كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

حنان أبوالضياء تكتب عن:

صاحبة جائزة الإبداع فى الجونة

«مى المصرى» و«الكاميرا» التى لا تفارق كتفها أبداً

الجونة السينمائي

الدورة الثالثة

   
 
 
 
 
 
 

عالم المخرجة «مى المصرى» التى يمنحها مهرجان الجونة فى دورته الثالثة جائزة الإبداع يحظى بحالة استثنائية من الصدق الإبداعى مع الذات، فهى التى تؤكد دوماً أن ما يهمها هو تحلى الفيلم بمصداقيّة خصوصاً حيال الناس الذين حملت قصصهم إلى الشاشة، فهى لا تسمح لنفسها بتقديم شىء غير حقيقى وزائف، إنها التى تلامس أعماق العذاب فى النفس البشرية من خلال أعمالها المبنية على صورة، تحركها وفق رؤية مفعمة بالحياة والصدق، فى إطار بصرى ساعدها عليه «الكاميرا» التى لا تفارق كتفها أينما حلّت.

«مى المصرى» فى أفلامها السينمائية سواء الوثائقية أو الروائية، الصورة لديها نابضة وقادرة على تحقيق الغاية منها بعينيها اللتين تراقبان الحياة الصاخبة، خاصة فى تلك المشاهد الخاصة بالاحتلال وعذاب الشعب الفلسطينى، وكأنها تصرخ، بالصورة من أجل الحرية التى تنشدها، مازجة كل ذلك بالأحاديث عن كل شىء، من الحب، والخوف والموت والحياة، لتطرح من خلال أعمالها الانسانية الملهمة، تلك المتاهة الكبرى لعالمنا، خالقة لغتها السينمائية الخاصة وديكوراتها وأبطالها.

إنها عاشقة سينما الناس، خاصة أنه لا يوجد «حقيقة» بالمعنى المجرد فى عالم الواقع المرصود سينمائيا. لذلك رؤيتها السينمائية مبنية على التفاعل السينمائى بالتجارب الإنسانية المحيطة به. بعد أن يحظى موضوع الفيلم بقناعتها وشغفها، وهى لا تقوم بتسجيل الواقع بشكل آلى حتى فى أفلامها الوثائقية لكونها صادقة مع نفسها، وعملها.

هكذا أرى المخرجة الفلسطينية مى المصرى، المولودة فى عمّان عام 1959. والتى تعلمت فى الولايات المتحدة وأخرجت عدة أفلام. والتى قدمت مع زوجها مخرج الأفلام اللبنانى جان شمعون بعد زواجهما عام 1986م، العديد من الأفلام وأنجبا ابنتين نور وهناء.

وجميعنا يعلم أن مى المصرى سجلّها حافل بالأفلام الوثائقية التى عرضت فى أنحاء العالم، وحازت أكثر من 60 جائزة دولية من بينها: «جائزة لوتشينو فيسكونتى» فى إيطاليا (2003)، «جائزة الشاشة» فى آسيا والمحيط الهادئ فى أستراليا (2007) وجائزة Mipdoc Trailblazer فى «كان» (2011). ومن أبرز أفلامها: «33 يوم» (2007)، «يوميات بيروت» (2006)، «حدود الأحلام والفزع» (2001)، «أطفال شاتيلا» (1998)، «امرأة فى زمن التحدي» (1995)، «أطفال جبل النار» (1991). وتعاونت مع زوجها المخرج جان شمعون فى إخراج: «أحلام معلقة» (1992)، «بيروت جيل الحرب» (1998)، «زهرة القندول» (1986)، «تحت الأنقاض» (1983). وأنتجت له افلاما أخرجها جان شمعون: «طيف المدينة» (2001)، فيلم روائى طويل حاز جوائز

عدة، ومجموعة من الأفلام الوثائقية: «مصابيح الذاكرة» (2009)، «حنين الغَوردة» (2008)، «أرض النساء» (2004)، «رهينة الانتظار» (1995).

