرة في

17.09.2019

 
 
 
 
 

قبل عرضه في الجونة السينمائي... 12 معلومة عن فيلم "الفارس والأميرة"

نهال ناصر

تشهد الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي العرض العالمي الأول لفيلم "الفارس والأميرة" أول فيلم رسوم متحركة مصري.

الفيلم يتم العمل عليه منذ سنوات طويلة وقد واجه صعوبات إنتاجية كثيرة لتكلفته المرتفعة حتى خرج إلى النور.

وقبل عرضه خلال فعاليات مهرجان الجونة نتعرف على أبرز المعلومات عنه:

1-أول فيلم رسوم متحركة كل العاملين به مصريين دون تدخل من أي فنان أجنبي.

2-بدأت فكرة الفيلم عام 1997 وواجه صعوبات كثيرة حتى تم الإعلان عن طرحه هذا العام.

3-صاحب فكرة الفيلم هو المخرج محمد حسيب الذي اقترح على الكاتب بشير الديك إنتاج فيلم رسوم متحركة مصري.

4-بعد وفاة حسيب تولى بشير الديك إخراج الفيلم إلى جانب أنه قام بتأليفه.

5-شارك في الفيلم عدد كبير من النجوم منهم سعيد صالح وأمينة رزق، إذ تم تسجيل الصوت قبل رحيلهما.

6-من أبطال الفيلم محمد هنيدي وماجد الكدواني اللذان يقومان بدور عفاريت، فيما يقدم مدحت صالح صوت شخصية محمد بن قاسم.

7-تدور قصة الفيلم حول محمد بن القاسم الذي حرر نساء وأطفال من يد بعض القراصنة وفتح بلاد السند وهو في عمر الـ17 عاما وتعرف على أميرة هندية ونشأت قصة حب بينهما.

8-الفيلم به بعض الأفكار الخيالية ومشاهد الرعب بالإضافة إلى تصميم معارك مما تسبب في زيادة تكلفته الإنتاجية.

9-يقدم الفيلم بتقنية ثنائي الأبعاد "2d" وهي تقنية صعبة تعتمد على رسم الفنانين دون استخدام للكمبيوتر.

10-رسم الشخصيات فنان الكاريكاتير الراحل مصطفى حسين.

11-الشيء الوحيد الذي تم تنفيذه خارج مصر هو تسجيل الموسيقى التصويرية إذ تم في لندن.

12-تقوم الفنانة جيهان ناصر بدور الراوي في الفيلم، فيما قدمت الفنانة لقاء الخميسي أغنية النهاية.

 

موقع "في الفن" في

17.09.2019

 
 
 
 
 

الفيلم الأردني "سلام" في المسابقة الرسمية لـمهرجان الجونة السينمائي

مي عبد الله

يشارك الفيلم القصير الأردني "سلام" للمخرجة زين دريعي في المسابقة الرسمية للدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي، والتي تنطلق الخميس المقبل، وتستمر إلى ٢٧ من الشهر الجاري.

وكان الفيلم مؤخراً قد حصل على عرضه العالمي الأول في الدورة 76 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.
وتدور أحداث الفيلم حول سلام التي تتبخر أحلامها في أن تصبح أمًا بعدما تكتشف استحالة تكوين عائلة مع زوجها، الفيلم من تأليف وإخراج زين دريعي، وبطولة ماريا زريق وزياد بكري، وتصوير بينوا تشاميلار، وإنتاج شركة
Tabi360 (علاء الأسعد)، وتتولى MAD Solutions مهام توزيع الفيلم في العالم العربي.

زين دريعي قامت بأدوار مختلفة في العديد من الأعمال المحلية والدولية، إذ كتبت وأخرجت فيلمين قصيرين كجزء من مشروع تخرجها فى مدرسة تورنتو السينمائية، وفي عام 2010، بدأت زين تدريبها في شركة Philistine Films للإنتاج برفقة صانعة الأفلام المعروفة أن ماري جاسر والمنتج الشهير أسامة البواردي، وعملت زين في فيلم لما شفتك في مراحل ما قبل الإنتاج وما بعد الإنتاج، كما عملت أيضاً في أفلام رانديفو، واجب، وThank You For Bombing. قدمت زين تجربتها السينمائية الأولى بالفيلم الروائي القصير أفق الذي كان عرضه العالمي الأول في مهرجان بالم سبرينغز للأفلام القصيرة، وعُرض أيضاً في مهرجان مونتريال السينمائي بالإضافة إلى العديد من المهرجانات الأخرى.

وفي عام 2017 وقع الاختيار على زين دريعي للعمل برفقة صانعة الأفلام البوسنية المعروفة عايدة بيغيتش بمدينة أورفه التركية في أحدث اعمالها Never Leave Me، وبعد ذلك بدأت زين العمل على تطوير سيناريو فيلمها الروائي في الخارج، حيث اختيرت برفقة مشارك واحد من بين 70 دولة للعمل برفقة منصة Asia Pacific Screen Academy، بالتوازي مع اختيارها في تورينو فيلم لاب وMeditalents Residence. وأحدث أعمالها هو فيلم سلام الذي حصل على عرضه العالمي الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، ونال تنويها خاصا بـسوق مهرجان مالمو في عام 2018.

 

بوابة الأهرام في

17.09.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004