كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان «كان» (7):

حفلتان... واحدة توزع الجوائز والأخرى توزع المال.. بينما تستمر أزمة السينما العربية

كان (فرنسا): محمد رُضـا

كان السينمائي الدولي

الدورة الثانية والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

أعلن «مركز السينما العربية»، الذي يرأسه ويديره الزميل علاء كركوتي في حفل أقيم قبل يومين، ضمن نشاطات «مهرجان كان» الموازية، نتائج الدورة الثالثة من «جوائز النقاد السنوية» المخصصة للأفلام العربية، أو العربية المنتجة بالاشتراك مع جهات أجنبية. وهي الجوائز التي درج المركز على منحها، ساعياً لإرساء تقليد لتشجيع المواهب في عدد من المهن والعناصر التي تؤلف العمل السينمائي.

لذا، هناك جوائز لأفضل فيلم روائي، وأفضل فيلم تسجيلي، وأفضل ممثل، وأفضل ممثلة، وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو. ويحضره نقاد وسينمائيون عرب وأجانب، من بينهم النقاد العرب وغير العرب الذين يشكلون أعضاء هذا الاتحاد النقدي (أكثر من 30 ناقداً وصحافياً سينمائياً).

النتيجة الماثلة هذا العام توّجت الأفلام والأسماء التالية:

- أفضل فيلم روائي: «يوم الدين» لأبو بكر شوقي (مصر)

- أفضل فيلم وثائقي: «عن الآباء والأبناء» لطلال ديركي (سوريا)

- أفضل مخرج: نادين لبكي، عن «كفرناحوم» (لبنان)

- أفضل سيناريو: مريم بن مبارك، عن «صوفيا» (المغرب).

- أفضل ممثلة: مها العلمي، عن «صوفيا» (المغرب).

- أفضل ممثل: محمد ظريف عن «ولدي» (تونس).

الحال أنه كيفما نظرنا إلى المبدأ نجده ضرورياً. كيف عاشت السينما العربية من دون اتحاد نقدي فعلي (ولا تزال). أمر مبهم؛ لكن الأكثر إبهاماً كيف عاشت من دون دعم مؤسسة تمنح بعض السينمائيين العرب ما يستحقونه من اهتمام، حتى وإن كان نطاق هذه الجوائز محدوداً.

من حيث التطبيق، الأمر فيه وجهات نظر ليست جميعها متوازنة. على سبيل المثال: ماذا عن كل الأفلام العربية، وليس عن تلك التي قام «مركز السينما العربية» بتبنيها؟

في الواقع هناك أفلام كثيرة رائعة وسينمائيون كثيرون موهوبون، بحيث من الإجحاف تحديد المسابقة بنحو خمسة عشر أو عشرين فيلماً مما تم ترشيحه والتصويت عليه.

ثم هناك السؤال الذي يتكرر في كل مرّة: من هم النقاد الفعليون؟ ومن هم الصحافيون غير المتخصصين في هذه الرزمة من المنضمين إلى المناسبة؟ المشكلة هنا هي أن المركز سعى، والحق معه في هذا التوجه، لتوسيع الدائرة لتشمل صحافيين يحضرون «كان»، أو يتابعون السينما كأحد مجالات اهتمامهم. هو توجه صحيح؛ لأن المركز يسعي لضم أصوات أكثر، وبذلك يبتعد عن أن يكون محصوراً بين فئة من النقاد لا يتجاوز عددهم العشرة الفعليين في هذا المجال.

على ذلك، يجد الناقد نفسه متردداً في قبول نتائج أوحى بها زملاء له غير متخصصين بالدرجة الكافية؛ فتأتي النتائج على النحو الذي جاءت عليه، أو حتى على أي نحو آخر.

