كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان فينيسيا السينمائي (6):

ميريل ستريب لـ«الشرق الأوسط»: تمثيل شخصيات حقيقية لا يعني الاستنساخ

فينيسيا: محمد رُضـا

فينيسيا السينمائي الدولي السادس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

الممثلة الأميركية حضرت عرض أحدث أفلامها في فينيسيا

لميريل ستريب دوران في فيلم «المغسلة»: هي الزوجة التي فقدت زوجها في حادثة انقلاب مركب في البحيرة خلال رحلة سياحية، وهي سكرتيرة حديثة العهد لدى المحامي الذي هو نموذج للفساد المالي الضارب أطنابه حول العالم.

الدور الأول هو الأكبر بعدد المشاهد المخصصة لها، وأيضاً بكونه أحد المحاور الدرامية التي تُسيّر الأحداث، لكنه ليس دور بطولة. هنا، في هذا الفيلم، ليس هناك بطولة إلا لحديث رأس المال، وكيف يتوزع منتقلاً بين الأيدي التي تصنعه وتخزنه. الدور الثاني لا تتبدّى فيه ستريب مثل ما عهدناها، بل يتم وضع ماكياج خاص على وجهها، وتكبير أنفها، وتغيير تصميم شعرها، واستبدال صوتها ولكنته. لكن من يتمعن قليلاً يستطيع أن يدرك أن هذه السكرتيرة التي تقلد صقور المؤسسة التي بدأت العمل فيها ليست سوى ميريل ستريب نفسها.

الممثلة التي احتفلت في الثاني والعشرين من شهر يونيو (حزيران) الماضي ببلوغها سبعين سنة لديها 62 دوراً سينمائياً منذ أن مثلت بصوتها في فيلم «كل واحد يركب الدوّار» (Everybody Rides the Carousel) سنة 1976. ما هي إلا سنوات قليلة حتى بدأت تترك بصمتها: في فيلم «جوليا» أولاً (تناصفت فانيسا ردغراف وجين فوندا بطولته سنة 1977)، ثم «صائد الغزلان» لمايكل شيمينو (1978)، و«مانهاتن» لوودي ألن (1979)، و«كرامر ضد كرامر» لروبرت بنتون (1979)، قبل أن تقدم الأداء المذهل في «زوجة الضابط الفرنسي» لكارل رايز (1981)، لتتبعه في العام التالي بأداء استحقت عليه كل الجوائز التي نالتها عنه، وهو «اختيار صوفي» لألان ج. باكولا.

فيلم يكشف الستار وهي إذ غادرت في اليوم التالي لإجراء هذه المقابلة بسبب ارتباطها بالتمثيل في فيلمها الجديد، ستدخل تصوير «حفلة التخرج» مباشرة، الذي سيكون من النوع الموسيقي.

وفيما يلي نص الحوار:

·        هل ستقومين بالغناء في فيلمك المقبل؟

- سأغير صوتي قليلاً.

·        في هذه الحالة، ستكون هذه ثاني مرّة في السنوات القليلة الماضية التي ستغنين فيها، بعد «ريكي أند ذا فلاش» قبل ثلاث سنوات.

- نعم، لكني لحنت وغنيت في أكثر من فيلم واحد؛ إنها هوايتي الخفية.

·        أعرف أنك غنيت في «ماما ميا» وفي «فلورنس فوستر جنكينز»، وهما من أفلامك الأخيرة، هل كنت تودين أن تشقي طريقك في الغناء سابقاً؟

- كنت أريد الاثنين معاً، كنت أريد أن أمثل وأريد أن أغني وأكتب الموسيقى؛ كلاهما، وأقول هذا متعجبة، تواكبا معاً مثل خطي سكة حديد على المسرح أولاً ثم في السينما، لكن التمثيل غلب طبعاً. الباقي للتاريخ.

·        هنا في «المغسلة»، يبدو لي أن اشتراكك في فيلم ينتقد المؤسسات الوهمية التي تدير شبكة عملاقة من المنافع وغسل الأموال والتهرب من الضرائب ليس مجرد دور آخر عُرض عليك وقبلت به؛ هو أكثر كإسهام منك في تأييد رسالته.

- لم أكن قد قرأت الكتاب الذي قام ستيفن (سودربيرغ، المخرج) بتحويله. لم أقرأ الكتاب إلا من بعد أن عرض علي المخرج الدور. وحين قرأته، أدركت أنه يعني ما يقوله، وأن عليّ أن أشارك في فيلم يقصد أن يكشف الستار عن أشياء كثيرة في حياتنا، من بينها أنني أدفع الضرائب والآخرين يتهربون (تضحك). عندما أطلعني ستيفن لاحقاً على بعض أفكاره بخصوص المشاهد التي سأقوم بتمثيلها، اكتشفت أن الفيلم لن يكون خطاباً، بل عملاً ترفيهياً في الأساس. وهو هكذا فعلاً، ألا تعتقد؟ هو فيلم جدي في موضوعه، لكنه ساخر سهل بأسلوب سرده.

·        أهميته أيضاً أنه يتناول وضعنا اليوم.

- تماماً. لقد توقفت عن مشاهدة الأخبار أو قراءتها، أو حاولت ذلك أكثر من مرة. وفي كل مرّة، أجد نفسي بعد أيام قليلة أبحث عن مستجدات لما يحدث في أميركا والعالم. رهيب حجم المآسي التي تلف العالم، والحروب التي تمر بها الشعوب. لذلك شعرت بأنه من الأولى أن أشترك في هذا الفيلم لأنه مهم بحق.

·        هل كانت لديك خلفية عن مسألة غسل الأموال؟

- مطلقاً. لم أكن أفهم ما تعنيه الكلمة عملياً. غسل الأموال هو خداع كبير يمارس، وندفع نحن ثمنه. كانت هناك صحافية من مالطا تتابع ما كشفه الكتاب من حقائق، ولا بد أنها اكتشفت أسراراً متصلة بما عرف باسم «أوراق باناما»، لأن المسكينة قضت في انفجار سيارة. نعم، هناك ضحايا متعددون.

·        معظم أفلامك ليست من هذا النوع. أقصد أن «المغسلة» هو كوميديا سوداء، وأجاهد الآن لكي أتذكر أي فيلم كوميدي أسود مثلته، إذا كان هناك واحد.

- لا يوجد بين أفلامي ما هو شبيه بهذا الفيلم. لقد مثلت الكوميديا، ومثلت الدراما، وأنت تعلم، لكن لا شيء كان من هذا النوع، لأن هناك أسلوباً خاصاً عند ستيفن سودربيرغ لا يمارسه سواه.

·        لكن هذا لا يعني أنك لم تمثلي في أفلام ذات قضايا. آخرها «ذا بوست»، لستيفن سبيلبرغ.

- أوه، أفلام القضايا وأنا نعود لسنوات طويلة. في نظري، «صائد الغزلان» و«اختيار صوفي» و«سيلكوود» و«صرخة في الظلام» كلها أفلام بمواضيع ذات قضايا اجتماعية، وأحياناً سياسية.

