كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 

البندقية ٧٦ – "المرشّحة المثالية": هيفاء المنصور تنشر الغسيل الشرق الأوسطي

البندقية - هوفيك حبشيان

المصدر: "النهار"

فينيسيا السينمائي الدولي السادس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

في "المرشّحة المثالية"، لا تتردد المخرجة السعودية هيفاء المنصور في نشر الغسيل الشرق أوسطي القذر أمام أضواء البروجكتورات والرأي العام العالمي. ذكورية، احتقار للمرأة، عقلية محافظة، قوانين بالية، هذا بعض ممّا ينتظرنا في جديد هذه السينمائية التي كانت شدّت الانتباه قبل سبع سنوات بـ"وجدة". كلّ هذه المصائب نجدها مدسوسة في فيلمها الروائي الطويل الرابع الذي يتسابق على "الأسد الذهب"، جنباً إلى جنب مع كبار السينمائيين في البندقية (٢٨ آب - ٧ أيلول)، من رومان بولانسكي إلى آتوم إيغويان.

يُمكن الاستدلال إلى الفيلم باستخدام الكثير من النعوت، لكن أكثرها تعبيراً عن حقيقته هو الجرأة. نعم، فيلم هيفاء المنصور يقول بصوت عال ما يتردد عادةً بنبرة صوت لا تكفي للتغيير، وإن لم تعجب خطابيته وتلقينيته بعض النقّاد الأجانب ممن أتيحت لي محادثتهم. فهو فيلم يلجأ إلى التلخيص، الإيجاز، العرض الشامل، حصر المشكلة الاجتماعية، تشخيص المرض، من دون أي لجوء إلى العمق. شتّان بين أن تُري الشيء وأن تكشفه.

تلقّى الفيلم دعماً رسمياً سعودياً، وهذا الأمر يعني ما يعنيه في ما يخص الحدود التي ترسمها ارتباطات مماثلة في بلد مثل المملكة العربية السعودية. لذلك، رغم الجرأة الآنفة الذكر، يبقى فيلماً يخضع لضوابط معينة واحراجات وتنازلات لتشكيل صورة تمنح الانطباع بأنها تقلب الطاولة، لكنها صورة استيعابية تميل إلى الوسطية. انه الانفتاح والحرية وحدودهما في الآن نفسه، كما رسمهما عهد محمّد بن سلمان.

الحكاية هي الآتية: يخطر لطبيبة شابة (ميلا الزهراني) الترشّح للانتخابات البلدية في الرياض. هذا كلّه يحصل من طريق المصادفة. لا مشكلة في ترشّحها سوى أنها امرأة، ولا صدقية لها عند الناخب السعودي. يبدو انها ستدفع ثمن ذلك، رغم ان والدها رجل تقدمي نسبياً، يعزف في فرقة موسيقية ويجول المدن برفقتها. لهذه الفرقة حكاية أيضاً: فهي تبحث عن الاعتراف الرسمي بعد فترة من الحظر، بسبب القوانين المجحفة التي تمنع الموسيقى. لكن، دعونا نكتفي ببطلتنا الثائرة. فهي ستسعى لفرض الاحترام، حتى لو تحقق ذلك من خلال كسر تقاليد المجتمع السعودي المحافظ. ولكن، دائماً تحت سقف الأب، شأن المنصور نفسها.

نحن أمام نموذج صارخ للفيلم النسوي الذي يرى في الرجل مصدراً لكلّ الشرور، وينتصر ليس لقضية المرأة الشرق أوسطية فحسب، بل لأبسط حقوقها: الحق في السفر والعيش بكرامة، والحق في إسماع صوتها والمشاركة في صناعة قرارات بلادها. بهذا المعنى، نحن حيال فيلم نضالي لا يخفي نضاليته بل يتباهى بها إلى حدّ ما، يسعى إلى تحويل الشخصية الرئيسية "أيقونة تغيير منشود"، تغيير لن يتحقق الا بالمزيد من النضال، لأن الطريق طويلة أمام النساء لاطاحة العقلية المتجذرة، ولا يكفي تعديل القوانين.

بعد فيلمها "ماري شيلي"، عن فصل من سيرة الكاتبة البريطانية التي اخترعت شخصية فرانكنشتاين، تعود المنصور إلى شؤونها الخاصة التي ستظل تطاردها مبدئياً مهما فعلت وأينما حلت. فلا مهرب من ثقافة متجذرة بنت إحساسها الداخلي وشكّلت وعيها. طبعاً، لا يخلو الفيلم من استعارات، ولو انه تم هضمها بشكل جيد من المخرجة. نفكّر في صوفيا كوبولا مثلاً ما إن نشاهد هذا التكاتف بين الشقيقات.

فنياً، لا شيء لافتاً. الشغل سليم، لا أكثر. التمثيل مقبول، مع تنويه خاص بحضور الممثّلة التي تضطلع بالدور الرئيسي، وكانت لتكون أشد حضوراً مع المزيد مع الاشتغال عليها. المساحة المخصصة للغناء والعزف غير مستغلة بشكل كافٍ. مع ذلك، أفلت الفيلم من السمات الفولكلورية التي كان يمكن ان يسقط فيها. الإيقاع يهبط في بعض المشاهد، ويحتاج إلى "دفشة" في مشاهد أخرى. مشهد مشاركة المرشّحة في حلقة تلفزيونية، كاريكاتوري ويستحق الحذف. في المقابل، لبعض المَشاهد الأخرى القدرة غير المتوقعة على تحريك المشاعر، وخصوصاً مشاعر ذاك الذي يأتي من خلفية اجتماعية تسمح له بإدراك حجم معاناة المرأة في بعض بلدان الشرق الأوسط.

هل يجوز تقييم رابع أفلام هيفاء المنصور كما لو كان الأول؟ حتماً لا! فسكرة البدايات تبددت، وطافت على السطح مسائل أخرى تحتاج إلى نقاش أعمق، بعيداً من قضية وجود سينما سعودية من عدمها. صحيح ان مشروع سينما كهذه لا يزال حبراً على ورق، لكن المنصور مشت مسافة معينة من المفترض ان تكون طوّرت خلالها أدواتها التعبيرية. الا انه لا بد من الاعتراف أيضاً، بأن المشكلة ليست كامنة في الحرفة السينمائية، بل في النظرة المتأصلة عند الفنّان العربي إلى الأشياء. أعني هنا نظرته إلى ذاته وواقعه والنحو الذي يقدّم فيه هذا كله إلى الآخر.