على سبيل المثال: فوز محمد ظريف في الفيلم التونسي «ولدي»، في مكانه تماماً؛ لكن هل سيناريو فيلم «صوفيا» جيد بالفعل؟ هل تمثيل بطلته مها العلمي أفضل تمثيل نسائي سُجل على شريط سينمائي عربي هذا العام؟

ثم إذا كانت نادين لبكي أفضل مخرجة، لمَ لمْ يفز فيلمها «كفرناحوم» بجائزة أفضل فيلم؟ والعكس صحيح، كيف يكون «يوم الدين» أفضل فيلم، ولا يكون مخرجه أبو بكر شوقي أفضل مخرج؟ واستكمالاً: هل فيلم تسجيلي يعلن مخرجه في بدايته أنه ادعى أنه منتمٍ إلى المحاربين الإسلاميين ليفوز بثقتهم، ما يفقد المشاهد ثقته بالفيلم نفسه، يستحق الفوز؟

الحفل كان بحد ذاته حاشداً وسارّاً للحضور. التقى فيه منتجون ومخرجون ولفيف من المهتمين بحال السينما العربية، في وقت تتبدد فيه الآمال بقرب وصولها إلى صنع منصّـة إنتاجية فعلية متعددة الرؤوس، تخدم السينمائيين العرب عملياً، وعلى نحو محترف، يبدأ من الكتابة وينتهي بتوفير سبل وقنوات التوزيع عربياً وعالمياً.

محاولات دعم السينما العربية حتى الآن توفرت بجهود فردية، حتى وإن استندت في بعض الحالات لتمويل رسمي. «مركز السينما العربية» (الذي لا يعرف تمويلاً حكومياً من أي جهة، والذي يديره بنجاح نموذجي علاء كركوتي) هو أحد هذه المحاولات الجادة والمطلوبة. كذلك كان الحال مع المهرجانات العربية، التي كان هم دعم السينما العربية ومخرجيها الجدد يأتي في المصاف الأولى بين أهدافها. لا أحد نجح في هذا المجال كمهرجاني دبي وقرطاج. الأول على مساحة زمنية امتدت 14 سنة (وتوقف) والثاني على مساحة خمسة عقود، والعداد ما زال جارياً. المأزق لا يحتاج لـ«مهرجان كان» لكي يتبدّى.

السينما العربية المنتجة تقوم على جهود فردية، وكثير منها يتبع سبلاً تقليدية بغية الفوز بعروض دولية، وتكوين اسم يمكن صانعيه (وهم المخرج والمنتجون) من تسهيل مهام البحث عن تمويل أفلامهم المقبلة.

من هذه السبل، البحث في قضايا المرأة، والبحث في قضايا الإسلام، والبحث في قضايا الإرهاب. هؤلاء يدركون اهتمام الغرب بهذه القضايا، فيصنعون أفلامهم على مقاسات ذلك الاهتمام، وعادة ما ينجحون. لكنه النجاح الذي لا يضمن الاستمرار طويلاً. هذا لأن الصناعة المحلية لا تتمتع بالأسس التمويلية والإنتاجية التي تمكنها من دعم السينمائيين، من دون الحاجة للتوجه غرباً.

من هذا الحفل إلى آخر، ليل أول من أمس (الأحد)، وهو حفل «جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية». هذا الحفل هو بدوره المرتع السنوي الذي يقام في حاضرة «مهرجان كان»، ولو أن سنوات حفلاته تزيد عن عشر سنوات حتى الآن.

هي بدأت متواضعة، ثم كشفت عن قدرات مادية تمكنها من تحويل حفلها إلى مناسبة كبيرة في الحجم والأهمية.

فالجمعية لا تحتفي فقط بالسينمائيين المدعوين إليها (وكان من بينهم في هذه الليلة المخرج كونتِن تارنتينو، والممثلة هيلين ميرين، والممثل روبرت باتنسون، والمنتج مايكل برايت، صاحب «فندق بومباي»، ونحو 400 ضيف من ضيوف المهرجان)؛ بل توظّف المناسبة لتوزيع منحها لجمعيات خيرية وإنسانية.

ما منحته جمعيتنا خلال السنوات العشر الأخيرة، سواء من خلال مناسبات أقيمت في هوليوود أو من خلال وجودها في «مهرجان كان» يفوق عشرين مليون دولار. هذه تذهب لمساعدة سينمائيين شبان وجامعاتهم التي يدرسون فيها. تذهب إلى جمعيات تعنى بالعائدين من الحروب القائمة، لإعادة تأهيلهم، أو لمداواتهم ورعايتهم. تذهب إلى جمعيات نسائية كما رجالية من التي تشرف على الفقراء والمحتاجين.