·        بالتأكيد، لكن أي من أفلامك التي لا تحمل قضايا أو تتحدث عن مواضيع اجتماعية عريضة تحبين أكثر؟

- أوه، مثلت كثيراً، وربما لو ذكرت البعض سأهمل البعض الآخر. لكن مثلاً «الساعات» و«منزل الأرواح» و«جسور مقاطعة ماديسون» و«اقتباس».

·        في «ذا بوست» لعبت شخصية حقيقية، هي شخصية مالكة صحيفة «واشنطن بوست»، لكن بطبيعة الحال معظم أفلامك الأخرى لا تقوم على تمثيل شخصية حقيقية. ما الذي يختلف في التحضير بين الحالتين؟

- أعتقد أن كل ممثل سيقول إن البحث والدراسة أمران مهمان في سبيل تمثيل شخصية واقعية. وهذا حقيقي بالطبع، لكن إلى حد. عندما مثلت دور كاي غراهام (في «ذا بوست»)، قرأت عنها، وقرأت تاريخ القضية التي يتناولها الفيلم (قيام الصحيفة بشراء ونشر وثائق حول الوضع المتدهور في فيتنام، رغم تحذيرات البيت الأبيض)، لكني مثلت الشخصية كما رأيتها في نهاية الأمر، لأن التقليد ليس مطلوباً، ولا هو شرطاً في مثل هذه الحالات. هذا أيضاً ما فعلته عندما مثلت شخصيات أخرى، مثل شخصية كارين في «خارج أفريقيا».

·        هل تعتقدين أن السينما تستطيع تغييرنا صوب الأفضل؟

- هذا سؤال صعب الجواب عنه بنعم أو لا. هناك حالات كثيرة كشفت فيها الأفلام للناس حقائق كانت مخفية، وهناك أفلام مهمة مرّت من دون أن تثير الاهتمام الذي اعتقدت أنها ستثيره، لكن ما أؤمن به هو أن كل فيلم لديه شيء ما يطرحه، مثل هذا الفيلم، يقوم بعمل تمهيدي صوب التغيير؛ كل فيلم هو خطوة لكي يدرك الناس الحقيقة.

·        هل هذا التأثير سهل اليوم أكثر مما كان عليه بالأمس أم أصعب؟

- لا. أعتقد أنه أسهل اليوم مما كان عليه بالأمس. «المغسلة» من إنتاج شركة «نتفليكس»، وهي ليست على غرار الشركات الأخرى في هوليوود التي لديها مكاتب كبيرة في باريس ولندن ومدريد ونيو مكسيكو وسواها؛ هي «غلوبال» موجودة حول العالم لأن «نتفليكس» تتوجه مباشرة للمنازل. لذلك رسالتها تصل إلى كل المشتركين من دون أن تخضع لعوامل التسويق المعتادة. وبوصولها إلى عشرات الملايين، أو ربما أكثر، تنشر الرسالة التي يتضمنها الفيلم.

·        ألا تفضلين الشاشات الكبيرة على الصغيرة؟

- نموذجياً، نعم. لا شيء يضاهي أن تشاهد الفيلم في صالة بشاشة كبيرة، لكن التأثير الذي سألتني عنه أعتقد أنه أكثر وأسهل وصولاً إلى المشاهدين عبر الشاشات الصغيرة.

·        ماذا عن تقنيات المشاهدة؟ الشاشة الكبيرة ضد الشاشة الصغيرة.

- ربما تهتم أنت بذلك، وربما أهتم أنا بذلك أيضاً، لكن غالبية الجمهور لم يعد يهتم كثيراً بحجم الشاشة. لا أعتقد، وإلا لما نجحت تجربة «نتفليكس» و«أمازون» وسواهما.

·        أي أفلام تشاهدين حين تريدين أن ترتاحي من عناء يوم عمل؟

- أشاهد أفلاماً كثيرة؛ كلما سمعت عن فيلم يمدحه النقاد، أو ينصحني الأصدقاء بمشاهدته.

·        هل تشاهدين أفلاماً غير أميركية؟ لنقل أفلاماً آسيوية أو عربية أو أوروبية؟

- عربية؟ سمعت عن أفلام، وأود أن أبدأ التعرف عليها، لكن من الطبيعي - أعتقد - أن تكون معظم مشاهداتي أميركية.

·        لماذا قمت بتمثيل دورين في «المغسلة»؟ هل كانت فكرة المخرج أم فكرتك؟

- كانت فكرة المخرج، ووافقت عليها، لكني قبضت أجرى كشخص واحد (تضحك).

·        لديك ذلك الوجه الذي تستطيعين إدارة تعابيرك عليه بنظام رائع. في هذا الفيلم، أنت في أكثر من موقف، لكن في مستوى واحد: أنت مفجوعة لفقدان زوجك، ثم مندهشة حيال ما يكشفه المحامي لك، ثم متوغلة في العمل لكشف الحقيقة، بأمارات من الهدوء والتعجب معاً. لن أسألك كيف تستطيعين ذلك، بل إلى ماذا تستندين حين تقررين استخدام تعبير ما؟

- استند فقط إلى قدراتي الخاصة. لقد مثلت كل التعابير الممكنة في أدواري (تضحك)، ليس هناك من جديد، ولا أحاول أن آتي بجديد. الجديد الوحيد هو الدور كاملاً وما يتيحه.

·        قصدت أنك ما زلت تبدين ممثلة مختلفة تماماً، إذا قارنت دورك هنا بدورك في «ريكي أند ذا فلاش» أو في «أسود كحملان» أو «جوليا وجوليا»… هذا ليس بمقدور كل ممثل.

- أفهم ما تعنيه، لكني لا أعرف كيف أتحدث عن كيف أمثل الدور، وما الذي يشدني إلى ناحية معينة منه؛ عليّ أن أكتشف الدور، وليس العكس. ودائماً أحاول أن أرتديه، مثل ثيابي.

·        شاهدت مؤخراً، وربما للمرة الثالثة، «اختيار صوفي». هل ما زلت تعتبرينه أحد القمم بين ما قمت بتمثيله؟

- نعم، أنا أيضاً أشاهده من حين لآخر… ليس كل سنة أو سنتين، لكن ربما كل ثماني أو عشر سنوات. ما يخطر ببالي فيه هو كيف أن السينما هي مرتع الحكاية والمعلومات الآتية من التاريخ، وكيف تتبلور إلى فيلم. لا يهم ما هي القصة، المهم هو أن الفيلم الجيد يمنحك الفرصة لكي تزداد معرفة. كلنا كذلك.

