كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

الدورة الـ 76 لحظت العرب وظلمت الكبار:

«مهرجان البندقية»... ختامها خيبة

شفيق طبارة

فينيسيا السينمائي الدولي السادس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

البندقية | «الأرض تحترق» هكذا كُتب على إحدى اللافتات المرفوعة على السجادة الحمراء قبل احتفال توزيع جوائز «مهرجان البندقية السينمائي» الـ ٧٦. احتل «حماة المناخ» السجادة الحمراء خلال النهار، وبدأت، في المساء، الاستعدادات لاحتفال توزيع الجوائز. الاعتصام والاحتفال والجوائز جاءت كلّها كمفاجأة لم يتوقعها أحد. لم يتخيّل أحد، بدءاً من أشد المتحمسين للفيلم إلى المخرج نفسه، أنّ «جوكر» سوف يحرز جائزة أفضل فيلم (الأسد الذهبي). للمرة الأولى، يفوز فيلم مقتبس عن «الكومكس» بجائزة مرموقة في مهرجان سينمائي عالمي. أعلم جيداً ما تعنيه هذه الجائزة لموجة الأفلام المقتبسة عن القصص المصوّرة وخاصة لـ «دي سي كومكس»، لكن لا أعلم ما الذي كان يدور في رأس لجنة التحكيم ورئيستها المخرجة الأرجنتينية لوكريسيا مارتل لإعطاء هكذا جائزة لهكذا فيلم. ليس لأن العمل ليس جيداً، بل على العكس، لكنه بالتأكيد لا يستحق جائزة عالمية مثل أسد البندقية الذهبي. قد يكون تود فيليبس أحد أضعف المخرجين (أو أضعفهم بالفعل) ممن فازوا بالأسد الذهبي. كما لا يمكن مقارنة فيلموغرافيا فيليبس بفيلموغرافيا أكثرية المخرجين الذين كان ينافسهم.

في الحقيقة، كان من الصعب تجاهل الفيلم خلال توزيع الجوائز، ولكنّ لجنة تحكيم أخرى في مهرجان آخر كانت لتكون ربما أكثر إنصافاً لبقية المنافسين وللممثل واكين فينيكس بإعطائه جائزة أفضل ممثل. فلولا واكين، لما كان هناك فيلم في الأساس. هذا ما قاله المخرج نفسه عند تسلّمه الجائزة: «لا فيلم من دون واكين فينيكس. هو الأسد الأشد والألمع والأكثر انفتاحاً من بين الذين أعرفهم. شكراً على ثقتك بي في موهبتك المجنونة». من المؤكد أن الطريق إلى الأوسكار مفتوح الآن للفيلم على نطاق واسع.
جائزة لجنة التحكيم الكبرى نالها فيلم «إني أتهم» لرومان بولانسكي

إحراز «جوكر» الأسد الذهبي هو حدث كبير ومفاجئ بحدّ ذاته للجميع، لكنه لا يعني سوى خلق نوع من التوازن في توزيع الجوائز. فمن قواعد المهرجان أن لا يأخذ الفيلم أكثر من جائزة واحدة مع بعض الاستثناءات القليلة. في الحقيقة إن جوائز البندقية هذا العام لم تكن عادلة، لكنها معقولة. في النهاية كما قالت رئيسة لجنة التحكيم «كل واحد منا أحبّ فيلماً لم يحصل على جائزة. لسوء الحظ أنّ ٧ جوائز لـ٢١ فيلماً هو رقم قليل للغاية». بعد مفاجأة الأسد الذهبي، جاء الخبر العظيم المستحق: «إني أتهم» لرومان بولانسكي حصد جائزة لجنة التحكيم الكبرى، وهي الجائزة الثانية بعد الأسد الذهبي. على الرغم من عدم قدوم بولانسكي وعدم حضور رئيسة لجنة التحكيم لحفل عشاء الفيلم، جاءت الجائزة مستحقة، لكن متناقضة، بخاصة لمارتل التي أعطت الجائزة لمخرج لم تكن سعيدة بمشاركته في المهرجان كونها لا تفصل العمل الفني عن الفنان. تسلمت زوجة المخرج الممثلة إيمانويل سينيه الجائزة، وقالت: «أريد أن أشكر لجنة التحكيم على الجائزة، ورومان بولانسكي يريد أن يشكر منتجيه».

جائزة متوقعة ومستحقة حازها فيلم «عن الخلود» للسويدي روي أندرسون الذي لم يحضر احتفال توزيع الجوائز لضرورات مهنية. تكمن سينما أندرسون في الملهاة المأساوية عن الإنسان وطريقة عيشه. لا علاقة مترابطة في أفلامه بين المشاهد والشخصيات، لكنها لا تخلو من المفاجآت والصدمات النفسية. ويستحسن عدم ملاحقة قصص أفلامه، إذ ليس لها ترتيب سردي واضح. تسيطر الفوضى على المشاهد بطريقة سريالية، فتكون الأفلام عبارة عن قصص وأحداث ولقطات غير منظمة، عشوائية، عبثية ومن دون هيكل واضح.. كأنها عبارة عن حياة الإنسان، من مختلف جوانبها المتخبطة. تختلط القصص والمشاهد والمعزوفات الموسيقية بطريقة غريبة عندما يعرض أندرسون الحياة اليومية لبعض الشخصيات، فيكون جزء منها مأساوياً والبعض الآخر سريالياً، من دون نسيان العنصر الكوميدي.

