كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

مهرجان البندقية الـ٧٦:

لا تحفة سينمائية حتى الآن!

البندقية - هوفيك حبشيان

فينيسيا السينمائي الدولي السادس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

حتى مساء الأحد الفائت، كان قد عُرض في مهرجان البندقية السينمائي (٢٧ آب - ٧ أيلول) نحو نصف عدد أفلام المسابقة التي تترأس لجنة تحكيمها هذا العام المخرجة الأرجنتينية لوكريسيا مارتيل. جرياً على العادة، بدت الأفلام التي شاهدناها على جزيرة الليدو متفاوتة القيمة والمستوى. وكالعادة أيضاً، سألنا أنفسنا والزملاء غير مرّة عن السبب الذي جعل فيلم المخرج الفلاني يدخل المسابقة رغم ضعف قيمته الفنية.

لا تتوافق آراء النقّاد دائماً مع آراء الجمهور العريض الذي توجّه إلى البندقية بأعداد كبيرة تحت حرارة عالية جداً. حتى النقّاد منقسمون حول العديد من الأفلام، أحدها "نحو النجوم" لجيمس غراي الذي خذلنا، في حين اعتبره آخرون تحفة سينمائية. فيلم آخر لم يكن هناك اجماع حوله وهو "إني أتّهم" للمخرج الكبير رومان بولانسكي. أما الفيلمان اللذان نالا أكبر قدر من التصفيق خلال عرضهما الصحافي (العروض الجماهيرية كلها متشابهة لناحية التصفيق)، فهما "الجوكر" لتود فيليبس حيث يقدّم يواكين فينيكس أداء باهراً، و"حكاية زواج" لنوا بومباك. أما الفيلم السعودي، "المرشّحة المثالية" لهيفاء المنصور (الفيلم العربي الوحيد الذي يتسابق على "الأسد الذهب")، فلم يقنع كثرا من النقاد. في الآتي، جولة على بعض الأفلام المعروضة في الدورة السادسة والسبعين (التي تنتهي السبت المقبل)، على أن نعود في جولات لاحقة للتحدّث عن أفلام أخرى أبهرتنا أو خذلتنا أو بقينا لامبالين حيالها.

"نحو النجوم" هو الخذلان الأكبر في هذه الدورة إلى الآن. فيلم مخيب بقدر عظمة جيمس غراي الذي مدّنا بروائع في السنوات الأخيرة. يغامر غراي بعيداً من عالمه الواقعي المعتاد، سواء الذي بناه في نيويورك أو في أدغال الأمازون، لكنه يحافظ مع ذلك على بعض تيماته مثل رابط الدم بين الشخصيات الذي يعمّق الصراع، إلا أنه يتبدى جلياً، وبسرعة قياسية، أنه ليس سوى لزوم ما لا يلزم.

غراي ليس الأول ولن يكون آخر مَن يتيه في الفضاء الخارجي الواسع، الوجهة التي اختارها لفيلمه، في نوع من مغامرة علمية خيالية تحاول التميز، إلا أنها، في النهاية، لا تسمن ولا تغني عن جوع. كثر تاهوا في الفضاء، من ديفيد لينتش إلى براين دبالما وغيرهما. الفيلم إذاً رحلة رائد الفضاء روي ماكبرايد (براد بيت) إلى أقاصي النظام الشمسي، بحثاً عن والده (تومي لي جونز) الذي سافر إلى هناك قبل سنوات ولم يعد، يوم كان البحث عن حياة في كواكب أخرى دارجاً. سيتولى روي المهمة مع إحساس أنه المخلّص، مدفوعا بحجّة شخصية. يموضع غراي أحداث فيلمه في مستقبلٍ قريب يشبه حاضرنا، مع الفرق ان شركات سفر باتت ترسل سياحاً إلى القمر حيث نشأت مستعمرات. ومن هنا السؤال: لماذا يريد غراي هذا "التشويش" على حاضرنا، ذلك ان لا فرق كبيراً بين ما نعيشه وما نراه على الشاشة لناحية التطور التكنولوجي؟ المسألة الأخرى، ولعلها أجمل ما في الفيلم، هي هذه البساطة التعبيرية التي تثري سينما غراي. المخرج الكبير لا يحتاج إلى الكثير ليبهر، الا ان المساحات المتاحة أمامه تؤكد أن البعض يحتاج إلى قيود وضغوط كي يخرج أفضل ما لديه.

"إني أتّهم" عمل ممتاز. كلّ مشهد فيه مرسوم بعناية تبلغ حدّ الهوس أحياناً. قضية الضابط الفرنسي اليهودي ألفرد درايفوس (يضطلع بالدور لوي غاريل) الذي يُتَّهم زوراً عام ١٨٩٤ بالتجسس لمصلحة الألمان وبيع أسرار عسكرية لهم فيُحاكَم بالخيانة العظمى، معروفة جداً وكثر يعتبرونها تمهيداً لأوروبا العقود التالية، وصولاً إلى النازية. درايفوس شخصية أيقونية حملت على ظهرها خطايا يهوديتها، والفيلم الذي أنجره بولانسكي يحمل عنوان الرسالة المفتوحة التي وجّهها اميل زولا إلى رئيس الجمهورية الفرنسي في صحيفة "لورور" لإدانة هذا الفعل المشين في حقّ درايفوس والكشف عن مأسسة معاداة السامية التي كانت معششة على أبواب القرن الحادي والعشرين. الرسالة تلك فجّرت القضية وسلّمتها الى الرأي العام.