 

####

 

البندقية ٧٦ – "نحو النجوم": جيمس غراي تائهٌ في الفضاء!

البندقية - هوفيك حبشيان

المصدر: "النهار"

"نحو النجوم" لجيمس غراي فيلم مخيّب. هذا أقل ما يُقال فيه. ومخيّب بقدر عظمة السينمائي الذي مدّنا بروائع في السنوات الأخيرة، من "الليل لنا" إلى "مدينة ذ الضائعة"، عبوراً بـ"عاشقان". يغامر غراي بعيداً من عالمه الواقعي المعتاد، سواء الذي بناه في نيويورك أو في أدغال الأمازون، لكنه يحافظ مع ذلك على بعض تيماته مثل رابط الدم بين الشخصيات الذي يعمّق الصراع، الا انه يتبدى جلياً، وبسرعة قياسية، أنه ليس سوى لزوم ما لا يلزم.

عُرض الفيلم أمس في اطار مسابقة الدورة السادسة والسبعين لمهرجان البندقية السينمائي (٢٨ آب - ٧ أيلول). هل تاه غراي وهو يلقي بنفسه في فراغ هذا المشروع الضخم الذي أنتجه براد بيت واضطلع فيه بالدور الرئيسي؟ (سبق أن أنتج فيلم غراي الأسبق). أياً يكن، فغراي ليس الأول ولن يكون الأخير الذي يتيه في الفضاء الخارجي الواسع، الوجهة التي اختارها لفيلمه، في نوع من مغامرة علمية خيالية تحاول التميز، الا انها، في النهاية، لا تسمن ولا تغني عن جوع. لا هي "٢٠٠١، أوديسّا الفضاء"، ولا هي واحدة من سلالة الأفلام الهوليوودية التي استهلكت فكرة التهديد الذي يأتي من المجهول البعيد. مغامرة غراي تقع في منتصف الطريق.

كثرٌ تاهوا في الفضاء، من ديفيد لينتش إلى براين دبالما وغيرهما. والمتاعب المرتبطة بالمؤثرات البصرية التي واجهها غراي خلال إنجاز الفيلم ليست قليلة، ممّا جعله يؤجل تاريخ عرضه لمرات عدة ليكون في النهاية من حظ البندقية، المهرجان الذي فاز فيه قبل ٢٥ عاماً بالتمام والكمال بجائزة "الأسد الفضّة" عن رائعته "ليتل أوديسّا"، وهو كذلك المهرجان الذي بدا ميالاً في السنوات الأخيرة إلى هذا النوع من الانتاجات، مع عرض فيلمي "جاذبية" لألفونسو كوارون و"أول رجل"لداميان شاذل.

في مقابلة، اعترف غراي بأنه استعان بخبرة ديفيد فينتشر في مرحلة التحضير، كي يستشيره في أمور تتعلق بالعمل مع براد بيت، ممّا يعني صعوبة التطبيع مع نجم هوليوودي كبير، وخصوصاً ان غراي لطالما عمل بمفهوم العائلة السينمائية.

الفيلم اذاً رحلة رائد الفضاء روي ماكبرايد (براد بيت) إلى أقاصي النظام الشمسي، بحثاً عن والده (تومي لي جونز) الذي سافر إلى هناك قبل سنوات ولم يعد، يوم كان البحث عن حياة في كواكب أخرى دارجاً. سيتولى روي المهمة مع احساس بأنه المخلّص، مدفوعاً بحجّة شخصية. جرياً للعادة في هذا النوع من الأفلام، يزخر النصّ بعدد كبير من المصطلحات التقنية التي لا ناقة لنا ولا جمل فيها. الواحد منّا يشعر بأنه جاهل وهو يستمع إلى سيل من الحوارات الجادة والتعليقات الصوتية في شأن الحالة النفسية لبطلنا. هذه الجدية تنسف براءة الفيلم، وهذه واحدة من مشكلاته العويصة، فهو يبدو كمَن ينظر في المرآة عن عضلاته. الرحلة لن تكون مجانية، فهي تهدف إلى فكّ لغز يهدد الوجود على كوكب الأرض. غنّي عن القول بأن اللغز سيصبح أكثر تعقيداً مع نهاية الفيلم.

لطالما شغل مفهوم الفضاء السينما الأميركية. غزوه كان هاجس جيل كامل، وتيمة سينمائية مكرورة بأشكال متعددة ونتائج مختلفة. الا ان الغزو الذي يقترحه غراي هو بحث عن الذات أكثر ممّا هو بحث عن حقيقة ضارة بين النجوم. وفي هذه الحال تحديداً، بحثٌ عن العلاقة التي تربط أباً بابنه.

يموضع غراي أحداث فيلمه في مستقبلٍ قريب يشبه حاضرنا، مع الفرق ان شركات سفر باتت ترسل سياحاً إلى القمر حيث نشأت مستعمرات. من هنا السؤال: لماذا رغب غراي بهذا "التشويش" على حاضرنا، ذلك ان لا فرق كبيراً بين ما نعيشه وما نراه على الشاشة لناحية التطور التكنولوجي. المسألة الأخرى، ولعلها أجمل ما في الفيلم، هي هذه البساطة التعبيرية التي تثري سينما غراي. المخرج الكبير لا يحتاج إلى الكثير لينصع إبهاراً، الا ان المساحات التي تتوفر أمامه، تؤكد أن البعض يحتاج إلى قيود وضغوط كي يخرج أفضل ما لديه. وغراي عرفناه أكثر ابتكاراً وحرية داخل شقّة نيويوركية ضيقة أو في أدغال الأمازون، ممّا هي حاله الآن وقد وجد الفضاء اللامتناهي في تصرفه.