حاز اللبناني أحمد غصين ثلاث جوائز في أسبوع النقاد عن فيلمه «جدار الصوت»

جائزة أفضل ممثل وأفضل ممثلة كانتا مفاجئتين وغير مستحقتين على الأقل في نظري الشخصي. الممثلة أريان أسكاريد نالت جائزة أفضل ممثلة عن فيلم «غلوريا موندي» للمخرج الفرنسي روبير غيديغيان (أريان أسكارد تستحق الجائزة عن أعمالها السابقة ليس عن عملها هذا). فيلم عائلي غير مقنع عن الطبقة العاملة الفرنسية، إذ لم يجد المخرج مفتاح السيناريو الصحيح. أراد نقد المجتمع المعاصر الذي تسوده المشاكل الاقتصادية في الحياة اليومية لأشخاص ينتمون إلى طبقة اجتماعية واحدة، لكنه جلب جميع العناصر المطلوبة وضخها لأقسى الحدود، من استخدام المخدرات الذي يتكرر أكثر من اللازم إلى العلاقات خارج الزواج، والجريمة، والأزمات الاقتصادية والصعوبات في إعادة اندماج المساجين في المجتمع بعد قضاء عقوبتهم. العبث المتزايد والأحداث الكثيرة في الفيلم لا تساعد على سرد القصة، بل تجعلها غير مثيرة للاهتمام. أما أداء الممثلين، فكان رتيباً بدون تعبير رغم موهبتهم التي لا جدال فيها. فيلم لم يترك أي بصمة في المهرجان، لكنه حصد جائزة أفضل ممثلة. كنت أتمنى أن أرى كاترين دونوف أو جولييت بينوش تتسلم الجائزة عن دوريهما في فيلم «الحقيقة» لهيروكازو كوريه ايدا، أو حتى ماريانا دي جيرولامو لدورها في فيلم «إيما» لبابلو لارين. لكنّ الفيلمين خرجا بخفي حنين.

الإيطالي لوكا مارينيلي حصد جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «مارتن إيدن» للإيطالي بياترو مارتسيلو. الفيلم كان جيداً ومرشحاً لربح الأسد الذهبي، إذ يقدم إحساساً كبيراً بالسينما وشعوراً بالانغماس في الحالة السينمائية، حيث الواقع بكل ما فيه من مآس وتناقضات. فيلم جميل عن اللامساواة والصراع الطبقي في أوائل القرن التاسع عشر، وعن بحّار يريد أن يصبح كاتباً يرقى فوق نفسه وبيئته. قدم مارينيلي أداءً جيداً، لكنه بعيد كل البعد ولا يمكن مقارنته بأداء واكين فينيكس في «جوكر» أو مارك ريلانس في فيلم «في انتظار البرابرة»، هذا الفيلم الرائع الذي عُرض في آخر أيام المهرجان وكان غائباً أيضاً في حفل توزيع الجوائز بطريقة غير عادلة. ومنحت جائزة تحكيم خاصة لفيلم «المافيا لم تعد كما كانت عليه» للإيطالي فراكو مارسكو. فيلم وثائقي بلهجة كوميدية، يسخر من الدعم الاجتماعي للمافيا في باليرمو. يستخدم المخرج الأساليب نفسها التي يلجأ إليها الأميركي مايكل مور في أفلامه النقدية لتصوير خوف لا يزال موجوداً بين رجال العصابات ويشير إلى علاقة بين كوزا نورسترا (المافيا في صقلية) ورئيس الجمهورية الإيطالي سيرجيو ماتاريلا.

الرسوم المتحركة دخلت قائمة الجوائز بفيلم No.7 Cherry Lane للمخرج يونفان (هونغ كونغ). فيلم يشيد بالثقافة في هونغ كونغ من دون إشارة سياسية إلى الوقت الراهن. وقد حصل على الجائزة بسبب الفن والرسم والموسيقى والأدب والعلاقات الإنسانية والتحرر. ولنكن منصفين؛ ففيلم «قصة زواج» لنواه بومباك هو الأحق بالجائزة، مع السيناريو الرائع الذي قدمه عن قصة الحب التي نشهد نهايتها. كما فازت المخرجة الأسترالية شانون مورفي إحدى المرأتين المنافستين في المسابقة الرسمية بـ «جائزة مارسيلو ماستروياني لأفضل ممثل ناشئ» التي راحت للممثل توبي والاس عن دوره في فيلمها Babyteeth.

لولا واكين فينيكس الذي لم يُمنح جائزة أفضل ممثل، لما كان هناك «جوكر» في الأساس

وللعرب حصة كبيرة من الجوائز في هذه الدورة. بعدما أحرز المخرج اللبناني أحمد غصين ثلاث جوائز في أسبوع النقاد (الجائزة الكبرى، جائزة الجمهور، وجائزة أفضل مساهمة تقنية) عن فيلمه «جدار الصوت»، حصل المخرج السوداني أمجد أبو العلاء جائزة «أسد المستقبل» عن فيلمه «ستموت في العشرين». وفي مسابقة «آفاق»، نال الممثل التونسي سامي بوعجيلة جائزة أفضل ممثل عن «بيك نعيش» للمخرج مهدي برصاوي. وأخيراً، حصلت المخرجة السعودية شهد أمين في «سيدة البحر» على جائزة «فيرونا» عن فئة الفيلم الأكثر إبداعاً، ضمن أسبوع النقاد في المهرجان. وبعدما أحرز فيلم «روما» لألفونسو كورون من إنتاج «نتفلكس» جائزة الأسد الذهبي العام الماضي، خرجت شركة الستريمينغ الأميركية هذه المرة بلا جوائز، رغم أنّها شاركت في المسابقة الرسمية بفيلمين هما «قصة زواج» و«لوندرومات». أفلام ربحت باستحقاق وأخرى بغير وجه حق، ولكن الخاسر الأكبر في المهرجان هو الفيلم الذي كان يستحق عن جدارة جائزة الأسد الذهبي، أي فيلم «الطائر الملون» للتشيكي ماكلاف مرهول.