يتعامل بولانسكي مع هذه الأفلمة لرواية كتبها روبرت هاريس، ببرودة وجفاف ومسافة وطول أناة لطالما ميّزته عن كُثُرٍ من أبناء جيله. في الرواية كما في الفيلم، تُطرَح القضية من وجهة نظر الكولونيل جورج بيكار (جان دوجاردان في أداء باهر)، الشاهد على عملية إذلال درايفوس واستبعاده من الجيش وإرساله إلى جزيرة الشيطان (مستعمرة غويانا الفرنسية). فبعد تسلّمه مكتب الاستخبارات العسكرية الذي كان فبرك أدلة تدين درايفوس، يسعى الرجل إلى ترتيب وضع البيت الداخلي بعد الفوضى التي أُثيرت فيه، وإذا به يكتشف الظلم الذي تعرّض له درايفوس. نحن أمام فيلم معادٍ للعسكر، بكلّ تفاصيله المقروءة والخفية. لا يبخل النصّ في هذا الصدد البتة. العفن الذي يتآكل أروقة المؤسسة العسكرية ومكاتبها وكذلك عقول الجالسين على أقفيتهم فيها، مطروح مباشرة حيناً وكاريكاتوريا أحياناً، لكنه طرح غير مزعج أو متحامل. لا أحد في هذه البيئة يريد الحقيقة، سوى بيكار! درايفوس لا نكاد نراه، فهو شخصية ثانوية جداً في الفيلم، يكاد يكون غير مهمّ، لأنّ بولانسكي يتحدّث عن قضية إنصاف وضمير وقائل حقيقة.

في "المرشّحة المثالية"، لا تتردد المخرجة السعودية هيفاء المنصور في نشر الغسيل الشرق أوسطي الوسخ أمام أضواء البروجكتورات والرأي العام العالمي. ذكورية، احتقار للمرأة، عقلية محافظة، قوانين بالية، هذا بعض ممّا ينتظرنا في جديدها. فيلم هيفاء المنصور يقول بصوت عال ما يتردد عادةً بنبرة صوت لا تكفي للتغيير. فهو فيلم يلجأ إلى التلخيص، الإيجاز، العرض الشامل، حصر المشكلة الاجتماعية، تشخيص المرض، من دون أي لجوء إلى العمق. شتّان بين أن ترى الشيء وأن تكشفه. رغم الجرأة الآنفة الذكر، فإنه يبقى فيلماً يخضع لضوابط معينة وإحراجات وتنازلات لتشكيل صورة تمنح الانطباع أنها تقلب الطاولة، لكنها صورة استيعابية تميل إلى الوسطية. إنه الانفتاح والحرية وحدودهما في آن معاً، كما رسمهما عهد محمّد بن سلمان. الحكاية هي الآتية: يخطر لطبيبة شابة (ميلا الزهراني) الترشّح للانتخابات البلدية في الرياض. هذا كلّه يحصل عن طريق الصدفة. لا مشكلة في ترشّحها سوى أنها امرأة، ولا صدقية لها عند الناخب السعودي. ويبدو انها ستدفع ثمن ذلك، رغم ان والدها رجل تقدمي نسبياً، يعزف في فرقة موسيقية ويجول المدن برفقتها. ولهذه الفرقة حكاية أيضاً: فهي تبحث عن الاعتراف الرسمي بعد فترة من الحظر، بسبب القوانين المجحفة التي تمنع الموسيقى. لكن، دعونا نكتفي ببطلتنا الثائرة. فهي ستسعى لفرض الاحترام، حتى لو تحقق من خلال كسر تقاليد المجتمع السعودي المحافظ. ولكن، دائماً تحت سقف الأب، شأن المنصور نفسها. نحن أمام نموذج صارخ للفيلم النسوي الذي يرى في الرجل مصدراً لكلّ الشرور، وينتصر ليس لقضية المرأة الشرق أوسطية فحسب، بل لأبسط حقوقها: الحق في السفر والعيش بكرامة، والحق في إسماع صوتها والمشاركة في صناعة قرارات بلادها. بهذا المعنى، نحن حيال فيلم نضالي لا يخفي نضاليته بل يتباهى بها إلى حدّ ما، يسعى إلى تحويل الشخصية الرئيسية "أيقونة تغيير منشود"، تغيير لن يتحقق إلا بالمزيد من النضال، لأن الطريق طويلة أمام النساء لإطاحة العقلية المتجذرة، ولا يكفي تعديل القوانين.

 

####

 

رومان بولانسكي: وسائل التواصل تدين وتحاكم من دون محكمة

البندقية - هوفيك حبشيان

المصدر: "النهار"

غاب المخرج الفرنكو بولوني رومان بولانسكي عن مهرجان البندقية السينمائي (٢٨ آب - ٧ أيلول) هذا العام لتقديم "إني أتّهم" المشارك في المسابقة. الفيلم عن قضية الضابط الفرنسي اليهودي ألفرد درايفوس الذي اتُّهم زوراً في العام ١٨٩٤ بالتجسس لمصلحة الألمان وبيع أسرار عسكرية لهم. حوكم بالخيانة العظمى واستُبعد من الجيش، قبل ان تتم تبرئته، بعد نشر اميل زولا رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية. كُثُرٌيعتبرون ان هذه الحادثة تمهّد لأوروبا النازية. اليهودي بولانسكي عانى بدوره من الاضطهاد على مر حياته: في زمن النازية (عاش في غيتو كراكوفيا وهو طفل)، ثم بعد مقتل زوجته شارون تايت في الولايات المتحدة، وأخيراً اثر واقعة ممارسته الجنس مع قاصر في العام ١٩٧٧، القضية التي تلاحقه منذ عقود، بالرغم من ان الضحية اسقطت حقّها.

مشاركة بولانسكي في البندقية هذا العام كادت تتحول إلى أزمة قبل ان تتم لملمتها. فرئيسة لجنة التحكيم المخرجة الأرجنتينية لوكريسيا مارتل عبّرت عن انزعاجها من وجوده في المسابقة، وقالت انها لن تحضر الحفل المخصص للفيلم بعد عرضه الأول، ثم وضّحت كلامها في بيان قائلة انها فُهمت خطأ وإنها ليست ضد مشاركة بولانسكي.

مدير المهرجان ألبرتو باربيرا كرر مراراً انه يجب فصل الفنّان عن الإنسان. أيضاً من المدافعين عن بولانسكي كاترين دونوف. الممثّلة التي جسّدت دور كارول في"نفور" لبولانسكي في العام ١٩٦٥، اعتبرت ان الرجل دفع ثمن غلطته، وكفى!

