كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان «كان» (8):

توقعات مبكرة حول الفائزين بالسعفة الذهبية

كان: محمد رُضـا

كان السينمائي الدولي

الدورة الثانية والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

تتوالى عروض أفلام مسابقتي الدورة الثانية والسبعين من مهرجان «كان» متجهة صوب النهاية يوم السبت المقبل، حيث تكمن حفلة إعلان الجوائز بالمرصاد. كثيرة هي الأفلام التي ستؤخذ بعين النظر والنقاش لدى لجنة المسابقة الأولى التي يقودها أليخاندرو غونزاليز أناريتو، ولدى لجنة المسابقة الثانية المتمثلة بقسم «نظرة ما» التي ترأسها نادين لبكي.

في مرمى الممثلة والمخرجة اللبنانية لبكي أفلام عدة، من بينها ما يوحي بفوز مؤكد لفيلم نسائي قد يكون فيلم إني سيلفرستين «ثور» أو الأرجح - فيلم مايكل كوفينو «التسلق» أو فيلم منية بدّور «بابيشا» الذي نال، حسب إحصاءات مجلة «لو فيلم فرنسيز»، أعلى درجة إعجاب بين جمهور المهرجان.

في المسابقة الرسمية هناك احتمالات صعبة المراس تتبلور كأسئلة مثيرة للاهتمام:

هل يمكن الاعتراف بأن ترنس مالك أنجز الفيلم الأفضل سينمائياً؟

هل ينال المخرج الإسباني بدرو ألمودوڤار الذهبية لأول مرّة بعدما شارك مرات عدة ولم يفز بها؟

أم تذهب الجائزة إلى فيلم فرنسي؟ وما هو نصيب السياسة في هذا الشأن، هل تذهب الجائزة لفيلم ترفيهي خالص، وبذلك تحسب يمينية أو تذهب إلى فيلم واقعي وبذلك تحسب يسارية؟

في كل الأحوال، فإن هناك عدداً من الأفلام التي تجيب عن كل تلك الأسئلة مع الأخذ بالاعتبار أن أفلام ترنس مالك وكن لوتش وكونتِن تارنتينو و- إلى حد - ألمودوڤار والأخوين داردين (وهي الأسماء التي تصدرت المهرجان منذ البداية) كل منها سبق له وأن حقق أفلاماً أفضل من النتيجة الماثلة في هذا العام.

وموقع أليخاندرو بصفته رئيس لجنة تحكيم حساس للغاية: فهو يساري النزعة ويتفق مع توجهه الفكري اختيار فيلم «آسف افتقدناك» للمخرج كن لوتش الذي يلبي هذا التوجه، لكنه مكسيكي الأصول ما قد يجعل أليخاندرو يميل إلى منح بدرو ألمودوڤار الجائزة الأولى.

المفاجأة هي أن يأتي بفيلم بديل لكل هذه التوقعات. وفي حين أنه ليس الوحيد الذي يقرر، لكن مخرجاً مثله يستطيع القيادة والتوجيه.

تناول هذا الناقد في رسالة سابقة فيلم كن لوتش «آسف افتقدناك» الذي يتناول فئة اجتماعية واسعة وعريضة في بريطانيا بالكاد تجد ما تصرفه على قوتها وتعيش على حافة العوز كل يوم.

في أحد مشاهده يرفع المخرج تحيته لفلسطين؛ إذ يظهر جانباً من غرافيتي يرسمه ابن بطله مع رفاق شبان له يشمل ذلك العلم الذي بات سؤال الماضي والمستقبل بالنسبة للقضية الفلسطينية وأنصارها العرب والأجانب. بالطبع هو مشهد عابر، لكنه يوحي بموقف لوتش الذي دائماً ما يدعو في أفلامه إلى العودة إلى الأسس التي كونت المجتمع البريطاني في صيغته الاشتراكية مباشرة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

لكن «آسف افتقدناك» على قوّة مضمونه لا يحمل جديداً في الشكل ولو أنه الشكل الذي ليس من السهل إتقانه على بساطة تأليفه: الكاميرا المحددة في لقطاتها التي لا تفعل أكثر من تصوير المشهد الماثل من دون أن يكون لها أي دور آخر.

هذا هو التضاد الكامل لمفهوم فيلم ترنس مالك الجديد «حياة خفية»، حيث الكاميرا هي الفيلم بأسره. في الخلفية تكمن الحكاية. فوق الفيلم عند امتداد الأفق وما بعد تكمن روحانياته. وعلى أرضه رموز الحياة. «حياة خفية» هو احتفاء بالسينما كلغة فنية ناصعة، وهذا بدوره لا يخرج عن تقاليد المخرج الأميركي المعتادة.

- ما يشبه الحكاية

ناحيتان لا بد من التطرق إليهما بالنسبة لفيلم ترنس مالك. الأولى هي أنه - وبشكل إجمالي جامع - ليس أفضل أفلامه، والأخرى هي أنه أطول بنحو 40 دقيقة مما ينبغي.

لكنه ترنس مالك حافظٌ أمينٌ لأسلوب العمل في كتاب بصري من تأليفه يزاوله كلما حقق فيلماً. وما يعجبنا من عناصر عمل في أفلامه السابقة لا بد أن يعجبنا هنا. لا خلاف.

المختلف هنا اختياره سرد حكاية حصلت بالفعل في مقابل حكايات معظم أفلامه السابقة التي واتته من الخيال. حكاية «حياة خفية» تتمحور حول ذلك الفلاح النمساوي فرانز (أوغست ديل) الذي رفض الإذعان وتأييد النازية أو المساهمة في أي نشاط تمارسه. يمهد مالك للحكاية بفتح صفحات عن كنه الحياة الرغدة والبسطة في بعض ربوع النمسا الجبلية الشمالية، حيث يعيش فرانز وزوجته (ڤاليري باشنر) وبناتهما الثلاث. يعرض مالك عناصر تلك الحياة: أعشاب خضراء. حقول. أشجار. أبقار. مياه (الكثير من الأنهر والشلالات الجارية) وجبال شاهقة. ينضم فرانز للجيش النمساوي الذي توجه للإسهام في الحرب النازية في مطلعها، لكنه يعود إلى قريته بشعور مرير حاملاً في كيانه مفاهيم جديدة عن قيمة الحياة المهدورة في تلك الحرب. متسائلاً عن أسباب القتل وكيف يمكن لأي كائن القبول بغزو هتلر للدول المجاورة. تلك الأسئلة هي بذاتها قناعات راسخة؛ لذلك عندما يُطلب للعودة للجندية لا يمتثل، وحين يتقدم منه نمساويون يعملون للحزب النازي بهدف جمع تبرعات يرفضهم. يمر به جنديان يحييانه «هاي هتلر» فيرد عليهما بـ«ليسقط هتلر».

كل ذلك ألّب عليه أبناء القرية وجيرانه، وجعل وضعه وعائلته صعباً حتى من قبل أن يأتي الجنود ويلقون القبض عليه ويضعونه في سجن رهيب. يُهان ويُضرب ولا يذعن لما مطلوب منه. يجاهر بموقفه المعادي للحرب والمستند إلى روحانية الدين الذي يؤمن به. هنا يساعده المخرج في هذا الموقف باستعراض مظاهر الخلق الإلهي. يعود من حين إلى آخر إلى تلك الربوع الساحرة يصوّرها بفصولها ومواسمها وجمالها الدائم. يخلق حالة تناقض بين جمال الحياة كما وهبها الله تعالى وبين بشاعة الحرب كما تسبب بها الإنسان.

كل ما كان مطلوباً من فرانز هو أن يوقّع على ورقة يتراجع فيها عن مواقفه. لكنه يرفض مضحياً بسلامته كما بمستقبل زوجته وبناته مودعاً في ذلك احتمال لقائهن من جديد.

هناك تزاوج في «حياة خفية» بين شغل المخرج على جمالياته وروحانياته عبر تصوير الحياة على الأرض وبين سرد قصة ذلك المزارع الذي يرفض إلا أن يكون حر الحياة كالطبيعة التي نشأ فيها. يتماوج الفيلم بين هذه القصّة وبين الطبيعة بمفرداتها: الماء (كتاركوڤسكي) والجبال والشجر والحيوانات الأليفة والعشب المترنح مع النسيم...