 

####

 

فاكلاف مرهول... احفظوا هذا الاسم | «الطائر الملوّن»: نزهة إلى الجحيم!

شفيق طبارة

في كل مهرجان سينمائي هناك مفاجأة. فيلم يصفعنا من دون توقّع. تدخل الصالة من دون توقّعات لما سيظهر على الشاشة، لأنك ببساطة لا تعرف المخرج. لم ترَ أيّ فيلم له سابقاً. التشيكي فاكلاف مرهول، مخرج مجهول نوعاً ما على الأقل بالنسبة إليّ. أخرج آخر فيلم له عام 2008. اليوم شارك بقوة في «مهرجان البندقية» بفيلمه «الطائر الملون» الذي عُرض ضمن المسابقة الرسمية. الفيلم مقتبسٌ عن كتاب بالعنوان نفسه للكاتب جيرزي كوزينسكي. قُدم الكتاب على أنه سيرة، مذكرات طفل يهودي شاهد المحرقة ويبحث عن أسرته. بعد عقدين، اكتُشف أن الرواية خيالية. فلندع الكتاب جانباً ولندخل إلى السينما.

بالأسود والأبيض وبشريط سينمائي (فيلم) 35 ملم وبلغة جديدة في عالم السينما (Interslavic language) وبـ 196دقيقة، يعيدنا مرهول إلى أوروبا الشرقية البرية والبدائية بعد نهاية العنف الدموي للحرب العالمية الثانية. نتابع قصة صبي بلا اسم (نكتشف السبب لاحقاً). تموت المرأة المسنة التي عهد إليها والداه تربيته. يجد الشاب الصغير نفسه بمفرده يتجول بلا هدف عبر الريف، من قرية إلى أخرى، ومزرعة إلى أخرى. يلمس الصبي رعب الحرب والجحيم. يقع ضحية خرافات فلاحين جهلة وقسوة غير مسبوقة يمارسها جنود روس وألمان. مجبرٌ على السير في أماكن يسودها الموت والرعب واليأس. سيكون الولد ضحية عنف مستمر، عنف من شأنه أن يغيره إلى الأبد. ثلاث ساعات تقريباً لا يغمض لك جفن من كثرة العنف اللاإنساني (لاإنسانية رغم أنها من صنع البشرــ يا للسخرية!). نرى العنف بعيون الصبي البريئة والعميقة التي تتوق للعودة إلى البيت وعودة الوالدين الحقيقيين. لكنه سيختبر بدلاً من ذلك إهانات معنوية مستمرة وسينجو من أكثر مظاهر الكراهية والانحراف الجنسي، ويتعلم دائماً طرقاً جديدة للبقاء على قيد الحياة.

يأخذنا مرهول في نزهة طويلة في دوائر الجحيم، من دون فرض رقابة على نفسه. يحضن أهوال البشرية ويمضي ويولي اللاإنسانية زمام الأمور. نرى الصبي الذي يقاتل بعناد لأجل البقاء بينما لا حول لنا ولا قوة، نجبر على هضم هذا القدر من البشاعة التي لا يمكن تحمّلها لأنها معظم الوقت تُرتكب ضد طفل. لا يدخر الفيلم شيئاً. كل شيء مبرر: حرمان الحرب وأهوالها والمحرقة بكامل مظاهرها. تتراكم الظواهر العنيفة رغم صعوبة فهمها. فيلم لا يصور ويلات الحرب فقط بل يبرز الإحساس بالاضطهاد. يجبر الصغير على مواجهة عالم خارج عن السيطرة، يعاني من وحشية الحرب خلال فصول الفيلم (كل فصل يحمل اسم شخصية، اعتماداً على من سيستضيف الصبي). نعيش معه دوامة رعب لا يمكن إيقافها.

صورة مثيرة للاشمئزاز عن الحرب، مصممة لذوي الأعصاب والمعدة القوية. الصبي محكوم بتجربة كل شيء وهو يحمل صورة والديه كي لا ينسى وجهيهما إن صادفهما. كل فصل يزيد من معاناته، في مكان معادٍ للسامية ليس له مثيل، يذكرنا بالخيط الرفيع الذي يفصل في النهاية الإنسان عن الوحوش، ولا نعني بالوحوش هنا الحيوانات، كما يظن البعض، فالحيوانات لم تسلم من بطش الإنسان في الفيلم. هنا فقط غريزة رجال وقرون من الجهل. المكان الذي تطورت فيه القصة غير معروف، ولكنه بالتأكيد معبد للجهل والتخلف وجنة للعنصرية والتعصب بجذور من التدين المظلم. بالنسبة لمرهول؛ الدين شرير، السياسة شريرة والإنسان هو وحش صاخب منافق ومتعصب. كل شيء في هذه الرحلة، عبر الزمان والمكان، محكوم بتكرار الأخطاء نفسها. عشر سنوات تطلّبها العمل على الفيلم، ثلاث سنوات كاملة لإنهاء السيناريو، 16 شهراً من التصوير بين أوكرانيا وسلوفاكيا وبولندا وجمهورية التشيك. بحوارات قليلة جداً، يتركنا الفيلم عراة أمام وحشية جنسنا، ضدّ كل الذين يتم تعريفهم على أنهم «مختلفون»، وهو ما دل عليه العنوان. إذ يتعرض الطائر الملون للتعذيب من قبل أبناء جنسه. نجح مرهول في خياره المحفوف بالمخاطر، وفي إسقاط اللاإنسانية التي تحيط بنا على شاشة كبيرة بتمثيل صامت ومذهل. إن اختيار المخرج للأبيض والأسود لفيلم حديث هو بحدّ ذاته بيان وطريق باتجاه واحد، لأن المكان الذي يأخذنا إليه المخرج لا يمكن أن يكون له لون أو ظل أو حتى أمل. مكان لا يوجد فيه كرامة وإنسانية لبشر يبرزون أسوأ غرائزهم.

