كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

"لا موسترا 2019": التاريخ يلتقي بالراهن خارج المسابقة الرسمية

فينيسيا ــ محمد هاشم عبد السلام

فينيسيا السينمائي الدولي السادس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

لتحقيق فيلمه الجديد، "شبكة الدبور"، ارتكز الفرنسي أوليفييه أساياس على قصّة حقيقية، عن 3 سجناء هربوا من كوبا، واتّهموا لاحقًا بالتجسّس، فسُجنوا أعوامًا عديدة. لكن سرد الأحداث عادي، وأداء الممثلين متوسّط، وأساياس لم يُقدِّم جديدًا. تمامًا كالأميركي جيمس غراي، في "أد أسترا"، المخيّب للآمال، كفيلمٍ عن الفضاء الخارجي، محاولاً تبيان ما هو نفسيّ وكونيّ وروحيّ، لكنه هوى صوب انعدام الجاذبية. أما "المرشّحة المثالية"، للسعودية هيفاء المنصور، فليس سيئًا كلّيًا، إذْ يمكن وصفه بالجيّد، لولا بعض عيوب السيناريو، من حيث المباشرة والخطابية أحيانًا، بالإضافة إلى ضعف التمثيل في مَشَاهد عديدة. 

هذه أفلام مُشاركة في المسابقة الرسمية للدورة الـ76 (28 أغسطس/آب ـ 7 سبتمبر/أيلول 2019) لـ"مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي (لا موسترا)"، معظمها دون المتوقّع أو المنتظر، على نقيض أفلام مختارة في برامج أخرى، أهمّ وأمتن، وإنْ كان عددها قليلاً، كـ"سيبيرغ" للأسترالي بينيديكت أندروز، و"ناضجون في الحجرة" لليوناني كوستا غافراس. الفيلمان معروضان خارج المسابقة، لأسبابٍ مجهولة، رغم أحقيّة كل واحد منهما بالمشاركة فيها. هذا يطرح أسئلة عديدة، رغم أنّ كوستا غافراس مُكرّم في المهرجان، بمنحه جائزة Jaeger-LeCoultre، "المجد للمخرج". لكن تكريمًا كهذا عن مجمل أعماله وحياته المهنيّة لا يمنع اختيار فيلمه الجديد للتنافس على "الأسد الذهبي"، أو على جوائز أخرى في المسابقة الرسمية.
"سيبيرغ" مأخوذ من أحداثٍ حقيقية، عبر فصلٍ من حياة الممثلة الأميركية جاين دوروتي سيبيرغ (1938 ـ 1979)، التي يبدو أنّها انتحرت في سيارتها، كما تقول العناوين في نهاية الفيلم، لكن المؤكّد أنّ أحدًا لا يعرف كيف توفّيت. في الفيلم، نرى كيف انهارت سيبيرغ (أداء رفيع جدًا لكريستين ستيورات)، ونتابع محاولات انتحارها، ما أدّى إلى فقدانها جنينها، ذا الشهرين من عمره فقط، ما زاد من اكتئابها، وسمَّم حياتها.

لأسبابٍ لها علاقة بتركيبتها الشخصية، المنفتحة والمتسامحة والمتعاطفة، كانت جاين سيبيرغ سخيّة في تبرّعاتها، وتمويلها مشاريع خيرية كثيرة بأموالٍ طائلة. هذا ناتجٌ ربما عن رغبة لديها في مزيدٍ من الشهرة، ولفت الانتباه. لذا، لم تتورّع عن تمويل منظّمة "الفهود السود"، التي كانت لها صلة مباشرة بها، في لحظة اضطرابات عنصرية بين البيض والسود، والمطالبة بحقوق السود في الولايات المتحدة الأميركية، في ستينيات القرن الـ20 تحديدًا.

المثير للانتباه أنّ جاين كانت على علاقة، صداقة وحب وجنس، مع آلن دونالدسن، أو حكيم عبد الله جمال، رئيس المنظمة وأحد أقارب مالكوم إكس، الذي كان مُراقبًا من "المكتب الفيدرالي للتحقيقات"، ما أدّى إلى مراقبتها، وتدمير حياتها، رغم عدم اقترافها أيّ جُرمٍ.

إلى ذلك، فإنّ ما قدّمه كوستا غافراس في جديده، "ناضجون في الحجرة"، لم يكن مفاجئًا، سواء على صعيد اتّساق الرجل مع نفسه وأفكاره اليسارية والإنسانية، أو على مستوى مسيرته المهنية، التي خدمت رؤيته السياسية دائمًا، من دون الغرق في السياسيّ على حساب الفنيّ.