لكن مالك لا يترك الكاميرا (لجورج ويدمر) على هواها كما يفعل في أفلامه الأخرى. لا يترك الكاميرا تغادر ممثله وهو يتحدث... لتلتقطه لاحقاً في مكان آخر بعد أن تجوب مناظر أخرى. في حين أن هذا الانكفاء عن أسلوبه في «شجرة الحياة» و«إلى الجب» وسواهما ضروري لأنه يعمد لسرد حكاية محددة، فإن التمازج الناتج ليس مريحاً على نحو دائم، بل يبقى معترضاً بعضه بعضاً في أحيان.

وفي شأن آخر مجاور، فإن القصّة ذاتها لا تحتوي على كثير من الأحداث بل الكثير من السرد. كان يمكن لمالك أن يسردها في ساعتين كاملتين ولربما صنع عملاً أقوى.

على ذلك، لا مجال للشك في أن مالك ما زال سيد حرفته وأن أفلامه لا تُصنع بقرارات سواه، وإنه يمنح الفيلم عنصري الحياة والفن بلا ضعف أو تنازل. «حياة خفية» عيد للعين وللروح وعند مالك كلاهما توأما الحياة. مالك يحتفي بكل شيء يصوّره بالشجرة والنهر والثلج والصخر والعشب، وبكل ما يسمعه من تعليق فوق الصورة، ومن حوار ومن موسيقى كلاسيكية وأخرى مكتوبة للفيلم (جيمس نيوتن هوارد). على ما ذكرته من سلبيات العمل، يبقى «حياة خفية» إنجاز فني بديع وجميل يخرج منه المرء وقد ربح سبباً آخر لكي يحيا.

- حكاية أحمد

كما أن «حياة خفية» هو المناقض لفيلم «آسف افتقدناك» وشاكلته هو أيضاً أكثر تناقضاً من فيلم الأخوين جان - بيير ولوك داردين اللذين ما زالا يحققان أعمالهما البلجيكية بالمنوال الذي قدّما فيه بعض أفلامهما الجيدة السابقة («روزيتا»، «الطفل»، «يومان، ليلة»): الكاميرا، كما عند لينش، محدودة المجال ومحددة الهدف. الفارق هي أنها محمولة دوماً، وبذلك تشعر المشاهد بوجودها.

هذه ليست المشكلة الكبرى في الفيلم الجديد الذي يحمل عنوانا كاشفا هو «أحمد الشاب». بل تكمن مشكلته الأولى في ذلك القدر من رسم حكاية لها منافذ أخرى كثيرة لا يأبه بها المخرجان؛ ما يجعل العمل يبدو قاصراً على حقيقة واحدة رغم تعدد مستوياتها ضمن الواقع الذي توفره الحبكة ذاتها.

أحمد هو فتى بلجيكي المولد عربي الأصل (يقوم به عدير بن عدّي) نتعرف عليه في المدرسة متابعاً دراسته بنصف اهتمام ليلحق بأصدقائه المسلمين لأداء فريضة الصلاة في وقتها. المسجد الذي يدرس فيه القرآن هو - في الفيلم - خلية لنشر التعاليم الجامدة وغير المسؤولة وإيهام الطلاب بأن الإسلام الصحيح هو إسلام الحرب والقتال، وأن قتل الكفار هو طريق الشهادة. أحمد يختار طريق الشهادة ويختار الكافر الذي سيقوم بقتله وهو في شخص معلمة الحسابات التي تحاول مد جسر تواصل بينها وبين أحمد.

يحاول أحمد تنفيذ جريمته في مشهد قريب من مطلع الفيلم ثم يستمر الفيلم بعد ذلك مصوّراً وضع أمّه الصعب ومحاولة الإمام التخلص من مسؤوليته وحياة أحمد في الإصلاحية، حيث تعمل هناك فتاة في مثل سنه تحاول استمالته. كل ذلك واهتمامه منصب على قتل الأستاذة وهو يهرب من الإصلاحية ويحاول دخول شقة الأستاذة بالصعود إلى نافذة عليا في البيت ثم السقوط عنه على ظهره وكسر يده.

هي نهاية وخيمة لأحمد وللفيلم أيضاً. إذا كان هناك من مفاد متمثل بذلك العقاب فهو أن «الجريمة لا تفيد»، لكن الأمر يتجاوز مجرد فكرة الجريمة والعقاب والطلب من الأستاذة أن تصفح عن أحمد.

ليس أن ما يذهب له الفيلم من وجود مشايخ ودعاة يبذرون الكره في قلوب الناشئة من المسلمين في بلاد الغرب، لكن هناك وجهة نظر غير مستفاضة بالنسبة لكيف يمكن لأحمد الانقلاب في فترة قصيرة من مجرد صبي عادي إلى متطرف. لا تمهيد ولا سبب واضح لهذا الانقلاب، بل إدماج مباشر في أحمد جديد يؤديه بلا عاطفة (ولا تعاطف) ممثل ليس لديه الكثير مما يؤديه من تعابير.

إلى ذلك، ينصرف الفيلم إلى تقديم محيط غربي ساذج أكثر من الواقع. بعد إخفاق أحمد في إنجاز مهمته في المرّة الأولى ونقله إلى الإصلاحية نجد رعايته من قبل المشرفين في غاية القبول والسماحة. لا قيود فعلية ولا يوجد لشخص يسيء معاملته أو - على الأقل - يرتاب في سلوكه. هذه السذاجة لا تبدو مدانة في فيلم داردين (حتى وإن كان ذلك هو القصد)، لكنها تبدو مقصودة بذاتها، ربما من باب إظهار سماحة الغرب حيال ثقافات دخيلة. طيبة قلب لا تقدر العواقب.

- تارانتينو

«حدث ذات مرة في هوليوود» هو فيلم كونتِن تارانتينو الجديد. الفيلم الروائي الطويل العاشر الذي يحققه منفرداً (هناك ثلاثة أفلام حققها مشتركا مع بعض زملاء المهنة). وهو مخرج أميركي محبوب جماهيرياً، وهناك نقاد يرونه من خيرة من أنجبتهم السينما الحاضرة وآخرون ما زالوا غير مقتنعين بذلك.

السبب في أنهم ما زالوا في تساؤل عن قيمة تارانتينو كفنان يعود إلى أنه إذ لم يتعلم السينما بالعمل فيها قبل أن يصبح مخرجا (ولو أنه كتب بعض السيناريوهات) ولم يتخرج من مدرسة، كوّن أفلامه ممن ترسخ في باله وهو شاب يعمل في أحد محال بيع وتأجير أشرطة الفيديو.

طبيعياً تبع الرائج من تلك الأفلام في الستينات والسبعينات: وسترن سباغتي و«بلاكاكسبلويتاشن» وما شابه من أعمال يطلق البعض عليها اسم White Trash إظهاراً لكونها مجرد توظيفات خالية من الفن الصميم ودائرة في مجال تسويق حكايات ومواقف تسقط حين تحليلها وتبقى هشة كقضايا حتى ولو حملت بعضها.

الرأي الآخر يناقض هذا التوجه، بطبيعته، ويرى أن تارانتينو فنان يعمل بمقتضى شروط السينما الخالية من أي وسائط ثقافية أو سياسية أو فنية أخرى، بذلك هي سينما «خالصة».

«حدث ذات مرّة في هوليوود» سيزيد من هذا الانشقاق في الرأي. هو بالتأكيد فيلم يستخلص وجوده من تيارات وأفكار وأفلام سابقة، لكنه يبقى فيلماً من توقيع المخرج وأسلوب عمله أحببنا هذا الأسلوب أو لم نحب.

يتمحور حول ثلاث حكايات تقع في غضون عام 1969. الأولى حول الممثل ريك (ليوناردو ديكابريو) الذي كانت لديه سطوته ونجوميته في سنوات خلت، لكنه الآن يتمسك بالحافة خوفاً من السقوط من علِ، وبات من العسير عليه أن يجد دور بطولة في السينما. لذلك نراه بطلاً لحلقات وسترن تلفزيونية بعنوان «قانون صائد الجوائز» Bounty Law وسنجده لاحقاً يقبل بتمثيل دور الشرير في فيلم عودة، ثم الانتقال إلى السينما الإيطالية للظهور في بعض أفلام السباغتي وسترن.