تدور الأحداث في أوروبا الشرقية بعد الحرب العالمية الثانية

صدمة سينمائية غير إنسانية احتلت العقول لوقت طويل بعد انتهاء العرض، تذكرنا بأفلام مثل «تعال وانظر» (1985) للروسي إيليم كليموف و«من الصعب أن تكون إلهاً» (2013) للروسي أليكسي جيرمان، وبالتأكيد يذكرنا بتحفة أندريه تاركوفسكي «طفولة إيفان» (1962).

الفيلم صعب وقاسٍ لا يدخر شيئاً للمُشاهد، يجبره على المواجهة. ولكن هل هو مفرط، متطرف، متهور؟ من الصعب إطلاق هذه الصفات في السينما، ولكن بالتأكيد لا يمكن اتهامه بأنه لم يمتلك الشجاعة لفعل ما لم تفعله أفلام أخرى بسبب الحكمة أو الانتهازية أو الإحساس بالذنب أو شعارات مثل «على الفن أن يكون راقياً».

«الطائر الملون» سوف ينتف لأنه مختلف، والقوي سيأكل الضعيف، والذئاب ستذبح الخراف، وسترث الخرافات الأرض، ستأكلنا الأساطير. فيلم كتب من الدم والطين، أخرجه رجل يعرف ما يريد، وأطلق العنان للجحيم. لا تتخلل الفيلم فواصل للراحة... مشاهد رعب، وكل مشهد يلحقه آخر. هناك أوقات لا يمكن فيها النظر إلى الشاشة، لكن تبقى مصراً على المتابعة. لا يعجبك ما تراه ولكن تظل تبحث عن جديد. منذ البداية وحتى النهاية؛ آلاف الأسباب تهينك كإنسان وتبقى متابعاً، تنظر إلى أشياء لا تخصك، لا يكمن إصلاحها، ولا يمكن نسيانها. ولكن... لماذا؟ ببساطة لأن مرهول لا يطلب شيئاً من المشاهد ولكنه يقدّم الكثير. يقدم أسوأ الكوابيس بعيني صبي صغير.

يهاجم الفيلم بقوة حاسة النظر، والشم والذوق. يخرج أسوأ شعور لديك. وعليك أن تكون مجنوناً أو «عبقرياً» مثل المخرج والمؤلفين لتكمل الفيلم ــ إن استطعت. فأنت أمام جنون، قذارة، قيء وأحشاء. عصور مظلمة لأسوأ كوابيسك.

إنه عمل صعب الهضم، متطلب جداً بكل ما للكلمة من معنى. ثلاث ساعات من الانحراف الأخلاقي والاجتماعي والسياسي، غير الدقيق وغير القابل للقياس. لا يمكن تقييمه وفق المعايير التقليدية. مستقل بنفسه ليس له مثيل. مؤلم للعين والمشاعر والمعدة. رافقنا الصبي في القرى وعرفنا أن المخلوق الأكثر إثارة للاشمئزاز هم البشر. تم تصميم الفيلم ليدخلنا الى هذا المجتمع، مع حركة الكاميرا وهمجية الشخصيات وضبابية الصورة في الأبيض والأسود. وجعلنا نتمنى لو سحبت أظافرنا بدل مشاهدة الفيلم. ولكن ليس مطلوباً من الفن أن يكون جميلاً، المطلوب منه أن يحرك فينا المشاعر. والأكيد أنّ الفيلم جعلنا نشعر بالكثير.

 

الأخبار اللبنانية في

09.09.2019

 
 
 
 
 

«جدار الصوت» اللبناني هل يخرق جوائز البندقية؟!...

محمد حجازي

ردّة فعل إيجابية جداً نقلتها لنا الزميلة زينة صفير الموجودة في البندقية لحضور فاعليات الدورة 76 من مهرجان البندقية السينمائي الذي استقبل الشريط اللبناني الروائي الأول لـ أحمد غصين بعنوان: «جدار الصوت» (All this victory - عنوانه في التوزيع العالمي) ليتبارى في الدورة 34 لأسبوع النقاد ضمن المهرجان.

ردّة فعل أثلجت قلوب الفريق اللبناني الذي تألّف من الممثلين المشاركين في الشريط، إضافة الى الجهات التي أسهمت في الانتاج: جورج شقير وميريام ساسين (شركة أبوط للانتاج)، أنطوان خليفة (سانيلاند) وهناء عيسى (مؤسسة الدوحة للأفلام)... مع الإشارة الى ان الإنتاج شمل أيضاً: عبلة خوري، ماري بيار ماسيا.