ليلة أول من أمس، حصلت إحدى الجمعيات المهتمة باللاجئين الهاربين من شظى الحروب الدائرة، بمنحة قدرها 500 ألف دولار. الاختيار مناسب وصائب وفي مكانه وغير مسيس. والممثلة البريطانية ميرين فرضت جواً من الإنصات عندما بدأت كلمتها بالقول: «هذه الجمعية تمنح كل سنة هبات سخية، لأولئك الذين هم في أمس الحاجة للمعونات الإنسانية التي يستطيع القادرون منا فقط القيام بها، بعيداً عن السياسة والمنافع الخاصة. هذا لأن الجوع والفقر والحرمان لا يعرفون السياسة».

الجمعية هي المسؤولة عن جوائز «غولدن غلوبز» ولم أستطع سوى التساؤل عما هي الأفلام المعروضة في المسابقة وسواها، التي ستستطيع الوصول إلى ترشيحات نهاية العام الحالي.

 

####

سلفستر ستالون لـ«الشرق الأوسط»: لا أقصد التباهي لكن «رامبو» يبقى الأقرب إليَّ

كان (فرنسا): محمد رُضـا

حضور الممثل والمخرج سلفستر ستالون «مهرجان كان» هذا العام، تلبية لدعوة وجهها المهرجان بمناسبة عرض أحد أفلامه الأولى، حمل نسيماً من الاهتمام، لا بتاريخ الفيلم وحده؛ بل بتاريخ الممثل الذي يبدو من الوهلة الأولى النقيض التام لما تُقام المهرجانات من أجله.

الفيلم هو «دم أول» من إنتاج 1982. وهو الفيلم المؤسس لما تبع من مغامرات بطله «رامبو» التي انتقلت من الولايات المتحدة (الفيلم الأول) إلى فيتنام (الثاني) ثم إلى أفغانستان (الثالث) وتوقفت في مكان ما عند الحدود البورمية (الفيلم الرابع). للبعض «دم أول» هو الأفضل صياغة. السؤال إذا ما كان سلفستر، الذي كان قد حقق نجاحاً طاغياً عبر سلسلة بدأت في المرحلة ذاتها هي سلسلة «روكي»، يوافق على ذلك؟

·        هل «دم أول» هو أفضل أفلام «رامبو»؟

- يسعدني أن أقول ذلك؛ لكني سأغمط حق الأفلام الأخرى التي أخرجت بعضها (يضحك). الحقيقة هي أنني أعتبر أن شخصية «رامبو» هي الأقرب إليَّ من بين كل أعمالي. وإذا سألتني عن السبب، فإنه في الحقيقة أنها وُلدت في إطار الحملة التي انقسم فيها الأميركيون بين مؤيد للحرب الفيتنامية ومعارض لها. «دم أول» كان يحمل وجهة نظر مفادها أن الحكم على المجند العائد من تلك الحرب كما لو أنه السبب في خسارة الحرب ليس صحيحاً. علينا أن نلوم السياسيين الذين لم يحسموا تلك الحرب لصالح الولايات الأميركية.

·        هذا موقف يميني، بينما جسد «رامبو» شخصية الثائر ولو ضد النظام.

- قلتها أنت. نعم هو ثائر ضد النظام الذي سمح لأميركيين بالوقوع أسرى. وكان على «رامبو» الاندفاع لتخليصهم من الأسر، بينما خطط البعض لتركه في تلك الغابات. إذا كان هذا موقفاً يمينياً فليكن.

·        لكن ماذا عن «روكي»؟ البعض يعتقد أنه الشخصية الأقرب إليك.

- بالطبع هو قريب جداً مني. وأضعه مع شخصية «رامبو» كأساس متين لما ساعدني في إنجاز حياتي السينمائية، ومهنتي بوصفي ممثلاً ومخرجاً إلى اليوم. التفضيل صعب؛ لكني قصدت أن هناك طابعاً سياسياً ابن ساعته في سلسلة «رامبو»، بينما أحداث «روكي» يمكن لها أن تدور في أي زمان. لذلك عدنا إليها في سلسلة «كريد».

·        هي عودة لـ«روكي» من الباب الخلفي. «كريد» ملاكم شاب، و«روكي» هو المدرب ذو الخبرة.