 

الشرق الأوسط في

04.09.2019

 
 
 
 
 

واكين فينيكس قاب قوسين من الأوسكار... وبابلو لارين ضلّ طريقه

رسالة البندقية - شفيق طبارة

نجاح فيلم «جوكر» مدينٌ للأصالة التي تُروى بها قصة الشخصية، وبالتأكيد لأداء واكين فينيكس المثالي

البندقية | إذا كان «جوكر» جاك نيكلسون صورة كايكاتورية شيطانية، وهيث لدجر تجسيداً للفوضى، فإن «جوكر» واكين فينيكس رجل ضائع يجد طريقة تدريجية للخلاص من خلال جنونه. هو الفرح والحزن. هو الإرهاب والرحمة. هو الكره والحب. هو الذكاء والتصرفات الساذجة. هو الإنسان. الأميركي تود فيليبس ينظر إلى الجوكر من منظور اجتماعي بحت، يقدم صورة طريفة ومخيفة، استناداً إلى قراءة أصلية للشخصية، التي لا تستمد تجسيدها السينمائي من أفلام سابقة ولا هي استعارة للقصة الرمزية السينمائية «للكاراكتير». آرثر فيليك (واكين فينيكس) ليس شراً مطلقاً مصاباً بجنون العظمة، إنما ولد في مجتمع يحط من شأن «المختلفين»، «الخارجين عن المنظومة الاجتماعية»، هؤلاء المتميزون لا يتقبلهم المجتمع، بل يحط من شأنهم ويقوضهم، يعاملهم بقسوة لأنه، ببساطة، لا يفهمهم ولا يمكنه وضعهم ضمن خانة معينة أو صورة نمطية جاهزة.

في المشاهد الأولى من الفيلم؛ نرى آرثر، يحمل لوحة إعلانية. مظهره الهش وبنيته الضعيفة يجعلانه هدفاً سهلاً لمجتمع يهزأ به ويراه هدفاً للاعتداءات الجسدية. لا يبدو الوضع مختلفاً داخل المنزل؛ فوالدته ترى الأمور بطريقة خاصة برغم حبها له، وهي بحاجة دائماً للعناية والاهتمام. «ولدتَ لترسم الابتسامة على شفاه العالم» تقول والدته ـ الشخص الوحيد الذي يأمل له النجاح. لم يتوقف آرثر يوماً عن حلم حياته المهنية في الكوميديا، في مدينة تغرق في القمامة والأوبئة والعصابات وعدم المساواة. لكن ليس لآرثر حس النكتة. بالنسبة إليه، الكوميديا هي «شيء شخصي». لا يوجد في عقله سوى الاضطرابات والخلل، لا يُعرف ما إذا كان ذلك ناتجاً عن مرض ما أو أنّه أحد الآثار الجانبية لطفولته الصعبة، ولا يبدو أن معالجه النفسي يأبه لذلك. يعطيه فقط حفنة من الأقراص تساعده على الوقوف على قدميه لا أكثر. يضعنا تود فيليبس أمام هذا الرجل الذي يحاول أن يجد مكانه في مجتمع معادٍ، نتبعه في حياته اليومية وهو يحاول اكتشاف الخطوة الأولى لتكوين أسرة سعيدة، والاستماع إلى تقلبات ضحكته الدالة على النشوة المضطربة

«جوكر» ليس فيلماً دموياً. يهتم المخرج بالطريق الذي يؤدي إلى العنف لا العنف نفسه. قصة «جوكر» هي قصة خالدة، لكن الفيلم لم يتم ضبطه كما يجب. فيلم غني بالتفاصيل لكنه مشوّه نوعاً ما من كثرة الأفكار التي يريد المخرج تمريرها بسرعة قياسية. يحتوي على نسيج من أفلام العصابات والانتفاضات الاجتماعية للجماعات المضطهدة، ويسلط الضوء على التناقضات الاجتماعية في مجتمع «غني» حديث. أما وجود موراي فرانكلن (روبرت دي نيرو)، في دور مقدم برنامج حواري شعبي، فيعطي صوتاً للمدينة، ويعزز الإيديولوجيا الرأسمالية التي تسير عليها.

غالباً ما يُظهر لنا الفيلم ما يفكر فيه آرثر (أو أحلامه)، مما أسهم في تشتت أفكار العمل على الرغم من أن هدف المخرج هو مساعدتنا على فهم المسار المزعج لشخص مهزوم بصعوبات الحياة وتحوّله لشخص شرير ومخيف. وفوق كل هذا، يقوم فيليبس بشكل مفاجئ بتحويل مسارات القراءة المتعاطفة مع الشخصية رأساً على عقب ومن مشهد إلى آخر، ما يجعلنا ننسى ما يريد بالتحديد قوله.

نجاح فيلم «جوكر» مدينٌ للأصالة التي تُروى بها قصة هذه الشخصية، وبالتأكيد أداء واكين فينيكس المثالي من الضحكة إلى التعبير إلى لغة الجسد والبكاء. موسيقى الفيلم المليئة بألحان التشيللو، تضفي الشعور بالوحدة في المدينة الحضرية، وتكشف وميض الضوء في الصورة على مدى استمرار الظلام، والسعادة تتحول إلى عبارة وهمية عابرة مثل مسرحيات مصيرية سادية. الثورة تبدأ الآن من مدينة غوثام، الجوكر هو الضاغط على الزناد، ولكن بالتأكيد هناك شخص آخر يحمل السلاح.

«إيما» لبابلو لارين

الفيلم الجديد «إيما» للتشيلي بابلو لارين يعتبر تمريناً على أسلوب شكلي جديد للمخرج في تشريح مجتمع بلاده. بابلو لارين الجديد حاضر بشخصية غير مقنعة كلياً ولكن متحمسة ومجازية. يمكن استخلاص العديد من القراءات من القصة ولا يمكننا إنكار وتيرة الاهتزازات والنشوة المكهربة للفيلم، ولكن أيضاً يمكن اعتباره شيئاً متشائماً وباهظاً بلا معنى. يتمتع الشريط بقوة كاسحة مستعرة متفجرة لجنون العظمة على الشاشة. يرسم طريقاً إلى الجنة والنار معاً. يرفع الاصبع الأوسط لأي مصطلح عن مفهوم الأمومة، والرقي في الفن، وتحرير المرأة وتقرير المصير الجنسي.

«إيما» فيلم متناقض، باعتبار أن العالم الذي يخرج منه الفيلم متناقض بذاته. اهتم التشيلي بقسوة الإنسان في مقاربته للوجود المعذب لزوجين شابين: إيما (ماريانا دي جيرولامو) وغاستون (غايل غارسيا بارنيل) اللذان أعادا للتو ابنهما بولو إلى الميتم الذي تبنياه منه بعدما أصبحت تصرفاته خارجة عن المألوف (أحرق البيت، أحرق وجه عمته، وضع الكلب داخل الثلاجة...). علاقة الاثنين مضطربة، يلومان بعضهما على تصرفات بولو وعلى إعادته للميتم. الحوارات بين الراقصة إيما ومصمم الرقصات غاستون هي حوارات عنيفة لفظياً، دائماً ما توجهها إيما إلى رفيقها المذهول. على الرغم من الفرضية الصارمة والعدوانية التي تتجلى في العديد من العلاقات المتبادلة بين الشخصيات مثل النفاق والتلاعب؛ يسير الفيلم نحو النور والعتمة في آن معاً، ويسمح السرد للعمل بالسير بمحاذاة التعاطف مع الشخصيات أو رفض إيديولوجية إيما.