الممثلون الرئيسيون في الفيلم: فلافيا بشارة، عصام بو خالد، عادل شاهين - رحل قبل مشاهدة الفيلم، إيلي شوفاني، كرم غصين، شارلز حبيليني، سحر منقارة، وبطرس روحانا.

المخرج غصين (38 عاماً) الذي عرفنا له العديد من الأفلام القصيرة يقدّم هنا فيلمه الأول في مجال الأفلام الطويلة مستعيناً بمدير التصوير شادي شعبان، وتولّى المونتاج يانيس شالكياد اكيس، وأشرف على المؤثرات المشهدية شادي أبو على رأس فريق ضم: سارة بودوين، أحمد فاروق، براكاش كوماراجان، ألكسندر كوينتن، فنسنت فونديفيلا فيدال، وتولّت مهمات الـ «كاستنغ» سينتيا صوما، واشتغل على الصوت: راتا عيد، وفانيسا كنعان، وقام بمهمة الإدارة الفنية موسى بيضون ونزار نصار، وتولّت الماكياج ديالا شعبان.

وسواء حظي الشريط بجائزة أو تقدير أو لم يحظ بأي منهما، فإن المناخ الراقي بعد العرضين اللذين أقيما يومي السبت والأحد الماضيين في 31 آب/ أغسطس المنصرم، و1 أيلول/ سبتمبر الجاري، يساعدنا على التفاؤل بالسينما اللبنانية الراهنة مع جيل شاب، مثقف، متحمّس، يعرف قضايا بلاده، ويعرف كيف ينقلها الى المنابر العالمية من خلال السينما، التي بُحَّ صوتنا ونحن ننادي في كل مناسبة إجعلوا الأفلام منبركم الأول أمام العالم، لعرض كل قضية تتحدث عن واقعنا العربي، عن أعدائنا وممارساتهم، وتكشف كل المستور الذي تحاول ماكينة العدو الترويجية إزاحة الضوء عنه.

«جدار الصوت» فيلم لبناني مئة في المئة، موضوعه، فريق عمله أمام الكاميرا، وحتى خلفها مع حلول بعض الأجانب من خبراء المؤثرات الأمهر في مجال التأثير بالمشاهد، خصوصاً وأن الموضوع يرصد قصة شاب حاول خلال حقبة اعتداءات تموز/ يوليو 2006 الوصول الى والده في إحدى قرى الجنوب، ليجد نفسه عالقاً مع أربعة من أهل البلدة في طبقة بمبنى يقطنه أحدهم، وفي الطبقة التي تعلوه تتمركز قوة إسرائيلية، هنا يتبدّل الموقف وتصبح الأمور بالغة الخطورة على حياتهم.

ونريد أن نبدي سعادتنا بهذا الاحتضان الإنتاجي للشريط، من أطراف عربية عديدة، ومن تقنيين أصدقاء من السينما الأوروبية تحديداً، بما يعني أننا قادرون على إطلاق ودعم مشاريعنا، وعند الحاجة لبعض الخبراء نتصل بهم ونتعاون معهم..

أن يكون عندنا نادين لبكي، ثم وليد مؤنس، واليوم: أحمد غصين، هذا يعني أن تياراً من سينمائيينا بات حاضراً في المنابر العالمية بما يؤكد أن سينما لبنانية تولد فعلياً، عندنا، من أبوين لبنانيين، وهو ما نراهن عليه للمستقبل القريب آملين أن تصدر هذه المقالة وقد سمعنا بأن «جدار الصوت» خرق جوائز البندقية وحاز جائزة أو تقديراً أو تنويهاً يضاف الى المباركات النقدية التي قرأنا عنها.

 

الأخبار اللبنانية في

09.09.2019

 
 
 
 
 

5 جوائز للعرب في البندقية: لبنان 3، تونس والسودان 1

محمد حجازي

شباب السينما العربية يحقق ثلاثة إنتصارات جديدة في الدورة 76 لمهرجان البندقية السينمائي الدولي التي إختتمت يوم السبت في السابع من أيلول/ سبتمبر الجاري، مع اللبناني "أحمد غصين" وفيلمه "جدار الصوت" الذي يحكي عن واقعة تزامنت مع حرب تموز/يوليو 2006، والسوداني "أمجد أبو علالا" وشريطه "ستموت في العشرين" عن نبوءة صوفية لم تتحقق. والتونسي "بيك نعيش" نال جائزة أفضل ممثل لـ"سامي بو عجيلة".

منذ سنوات ونحن نرصد أشرطة عربية لمخرجين جدد يقدمون أفلامهم الأولى وينالون تقديرات مبهرة من منابر سينمائية عالمية، ومنهم الأردني "ناجي أبو نوار" (ديب - 2014) والمصري "أبو بكر شوقي" (يوم الدين -2018) وأخيرا اللبناني "أحمد غصين" في أول أفلامه الطويلة "جدار الصوت" (all this victory) عن نص له، إنتاج (ماري بيار ماسيا، ميريام ساسين، وجورج شقير، سانيلاند فيلم، ومؤسسة الدوحة للأفلام)، وفيما أدار "شادي شعبان" التصوير، تولى فريق كامل مهمة المؤثرات المشهدية (شادي أبو، سارة بودوين، أحمد فاروق، براكاش كوماراراجان، ألكسندر كوينتن، فنسنت فنديفيلا فيدال) لأن الشريط تدور أحداثه على وقع الإشتباكات الضارية بين رجال المقاومة الإسلامية والجيش الإسرائيلي، حيث يعلق مجموعة شبان في طبقة من منزل دخل طبقته العليا مجموعة من الجنود الإسرائيليين.