المفاجأة متأتية من تقديمه فيلمًا على قدر كبير من الحيوية والتشويق والإثارة، رغم أنّه برمّته عن الاقتصاد والأرقام والميزانيات والمصارف، كفيلمه السابق "رأس المال" (2012). مع هذا، فإنّ جديده ممتع للغاية، وهو مقتبس عن كتاب بالعنوان نفسه، ليانيس فاروفاكيس، صادر عام 2017، وصوغه السيناريو والحوار مدهشٌ جدًا.

الأمر نفسه ينطبق على الاختيار الدقيق للممثلين، خصوصًا الممثلين الاثنين اللذين أدّيا الشخصيتين الرئيسيتين. كذلك تصوير مَشَاهد عديدة، رغم أنّ الأحداث كلّها تحصل في قاعات الاجتماعات، وأثناء المؤتمرات الصحافية، وفي مكاتب الوزراء، وغيرها من الأمكنة المغلقة. كذلك مشهد الختام الراقص، حيث يبيّن كوستا ـ غافراس كيف أنّ رئيس الوزراء اليوناني الشاب ألكسيس تسيبراس (ألكسندروس بوردوميس) ظلّ، بعد المفاوضات المضنية تلك، كفأرٍ في مصيدة، لا حول له ولا قوّة، إزاء تشدّد الدول الأوروبية الكبرى في الاتحاد الأوروبي، وجبروتها وتعنّتها إزاء اليونان.

في المحصّلة النهائية، هذا فيلم يكشف الكيفية التي تتصرّف بها الدول الكبرى، احترامًا لماضيها وتاريخها وحضارتها، من دون غطرسة أو شوفينية أو نرجسية. فهو عن أساليب التفاوض، والدفاع عن الحقوق، وتغليب مصلحة الجموع على المصلحة الفردية، وإنْ أدّى الأمر إلى الرضوخ للضغوط، في النهاية. فالمهم، "كيف تخوض معركتك بشرف".

يرتكز "ناضجون في الحجرة" على يانيس فاروفاكيس (خريستوس لوليس)، مؤلّف الكتاب (الذي اقتُبس الفيلم عنه)، ووزير الاقتصاد في حكومة تسيبراس، الذي اجتهد بكلّ ما لديه من طاقة ومعرفة وخبرة، وبإخلاص شديد لبلده وأهله، وعن دراية وافية بأمور الاقتصاد، لتجنيب اليونان كارثة كادت تؤدّي إلى إغلاق المصارف، وإعلان البلد إفلاسه، وخروجه من الاتحاد الأوروبي، ناهيك عن اندلاع أعمال عنف وشغب، وانتشار الفوضى، وصعود اليمين المتطرّف. حاول يانيس فاروفاكيس الصمود طويلاً أمام جبابرة الاتحاد الأوروبي، ورؤساء الدول الأوروبية، المطالبين جميعهم بتخفيض ديون اليونان، الناجمة أساسًا عن ترحيل ديون كثيرة للدول والمصارف الأوروبية الكبيرة إلى الاقتصاد اليوناني. هناك أيضًا الإقراض بفوائد عالية، ما أغرق البلد في كساد دائم.

في النهاية، اضطر الكاتب والاقتصاديّ والوزير إلى تقديم استقالته، لأنه لم يفلح في تمرير ما تمنّاه، فالضغوط عليه أقوى.

 

العربي الجديد اللندنية في

09.09.2019

 
 
 
 
 

أمجد أبو العلاء بعد فوزه بجائزة "اسد المستقبل": إنجاز فيلم في السودان ثورة في ذاته

عمله الأول لفت الأنظار في مهرجان البندقية وقدم صورة مشرقة

هوفيك حبشيان

الفيلم السوداني الجميل "سأموت في العشرين" لأمجد أبو العلاء من الأعمال السينمائية التي أثارت الانتباه في الدورة الحالية من مهرجان البندقية، بعيد عرضه على الصحافة والجمهور ضمن قسم "أيام فينيسيا" وبعد فوزه بجائزة "أسد المستقبل" التي تكرّم العمل الأول. هذه الجائزة يترأس لجنة تحكيمها هذا العام المخرج الصربي الكبير أمير كوستوريتسا.