- الفكرة هنا هي استمرار سرد الحكاية عبر مختلف مراحلها. «روكي» قبل أربعين سنة كان الشخصية التي عليها أن تكسر حاجزاً يحول بينه وبين تطلعاته وطموحاته. حتى عشرين سنة بعد ذلك كان لا يزال من الممكن لي أن أقوم بتمثيل هذه الشخصية بقناعة. بعد ذلك صار الأمر صعباً، ولا تستطيع أن تجد السبب الكافي لتقديم حكاية ملاكم ما عاد يلاكم. هل فهمت قصدي. الموضوع ما زال مثيراً للاهتمام، والطريقة الوحيدة لاستمرار «روكي» هي تقديمه من الباب الخلفي كما قلت.

·        لديك عودة خامسة لـ«رامبو» هذا العام.

- نعم، انتهى التصوير وكتبت السيناريو، وأقوم بتمثيل دور «رامبو» من جديد. هذه المرة...

·        هذه المرّة ماذا؟

- تدور أحداثه على الحدود المكسيكية وداخل المكسيك، والعدو هو عصابات «الكارتل».

·        لكن كيف تفسر أن العودة إلى بطولة «روكي» ليست مقنعة، بينما العودة إلى شخصية «رامبو» مقبولة؟

- «روكي» بطل رياضي، وعمر الملاكم في الحلبة لا يتجاوز عشر سنوات إلى خمس عشرة سنة، قبل أن يتوقف أو يُهزم مراراً. «رامبو» هو شخصية مختلفة يستطيع القيام بالمهام المسنودة إليه، من دون عائق العمر.

·        الفيلم هو الخامس، وعنوانه الكامل «رامبو 5: الدم الأخير». هل ما زالت رواية ديفيد موريل هي الإلهام الفعلي لهذه المغامرات؟

- أحب هذا السؤال. رواية موريل الأولى «دم أول» وضعت الأساس لكل ما جاء من بعدها. الحقيقة هي أن الأفلام الأخرى وفيلمي المقبل ما زال يستوحي من الشخصية التي وضعها موريل بمهارة.

·        هل أنت سعيد بالاحتفاء بك هنا؟

- بالطبع. «كان» هو الحدث الذي يتمنى كل واحد يعمل في فن السينما وإنتاجاتها الحضور إليه. إذا ما كان محتفى به، فإن ذلك يزيد الحضور قيمة.

·        كيف وجدت رحلتك السابقة إلى «مهرجان الجونة» في مصر؟

- لم أكن سمعت بهذا المهرجان من قبل. وعندما وصلتني الدعوة سألت وبحثت، ووجدت أنه من تلك المهرجانات الحديثة التي بنت نفسها بسرعة. وسرني ما عرفته من تنظيمها. لذلك تجاوبت مع الدعوة، وخرجت بانطباع جديد ومختلف عن البلد وقدراته. كانت فرصة لزيارة مصر التي يجب ألا تفوت أي شخص.

 

####

«مانغا للإنتاج» تطلق أول أفلامها السينمائية في مهرجان «كان»

تعد إحدى جهات «مسك الخيرية» المعنية بالمحتوى الإبداعي

الرياض: «الشرق الأوسط»

أعلنت شركة «مانغا للإنتاج»، المتخصصة في مجال الرسوم المتحركة، التابعة لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز (مسك الخيرية)، عن المقطع الدعائي لأول أفلامها السينمائية فيلم «الرحلة»، الذي سيكون من إخراج المخرج العالمي شيزونو كوبون، حيث كشفت أبرز تفاصيل العمل السينمائي، وذلك خلال مهرجان «كان» للأفلام 2019.

ويعد الفيلم السينمائي من إحدى ثمار التعاون المشترك بين شركة «مانغا للإنتاج» وشركة «توئي أنيميشن» العريقة في اليابان الذي بدأته الشركتان في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، حيث قامت «مانغا للإنتاج» بتأليف الفكرة والمفهوم الأساسي للفيلم بهدف تقديم ونشر الحضارات القديمة في الجزيرة العربية والشرق الأوسط في قالبٍ جذاب وعالي الجودة من الرسوم المتحركة الموجهة؛ لإثراء وإمتاع الأطفال والعائلات حول العالم بمحتوى ممتد وخالد للأجيال القادمة. ومن المخطط أن يتم إطلاق الفيلم العام المقبل.

ويجري العمل على إنتاج الرسوم المتحركة في كل من الرياض وطوكيو، حيث إن لدى شركة «مانغا للإنتاج» قسمين بكلتا العاصمتين، ويعمل على هذا المشروع كل من فريق «مانغا للإنتاج» وفريق «توئي أنيميشن». وسيستغرق الفيلم ما يقرب عامين ونصف العام، وعليه يعمل فريق إنتاج ضخم يضم أكثر من 330 شخصاً.