في الملف الصحافي لـ"إني أتّهم"، نُشر حوار للكاتب الفرنسي باسكال بروكنير مع بولانسكي. سأله بروكنير من بين أسئلة عدة: كيهودي ملاحق أثناء الحرب ومخرج مضطهد في بولونيا الستالينية، هل ستتمكن من الانتصار على ماكارثية النسوية الجديدة التي تطاردك إلى كلّ مكان وتحاول منع عرض أفلامك؟ فيرد بولانسكي: "إنجاز فيلم كهذا يفيدني جداً. أحياناً، أجد في حكاية درايفوس لحظات عشتها بنفسي. أرى الاصرار نفسه في إنكار الوقائع وادانتي بأمور لم أفعلها. معظم الناس الذين يطاردونني لا يعرفونني ولا يعرفون شيئاً عن القضية".

يسأله بروكنير: هل تنوي الدفاع عن نفسك؟ فيرد: ما النفع؟ كأني أنحني أمام طواحين الهواء.

يرفض بولانسكي اعتبار الفيلم بمنزلة علاج. "لا، لا أعمل على هذا النحو. عملي ليس علاجاً. مع ذلك، يجب أن أعترف بأني لستُ غريباً عن الاضطهاد الذي نراه في الفيلم، ومن الواضح انه ألهمني".

يقول بولانسكي ان كلّ شيء بدأ بعد مقتل زوجته شارون تايت في العام ١٩٦٩. "النحو الذي يراني فيه الناس اليوم بدأ مع موت شارون تايت. عندما وقعت الجريمة، رغم أني كنت أمر في حالة مرعبة، استحوذت الصحافة على القضية، وغطّتها بأكثر الطرق حقارةً، ملمّحةً، من بين أشياء أخرى، إلى أنني من المسؤولين عن مقتلها. بالنسبة إلى هؤلاء، فيلمي "طفل روزماري" كان يؤكد أنني على صلة بالشياطين. استمرت هذه الحال أشهراً عدة إلى أن قبضت الشرطة على القتلة الحقيقيين، تشارلز مانسون و"عائلته". هذا الشيء لا يزال يطاردني إلى اليوم. ككرة ثلج، كلّ موسم يضيف اليها طبقة جديدة. حكايات عبثية لنساء لم أرهنّ في حياتي تتّهمني بأشياء مفترض انها حصلت قبل أكثر من نصف قرن".

يقول بولانسكي ان الحكايات الكبيرة غالباً ما تصنع أفلاماً كبيرة، وقضية درايفوس حكاية استثنائية. حكاية رجل يُتَّهم زوراً دائماً مدهشة في نظره، لكنها مشكلة آنية جداً، نظراً إلى صعود معاداة السامية في أوروبا والعالم. يحكي بولانسكي لبروكنير انه عندما كان يافعاً، شاهد الفيلم الأميركي "حياة إميل زولا"، وصعقه مشهد اذلال درايفوس. حتى يومها، قال في سره: "قد أنجز يوماً ما فيلماً عن هذه الحكاية الرهيبة".

"عندما اقترحتُ المشروع قبل سبعة أعوام على أصدقائي وشركائي، تحمّسوا للفكرة، لكنهم كانوا يعتقدون انه من الضروري إنجازه بالإنكليزية لضمان تمويل الموزعين العالميين، خصوصاً في أميركا. (…) ستانلي كوبريك صوّر فيلمه "دروب المجد" عن الحرب العالمية الأولى بالإنكليزية. ولكن شخصياً، لم يكن في إمكاني رؤية كلّ هؤلاء الجنرالات الفرنسيين يتحدّثون الإنكليزية. بعد الانتهاء من اقتباس "الكاتب الشبح" مع روبرت هاريس، بدأنا مباشرة العمل على درايفوس، لأن روبرت كان جد متحمّس. في البداية، بدا بديهياً أن نروي الحكاية من وجهة نظر درايفوس، ولكن سرعان ما أدركنا ان الأمر لن ينجح، فكلّ الحركة مع كلّ شخصياته وتقلباته، كانت تحدث في باريس، في حين درايفوس قابع في جزيرة الشيطان. الحكاية الوحيدة الممكنة كانت عن عذاباته. عانينا من هذه المشكلة لوقت طويل، ثم بعد عام من العمل، وجد روبرت الحلّ لمعضلتنا: كان الأفضل أن نترك درايفوس على صخرته، ونقول الحكاية من وجهة نظر الكولونيل بيكار. ولكن، كان يجب أن نعتاش، فقررنا أن نضع المشروع جانباً. أخرجتُ خلال هذه الفترة فيلماً آخر، وكتب روبرت رواية عن قضية درايفوس. عمل على الموضوع لعام، وتحوّل كتابه "ضابط وجاسوس" المستند إلى بحوث تاريخية،إلى بست سيلر. في غضون ذلك، انتهيتُ من "فينوس بالفراء"، وعندما عدنا إلى حكايتنا، كنّا نعرف كيف نرويها".

عن الكولونيل بيكار (الشخصية الرئيسية في الفيلم التي يضطلع بدورها الممثّل جان دوجاردان)، يقول بولانسكي انه كاراكتير مدهش ومعقّد في آن واحد. "هو ليس من الناشطين في معاداة السامية. لا يحب اليهود، ولكن هذا الشيء تقليد أكثر منه قناعة. عندما يدرك براءة درايفوس، يعتبر القضية شخصية، ويقرر كشف الملابسات. عندما يخبر مراجعه العليا بالحقيقة، يُؤمَر بالسكوت: الجيش لا يرتكب أخطاء كهذه! رغم فشل ١٨٧٠ (الحرب بين فرنسا وألمانيا) الجيش، على غرار الكنيسة، مقدّس. لا يهمّ اذا شعر الجنود بالندم أو وجدوا أنفسهم أمام معضلة أخلاقية: العسكر فوق الحقيقة وفوق العدالة. في الفيلم، يوجد حوار بين بيكار والرائد هنري. يقول هنري لبيكار: "اذا طلبتَ مني أن أقتل، فسأقتل. ثم عدتَ لتقول اننا أخطأنا في حق القتيل، فسأقول لك هذا ليس ذنبي؛ أنا أنفذ أوامر. نحن عسكر، هكذا هم العسكر". فيردّ عليه بيكار بالقول: "قد يكون هذا عسكرك، أيها الرائد، ولكن ليس عسكري". هذا التبادل يعكس واقعاً لا يزال موجوداً إلى اليوم. الجنود مجبرون على القتل من أجل بلدانهم. واذا وقعت جريمة، غير مجبرين على كشفها. في تلك المرحلة، كان هناك معادون لدرايفوس ومساندون له! ثم أُثبِتت براءته. لذلك، خرجت فرنسا من القضية بصورة جيدة نسبياً، حتى لو لم تُحل القضية الا بعد ١٢ عاماً وكادت تجر البلاد إلى حرب أهلية".