الفيلم يتعقّب مصير الصبي مزمّل الموعود بالموت عند بلوغه العشرين من شيخ صوفي في القرية التي يعيش فيها بعمق السودان. يمضي وقته في انتظار تلك اللحظة، إلى أن يتعرّف إلى العمّ سليمان (صديق والده الغائب بداعي السفر) فيدخل عالمه، ليكتشف أن الحياة ليست فقط تلاوة قرآن في انتظار الموت. فيلم أبو العلاء ساحر، يحمل براءة العمل الأول وصفائه وصدقه، ويؤمن بالسينما كأداة تواصل بين البشر، مقدماً صورة غير مسبوقة عن السودان. في الآتي، مقابلة "الاندبندنت" مع أبو العلاء، أُجريت معه في مهرجان البندقية.

·        كيف ولدت فكرة "ستموت في العشرين"؟

- بعد وفاة جدتي التي كانت خلف تربيتي، سافرتُ من دبي إلى السودان للمشاركة في العزاء. الساعات الأربع التي استغرقتها الرحلة خصصتها لقراءة المجموعة القصصية "الموت عند قدمي الجبل" لحمور زيادة. وجدتُ نفسي مشحوناً بهاجس الموت، وعلاقة الإنسان به. فأنا لا أتحمّل فكرة الموت، لا أفهمه ولا أستوعبه. سألت نفسي: كانت جدتي سيدة تحب الحياة ومليئة بالمرح. لماذا ماتت؟

·        هل تعاونتَ مع كاتب الرواية على الاقتباس؟ وكيف تصف التجربة؟

- كانت علاقتي بحمور زيادة سلسة وبسيطة، فهو ككاتب كان منفتحاً على الاستكشاف ويمتلك فضولاً كبيراً ليرى كيف يمكن لقصة من تأليفه أن تتحول نصّاً سينمائياً عبر كتّاب آخرين، وقد أبدى سروراً من تطويرنا أنا ويوسف إبرهيم (كاتب السيناريو مع المخرج)، وإضافتنا لشخصيات جديدة. وقرأ كلّ مسودات النصّ من دون أي تدخل منه، بل على العكس كان مستمتعاً بعملية كتابة النصّ السينمائي وتطوّرها.

·        كم استغرق التصوير؟ وفي أي مناطق تحديداً؟ وما المشكلات التي تعرضت لها خلاله؟

- استغرقت عملية التحضير للتصوير ما يقارب العامين. باشرتُ البحث عن أماكن مميزة ومناسبة للتصوير في ولاية الجزيرة، ثم جاءت المرحلة الأهم والأصعب: البحث عن ممثّلين في دولة لا تمتلك أي صناعة سينما. ثم عام كامل من البروفات مع الممثّلين المحترفين والجدد، لكن التصوير في حدّ ذاته استغرق شهراً فقط. أكبر المشكلات التي واجهتنا أنه ما من وجود لصناعة سينما في السودان، ممّا ينعكس سلباً على الخبرات في كلّ المجالات السينمائية، على الرغم من أن هناك العديد من المواهب، لكنها لا تمتلك المواهب المتراكمة من حيث التجربة والتخصص، وأغلب الفنيين المحليين يعملون في مجال الإعلانات. هذه النقطة تحديداً كنت مدركاً لها، وجعلتني أكثر تفهّماً للوضع العام. لكنهم كانوا شغوفين بالتجربة وبفكرة أن يصنعوا فيلماً روائياً سودانياً. وكانت النتيجة مرضية جداً بالنسبة إلي وإليهم.

·        صوّرتَ وقت الاحتجاجات. هل كان لهذا تأثيرٌ ما في الفيلم؟

- تزامنت أولى أيام التصوير مع اندلاع شرارة الثورة السودانية. أذكر لحظة إخباري بحرق مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم في مدينة عطبرة، شعرنا ونحن نواجه كلّ هذه الصعوبات الفنية والاجتماعية أننا نشارك بعملنا في صنع ثورة موازية. لكن التأثير الأكبر للتظاهرات هو أنها شغلت السلطات، بكلّ تعنتها وعرقلتها، عنّا. فكان آخر هم السلطات الأمنية هو وجود فريق تصوير في إحدى القرى بولاية الجزيرة. كان الجو مشحوناً بسعادة غامرة، لا بين السودانيين فحسب، بل أيضاً بين الفريق الفرنسي المشارك في التصوير الذي كان قادماً من باريس حيث تظاهرات السترات الصفر، وفي كلّ الأحوال، أن تصنع فيلماً سينمائياً في بلد مثل السودان هو ثورة في ذاته.

