بحضور نجمتي فيلم «الحقيقة» كاترين دينوف وجولييت بينوش
والمخرج هيروكازو كوري إيدا
اليوم افتتاح مهرجان «فينيسيا» السينمائي الـ 76
النهار - خاص
تنطلق مساء اليوم في جزيرة الليدو في مدينة «فينيسيا»
الايطالية اعمال الدورة 76 لاقدم المهرجانات السينمائية الدولية حيث مهرجان
«فينيسيا» السينمائي الدولي ونشير هنا الى ان اختيارات أفلام مهرجان
«فينيسيا» السينمائي الدولي لهذا العام تنبئ بأن أقدم مهرجان سينمائي في
العالم سيكون مفعماً بكل ما يجعله حدثاً مثيراً، فهناك أفلام رفيعة
المستوى، ونجوم ساطعة، وجدال محتدم.
وبالفعل، شهد التحضير للنسخة 76 من المهرجان بعض المناقشات
المحتدمة، على سبيل المثال حول كيف أن عدد المخرجات المشاركات في المهرجان
منخفض للغاية مرة أخرى، بينما مازال البعض غير مقتنع بأن شبكات مثل
«نتفليكس» يجب أن يكون لها مكان في المهرجان. ثم هناك حقيقة أن أحدث أفلام
المخرج رومان بولانسكي سيعرضه خلال فعاليات هذا العام، وهو الرجل الذي
سيغطي على كثير من القضايا المثارة بالمهرجان.
وسيشهد حفل الافتتاح مساء اليوم الاربعاء عرض فيلم «ذا
تروث» (الحقيقة) للمخرج الياباني هيروكازو كوري إيدا، الذي فاز بجائزة
السعفة الذهبية في مهرجان «كان» العام الماضي عن فيلم «شوب ليفترز». ويعد
أحدث أفلامه، الذي يضم عدداً من كبار الممثلين، من بينهم الفرنسيتان كاترين
دينوف وجوليت بينوش والأميركي إيثان هوك، أول فيلم يخرجه إيدا بعيداً عن
بلاده.
وعلى مدار أيام المهرجان، سيتألق المزيد من النجوم على
السجادة الحمراء؛ من بينهم ميريل ستريب وبراد بيت وجوني ديب وسكارليت
جوهانسون وروبرت باتنسون. ومن المرجح أن يظهر المغني مايك جاجر في ختام
فعاليات المهرجان في السابع من سبتمبر المقبل.
وحضور مثل هذه الأسماء يوضح مدى أهمية مهرجان فينيسيا
بالنسبة لهوليوود، ويمثل المهرجان أول مرحلة أساسية لمرشحي الأوسكار
المحتملين. وخلال الأعوام القليلة الماضية، نجح كثير من الأفلام التي تعرض
بمهرجان فينيسيا في الفوز بجائزة الأوسكار، من بينها أفلام «روما» و«لا لا
لاند» و«شيب أوف ووتر».
ويظهر كبار نجوم هوليوود هذا العام في أفلام عدة، فهناك
فيلم الجريمة «الجوكر» بطولة الممثلين خواكين فينيكس وروبرت دي نيرو.
من ناحية أخرى، سيعرض فيلم «أد أسترا» الذي يعد أول الأفلام
التي تدخل منطقة الخيال العلمي، من إخراج جيمس جراي. وسيعرض أيضاً فيلم
«ويتينج فور ذا بارباريانز» من بطولة جوني ديب وروبرت باتنسون، المقتبس من
رواية للكاتب الجنوب إفريقي جيه ام كويتزي، التي تدور حول الهجرة
والعنصرية. كما تحضر المخرجة السعودية هيفاء المنصور في فيلم يعرض للمرة
الأولى.
ومن المتوقع أن تدور مناقشات كثيرة حول العروض التي تقدمها
شبكات البث عبر الإنترنت. وعلى الرغم من أن مهرجان كان استبعد هذه الشبكات
من منافساته بعد خلاف حول حقوق التوزيع، فيبدو أن فينيسيا أكثر انفتاحاً.
ونتيجة لذلك، سيتنافس فيلمان أحدهما للمخرج ستيفن سودربرج، ويدور حول وثائق
بنما ويحمل اسم «ذا لوندرمات»، والآخر فيلم شبه سيرة ذاتية للمخرج نوح
باومباخ، ويحمل عنوان «مارديج ستوري» «قصة زواج»؛ في أبرز جوائز المهرجان،
وهي جائزة الأسد الذهبي.
لكن هناك رجلاً واحداً سيغطي على الكثير من القضايا الحاضرة
في مهرجان فينيسيا، هو رومان بولانسكي (86عاماً)، فمن المقرر عرض أحدث
أفلامه «جاكيوز».
يذكر أنه في أعقاب ظهور حركة «مي تو» المناهضة للتحرش، جرى
عزل بولانسكي من أكاديمية الأوسكار لاتهامه باغتصاب فتاة (13 عاماً) عام
1977.