يؤكد بولانسكي ان زولا هو الذي كشف النقاب عن القضية عندما كتب "إني أتّهم" متوجهاً بالرسالة إلى رئيس الجمهورية. "من دونه، لا أحد يعرف كيف كانت ستنتهي القضية. جورج كليمنصو كذلك اضطلع بدور مهم. بعدها بسبع سنوات، عندما أصبح رئيساً للوزراء، عيّن بيكار وزيراً للحرب. زولا دفع سبب التزامه غالياً، كونه حوكم بالسجن لمدة عام ودفع غرامة قدرها ٣٠٠٠ فرنك فرنسي. مات مسموماً من دخان احتراق الموقدة في بيته، والبعض يقول ان المعادين لدرايفوس قتلوه. أياً يكن، جريدة "لا ليبر بارول" المعادية للسامية لصاحبها ادوار درومون، عبّرت عن بهجتها لخبر موته.

أخيراً، يقول بولانسكي انه في ظلّ التكنولوجيات الحالية، قضية يُدان فيها شخص استناداً إلى تحليل مفبرك لخط يده مستحيلة اليوم. "قضية كهذه لن تحصل حتماً في الجيش اليوم، لأن عقلية الجيش تغيرت، فلم يعد مقدّساً. اليوم، مسموح بأن ننتقد أي شيء، بما فيه الجيش، خلافاً لفترة ماضية كانت سلطة العسكر فيها مطلقة. ولكن، قضية أخرى ممكنة بالتأكيد. كلّ المكوّنات هنا: إتهامات باطلة، إجراءات قضائية فاشلة، قضاة فاسدون، وفوق هذا كله وسائل تواصل اجتماعي تدين وتحاكم من دون محكمة وحق في الاستئناف".

 

####

 

البندقية ٧٦ – "جدار الصوت” لأحمد غصين: أبي لم يعد مقاوماً

البندقية - هوفيك حبشيان

المصدر: "النهار

"جدار الصوت" لأحمد غصين عُرض في مهرجان البندقية السينمائي (٢٨ آب - ٧ أيلول)، ضمن فقرة "أسبوع النقّاد". هذا هو الفيلم اللبناني الطويل الوحيد المعروض هذا العام في التظاهرة التي شهدت عبر تاريخها مشاركة العديد من الأفلام اللبنانية، آخرها "قضية رقم ٢٣" لزياد دويري، قبل عامين.

عُرف غصين بأفلامه القصيرة والوثائقية، أشهرها "أبي ما زال شيوعياً" (٢٠١١). "جدار الصوت" الروائي الطويل الأول له، وقد حققه بعد سنوات من التأمل والتفكير والبحث عن امكانات تتيح له تجسيد رؤيته.

يصوّر الفيلم الحرب التي شنّتها إسرائيل على لبنان في صيف ٢٠٠٦، وانتهت بمقتل نحو ١٢٠٠ لبناني وخلّفت دماراً كبيراً. تلك الحرب التي لا اجماع إلى اليوم على ضرورتها، يقاربها الفيلم بمنطق محض سينمائي، بعيداً من أي تسييس (السياسة في معناها المباشر)، بمعنى انه مهموم بالإنسان ومصيره في زمن الضائقة، أكثر من اهتمامه بأي شعار أو قضية أو صراع. الصراع محسوم لمصلحة الفرد.

فَهِم غصين شيئاً أساسياً عن الحرب، وهو انها صوتٌ أكثر منها صورة. عندما أغمض عيني، لا يحضرني من الحرب الأهلية سوى صوت الرصاص والقنابل. كان الأصعب عندما نسمع صوت اطلاق القذيفة وننتظر سقوطها. الصوت علاقتنا بالحرب. ليس لي عن الحرب صور كثيرة، بل أصوات فظيعة، تلك المزعجة المتداخلة المرعبة.

الفيلم يحشر مجموعة من الناس داخل بيت في قرية جنوبية (مسقط المخرج)، تتعرض للقصف الإسرائيلي. لا حول ولا قوة لهؤلاء. لا يملكون سوى التريث، علاقتهم اليتيمة بالخارج هي الأصوات التي تهدد بلا رحمة. محاولة الصمود في وجه القنابل الإسرائيلية تلغي فكرة البطولة والانتصار، ويحوّلها سعياً للبقاء حياً، الغريزة الأبسط عند الإنسان. في حين يحتل الجنود الإسرائيليون الطبقة الأولى من المنزل، ليفعلوا ما يفعلوه، يختبئ "أصدقاؤنا" في الطبقة الأرضية. الفيلم يكتفي بالحد الأدنى. ويبني عليه "لا خطاب".

يحاول المخرج اشاعة جو كلوستروفوبي وعينه على تماهي المُشاهد مع الحالات النفسية التي تعيشها الشخصيات تحت القلق والخوف والتهديد الصوتي. لا فيلم حربياً بلا تماهٍ.