 

النهار اللبنانية في

30.08.2019

 
 
 
 
 

... وانطلقت الدورة 76 بين الـ Glamour وMeToo#

خناقة بولانسكي لم تحجب «حقيقة» كوريه إيدا

رسالة البندقية -  شفيق طبارة

البندقية | التاريخ، الهندسة، القوارب المائية، السكان والسينما كانت كلّها في الانتظار. انطلق «مهرجان البندقية» الـ 76، حتى الشمس التي كانت ساطعة بقوة قبل يومين من الافتتاح، قد خفتت حدتها. براد بيت وصل بقارب مائي وألقى التحية من بعيد على من كانوا بانتظاره، كاترين دونوف وجولييت بينوش كذلك. الممثلة الإيطالية اليساندرا ماستروناردي، التي قدمت الافتتاح، تنزهت على الشاطئ ورقصت وسط المصورين بفستان من توقيع «أرماني». لكن كل هذا الجمال خفت بريقه مع أول مؤتمر صحافي للجنة التحكيم التي ترأسها المخرجة الأرجنتينية لوكريسيا مارتل. سار المؤتمر على ما يرام، إلى أن طرح أحد الصحافيين سؤالا مفاجئاً، ساد الصمت بعده لاستيعاب الكلمات التي نطقت بها مارتل. «هل ستكونين قادرة على الحكم على فيلم رومان بولانسكي (المدان بإقامة علاقة جنسية مع قاصر عام ١٩٧٧) في المسابقة من دون أن يؤثر سلوكه على تقييمك؟». علماً أن ألبرتو باربيرا (المدير الفني للمهرجان) كان قد دافع عن بولانسكي، بعد إعلان لوائح الأفلام المشاركة، بقوله: «من السخف عدم القدرة على التمييز بين ذنب الشخص وقيمته كفنان. إذا لم نفهم ذلك، لن نصل إلى مكان. ربما يعاني بولانسكي من مشاكل مع العدالة أو مع ضميره، ما يهمّني أنه صنع فيلماً رائعاً». لكنّ رد مارتل جاء معاكساً تماماً، إذ قالت: «لا أفصل العمل الفني عن الفنان، كان حضور بولانسكي في المهرجان غير مريح بالنسبة إليّ (...) لا أستطيع التغلب على القرار القضائي، لكن أستطيع أن أتعاطف مع الضحية، لن أحضر حفل العشاء المقام للمخرج، لن أكون موجودة لتهنئته. لا أستطيع أن أقف وأصفق له لأنني أمثل الكثير من النساء في الأرجنتين بنضالهن من أجل هذه القضايا. ولكن من الجيد أن فيلمه موجود في المهرجان. علينا أن نطور حوارنا معه وأعتقد أن هذا هو المكان الأفضل لنقاشات مماثلة». جواب مارتل كان صادماً، غير مريح، وبالتأكيد ليس موضوعياً، خاصة أنها رئيسة لجنة التحكيم وموقفها الشخصي سيؤثر على حكمها. لذلك، علت الأصوات مطالبةً بتقديم استقالتها، التي من المستبعد أن تحدث، لكنها بالتأكيد فقدت نزاهة حكمها بعد هذا الجواب. لندع ما سبق جانباً ولنعد إلى صالة السينما والشاشة الكبيرة. السجادة الحمراء فُرشت وفيلم الافتتاح عُرض. «الحقيقة» للياباني هيروكازو كوريه ايدا الحائز سعفة «مهرجان كان» الذهبية السنة الماضية عن فيلمه «سارقو المتاجر».

بين الحقيقة والكذب

«لا شيء مهم، إنها ابنتي وعائلتها» تقول فابيان (كاترين دونوف) للصحافي الذي يحاورها في بيتها عندما تقرع لومير (جولييت بينوش) الباب. جملة كهذه تكررت مراراً بطرق مختلفة طوال الفيلم. هي مثل الجمل العفوية التي ننطق بها، وتكون هي حقيقة ما نشعر به. «الحقيقة» لهيروكازو كوريه ايدا يدور حول هذه الحقيقة، وحقيقة أن الأكاذيب قد تصدق أحياناً، وأن الذاكرة بطبيعتها خدّاعة. في فيلمه الأول خارج اليابان، يقدم كوريه ايدا أطفالاً بالغين يسعون دائماً خلف شيء ما، يبحثون عن إدراك أو حب حقيقي لم يُعطَ لهم
لومير، كاتبة سيناريو في نيويورك متزوجة من الممثل هانك (إيثان هاوك) «الفاشل» ومدمن الكحول. والدتها فابيان ممثلة فرنسية شهيرة، ضحت بكل شيء: الصداقات، الحب، المشاعر والعائلة. تقولها بصراحة: «أفضّل أن أكون أماً سيئة وصديقة سيئة وممثلة جيدة... لن تغفروا لي ولكن الجمهور سوف يغفر». نجمة متعجرفة، تفخر بأنها لا تعتذر لأحد، فهي الأسطورة الحية التي تذكّرنا مع كل حركة وتصرّف بأنها الديفا

تزور لومير والدتها بصحبة زوجها وابنتها الصغيرة شارلوت (كليمانتين غرونيه). تتعامل فابيان مع كل شيء ببرود بعيداً عن الانفعال. لكنّ صراعاً سيحدث حتماً مع وصول ابنتها الذي تزامن مع نشر مذكراتها التي تحمل اسم الفيلم: «الحقيقة». لكنها نسخة منمقة عن واقع لا ترى فيه لومير أي حقيقة، ولا تكاد تتبين صورة أمها في تلك السيرة. تظهر الطبيعة الإشكالية بين الأم وابنتها، والعلاقة بينهما. كوريه ايدا لا يزال يطرح الأسئلة نفسها: ما هي الأسرة؟ هل هو رابط الدم فقط؟ ما هي حقيقة حياة المرأتين؟ أين تكمن الكذبة؟ ما هي قيمة الأسرة عند تشويه الذكريات؟ ماذا لو كانت الحقيقة مسألة أسلوب؟ وهل يمكن الاعتماد على الذكريات لتتبع الحقيقة ووضع ذكرياتنا على الورق؟ وما القيمة التي يأخذها الآخرون منها، خاصة بالنسبة لأولئك الذين كانوا جزءاً من حياتنا؟

