كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

«المدى» في مهرجان فينيسيا السينمائي الـ 76: سجالاتٌ حول قضية الـ «التحرّش الجنسي » في واجهة برنامجٍ حافل بالأسماء الكبيرة

فينيسيا - عرفان رشيد

فينيسيا السينمائي الدولي السادس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

ككلّ المهرجانات السينمائية في العالم، لم يكن للدورة الـ 76 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي «الموسترا»، أن تنطلق دون سجالات ذات أشكالٍ مُتعدّدة. ففيما كانت جزيرة الليدو تتحوّل في سني نهايات عقد مطلع الألفية الثالثة، وبدايات العقد الحالي، إلى مسرح للتظاهرات الاحتجاجية التي يُقيمها «مناهضو العولمة»، فقد صارت مسألة «التحرّش الجنسي»، بالقاصرات - وبالبالغات أيضاً - في عالم السينما، منذ ثلاثة أعوام، القضيّة التي تعود إلى الواجهة، سواءٌ هنا في مهرجان فينيسيا، أو في «كان» والمهرجانات الأخرى؛ ويكفي وجود اسم مخرجٍ واحد، أُدين بذلك التحرّش، أو حتى حامت حوله شكوكٌ في هذا المضمار، ليُشعل فتيل السجال. ويكفي، في بعض الحالات، حتى انخفاض عدد أعمال المخرجات ضمن اختيارات المهرجان (وبالذات في المسابقة الرسمية) ليُشعل الفتيل مُجدّداً، فما بالك أن دورة هذا العام من أعرق مهرجان سينمائي جمع طرفي الخيط معاً، وذلك من خلال حضور المخرج البولندي الكبير رومان بولانسكي بفيلمه «إنّي أتّهم» في المسابقة الرسمية، والذي عُرض مساء أمس (الجمعة)، ومن خلال ضآلة الحضور النسوي في المسابقة الرسمية، التي تتضمن 21 فيلماً 11 منها لمخرجين يشاركون للمرةالأولى؛ شباب ومخرجات وأساتذة كبار،

وكانت السجالات حول هذين الموضوعين قد برزت إلى الواجهة عَقِبَ المؤتمر الصحفي الافتتاحي الذي عقده رئيس بيينالة فينيسيا باولو باراتّا والمدير الفنّي للمهرجان آلبيرتو باربيرا، الذي ”قال أنا لست قاضياً في قاعة المحكمة لأُصدر حكماً قضائياً على رومان بولانسكي، الذي أُعدّه واحداً من أساتذة السينما في العالم“.

وأشار المدير الفنّي للمهرجان إلى تواجد أعمالٍ لمخرجات في البرامج الرئيسة للمهرجان مُشدّداً على أن «الموسترا» عندما نتجاور مع الأعمال السينمائية المُقدّمة إلى المهرجان ”فإنّنا لا نفعل ذلك مدفوعين بخيارات تنطلق من توزيع الكوتات ما بين الرجال والنساء، أو برغبة ترويجيّة أو دعائية بل من القناعة المطلقة بعمق الموضوعات المُتناولة في عدد كبير من أعمال المخرجات، وغالب هذه الموضوعات تتم مواجهتها بروحيّة نقديّة بنّاءة“.

وكانت رئيسة لجنة التحكيم الدوليّة، المخرجة الارجنتييّة لوكريسيا مارتيل، قد اضطُرّت إلى إصدار بيان مُقتضب للردّ على بعض ما نشرته الصحافة بُعَيدَ المؤتمر الصحفي للجنة التحكيم، إثرَ تغريدات ومنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي لمّحت إلى احتمال أن يكون لدى مارتيل «مواقف مُسبّقة» من مشاركة أفلام المخرجين المُشار إليهم بالبنان في قضية «التحرّش الجنسي». ونفت مارتيل في بيانها وجودَ أيّة ظلال لما سُمّيَ بـ «المواقف المُسبّقة» حول أعمال أؤلئك المخرجين المتنافسين في البرنامج الرسمي للمهرجان، وقالت في بيانها ”أرغب في الإيضاح، ردّاً على ما نُشر في الصحافة عقِب مؤتمرنا الصحفي، بأنّ كلماتي في ذلك المؤتمر إستُوعبت بشكلٍ مغلوط. وبما إنّني لا أفصل العمل الفنّي عن صانعه، فقد لمست الكثير من الحسّ الإنساني في أعمال رومان بولانسكي السابقة، ولذا فإنّني لا أملك أي اعتراض على تواجد فيلمه الجديد ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان“. 

وأضافت لوكريسيا مارتيل ”ليست لديّ أيّة مواقف مُسبّقة تجاه هذا الفيلم، وسأُشاهده، بطبيعة الحال، بنفس المشاعر التي سأُشاهد فيها الأفلام الأخرى المعروضة في المسابقة“، وختمت بيانها المقتضب والقاطع بالقول ”لو كانت لديّ أيّة مواقف مُسبّقة، كنت سأستقيل من مهمّة إدارة لجنة التحكيم الدوليّة“.