يبدأ الفيلم قبل كل شيء بحريق متعمد. تصبح النار هي الفكرة المجازية والحرفية لسائر الأحداث. إيما الراقصة في فالبارايسو ــ تشيلي تعتبر الرقص طريقة تعبير ومقاومة وتواصل، سواء مع زميلاتها أو في الحانات الليلية أو الشوارع أو في المدارس حيث تعطي دروساً من وقت إلى آخر أو مع فريق الرقص التجريبي الذي تديره مع زوجها مصمم الرقصات. إيما شابة غير قادرة على التنسيق مع متطلبات دورها في المجتمع، بينما يتحلل زواجها. نراها ترقص تحت أضواء النيون على إيقاعات الموسيقى الصاخبة. تشرع في رحلة السعي الجنسي والشخصي، التي تستمر على اهتزاز الموسيقى والنشوة الجنسية، وستؤدي إلى الاكتشاف التدريجي للتناقضات والنكسات التي لا بد منها في كل مسار لتحقيق الذات. يعود لارين إلى مسقط رأسه ويلتقط «سيلفي» بطريقة اكلينيكية، متابعاً شخصية غامضة يتعذر الوصول إليها.

في «جوكر»، يهتم المخرج تود فيليبس بالطريق الذي يؤدي إلى العنف لا العنف نفسه

يجبرنا الشريط على اتخاذ موقف محدد، لكن سواء كرهناه أم أحببناه، لن نستطيع إغماض أعيننا عن الشاشة. لا يسمح لنا لارين بمعرفة إيما عن كثب، وما إذا كانت ردة أفعالها شخصية بحت أم مجرد انعكاس لأفعال الآخرين. يمكن رؤية إيما ككائن أبله لا يمثل سوى كومة مثيرة للشهوة الجنسية، ويمكن رؤيتها كمتلاعب ذكي يستخدم الجنس للسيطرة على الجميع وجعل الأمور تسير كما يشاء. يدمر لارين الموجود، ويبني المستقبل بالطريقة التي يفكر بها شخوصه. هم الآن أكثر حيوية ولكنهم باهتون وغير ثابتين، حفنة من الأشخاص ذوي الأقطاب المتباعدة محاصرون في حياتهم اليومية، جميعهم مستعدٌّ للوقوع مثل الذباب تحت أي ضغط. ليس للفيلم أفكار واضحة منذ البداية. لا شيء سوى الفوضى، يفرضها علينا المخرج بصوت عالٍ، ويضع ثقله على جسم إنسان يحاول اكتشاف الأجزاء المفقودة منه. سلسلة من الحوارات التي تحاول بشكل مفرط أن تعني شيئاً. فيلم يفيض بكل شيء، يحاول بكل قوته أن يكون مفاجئاً وحيوياً بالرقص أو الموسيقى أو الأضواء، منذ بداية الفيلم والحريق والدراما والرقص الوحشي حتى النهاية.

الواضح أن لارين لا يريد إيصالنا إلى أي مكان. يجب على الشخصية أن تظل غامضة وإلا فقد لارين الطريق وانهار الفيلم. لارين مخرج أفلام مثل «النادي»، و«نيرودا»، و«جاكي» جديد هنا. يضع، أكثر من أي وقت مضى، كل شيء أمام المشاهد. فيلم محير (ليس بالطريقة الإيجابية). الانطباع بأننا أمام عمل فخم وعصري يمنعنا من التركيز على الأسباب النفسية للشخصيات. يبدأ الفيلم من أحشاء الإنسان ويدمج الروح والجسد. يسيطر الأداء والتصوير على الفيلم أكثر من المضمون الذي يتبع خطوات دقيقة من دون أن يكون قادراً على التوقف في المكان الذي كان من الأفضل أن يختتم فيه. إذ يستمر بفائض من كل شيء وفائض وصفي كأنه يريد «تطبيع» كل شيء، وتعزيز القوة المتفجرة، ولكن لا أحد يستطيع الرقص لمدة طويلة! بابلو لارين مخرج يعرف طريقه، أضاعه تقريباً في هذا الفيلم، ولكن قد يولد من رماد «إيما» لارين جديد.

 

الأخبار اللبنانية في

04.09.2019

 
 
 
 
 

كلاكيت: الجوكر مرة أخرى في السينما

علاء المفرجي

استقبل النقاد والجمهور فيلم "الجوكر" بتصفيق لأكثر من 8 دقائق، خلال عرضه الاول في مهرجان فينيسيا ال 76 المقام حالياً،

واجتاز الإعلان النهائي 21 مليون مشاهدة، بعد مرور 3 أيام فقط على موقع "يوتيوب". 

ويتوقع العديد أن هذا مؤشر على منافسته المبكرة في موسم الجوائز السينمائية، بل قد يكون بطله، واكين فينيكس، من أبرز المنافسين على جائزة أوسكار العام المقبل.

ويعرض المخرج ترد فيليبس، رؤيته الخاصة، لشخصية "الجوكر"، أشهر شرير في عالم مجلات "الكوميكس"، وألد أعداء "باتمان"، من خلال سردهم لقصة "آرثر فليك"، وهو مواطن يكافح من أجل شق طريقه في مجتمع مدينة "غوثام"، بالعمل كمهرج أجير في النهار، وذلك أملا منه في أن يكون فنان "ستاند أب كوميدي" في المساء.

ولكن يواجه "آرثر" سلسلة من الضغوطات النفسية والإهانات المتواصلة من جانب المجتمع، تكون السبب في ميلاد "الجوكر"، ذلك الشرير السيكوباتي، الذي يتوج بلقب "أمير الجريمة المهرج"، كما هو مشهور بين قراء الروايات الهزلية.

وقبل أداء واكين فينيكس، جسّد 3 ممثلين شخصية "الجوكر" على شاشة السينما، هم جاك نيكلسون في عام 1989، وهيث ليدجر في عام 2008، والذي حاز عنه على جائزة الأوسكار بعد رحيله المأساوية، وجاريد ليتو في عام 2016.

الشخصيةُ من تأليفِ كلٍّ من جيري روبنسون وبيل فنغر وبوب كين. واستُخدِمت الشخصية في العديد من أفلامِ باتمان منذ ظهورها، وتطوّرت مع تطورِ طرقِ التصويرِ والمعدات.

آخرُ ظهورٍ لها كان في فيلم باتمان “The Dark Knight” الذي أخرجه المبدع كريستوفر نولان، وكان من بطولة هيث ليدجر. أعاد الفيلم تصميمَ شخصيةِ الجوكر بشكلٍ مختلفٍ عّما اعتادَ عليه هواة القِصص المصوَّرة، ونالَ التصميمُ الجديدُ للشخصية إعجابَ النُّقاد السينمائيين وقرّاء القِصصِ المصوّرة على حدٍّ سواءٍ.