صديقه هو كليف (براد بت)، وهو ليس صديقه فقط، بل ملازمه من حيث إنه يقوم بالنيابة عنه بتمثيل أدوار الخطر. وهو محور الحكاية الثانية في الفيلم. الحكاية الثالثة هي تلك التي نتج منها مقتل الممثلة شارون تايت وأصدقائها. تايت كانت ممثلة في مطلع شهرتها وزوجة رومان بولانسكي الذي عقدت الحادثة حياته فوق ما كانت معقدة.

ينتقل الفيلم بين هذه الحكايات الثلاث ببعض السهولة. جانب من المشاهد يدور حول ريك الذي يدرك فداحة ما يتعرض إليه من تراجع وما آلت إليه مهنته. يتخلله عدد مماثل من المشاهد ريك وهو يكتشف وجود هيبيين يعيشون في مزرعة مملوكة لزميل سابق له في المهنة (بروس ديرن). بعض هؤلاء الهيبيين هم من يهدد حياة الآمنين في مرتفعات بيفرلي هيلز وشمالي هوليوود من أثرياء المدينة.

لكن عوض أن يتحدث تارانتينو عن مذبحة شارون تايت، يدعها تقع في منزل ريك المجاور بحضور صديقه كليف. رجل وامرأتان يقتحمون المنزل. يتصدى لهم كليف وكلبه ويفتكون بهم. لعل تارانتينو لم يملك حقوق استغلال حادثة تايت، ولا حتى السماح له باستخدام اسم تشارلز ماسون أو صورته.

ما ينتج من الفيلم، خصوصاً مشاهد العنف الأخيرة، يعزز حقيقة أن تارانتينو لا يزال مخرج المشهد الكبير الواحد وليس مخرج الفيلم كحالة سردية متوالية. بذلك، ومع وجود مشاهد تذكرنا هنا بأفلام الهيبيين في الستينات وأفلام السباغتي في الفترة ذاتها وبمسلسلات تلفزيونية مختلفة هو نوع من التأكيد على أن تارانتينو جامع قمامة الأعمال غير الفنية (تلك الرخيصة التي لا تعمل إلا بأجندة تجارية واحدة) ومصيغها على نحو مجسم ولامع. هو مثل من يزيل التراب عن لوحة لم تجد من يكترث بها في زمنها ويعيد ترميمها بشروطه ليخلق منها حالة جديدة تسترعي الانتباه.

هنا يخضع الفيلم لصعود وهبوط كطرق جنوب كاليفورنيا. هناك مشاهد جيدة الكتابة والتنفيذ وأخرى، إما جيدة الكتابة أو جيدة التأليف. كذلك قليل من تلك التي تضمحل الجودة عنها على نحو شامل. خلال كل هذا الفيلم المقترب بدوره من ثلاث ساعات، هناك ذلك القدر المرحب به دوماً من النوستالجيا. هوليوود كمرحلة ولدت من رحم مرحلة سابقة وأخرى أنجبت ما هي عليه اليوم.

 

الشرق الأوسط في

23.05.2019

 
 
 
 
 

كانّ ٧٢ - "فرانكي": حتى إيزابيل أوبير لم تستطع انقاذ الفيلم!

كانّ - هوفيك حبشيان

المصدر: "النهار"

"فرانكي" فيلم لمخرج أميركي (إيرا ساكس)، بطولة نجمة فرنسية (إيزابيل أوبير)، تمويل منتج تونسي الأصل (سعيد بن سعيد) ومصوَّر في بلد أوروبي (البرتغال). هذا ليس سوى نموذج من آلاف النماذج عن المشاريع الكوزموبوليتية التي هيمنت على المشهد السينمائي في السنين الأخيرة.

عُرض الفيلم في اطار مسابقة الدورة ٧٢ من #مهرجان_كانّ السينمائي (١٤ -٢٥ الجاري)، وهو أول دخول لساكس إلى المسابقة، هذا الذي ذاع صيته في السنوات الأخيرة وصعد نجمه مع "الحبّ غريب" (٢٠١٤).

"فرانكي" واحد من أضعف أفلام المسابقة، لكنه يستحق المشاهدة فقط لرؤية الخاتمة التي تجعل الواحد منّا يحلم. الخاتمة، بمشهديتها التي تذكّر بأنغلوبولوس، منتهى الجمال والروعة، أما الطريق لبلوغها، فقاسية ومتعبة، سواء لنا أو للشخصيات.

سينترا البرتغالية هي مسرح الأحداث، اذا صح تسميتها بالأحداث. على كلّ حال هي تدور على نجمة سينمائية فرنسية تعمل في أميركا تدعى فرانكي، تضطلع بدورها إيزابيل أوبير. هذه الأخيرة، لا يبقى لها الكثير لتعيشه، بعدما انتشر السرطان في كلّ خلايا جسدها النحيل. يروي الفيلم بمينيمالية لافتة ومزعجة أحياناً، اللقاءات غير المهمة وغير المجدية بين شلة الناس الذين يتحلقون حولها، من زوجها وشقيقها وصديقتها. هؤلاء الأقارب والأصدقاء المتجمعون هنا في سينترا يتظاهرون بأنهم في عطلة، لكنهم في الحقيقة يودّعون فرانكي.

هل "فرانكي" فيلم عن الموت؟ في حين ان هذا الموت يخيم على المَشاهد كافة، فكلّ ما عدا ذلك ينفيه. أي ينفي ان يكون الفيلم عن الموت وحده. فالكبار من الفنانين يجيدون استخراج الحياة حتى من خواتيمها المأسوية.

الفضل الأكبر لعدم وقوع الفيلم في البكائيات يعود إلى أوبير. فهي بحضورها الآسر تكبح هذه النزعة. ولكن في المقابل، من شدة الكبح، يقع الفيلم في نقيض البكائيات: السلبية. فيُروى الملل بالملل. ولن نفهم مثلاً ما الذي يجعل الآخرين يتمسّكون بفرانكي إلى هذا الحد. الفيلم يحفظ في سره مجموعة ألغاز من هذا النوع.

المشكلة الأخرى هي ان الفيلم يخلق مسافة مع المُشاهد، تتعمّق لتتحول مسافة بيننا وبين الشخصيات. فيصبح من الصعب الاهتمام بمصائر الشخوص الذين يروون لنا حكايات غير مترابطة. شذرات ستبقى شذرات إلى الأبد. لا نفعل طوال ساعة ونصف الساعة سوى الدوران حول أحاسيس مكبوتة وحكايات غامضة من دون ان نخترق أياً منها.

إيرا ساكس عرفناه أعلى شأناً في بيئته النيويوركية. أغلب الظن انه ترك جزءاً من إلهامه هناك.

 

####

كانّ ٧٢ - علاء الدين سليم، الهارب إلى الطبيعة (فيديو)

كانّ - هوفيك حبشيان

المصدر: "النهار"

لا يختلف جديد المخرج التونسي علاء الدين سليم، "طلامس"، المعروض في "أسبوعا المخرجين، داخل "مهرجان كانّ السينمائي" (١٤- ٢٥ الجاري) عن الفيلم الذي قدّمه قبل ثلاث سنوات في عنوان "آخر واحد فينا"، وفاز وقتها بـ"أسد المستقبل" في مهرجان البندقية. والتشابه هنا يتعلّق بشكل العمل ومضمونه. ورغم هذا التشابه، يحملنا سليم إلى مغامرة أخرى، إلى ضفاف جديدة.

بعد موت أمه، يُعطى جندي تونسي مأذونية لمدة أسبوع للحداد عليها، ولكنه لن يعود إلى صف العسكر. هذا كلّ ما في فيلم سليم. سيستغلّ الفرصة للهرب. وسنرافقه في رحلة طويلة وبطيئة إلى داخل الغابة والطبيعة القاسية. هذا النزول في عمق الطبيعة يترجم إعجاب سليم بسينما التايلاندي فيراسيتاكول. وحيداً، سيبحث عن مسار له، قبل أن تتقاطع طريقه بطريق امرأة حامل.

الجندي يهرب من بيئة "صعبة" بالمقاييس كافة. فساعات قبل تلقّي خبر وفاة أمه، ينتحر زميل له. كلّ الآفاق مسدودة في تونس هذه التي تحاول محاربة الإرهاب، إلا أن الشياطين تطارد الإنسان في كلّ مكان. لا يوجد لدى الجندي ما يخسره. فماذا لو انتحل صفة شخص آخر؟

في حين كثرٌ من السينمائيين التوانسة يشغلهم الواقع التونسي، خصوصاً في فترة ما بعد الثورة، يسلك سليم درباً آخر، على غرار "بطله" الذي يرى فيه شيئاً من نفسه.