وبرُغم احتمال استمرار هذا النوع من السجالات طيلة الأيام التالية من المهرجان، فأنّ غالبها سيُطوى بالتأكيد مع دخول المسابقة الرسمية حيز المواجهة الفيلميّة، وستكون الأفلام، كما نأمُل، هي المادّة الأساسيّة التي يدور النقاش والحوار و «السجال النقدي» حولها. وثمة الكثير، بالفعل، لما يستحق النقاش في اختيارات المدير الفنّي للمهرجان الذي وصف دورته الحاليّة بأنّها ”تحمل ثورةً“ في عالم السينما. وأضاف باربيرا أنّه لو نظر إلى الوراء، بعد هذه السنوات الثماني، في إدارة أعرق مهرجان سينمائي في العالم ”فإنّني أشعر بالفخر إزاء ما حقّقه المهرجان من تطوّر وتجديد، بنظرة مستقبليّة إلى الأمام، وذلك عبر التخلّي عن القوالب الثابتة والجامدة المُقاومة للتغير“. وأضاف ”لقد أُنجز كلّ ذلك دون أيّة مواقف مُسبّقة، وهو ما أفخر به حقاً“. 

وبالإضافة إلى أفلام المسابقة الرسمية الـ 21 ثمة في «موسترا دي فينيسيا» تظاهرات أخرى كبرنامج «آفاق»، الذي يضم عدداً كبيراً من الأفلام الطويلة والمتوسطة والقصيرة، والتي غالباً ما ستكون، كما يحدث في مهرجان «كان» أيضاً، افضل بكثير من بعض أفلام المسابقة الرسمية، التي تُضمُّ في البرنامج الأهم لدواعٍ سياسيّة، نجومية، توزيعية، أو حتى بفعل ضغوط تمارسها على ادارات المهرجانات الكبرى شركات التوزيع النافذة.

ويلاحظ في هذه الدورة من المهرجان حضورُ عدد من الأفلام التي تتعامل مع قضايا ذات طابع تاريخي، واعتبر المدير الفنّي للمهرجان هذا الأمر ”إستجابةً من السينمائيّين، وبالذات «سينما المؤلف»، إلى الحاجة في إعادة صياغة آصرة جديدة مع «الحقائق التاريخيّة» في أدقّ تفاصيلها، وذلك لأنّ أحداثاً تاريخّة كثيرة تراكمت عليها قراءات وتأويلات، لم تكن، في الغالب، متآصرة مع الحقيقة. ولذا فإنّنا نشهد تقارب العديد من المخرجين مع الحقائق التاريحيّة، ويفعل البعض منهم ذلك بدِقّة المؤرّخ العلمي، المستند على وثائق تاريخيّة، من تسجيلات صوتية وفيلمية للمحاكمات الكبرى وعلى الإفادات والاعترافات خلال التحقيقات القضائية والشهادات المكتوبة أثناء المحاكمات، ما ضيّقَ مساحة المُتخيّل وما هو غير مستند إلى الحقائق“، ويُضيف باربيرا قوله ”لا يتعلّق الأمر في هذه الحالات بمجرّد رغبة السينمائيّين في إلقاء نظرةٍ على الماضي، بل من رغبة هؤلاء المخرجين في إزاحة الغبار المتراكم على الكثير من أحداث الماضي، وذلك لأنّ لذلك الماضي انعكاساتٍ على الحاضر وعلى المستقبل، وبالتالي يأتي حديث المخرجين عن التاريخ الماضي كما لو كان حديثاً عن يومنا هذا“.

 

المدى العراقية في

31.08.2019

 
 
 
 
 

خواكين فينيكس: عراب الشخصيات المركبة

أحمد عزت

كان خواكين يشعر بالغرابة، لا شك كلما تأمل الاسم الذي منحه إياه والديه، مقارنة بالأسماء الجميلة لبقية أشقائه (River- Rain- liberity- summer). هذا الاسم كان مصدر إحراج مستمر في طفولته، حيث لا أحد كان ينطقه أبدًا بالطريقة الصحيحة، وهو ما دفعه للتخلي عن اسمه لعقد من الزمن ليصير اسمه «ليف»، قبل أن يستعيد اسمه الأصلي من جديد، ربما آمن في النهاية بأن هذه الغرابة التي تسكن اسمه هي قدره، تمامًا كتلك الندبة فوق شفته العليا، والتي يؤكد أنه ولد بها، هذه الغرابة التي ستظل تلاحقه أو يلاحقها هو في أغلب الشخصيات التي يجسدها علي شاشة السينما.

التاريخ المثير لعائلة فينيكس

عاش سنوات طفولته الأولى متنقلًا مع عائلته من مكان إلى مكان، في حالة دائمة من العوز والفقر. كان الأب جون بوتوم، والأم آرلين، مثل بقية الشباب الأمريكي في نهاية الستينيات، يبحثون عن طريقة مختلفة للعيش.