·        هذا أول فيلم لك. هل كانت لك مخاوف من الوقوف خلف الكاميرا؟

هذا ليس فيلمي الأول، بل هو أول فيلم طويل من إخراجي، فقد تعمّدتُ طوال السنوات الماضية أن أعمل بشكل دؤوب خلف الكاميرا كمخرج ومنتج أو أمامها كممثّل. أخرجتُ ستّة أفلام قصيرة، وأنتجتُ خمسة أفلام قصيرة، اكتسبتُ بعدها الشجاعة لتحقيق فيلمي الطويل وهو لم يكن أبداً بالأمر السهل.

·        دول عدة شاركت في الإنتاج، هل أملوا شروطاً معينة عليك؟

- إطلاقاً. بالعكس، كانوا في حالة من الفضول لمعرفة ماذا أريد أن أحكي عن عالمي الخاص، عن هذا البلد الذي أتيتُ منه، والذي لا يمتلك صناعة سينمائية، وعلى الرغم ممّا يمثّله هذا من سوء، فكان من الجيد أن يُصوَّر الفيلم فيه، لإلقاء الضوء على مكان يزدحم بالقصص التي لم تُروَ بعد.

·        إذا كان لا بدّ من اختزال الفيلم في تيمة واحدة…!

- الموت والتحرر. الثورة على القيود والخروج من الصندوق ومن القوالب التي يجبرك المجتمع بعاداته وتقاليده أن تخضع لها وتقبع في داخلها.

·        ثلاثة أفلام سودانية ظهرت فجأة. هل مدّك هذا بالأمل؟

- لم أفكّر في الأمر بهذه الطريقة، أنتَ لا تنظر إلى مَن هم بجوارك في المركب ذاته، بل تنظر أمامك! ربما بالنسبة إلى مَن يرى حضورنا في المهرجانات الآن يبدو الأمر مختلفاً، لكن وقتها لم يكن لدينا أمل. في الوقت الذي كانت مروة زين تعمل فيه على فيلمها الوثائقي "أوفسايد الخرطوم"، كانت أيضاً تعمل معي كمساعدة مخرج، لكن الأوضاع الصعبة في فيلمينا والتأخير والعراقيل التي واجهناها لم تسمح لنا بترف الأمل. إلا مع عرض فيلم مروة، وصهيب قسم الباري "التحدّث عن الأشجار" في مهرجان برلين الماضي، حيث كنت وقتها في مرحلة المونتاج في القاهرة.

·        ولكن، ما الذي كان يمنع قيام سينما سودانية في الماضي؟

- ببساطة شديدة، كان النظام السياسي الإسلامي يحارب الفنون بشكل عام، والسينما بشكل خاص. أنتج ذلك بيئة لا تشجّع على صناعة أو مشاهدة السينما، وبدأ هذا منذ الحقبة التي كانت فيها الدولة الداعمة الوحيدة للسينمائيين في بلد لا توجد فيه سينما تجارية، وتالياً لم يتّسع الأفق للإنتاج المشترك ومفهوم السينما البديلة الذي أخذ وقتاً طويلاً حتى جاء جيلنا ليتعامل معه بأريحية كواقع جديد مفروض عالمياً.

 

إندبندينت عربية في

09.09.2019

 
 
 
 
 

بعد أسد المستقبل بـ"فينيسيا".. "ستموت في العشرين" بـ"تورنتو" السينمائي

كتب: نورهان نصرالله

بعد حصوله على جائزة أسد المستقبل في الدورة الـ76 من مهرجان فينيسيا السينمائي، خطوة جديدة يخطوها فيلم "ستموت في العشرين" للمخرج أمجد أبوالعلا في المهرجانات السينمائية، إذ يشارك في الدورة الحالية من مهرجان تورنتو السينمائي الذي تستمر فعالياته حتى 15 سبتمبر الحالي، في قسم السينما العالمية المعاصرة.

والفيلم مستوحى عن القصة القصيرة "النوم عند قدمي الجبل" للكاتب السوداني حمور زيادة، وتدور الأحداث بولاية الجزيرة، حيث يُولد "مُزمل" في قرية سودانية تسيطر عليها الأفكار الصوفية، ثم تصله نبوءة من واعظ القرية تفيد بأنّه سيموت في سن العشرين، فيعيش أيامه في خوف وقلق بالغين حتى يظهر في حياته المصور السينمائي المتقدم في العمر سليمان، وتبدأ رحلة مزمل مع سليمان دون أن تفارقه مخاوفه من كابوس الموت القريب.