«مى المصرى» يستوقفنى فيلمها «أحلام المنفى» الذى طرح اشكالية تواصل الشعب الفلسطينى الذى يعيش داخل البلاد مع الفلسطينيين القاطنين فى الخارج، من خلال قصة شابتين منى ومنار، لنتابع رحلة منى، من مخيم شاتيلا فى بيروت، ومنار من مخيم دهيشة فى بيت لحم، إلى الحدود بين لبنان وفلسطين للقاء بعضهما. وهو يعد جزءًا من ثلاثية أفلام كانت قد أخرجتها عاكسة رؤية وخيال الأطفال الفلسطينيين ، وكما تقول «مى المصرى»: «أحلام المنفى» ولد سينمائياً من تجربتى فى فيلمى «أطفال شاتيلا» و«أطفال جبل النار». فى هذه الثلاثية حاولت ان أستوحى لغتى السينمائية من عالم الخيال والحس الإبداعى لدى الأطفال، بدأت احلام المنفى من حيث أنهيت أطفال شاتيلا، لذلك نرى عيسى فى نهاية «أطفال شاتيلا» يعلن بكل الألم: «بدى أرجع عافلسطين بلكى لقيت العصافير هونيك غير العصافير اللى هون»، بينما فى بداية «أحلام المنفى» وتقول منى: «أنا عندى أمنية خيالية إنى أصير عصفورة من شان أرجع عابلدى».

والواقع إن «مى المصرى» فى «أحلام المنفى» حاولت تطوير التجربة التى بدأتها مع «أطفال شاتيلا» فركزت على الذاكرة الشفوية المتوارثة عبر الأجيال الفلسطينية فى المنفى، وأبحرت فى المكونات الإبداعية المعتمدة على ثلاثية الذاكرة والخيال والهوية بعد 50 عاماً من التهجير والحصارات والقهر والمذابح التى  شهدها العالم ولم يتحرك. لذلك فى اطفال شاتيلا كان الطفل عيسى فاقد الذاكرة بعد حادث سيارة، ومع ذلك يملك خياله وأحلامه يعيد من خلالها ذاكرته المفقودة. وسجلت مى المصرى بالكاميرا مراحل طفولة الاطفال المشردين من المجازر، وما طرأ على حياتهم وأحلامهم بعد ذلك. وظهر هذا واضحاً فى مخيلة منى فى شاتيلا المتحدثة عن الفراشة والبحر، ولقد أعطتها مى المصرى الكاميرا لترى من خلال عيونها وتكتشف عالمها. وفى الحقيقة إن أجمل ما خرجت به مى من التجربة كانت العلاقات الإنسانية الحميمة مع شخصيات الفيلم والعجيب أن هناك من كان

يقول إن مى المصرى تبنت منى، خاصة أنها قدمت لها ولكل اطفال الفيلم منحاً لإكمال دراساتهم الجامعية.

والرائع أن مى المصرى استوحت فكرة الفيلم من تجربة صديقة لها كانت تعمل مدرّسة متطوعة مع اطفال شاتيلا، وقد شجعتهم على المراسلة عبر الإنترنت مع اطفال مؤسسة ابداع فى مخيم الدهيشة، وقد شكل امكان الاتصال عبر الإنترنت بالنسبة الى الفلسطينيين المحاصرين فى مدنهم ومخيماتهم نوعاً من التحرر المعنوى وكسراً لقيود الاحتلال والعزلة.

وهناك فيلم «جبل النار» الذى يعد من أجمل وأقوى أفلامها الوثائقية. من خلال سردها لذكريات المدينة وحياة سكانها تحت ضربات الاحتلال وعلى إيقاع الانتفاضة الأولى. و«أطفال جبل النار» (1990) نال الجائزة الذهبية فى مهرجان القاهرة الأفلام والبرامج التليفزيونية، بين جوائز أخرى، ولها أيضاً «حنان عشراوى امرأة فى زمن التحدى» (1996).

أما فيلمها 3000 ليلة، الدرامى، من إخراجها وتأليفها وبطولة ميساء عبدالهادى ونادرة عمران وكريم صالح وهيفاء آجا. عرض الفيلم فى قسم السينما العالمية المعاصرة فى مهرجان تورونتو السينمائى الدولى عام 2015، وولدت فكرته عندما كانت تصوّر فيلماً فى بلدتها نابلس خلال الانتفاضة الأولى، وهناك قابلت امرأة فلسطينية أنجبت طفلها فى أحد السجون الإسرائيلية، فكان الفيلم الذى يحكى قصصاً حقيقية لأسيرات فلسطينيات فى سجن الرملة فى الفترة بين 1980 و1988، والرائع أنه رغم كون الفيلم دراميا إلا أنه تميز بدقة الجزء التسجيلى به، مستعرضا تفاصيل الحياة اليومية للسجينات.