انضما آنذاك إلى طائفة دينية تسمى «أطفال الرب»، تمزج بين تقاليد المسيحية وطريقة عيش الهيبز. كانا يتنقلان عبر أمريكا بعائلتهما التي تزداد مع الوقت كمبشرين لطائفتهما، لم تكن لهما مهنة أو دخل ثابت، عاشا على التبرعات، كان ريفر ورين أكبر أبنائهما يغنيان في الطرقات من أجل المال.

قرر الوالدان ترك الطائفة بعد أن قرر زعيمها استخدام نساءها من أجل إغواء الذكور من خارج الطائفة للانضمام إليها. هذا الطائفة التي سيوجه لها بعد ذلك تهم عديدة، منها الاستغلال الجنسي للأطفال. ريفر الابن الأكبر للعائلة، والذي سيصبح فيما بعد نجمًا سينمائيًّا واعدًا، سيصرح في أحد حواراته أنه تعرض أثناء وجوده داخل الطائفة لتجربة جنسية في سن الرابعة.

دون وظيفة أو دخل، اضطرت العائلة كلها للإقامة في غرفة واحدة في بناية لا يسمح للأطفال بالوجود بها، مما كان يجبر الأطفال على الاختباء لساعات في حال وجود مالك البناية.

غيرت العائلة لقبها إلى فينيكس من أجل بداية جديدة، تيمنًا بالطائر الأسطوري الذي يبعث من رماده، وانتقلت إلى لوس أنجلوس في محاولة لإيجاد فرصة لأحد أطفالهم الموهوبين جميعًا في مجال التليفزيون أو السينما. وهو ما سيحدث بالفعل مطلع الثمانينيات، سيجد الأخوان فينيكس، ريفر وخواكين، طريقهما إلى عالم الأضواء، في البداية عبر الإعلانات، أدوار صغيرة في عروض تليفزيونية، ثم السينما.

لكن الأخ الأكبر، الأكثر وسامة وكاريزما وصاحب الموهبة الكبيرة، هو الذي سيلمع سريعًا متحولًا إلى نجم واعد، بينما خواكين الذي كان يكتب اسمه على التترات آنذاك «ليف»، عُرف فقط على أنه الأخ الأصغر لريفر.

يقرر خواكين مع نهاية عقد الثمانينيات الابتعاد عن الأضواء، ولكنه سيعود إليها من جديد عام 1993، هذه المرة ليس عن طريق دور سينمائي جديد، بل عبر تراجيديا وفاة أخيه الأكبر بجرعة زائدة من مزيج الكوكايين والهيروين والفاليام.

كان خواكين هو الذي أجرى مكالمة الطوارئ من أجل إسعاف أخيه، وهي المكالمة التي انتشرت في كل وسائل الإعلام بوفاة شقيقه الأكبر معيدة إياه للأضواء من جديد. هذه الحياة الخاصة الموسومة بالمعاناة والصدمات تركت بلا شك أثرًا لا يزول في نفسية واكين، وربما امتد ذلك لطبيعة الشخصيات التي يختارها أو الطريقة التي يجسد من خلالها هذه الشخصيات.

رحلة صعود وانبعاث خواكين فينيكس

بعد عامين من حادثة وفاة أخيه التراجيدية يعود فينيكس وقد استعاد اسمه القديم في أداء لافت في فيلم جاس فان سانت «To Die For»، يؤدي دور مراهق ساذج، مضطرب الشخصية تغويه بالحب امرأة خطرة من أجل أن يرتكب جريمة لها.

يستمر خواكين بقية عقد التسعينيات في أداء أدوار صغيرة في أفلام غير مهمة، لكن الملاحظ أن أغلب الشخصيات التي أداها خلال هذه الفترة كانت شخصيات غير نمطية وغريبة الأطوار.

يشهد عام 2000 انبعاثًا حقيقيًّا في مسيرة خواكين، ظهر في ثلاثة أدوار مهمة، أهمها بالتأكيد فيلم ريدلي سكوت الملحمي «Gladiator»، حيث أدي ببراعة لافتة وحضور طاغٍ شخصية القيصر كومودوس الغارقة في الشر وجنون السلطة. منحه الدور ترشيحه الأول لجائزة الأوسكار.

تأتي المحطة الثانية المهمة في مسيرة فينيكس عام 2005، عبر أدائه المدهش لشخصية المغني جوني كاش في فيلم السيرة الذاتية «Walk the Line»، الذي منحه ترشيحه الثاني لجائزة الأوسكار.

ما توقعه الجميع أن فينيكس بعد أدائه الممدوح والمقدر لشخصية جوني كاش سيحتل مساحة أكبر على الساحة السينمائية تليق بحجم موهبته، لكن فينيكس فاجأ الجميع في عام 2009 بأنه قرر اعتزال التمثيل من أجل احتراف الغناء، تحديدًا الهيب هوب.