وقد عرض قبل عامين الفيلم الوثائقي " I Am Heath Ledger " الذي يطرح السيرة الذاتية للنجم هيث ليدجر، ينقلنا عبر أكثر من تسعين دقيقة مع هذا النجم الذي يعرفه عشّاق السينما بالجوكر الجديد، بأفضل أفلام السوبرهيروز على الإطلاق (فارس الظلام) حيث أدّى دور فاق كل التوقعّات تجاوز فيه ما قدمه من أدوار في السينما، وأصبح أيقونة سينمائية لن تُمحى من ذاكرة جمهور السينما، التي تأثر بها الكثيرون بمدى براعته في إتقان شرها الإنساني.

الفيلم الذي قام بإخراجه أدريان بوتنهيوس وديريك موري، يتضمن لقطات قام بتصويرها ليدجر بنفسه بكاميرته الخاصة، ويقف بمحطات عديدة مر بها في حياته، وكيف كان يتأثر بالشخصيات التي كان يعمل عليها، وليحاول أن يظهرها بأحسن صورة ممكنة، يقوم باختبار ملامح وجهه أمام مرآته المنزلية، ويتحدث فيه العديد من عائلته وأصدقائه وزملائه، حيث يظهر المخرج انغ لي، الذي عمل تحت إدارته في (جبل بروكباك)، قبل أن يختاره كريستوفر نولان لأداء دور الجوكر، مستعرضاً سيرته وطفولته وشغفه الهائل بالتمثيل. ومسلطاً الضوء على عشق حد الهوس في التمثيل، وأيضاً يتقدمه كإنسان متعدد المواهب في العزف والرسم، ولعبه الشطرنج والتي فاز ببطولة مدينة بيرث في استراليا، وهو لم يتعدَ السادسة، وكيف أثّر دوره في شخصية الجوكر في انفعالاته النفسية، حيث لم يستطع الخروج من الشخصية الشريرة، الشخصية المركبة المختلفة والفريدة من نوعها، التي تجتهد لتفسح لنفسها مكانها الخاص.

 

المدى العراقية في

04.09.2019

 
 
 
 
 

"مهرجان فينسيا" يودع عشاقه..

"وهم المحرقة البرتقالية" فى الختام .. وصراع أمريكى أوروبى على الأسد الذهبى

رسالة فينيسا من : مروة ابوعيش

يختتم مهرجان فينسيا السينمائي الدولي فعالياته بعد ثلاثة أيام من نشر هذا المقال اى فى السابع من الشهر الجارى ، ليودع بذلك رواده من كل انحاء العالم بعد 11 يوما من برنامج غنى ومتنوع من أفلام طويلة وقصيرة روائية ووثائقية، ورسوم متحركة، وخيال علمى وأفلام سياسية، وكوميدية وغيرها .

وبالطبع ليس فقط من خلال المسابقة الرسمية ولكن من خلال برامج اخرى موازية لا تقل أهمية عنها، فيوجد مسابقة أفاق للافلام الطويلة والقصيرة، مسابقة ايام فينيسيا، اسبوع النقاد، خارج المسابقة، وقسم سكونفى يتضمن أفلام فنية وأفلام فنية وأفلام تجريبية وفنانين ومسلسلات تلفزيونية، كما يوجد ورشة تدريبية متقدمة لتطوير وإنتاج ثلاثة أعمال سمعية وبصرية للميزانية الصغيرة ، مفتوحة لفرق من المديرين والمنتجين من جميع أنحاء العالم اسمها "بينالى مدرسة سينما"، قسم فينسيا الواقع الافتراضي، وقسم عروض خاصة حيث عرض النسخة المرممة "بو سان" للمخرج التايوانى تساي مينج ليانج ومن اعماله"وداعا" و"دراجون إن".

ولقد اختارت ادارة مهرجان فينيسيا بقيادة رئيسه ألبرتو باربيرا ، ان يكون فيلم الختام هو "وهم المحرقة البرتقالية"، فى القاعة الكبيرة فى قصر المهرجانات، وهو العرض العالمي الاول له، بعد حفل توزيع الجوائز، وسوف تذيع الحفل الممثلة الأيطالية اليساندرا ماسروناردى.

الفيلم دراما ايطالية امريكية من نوعية أفلام الأثارة من اخراج الايطالى جيسيبى كابوتوندى الذى يعود بهذا الفيلم بعد غيابه منذ عام 2009 حيث شارك باول افلامه "الساعة المزدوجة"، وفاز بجائزة أفضل ممثلة. الفيلم سيناريو وحوار سكوت سميث، وهو مأخوذ من كتاب يحمل نفس الاسم للكاتب شارل ويلفورد، بطولة كليس بانج واليزابث ديبيكى، وميك جاجر و ودونالد سوثرلاند.

اما خلال الأيام الثمانية الماضية وتحديدا منذ يوم 28 أغسطس، انطلقت عروض المهرجان العريق صاحب الستة والسبعين عاما، وكانت تبدأ العروض فى الثامنة والنصف صباحاُ وتنتهي فى العاشرة مساءا، وطوال اليوم عروض افلام ومؤتمرات وتكريمات ودروس سينما، وفعاليات كثيرة لا تحصى ولكن من الممكن أن نحصر أهمها على الأطلاق هو تكريم الممثلة الأنجليزية جولى اندروز وحصولها على جائزة الأسد الذهبى للانجاز الفنى وكان ذلك يوم الأثنين الماضى الثانى من سبتمبر حيث امتلأت القاعة على أخرها لحضور تكريمها ومشاهدة النجمة الكبيرة على قرب.

وقبلها بيومين يوم 31 سبتمبر، تم تكريم ايضا المخرج الأسبانى بدرو المودوفار الذى حصل ايضا على جائزة الأسد الذهبى للانجاز الفنى فى الاخراج، ومن المخرجين الكبار ايضا الذين تم تكريمهم المخرج اليونانى الفرنسي، وكان ذلك فى الأول من سبتمير ، وحصل على جائزة الإسهام الفنى الخاصة والابتكار في السينما المعاصرة كما عرض له فيلم "كبار فى حجرة" المأخوذ عن وزير المالية اليونانى السابق يانس فاروفاكس، ويطرح مفاوضات إنقاذ اليونان في عام 2015.