يعد إحدي أيقونات السينما الفلسطينية، ومن خلال شخصية «ليال» المُدَرِسة الفلسطينية المعقلة فى أحد السجون الإسرائيلية بسبب تهمة لم ترتكبها، وبينما هى فى السجن تلد ابناً. ولنعيش منذ بداية الفيلم تفاصيل القبض عليها فى الليل تحت المطر وعنف دفعها خارج سيارة الشرطة، والجنود وبوابات السجن الضخمة ودفعها إلى الداخل وهى معصوبة العينين. والرائع أن الفيلم صور فى سجن عسكرى مهجور فى مدينة الزرقاء قرب عمّان، وتمّ التصوير بكاميرا محمولة على الكتف للحصول على انطباع حقيقى. ونقلت الينا مى أصوات بوابات الزنازين والسلاسل الحديدية، ولقد اختير الفيلم ليمثل الأردن عن فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية فى جوائز الأوسكار التاسع والثمانين.

وفاز الفيلم بجوائز عدة فى أنحاء العالم، حيث عرض من بينها: جائزة الجمهور فى «مهرجان الفيلم الأول الدولى» فى أنوناى فرنسا، جائزة لجنة التحكيم فى «المهرجان السينمائى لحقوق الإنسان» فى جنيف سويسرا، جائزة لجنة التحكيم فى «العروض الدولية لأفلام وتليفزيون المرأة» فى لوس أنجلوس، جائزة الجمهور فى «مهرجان بلد الوليد السينمائى» فى إسبانيا، شارك فى مهرجانات سينمائية فى تورنتو وكوريا الجنوبية والهند ولندن.

وفى النهاية، مى المصرى تتعامل فى الإبداع السينمائى الروائى تعاملها مع السينما الوثائقية، فلقد اعتمدت على ممثلين غير محترفين، وبدون سيناريو معد مسبقاً بالشكل المتعارف عليه، وديكورها مميز أقيم على أنقاض سجن عسكرى، ولأن أفلامها تتركز على فلسطين والشرق الأوسط فمن الرائع لنا أن تفوز بالعديد من الجوائز فى مهرجانات الأفلام فى جميع أنحاء العالم، والآن تكرم فى مهرجان الجونة.

 

الوفد المصرية في

16.09.2019

 
 
 
 
 

مي المصري:

فلسطينيتي هي البوصلة الأهم والتكريم حافز لاستكمال مشاريعي

كتب: نورهان نصرالله

عادت من الولايات المتحدة الأمريكية محمّلة بآلام وطنها، حملت الكاميرا التى كانت سلاحها الوحيد على كتفها وجابت بها شوارع مدينتها الأم، وثقت الأحلام والأوجاع والحياة فى شريطها السينمائى، ومنذ ذلك اليوم لم تتخلَّ عن الكاميرا التى أتقنت فنونها بجدارة، فصنعت سينما بنكهة خاصة مليئة بالإبداع والجماليات حتى مع آثار الدمار الملطخة بلون الدماء، أصبحت أعمالها مرادفة للثورة فى الأراضى المحتلة، ومرحلة هامة فى تاريخ السينما الفلسطينية.

كانت مى المصرى أول مخرجة فلسطينية، لتستحق عن جدارة تكريمها فى الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائى بجائزة الإنجاز الإبداعى عن مشوارها الفنى.

وفى حوارها لـ«الوطن»، تكشف مى المصرى كواليس مواجهتها للموت أثناء تنفيذ أفلامها التسجيلية، وعلاقتها بزوجها وشريكها الراحل المخرج جان شمعون، بالإضافة إلى مشاريعها السينمائية المقبلة، والصعوبات التى تواجهها فى إنتاج أعمالها، فضلاً عن المستوى الذى وصلت له السينما الفلسطينية فى السنوات الأخيرة.