يستلهم سليم، ككثر من السينمائيين الغربيين، من هذا المزيج الذي يتشكّل من السينما والواقع. روى لي في مقابلة أنه اكتشف السينما في التاسعة عشرة، معترفاً أنه لم يتعرّض لصدمة عند اكتشافها. هذا المعجب بأبيشاتبونغ فيراسيتاكول والأميركي فينسنت غالو، لم يعمل مساعد مخرج لإيمانه أن هذا الفنّ تتعلّمه، وأنت تصنع أفلامك لا أفلام الآخرين.

التجريب، وهو الشيء الذي يقترب منه في أفلامه، يعني عند سليم العودة إلى أدوات السينما البدائية، كما كان يقول في إحدى المقابلات عن فيلمه السابق. أدوات من مثل الصوت والصورة والديكور والمونتاج والماكياح.

أما عن مسألة الطبيعة، فعلاقته التي كانت متينة جداً بالمدينة، تغيرت بعد الثورة التي أحسسته بأنه لم يعد في إمكانه العيش في المدينة كما في السابق. حاول الهروب فكان سبيله إلى الطبيعة. ذكريات كثيرة يرويها تعود إلى فترة الطفولة، حين كان يمضي وقته في المنزل الريفي لأهل أمه. كان يقطن في منطقة سياحية، ولهذا السبب لم يكن يقصد البحر في الصيف بل الجبل. "المدينة اليوم بتُّ أتقيؤها، وأجد احتمالات عيش في أماكن أخرى"، يقول سليم الذي لا يحاول تدوير الزوايا في حواراته.

"طلامس" فيلم آخر عن التحول من كائن إلى كائن، وهي التيمة التي تحضر في عدد من الأفلام "الكانيّة" هذا العام. نشهد على هذا التحول التدريجي عند جندي يجد نفسه عارياً. لا يوجد الكثير لتحليله في فيلم سليم، إذ من المفضّل مشاهدته بعين "نظيفة"، ومن دون أي نوع من أنواع التوقعات التي قد "تفسد" التجربة السمعيّة البصريّة (والحسيّة، يصرّ عليها المخرج) التي يضعنا فيها هذا الفيلم الذي لا يستعين سوى بالصمت ليصوّر الانقطاع عن كلّ مظاهر الحياة الحديثة هرباً إلى حضن الطبيعة الدافئ.

في الآتي، مقابلة مصوّرة خاصة أجرتها "النهار" مع علاء الدين سليم في "مهرجان كانّ السينمائي".

https://www.youtube.com/watch?v=5gIgwGM6_4w

 

النهار اللبنانية في

23.05.2019

 
 
 
 
 

«قرطاچ» يستضيف «الأقصر» فى «كان»

«الأيام» تُطلق نسختها الثلاثين.. وفؤاد يعلن عن «دورة فريد شوقى»

رسالة كان: أسامة عبد الفتاح

أقامت إدارة «أيام قرطاچ السينمائية» مؤتمرًا صحفيًا ظهر أمس بالجناح التونسى بسوق الفيلم بمهرجان كان السينمائى للإعلان عن تفاصيل الدورة 30 من «الأيام»، والمقرر تنظيمها من 26 أكتوبر إلى 2 نوفمبر المقبلين بتونس.

حضر المؤتمر جميع مسئولى «الأيام» وتحدث فيه نجيب عياد، مدير المهرجان، فيما تولى التقديم والترجمة هشام بن خمسة، مدير الاتصال. وقال عياد إن المهرجان باعتباره عربيًا إفريقيا سيستضيف لبنان من الدول العربية ونيجيريا من القارة السمراء، وباعتباره مهرجان القارات الثلاث، إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، سيستضيف تشيلى من أمريكا اللاتينية واليابان من آسيا.

وتحدث عياد عن منصة المهرجان للصناعة، والتى يُطلق عليها اسم «قرطاچ برو» ــ أو قرطاچ للمحترفين، موضحًا أنها تضم خمسة أقسام هي: «تكميل» لدعم مشروعات الأفلام فى مرحلة ما بعد التصوير بناء على مسابقة بين المتقدمين، و»شبكة» للتواصل بين المنتجين وإتمام مشروعات الإنتاج المشترك، والندوة التى تتناول سنويًا قضية سينمائية عامة تتم مناقشتها على مستوى دولي، علمًا بأن قضية هذا العام هى حقوق المؤلفين المادية، ودروس السينما التى يلقيها كبار النجوم والخبراء، ومناقشات قرطاچ التى توفر لصناع السينما فرصة الالتقاء للتناقش فى أحوال الصناعة، وسيتم هذا العام تنظيم لقاءين يتم الإعلان عن تفاصيلهما لاحقًا.

وسوف يتم عقد مؤتمر صحفى يوم 9 أكتوبر المقبل فى تونس للإعلان عن تفاصيل المسابقات والبرامج والأفلام المشاركة، علمًا بأن الاشتراك فى المسابقات، وكذلك فى دعم «تكميل» يقتصر على الإنتاج العربى والإفريقى فقط.

وردًا على سؤال من «الأهرام المسائي» حول إمكانية زيادة دور عرض المهرجان بالنظر للتزاحم الدائم عليها من قبل الجمهور، قال عياد: إن هناك 19 قاعة مخصصة لعروض المهرجان، وإن هذا عدد كاف، وأوضح أنه من الممكن إضافة المزيد فى مواقع أبعد إلا أن إدارة «الأيام» تفضل البقاء فى شارع الحبيب بورقيبة وما حوله لأنها تعتبره مركز المهرجان الذى يتردد عليه الجميع.

واستضاف المؤتمر الصحفى التونسى إدارة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية للإعلان عن الخطوط العريضة للدورة التاسعة المقرر إقامتها من 13 إلى 19 مارس 2020. حضر المؤتمر السيناريست سيد فؤاد، رئيس المهرجان، والمخرجة عزة الحسيني، مدير المهرجان، والمنسق العام السيناريست أحمد حلبة.

وأعلن فؤاد أن الدورة المقبلة تحمل اسم الفنان الراحل فريد شوقى بمناسبة مئوية ميلاده، وسوف يتم إهداؤها لأسماء الراحلين: الفنانة المصرية عقيلة راتب والممثل المالى ستيجيه كواياتي، والمنتج أحمد بهاء الدين عطية من تونس.

وأضاف أن المهرجان سيقيم مسابقة إضافية تحمل اسم «أفلام الدياسبورا» أو الشتات لعرض إبداعات الأفارقة خارج القارة السمراء بناء على فكرة الفنان محمود حميدة، رئيس شرف المهرجان. وستكون السينما الكينية ضيف شرف الأقصر، من خلال برنامج نظرة عن قرب لسينما كينيا الواعدة.

 

الأهرام المسائي في

23.05.2019

 
 
 
 
 

مهرجان كان… كونتن ترانتينو يعيد كتابة التاريخ!

فيلمه "كان يا ما كان في هوليوود" يؤرخ لنهاية "الحقبة الذهبية" للسينما الأميركية

عثمان تزغارت 

بعدما اغتال هتلر في إحدى قاعات السينما الباريسية، في فيلمه "أوغاد بلا مجد"، عاد المخرج الأميركي المشاكس، كونتن ترانتينو، إلى ممارسة هوايته الأثيرة في إعادة كتابة أحداث التاريخ بأثر رجعي. في فيلمه الجديد "كان يا ما كان في هوليوود"، الذي شكّل إحدى المحطات الأبرز في الدورة الحالية من مهرجان كان السينمائي، قام ترانتينو بإنقاذ النجمة السينمائية شارون تيت من طائفة تشارلز مونسون المتطرفة، التي اغتالتها بشكل بشع، في العام 1969، وهي حامل في الشهر الثامن من زوجها المخرج البولندي رومان بولنسكي.

حادثة اغتيال شارون تيت شكّلت منعطفاً مفصلياً في التاريخ الأميركي الحديث، من حيث أنها كانت إيذاناً بنهاية "حقبة البراءة". إذ وضعت حداً لحركة الهيبيز التي انبثقت منها طائفة مونسون. فالنقمة على النمط الاجتماعي الاستهلاكي الغربي جعلت مانسون واتباعه ينساقون إلى منحى شيطاني انحرف بهم من النزعة التحررية المسالمة، التي طبعت حركة الهيبيز في بداياتها، إلى العنف العدمي ذي الطابع الإرهابي.