الفيلم الذي نال ثلاث جوائز في تظاهرة "أسبوع النقاد" (الجائزة الكبرى كأفضل فيلم، جائزة الجمهور، وجائزة أفضل مساهمة فنية) لعب شخصياته الرئيسية (فلافيا بشارة، عصام بو خالد، الراحل عادل شاهين، إيلي شوفاني، كرم غصين، شارلز جيبليني، بطرس روحانا وسحر منقارة) وقد إحتفل الفريق اللبناني بالفوز في البندقية وسط إهتمام فني وإعلامي لافت يؤكد على أن العمل الجيد لا بد أن يفرض نفسه في كل الظروف. أما الشريط السوداني "ستموت في العشرين" (you will die at 20) أول أفلام المخرج الشاب "أمجد علالا" فقد حظي بجائزة مهمة أُدرجت على لائحة الفائزين في الدورة وهي جائزة "لويجي دو لورانتيس" كأفضل أول فيلم، وأعطاه موقع imdb المتخصص في أعمال الشاشتين علامة 9.7.

"أبو علالا" كتب السيناريو مع "يوسف إبراهيم"، إستناداً إلى رواية "النوم عند قدمي الجبل" للكاتب السوداني "حمور زيادة"، في إنتاج تعاونت عليه جهات داعمة في (السودان، مصر، قطر، فرنسا، ألمانيا والنروج) وجاءت النتيجة شريطاً مدته 103 دقائق أدار تصويره "سيباستيان غوبفير" وصاغ موسيقاه "أمين بو شاقة"، وجسد الأدوار الرئيسية (طلال عفيفي، مازن أحمد، حسن علي، محمد السراج، بنة خالد، محمد خليل، إسلام مبارك – ممثلة، والممثلان: معتصم راشد ومصطفى شحاتة في دوري بطل الرواية مزمّل صغيراً وشاباً).

كما أن الشريط التونسي "بيك نعيش" للمخرج "مهدي برصاوي" والذي شارك في تظاهرة آفاق (أوريزانتي) نال جائزة أفضل ممثل لـ"سامي بو عجيلة". وبذلك يكون العرب حققوا خمس جوائز في الدورة 76 لمهرجان البندقية.

 

الميادين نت في

09.09.2019

 
 
 
 
 

شهد أمين لـ «الشرق الأوسط»: دورنا في السينما نقل الإحساس الوجداني

المخرجة السعودية تتوَّج بالأكثر إبداعاً في مهرجان فينيسيا

الدمام: إيمان الخطاف

من بلدة «خصب» في سلطنة عمان، التي تقترب من مضيق هرمز وتبعد عن عاصمة السلطنة (مسقط) نحو 500 كيلومتر، بدأت المخرجة السعودية شهد أمين في تدشين أولى انطلاقات فيلمها «سيدة البحر»، قبل أن يضعها المكان ولمسة الإخراج على عرش جائزة «فيرونا» عن فئة الفيلم الأكثر إبداعاً، ضمن أسبوع النقاد في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ76.

تقول أمين: «دورنا نحن السينمائيين نقل الإحساس الوجداني للناس، ونكون صادقين مع أنفسنا وفي القصص التي نطرحها».

وتتحدث المخرجة شهد أمين لـ«الشرق الأوسط» عن الفيلم الذي بدأت كتابته منذ عام 2013، أي قبل نحو 6 أعوام؛ حيث كان حينها فكرة على ورق، مضيفة: «اخترت قرية خصب العمانية، واستغرق التصوير نحو 3 أشهر»، مشيرة إلى أن المكان غير مؤهل للتصوير، ويمتاز بطبيعة مناخية شاقة، إلا أنها تقول: «بنينا المكان، وشارك معنا أهل القرية في الأدوار الثانوية، وكانوا ودودين في التعامل، ووفروا لنا كثيراً من الدعم، لذا وُفِّقنا في اختيار هذه القرية الجميلة».

وتدور أحداث فيلم «سيدة البحر» حول قصة لفتاة اسمها «حياة»، تعيش في قرية فقيرة تحكمها تقاليد مجحفة، تتمثل في تقديم الإناث من أطفالها لمخلوقات غريبة تعيش في المياه المجاورة، ما يجعل العمل وكأنه يحاول الانتصار للمرأة والتقاليد البالية التي تحاصرها في أحيان كثيرة. وبسؤال أمين حول ذلك تقول: «أنا كاتبة ومخرجة سينمائية، أحاول طرح قصص أثرت بي وألهمتني، وأعبر عن رؤيتي وتجربتي في الحياة؛ لكني لا أؤمن بأن الأفلام لا بد أن تحمل قضايا».

حول شخصية «حياة» الرئيسية في الفيلم، والتي قدمتها الممثلة بسيمة حجار، تقول أمين: «هي شاركتني تجربتي السينمائية في كل الأفلام، سواء الأفلام القصيرة أو الروائية الطويلة، وهي تمتلك موهبة فطرية، ولم تبدِ أي تذمر من صعوبة الأجواء أو مشقة المكان ونحو ذلك. هي فنانة حقيقية». وعن رؤيتها الفنية للفيلم، تقول أمين: «هذا الفيلم يعد نوعاً جديداً وطريقة مختلفة، ويطرح بطريقة مغايرة عن الطرق المعتادة سينمائياً. الفيلم غريب من نوعه، وطبعاً أنا كمخرجة سعودية أحرص على الأفكار المختلفة لأطرح من خلالها صوتنا إلى العالم».