يتذكر الجميع ظهوره في العام نفسه مع المذيع الأمريكي ديفيد ليترمان بهيئة مثيرة للريبة، متمتمًا بكلمات غير مفهومة.  ظن البعض أن الممثل يعاني  من انهيار نفسي وعاطفي، أو أن الأمر كله مجرد مزحة، ما سيتضح فيما بعد أنه جزء من وثائقي زائف (Mockumentary) عن نسخة متخيلة من خواكين نفسه من إخراج كيسي أفليك، الفيلم سيصدر في العام التالي بعنوان «I’m Still Here».

اللافت في هذا الفيلم، الذي لا يتذكره الآن أحد إلا كسقطة في تاريخ ممثله ومخرجه، هو مقدار تفاني الممثل في أداء دوره حتى على حساب صورته أمام الجمهور أو مسيرته المهنية. ما يخبرنا به خواكين أن الفيلم حرره من الداخل كممثل، بمجرد أن ظهر أمام الجميع بمظهر الأحمق بإمكانه الآن أن يفعل أي شيء.

وفيما يبدو أن ما يقوله واكين حقيقي تمامًا فأداءاته التي تلت فيلمه المذكور هي الأفضل في مسيرته، والأكثر جرأة.

أهمها بالتأكيد فيلم بول توماس أندرسون «The master»، الذي منحه ترشيحه الثالث لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل، ودوره في تحفة سبايك جونز «Her»، ثم دوره في فيلم الإنجليزية لين رامسي «You Were Never Really Here» الذي منحه جائزة أفضل ممثل في مهرجان كان 2017.

أن تمثل: أن تعيش فقط في اللحظة الراهنة

بإمكاني أن أصور «خواكين فينيكس» من الخلف، دون حتى أن أرى وجهه، ومع ذلك أستطيع أن أعرف بما يشعر الآن، إنه لم يؤدِّ أبدًا شخصية جوني كاش، لقد كان جوني كاش.

— جيمس مانجولد، مخرج فيلم «Walk the Line»

ما يخبرنا به جيمس مانجولد هو أحد أهم مميزات خواكين فينيكس كممثل، ألا وهو قدرته المدهشة على التحول الكامل إلى الشخصية التي يؤديها.

التحول خاصية أساسية في فن التمثيل، إنه انسلاخ عن الذات، وتقمص للآخر. هناك ممثل يلتحم بالشخصية التي يؤديها على مستوى سيكولوجي عميق، لكننا نكون على وعي دائم بحضور ذاته كممثل، وهناك ممثل آخر يختفي تمامًا داخل الشخصية التي يؤديها، يذوب الممثل تمامًا داخل كينونة متخيلة كمن يهرب إليها. ممثل مثل خواكين بتاريخه العائلي والنفسي أقرب إلى النوع الثاني، الذي يهرب من ذاته الحقيقية ليغيب تمامًا في شخصيات متخيلة.

يرجح ذلك إلى ما يخبرنا به خواكين في حواراته من أن الأداء التمثيلي في أفضل أحواله هو الوصول لحالة حيث لا توجد سوى اللحظة الراهنة، أن تعيش هنا والآن في إهاب الشخصية، أن تتخلص من وعيك بكل ما تشعر به أو تفكر فيه كممثل في حياتك اليومية، مخاوفنا ورغباتنا، وكل ما يصنع ضعفنا الخاص، كل شيء يختفي، ولا يوجد سوى اللحظة الراهنة. هذه هي اللحظات التي أطاردها كممثل.

وهو ما يرجح أن التمثيل بالنسبة لخواكين هو محاولة للانفصال عن الذات بكل تاريخها المؤلم، والعيش للحظات داخل شخصية أخرى.

هناك أيضًا مميزات أخرى في طبيعة الأداء التمثيلي تجعله مستحقًا للمكانة التي وصل لها كممثل، الجسدانية (physicality)، القدرة على التعبير بلغة الجسد عن مشاعر وطبيعة الشخصية التي يسكنها، يمكنك أن تتأمل ذلك في فيلم «The master» للمخرج بول توماس أندرسون، تقوس ظهره الذي يمنحه مظهرًا حيوانيًّا والتواءة وجهه الدائمة التي تجسد الغضب المتأصل في شخصيته، تقلصات عضلات وجهه، تمتمته غير المفهومة، كل ذلك يمنحنا زخمًا تعبيريًّا مدهشًا ويساعد في فهمنا لشخصيته فقط عبر أدائه التمثيلي.

يمتلك واكين أيضًا هذه البراعة النادرة في الانتقال بين مشاعر شتى في مدى زمني قصير جدًّا، يمكنك أن تشاهد ذلك في أغلب أعماله، لكن بشكل أكثر حضورًا في فيلمي «The master»، و«Her».