·        مع الإعلان عن تكريمك بالدورة المقبلة من مهرجان الجونة، ما نوع التكريم الذى يبحث عنه الفنان؟

- التكريم من «الجونة» يعنى لى الكثير، أولاً لأنه عن مجمل أعمالى، ثانياً لأنه من مهرجان مصرى مهم، أما ثالثاً فلأنه بمثابة اعتراف من المجتمع السينمائى، وحافز لاستكمال مشاريعى المقبلة، ويُشعرنى بأن أعمالى تصل إلى الجميع، هناك تكريم سينمائى من المهرجانات، وتكريم من الجمهور، وهو من أهم الأنواع، وإذا نجح المبدع فى الجمع بين محبة الجمهور وتقدير السينمائيين يكون فى أفضل حالاته، لأن التكامل بينهما مهم جداً.

·        هل تستخصرين روح جان شمعون فى لحظات التكريم؟

- جان موجود معى كل يوم، أستحضر وجوده طوال الوقت، أشعر أنى أحاوره، فنحن لم نكن فقط زوجين ولكن جمعتنا علاقة قوية للغاية، وأشعر أنه ما زال موجوداً برفقتى لم يرحل، والجمهور أيضاً لم ينسه، فهناك تكريمات دائمة له وعروض لأفلامه، وعلاقتى الإبداعية معه ما زالت ممتدة مع بناتنا.

جان شمعون له بصمة واضحة وتأثير إيجابى علىّ وعلاقتى الإبداعية معه ممتدة فى بناتنا

·        هل كان لـ«جان» تأثير واضح على مشوارك السينمائى؟

- بالطبع كان له دور وبصمة واضحة، نحن الاثنان تأثرنا ببعضنا البعض بشكل إيجابى، حيث يجد الجمهور «جان» فى أعمالى، ويجدنى فى أعمال «جان»، حتى الأعمال التى قدمتها بمفردى كان يساعدنى فى تنفيذها، وكان أول شخص آخذ رأيه فى الفيلم، كان منتجاً فى الأعمال التى أقوم بإخراجها، وبدورى كنت أتولى إنتاج أعماله.

·        برغم جذورك الأمريكية من ناحية والدتك، ولادتك فى الأردن، نشأت فى لبنان، وتعليمك فى أمريكا، كيف حافظت على هويتك الفلسطينية؟

- البداية كانت من التربية فى منزل به إحساس وطنى قوى، فالوالد فلسطينى، بالإضافة إلى نشأتى فى فترة زمنية شهدت صعوداً للحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية، والإنسان عندما يتربى خارج بلده يصبح أكثر تمسكاً بجذوره، من المهم أن يعرف الشخص هويته، وأنا كان لى قرار اختيار هويتى، فهى بالنسبة لى البوصلة الأساسية والأهم التى تساعدنى فى الانفتاح على العالم وعلى قضايا إنسانية أخرى، فضلاً عن أن قضية فلسطين قضية كبيرة عربياً وعالمياً، فهناك أناس ليسوا فلسطينيين ينتمون إليها، حيث كانوا يعتبرون «جان» فلسطينياً بسبب انتمائه القوى للقضية.

·        وجودك الأول فى فلسطين كان من خلال إخراج فيلمك الأول المنفصل عن مشاريع الإخراج المشتركة مع جان شمعون، «أطفال جبل النار»، كيف كان الأمر، خاصة فى ظل ظروف الاحتلال؟

- الفيلم كان الوجود الأول لى فى فلسطين، وكان اكتشافاً لبلادى التى لم أكبر بها، مدينة نابلس لها تاريخ طويل فى النضال، ومن خلال الفيلم أعدت اكتشاف المدينة، وتعرفت على عائلتى وأقربائى، الجيران وأولاد العم والعمات كلهم كانوا مشاركين فى الفيلم، وحتى الآن أنا ما زلت على اتصال مع الأطفال الذين صورتهم فى الفيلم، وتعلمت من تلك التجربة الكثير، خاصة مع صعوبة التصوير فى ظروف شبه مستحيلة مثل حظر التجول، كنا نتابع التصوير من خلف الشبابيك، ولكن ذلك كان درساً كيف يستطيع المخرج إنجاز فيلم فى ظل تلك الظروف.