تجتمع العائلة في فرنسا في منزل فابيان الفاخر. «إنه مثل القلعة» تقول شارلوت بدهشة. «نعم، لكن هناك سجن مبني وراءه» تجيب أمها. هذه الكلمات المتبادلة، التي تخرج تلقائياً كما ذكرنا آنفاً، هي المحرك الأساسي للفيلم الذي يقول الحلو والمر عن الحياة العائلية. الوجه المزدوج للأسرة «القمعي والترحابي». الروابط العاطفية الأسرية التي تشكل الحياة. يلعب الفيلم بمفهوم هذه الحقيقة، يضاعف وجهات نظر ثلاثة أجيال بدون قهر أي منهم إلى أن يجد الحقيقة، الحقيقة المزدوجة بدورها في العلاقات الأسرية، فهي القلعة والسجن معاً. في سياق القصة، تظهر آثار تلك الواقعية السحرية التي تسكن عالم الطفولة، كما أشباح الصدامات والنزاعات الكامنة في عودة العلاقة بين الأم وابنتها... تتضاعف في أوجه الاختلاف المتمحورة حول الذات للمرأة الناضجة التي تشعر بكبر سنها. في علاقة الأم وابنتها، هناك مساحة لمواجهة حقيقة، حقيقة كامنة داخل كل منهما، تهربان منها.

بنى هيروكازو كوريه ايدا حديقته الباريسية، لكنه لم يخسر حساسيته اليابانية

الفيلم مليء بالسراب والمحاكاة، نهج ملهم وصادق إزاء الطريقة التي يميل بها البشر لبناء واقع من الأوهام والرغبات والأكاذيب البيضاء والذاكرة الانتقائية ومجموعة من القصص الخيالية. في «الحقيقة»، تتحرك الأفكار والعواطف بطلاقة، كصدى للحياة التي تتعايش فيها الدراما والكوميديا بشكل متناغم. فيلم عن العائلة وسحر السينما في آن، عن الشخصيات التي يؤديها الممثلون، وتأثيرها عليهم (كأن دونوف تجسّد حالة هي عاشتها). كأنّ الممثلين لا يستطيعون قول الحقيقة، لأنها قريبة جداً من الخيال ولا يمكن تمييزها عن الواقع. وإذا كانت الكتابة لا تريد قولها أيضاً، والمخرج مهتماً بالتعاطف فقط مع شخصياته، فهنا ليس لدينا سوى السينما، هي التي تخبر الحقيقة حتى عندما ينكرها جميع الفاعلين فيها.

«الحقيقة ليست عاطفية» يقول هانك، لعلّ هذه الجملة تلخّص معنى الفيلم. فمثل أي أسرة؛ تحتضن عائلة فابيان المشاعر الغامضة والحب والكراهية. من الناحية النظرية؛ تعود الابنة للاحتفال بنشر السيرة الذاتية للأم. أما في الواقع، فلا شيء للاحتفال به. الكتاب يشبه فابيان، كما هي، مليء بالأكاذيب والأوهام والعجرفة. لكن الحب، بالدرجة الأولى، هو الذي دفع لومير للقدوم. الفيلم يلعب على هذه الخطوط المعقدة في العلاقة الأسرية، مثل الخريف الباريسي الجميل والكئيب. ولد الفيلم على شكل مسرحية كتبها كوريه ايدا عام ٢٠٠٣ كما صرح في المؤتمر. أجرى تعديلات عليه عام ٢٠١١ وحوله إلى فيلم طويل واجتمع مع الممثلين بين كان وطوكيو وباريس. تحدث القصة في فرنسا، يتحدث الممثلون في الفيلم اللغتين الإنكليزية والفرنسية. فهل نجح كوريه ايدا خارج محيطه، رغم أن قلّة من المخرجين نجحت في ذلك؟ نعم، إلى حد ما لأن التباعد الثقافي سمح له بتوسيع تعبيره السردي والتعمق في الأمور. بتعاويذ وأكاذيب، وسينما داخل سينما، وخفة وعمق في آن، ونص جميل وأداء هائل، نجح كوريه ايدا. أصبح فرنسياً وامتزج تماماً في الأجواء، بنى قصره وحديقته الباريسية، لكنه لم يخسر حساسيته اليابانية، وما زال يتحدث عن الأسرة، والعلاقات بين الأجيال كأن الثقافات لا تختلف كثيراً بالنسبة لروابط الدم، كأن جميع الثقافات تحمل نفس الأكاذيب البيضاء والحقائق المؤلمة، والواقع القاسي والخيال الوقائي.

 

####

 

زغرودة هيفاء المنصور في البندقية

أروى حليحل

في آخر آب (أغسطس)، تستيقظ جزيرة ليدو، اشبينة جزيرة البندقية عروسة الأدرياتي، وتحاول خطف الأنظار محتفيةً بـ «مهرجان البندقية السينمائي». وفِي دورته الـ ٧٦، تتنافس المخرجة هيفاء المنصور بفيلمها «المرشحة المثالية» (السعودية، ٢٠١٩) على جائزة الأسد الذهبي ضمن عروض المسابقة. تعتبر المنصور أول امرأة مخرجة سعودية أنجزت ثمانية أفلام من أشهرها «وجدة» (السعودية، ٢٠١٢) الحاصل على جوائز عدة من ضمنها جوائز في «البندقية». تخص المنصور أفلامها لمواضيع تتعلق بالمرأة بشكل عام، والسعودية على الأخص منتقدةً واقعها، مما جعلها محطاً للنقد والإشكاليات. في «المرشحة المثالية»، تصوّر المنصور التغييرات في المجتمع السعودي في كل ما يتعلق بمكانة المرأة وتوجهات المجتمع السعودي للمرأة، والنظرة المحدودة والمهمشة لها، بدون تفرقة أكانت مطربة أعراس، طبيبة أو مرشحة للإنتخابات المحلية تدفعها مسؤولية مجتمعية أو رغبة اصلية للإصلاح. وفِي كل الأحوال تبقى في نظر أفراد المجتمع، نساء قبل الرجال «حريم» يجدر بها التصرف حسب قوالب مجتمعية تقليدية وبالية