أما عروض الأفلام فكان يعرض فى اليوم الواحد حوالي 57 فيلما ما بين افلام طويلة وقصيرة واعادة أفلام ، موزعة على تسع قاعات. ومن أكثر الأفلام التى حظت على اشادة كبيرة فيلم "قصة زواج " الذى عرض فى ثانى يوم للمهرجان بطولة سكارليت جوهانسون وادم درايفر، لورا درن، راى ليوتا، وهو فيلم درامي كوميدي من تأليف وإخراج نواه باومباخ ، عن زوج “يدعى شارلى وزوجة تدعى نيكول، يعملان فى المجال السينمائى ، هو مخرج وهى ممثلة، لديهما طفل هو "هنرى"، تقرر نيكول ، الممثلة المحبطة ، أنها لم تعد ترغب في الاستمرار بالزواج وتواجه تشارلي بالطلاق، ويتضح أن الامر صعباً ليس لانهما سينفصلان ولكن لانه يعيش فى بلد وهى فى بلد اخرى الامر الذى يعقد امر حضانة الطفل فمن منهما سيفوز به، الفيلم قصته بسيطة جدا ولكن اداء سكارليت وادم درايفر صنع من الفيلم حالة مختلفة وذكاء المخرج فى أن يشعر المشاهد الصعوبات التى يواجهها الاثنين معا، وحوار عالى المستوى متقن، الفيلم امريكى الصنع وينافس على ألسد الذهبلا، وتوقعات فوزه كبيرة خاصة عنصر التمثيل.

الفيلم الثانى فى نفس المسابقة هو "اد استرا" او بين النجوم، بطولة براد بيت وتومى لى جونز واخراج جيمس جراى الذى يطل علينا بملحمة فضائية استثنائية ، ت.فى كل شئ، فكرة الفيلم والتصوير والاخراج والتمثيل، فجميعها عناصر هامة فى أى فيلم ويصعب احيانا ان تكتمل جوانبها الفنية، ولكن فى فيلم جيمس جراى فكل هذه العناصر مكتملة ، وتنتقل معه الى عوالم خفية لا يمكن توقعها، ةالفيلم ينافس بشمل كبير على التمثيل والأخراج.

ايضا فيلم "لاوندورمات" او "غسيل الأموال" الذى يضم مجموعة هائلة من النجوم ميريل ستريب وانطونيو بانديراس وجارى اولدمان، واخراج ستيفن سودربرج، وهو فيلم درامي كوميدي ساخر لا يوجد له شبه، يستعرض معلومات عن الرأسمالية ودورة المال، وغسيل الأموال والفساد المالى وكيف ذلك يكون له الأثر على افراد اخرى في المجتمع احلامهم بسيطة ولكن بصعب تحقيقها، كما يطرح فضيحة أوراق بنما ، التي كشفت بالتفاصيل ما لم تنشره وسائل الإعلام الكبرى، عن شبكة كبيرة من الرأسماليين حول العالم "الشركات ، والمواطنين الأثرياء ، والمجرمين" الذين يخفون اصول شركاتهم لتجنب دفع الضرائب، الفيلم ينافس على الاخراج والتمثيل والسيناريو، فكل عناصره مكتملة..

ومن إيطاليا التى لها نصيب الأسد بستة أفلام؛ جاء فيلم "مارتن ايدن" المأخوذ عن رواية للكاتب الأمريكى جاك لندن عام 1909؛ اخراج بيترو مارسيلو سيناريو موريزيو بروتتشى وبيارو مارسيلو الفيلم عن الشاب ايطالى "مارتن ايدن" ينتمى إلى الطبقة الفقيرة ويتعرف على فتاة من الطبقة المتوسطة وحتى يرتقى لها حاول ان يطور من نفسه بالقراءة لأنه فشل فى استكمال دراسته؛ حتى يجد طريقه إلى كتابة الروايات والشعر؛ ولكن مارتن الوقت الذى يعيش فيه ظهرت موجة الاشتراكية ولكنه كان رافضا لها ويرى أنها أخلاق العبيد؛ الفيلم قصته جذابة ويبرز الطبقة التى ينتمى اليها مارتن بشكل كبير حتى حينما يتحول حاله إلى الأفضل نستطيع تتبع تغيير شخصيته بسهولة؛ ولقد استطاع الممثل الايطالى لوكا مارينسبي فى التحكم فى أدوات شخصيته والذى استطاع أن يتنقل بسلاسة ونعومة من مرحلة الى اخرى؛ واعتقد أن هذا الممثل اذا لم يحظى على جائزة أفضل ممثل فأن هذا الفيلم سينقله بالتأكيد لمرحلة أفضل فى حياته المهنية.

الجميع مترقب من الذى سيقتنص الأسد الذهبى؛ الأفلام كثيرة والسئ منها قليل والحيرة بالتأكيد ستصيب لجنة التحكيم وسط هذا الزخم من الإبداع السينمائي؛ ولكن بالتأكيد الفائز الأساسي المشاهد عاشق السينما الذى استمتع بهذه الأفلام الاستثنائية التى لن يشاهدها إلا فى مهرجانات عالمية مثل مهرجان فينيسا السينمائي الدولى .

 

الجمهورية المصرية في

04.09.2019

 
 
 
 
 

تكريم هند صبري بجائزة "آل باتشينو".. أول عربية تحصل عليها

العين الإخبارية - صفوت دسوقى

كرمت مؤسسة الصحفيات الإيطاليات الممثلة التونسية هند صبري على هامش فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ76، ومنحتها جائزة Starlight Cinema Award التي حصل عليها سابقا النجم العالمي آل باتشينو

وأعربت الممثلة التونسية، التي اختيرت عضوا بلجنة تحكيم مسابقة العمل الأول بمهرجان فينسيا وهي المسابقة التي استحدثت هذا العام، عن سعادتها بفوزها بهذه الجائزة العالمية.

ونشرت صبري، عبر حسابها الرسمي على موقع أنستقرام، مجموعة صور خلال تسلمها الجائزة، معلقة: "تسلمت اليوم جائزة Starlight Cinema Award من مؤسسة الصحفيات الإيطاليات".

وأضافت: "فخورة كوني أول فنانة عربية تحصل على هذه الجائزة التي بدأت عام ٢٠١٤، وفاز بها عدد كبير من النجوم العالميين مثل آل باتشينو".

وهنأ عدد من المشاهير العرب صبري على الجائزة، وعلق التونسي ظافر العابدين: "ألف مبروك يا صديقتي"، بينما علقت المطربة التونسية لطيفة: "ألف مبروك.. تستاهلي".

كما هنأتها الفنانات التونسية درة زروق، والمصريتان غادة عبدالرازق وحلا شيحة، والسورية كندة علوش، والإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد، والممثلون: اللبناني مكسيم خليل، والمصريان عمرو سعد، وأحمد خالد صالح.

وحققت هند صبري نجاحا ملحوظا خلال مشاركتها في بطولة فيلم "الفيل الأزرق 2"، الذي طرح أغسطس/آب، وأشاد الجمهور والنقاد بدورها في العمل السينمائي الذي لعب بطولته النجمان المصريان كريم عبدالعزيز وخالد الصاوي

 

بوابة العين الإماراتية في

04.09.2019

 
 
 
 
 

بطلة "ستموت في العشرين" لـ"الوطن": تدربت على يد محمود حميدة

كتب: نهال سليمان

"سيموت يوم يكمل عامه العشرين"، منذ شب مزمل النور وهو يسمع هذه النبوءة التي عرفها كل الناس ويرددها كل أهل قرية ولاية الجزيرة السودانية، حيث دارت أحداث الفيلم السوداني "ستموت في العشرين"، الذي فاز أمس بجائزة الفيلم السينمائي الأفريقي الأكثر تأثيرا في مهرجان البندقية العالمي.