ومن أبرز العاملين في هذا الفيلم مصمم الشخصيات تيتسورو إيواموتو، رسام ومصمم لعبة «فينيكس رايت: ايس اتورني» الشهيرة، وكذلك الموسيقار العالمي كاورو وادا، ملحن مسلسل «إينوياشا»، وهزيم الرعد الذي يشارك في صناعة ألحان هذا الفيلم الملحمي.

وقال الدكتور عصام بخاري، الرئيس التنفيذي لشركة «مانغا للإنتاج»، إن فيلم الرحلة هو مشروع رئيسي للشركة، حيث يعزز من هدفها في تحقيق رؤيتها بأن تكون قائدة إقليمياً ورائدة عالمياً في إنتاج المحتوى الهادف المليء بالقيم، وإن ما تقوم به من خلال «الرحلة» يمثل دورها القيادي في المساهمة بتطوير منظومة صناعة المحتوى الإبداعي في المملكة العربية السعودية والعالم العربي، من خلاله يمكن للمواهب الشابة الحصول على الفرص التي تستحقها وتلقي الدعم، علاوة على إنتاج المحتوى الثقافي عالي الجودة الذي يمثل ثقافتنا بالشكل اللائق.

وتعتبر شركة «مانغا للإنتاج» إحدى الجهات التابعة لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز (مسك الخيرية)، وتختص بصناعة المحتوى الإبداعي من خلال إنتاج الرسوم المتحركة وألعاب الفيديو ذات الرسالة الهادفة والجودة والاحترافية التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع محلياً وعالمياً.

وتستعد الشركة حالياً لإطلاق عدة أفلام رسوم متحركة ما بين ثنائية وثلاثية الأبعاد، وذلك بالشراكة مع استوديوهات الرسوم المتحركة الرائدة عالمياً، ومن المتوقع مشاهدة هذه الأفلام على القنوات التلفزيونية الدولية وشاشات السينما خلال السنوات القليلة المقبلة.

ويعد أول تعاون مشترك بين «مانغا للإنتاج» و«توئي أنيميشن» هو عمل «كنز الحطاب»، الذي كان حلقة خاصة مدتها 22 دقيقة من الفولكلور السعودي، وفيه تم إنتاج العمل بإصدارات متنوعة، منها العربية واليابانية وبثها في 5 محطات تلفازية في اليابان وعدد من المحطات العربية، كما عملت الشركتان على إنتاج مسلسل «في قادم الزمان» المكون من 13 حلقة والقادم خلال عام 2019.

 

الشرق الأوسط في

21.05.2019

 
 
 
 
 

بعد عشر سنوات من إحرازه السعفة الذهبية… تيرانس مالك يخرج أخيرا من "حياة التخفي"

السينمائي الأميركي يعود إلى مهرجان كان بتحفة بصرية تضاهي رائعتيه "الخط الأحمر" و"شجرة الحياة".

عثمان تزغارت 

ينتمي المخرج الأميركي من أصل لبناني، تيرانس مالك، إلى صنف نادر من السينمائيين المقلّين، الذين يستغرق إنجاز كل واحد من أفلامهم سنوات طويلة تصل أحياناً إلى عقدين من الزمن. عمله الأول "النزهة المتوحشة"، نال جائزة "المحارة الذهبية" في مهرجان سان سيباستيان الإسباني، وكرّسه على الفور في مصاف كبار الفن السابع. لكن اختفى بعد ذلك طوال خمس سنوات، على الرغم من العروض التي انهالت عليه من كل حدب وصوب. في العام 1978، عاد بفيلمه الأشهر "حصاد السماء"، الذي خطف جائزة الإخراج في مهرجان كان. ثم عاد واختفى طوال عشرين سنة كاملة قضاها في تأليف فيلم موسوعي كان يطمح إلى أن يسائل فيه أسرار الكون وماهية الوجود. إلا أنه قطع خلوته على نحو مفاجئ، في العام 1998، وطرح ذلك المشروع الضخم جانباً، ليقدم فيلمه الروائي الثالث "الخط الأحمر"، الذي أحرز جائزة "الدب الذهبي" في مهرجان برلين. ثم انقطع عن السينما مجدداً، طوال سبع سنوات، قبل أن يعود بفليمه الرابع "العالم الجديد"، الذي يحظى بالحفاوة النقدية التي كان يطمح إليها. ما دفعه إلى استعادة مشروع فيلمه الموسوعي الذي صارع لتأليفه طوال إحدى عشرة سنة (1978-1989). بعد خمس سنوات، أي في العام 2010، أعلن رسمياً أنه نجح أخيراً في استكمال الفيلم، وقرّر عرضه في مهرجان كان، تحت عنوان "شجرة الحياة". لكنه عاد وسحبه في آخر لحظة، وانكب على إعادة مونتاجه طوال عام كامل، ليقدّمه في مهرجان كان، خلال العام التالي. وكان ذلك العرض حدثاً فريداً من نوعه، سيبقى ماثلاً في ذاكرة عشاق السينما، وبخاصة أن الفيلم، على الرغم من السجالات النقدية الذي أثارها، تُوّج بـ "السعفة الذهبية".