وفي تقرير نشره موقع "فارايتي"، قال المخرج أمجد أبوالعلا: "الفيلم لا يحدد الصح والخطأ، الفيلم يخبر مزمل فقط عليك أن تقرر، لا تحتاج إلى السماح للرجل المقدس أو أمك أو مجتمعك بالبت في أمرك، تحتاج إلى أن تعيش حياتك"، وأهدى فيلمه لشهداء وضحايا الثورة السودانية.

 

الوطن المصرية في

09.09.2019

 
 
 
 
 

سلوى محمد علي تهنئ أبطال ستموت في العشرين بعد جائزة فينيسيا

سارة صلاح

أبدت الفنانة سلوى محمد علي سعادتها بالمشاركة في الفيلم السوداني "ستموت في العشرين"، وأكدت على فخرها لانتمائها إلى هذه التجربة السينمائية.

وكتبت سلوى محمد على، عبر حسابها على " فيس بوك"، قائلة"فخورة جدًا بالفيلم السوداني ستموت في العشرين، فخورة إني جزء من الفيلم الجميل، فخورة بزملائي الممثلين وجمالهم وإخلاصهم ودأبهم، فرحانة إن فناني السودان عملوا فيلم في الظروف اللي كانوا فيها، وأثناء الفيلم قامت ثورة، وده لايق على الفيلم أوي".

تابعت علي: "ومع ما يحرزه الفيلم من نجاحات، آخرها أحسن عمل أول في مهرجان فينيسيا، تحرز السودان أيضًا نجاحات تدعو للفخر والفرحة، مبروك يا أحبابي كل حاجة".

كانت سلوى محمد علي، قد ساهمت في تدريب الممثلين على أداء أدوارهم في الفيلم السوداني "ستموت في ‏العشرين"، والذي شارك ضمن مسابقة "أيام فينيسيا" بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ 76، و سيشارك أيضًا في الدورة المقبلة من مهرجان الجونة السينمائي.‏

تعد هذه المشاركة الأولى لسلوى محمد علي في السينما السودانية، حيث سافرت إلى السودان، وأشرفت على ‏تدريب الممثلين وتجهيزهم لأداء أدوارهم بالفيلم.

تدور قصة الفيلم حول البطل "مزمل النور" الشاب الذي عرف أهل القرية منذ ولادته أنه سيموت يوم ‏يكمل ‏عامه العشرين، ومنذ شب "مزمل" وهو يسمع هذه النبوءة التي رسخ إيمانه بها العالم الصوفي الذي نشأ ‏فيه، ‏فيعيش أيامه في خوف وقلق حتى يظهر في حياته المصور السينمائي "سليمان" فتبدأ رحلته التنويرية ‏ويعود ‏إليه الأمل.‏

يشار إلى أن فيلم "ستموت في العشرين"، مأخوذ عن المجموعة القصصية "النوم عند قدمي الجبل"، للكاتب ‏السوداني حمور زيادة الفائز بجائزة نجيب محفوظ الأدبية، وهو الفيلم الروائي السابع في تاريخ السودان، وأول ‏فيلم روائي طويل للمخرج السوداني أمجد أبو العلا، الذي شاركه الكتابة فيه يوسف إبراهيم.‏

الفيلم من بطولة إسلام مبارك، مصطفى شحاتة، مازن أحمد، بثينة خالد، وطلال عفيفي، ومحمود السراج ‏وبونا خالد.

 

عين المشاهير المصرية في

09.09.2019

 
 
 
 
 

"ستموت في العشرين".. تعاون سوداني إماراتي مصري يحصد جائزة فينيسيا

العين الإخبارية - صفوت دسوقى

"إذا أردت أن تكون متميزا فلا بدَّ أن تكون جريئا".. تلك هي القاعدة التي يؤمن بها المخرج السوداني أمجد أبوالعلاء، فهو يتمرد على المألوف ومغرم بكسر التابوهات الجامدة التي تفرض نفسها على المجتمعات العربية.

وفي فيلمه الروائي الأول "ستموت في العشرين" يدعو أمجد أبناء السودان إلى التجريب وعدم الخوف من أي شيء، فلا مانع من ارتكاب أخطاء أو حتى السقوط ما دام الإنسان يسعى للوقوف من جديد.