الفيلم (تمثيل ميلا الزهراني، ونورا العواض، وضاحي الهلالي ـ تمويل ألماني - سعودي ـ أول شريط يحوز تمويل المجلس السعودي للأفلام) الذي صوّر في السعودية، يبدأ بمقطع يصوّر بطلته الطبيبة وهي تقود سيارتها، وتمثل المنصور في هذا الفيلم التغيير الذي حدث في السعودية في السنوات الأخيرة. تصور واقع المرأة في السعودية من منظور بطلته الطبيبة وواقع عملها في عيادة مدينة سكنها والصدفة التي أوصلتها للترشح لانتخابات البلدية. تصور المنصور علاقة الطبيبة مع عائلتها الداعمة، وعلى الأخص والدها، مصرحاً أنّه لن يقف في طريق بناته، تاركاً للطبيبة حيزاً من الاستقلالية والمسؤولية لتتخذ قراراتها وتجد الحلول للعقبات وحدها، بجرأة وعناد، لولاهما لما حصل التغيير المنشود

يبدأ الفيلم بتصوير الطريق الموحل الى عمل الطبيبة. وكما الصعوبات في الوصول الى مكان العمل، كذلك فطريقها المهنية موحلة حيث يرفض المرضى علاجها لهم كونها امرأة محرمة عليهم. واذا ارادت السفر والتطور مهنياً، تصدها القوانين التي تحدد حرية تنقلها بموافقة ولي أمرها. تتغير شخصية البطلة مع تقدم احداث الفيلم، لتمتلك الجرأة الكافية لتنزع نقابها، تكشف عن وجهها بمحضر من الرجال، لتحادثهم وجهاً لوجه، محاولة إقناعهم بجدارتها كمرشحة وتسمع صوتها عالياً بعدما حاولوا تجاهله، محاولة إثبات مكانتها في المجتمع وكونها قديرة لتترشح للعمل السياسي في بلدتها

بطلة هيفاء المنصور لم تفز في الانتخابات، لكن بالرغم عن ذلك وبخوضها المعركة الانتخابية وبعدما اثبتت مكانتها بقدر كبير من العنادة، والشجاعة واللامبالاة لأقوال الغير، أنجزت التغيير المنشود وتستحق أن تفوز بالمنصب الذي ترشحت له. بعض محادثات الفيلم وأحداثه نمطية ومباشرة الى حد يحط من سلاسة الحبكة، ولا بد من التساؤل الى أي جمهور موجه الفيلم وبعض مجرياته جليّة للمشاهد السعودي والعربي. وتلح حتميّة السؤالين اذا كانت رسالة المنصور موجهة الى جمهور المهرجانات العالمية، كـ «مهرجان البندقية» الذي يتوق دوماً الى أفلام تطلعه على واقع المرأة العربية بشكل عام، والسعودية بشكل خاص ونضالها لتغيير مكانتها في المجتمع، أم إذا كان الفيلم موجههاً لجمهور محلي من السعوديين خاصة ومن أبناء الوطن العربي عامة كأداة فنيّة ثورية تضاف إلى طرق وأساليب التغيير المجتمعي. من غير الممكن عدم التطرق للشريط الصوتي المرافق للفيلم، والمغنية النوبية المتألقة.... لما يحمل من نبذة عن ثقافة السعودية الموسيقية. في نهاية العرض العالمي الاول للفيلم في مهرجان البندقية، دمعت هيفاء المنصور وزغردت فرحاً، وفِي الأيام القريبة المقبلة ربما سوف تزغرد المنصور مجدداً فرحاً لفوزها بأسد مهرجان البندقية الذهبي!

 

####

 

«آد أسترا» الأصعب في مسيرة براد بيت

الأخبار

يصطحب الممثل الأميركية الجمهور إلى حافة النظام الشمسي مجسدّاً شخصية «روي مكبرايد»

خاض النجم الهوليوودي براد بيت حروباً في أفلامه ونفذ سرقات مسلحة ودخل حلبة الملاكمة خلال مسيرته السينمائية الحافلة لكنه قال إنّ أكثر أفلامه صعوبة حتى الآن هو فيلم «آد أسترا» (إخراج جيمس غراي ــ 124 د)، وهو الأحدث الذي يجسد فيه دور رائد فضاء ينطلق في مهمة مصيرية.

في هذا العمل، يصطحب الممثل البالغ 55 عاماً الجمهور إلى حافة النظام الشمسي وهو يجسد دور «روي مكبرايد» الذي يحاول درء خطر جديد على كوكب الأرض يتسبب في موجات ارتفاع كارثية في الطاقة.
ينطلق مكبرايد في رحلة للعثور على والده، وهو رائد فضاء يجسد دوره النجم طومي لي جونز، والذي فُقد قبل أكثر من عقد خلال مهمة إلى كوكب نبتون
.

تدور أحداث الفيلم في المستقبل القريب حيث يتخيّل أن البشر تمكنوا من إنشاء محطات للعيش فيها وإجراء الأبحاث على القمر والمريخ وبالتالي فطريق رحلة البطل يمر بمشاهد مدهشة للفضاء المفتوح الخاوي والمناظر الطبيعية الخلابة. وتتحول الرحلة سريعاً لرحلة اكتشاف للذات.

وقال براد بيت الذي شارك أيضاً في إنتاج الفيلم خلال مؤتمر صحافي ضمن فعاليات الدورة السادسة والسبعين من «مهرجان البندقية السينمائي الدولي» الذي شهد العرض الأوّل للشريط أمس الخميس إنّه «كان ذلك أكثر أفلامي صعوبة وتحديا على الإطلاق». 

وأضاف أنّ القصة تقوم على توازن حساس للغاية: «أي لقطة أو صورة تظهر مبكراً أو مقطوعة موسيقية أو تعليق صوتي قد يقلب الأمور بسهولة رأساً على عقب أو يكون زائداً أو أوضح من اللازم. محاولة الحفاظ على هذا التوازن احتاج إلى جهد متواصل». ورداً على سؤال عما إذا كان يعتقد بأنّ هذا الدور سيمنحه أوّل جائزة أوسكار أفضل ممثل، لفت بيت إلى أنّه «أريد فحسب أن يعرض الفيلم... إنّه فيلم صعب... يتضمن محاور عدّة؛ من نحن، وما هدفنا، ولماذا نتمسك بشيء ونظل نفعله. لذلك أشعر بفضول حقيقي لمعرفة كيفية استقباله». 