أراد ترانتينو الانطلاق من واقعة اغتيال شارون تيت، لرصد ذلك التحول الحاصل في المجتمع الأميركي، أواخر ستينيات القرن الماضي، من زاوية تزامنه مع نهاية "الحقبة الذهبية" في "هوليوود". لكنه سرعان ما غرق في نزعة شكلانية جعلت فيلمه يتخبط طوال القسم الأول منه، على مدى أكثر من ساعة، في تهويمات تأملية جعلته أقرب إلى تحقيق تلفزيوني عن "هوليوود" الستينيات منه إلى عمل سينمائي لمخرج من مصاف ترانتينو.

لم يشفع للفيلم الحضور المميز لنجمين متألقين مثل ليوناردو ديكابريو وبراد بيت. إذ لم تظهر البصمة الفنية لترانتينو، سوى حين يغادر بطلاه "هوليوود" الغارقة في الأزمة، للانتقال- على مضض- إلى روما لتصوير عدد من أفلام الـ"ويسترن سباغيتي". ظهور النجم آل باتشينو، كضيف شرف في الفيلم، في دور منتج سينمائي إيطالي يقنع ديكابريو وبيت بالانتقال إلى روما، أخرج الفيلم من رتابته. وإذا بترانتينو يستعيد توهجه الفني، مطلقاً العنان لمخيلته الخصبة، ليبدع سلسلة مبهرة من المقالب والقفشات الكوميدية الفاقعة، ممارساً نوعاً من التناص الذاتي مع بعض روائعه الأشهر، من Pulp Fiction ("السعفة الذهبية" في كان– 1994) إلى "أوغاد بلا مجد" (2009)، مروراً بـ"جاكي براون" (1997) وKill Bill (جائزة "إمباير أورادز" لأفضل مخرج– 2004).

وفي اللحظة التي يترقب فيها المشاهد أن يعرف الفيلم نهاية تراجيدية بجريمة مقتل شارون تيت على يد طائفة مونسون، يراوغه ترانتينو على نحو مفاجئ، مغيراً مجرى الأحداث، ليجعل بطليه براد بيت وليوناردو ديكابريو، اللذين يقطنان في الفيلم بيتاً مجاوراً لبيت الممثلة، يتدخلان لإنقاذها، وينتقمان من الجناة بطريقة لا تقل بشاعة ودموية عن الجريمة التي اقترفوها في حق النجمة الراحلة في الواقع الفعلي.

نهاية تراجي - كوميدية أنست المشاهدين رتابة القسم الأول من الفيلم. رتابة يغفرها لترانتينو كون العمل لم يكن جاهزاً حين أُعلن عن البرنامج الرسمي لهذه الدورة من مهرجان كان، ثم أُلحق بالبرنامج في اللحظة الأخيرة، نزولاً عند إلحاح إدارة المهرجان، التي راهنت على حضور كوكبة النجوم الأميركيين المشاركين في الفيلم، لاستقطاب الجمهور في الاستعراض الفني المرافق للعروض على البساط الأحمر. ما دفع ترانتينو إلى توجيه كلمة إلى النقاد والصحافيين، قبل بدء كل عرض، راجياً منهم الرأفة بفيلمه، لأن النسخة المقدّمة ليست مكتملة. إذ يعتزم المخرج إعادة مونتاج الفيلم قبل طرحه في قاعات العرض التجارية.

صحافي @Tazaghart 

 

إندبيندينت عربية في

23.05.2019

 
 
 
 
 

الفلسطيني وسام الجعفري يفوز بالمركز الثالث من السيني فنديسيون

رانيا الزاهد

إنجاز جديد وإضافة مهمة للسينما الفلسطينية، حيث فاز فيلم "امبيانس" لوسام الجعفري بالمركز الثالث من قسم السيني فنديسيون.

وقال الجعفري:"الشكر الجزيل للفريق ولجنة تحكيم سيني فاونديشن" في مهرجان كان السينمائي، إنّه لَشرف عظيم وشعور أعظم .

وتابع: "أشكر وأُبارك عائلتي، أهالي مخيم الدهيشة، المدرّبين، الزملاء والأصدقاء في الفريق، وكلّ من جعلَ هذا مُمكناً، شكراً ومُبارك لكم مرّةً أُخرى".

وأضاف: "لا يسعني إلّا أنْ أُهدي هذه الجائزة إلى صديقي والمُمثّل محمد الخمور، الذي يؤسفنا عدم قدرته على التواجد معنا في مدينة كان، حيث يقبع في مُعتقلات قوات الاحتلال الإسرائيلي".

ونشر وسام صورته مع الممثل محمد الخمور، الذي ظهر في فيلم امبيانس، وكتب معلقا: "الحرية لمحمد المخمور".

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

23.05.2019

 
 
 
 
 

«كائنات طُفيلية» للكوري جون هو بونغ…

صراع طبقي من أجل البقاء

نسرين سيد أحمد

كان ـ «القدس العربي»: ثمة مخرجون لديهم القدرة على إثارة الدهشة، ويأتون بأفلام متفردة تماما لا يمكن إلا أن تكون نتاج أيديهم هم فقط، وتحمل بصمتهم المتفردة. هذا التفرد المدهش هو ما يأتينا به المخرج الكوري جون هو بونغ في فيلمه «كائنات طفيلية»، المنافس على السعفة الذهبية لمهرجان كان في دورته الثانية والسبعين. «كائنات طفيلية» فيلم نستغرق تماما في مشاهدته ومتابعة تحولاته المثيرة للدهشة، تلك التحولات التي يديرها بونغ بسلاسة بالغة. يقدم الفيلم مزيجا فريدا ساحرا يجمع بين التشويق والرعب والكوميديا السوداء، والنقد الاجتماعي اللاذع والسخرية عن المجتمع الطبقي. هو فيلم عن التفاوت الفادح في الدخل، الذي يجبر الفقراء على التحايل والدهاء للحصول على المال، وعن العلاقة الشائكة الملتبسة بين الطبقات، وهو فيلم أيضا عن الاستهلاكية والمادية في مجتمعنا، وعن الافتتان بكل ما يحمل اسما تجاريا شهيرا.

«كائنات طفيلية»، كما يوحي اسمه، عن فئة مجتمعية تعتاش على أخرى وتقتات عليها، عن طبقة تمتص دماء أخرى، ولكن بونغ يترك لنا الباب مفتوحا للتأويل، فهل الطفيليات تلك هم الأثرياء الذين يعيشون في قصورهم الأنيقة التي ما كانوا يستطيعون بناءها أو الحفاظ على مظهرها الأنيق بدون طبقة الخدم وبدون استغلال الفقراء؟ أم هل الطفيليات تلك هم الفقراء الذين علمتهم ظروفهم الاقتصادية الاحتيال والتحايل للحصول على قوت يومهم وبعض الأمان لمستقبلهم؟

يبدأ الفيلم بمشهد يعرفنا بالقضايا التي ستشغل الفيلم. نرى أسرة تجتمع في بيتها الفقير في حالة بحث مستميت عن سبيل للاتصال بالإنترنت عبر الواي فاي المختلس سرا من الجيران، الذين غيروا كلمة السر. هي أسرة فقيرة إذن ولكنها ذات طموح اجتماعي، وذات اعتماد كبير على التكنولوجيا، ولا تتورع عن «سرقة» احتياجاتها إن اقتضى الأمر ذلك. هي أسرة مكونة من الأب كي تيك (كانج هو سونغ في أداء مبدع متميز حقا) وابنه الشاب كي جونغ (وو شيك شوا) وابنته الشابة كي جونغ (سو دام بارك) وأمهم. ويتكاتف جميع أفراد الأسرة بحثا عن تلك الضالة المنشودة: كلمة السر للواي فاي المختلس سرا من الجيران، حتى يصلون إليها.

لا يصدر الفيلم حكما أخلاقيا على أسرة كي تيك، ولا يوجه لها أصابع الاتهام، بل يتعاطف معها ومع محنتها ويتفهم الظروف التي أدت بها إلى تكسب قوتها عن طريق الاحتيال. هم أشخاص أذكياء وأصحاب قدرات ومواهب، وهم أشخاص ليسوا بالضرورة شريرين، بل دعتهم ظروفهم للتحايل حتى يتمكنوا من العيش في نظام اقتصادي لا يعرف الرحمة ولا يأبه بالفقراء.