ويعد هذا الفيلم دليلا على موهبة المخرج السوداني الكبيرة وقدرته على قراءة الواقع بعين مختلفة، ولذا حصل على جائزة أحسن عمل أول "أسد المستقبل" في حفل توزيع جوائز الدورة الـ76 من مهرجان فينسيا الدولي، تلك الجائزة التي جعلت أنظار العالم تبحث عن السينما السودانية التي عانت كثيرا في السنوات الـ10 الأخيرة.

"ستموت في العشرين" هو أول عمل روائي طويل في مسيرة أمجد أبوالعلاء، إذ سبقه عدد من الأفلام القصيرة المهمة منها "قهوة وبرتقال، تينا، ريش الطيور، استوديو".

وعن هذا الفيلم الذي أنصف السينما العربية، أجرى المخرج السوداني العديد من اللقاءات التي كشف خلالها عن الزمن الذي استغرقه العمل قائلا: "استغرق التحضير للفيلم 3 سنوات وتعاون معي في كتابته المبدع الإماراتي يوسف إبراهيم، والعمل مأخوذ من قصة قصيرة بعنوان (النوم عند قدمي الجبل) من تأليف الكاتب السوداني حمور زيادة".

وعن وجود خطوط تماس بينه والشخصيات الرئيسية في العمل قال: "أردت في هذا العمل طرح كل الأشياء التي كنت أخاف منها في سن الطفولة مثل الخوف من الغرق في المياه، كنت بالفعل أعاني من فوبيا المياه".

ويضيف: "عندما كنت صغيرا ماتت خالتي، ولأن المجتمع السوداني يبالغ في أحزانه وجدت أمي ترتدي اللون الأسود سنوات طويلة وفاء لخالتي، في الفيلم أيضا جعلت الأم ترتدي هذا اللون على ابنها الذي ينتظره الموت في سن العشرين".

الفرق بيني وبين "مزمل" بطل العمل أننى في سن الطفولة كنت أسأل ولا أخاف من أسرتي حتى لو كانت الأسئلة متعلقة بالثوابت مثل الدين، لكن "مزمل" ممنوع من الأسئلة.

وحول الصعوبات التي واجهت تصوير الفيلم، قال أمجد أبوالعلاء: "التمويل بكل تأكيد كان يشكل أزمة كبيرة، لذا تم إنتاج الفيلم بشكل مشترك مصري نرويجي، إماراتي.

وحول كثرة مشاهد الصوفية في الفيلم قال: "أحترم الصوفية بكل أدبياتها وأفكارها، ولذا أردت الاحتفاء بها وقدمتها بشكل رائع بصريا، ولكن فى الوقت نفسه وجهت لشيوخها اللوم من خلال الفيلم بسبب طريقة تعاملهم مع الناس".

استغرق التحضير للعمل 3 سنوات كاملة وتم تصوير كل الأحداث في السودان، وهو إنتاج مشترك لعدة جهات، ومن المقرر أن يعرض فى عدة مهرجانات دولية مثل تورنتو الدولي والجونة السينمائي.

تدور أحداث الفيلم بولاية الجزيرة، حيث يُولد مُزمل فى قرية سودانية تسيطر عليها الأفكار الصوفية، ثم تصله نبوءة من واعظ القرية تفيد بأنه سيموت في سن العشرين، ويعيش  مُزمل أيامه في خوف وقلق، إلى أن يظهر في حياته المصور السينمائي المتقدم في العمر سليمان ويحاول تغيير أفكاره وقناعاته.

 

بوابة العين الإماراتية في

09.09.2019

 
 
 
 
 

قراءة لفيلمي {فينيسيا} الفائزين وخلفياتهما

{جوكر} حاضر للأذى ودريفوس بريء... ولكن

لندن: محمد رُضـا

على نحو أو آخر نفذت رئيسة لجنة التحكيم لوكريثيا مارتل معاداتها لفيلم رومان بولانسكي الجديد «ضابط وجاسوس» بتجنيبه الجائزة الأولى في ختام الدورة الجديدة من مهرجان فينيسيا الذي انتهت أعماله مساء يوم السبت الماضي.

كانت قالت إنها لا تستطيع التفريق بين المخرج وشخصيته وبذلك قصدت بكلمة «شخصيته»، أفعاله كونه مطلوباً من القضاء الأميركي بتهمة تخدير واغتصاب فتاة قاصر. التهمة التي حملها على كاهليه لأكثر من 40 سنة وانتهت به لاجئاً «فنياً» في فرنسا. الموقف النسوي من رئيسة لجنة التحكيم لا يمكن إهماله لكنها ليست وحدها من يتخذ القرار بل هناك ستة محلفين آخرين.