·        قدمت بعد ذلك مجموعة كبيرة من الأفلام سواء المنفصلة أو المشتركة، ولكن هل يحظى فيلمك الأول بمكانة خاصة؟

- «أطفال جبل النار» يعنى لى الكثير، وهو جزء من ثلاثية أفلام عن الأطفال، وفتح عيونى على مدى روعة العمل والتصوير مع الأطفال، مع كم العفوية والتلقائية والتعبيرات المفاجئة المليئة بالخيال، وهو ما ساعدنى على تطوير أسلوبى السينمائى بعد ذلك، فكان بمثابة نقلة نوعية سينمائية بالنسبة لى، حيث بدأت أستوعب التركيز على الشخصيات بشكل أكبر، كيف تحكى قصة حتى لو ضمن فيلم وثائقى عن أحداث حقيقية، ومعظم الأفلام التى صورتها كانت فى أحداث حرب، وترتفع حدة التحدى فى مثل تلك الأوقات، يكون من الصعب على المخرج تقديم سينما فى وقت الانتفاضة أو اجتياح.

·        هل كانت تلك الصعوبات حاضرة دائماً فى كواليس تصوير أعمالك؟

- أنا تربيت فى وقت الحرب فى لبنان، وعاصرت الاجتياح الإسرائيلى عام 1982، كانت أول تجربة سينمائية لى مع جان، وحضّرتنى نفسياً لتلك الصعوبات، لأن كل أفلامنا تقريباً عن الحروب والانتفاضات والاجتياحات، فضلاً عن الاعتقال، القنص والقتل، المخاطرة دائماً موجودة فى أعمالى.

·        كنت مخلصة لمسيرتك فى السينما التسجيلية، لماذا تأخرت تجربتك الروائية؟

- أشعر بانتماء للناس والواقع المعيش، وأشعر أن الواقع به شىء من الجماليات، ليس مجرد تفضيل للتسجيلى فقط، حتى فيلمى الروائى الأول (3000 ليلة) أعتبره تكملة لمسيرتى الوثائقية، حيث كان لدىّ رغبة فى استعادة التجارب التى عشتها، فلدىّ مخزون كبير من المشاهدات والأشخاص والقصص والمواقف، بدأت أستخدمها فى الأفلام الروائية، وساعدنى فى تنفيذ الفيلم الروائى معايشة تلك التجارب فى لحظتها، من الممكن أن يقدم المخرج سينما جمالية من الواقع، وأنا مؤمنة بتقديم السينما الحقيقية بشكل فنى ليس مباشر.

·        متى شعرت أنك مستعدة لخوض أولى تجارب الروائية الطويلة؟

- تقريباً فى 2005، بدأت أشعر أن لدىّ كثيراً من التجارب والقصص التى أرغب فى العودة للعمل عليها ولكن بشكل روائى، وهو بالنسبة لى تكملة لمشروعى السينمائى، فالشكل بالنسبة لى ليس مهماً، تسجيلى أو روائى أو حتى نوع آخر، ولكن تأخر إنتاجه لأن إنتاج فيلم روائى ليس أمراً سهلاً، خاصة عندما يكون عن موضوع مهم وليس تجارياً، يظل التمويل من الصعوبات التى واجهتها، هو دائماً تحدٍّ كبير، والتمويل ليس أمراً متاحاً، خاصة فى الدول التى ليس بها صناعة سينما مثل فلسطين ولبنان.

"أطفال جبل النار" كان درساً ونقلة نوعية و"3000 ليلة" تكملة لمسيرتى الوثائقية

·        وصفتِه بـ«تكملة لمسيرتى الوثائقية».. هل «3000 ليلة» مأخوذ من أحداث حقيقية؟

- الفيلم قصة حقيقية صادفتها أثناء تصوير فيلم «أطفال جبل النار»، وظلت فى بالى، وقلت وقتها لا بد أن أقدمها فى فيلم روائى يوماً ما، عن امرأة فلسطينية وضعت مولودها فى السجن، وبنيت باقى السيناريو على تجارب شخصيات حقيقية، كنت أمينة كثيراً للحقيقة، الشخص الذى عمل على تجارب تسجيلية يكون لديه هاجس الحرص على الواقع، وبالتالى يجب أن يعرف المخرج كيف يوازن بين تقديم الحقيقة والإبداع.