على غرار الفيلمين الإسرائيليين، "بوفور" لجوزف سيدار و"ليفانون" لسامويل معوز، يزيح الفيلم العدو من الكادر، ويكتفي بحضوره عبر الصوت. في الفيلمين المذكورين آنفاً، اللبناني غائب، وفي "جدار الصوت"، الإسرائيلي المتسبب بالخراب في الجنوب وغيره، مغيّب هو أيضاً. هل السبب مبدئي أو سينمائي محض؟ سؤال لا بد من طرحه، على هامش الفيلم. والحقّ ان تغييب شخص يشكّل تهديداً واضحاً يزيده حضوراً وسطوة. أفلام الرعب أدركت هذا مبكراً.

مجموع الأشخاص الذين داخل المنزل ينتمون إلى جيلين أو أكثر (الراحل عادل شاهين، بطرس روحانا، سحر منقارة، عصام بو خالد)، لكنهم جميعهم عاشوا تجارب سابقة، منها الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام ١٩٨٢. مروان (كرم غصين) أصغرهم سناً، يعود لاصطحاب والده إلى المدينة لحمايته من الخطر، ووالده يرفض المغادرة، متمسّكاً بالأرض، فهذا أقصى ما يستطيعه. الفيلم يصوّر الجميع في حال عجز تام. لا مقاومة ولا مَن يحزنون. نادراً صوّرت السينما هذا العجز، وفي هذا أجاد غصين صنعته. كلّ الكلام الذي نسمعه في الفيلم لا يساوي رصاصة!

عندما خرجتُ من العرض، سألني ناقد جالس في مقهى عن رأيي في الفيلم، فأفصحتُ عنه. ثم أراد معرفة اذا كان العنوان (بالإنكليزية: كلّ ذلك النصر) ساخراً. قال لي انه لاحظ ان العرب يحولون هزائمهم انتصارات. فقلتُ له ان اليهود يفعلون العكس: يحوّلون نصرهم إلى هزائم.

أياً يكن، لا يطرح أحمد غصين نفسه مؤرخاً ولا خطيب منابر، لا يحاسب أحداً ولا يدين شيئاً ولا يبيع موقفاً، ولا يعيد كتابة فصل من تاريخنا. فيلمه محاولة لفهم لحظة خاطفة، والأرجح انه لن يساعده ويساعدنا في فهمها. يروي ما يرويه من وجهة نظر ابن جيل لم يطلب أي شيء من هذا كله، وكان هو تحديداً في الخامسة والعشرين يوم وجد نفسه مدفوعاً في اتجاه لم يتجه اليه. انها لحظة لم تفد في شيء، عبرت وتركت فينا الفراغ الذي يصعب على أي مخرج التقاطه والتعبير عنه، لكن، في النهاية، يتسرب شيء منه إلى الفيلم.

 

النهار اللبنانية في

03.09.2019

 
 
 
 
 

حرب تموز تخرق "جدار الصوت" في البندقية

محمد حجازي

تحوّل العرضان اللذان قدّم خلالهما الفيلم اللبناني "جدار الصمت" (all this victory) للمخرج "أحمد غصين" في تظاهرة "أسبوع النقاد" ضمن "مهرجان البندقية السينمائي الدولي 76"، إلى حديث إيجابي مزدوج نقدي وجماهيري عزز التوقعات بأن ينال الشريط جائزة أو تقديراً من لجنة التحكيم في حفل الختام ليلة السبت المقبل في 7 أيلول/ سبتمبرالجاري، كإنعكاس طبيعي لأجواء الإحتفاء به مباشرة بعد عرضه الأول.

الشريط عُرض مرتين يومي 31 آب/أغسطس المنصرم، والأول من أيلول/سبتمبرالجاري، وعرف سريعاً نقاشات إهتمت بمعرفة تفاصيل حول ظروف التصوير ومدى واقعيته قياساً بما يقرأونه في وكالات الأنباء العالمية، فقد تناول "غصين" جانباً من يوميات "حرب تموز/يوليو 2006" من خلال شخصية الشاب الثلاثيني "مروان" الذي قصد قريته الحدودية للإطمئنان على والده هناك، ووسط حمى المواجهات الميدانية مع الجيش الإسرائيلي إضطر للإحتماء مع ثلاثة أصدقاء في مبنىً من طبقتين صودف أن الطبقة العليا يتمركز فيها عدد من الجنود الإسرائيليين، ليصبح الموقف بالغ الدقة، من هنا تنطلق الظروف الخاصة للفيلم الذي لفت الإنتباه العالمي إليه بشكل عفوي ومؤثر.

أسرة الفيلم (فلافيا بشارة، عصام بو خالد، عادل شاهين (توفي قبل مشاهدة العمل)، إيلي شوفاني، كرم غصين، شارلز حبيليني، وسحر منقارة) وجهات الإنتاج (جورج شقير، وميريام ساسين – شركة أبوت، أنطوان خليفة _ سانيلاند، هناء عيسى _ مؤسسة الدوحة للأفلام) تواجدوا مع مخرج العمل في البندقية، وشكل الجميع فريقاً واحداً، على منبر الصالة التي عرضت الفيلم، في اللقاءات المتعاقبة مما أوجد حالة ضغط فاعلة أعطت صورة نموذجية عن الشريط الذي خدمه فريق من تقنيي المؤثرات المشهدية (شادي أبو، سارة بودوين، أحمد فاروق، براكاش كوماراراخان، ألكسندر كوينتن، وفنسنت فونديفيلا فيدال)، وتولى إدارة التصوير "شادي شعبان"، والإدارة الفنية "حسين بيضون"، وقام بعمليات المونتاج "يانيس شالكياداكيس".

المخرج "غصين" حظي بإهتمام إعلامي وصوّر لقاءات متلفزة مع محطات إيطالية، لوحظ أنها عكست الرغبة في معرفة معلومات أكثر عن لبنان، وطبيعة الأوضاع على الحدود مع فلسطين المحتلة، لأن الفيلم قدم واحدة من صور الإعتداء على الأرض اللبنانية وكيف تم ردع إسرائيل وهزيمتها في وحدة متراصة بين العناصرالثلاثة القوية "الجيش والشعب والمقاومة".