الأسرة تلعب دورا كبيرا في فيلم بونغ. أسرة كي تيك الفقيرة متحابة مترابطة رغم فقرها، وتعمل معا، سواء أسمينا ما تفعله احتيالا على الأثرياء أو تحايلا على الظروف.

تأتي الفرصة، ربما المحنة والاختبار الأكبر، عندما يعرض أحد الأصدقاء الأثرياء للابن كي جونغ أن يكون معلما للابنة المراهقة لرجل أعمال ثري، وهي فرصة لا تفوت ولا تعوض للحصول على بعض المال. لا يتمثل ذكاء الابن والابنة في قدرتهما على تزوير وثائق وشهادات خبرة تمكنهما من العمل مع الأسرة الثرية، ولكن في الفهم التام لعقلية طبقة رجال الأعمال الأثرياء في كوريا. يقدم الفيلم نقدا لاذعا لهذه الطبقة، وهو نقد ينطبق على البرجوازية الجديدة ورجال الأعمال في العالم بأسره وليس كوريا فقط. يلتقط بونغ ببراعة مفردات هذه الطبقة ورؤيتها للحياة. بين كلمة وأخرى بالكورية تجدهم يطعمون حديثهم بمفردات بالإنكليزية، فالإنكليزية لغة الولايات المتحدة التي تراها طبقة حديثي الثراء على أنها خير ما يكتسب حتى تكون متعلما راقيا، فأبناؤها يجب أن يتلقوا تعليمهم المنزلي الخاص على يد معلمين تخرجوا في جامعات أمريكية، ويجب أن تأتي دمى الأبناء ولعبهم من الولايات المتحدة. هو فيلم نضج فيه بالضحك، ولكنه ليس بالضحك الخاوي من المغزى، فنحن نضحك على نواقصنا، كما نضحك على تلك الأسرة الثرية المتكالبة على كل ما يشير إلى الحداثة والثراء، من سيارات المرسيدس الفارهة لأجهزة الهاتف ذات أحدث طراز.

للفقر رائحة، رائحة كالأحياء الفقيرة التي يقيم فيها المعوزون، رائحة تجمع بين رائحة المجارير التي تفيض وتغرقهم، والمبيد الحشري الذي ترشه الدولة للتخلص من القوارض والحشرات في هذه الأحياء، ومن مسحوق غسيل الثياب الرخيص الذي يغسلون به الثيابـ ليبدوا في مظهر حسن حين يلتقون من هم أكثر مالا وأوفر حظا. هي رائحة يميزها الأثرياء ويخشون من تسربها إلى عالمهم ويبتعدون عنها بكل قواهم. يقول رجل الأعمال الثري لزوجته إنه يميز رائحة سائقه، فعلى الرغم من أن السائق لا يتجاوز حدوده في الحديث، إلا أن رائحته تتخطى الحد الفاصل بين الخادم والمخدوم، وتتخطى الخط الوهمي الفاصل بين الطبقات. هي الرائحة التي يخشى الأثرياء أن تعلق بهم، والتي يحاول الفقراء الفكاك منها.

الأسرة تلعب دورا كبيرا في فيلم بونغ. أسرة كي تيك الفقيرة متحابة مترابطة رغم فقرها، وتعمل معا، سواء أسمينا ما تفعله احتيالا على الأثرياء أو تحايلا على الظروف. أما أسرة بارك الثرية، التي تتمكن الأسرة الفقيرة من التغلغل في عالمها، ومن العمل في منزلها بين معلم للأبناء وسائق ومديرة منزل، فنجد أفرادها متباعدون يعيش كل منهم في عالم منفصل، ونجد أنهم يعتمدون بصورة تامة على طبقة العاملين والخدم لتدبير شؤونهم. في مشهد يحمل الكثير من المغزى، يقول بارك لسائقه إنه بدون مدبرة منزله، سيغرق المنزل في القمامة، ولن يجدوا طعاما في غضون أيام.

ينبذ بونغ تقديم العظات أو إصدار الأحكام، ولكنه يصور بدقة وفهم كبيرين العلاقة الملتبسة بين الخادم والمخدوم، علاقة تجمع بين الإذعان لثرائهم والرغبة فيه.

إنه اعتماد الأثرياء التام على الفقراء لتدبير شؤونهم، بدون أن يكترثوا على الإطلاق بهموم هؤلاء الفقراء. بين عائلة مترفة تعيش في بيت أنيق في ضاحية أنيقة، وعائلة تقيم في قبو في منطقة مهددة دوما بالغرق في مياه المطر والأوحال ومياه المجارير، تدور أحداث الفيلم. يعتمد ذكاء الفيلم وحس دعابته وسخريته على اللقاءات بين العالمين، وعلى رؤية كل فئة للفئة الأخرى. عالم علوي للأغنياء، وعالم سفلي يسكنه الفقراء، وبعض من حولهم الفقر وإهمال النظام الاجتماعي إلى أشباح وهم على قيد الحياة. المخدومون والخدم، الأثرياء والفقراء، من يملكون ومن يطمحون يشغلون جميعا حيزا واحدا هو منزل أسرة بارك الثرية. ولكن كما تنشط العوالم الأخرى للكائنات التي لا نراها رغم تأثيرها الكبير علينا، وكما تنشط الحيوانات والهوام الليلية بدون أن نراها، ينقسم عالم بيت الأثرياء لعالم ظاهر يسكنه الأثرياء، وعالم خفي رطب سري يسكنه الفقراء من الخدم. إنه الافتقار للعدالة الذي حول الفقراء إلى ما يشبه الهوام، وإنه استغلال الأثرياء للفقراء، ما جعلهم يضطرون للعيش في الخفاء والظلام. عالمان يتوازيان ويحاولان ألا يحتكا، ولكن الاحتكاك والاحتقان مقبل لا محالة، والصراع بين العالمين العلوي والسفلي والثري والمعوز آت لا محالة، وحين يحدث، تراق الدماء.

بين الضحكات التي ضجت بها القاعة أثناء عرض الفيلم، والتوتر الذي يبقينا على أطراف أصابعنا تدور أحداث الفيلم، ويبقينا بونغ، الذي يأتينا في أوج صنعته السينمائية، في ترقب تام لما قد يكشف عنه الفيلم في اللحظات المقبلة. لا يقدم الفيلم يقينا ولا يصدر أحكاما أخلاقية، وينم عن قدر كبير من التعاطف، مع أسرة كي تيك الفقيرة. ولكنه لا يجمل أيضا شرورهم ولا صراعهم من أجل البقاء ولا مساعيهم لصعود السلم الطبقي، حتى إن كان ذلك على حساب غيرهم من الفقراء. وينطبق الحال ذاته على أسرة بارك، فهي لا تبدو لنا جشعة أو شريرة، ولكن ثراءها يعميها عن رؤية من هم أقل مالا وحظا.

ينبذ بونغ تقديم العظات أو إصدار الأحكام، ولكنه يصور بدقة وفهم كبيرين العلاقة الملتبسة بين الخادم والمخدوم، علاقة تجمع بين الإذعان لثرائهم والرغبة فيه، تجمع بين الاضطرار لإظهار الاحترام والرغبة في السخرية، يجمع بين الخشية والرغبة. «كائنات طفيلية» فيلم لا يسعى لتجميل الواقع ولا يخفي أن إيجاد حل سلمي للصراع الطبقي قد يكون حلما من الأحلام، فالدماء ستراق مهما تحايلت الأطراف المختلفة حتى لا يراق.

 

القدس العربي اللندنية في

23.05.2019

 
 
 
 
 

ليوناردو دى كابريو يناضل للحفاظ على البيئة والحيوانات فى مهرجان كان

على الكشوطى

حرص النجم العالمى ليوناردو دى كابريو على حضور العرض الخاص لفيلمه الوثائقى Ice On Fire، والذى قام بإنتاجه ويتناول مشاكل البيئة والحيوانات التى تقترب من الانقراض فى جميع أنحاء العام، وهو من إخراج ليلى كونرز.

Ice On Fire يسرد العديد من الأزمات البيئية فى عالم الجليد ومنطقة القطب الشمالى ومعاناة الحيوانات.