·        هل تخططين لتقديم تجربة روائية جديدة؟

- أعمل فى الوقت الحالى على فيلم روائى جديد، وأخطط لتصويره خلال عام وآمل أن يتم إنجازه فى ذلك الوقت وألا يطول عن ذلك مثل ما حدث مع (3000 ليلة)، الفيلم يدور فى فترة زمنية مختلفة وهو متعلق بالقضية الفلسطينية، ولكن من زاوية مختلفة، حيث يهمنى ألا أكرر مواضيع عالجتها من قبل.

·        من وجهة نظرك، هل ترين أن المخرجات يواجهن تحدياً فى الوجود على الساحة السينمائية؟

- هذا حقيقى، خاصة فى مجال الأفلام الروائية لأن ميزانياتها أكبر، أنا لما بدأت العمل كنت أول مخرجة فلسطينية، ولم يكن هناك مخرجات عربيات بهذا الشكل الآن، ولكن الآن الظاهرة لافتة، فهناك عدد كبير من النساء خلف الكاميرا، خاصة فى فلسطين ولبنان، تقريباً 50% من العاملين فى المجال، وهذا عدد هائل أكثر من الدول الأوروبية التى لا تتجاوز فيها النسبة 10 إلى 15%، أما هوليوود فلا تزيد فيها النسبة عن 4%، وبالتالى وصولنا إلى 50% هو إنجاز كبير بالطبع، المرأة تحاول إثبات نفسها ولم يأتِ ذلك بسهولة، فلم يقدم لها أحد شيئاً، نساء كثيرات حفرن فى الصخر حتى يصلن لما يُردنه، والأمر ليس فى السينما فقط، المرأة تثبت نفسها فى مجالات عديدة أخرى، وهو ما يسعدنى كثيراً ويجعلنى أشعر بالفخر.

·        فى الفترة الأخيرة وصلت السينما الفلسطينية إلى أبرز المهرجانات السينمائية حول العالم وأعلنت عن نفسها بقوة، هل هى تجارب فردية أم هناك اتجاه لذلك؟

- هو مجهود فردى، ولكن يؤسس لصناعة حقيقية، وهناك توجه لإنشاء صندوق دعم للسينما، فتم تدشين جناح للسينما الفلسطينية فى مهرجان «كان» على مدار عامين، وهناك جيل جديد من المخرجين الشباب يوجدون فى المهرجانات العالمية، فنحن لدينة قصص كثيرة لنحكيها، الاحتلال لا يساعدنا ولكن المعاناة تولد الإبداع، وهذا لا ينفى المحاولات الجادة لتكون لدينا صناعة قوية.

·        هل تعتقدين أن القضية دافع لدى صنّاع السينما الفلسطينيين للوصول إلى المحافل السينمائية العالمية؟

- قضيتنا وقصتنا دافع بالطبع، فهناك صراع حقيقى على القصة من صاحب الرواية الأصلية، صراع على الوجود، العدو يرغب فى محونا ويستولى على التاريخ والذاكرة والصورة، حتى الأرشيف الفلسطينى سُرق، وهناك محاولة جادة لإعادة تجميع الأرشيف مرة أخرى، وهذا التحدى يجعل الشخص يندفع أكثر، عن طريق الثقافة نستطيع إيصال الرسالة أكثر من الطرق الأخرى التى تُعتبر مسدودة، وهى طريقة يشعر من خلالها الشخص بأنه فعّال ويعمل على إيصال رسالة إنسانية هامة.

 

الوطن المصرية في

17.09.2019

 
 
 
 
 

عمرو عابد يشارك في مهرجان الجونة السينمائي بفيلم "لما بنتولد"

كتب: محمود الرفاعى

يشارك الفنان عمرو عابد في الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي هذا العام بفيلم "لما بنتولد"، والذي يعرض ضمن الاختيارات الرسمية للمهرجان، حيث يقوم بدور "أمين" وهو مدرب "جيم" متزوج حديثاً ويعيش مع أسرته في نفس المنزل وحلمه أن يستطيع توفير سكن مستقل له ولزوجته ولكنه خلال رحلته يأخد طرق غير مشروعه لتحقيق ذلك.