 

الميادين نت في

03.09.2019

 
 
 
 
 

عودة السودان إلى المشهد ومشاركة سعودية لافتة

«ڤينيسيا السينمائي».. حضور عربي مميز

المصدر: دبي ـ غسان خروب ورويترز

حضور لافت تحظى به السينما العربية في أروقة مهرجان ڤينيسيا السينمائي، ترافق معه إطلالة السعودية هيفاء المنصور، بفيلمها «المرشحة المثالية»، ومواطنتها شهد أمين، في أول تجربة طويلة لها حملت عنوان «سيدة البحر»، ليعود اللبناني أحمد غصين في الزمن والذاكرة إلى الوراء نحو 13 عاماً، فاتحاً عبر «جدار الصوت» ملف الحرب التي شهدها بلده عام 2006.

الحضور العربي لم يمض هذا العام دون تجربة السوداني أمجد أبوالعلا الطويلة الأولى الحاملة لعنوان «ستموت في العشرين»، ليضع السودان مجدداً في المشهد السينمائي بعد سنوات طويلة من الغياب، في وقت أطلت فيه ميريل ستريب في ثوب محاربة الفساد.

التجارب العربية لقيت حفاوة واضحة في أروقة المهرجان المستمر حتى 7 الجاري، وسط رهان على عمل هيفاء المنصور، الذي تشارك فيه بالمسابقة الرسمية، وتوثق فيه لمرحلة التغيرات التي تشهدها السعودية، لترويها من خلال الطبيبة مريم التي تقرر الترشح لمنصب في الانتخابات البلدية، عارضة في مشاهد الفيلم الطموحات السياسية لدى المرأة العربية، الأمر كذلك كان بالنسبة لشهد أمين، في عملها «سيدة البحر» المدعوم من الإمارات عبر شركة «إيمجينشن أبوظبي»، حيث تغوص فيه شهد في أعماق قرية صغيرة تعيش على صيد السمك، وتقضي تقاليدها الصارمة بتقديم الفتيات إلى حوريات البحر المتوحشة، وهو ما ترفضه إحداهن لتبدأ بشق طريقها بحثاً عن ضالتها المنشودة.

وكان الجمهور على موعد مع تجربة اللبناني أحمد غصين، «جدار الصوت»، التي قوبلت بتصفيق حار، واستحسان النقاد العالميين والإيطاليين، والذي يعد أول فيلم لبناني يشارك ضمن فعالية أسبوع النقاد بالمهرجان، وجاء عرضه وسط حضور معظم طاقم الفيلم ومن بينهم بطرس روحانا وعصام بو خالد كرم غصين وسحر منقاره، إلى جانب مخرج العمل وعدد من منتجيه وعلى رأسهم أنطوان خليفة.

حالة من الجدل أثارها عرض الفيلم السوداني «ستموت في العشرين» بين النقاد، الذين رأوا أن مخرجه أمجد أبو العلا استطاع تقديم لوحات فولكلورية محلية ساحرة، في حين لم ينجح في رسم الشخصية الرئيسة في الفيلم، إلى جانب عدم اعتماده أسلوب واحد في بناء وتصوير مشاهد الفيلم الذي شارك في تأليف نصه يوسف إبراهيم، صور في منطقة الجزيرة شمال الخرطوم، ويعد سابع فيلم روائي في تاريخ السودان.

تحقيق استقصائي

وانسحب الجدل أيضاً على فيلم النجمة ميريل ستريب، التي أطلت على عشاق الفن السابع، بفيلمها (المغسلة) المقتبس عن فضيحة تسريب بيانات المعاملات المالية الخارجية المعروفة باسم أوراق بنما، ليسعى الفيلم الذي أنتجته «نتفليكس»، إلى شرح تداعيات التسريبات عبر قصص أبطاله.

وقالت ستريب في مؤتمر صحافي: «إنها جريمة لا تمر دون ضحايا والكثير من ضحاياها صحافيون»، واستشهدت بالصحافية دافني كاروانا جاليتسيا التي اغتيلت خلال تحقيق استقصائي عن الفساد في مالطا.

وقال مخرج العمل ستيفن سودربرج: «كان قرارنا هو أن الكوميديا السوداء هي الفرصة المثلى لكي تظل القصة عالقة بأذهان المتفرجين كما تمنحنا الفرصة لاتخاذ تعقيدات هذا النوع من الأنشطة المالية على سبيل الدعابة».

يذكر أن فيلم (المغسلة) الذي ينافس في المسابقة الرسمية، يجدد آمال «نتفليكس» بإمكانية اقتناص الأسد الذهبي.

أروقة المهرجان لم تخل من حضور الممثل جود لو، الذي قدم لمحة عن مسلسله «البابا الجديد»، والذي عرض حلقتين من حلقات المسلسل التسع، ويجسد فيها جود لو شخصية ليني بيلاردو، الذي أصبح البابا بيوس الثالث عشر، أول بابا أمريكي في التاريخ.

 

البيان الإماراتية في

03.09.2019

 
 
 
 
 

صور.. استقبال حافل لصناع وأبطال فيلم «ستموت فى العشرين» بمهرجان فينيسيا

كتب على الكشوطى

نال الفيلم السودانى "ستموت فى العشرين" للمخرج أمجد أبو العلا، إعجاب وإشادة النقاد والجمهور، خلال عرضه فى مسابقة "أيام فينيسيا"، حيث استمر التصفيق احتفاء بالفيلم وصناعه لعدة دقائق.