الأميركيون فرحوا. الأوروبيون امتعضوا. بولانسكي عليه الآن أن يتكل على نجاح تجاري كبير لإيصال المقارنة التي ربطها بين نفسه وبين حال الشخصية - موضوع الفيلم الجاسوس ألفريد دريفوس.

إذ قال مصرحاً أن فيلمه «ضابط وجاسوس» يواكب سيرته الخاصة من حيث إن كليهما (بولانسكي ودريفوس) متهمان بريئان. لكن الواقع هو أن دريفوس ربما كان بريئاً وربما لم يكن، لكن بولانسكي ليس كذلك. ليس بالنظر إلى قرار المحكمة الأميركية التي وجدته مذنباً وهي ليست جهة لها مصلحة أو تعمل حسب جدول عنصري من أي نوع.

بولانسكي يضع في المقدمة، بمثل هذا التصريح، أنه ودريفورس، كونهما يهوديين، عوملا بتعصب ديني. هذا ممكن مع دريفوس (والفيلم يطرق هذا الباب مرّات قليلة) لكنه ليس ممكناً مع بولانسكي، فهوليوود مليئة بالمخرجين اليهود والقضايا القضائية التي تخصهم ولم يشكُ أحدٌ منهم من تعصب ما.

--- الغائب والحاضر

في رسالتي السابقة من «فينيسيا» كتبت هنا مشيداً بالدقة في التصاميم الفنية والإنتاجية، لكن النجاح ليس على المستوى ذاته بالنسبة للمساحات النفسية والعاطفية حيال المادة أو القصة المعروضة.

في أفلام بولانسكي الأفضل، مثل «أوليفر تويست» و«ماكبث» و«ذا بيانيست»، جال خارج الحدث المتوالي للحكاية التي استعرضها. سمح للفيلم باستنشاق رحيق الفترة ممتزجة بمواقف الشخصيات المختلفة وتعاطيها مع المضمون العاطفي والاجتماعي الذي عايشته.

أما هنا فالفيلم هو بيوغرافي الشبه قائم على معلومات ومستندات يوفرها الفيلم في كل لحظة كما لو أن الغاية بحد ذاتها هو استعراض تراكمي لقصة ألفريد دريفوس من دون ألفريد دريفوس (في غالبية المشاهد) لأن محور الفيلم هو الكابتن جورج بيكارد (جان دوجاردان) الذي آمن، بعد ممانعة قصيرة، ببراءة ضابطه ألفريد دريفوس (لوي غارَل) وأمضى معظم الفيلم محاولاً إثباتها. في أكثر من فصل يتحوّل المعروض إلى فيلم محاكمات تقع في قاعة صاخبة واستجوابات بغياب دريفوس نفسه (الذي كان آنذاك يمضي عقوبته في جزيرة الشيطان كما هو اسم تلك البقعة من الأرض في جنوب المحيط الأطلسي.

لا يريد الفيلم، سيناريو وإخراج، أن يزج بدريفوس بمشاهد كثيرة. يبدأ به وينصرف عنه كتشخيص ويبقي قضيته ماثلة. المحور بين الشخصيات هو للكابتن بيكارد وهو مسيحي يقول لدريفوس في مطلع الفيلم «إذا سألتني إذا ما كنت أحب اليهود فجوابي لا. لكن كضابط في السلك العسكري فإني لا أتطلع مطلقاً لمعتقدك الديني».

--- فيلمان متناقضان

حين اعترض بعض الإعلام على النتائج، إذ حل «ضابط وجاسوس» ثانياً، وصف النتائج بأنها تعتبر تغليباً للسينما الأميركية وإجحافاً لسينما المؤلف التي كان الأجدر بالمهرجان استكمال دوره فيها.

لكن فيلم بولانسكي أبعد عن أن يكون سينما مؤلف كذلك غالبية أعماله. ما هو، وغالبية أعمال المخرج، عليه هو أنه ينتمي إلى أسلوب وفن صانعه في العمل لأن المفهوم بين ما يحققه، وكثير من المخرجين الأوروبيين، وبين سينما المؤلف مختلف كلياً.

في المقابل، لا يدّعي أحد أن فيلم «جوكر» ليس سوى فيلم جماهيري في شكل مباشر، لكنه فيلم أجود صنعة - على صعيد الابتكار والإبداع كما على صعيد الكتابة والإخراج - من فيلم بولانسكي.