عراب الشخصيات المركبة

أحمل الكثير من الحب لخواكين فينيكس، ما يجعله في ظني مدهشًا هي تلك الحساسية وهذا الذكاء اللذين يجلبهما معه إلى كل شخصية يؤديها، إضافة لقدرته المذهلة على تجسيد الجانب المظلم في شخصياته. أقارنه دومًا بمونتوجمري كليفت، ومارلون براندو، إنه في مرتبتهم نفسها. أظن أنه قادر على تصوير صراعاتنا الداخلية عبر شخصياته بأوضح طريقة ممكنة وبدون كلمة واحدة.

— المخرج الأمريكي «جيمس جراي».

يبدو جراي، الذي أدار خواكين في أربعة من أفلامه، من أكبر المتحمسين لموهبته. منحه خواكين أيضًا أداءات استثنائية في هذه الأفلام، نجد ذروتها في فيلميه «We Own The Night»، و«The Immigrant».

يمكننا أن نمسك طرف الخيط من جراي لنستكمل مديحًا مستحقًا لخواكين فينكس، فما يميزه أيضًا إلى جانب قدرته على التعبير عن الجانب المظلم لشخصياته، أنه مهما كان مقدار هذا الشر أو الظلام الذي يسكنها فهو قادر على التعبير أيضًا عن ضعفها وهشاشتها الداخلية، ما يجعل هذه الشخصيات قادرة على الوصول بسلاسة للجمهور وملامسته من الداخل.

إنه أيضًا رغم الزخم التعبيري الذي يمنحه شخصياته قادر على الإبقاء على هالة من الغموض تحيط هذه الشخصيات، ما يجعلها أكثر ثراءً وعمقًا.

من أجل كل ما تقدم، يشعر الجميع بحماس كبير في انتظار دوره القادم في جوكر تود فيليبس، الشرير الأيقوني في عالم الكوميكس، والذي سيعرض في أكتوبر من هذا العام.

خواكين فينيكس ممثل من طينة العظماء، ولا شك مسيرته الإبداعية في أوجها الآن، ونحن دائمًا في انتظار ما تجود به علينا موهبته الكبيرة.

 

موقع "إضاءات" في

31.08.2019

 
 
 
 
 

جيمس غراي لم يحلّق بنا «نحو النجوم»... ونواه بومباك سحرَ الألباب ومضى

رسالة البندقية - شفيق طبارة

البندقية | في اليوم الثاني من«مهرجان البندقية»، كنا على موعد في المسابقة الرسمية مع فيلمين أميركيين لا يتشابهان إطلاقاً. الأول هوليوودي بامتياز من إخراج جيمس غراي، كان منتظراً جداً، بخاصة بسبب البطل الرئيسي براد بيت. الثاني يجمع آدام درايفر وسكارلت جوهانسون، من إخراج أحد أهم وجوه سينما المؤلف في أميركا نواه بومباك بفيلم من إنتاج «نتفليكس». الأول خيال علمي عن الفضاء سيئ جداً، والثاني ممتاز وواقعي إلى أبعد حدود

«نحو النجوم» لجيمس غراي

من الغريب اختيار جيمس غراي «نحو النجوم» (من العبارة اللاتينية الشهيرة Per aspera ad astra) كعنوان لفيلمه الأول من نوع الخيال العلمي. لم يأخذنا الفيلم نحو النجوم، بالأحرى لم يأخذنا إلى أيّ مكان. وراء ميزانية الفيلم الضخمة، ومركبات الفضاء، والكواكب، والنجوم، والشخصيات الثانوية التي ليس لها أيّ دور؛ يدور الفيلم حول إحدى أقدم القصص التي عرفتها البشرية: علاقة الأب والابن.
ليس للفيلم تاريخ محدّد، فلنقل إنّ أحداثه تجري في المستقبل القريب. رائد الفضاء روي مكبرايد (براد بيت) هو من الأشخاص الانطوائيين، تجنّده حكومة الولايات المتحدة (لأسباب غبية) لمهمة خطيرة: السفر إلى كوكب نبتون، موقع مشروع «ليما»، لمعرفة إن كان المشروع مرتبطاً بإرسال كمية هائلة من الطاقة التي تنفجر باتجاه الأرض وتهدّد النظام الشمسي. كان كليفورد مكبرايد (تومي لي جونز)، والد روي ورائد الفضاء الأفضل، يدير المشروع. لكن بعد مضي ١٦ عاماً، اختفت السفينة واختفى من عليها. والآن سيذهب روي في المهمة نفسها لإنقاذ الكوكب ومواجهة «الدادي إشوز
».