تجدر الإشارة إلى أنّ «آد أسترا» هو واحد من بين 21 فيلماً تتنافس هذا العام على جائزة الأسد الذهبي في الحدث الذي يستمر حتى السابع من أيلول (سبتمبر) المقبل.

 

الأخبار اللبنانية في

30.08.2019

 
 
 
 
 

مخرجة سعودية بعد عرض فيلمها في "فينيسيا": الفن يشكل عقول الناس وقلوبهم

كتب: نورهان نصرالله

يمثل فيلم "The Perfect Candidate" أو "المرشحة المثالية" للمخرجة هيفاء المنصور، التواجد الأول للملكة لعربية السعودية في مهرجان فينيسيا السينمائي، حيث يشارك الفيلم في المسابقة الرسمية بالدورة الـ 76 من المهرجان، والتي تمتد فعالياتها حتى 7 سبتمبر المقبل، وشهد أمس عرضه الأول في المهرجان بحضور صناعه.

ونشر مجلة "فارايتي" حوار مع المخرجة السعودية، الذي بسؤالها عن إذا كانت السياسة أثرت على صناعة الأفلام السعودية منذ رفع الحظر المفروض على السينما لمدة 35 عاما، في عام 2017، ردت: "بغض النظر عن الوضع السياسي، يجب أن يسود الفن دائما وأن يمنح الأولوية القصوى، لأنه ما يدفع للحضارة لتنمو، ويشكل عقول الناس وقلوبهم".

وتطرقت المنصور إلى تمكين المرأة في المملكة العربية السعودية، إذ مُنحت النساء مؤخرا حق السفر إلى الخارج دون إذن من أقاربهن الذكور وسُمح لهن أخيرا بقيادة السيارات، حيث تعتبر كلتا الخطوتين نتيجة لسنوات من النشاط.

وعند سؤالها عن الخطوات التالية، قالت إن التغيير يجب أن يأتي من داخل النساء السعوديات أنفسهن، متابعة: "نحن مبرمجون لأننا كنا أطفال نخجل من الأضواء ومن التعبير عن آرائنا، وبالتالي إبعاد المرأة عن طريقة التفكير تلك يشكل تحديا كبيرا، أعتقد أن الخطوة التالية هي تمكين النساء من الشعور أنه من الجيد القيام بذلك، والآن حان الوقت للمضي قدمًا".

على عكس فيلمها السابق "وجدة"، فإن هيفاء المنصور واثقة من أن فيلمها الجديد سيعرض في بلدها، ولكن ليس بدون بعض التحديات، قائلة: "لدينا بالتأكيد دور سينما الآن، مع عدد قليل من الشاشات، وبالتالي سيتم عرضه، لكن الموزعين ما زالوا يحاولون معرفة كيفية تسويق ووضع فيلم فني سعودي".

 

####

 

براد بيت عن "Ad Astra": قصة حساسة.. ومن أكثر الأفلام تحديا بالنسبة لي

كتب: نورهان نصرالله

يواصل مهرجان فينيسيا السينمائى فعاليات دورته الـ 76، وشهدت أيامه الأولى حالة من الزخم الفنى، فيما يتعلق بعروض الأفلام التي حظت بنسب مشاهدات عالية وتقيمات نقدية متفاوتة، وتستمر فعاليات المهرجان حتى 7 سبتمبر المقبل.

ومن الأفلام التى عرضت في الأيام الأولى للمهرجان "Ad Astra" للمخرج جيمس جراي، الذي يشارك فى بطولته النجم العالمي براد بيت، الذى يلعب ضمن الأحداث دور رائد الفضاء "روى مكبرايد"، الذى يسافر إلى الحواف الخارجية للنظام الشمسى بحثاً عن والده المفقود منذ زمن طويل، ويكتشف خلال تلك الرحلة لغزاً يهدد بقاء الكوكب، وأسراراً تتحدى طبيعة الوجود الإنساني.

وأشار "بيت" فى المؤتمر الصحفى الخاص للفيلم على هامش فعاليات مهرجان فينيسا السينمائى، إلى أن الفيلم يعتبر شخصيا، وتطرق إلى التعامل مع المفهوم الحديث للرجولة، متابعا: "أثناء الاستعداد للفيلم كنا نتفحص تعريف الرجولة، ووجدنا أننا كبرنا في عصر طلب منا فيه أن نكون أقوياء، وهناك قيمة في ذلك، لكن حاجزًا أيضًا، لأنك تخفي بعضًا من تلك الأشياء التي تشعر بالخجل منها، كلنا نختبئ ونحمل الألم والجروح بمفردنا، كنا نطرح الأسئلة، هل هناك تعريف أفضل للرجولة بالنسبة لنا!".

وتابع بطل "Ad Astra": "الفيلم واحدا من أكثر الأفلام التى عملت عليها تحديا على الإطلاق، ليس لأن الفيلم يحدث فى الفضاء الخارجى، القصة حساسة للغاية، لذا فقد كانت محاولة مستمرة للحفاظ على التوازن، وجعل الأحداق تتضح بطريقة خفية وحساسة للغاية".

وعن سؤاله إذا ما كان يرغب فى أن يصل إلى الترشيحات فى حفل توزيع جوائز أوسكار الـ 92، أوضح براد بيت: "كنت متلهف وفضولى لأرى إلى أين سيصل الفيلم، لأن لديه شىء ليقوله عمن نحن وعن هدفنا، كل عام أرى موهبة مذهلة يتم الاعتراف بها، ومواهب مذهلة أخرى لا يتم الاعتراف بها، عندما يتم ترشيح اسمك يكون أمرا رائعا، وعندما لا يكون اسمك يكون عادة اسم صديق، لذلك أكون سعيد أيضا".