ويتناول فيلم "لما بنتولد" قصة ثلاثة شخصيات مختلفة، الأول يحاول خلق مسيرته الفنية في الغناء، والثانية امرأة مسيحية حالمة تقع في حب شاب مسلم، بينما الثالث يعمل في مجال التدريب الرياضي.

ويشارك الفنان عمرو عابد البطولة كلا من إبتهال الصريطي، أمير عيد، محمد حاتم، بسنت شوقي، سلمى حسن والفيلم من إخراج تامر عزت وتأليف نادين شمس، وقد تم مؤخراً إطلاق الإعلان والبوستر الرسمي للفيلم.

بدأ عمرو عابد مشواره السينمائي بمجموعة ناجحة من أفلام البطولة المشتركة التي كانت تعبر عن الشباب وصراعاتهم ومخاوفهم في هذه الفترة، ظهر على شاشة السينما لأول مرة عام 2006 في فيلم أوقات فراغ، وبعدها بعام شارك في بطولة فيلم الماجيك، وفي 2011 قدم فيلم إي.يو.سي ليقدم في انطلاقته نماذج مجتمعية شبابية، ويكشف تفاصيل حياتهم عبر السينما.

 

####

 

مينا مسعود يزور آثار القاهرة قبل مشاركته فى "الجونة السينمائى"

كتب: خالد فرج

كشف عمرو منسى، المدير التنفيذى لمهرجان الجونة السينمائى، عن وصول النجم العالمى مينا مسعود إلى القاهرة، قبل يوم من سفره إلى الجونة، لحضور فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان، المقرر إقامتها فى الفترة من 19 إلى 27 سبتمبر الجارى.

وقال «منسى»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن «مسعود» سيصطحب أسرته فى رحلته إلى مصر، حيث سيزور عدداً من المناطق الأثرية والسياحية، موضحاً أن بطل فيلم «Aladdin» لن يتقاضى أجراً عن مشاركته فى المهرجان.

وتابع: «نتفاوض مع نجمين عالميين آخرين فى الوقت الحالى، حيث إن هناك مراسلات بريدية بيننا وبينهما، ولكنى لن أتمكن من الكشف عن اسميهما حالياً لحين إتمام الاتفاق معهما».

وأوضح «منسى» أن إدارة المهرجان تسعى لاستقطاب النجوم العالميين دون أجر: «استمرارية المهرجان تتطلب عدم دفع أجور للإتيان بممثلين أجانب، ولذلك نسعى لاستغلال العلاقات الخارجية للمهندس نجيب ساويرس وشقيقه سميح ساويرس، فضلاً عن سمعة المهرجان على المستوى العالمى، التى تتصاعد إيجاباً من دورة لأخرى».

وكان النجم المصرى الكندى مينا مسعود أكد حضوره لفعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائى، عبر مقطع مصوَّر نشره عبر حسابه بتطبيق «إنستجرام»، معرباً عن سعادته بزيارته لمصر بشكل عام والجونة بشكل خاص.

يذكر أن «الجونة السينمائى» يمنح جائزة الإنجاز الإبداعى للفنان محمد هنيدى والمنتجة والمخرجة الفلسطينية مى المصرى.

 

الوطن المصرية في

16.09.2019

 
 
 
 
 

«الجونة السينمائي» يقرر الاحتفال بالذكرى المئوية للكاتب والروائي إحسان عبدالقدوس

كتب: محمد السيد سليمان

قررت إدارة مهرجان الجونة السينمائي الاحتفال بالذكرى المئوية للكاتب والروائي المصري إحسان عبدالقدوس، وإقامة معرض لتكريمه خلال فترة مهرجان الجونة السينمائي ٢٠١٩.

وقدم عبدالقدوس أكثر من ٦٠٠ رواية وقصة، تم تجسيد ٤٧ منها بأفلام سينمائية ألهمت الجماهير في مصر والعالم العربي وسيقوم المعرض برحلة ما بين أغراضه وكتبه ورواياته ومجموعة صوره ومقتنياته بشكل حصري في مهرجان الجونة السينمائي.

 

المصري اليوم في

17.09.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004