يدور «نحو النجوم» حول الاستكشاف، الهوس، الشعور بالوحدة، وتفكّك العلاقات الإنسانية

يعود غراي إلى الفكرة الغالبة على أفلامه: مهما فعلنا، لا يمكننا الهرب من ماضينا. يقدم مرة أخرى موضوع الآباء والبنين. آباء مصابون بجنون العظمة يقودون أطفالهم إلى زنزانات أحلامهم القاتلة. ولأنه من الأسهل إلقاء اللوم على الماضي بدلاً من التحلي بالشجاعة للتركيز على مشاكل اليوم، وإلقاء اللوم على التقدم العلمي بدلاً من تحديد أخطاء استخدامه، والتركيز على سرد مشاكل الأبوة بدلاً من إنشاء شخصيات معقدة، ولأن تقديم فيلم خيال علمي يعد مربحاً أكثر من تقديم رؤية واضحة لنصّ كاد أن يكون جيداً، اختار غراي هذا الطريق الذي سار عليه كثيرون وفشلوا سينمائياً («انترستلر»، «ارايفل» و«فرست مان»). هكذا أضاع المخرج ساعتين من الزمن في أوبرا مرئية لم تضف شيئاً إلى السينما (الموسيقى كانت جيدة). الفيلم غير مبهر بصرياً، رأينا الكثير منه قبلاً، لكن مشاهده جميلة. يمكن أن يكون الحديث العلمي ذا مصداقية (لا أعلم). القصة متهورة، فوضوية، غير متطورة، مضللة وأحياناً سخيفة، تُركت فيها الأشياء طائفة على السطح. بدا التمثيل فوضوياً على الرغم من أن براد بيت قادر على التعامل مع تعقيد شخصيته، ولكنه يقدم في الفيلم أداء مباشراً من دون جهد.

يدور «نحو النجوم» حول الاستكشاف، الهوس، الشعور بالوحدة، وتفكك العلاقات الإنسانية، وبالتأكيد العلاقة الضيقة للغاية بين الأب والابن. يقدم جزءاً صغيراً من كل شيء في فيلم طموح ولكن محدود، يفتقر إلى التوليفة النهائية التي تجمع وتشمل كل ما رأيناه واختبرناه.

«قصة زواج» لنواه بومباك

بلا مبالغة؛ كان للفيلم تأثيره الكبير على الجميع بلا استثناء. ما زلنا في بداية المهرجان، إلا أن اسم الفيلم سوف يسمع في الحفل الختامي ونحن في الانتظار. هناك أفلام تدخل مباشرة إلى القلب مع النظرة الأولى، تكون قادرة على إشراكنا عاطفياً في السرد، إلى درجة أن الشخصيات على الشاشة تندمج تماماً مع حياتنا. «قصة زواج» لنواه بومباك هو واحد من هذه الأفلام

بداية الفيلم لا تُنسى: تشارلي (آدام درايفر) ونيكول (سكارلت جوهانسون) يصفان مزايا كل منهما، بينما تُظهر لنا الشاشة لحظات من حياتهما معاً: الحب، الجنس، الضحك، الطبخ، اتخاذ القرارات، المجادلات الهادئة منها والحادة، اللعب مع ابنهما هنري وكل ما يجعل صورة العائلة جميلاً. هو مخرج مسرحي وهي ممثلة. وهما الآن على وشك الطلاق

«قصة زواج» هو تحليل دقيق لعلاقة تتفكك. هو الخيط الرفيع بين الحب والكراهية. الحاجز بين المراهقة الأبدية والمسؤوليات الأسرية. البسمة التي تظهر لتفادي تحوّل الغضب إلى نكسة. هو نهاية عالم صغير رُويت بحنان. هو الحلاوة في عالم ينهار. القفزة المفاجئة لتفادي سقوط المزهرية. الإيماءات التي تقول عن الحب أكثر من الكلمات المنطوقة. الميلودراما التي تتحول إلى كوميديا. الانفصال الودي الذي يتحول إلى عملية طلاق معقدة. هو الخوف من فقدان الابن. هو الإيماءات والكلمات والصور. الشعور أن نكون أباً وأماً. الانفصال الذي يدمّر اللحظات السعيدة. الخوف والاتهامات وبحر الآلام. هو التفاصيل الدقيقة. هو الاعتراف. هذا الشيء الغامض الذي نسمّيه حبّاً. الكائن المظلم الذي نسميه زواجاً. هو أن نكون على قيد الحياة. سينما نواه بومباك هندسية مسرحية، كاميرته تصور الأساسيات. عمله الجديد هو الأهم والأفضل، بيد راسخة حافظ على أسلوب نابض، قدّم حوارات ملحّة بكاميرا تضغط على وجوه شخصياته وتكاد تسحقهم. التقط الدموع، الابتسامات، الغضب الذي يُطبع دوائر على الحيطان، وصوّر سلوكيات تتجاوز الخطوط المستقيمة. الفيلم يتحدث عن شخصين محددين، يتحدثان كثيراً عن حقائق عالمية تسهل رؤيتها، كأنها مرآة حيث ترى نفسك في مناقشات صغيرة تنتهي بصراخ، ترى نفسك في نفور، وتسمع نصيحة جيدة من غرباء وتتفاجأ بالكوميديا الموجودة فيها برغم كآبة الموضوع.