وشارك الفيلم في مسابقة أيام المؤلف في المهرجان السينمائي الدولي لدورته الـ76، ومنح الجائزة لكونه الفيلم الأفريقي الأكثر تاثيرًا في المهرجان.

إسلام مبارك: جائزة جاءت في ظروف مريرة تمر بها السودان

قرية سودانية صوفية الطابع، تضع بها "سكينة" ولدها الذي طال انتظاره، والتي تبدو بشخصية ذات قوة وقدرة على الصلابة والتماسك، رغم مشاعر الترقب والانتظار التي فرضتها عليها، بعد نبوءة شيخ ذهبت إليه برضيعها لتباركه، ليقول لها أنه سيموت عندما يكمل عامه العشرين.

تروى الفنانة السودانية إسلام مبارك التي قامت بدور سكينة لـ"الوطن"، أن الفوز بجائزة الحصان النحاسي في مهرجان فينيسيا الدولي كأكثر فريق أفريقي مؤثر لفخر كبير، وخصوصا أنه جاء في وقت تمر فيه السودان بثورة وأحداث مريرة، لكن المجهود والحب اللذان تم استمثارهما في الفيلم كانا كفيلان بترقبها للفوز بجوائز عالمية، مضيفة "إحنا أول عرض لينا في مهرجان فينسيا وهنروح بعده مهرجان تورينتو ثم الجونة وأتوقع نعرض في مهرجانات كتير ونحصل جوايز كتير.. الفوز نفسه ثورة".

تعاون سوداني مصري، كان له مساهمة في إثراء العمل السينمائي الفائز في فينيسيا إلى جانب تعاون مع دول أخرى كفرنسا والنرويج ، وذلك وفقا لبطلة الفيلم "أهم شخصيه ساعدتني على امتلاك خيوط الشخصية أستاذة سلوي محمد علي، بتدرييات ونصايح والحب الكبير اللي حسيته منها، ومن الممثلين اللي اشتغلوا معانا ورش تدريبية أستاذ محمود حميدة". 

تاريخ حافل من الدراما لكنها أول تجربة سينمائية لبطلة فيلم "ستموت في العشرين"، والتي تحدثت لـ"الوطن" بسعادة وفخر شديد بعد فوز أول فيلم لها في مهرجان عالمي، فقد استعدت لشخصية سكينة، والدة الطفل المتنبأ بوفاته قبل أن يتم العشرين، استعدادا خاصا، فقد أحبت الشخصية منذ قراءتها، وقد ساعدها التدريبات السابقة للتصوير وقدرة فريق الانتاج والإخراج على خلق بيئة مقاربة للبيئة التي كتب بها الفيلم والمستوحاة من رواية "النوم عند قدمي الجبل" للروائي السوداني حمور زيادة.

فيلم "ستموت في العشرين" هو تجربة الاخراج الأولي للمخرج أمجد أبو العلاء، الذي يروي قصة "مزمل" بن "سكينة" الذي يقضي حياته في انتظار الموت وسط نظرات الشفقة من أهل القرية، لتحاول سكينة منع تحقق النبوءة.

 

####

 

"المرشحة المثالية".. تجربة سعودية تجذب أنظار العالم فى "فينيسيا"

كتب: نورهان نصرالله

«The Perfect Candidate» أو «المرشحة المثالية».. تجربة سينمائية جذبت الأنظار إليها من اللحظة الأولى من الإعلان عنها، حيث تعتبر خطوة هامة للسينما السعودية الناشئة للوجود على خريطة مهرجانات السينما العالمية، خاصة بالمشاركة فى مهرجان بحجم فينيسيا السينمائى فى دورته الـ76، التى تنتهى فعالياتها فى 7 سبتمبر الحالى، تنافس المخرجة هيفاء المنصور على الأسد الذهبى أمام مجموعة من صناع السينما الأبرز فى العالم، حيث لا تمثل المشاركة الأولى للمملكة العربية السعودية فى المسابقة الرسمية فقط، بل الفيلم العربى الوحيد فى الدورة الحالية، فضلاً عن كونها واحدة من بين مخرجتين فقط تشاركان فى المنافسة القوية التى تشمل 21 فيلماً.

اختارت هيفاء المنصور أن تلقى الضوء على وضع النساء فى المجتمع السعودى، من خلال فيلمها الروائى الثانى الذى تدور أحداثه فى المملكة العربية السعودية، بعد «وجدة» عام 2012، ويعتبر الفيلم الأول الذى يحصل على دعم من المجلس السعودى للأفلام.

تدور أحداث الفيلم حول «مريم» طبيبة سعودية، تعانى من مشاكل بعضها بسيط، مثل عدم تمهيد الطريق أمام المركز الطبى الذى تعمل به، أو جوهرى مثل تعرضها للتمييز الجنسى فى عملها، وعندما ترغب فى السفر إلى مؤتمر فى دبى تكتشف أن تصريح السفر الخاص بها فى حاجة للتجديد، (حيث لا يسمح للسيدات السعوديات بالسفر دون موافقة ولى أمرها)، وسفر والدها الذى يعمل فى فرقة فنية حال دون ذلك، وفشل خطتها فى السفر يقودها بالصدفة إلى ترشيح نفسها فى الانتخابات البلدية فى محاولة لإحداث فارق، وأمام رغبتها فى كسر تقاليد مجتمع محافظ، تواجه الشابة السعودية تحديات كبيرة تحاول تجاوزها بدعم عائلتها.

زان بروكس: تحية للروح الأنثوية ويعتبر جزءاً ثانياً من "وجدة"

بعد عرضه الأول فى مهرجان فينيسيا السينمائى، حظى فيلم «المرشحة المثالية» بردود فعل مشجعة من النقاد، من بينهم الناقد السينمائى زان بروكس فى مقاله بـ«الجارديان»، الذى وصف الفيلم بأنه «تحية أخرى للروح الأنثوية التى لا تقهر»، حيث وجد أن من السهل اعتبار الفيلم جزءاً ثانياً من فيلم المخرجة الأول «وجدة»، قائلاً: «الفيلم هو قصة بسيطة، يتم سردها دون مبالغة، ولكن تظهر قوتها فى القناعة والأمل فى عالم أفضل، تظهر لنا المملكة العربية السعودية كمكان تبرز فيه الحداثة ضد النزعة المحافظة الراسخة، يشير الفيلم إلى أنك قد تكون بحاجة إلى شخص ذكى وجرىء ليضع يده على عجلة القيادة ويغير الاتجاه ولو درجة واحدة، قد يكون هذا الشخص وجدة أو مريم أو هيفاء المنصور نفسها».