وعلى الرغم من فترات الانقطاع الطويلة التي طبعت مساره السينمائي، حيث لم يقدّم سوى خمسة أفلام على مدى أربعة عقود من الزمن، إلا أن تيرانس مالك يصنّف ضمن أبرز السينمائيين المجدّدين، إذ إن لمسته الفنية المغايرة أحدثت ثورة في مجال السرد السينمائي. فقد طرح جانباً الحبكة السينمائية القائمة على أساس التنامي الخطّي للأحداث، ثم ألغى السيناريو والحوار بمفهوميهما التقليديين، مطلقاً العنان للارتجال والعفوية خلال التصوير، ليعود بعد ذلك إلى كتابة أفلامه بصرياً خلال عملية المونتاج التي يعتبرها المرحلة الأهم في العمل السينمائي، إذ يقوم بإعادة تأليف القصة وتوليفها على هواه. ما يستغرق منه، في كل مرة ما بين عام وثلاثة أعوام.

عمله الجديد "حياة خفيّة"، الذي ينافس هذه السنة على السعفة الذهبية، استُكمل تصويره رسمياً في خريف العام 2016. لكن المخرج استغرق عامين ونصف العام لاستكمال مونتاجه. وجاءت النتيجة مبهرة، سواء على الصعيد البصري أو على مستوى الرؤية الإخراجية. فقد انطلق مالك هنا من قصة واقعية لشاب نمساوي يُجنّد عنوة في القوات النازية، فيرفض أداء الخدمة، على الرغم من معرفته أنه سيُعدم بسبب موقفه. وعلى خلفية هذه القصة، اتخذ المخرج من الريف النمساوي، الذي يتحدّر منه هذا الجندي، معادلاً موضوعياً لقيم الخير والتسامح، التي يعتقد بأنها راسخة بالسليقة في الطبع البشري، وأن الحضارة الغربية هي التي شوّهت هذا الطبع وزرعت فيه بذور الشر. وهي الفكرة التي تشكل لازمة في أعماله كافة، وبشكل أخص في رائعتَيه "حصاد السماء" و"شجرة الحياة".

ومع العلم أن الفيلم طويل (أكثر من 3 ساعات) وشاق للغاية، إذ يتطلب من المشاهد جهداً بصرياً وفكرياً، إلا أن الجمهور في كان وقف في طوابير طويلة لمتابعة كل عروض الفيلم، الرسمية منها والاستدراكية. كما حظيَ الفيلم بحفاوة نقدية كبيرة تخوّل صاحبه نيل واحدة من جوائز المهرجان البارزة، ولمَ لا الانضمام إلى النادي الضيّق لعمالقة السينما من "أصحاب السعفتَين".                      

صحافي @Tazaghart 

 

إندبيندينت عربية في

21.05.2019

 
 
 
 
 

كان 72: "دييجو مارادونا".. صراع الموهوب والأسطورة

أحمد شوقي

بداخله يتصارع شخصان: دييجو، الفتى الموهوب المليء بمشكلات عدم الأمان، ومارادونا، الصورة الأسطورية التي كان عليه أن يخلقها ليواجه بها الجميع. قلت له ذات مرة أن بإمكاني أن أسير مع دييجو حتى نهاية العالم، لكني لست مستعدًا أن أخطو خطوة واحدة مع مارادونا، فكان رده: صحيح، لكن لا تنس أنني لو بقيت دييجو لكن لا أزال أعيش فقيرًا في فيلا فيوريتو!".