وتصف الجائزة بأنها قيمة جداً، مضيفة: «هي خطوة كبيرة لي، وأتمنى أن تكون خطوة محفزة لأن نكمل طريقنا في السينما السعودية؛ لأن لدينا طاقات موهوبة جداً في السعودية والعالم العربي».

وأشارت شهد أمين إلى جودة الأفلام العربية التي أبهرت النقاد في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، قائلة: «الأفلام العربية حازت نصيباً جيداً من الجوائز. وهذا أمر يدعو للفخر، ونتمنى ما هو أكثر من ذلك مستقبلاً، فالأفلام العربية في تطور مستمر».

وعن العوامل القوية التي ساعدت على فوزها، تقول أمين: «اعتمدت على قصة قوية ومختلفة، وموضوع لم يطرح سابقاً بهذه الصورة، فأنا أؤمن بالسينما البصرية التي تتعلق بهويتنا الشرقية».

جدير بالذكر أن شهد أمين سبق لها أن فازت بالجائزة الأولى في مسابقة أفلام الإمارات في فئة الفيلم الروائي عن «حورية وعين»، عام 2014، ضمن مهرجان أبوظبي السينمائي. وهو ما يأتي أيضاً في إطار المسار الذي اختارته شهد أمين كي يميز أعمالها التي تهتم بالطرح البصري الخاطف وكثير من الرمزية؛ حيث تؤكد أمين أنها تعتمد كثيراً على السرد البصري، وتحرص على تضمين اللغة الشاعرية في كل أفلامها.

 

الشرق الأوسط في

09.09.2019

 
 
 
 
 

نجوم يهنئون أبطال «ستموت في العشرين» على أسد فينسيا

تحرير:محمد عبد المنعم

فاز الفيلم السودانى "ستموت فى العشرين" بجائزة "أسد المستقبل" من مهرجان فينسيا، ويعد هذا العمل هو أول فيلم روائى طويل لمخرجه ومؤلفه السودانى أمجد أبو العلا، وهو مستوحى من القصة القصيرة "النوم عند قدمى الجبل" للكاتب السودانى المعروف حمور زيادة، وتدور الأحداث بولاية الجزيرة، حيث يُولد الصبي "مُزمل" فى قرية سودانية تسيطر عليها الأفكار الصوفية، ثم تصله نبوءة من واعظ القرية تفيد بأنه سيموت فى سن العشرين، حيث يعيش "مُزمل" أيامه فى خوف وقلق بالغين إلى أن يظهر فى حياته المصور السينمائى المتقدم فى العمر سليمان.

وحرص عدد من الفنانين والنقاد على تهئنة المخرج وأبطال العمل على ما حققوه، فقد كتب الممثل أحمد مالك عبر "فيسبوك": "مبروك مبروك، فاكر يا أمجد أول حديثنا عن الفيلم من سنتين، الكلام عن الحلم بقى حقيقة، فخور ومبسوط"، وحرص أيضًا الناقد أحمد شوقي على تهنئة المخرج.

فيما أبدت الفنانة سلوى محمد علي سعادتها بالمشاركة في الفيلم، وقالت عبر حسابها بـ"فيسبوك": "فخورة جدًا بالفيلم السوداني (ستموت في العشرين)، فخورة إني جزء من الفيلم الجميل، فخورة بزملائي الممثلين وجمالهم وإخلاصهم ودأبهم، فرحانة إن فناني السودان عملوا فيلم في الظروف اللي كانوا فيها، وأثناء الفيلم قامت ثورة، وده لايق على الفيلم أوي، تحرز السودان نجاحات تدعو للفخر والفرحة".

ويشارك "ستموت في العشرين" في مهرجان تورنتو السينمائي الذي تستمر فعالياته حتى 15 سبتمبر الحالي.

 

####

 

Joker.. ثورة إسقاط الأغنياء على يد المضطربين

تحرير:أميرة شرف

8 دقائق من التصفيق بمهرجان فينيسيا السينمائي.. والنقاد: الفيلم حالة خاصة وغير مكررة.. وترشيحات مبكرة للأوسكار.. ومن المقرر طرحه بدور العرض يوم 4 أكتوبر المقبل

إشادات كبيرة تلقاها فيلم الجريمة الجديد "جوكر Joker" بعد أن عُرض للمرة الأولى في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، في دورته الـ76 المقام في الفترة من 28 أغسطس الحالي إلى 7 سبتمبر، حتى أن الفيلم حظى بنحو 8 دقائق متواصلة من التصفيق داخل قاعة عرضه يوم السبت الماضي، وهتف الحاضرون جميعًا في قاعة السينما بصيحات "برافو" بعد انتهاء العرض. واجتاز التريلر الدعائي لفيلم الجوكر 21 مليون مشاهدة على موقع "يوتيوب" وذلك في أول أسبوع من إطلاقه، حيث من المقرر طرحه بدور العرض الأمريكية يوم 4 أكتوبر المقبل.

ويتوقع العديد من النقاد أن نجاح الفيلم بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي يعد مؤشرا قويا على منافسته المبكرة في موسم الجوائز، بل قد يكون بطل الفيلم واكين فينيكس من أبرز المنافسين على جائزة أوسكار أفضل ممثل العام المقبل.