والسؤال هو: هل سيأتي بولانسكي لفينيسيا؟ الحقيقة الواضحة
هي أن دعوة مدير المهرجان البيرتو باربيرا لبولانسكي لحضور المهرجان أثارت
جدلاً كبيراً، سيتجدد خلال الفعاليات.
ولعل أكثر الأمور إثارة للجدل في المهرجان هو ما كشف عنه من
وجود مخرجتين فقط من بين 21 مخرجاً في المسابقة؛ ما يشير إلى استمرار
انخفاض أعداد المخرجات اللاتي يشاركن في مهرجان فينيسيا. ولكن رئيسة لجنة
التحكيم هذا العام هي المخرجة الأرجنتينية لوكريسيا مارتيل، التي تعد سابع
سيدة تتولى هذا المنصب.
السينما العربية حاضرة
أعلن مهرجان «فينيسيا» السينمائي الدولي عن مشاركة 4 أفلام
عربية، «مرشحة للزيادة»، منها فيلمان عربيان في أسبوع النقاد، وفيلمان
آخران بـ أيام فينيسيا ضمن فعاليات المهرجان، وسط غياب للسينما المصرية في
جميع المسابقات. الفيلم الأول هو اللبناني «جدار الصوت»، وهو الفيلم
الروائي الطويل الأول للمخرج أحمد غصين الذي يعيدنا الى صيف عام 2006، وقت
حرب الجيش الإسرائيلي في (يوليو) على لبنان. تدور القصة حول «مروان» صاحب
الـ 30 عامًا، الذي يتوجه إلى الجنوب بحثًا عن والده، فيجد نفسه محاصرًا مع
أربعة من أبناء بلدته في منزل أحدهم، إذ تستقر فرقة من الجيش الإسرائيلي في
الطابق الأعلى، لتأخذ الأمور منحى غير متوقع. الفيلم الثاني بذات القسم هو
«سيدة البحر»، وتدور أحداثه حول قصة حياة فتاة يافعة، والتي تنشأ في قرية
فقيرة تعيش على صيد السمك وتحكمها تقاليد مظلمة تتمثل في منح الإناث من
أطفال القرية لحوريات البحر المتوحشة التي تعيش في المياه المجاورة، وحينما
يحين الدور على حياة لتهب نفسها لتلك المخلوقات، ترفض حياة هذا الواقع
المخيف وتقرر أن تتبع دربها والبحث عن ضالتها المنشودة.
ويعد فيلم «سيدة البحر»، الذي تم تصوير أحداثه في سلطنة
عمان، أول فيلم للكاتبة والمخرجة السعودية شهد أمين، يقوم ببطولة الفيلم كل
من الممثلة بسمية حجار، أشرف برهوم، يعقوب الفرحان، فاطمة الطائي وضمن
مسابقة أيام فينيسيا تم اختيار الفيلم السوداني الطويل «ستموت في العشرين»،
وهو أول فيلم روائي سوداني طويل يتم إنتاجه بطاقم عمل محترف في الأونة
الأخيرة، وذلك بعد حصول فيلم «كاشا» على جائزتين في «فاينال كات» بفينيسيا
العام الماضي، وهو من إخراج هشام حجوج كوكا.
الفيلم مستوحى عن قصة «النوم عند قدمي الجبل» للكاتب
الروائي حمور زيادة، إذ يولد مزامل في قرية سودانية تسيطر عليها أفكار
الصوفية، تصله نبوءة تفيد بأنه سيموت في سن العشرين، فيعيش أيامه في خوف
وقلق إلى أن يظهر في حياته سليمان، وهو مصور سينمائي متقدم في العُمر، فهل
سيخرج مزامل من الكابوس الذي أصبح ملازمًا له وكيف سيعيش حياته وهو محاصر
بأقاويل عن موته القريب؟
ويعتبر هذا الفيلم الروائي الأول في تاريخ السودان منذ 20
عامًا، والسابع في تاريخها، ولاقى اهتمامًا عالميًا وحصل على منح مالية من
عدة جهات مثل مهرجان برلين السينمائي، ومنحة من بيروت، إضافة إلى منحة «سور
فاند» النرويجية.
أحداث الفيلم مأخوذة عن قصة قصيرة للروائي السوداني حمور
زيادة، في عوالم صوفية، وتتناول تأثير المجتمعات على الفرد وخنوعه لها
وفكرة الخروج منها، وتدور أحداثه في ولاية الجزيرة، بمناطق طيبة الشيخ
عبدالباقي وأبو حراز.
كما تسجل السينما التونسية حضورها أيضا في «ايام فينيسيا»
عقب النجاحات الكبيرة التي حققتها أخيراً، وتشارك المخرجة منال العبيدي
بفيلم
Arab Blues،
والذي تقوم ببطولته الممثلة الإيرانية غلشيفته فراهاني.
الفيلم يتعرض لحكاية فتاة تونسية درست علم النفس في الخارج،
وعادت لتمارس عملها في تونس، لتكتشف حجم المعاناة التي وصل إليها أبناء
وطنها مع المرض النفسي. |