جاى فايسبرج: الصورة السينمائية للعمل لم تكن الأفضل

بينما قال الناقد جاى فايسبرج فى مقاله المنشور بمجلة «فارايتى»، «يبدو أن المنصور ملتزمة بمشروعها السينمائى الحالى بشكل أكبر من التزامها بمشاريعها السابقة المتمركزة على الغرب (Mary Shelley) و(Nappily Ever After)، خاصة أن شخصيتها تكمن بالكامل داخل شخصيات الفيلم، لم تكن الصورة التى صنعها المصور السينمائى باتريك أورت مميزة بشكل كبير، بينما كان لضاحى الهلالى ظهور مرحب به، كما أدت نجمة الغناء خديجة معاذ إلى إحداث تأثير حقيقى، حيث تولد شرارات من الدفء البهيج كلما ظهرت على الشاشة».

وقال الناقد اليكس بيلينجتون إن أحداث الفيلم تدور حول امرأة شابة تكتشف صوتها، متابعاً: «فيلم ملهم ورفيع، يتحرك بسرعة ويمنحنا قصة جيدة نتابعه، بغض النظر عن ثقافتك وجذورك، يمكنك التواصل مع الفيلم والاستمتاع به، الأهم من ذلك كله، أعتقد أن هيفاء المنصور هى واحدة من أكثر المخرجين الموهوبين الذين يصنعون الأفلام هذه الأيام، حيث تصنع أفلاماً يسهل مشاهدتها، هذا لا يعنى أنها لا تستطيع تقديم أفلام أكثر عمقاً، لكن براعة سرد القصص مع فهمها التقنى يجعل أفلامها دائماً أكثر جاذبية، ويثبت فيلمها الجديد أنها مستمرة فى التعلم والنضج على المستوى السينمائى».

ديبورا يانج: المخرجة قدمت وجهة نظر صريحة حول المجتمع السعودى.. والموسيقى لعبت دوراً مهماً فى الفيلم

بينما وصفت الناقدة ديبورا يانج الفيلم بـ«قصة نسوية بسيطة لبطلة لا تقاوم» فى مقالها المنشور بموقع «هوليوود ريبورترز»، قائلة: «حكاية من الشرق الأوسط مليئة بالمرح عن شابة شجاعة مصممة على إثبات هويتها فى واحد من أكثر المجتمعات قمعية فى العالم، تقدم هيفاء المنصور خلال الفيلم وجهة نظر صريحة حول المجتمع السعودى الذى يثير فضول الجماهير الغربية، فهى فئة خاصة من نوعها يمكن أن تجذب المشاهدين بعيداً عن المهرجانات»، وتابعت «يانج»: «النقاط الضعيفة فى الفيلم قد تكون المظهر البسيط، التصوير والإضاءة فى الفيلم مثل أعمال التليفزيون التى يتم إنتاجها على عجل، بينما لعبت الموسيقى دوراً هاماً فى الحكاية».

هناك تغيرات فى المجتمع السعودى يجب على النساء استغلالها

وفى المؤتمر الصحفى الخاص بالفيلم، أشارت هيفاء المنصور إلى أن هناك عدداً من التغيرات تحدث فى المملكة السعودية، وهى فرصة يجب على النساء استغلالها»، متابعة: «أرغب شخصياً فى مشاركة المزيد من النساء فى السياسة وأن يصبحن فاعلات فى المجتمع، لكن الأمر سيكون صعباً لأن المجتمعات ما زالت متحفظة، والأسر لا تريد أن تتولى النساء مناصب ولا أن تخرج فى العلن».

هيفاء المنصور: مشاهدة ممثلات سعوديات على السجادة الحمراء أمر مؤثر للغاية

وأضافت المنصور: «رؤية ممثلات سعوديات على السجادة الحمراء مع تلك الفساتين كان أمراً مؤثراً للغاية، متأكدة أن هناك الكثير من الناس المحافظين الذين لا يريدون رؤية نجمة أنثى بارزة، وامرأة تصنع أفلاماً، وامرأة تقوم بعمل فيلم عن السياسة، أنا صانعة أفلام أحترم المكان الذى أتيت منه، أعرف أنه مكان محافظ سياسياً وتقليدياً ودينياً، لكن كيف يمكننا أن نجعل تلك الحدود أوسع كل يوم، نحاول فقط دفع الهوامش قليلاً، حتى يتمكن الناس من النقاش ويكون لدينا مساحة أكبر من الفن، ولذلك يجب أن يكون التغير عميقاً وليس على السطح»، وتابعت مخرجة فيلم «المرشحة المثالية»: «أعتقد أن المجتمع السعودى يمضى قدماً، تتغير الحريات الاجتماعية، خاصة بالنسبة للمرأة، يمكنها السفر، قيادة السيارة، التصويت أو حتى الترشح للمناصب، ولكن هل يصوت الناس لهن، كيف يفكر الجمهور، كيف سيرى الناس فى الشارع، هذه أسئلة مهمة جداً، إنها تخلق هذا السرد، يجب أن تذهب وتصوت لصالح النساء، يجب أن تثق حقاً فى النساء وفى قدرتهن على القيادة».

ونشرت مجلة «فارايتى» حواراً مع المخرجة السعودية، وبسؤالها عن إذا كانت السياسة أثرت على صناعة الأفلام السعودية منذ رفع الحظر المفروض على السينما لمدة 35 عاماً، فى عام 2017، ردت: «بغض النظر عن الوضع السياسى، يجب أن يسود الفن دائماً وأن يمنح الأولوية القصوى، لأنه ما يدفع للحضارة لتنمو، ويشكل عقول الناس وقلوبهم».

تطرقت «المنصور» إلى تمكين المرأة فى المملكة العربية السعودية، حيث مُنحت النساء مؤخراً حق السفر إلى الخارج دون إذن من أقاربهن الذكور، وسُمح لهن أخيراً بقيادة السيارات، حيث تعتبر كلتا الخطوتين نتيجة لسنوات من النشاط، وعند سؤالها عن الخطوات التالية، قالت إن التغيير يجب أن يأتى من داخل النساء السعوديات أنفسهن، متابعة: «نحن مبرمجون لأننا كنا أطفالاً نخجل من الأضواء ومن التعبير عن آرائنا، وبالتالى إبعاد المرأة عن طريقة التفكير تلك يشكل تحدياً كبيراً، أعتقد أن الخطوة التالية هى تمكين النساء من الشعور أنه من الجيد القيام بذلك، والآن حان الوقت للمضى قدماً».

على عكس فيلمها السابق «وجدة»، فإن هيفاء المنصور واثقة من أن فيلمها الجديد سيعرض فى السعودية، ولكن ليس دون بعض التحديات، قائلة: «لدينا بالتأكيد دور سينما الآن، بالرغم من قلة عدد الشاشات، وبالتالى سيتم عرضه، لكن الموزعين ما زالوا يحاولون معرفة كيفية تسويق فيلم فنى سعودى».

 

الوطن المصرية في

04.09.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004