تكلفت ميزانية الفيلم 55 مليون دولار، ويتوقع النقاد أن يحصد إيرادات قوية بمجرد عرضه في أكتوبر المقبل معللين بذلك أن وقت عرضه لن يكون هناك إصدارات مهمة من الأفلام مما يزيد من فرصة حصد أرباح تفوق ميزانيته، كما أن تصنيف الفيلم "للكبار فقط" لما يحتويه من مشاهد عنف غير مناسبة للأطفال أقل من 13 عاما لن يكون عائقا في طريقه، فبعض الأفلام الأعوام الماضية حصدت أرباحا قياسية برغم تصنيفها "للكبار فقط" مثل فيلم Venom العام الماضي والذي حصد 80 مليون دولار، وسبقه فيلم Halloween الذي حصد 76 مليون دولار، وفيلم Gravity بـ55 مليون دولار، حيث من المتوقع استنادا لأرباح إصدارات أفلام "جوكر" في السابق أن يحقق هذا الفيلم ما بين 240 مليون و400 مليون دولار عالميا.

الفيلم بطولة خواكين فينيكس بدور "الجوكر"، وروبرت دي نيرو وزازي بيتر وبرايان كالين وفرانسيس كونروي وشيا ونجهام و بريان تيري هنري وجوش بايس وبريت كولن، ومن تأليف سكوت سيلفر وإخراج تود فيليبس، ويعرض كل من فينيكس والمخرج فيليبس، رؤيتهما الخاصة، لشخصية "الجوكر"، وهو أشهر شرير في عالم مجلات "الكوميكس"، وألد أعداء "باتمان".

يسرد الثنائي قصة "آرثر فليك" في السبعينيات، وهو مواطن يكافح من أجل شق طريقه في مجتمع مدينة "جوثام"، بالعمل كمهرج أجير في النهار، وذلك أملا منه في أن يكون فنانا كوميديا في المساء، ويواجه "آرثر" سلسلة من الضغوطات النفسية والإهانات المتواصلة من جانب المجتمع، حيث يعتدي عليه بعض العصابات أثناء تأدية عمله كمهرج، وأصبحت حياته مليئة بالأحداث السيئة كل يوم فلا أحد يحسن معاملته، والنقطة الوحيدة المنيرة في حياته هي عندما يشاهد برنامج "ستاند آب كوميدي" ويحلم بأن يكون يوما ممثلا كوميديا بهذا البرنامج.

كل هذا كان سببا في ميلاد "الجوكر"، ذلك الشرير السيكوباتي، الذي يتوج بلقب "أمير الجريمة المهرج"، كما هو مشهور بين قراء الروايات الهزلية بداخل "آرثر" وهنا تأخذ القصة منحنى جديدا.

أشاد النقاد بأداء خواكين فينيكس المذهل في الفيلم بدور شخصية "الجوكر" المركبة والمعقدة، حيث فقد الكثير من وزنه لآداء الشخصية، وبرزت أضلاع صدره وعظم كتفه، كما ساعد وجهه الغارق في الكآبة على إظهار جوانب الشخصية، حيث يواجه الجوكر فيه صراعا نفسيا كبيرا لمحاولة إخفاء ميوله الخبيثة بداخله، ويظهر هذا التشويش الداخلي الذي يعاني منه جليا في كل حركة أو نظره يقوم بها، حيث يتسرب الخبث من عينيه حتى يقرر أن يظهر هذه الرغبات الشريرة بداخله للعالم من حوله بعد ما تعرض له من ضغوط نفسية.

ووصف الناقد مارك هوجز بطل الفيلم "فينيكس" بأفضل ممثل رآه هذا العام، حيث يمتلك نوعا من الروح الاستفزازية التي تتغلغل إلى المشاهد ببراعة، كما صرح "فينيكس" نفسه بأنه انجذب إلى الشخصية لأنها غير مكررة ونسجت بطريقة خاصة مختلفة عن السابق، وأشار إلى التناغم بينه وبين مؤلف السيناريو الذي كان لديه الكثير من الحرية في صنع الشخصية وعدم التقيد بالقصص السابقة للجوكر، حيث إن "الجوكر" ليس له أصول في الحقيقة، وبالتالي لم يكن هناك قواعد أو حدود لصنع الشخصية مما أعطاها قدرا كبيرا من الحبكة وساعده على تأدية دوره ببراعة.

وقبل خواكين فينيكس، جسد 3 ممثلين شخصية "الجوكر" على شاشة السينما، هم جاك نيكلسون في عام 1989، وهيث ليدجر في عام 2008، والذي حاز عنه على جائزة الأوسكار بعد حادث وفاته المأساوي، وجاريد ليتو في عام 2016، وتعتبر القصة مشتقة من أفلام مألوفة من قبل مثل "Taxi Driver" و"The King of Comedy".

يوحي "آرثر" فليك بالفوضى عندما تراه في الفيلم، ولكن هناك رسالة خفية يقدمها حيث يبدو الفيلم وكأنه يبدأ ثورة، يتم فيها إسقاط الأغنياء، ويحصل الفقراء على كل ما يحتاجون إليه ويستحقونه، ويصبح الرجال المضطربون نفسيا أبطالا قتلة.

وبالنسبة للانتقادات الموجهة للفيلم، فيرى البعض أنه يسير على خطى فيلم "The King of Comedy"، من إنتاج عام 1982، ومن إخراج مارتن سكورسيزي، حول شخص يسعى بكل السبل أن ينال الشهرة، بالعمل كفنان "ستاند أب كوميدي"، ويحقق حلمه بعد اختطافه لممثل شهير، بينما يؤكد بعض النقاد أن الفيلم حالة خاصة وغير مكررة.

 

الوطن المصرية في

09.09.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004