الفيلم يقوم ببطولته كل من مصطفى شحاتة، إسلام مبارك، بنة خالد، وتشارك ART فى إنتاجه وتدور أحداثه فى إحدى القرى السودانية، حيث تلد امرأة ابنها «مزمل» بعد أعوام من الانتظار، ولكن النبوءة الصوفية تفيد بأن الطفل سوف يموت عندما يبلغ العشرين من العمر، تمرّ السنوات ويكبر مزمل وهو محاط بنظرات الشفقة التى تجعله يشعر وكأنه قد مات قبل أن يحين الوقت، وتستمر الأحداث على هذا النسق إلى أن يعود سليمان إلى القرية بعد أن عمل مصورًا سينمائيًا فى المدينة بعيدًا عن المعتقدات الصوفية للقرية، وهنا يرى مزمل العالم بشكل مغاير تمامًا من خلال جهاز عرض الأفلام السينمائية القديم الذى يقتنيه سليمان، وسرعان ما بدأت شخصية مزمل فى التغيّر بصحبة سليمان ويتنامى الشكّ لديه يومًا بعد يوم حول صدق النبوءة المشؤومة، أما الأم فلا زالت تحاول بكل ما أؤتيت من قوّة كى تمنع وقوع النبوءة، ولكن بعد العديد من الانكسارات التى طالته وفقدان أبيه، يبدأ مزمل فى حفر قبره بنفسه، وهكذا تستمر الأحداث حتى يبلغ مزمل عيد ميلاده العشرين فيصبح فى هذا اليوم يغتاله الشكّ والحيرة بين الموت وركوب الحافلة التى تنقله إلى عالم يملؤه الشغف كى يتعرّف عليه.

 

عين المشاهير المصرية في

03.09.2019

 
 
 
 
 

«ميكا» يحصد جائزة «مهرجان الجونة السينمائي» في ورشة «فاينال كت» بفينيسيا

رانيا الزاهد

للعام الثالث على التوالي، يستكمل «مهرجان الجونة السينمائي» شراكته مع ورشة «فاينال كت فينيسيا»، ضمن تعاوناته من أجل دعم وتمكين السينمائيين العرب، التي يمنح فيها المهرجان جائزة لفيلم سينمائي عربي في مرحلة ما بعد الإنتاج.

ويمنح المهرجان جائزته هذا العام، إلى «ميكا» للمخرج المغربي "إسماعيل فروخي"، الذي يدور حول "ميكا" الصبي الذي يعيش مع والديه المرضى في حي فقير محكوم عليه بالدمار. صديق لوالديه، عامل في نادي التنس في الدار البيضاء، يأخذه كمتدرب له ليجد "ميكا" نفسه في عالم جديد تمامًا

تقام «ورشة فاينال كت فينيسيا»، بالتوازي مع مهرجان فينيسيا السينمائي وتوفر فرصًا لـ6 أفلام سينمائية في مرحلة ما بعد الإنتاج لصناع أفلام من أفريقيا والشرق الأوسط، لتسهيل عمليات ما بعد الإنتاج وتعزيز الشراكات بين هذه المشاريع والأسواق السينمائية.

وتعمل الورشة، على مدار ثلاثة أيام من الفعاليات، وتٌقدم فيها المشاريع إلى المنتجين والمشترين والموزعين والشركات المُقدمة لخدمات ما بعد الإنتاج ومبرمجي المهرجانات.

اختارت الورشة، في دورتها السابعة هذا العام 6 أفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج 4 منهم من العالم العربي، وفيلمين من أفريقيا وهم:

"كلشي ماكو" للمخرج "ميسون الباججي" وهو فيلم روائي عراقي ، ويليه "ميكا"  للمخرج إسماعيل فروخي وهو روائي من المغرب ، وفيلم "كباتن الزعتري" للمخرج علي العربي وهو فيلم وثائقي مصري ، ويليه الفيلم الوثائقي "ماكونجو" للمخرج إلفيس سابين نجايبينو من أفريقيا الوسطى ، إضافة إلى "نرجس"، من الجزائر، و"المريخ"  لكريم عينوز من الجزائر، وفيلم "على طريق المليار" للمخرج ديودو حمادي من الكونجو، وتبلغ قيمة الجوائز المُقدمة من الورشة نحو 92 ألف يورو مقدمة من مهرجان فينسيا وشركائه

ومن جانب آخر، فازت 4 أفلام بجوائز ورشة «فاينال كت فينيسيا» حيث ذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى فيلم المخرج الكونجولي ديودو حمادي «على طريق المليار»، كما قرر شركاء المهرجان دعم الأفلام الفائزة على النحو التالي :" فيلم "ميكا" لإسماعيل فروخي، وجائزة «ستوديو لي كيب» وقيمتها 15 ألف يورو مقدمة لخدمات الصوت والمكساج لمدة 10 أيام أو 5 أيام لتصحيح الألوان، و جائزة «تيترا» وقيمتها 5 آلاف يورو للخدمات وتصحيح الألوان وخلق نسخة «الدي سي بي» والترجمة.

 

####

 

صور| استقبال حافل لصناع فيلم «ستموت في العشرين» بمهرجان فينيسيا الدولي

دعاء فودة

نال الفيلم السوداني "ستموت في العشرين" للمخرج أمجد أبو العلا، إعجاب وإشادة النقاد والجمهور، خلال عرضه  أمس الأول في مسابقة "أيام فينيسيا"، حيث استمر التصفيق احتفاءا بالفيلم وصناعه لعدة دقائق.

الفيلم الذي تشارك قنوات راديو وتلفزيون العرب ART في إنتاجه، يقوم ببطولته كل من مصطفى شحاته، إسلام مبارك، بنة خالد، تدور أحداثه في إحدى القرى السودانية، حيث تلد امرأة ابنها «مزمل» بعد أعوام من الانتظار، ولكن النبوءة الصوفية تفيد بأن الطفل سوف يموت عندما يبلغ العشرين من العمر، تمرّ السنوات ويكبر مزمل وهو محاط بنظرات الشفقة التي تجعله يشعر وكأنه قد مات قبل أن يحين الوقت.