 

الوطن المصرية في

30.08.2019

 
 
 
 
 

مهرجان فينسيا يمنح بيدرو ألمودوفار جائزة الأسد الذهبى لإنجاز العمر

على الكشوطى

منح مهرجان فينسيا فى دورته الـ76، المخرج الإسبانى الكبير بيدرو ألمودوفار جائزة الأسد الذهبى لإنجاز العمر وشهد تكريم ألمودوفار عاصفة من التصفيق الحاد.

الدورة الـ76 من مهرجان فينيسيا افتتحت فعاليتها أمس الأربعاء فى الفترة ويستمر حتى 7 سبتمبر المقبل.

آخر أعمال المخرج الإسبانى بيدرو ألمودوفار هو فيلم "Pain and Glory" وعرض فى الدورة السابقة من مهرجان كان السينمائى، وحصل بطل الفيلم أنطونيو بانديراس على جائزة أفضل ممثل عن دوره فى الفيلم، يشارك أنطونيو بانديراس البطولة كل من بينلوبى كروز وليوناردو سباراجليا، وسيسيليا روس وبول اريفالو وغيرهم.

ومن المقرر أن يشارك الفيلم ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائى فى دورته المقبلة والتى تنطلق يوم 19 وحتى 27 سبتمبر المقبل.

 

عين المشاهير المصرية في

30.08.2019

 
 
 
 
 

«الحقيقة» للنجمتين دونوف وبينوش يفتتح مهرجان البندقية السينمائي

النسخة الـ «76» تشهد حضور نجوم هوليوود

المصدر AFP

انطلق مهرجان البندقية السينمائي بدورته الـ 76 بقوة، مستقطباً النقاد والنجوم على حد سواء، بسبب الخلاف الذي نشب منذ فترة طويلة حول عرض فيلم «جاكوز»، للمخرج البولندي رومان بولانسكي من عدمه. وبدأ عرض الأفلام المشاركة، وكان أولها فيلم «the truth»، (الحقيقة)، للنجمتين الفرنسيتين كاترين دونوف وجولييت بينوش للمخرج الياباني هيروكازو كوره-إيدا. وحضر مراسم الافتتاح عدد من نجوم الصف الأول في «هوليوود» منهم، روبرت دي نيرو وجوني ديب وبينيلوبي كروز وأنطونيو بانديراس.

افتتحت النجمتان الفرنسيتان كاترين دونوف وجولييت بينوش مهرجان البندقية السينمائي، حيث تم عرض فيلمهما "ذي تروث".

وأوضحت دونوف أن "الفيلم يرسم صورة ممثلة فيها الكثير من المبالغات. لقد استمتعت بتأدية الدور، لأن هذه الشخصية بعيدة جدا عني".

وعُرض الفيلم بعد مراسم الافتتاح لمهرجان زاخر بالنجوم من روبرت دي نيرو إلى جوني ديب، مرورا ببينيلوبي كروز وأنطونيو بانديراس.

وبرز المهرجان في السنوات الأخيرة على أنه منصة انطلاق للسباق إلى جوائز أوسكار، كما حصل مع "غرافيتي" لألفونسو كوارون، و"لالا لاند" لداميين شازيل، اللذين توجا بعد ذلك بأعرق جائزة سينمائية.

وثمة ترقب هذه السنة لفيلمي "آد أسترا"، وهو ملحمة فضائية من إخراج جيمس غراي و"جوكر" لتود فيليبس.

ويؤدي براد بيت في الأول دور رائد فضاء يتوغل إلى أقاصي المجموعة الشمسية، بحثا عن والده المفقود، في حين يمثل جواكين فينيكس بالثاني دور عدو باتمان الشهير.

إلا أن جدلا حول اختيار فيلم رومان بولانسكي (جاكوز) لا يزال يخطف الأضواء عن هؤلاء النجوم.

فقد ارتفعت أصوات عدة لانتقاد إشراك فيلم التشويق التاريخي هذا المكرس لقضية دريفوس، وبطولة جان دوغاردان، في المنافسة الرسمية للمهرجان.

وأقرت رئيسة لجنة التحكيم، لوكريتسيا مارتل، بأنها "متضايقة جدا" لاختيار الفيلم خلال المؤتمر الصحافي الافتتاحي للمهرجان.

وقالت إنها لن تحضر أمسية عرض الفيلم رسميا اليوم.

وأوضحت: "أنا أمثل الكثير من النساء اللواتي يناضلن في الأرجنتين لمسائل كهذه، ولا أرغب في الوقوف والتصفيق"، مشددة على أنها تدرك "أن الضحية تعتبر أن القضية قد طويت".

وأضافت: "استبعاد او اختيار بولانسكي (في المسابقة) يدفعنا إلى النقاش، وحل هذه المسألة ليس ببسيط".

إلا أن مارتل عادت عن كلامها في بيان رسمي، مؤكدة أن تصريحاتها "فهمت خطأ"، وأنها "لا تعارض بتاتا" مشاركة فيلم بولانسكي في المسابقة الرسمية.

ولفتت إلى أن ليس لديها "أي أحكام مسبقة" حول هذا العمل، وستشاهده "بالطريقة نفسها مثل الأفلام الأخرى المشاركة في المسابقة".

كبار السينمائيين

أما مدير المهرجان، ألبرتو باربيرا، فدافع مرة جديدة عن خياره، قائلا: "أنا على قناعة بضرورة التمييز بين الرجل والفنان. هو أحد آخر كبار السينمائيين في أوروبا، وشاهدت فيلم بولانسكي، ولم يكن لدي أدنى شك، وقررت اختياره".

وقالت دونوف، التي دافعت مرارا عن بولانسكي، إن الانتقادات التي تطول اختيار الفيلم "عنيفة بشكل لا يصدق ومبالغ بها كليا".

ومن المواضيع المثيرة للجدل أيضا، وجود فيلم "أميركان سكين" في فئة موازية للمخرج الأميركي نايت باركر (ذي بيرث أوف أيه نايشن)، الذي برئ عام 2011 من تهمة عنف بحق طالبة، وقد ارتدت هذه القضية بُعدا أكبر عام 2016، مع الكشف عن انتحار هذه الأخيرة.