لقبول هذه الحجة علينا أن نعرف ما فيه الكفاية عما تتألف منه عناصر العمل السينمائي أمام وخلف ما نشاهده على الشاشة. العناية بصنع مادة فيلمية جيدة وفي الوقت ذاته شعبية تبلغ ذروتها في فيلم تود فيليبس «جوكر» ولو أن هذا لن يحيل فيلم بولانسكي إلى التقاعد على صعيد أهمية «ضابط وجاسوس» كعمل.

في سينما شخصيات الكوميكس والسوبر هيرو، وهو العصر السينمائي الذي نعايشه منذ عقدين على الأقل، لا شيء تجاوز - حتى الآن - إبداعات المخرج كريستوفر نولان في ثلاثية باتمان («باتمان يبدأ»، «فارس الظلام» و«فارس الظلام يرتفع») خصوصاً في فيلمه الثاني من السلسلة «فارس الظلام» (2008). بالنسبة إليه لم تكن الغاية مجرد تقديم بطل من صفحات الثقافة الشعبية المتوّجة بمجلات وشخصيات الكوميكس الأميركية بل فيلم يحمل مواصفات فنية عديدة حول بطل من صفحات الكوميكس الشعبية.

النتيجة كانت مبهرة كذلك الحال مع فيلم تود فيليبس الذي خصّ نتاجه بالانتقال إلى نشأة عدو باتمان الأول «جوكر» وتقديمه منفصلاً تمهيداً للجمع بينهما في فيلم لاحق يقوم فيه روبرت باتنسون بدور باتمان ويواكين فينكس بدور جوكر وهو الدور الذي لعبه هنا في هذا الفيلم.

لا يصل «جوكر» إلى مكانة أفلام نولان، لكنه يرتفع عن معظم أفلام المسلسلات الشبيهة بفارق ملحوظ. وبعض أسباب هذا الارتفاع يعود إلى أن يمضي أكثر في توفير قراءة شخصية لبطله. قراءة تحتوي لا على الخلفيات الفردية بل على الواقع الاجتماعي ككل.

نيويورك 1981. آرثر فلَك يعيش مع والدته العجوز في أحد أفقر أحياء المدينة. محبط ومصاب بنوع من مرض «توريت» الذي، حسب مراجعة موقع طبي، يؤدي إلى قيام المصاب به إلى حركات مفاجئة وأصوات تصدر عنه بلا تمهيد أو سبب. هذا ما يجعل آرثر (الذي سنعرفه لاحقاً بـ«جوكر») محط سخرية محيطه فيقوم بعضهم بضربه وهو غير القادر على حماية نفسه. كذلك ليس قادراً على تحقيق حلمه بالتحول إلى مضحك يطل على المسرح أو في برنامج تلفزيوني. هذا يوحي بأن رغبته كانت الوصول إلى العالم الشاسع الذي يحيط به ولا يستطيع. يشي بأن ما في داخله قد يختلف عن مظهره.

الضحكة التي يطلقها جوكر مع تعابير وجهه أو من دونها ليست من النوع الذي يستطيع أي ممثل جيد أن يطلقها على النحو الذي قام به يواكين فينكس. إنها ضحكة ألم تخرج من العمق تصاحبها نظرة يأس حزينة. هذا ضاحك يطلب الموت (خفية) بسبب حالته النفسية والعاطفية في البداية لكنه لاحقاً سيتحوّل إلى الوحش الذي سوف لن يرأف بالناس. سيتحوّل إلى «جوكر» يضحك عندما يؤذي. شرير حتى النخاع.

خلال ذلك يتماوج الفيلم مع عدة مشاكل سياسية في البنية الاجتماعية الأميركية. آرثر - جوكر هو نتيجة انتشار عنف غير منضبط وفقر شديد ونظام صحي يتقاعس في تأمين الدواء لمرضه. لاحقاً، عندما يقبض بيده على أداة قتل (بشكل مسدس) هو أيضاً عن خطورة السلاح في أيدي المعانين وذوي التطرف الذهني.

ليس الفيلم الكامل بدوره لأن المخرج يهرب أكثر من مرّة من حلول أخرى كان يمكن اعتمادها عوض تلك الواردة في العمل. لكنه الفيلم الذي يبلور أول شخصية شريرة ستكون الند الصعب للشخصية التي ستعود بباتمان إلى الشاشة الكبيرة.

 

الشرق الأوسط في

10.09.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004