«قصة زواج» هو بالتأكيد فيلم ناجح من جميع النواحي: الأداء العظيم والأفضل للممثلين، البداية والغناء والنهاية، وقبل أي شيء الواقعية والنضارة التي تثبت قدرة وموهبة المؤلف والمخرج (بومباك بالتأكيد). يمكن للسينما العودة إلى الموضوعات والقصص المحطمة والمبتذلة والمعادة كثيراً، ولكن من دون أن تفتقر إلى الأصالة. يقدم الفيلم الحياة البسيطة والمعقدة بأفراحها وأحزانها، التي تستحق العودة إلى الشاشة الكبيرة طالما لدينا الرغبة بأن نغرق ونفقد أنفسنا فيها.

 

الأخبار اللبنانية في

31.08.2019

 
 
 
 
 

أزمات المرأة والتحرش تلاحق «فينيسيا» السينمائي

رانيا الزاهد

المخرج الياباني هيروكازو كور- إيدا صاحب السعفة الذهبية من مهرجان كان العام الماضي، عاد ليتألق في الدورة ال٧٦ من مهرجان فينيسيا السينمائي التي انطلقت الأربعاء الماضي؛ وتستمر حتى ٨ سبتمبر المقبل.

وافتتح "إيدا" فينيسيا بفيلم يضم جميلات السينما الفرنسية "جوليت بينوش" و"كاثرين دونوف" ليبدأ المهرجان فعالياته بتحفة سينمائية جديدة. بينما أقيم في اليوم التالي حفل ضخم في المسرح الكبير للمخرج الإسباني بيدرو المودوفار، لتكريمه بالأسد الذهبي وحصوله على جائزة الإنجاز الفني.

واستطاع الياباني "إيدا" الابتعاد عن الوقوع في فخ مزج الهوية، حيث قدم فيلما أوروبيا ساحرا ولكن بأسلوبه الذكي الذي يتميز بالنغمة العاطفية العالية، بينما قدمت كاثرين دينوف أداء رائعا يعيدها لأدوارها الأنيقة مثل فيلم Potiche بحيوية وحماس، حيث تلعب دونوف دور فابيان، وهي ممثلة عجوز ابتعدت عن العمل وتتلاعب بالحقائق فى كتاب مذكرات نشر للتو، وبالطبع تألق صناع هذا الفيلم على السجادة الحمراء قبل أن يدخلوا القاعة، وقامت كاترين دونوف باحتضان جولييت بينوش الأمر الذي عكس حالة من الوهج والحب وجذب عدسات المصورين لتصويرهما وتخليد اللحظة.

ومن النجوم أيضا حضر ايثان هواك، ميل بي نجمة فريق سبايس جيرلز، براد بيت، اليساندرا ماسترونادى، ايزابيات فيراري.. وتألقت النجمة التونسية هند صبري على السجادة الحمراء برفقة مدير المهرجان البرتو باربرا بعد أن انضمت رسميا إلى لجنة تحكيم جائزة الفيلم الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وقالت إنها فخورة أنها تمثل المرأة العربية في المهرجان الأعرق دوليا، مؤكدة فخرها لانتمائها لأسرة السينما العالمية

وحظي الفيلم السعودي «المرشحة المثالية»، ثاني فيلم يعرض من المسابقة الرسمية، للمخرجة هيفاء المنصور، باهتمام الجمهور والنقاد من خلال طوابير الدخول قبل بدء الفيلم بساعة، وامتلأت القاعة عن آخرها بـ١٤٠٠ مشاهد ولم يخرج أي شخص من الفيلم أثناء العرض وحافظ الفيلم على إيقاعه طوال ١٠٠ دقيقة، ودخلت مخرجته مباشرة إلى صلب الموضوع وهو كيف من الممكن أن تثور المرأة العربية والسعودية تحديدا على تهمشيها بالرغم من قدراتها على تقلد مناصب هامة بالبلد وبعد انتهائه ظل الجمهور يصفق لبضع دقائق.

ويشارك في المهرجان هذا العام أيضا أفلام عربية في المسابقات المختلفة، منها الفيلم التونسي «بيك نعيش» للمخرج نورى بوزيد في مسابقة «سكونفيني» واللبناني «ولدي» في مسابقة أوروزنتي لمهدي براسولي، أما في مسابقة الأفلام القصيرة فيلم «سلام» للمخرج الأردني زين دوراي؛ وفي مسابقة أيام فينيسيا، يشارك من تونس «اراب بلوز» لمانيل لابيدى و «ستموتين في العشرين» للمخرج السوداني أمجد أبو علاء.

وفي مسابقة أسبوع النقاد يشارك الفيلم اللبناني «جدار الصوت لأحمد حسين، والفيلم العراقي «سيدة البحر» لشهد أمين، بينما جاءت المشاركة الوحيدة لمصر من خلال المنافسة بمشروع الفيلم الوثائقي «كباتن الزعتري» على منحة «فاينال كت»، والتي يقدمها مركز السينما العربية بالتعاون مع شركة ماد سولوش لتسويق وتوزيع المشروع الفائز.