وأكد ألبرتو باربيرا، أنه لم يجد أعمالا لمخرجات أخريات للمشاركة في المسابقة الرسمية، مشددا على أنه ضد "اعتماد نظام حصة نسائية عندما يتعلق الأمر باختيار الأفلام. يشكل ذلك برأيي خطأ شنيعا".

أما لوكريتسيا مارتيل، فأعربت عن دعمها لنظام الحصص، موضحة: "هذا الأمر لا يعجبني، لكني لا أجد نظاما آخر. يجب منح النساء المكانة التي يستحقنها".

 

الجريدة الكويتية في

30.08.2019

 
 
 
 
 

اليوم.. عرض فيلم «الجوكر - Joker» بالدورة الـ76 من مهرجان فينيسيا السينمائي

نوران عرفة

يعرض اليوم، فيلم «الجوكر - Joker» في الدورة الـ76 من مهرجان فينيسيا السينمائي، المقامة في الفترة من 28 أغسطس الحالي إلى 7 سبتمبر المقبل، وذلك بعد طرح التريلر الرسمي له منذ 3 أيام، ومن المقرر طرح الفيلم بدور العرض الأمريكية في الرابع من أكتوبر القادم.

«الجوكر - Joker» هو الفيلم المقتبس من القصة الأصلية للمهرج «آرثر فليك»، أشهر شخصيات عالم «دي سي كوميكس»، الذي يعيش في مدينة «جوثام»، ويتعرض لضغوطات عصيبة وظروف قهرية تضطره للتحول إلى شخصية «الجوكر».

الفيلم من بطولة الممثل الأمريكي جواكين فينيكس، ومن إخراج تود فيليبس، الذي سبق له إخراج ثلاثية «The Hangover»، وبالرغم من أن شخصية الجوكر تُعد من وحي عالم «دي سي كوميكس» إلا أن هذه المرة الأولى التي يقدم «فيليبس» فيها فيلما جديدا ومنفصلا عن عالم «دي سي» السينمائي.

وصل عدد مشاهدات التريلر النهائي لفيلم «الجوكر - Joker» فور طرحه عبر موقع «يوتيوب»، إلى أكثر من 10 ملايين مشاهدة، وناقش بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي توقعاتهم الخاصة حول إمكانية فشل الفيلم مستقبلا؛ لتصورهم أن الإعلان النهائي ليس بالقدر الكافي من التميز الذي روج له إداريو الفيلم، بينما أشاد البعض الآخر بالتريلر الجديد وعبروا عن تشوقهم لرؤيته قريبا.

يذكر أن الكاتب والمخرج تود فيليبس، كشف عن خوضه تجربة جديدة من خلال قصة فيلمه القادم «الجوكر - Joker»، وأكد في تصريحات سابقة لمجلة «إمباير»، أنها ليست مبنية على الروايات المصورة والهزلية لشركة «دي سي كوميكس» التابعة لـ«وارنر بروس» المنتجة، بل قامت على كتابته الخاصة واختلفت في رؤيتها الحقيقية عن ما جاء في السابق حول شخصية «الجوكر» الخيالية، وتوقع أن يواجه العديد من انتقادات الجمهور نتيجة تلك التجربة.

 

####

 

براد بيت: «آد أسترا» أصعب فيلم في حياتي

البندقية (إيطاليا) (رويترز)

خاض نجم هوليوود براد بيت حروبا في أفلامه ونفذ سرقات مسلحة ودخل حلبة الملاكمة خلال مسيرته السينمائية الحافلة لكنه قال إن أكثر أفلامه صعوبة حتى الآن هو فيلم (آد أسترا) وهو الأحدث الذي يجسد فيه دور رائد فضاء ينطلق في مهمة مصيرية.

ويصطحب الممثل البالغ من العمر 55 عاما الجمهور إلى حافة النظام الشمسي وهو يجسد دور روي مكبرايد الذي يحاول درء خطر جديد على كوكب الأرض يتسبب في موجات ارتفاع كارثية في الطاقة.

وينطلق مكبرايد في رحلة للعثور على والده، وهو رائد فضاء يجسد دوره النجم تومي لي جونز، والذي فُقد قبل أكثر من عقد خلال مهمة إلى كوكب نبتون.

وتدور أحداث الفيلم في المستقبل القريب حيث يتخيل أن البشر تمكنوا من إنشاء محطات للعيش فيها وإجراء الأبحاث على القمر والمريخ وبالتالي فطريق رحلة البطل يمر بمشاهد مدهشة للفضاء المفتوح الخاوي والمناظر الطبيعية الخلابة.

وتتحول الرحلة سريعا لرحلة اكتشاف للذات.

وقال براد بيت الذي شارك أيضا في إنتاج الفيلم خلال مؤتمر صحفي في مهرجان البندقية السينمائي الذي سيشهد العرض الأول للفيلم يوم الخميس ”كان ذلك أكثر أفلامي صعوبة وتحديا على الإطلاق“.

وتابع قائلا إن القصة تقوم على توازن حساس للغاية. وأضاف ”أي لقطة أو صورة تظهر مبكرا أو مقطوعة موسيقية أو تعليق صوتي قد يقلب الأمور بسهولة رأسا على عقب أو يكون زائدا أو أوضح من اللازم. محاولة الحفاظ على هذا التوازن احتاج إلى جهد متواصل“.

(آد أسترا) هو واحد من بين 21 فيلما تتنافس هذا العام على جائزة الأسد الذهبي في النسخة 76 من مهرجان البندقية السينمائي الذي يستمر حتى السابع من سبتمبر أيلول ويعتبر من المؤشرات المبكرة لموسم الجوائز.

وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن هذا الدور سيمنحه أول جائزة أوسكار أفضل ممثل قال براد بيت ”أريد فحسب أن يعرض الفيلم.. إنه فيلم صعب.. يتضمن عدة محاور.. من نحن.. وما هدفنا.. لماذا نتمسك بشيء ونظل نفعله. لذلك أشعر بفضول حقيقي لمعرفة كيفية استقباله“.

 

الشروق المصرية في

30.08.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004