وكان مهرجان كان السينمائى فى دورته الـ 72 شهد العرض الأول لفيلم دى كابريو الجديد الذى يأتى بعنوان Once Upon a Time in Hollywood، الذى تدور أحداثه فى عام 1969 فى مدينة لوس أنجلوس، حول شخصيتين رئيسيتين هما "ريك دالتون" ممثل تليفزيونى سابق لمسلسل ينتمى لنوعية "الويسترن" أو الغرب الأمريكى، ويجسده ليوناردو ديكابريو، و"كليف بوث"، الممثل البديل له الذى يؤدى المشاهد الخطرة بدلا منه، ويجسده براد بيت، يكافح الاثنان من أجل تحقيق الشهرة فى هوليوود، بالتزامن مع بدء نشاط القاتل الشهير تشارلز مانسون.

الفيلم يركز على سلسة جرائم القتل التى ارتكبتها عائلة "مانسون" فى فترة الستينيات من القرن الماضى، وراح ضحيتها عدد من الأشخاص منهم الممثلة الأمريكية شارون تايت التى تم طعنها نحو 16 طعنة وكانت وقتها حامل فى شهرها الثامن، ويشارك فى بطولته براد بيت وليوناردو ديكابريو وآل باتشينو، ومارجوت روبى، لورينزا ايزو، وداكوتا فانينج، وكيرت روسيل، والفيلم من إخراج وتأليف كوينتين تارانتينو.

 

عين المشاهير المصرية في

23.05.2019

 
 
 
 
 

تفاصيل الملامح الأولى للدورة التاسعة لمهرجان الأقصر الأفريقي

كتب: نورهان نصرالله

أقامت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، مؤتمرا صحفيا، اليوم الخميس، بالجناح التونسي بمهرجان كان في دورته 72، بحضور السيناريست سيد فؤاد، رئيس المهرجان والمخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان، أحمد حلبة منسق عام المهرجان ولفيف من السينمائيين والنقاد من أفريقيا وأوروبا.

وقال رئيس المهرجان، إن الدورة التاسعة من المهرجان ستقام في الفترة من الجمعة 13 إلى الخميس 19 مارس 2020، وستكون سينما دولة كينيا، هي ضيف الشرف، وذلك من خلال برنامج نظرة عن قرب للسينما الكينية الواعد، حيث يكافح جيل من السينمائيين الشباب لتقديم أعمال سينمائية متميزة تعبر عن واقع بلادهم بصدق ووعي ودأب.

وتحمل الدورة التاسعة اسم الفنان المصري الراحل فريد شوقي بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده، ونظراً لعطاءه المتميز والكبير كممثل ومنتج ومؤلف.

وطبقاً لتقاليد المهرجان سيتم إهداء الدورة لأسماء الراحلين: (الممثل ستيجيه كواياتي من مالي، والسندريلا الأولى للسينما المصرية الممثلة والمغنية عقيلة راتب والمنتج أحمد بهاء الدين عطية من تونس).

كما سيقام المهرجان تحت شعار "الأقصر للسينما الأفريقية مهرجان على مدار العام"، يوم يوسف شاهين في أفريقيا وذلك في ذكرى ميلاده 25 يناير، عن طريق عرض أفلامه في معظم دول القارة الأفريقية في يوم ميلاده بنفس التوقيت بجميع الدول المشاركة في الاحتفال، وكذلك عمل ندوات ونشرات حول سينما شاهين بالتعاون مع شركة أفلام مصر العالمية وسينما زاوية.

كما سيقيم المهرجان هذا العام مسابقة إضافية هي "مسابقة أفلام الدياسبورا" وذلك لعرض إبداعات الأفارقة في خارج القارة الأفريقية بناء على توجيه رئيس شرف المهرجان الفنان محمود حميدة.

كما أعلن المخرج محمد قبلاوي، رئيس مهرجان مالمو للفيلم العربي عن ليلة "الأقصر" للاحتفاء بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في السويد والتعريف به من خلال عروض الأفلام الفائزة في الدورة الثامنة ومنها "دفن كوجو" من غانا " وليل خارجي " من مصر، وذلك بعمل ندوة حول المهرجان ودعمه لصناعة السينما الأفريقية في شمال وجنوب القارة وكذلك عرض لفرقة طبول أفريقية ومعرض لأفيشات ومطبوعات الأقصر وذلك في دورة مالمو التاسعة في أكتوبر 2019.

كما شاركت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية إدارة مهرجان روما للسينما الأفريقية في مؤتمر صحفي مشترك بجناح السينما الإيطالية حيث صرح المدير الفني أنطونيو فيلاميني عن استمرار التعاون بناء على البروتوكول الموقع بينهما في كان عام 2016 وعرض الفيلم المصري هيبتا في افتتاح الدورة الخامسة من روما الإفريقي خلال شهر يوليو المقبل.

مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية تقيمه مؤسسة شباب الفنانين المستقلين للدعم والتنمية بالدعم والتعاون مع وزارات الثقافة والسياحة والشباب والخارجية ومحافظة الأقصر ونقابة المهن السينمائية.

 

الوطن المصرية في

23.05.2019

 
 
 
 
 

«دى كابريو» و«براد بيت» مفاجأة «كان» السينمائى

كان ــ د. أحمد عاطف دره

عاش مهرجان كان السينمائى الدولى بفرنسا يوما ليس له مثيل بالزيادة الكبيرة فى أعداد المتفرجين الذين جاءوا خصيصا أمس لمشاهدة نجمى هوليوود المحبوبين ليوناردو دى كابريو وبراد بيت، اللذين أصبحا أيقونة التمثيل المعاصر فى عالم اليوم، بموهبتهما الضخمة واختياراتهما الفنية الرائعة، ووسامتهما التى تزيد مع الزمن. حضر النجمان عرض فيلمهما «حدث ذات مرة فى هوليوود» المشارك فى المسابقة بحضور مخرجه الذائع الصيت كونتين تارانتينو الذى حصل على السعفة الذهبية للمهرجان منذ ربع قرن.

ويحكى الفيلم قصة ممثل تليفزيونى والدوبلير الخاص به يعيشان التحول الكبير الذى يحدث بهوليوود عام 1969 مع بدء ازدياد نفوذ المخرجين وتحول الأفلام للجرأة المفرطة، كذلك يشهدان حادثة قتل الممثلة شارون تيت على أيدى عصابة السفاح الأمريكى المتسلسل شارلز مانسون. وكان الفيلم هو القنبلة الفنية الحقيقية للمهرجان لأسلوبه الرائع وذكاء معالجته.

وقدم تييرى فريمو مدير مهرجان كان تحية خاصة للنجمين، وقال إن براد بيت لم يحضر من فترة لكان . وحيا كذلك دى كابريو كذلك لمشاركته هذا العام بثلاثة أفلام منها فيلم تارانتينو وفيلمان تسجيليان من إنتاجه. الأول عنوانه» لابد أن نتجه كلنا للون الأخضر» وهو عن سباق جديد لسيارات الفورميلا وان الكهربائية التى تستهدف الحفاظ على البيئة. والفيلم إخراج حائز الأوسكار فيشر ستيفنز الذى سبق لدى كابريو إنتاج فيلمه السابق عام 2016 « قبل الدم» عن الموضوع نفسه. وكان «الثلج على النار» هو الفيلم التسجيلى الآخر الذى عرض لدى كابريو بمهرجان كان إخراج ليلى كونورز. ويعرض للمرة الأولى التقنيات المتاحة عالميا الآن لمحاربة التغير المناخى والقضاء على انبعاثات ثانى اكسيد الكربون الضارة. وكلا الفيلمين أنتج فى إطار الدور الذى وهب له دى كابريو حياته ليكون رائدا فى مجال إنقاذ البشرية من الدمار بسبب التلوث قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه كما يقول هو.