 وتستمر الأحداث على هذا النسق إلى أن يعود سليمان إلى القرية بعد أن عمل مصورًا سينمائيًا في المدينة بعيدًا عن المعتقدات الصوفية للقرية، وهنا يرى مزمل العالم بشكل مغاير تمامًا من خلال جهاز عرض الأفلام السينمائية القديم الذي يقتنيه سليمان، وسرعان ما بدأت شخصية مزمل في التغيّر بصحبة سليمان ويتنامى الشكّ لديه يومًا بعد يوم حول صدق النبوءة المشؤومة، أما الأم فلا زالت تحاول بكل ما أوتيت من قوّة كي تمنع وقوع النبوءة، ولكن بعد العديد من الانكسارات التي طالته وفقدان أبيه، يبدأ مزمل في حفر قبره بنفسه، وهكذا تستمر الأحداث حتى يبلغ مزمل عيد ميلاده العشرين فيصبح في هذا اليوم يغتاله الشكّ والحيرة بين الموت وركوب الحافلة التي تنقله إلى عالم يملؤه الشغف كي يتعرّف عليه.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

03.09.2019

 
 
 
 
 

"ميكا" لإسماعيل فروخي يحصد جائزة مهرجان الجونة السينمائي في ورشة فاينال كت فينيسيا

كتب - محمد فهمي

للعام الثالث على التوالي، يستكمل مهرجان الجونة السينمائي شراكته مع ورشة فاينال كت فينيسيا، ضمن تعاوناته من أجل دعم وتمكين السينمائيين العرب، التي يمنح فيها المهرجان جائزة لفيلم سينمائي عربي في مرحلة ما بعد الإنتاج. ويمنح المهرجان جائزته هذا العام إلى "ميكا" للمخرج المغربي إسماعيل فروخي، الذي يدور حول ميكا الصبي الذي يعيش مع والديه المرضى في حي فقير محكوم عليه بالدمار. صديق لوالديه، عامل في نادي التنس في الدار البيضاء، يأخذه كمتدرب له ليجد ميكا نفسه في عالم جديد تمامًا.

ورشة فاينال كت فينيسيا هي ورشة تقام بالتوازي مع مهرجان فينيسيا السينمائي وتوفر فرصًا لستة أفلام سينمائية في مرحلة ما بعد الإنتاج لصناع أفلام من أفريقيا والشرق الأوسط، لتسهيل عمليات ما بعد الإنتاج وتعزيز الشراكات بين هذه المشاريع والأسواق السينمائية. تعمل الورشة على مدار ثلاثة أيام من الفعاليات، وتٌقدم فيها المشاريع إلى المنتجين والمشترين والموزعين والشركات المُقدمة لخدمات ما بعد الإنتاج ومبرمجي المهرجانات.

اختارت الورشة في دورتها السابعة هذا العام 6 أفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج 4 منهم من العالم العربي، وفيلمين من أفريقيا وهم: "كلشي ماكو" لميسون الباججي (العراق - روائي) و"ميكا" لإسماعيل فروخي (المغرب - روائي) و"كباتن الزعتري" لعلي العربي (مصر - وثائقي) و"ماكونجو" لإلفيس سابين نجايبينو (أفريقيا الوسطى - وثائقي)، إضافة إلى "نرجس، الجزائر، المريخ" لكريم عينوز (الجزائر - وثائقي) و"على طريق المليار" لديودو حمادي (الكونجو - وثائقي). وتبلغ قيمة الجوائز المُقدمة من الورشة نحو 92 ألف يورو مقدمة من مهرجان فينسيا وشركائه.

من الأفلام المختارة، فازت أربعة أفلام بجوائز ورشة فاينال كت فينيسيا على النحو التالي

- ذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى فيلم المخرج الكونجولي ديودو حمادي "على طريق المليار".

كما قرر شركاء المهرجان دعم الأفلام الفائزة على النحو التالي:

فيلم "ميكا" لإسماعيل فروخي (مخرج) ولمياء الشرايبي (منتجة):

- جائزة ستوديو لي كيب - 15 ألف يورو مقدمة لخدمات الصوت والمكساج لمدة 10 أيام أو 5 أيام لتصحيح الألوان.

- جائزة تيترا فيلم - 5 آلاف يورو لخدمات تصحيح الألوان وخلق نسخة الدي سي بي والترجمة.

- جائزة مهرجان الجونة السينمائي - 5 آلاف يورو ودعوة للمشاركة في منصة الجونة السينمائية.

- جائزة ماد سوليوشنز - للتسويق والدعاية والتوزيع في العالم العربي.

- جائزة آيز أون فيلمز - دعم بقيمة 2500 يورو أثناء العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان من مهرجانات الدرجة الأولى.

- جائزة مهرجان فرايبورج السينمائي - 2500 يورو مشاركة في إنتاج نسخ الدي سي بي  

فيلم "ماكونجو" لإلفيس سابين نجايبينو (مخرج) ودانييال إنكلكتيرا (منتج)

جائزة ليزر فيلم -  15 ألف يورو لتصحيح الألوان

- جائزة ماكتاري ميكسينج أودوتريم - 15 ألف يورو للمكساج

- جائزة السينماتك الأفريقي التابع للمعهد الفرنسي - 4-6 آلاف يورو لحقوق بث غير حصري غير تجاري لمدة 7 سنوات.

فيلم "نرجس، الجزائر، المريخ" لكريم عينوز (مخرج) وماري بيير ماسيا وريتشارد جودي (منتجين)

- جائزة ساب تي المتحدة - 7  آلاف يورو لإنتاج النسخة الدي سي بي ووضع الترجمة

- جائزة ساب تي أكسيس إس آر إل -  7 آلاف يورو لتوفير الترجمة أو التعليق الصوتي لذوي القدرات الخاصة.

- جائزة راي سينما - 5 آلاف يورو لشراء حقوق بث لمدة عامين

- جائزة مهرجان أميان السينمائي - 2500 يورو لإنتاج نسخة الدي سي بي

كان مهرجان الجونة السينمائي قد منح نفس الجائزة في الدورتين الخامسة والسادسة للورشة لفيلمين هما "شيوع" للمخرجة المغربية ليلى ألكيلاني، و"مقعد الانتظار" لصهيب قسم الباري الذي تغير اسمه فيما بعد ليصبح "حديث عن الأشجار" الفيلم الفائز بجائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي (بانوراما دوكيومنتي)، وجائزة "جلاشوتي" للفيلم الوثائقي في مهرجان برلين السينمائي.

 

بوابة الأهرام المصرية في

03.09.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004