وتسبب إدراج فيلم رومان بولانسكى للمسابقة الرسمية في جدل كبير وصل إلى حد التشاحن بين لجنة التحكيم برئاسة المخرجة لوكريسيا مارتل من الأرجنتين وعضوية كل من الناقد والمؤرخ الكندي بيرز هاندلينج، والمخرجة الكندية ماري هارون، الممثلة الإنجليزية ستايسي مارتن، مدير التصوير المكسيكي رودريجو بريتو، المخرج اليابانى تسوكاموتو شينيا، والمخرج الايطالى باولو فيرزى، ومدير المهرجان ألبرتو باربيرا الذي هدد العام الماضي بأنه سيتنحى عن منصبه، حيث تم وصف المخرج بـ«صاحب أسوأ سجل وسمعة على الإطلاق» بعد أن لاحقته اتهامات بالتحرش

وجاءت أزمة «كوتة المرأة» المعتادة في معظم المهرجانات الدولية العريقة، مثل «كان» الذي يتمسك رئيسه بمبادئ باربرا في الاعتماد على المعايير الفنية وليس التمييز الجنسي في اختيار الأفلام المنافسة، حيث تواجه إدارة المهرجان هذا العام اتهامات بتعمد تقليص مشاركة المرأة، حيث تضم المسابقة الرسمية فيلمين لمخرجات.

وكان رد باربرا إنه مقتنع بأنه اتخذ الخيار الصحيح لإدراج بولانسكي على الرغم من إدانة صانع الفيلم باغتصاب فتاة تبلغ من العمر ١٣ عاما في عام ١٩٧٨.

وقال: «تاريخ الفن مليء بالفنانين الذين ارتكبوا جرائم، لكننا واصلنا الإعجاب بأعمالهم الفنية وينطبق الشيء نفسه على بولانسكي، إنه في رأيي أحد آخر أساتذة السينما الأوروبية، لا يمكننا أن ننتظر ٢٠٠ عام لنقرر ما إذا كانت أفلامه رائعة أو يمكن نسيانها بسهولة».

ووافقت لوكريش مارتيل، رئيسة لجنة التحكيم الدولية في فينيسيا، على ضرورة إدراج فيلم بولانسكي الجديد «ضابط وجاسوس»، ولكنها اختلفت مع باربرا بشأن مسألة إدخال حصص النوع الاجتماعي في المهرجان. وانتُقدت قلة المخرجات في أهم ٢١ فيلما - الأفلام الوحيدة التي أخرجتها نساء وموجود في المسابقة هو فيلم من المخرجة السعودية هيفاء المنصور «المرشحة المثالية» وفيلم للمخرجة وشانون مورفى «بيبيتيث» - حيث رأت من وجهة نظرها أن مهرجان فينيسيا قد تراجع مثل المهرجانات الرئيسية الأخرى مثل كان وتورونتو.

وقالت مارتيل إنه من خلال إدخال قاعدة بين الجنسين ٥٠/٥٠ ، التي اعتمدها مهرجان برلين هذا العام، يمكن بذلك أن يحدث مهرجان فينيسيا تغييرا في صناعة السينما، دون الإخلال بمعايير الجودة الفنية، وهو ما رفضه باربرا تماما واعتبره مسيئا لأنه يتعارض مع المعيار الوحيد الذي يتعين مراعاته وهو جودة فيلم.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

31.08.2019

 
 
 
 
 

Pain and Glory لـ بيدرو ألمودوفار يقترب من "أوسكار أفضل فيلم عالمي"

كتب: نورهان نصرالله

يقترب فيلم المخرج الأسباني بيدرو ألمودوفار من جائزة أوسكار أفضل فيلم عالمى، بفيلم "Pain and Glory".

واستقرت أكاديمية السينما الإسبانية على قائمة مختصرة تضم ثلاثة أفلام، من المقرر أن يجري اختيار فيلم واحد من بينها لترشحه أسبانيا لتمثيلها في جائزة أوسكار أفضل فيلم عالمي، ليتم الكشف عن الفيلم في 5 سبتمبر الجاري.

وضمت القائمة "Buñuel in the Labyrinth of the Turtle" إخراج سلفادور سيمو، "While at War" إخراج أليخاندرو أمينبار، بالإضافة إلى "Pain and Glory" إخراج بيدرو ألمودوفار، الذي عرض فى المسابقة الرسمية بالدورة الـ 72 من مهرجان كان السينمائي، حصل بطله أنطونيو بانديراس على جائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم.

"Pain and Glory" يعتبر سيرة ذاتية لمخرج الفيلم، فيعود في العمل إلى طفولته في الستينيات، ليتذكر حبه الأول، وألم انكسار قلبه، والراحة التي وفرتها له الكتابة، واكتشافه المبكر للشاشة الفضية، وتلك الفجوة اللانهائية التي تجعله حاليَا عاجزًا عن صناعة الأفلام.

 

الوطن المصرية في

31.08.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004