 

الأهرام اليومي في

23.05.2019

 
 
 
 
 

عرب "كان"... وطن وجنس وكوميديا للإيجار

المدن - ثقافة

تسجل السينما العربية، مشاركة لافتة في مهرجان "كان" هذا العام، موزعة بين فلسطين والمغرب وتونس والجزائر ومصر. وتأتي الأفلام العربية ضمن فئات مختلفة من مسابقات المهرجان وهي كالتالي:

- المسابقة الرسمية

"حتماً ستكون الجنةللمخرج الفلسطيني إيليا سليمان، وهو فيلمه الروائي الطويل الرابع، يتناول تفاصيل من سيرته الحياتية في المنفى الذي اختاره خارج فلسطين، "وطنه الأم". وسليمان سيكون الشخصية المركزية والراوي في الوقت نفسه، هو الذي "يهرب من بلده فلسطين سعياً إلى وطن بديل"، لكنه يكتشف أن فلسطين معه ووراءه دائماً: "الوعد بحياة جديدة يتحوّل سريعاً إلى كوميديا من المفارقات". 

ورغم أنه يسافر بعيدًا، من باريس إلى نيويورك، هناك شيء يُذكّره بالوطن: البوليس وشرطة الحدود والعنصرية. وبينما يفعل المستحيل للاندماج في المجتمع الجديد، محاولاً أن يمحو آثار جنسيته، فإنّ الجميع يُذكّرونه من أين هو آتٍ. وبينما هو يتجوّل ويتساءل، عبر التفتيش والبحث الذاتي، يطرح إيليا سليمان السؤال الأساسي: أين هو "الأين" الذي يُمكننا تسميته وطناً حقاً؟

يعد إيليا سليمان، ضيفًا دائمًا على مهرجان "كان"، فرُشّح للسعفة الذهبية العام 2002، وحاز جائزة لجنة التحكيم، عن فيلم "يد إلهية". وفيلمه الجديد مرشح للسعفة الذهبية أيضاً.

"مكتوب حبيللمخرج الفرنسي من أصل تونسي عبد اللطيف كشيش. يراهن فيه مرة أخرى على تيمة الجسد والإحتفاء به في شهوانية عالية طبعت أعماله السابقة. ورغم أن هذه التيمة هي بصمته الخاصة، إلا أنها من هنّات سينما هذا المخرج. وتبرز حدود سينما عبد اللطيف كشيش، كما يراها النقاد، في فيلمه الجديد، بشكل لافت، فنجده يعمل جاهداً على الركض خلف هاجس الجسد الذي جعله يكرس الكثير من المساحات للتلصص على الأجساد العارية للفتيات اللواتي يبحثن عن المتعة والترفيه على الشاطىء. كما أن البطل أمين، الذي ينكمش داخل دائرة خجله، يخفي في نفسه وجع مشاهدته لصديقته أوفيلي في حضن طوني صديقه أيضاً. البطل أمين، أسير خيالاته وهواجسه العميقة المتصلة بالليبيدو، طوال مشاهد الفيلم التي لا تخلو من الملل، وهو يتابع مغامرات صديقه الجريء الراكض خلف متعه الحسية، أو وهو يتلصص على الأجساد المتجلية في عنفوان شهواني.

- عروض خاصة:

"من أجل سماللمخرجة السورية وعد الخطيب، بمشاركة المخرج الإنكليزي إدوار واتس.

صوّرت وعد الخطيب أكثر من 300 ساعة، ووثقت حياتها كصحافية في مدينة حلب المحاصرة والتي مزقتها الحرب. بدأت التصوير في العام 2012 تزامناً مع اندلاع المعارك في مدينة حلب بين الفصائل المعارضة التي سيطرت على الأحياء الشرقية منها والقوات الأسدية في الأحياء الغربية. ولم تفارقها الكاميرا منذ ذلك الحين. وهي صوّرت بواسطتها كل المشاهد التي جرت على مرأى ومسمع منها، من القصف إلى الكلمات الأولى لابنتها، مروراً بتوافد الجرحى إلى المستشفى. فخلّدت لحظات وضع مولود ميت، ونحيب صبيين تحسرّا على وفاة شقيقهما الأصغر. ورغم كل هذه الأوضاع قررت وعد، مع زوجها، البقاء في حلب على أمل أن يتغير الوضع يوماً نحو الحرية. لكن هذا الأمل طال أمده، ولم تزده الأيام المتعاقبة إلا هشاشة، ما كان يعرضها لنوع من اليأس وهي تعبّر عن أسفها لطفلتها "سما"، في بعض المشاهد من الفيلم، على أنها أخطأت في حقها عندما أتت بها إلى هذا العالم.

- نظرة ما:

"بابيشاللمخرجة الجزائرية مونيا بيدور، ويتحدث عن تسعينيات القرن الماضي، وحقبة العشرية السوداء، التي اختلط فيها السياسي بالديني، وحاولت فيها بعضُ القوى فرض أسلوبها في الحياة على الآخرين.

"زوجة أخيللمخرجة التونسية الكندية مونيا شكري، ويتحدث عن حب العائلة وتماسكها في الغربة وهو من إنتاج كندي فرنسي. وهي رسالة واضحة عن الفيلم الذي فيه حب العائلة.

"آدمللمخرجة المغربية مريم التوزاني، وهو أول فيلم طويل لها منذ دخولها عالم السينما من خلال عمل قصير في 2011 بعنوان "عندما ينامون". وعُرفت التوزاني في ساحة السينما المغربية، في بادئ الأمر، بشريط وثائقي حول الدعارة. وشكل الفيلم مصدر إلهام لزوجها المخرج نبيل عيوش، في إخراج فيلم "الزين اللي فيك". وشاركت التوزاني مع عيوش في أول دور سينمائي لها في فيلم "الغزية".

يفتتح الفيلم بمشهد الممثلة نسرين الراضي، التي مثلت دور الشابة الحامل سامية، وهي بصدد طرق أبواب منازل أحد الأحياء الشعبية في الدار البيضاء طلباً للعمل. وهذا بعدما قررت الابتعاد عن أسرتها، بحكم أن الحَمل نتج عن علاقة خارج الزواج. لكن الكل رفض فتح أبواب منزله لها، لتجد نفسها عرضة للشارع أمام منزل عبلة، وهو دور مثلته لبنى أزابال، وهي أرملة تربي ابنتها الوحيدة بمفردها بعد وفاة زوجها في حادث سير.

- نصف شهر المخرجين:

"طلامسللمخرج التونسي علاء الدين سليم، أبطاله كل من الممثلة التونسية سهير بن عمارة، الفنان المصري عبد الله منياوي، والممثل الجزائري خالد بن عيسى. "بعد وفاة والدته، س، وهو جندي شاب، يُرسَل إلى الخدمة في الصحراء التونسية، وثم يُمنح إجازة لمدة أسبوع. خلال الإجازة، يهجر س الجيش ولا يعود أبداً. ويُطارَد س في منطقة شعبية، لينتهي الأمر بوفاته".

بعد سنوات، تعيش ف، وهي شابة حامل في الأشهر الأولى، في فيلا فخمة وسط غابة مجاورة، لحيّ س. ذات يوم، تلتقي ف مع شخص غريب ذي ملامح غامضة. إنّه س. تتبع هذا اللقاء سلسلة من الأحداث المفهمة بالغرابة، تجمع بين كل من س، ف، والطفل المستقبلي"...

- أسبوع النقاد - أفلام طويلة:

"أبو ليلى" للمخرج الجزائري أمين سيدي بو مدين، يشارك في مسابقة أسبوع النقاد، بإنتاج "تالا فيلمز". ويعود الفيلم إلى سنوات الإرهاب في التسعينيات من القرن الماضي من خلال قصة الشابين سمير ولطفي اللذين يعملان على مطاردة الإرهابي الخطير "أبو ليلى" عبر الصحراء، وفقاً لنص العمل الذي لم يعرض بعد.

"معجزة القديس المجهول" للمخرج المغربي علاء الدين الجم، الذي فضّل أن يعتمد الخيال الكوميدي للإبحار في الحياة القاسية للعالم القروي، انطلاقاً من قصة سارق محترف، أضحكت كثيراً الجمهور الذي تابع العمل في افتتاح "أسبوع النقاد". ويقول الجم: "أنطلق من فكرة واقعية لأطورها في ما بعد بالاعتماد على الخيال، وأخلق بذلك عالمي كما أراه كمخرج، إني أحب الخيال كثيرا".

- أفلام قصيرة:

"فخللمخرجة المصرية ندى رياض ومن إنتاج مواطنها أيمن الأمير.

"سيني فونداسيون" لأفلام طلبة السينما.

"أمبيانسللمخرج الفلسطيني وسام جعفري.

 

المدن الإلكترونية في

23.05.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004