هذه الكلمات التي ترد على لسان مدرب اللياقة البدنية الخاص بأسطورة الكرة الأرجنتينية في فيلم المخرج آسيف كاباديا "دييجو مارادونا"، والمعروض خارج مسابقة مهرجان كان 72، تُلخص رؤية الفيلم لمسيرة الرياضي الأكثر إثارة للجدل في القرن العشرين، وربما الحادي والعشرين كذلك.

كاباديا، المخرج البريطاني ذو الأصول الهندية، والذي وضعته أعماله السابقة على قمة مخرجي وثائقيات سير المشاهير في العالم، بعد عمليه البديعين "سينا" عن متسابق الفورمولا وان البرازيلي آيرتون سينا و"آمي" عن المغنية البريطانية آمي واينهاوس، دخل بقراره تقديم فيلم عن مارادونا تحديًا يختلف عن كل نجاحاته السابقة.

اختلاف التحدي ينبع من حقيقتين، الأولى هي أنها أول مرة يصنع فيها كاباديا فيلمًا عن شخص على قيد الحياة، فمارادونا قصة دائمة لا تنتهي، لا يمكن أن تتوقع فصلها التالي، وبالتالي فحياته لا تزال قيد الإنجاز. أما الحقيقة الثانية فهي أن سينا وآمي فارقا الحياة بشكل مأساوي في قمة مجدهما وتألقهما، أما مارادونا فقد أنهي سنوات المجد وبدأ بعدها أعوام وأعوام من الألم والجدل، لتفتقر حياته لهذه النهاية الدرامية التي منحت الفيلمين السابقين نقاط قوة مبدئية. فكيف كان تعامل المخرج المحنك مع هذا التحدي الدرامي؟

البحث عن الحكاية المطلوبة

مع تترات البداية تتابع قصة السنوات الأولى من حياة مارادونا بسرعة هائلة: مولده في ضاحية فيلا فيوريتو الفقيرة، ظهور وموهبته واحترافه في سن مبكر، تألقه مع بوكاجونيورز وانتقاله لبرشلونة، ثم فشله المأساوي بالإصابة والشغب واستغناء برشلونة عنه كي يوافق على الانضمام إلى نادي نابولي الإيطالي. سرعة مفرطة تتسائل معها عن الكيفية التي سيكمل المخرج فيلمه بها إذا سار بهذا الإيقاع اللاهث.
إلا إنه ومع الانتقال لنابولي، النادي الصغير في المدينة الجنوبية الفقيرة، والذي كان أقصى طموحه في ذلك الوقت هو البقاء في دوري الدرجة الأولى وعدم تذيل الجدول والهبوط للدرجات الأدنى، تبدأ الحكاية الحقيقية التي قرر كاباديا أن تكون موضوع فيلمه، حكاية السنوات السبع التي قضاها مارادونا في نابولي (1984-1991) فصنع فيها تاريخ النادي وجلب خلالها كأس العالم لوطنه الأرجنتين، أعوام المجد والتتويج والعلاقة برجال المافيا والانزلاق لهاوية الإدمان
.

يرى فيلم آسيف كاباديا أن الصراع الدرامي في حياة دييجو مارادونا يتلخص في تلك الفترة فقط، قبلها كان دييجو، الشاب الموهوب الذي لم يثبت بعد استحقاقه لما يثار حوله من جدل، صاحب الابتسامة الخجولة التي لا تنجح محاولاته في الحياة الصاخبة في إخفائها. أما بعد السنوات السبع فقد صار مارادونا، الأسطورة والأيقونة التي تجتمع فيها كل المتناقضات: المجد والفشل، الوله والكراهية، الحضور والغياب
أما سنوات نابولي، فهي سنوات صراع دييجو مع مارادونا، صراع المراهق الموهوب الذي احترف الكرة وحلمه أن يشتري بيتًا نظيفًا لأسرته، والنجم الأسطوري الذي فتحت له الدنيا ذراعيها فلم يتردد في إلقاء نفسه في كل ما هو ممتع ومارق وخارج عن القانون
.

سيد الأرشيف الأول

صار من البديهي أن مشاهدة فيلم لكاباديا تعني الإطلاع على أكبر قدر ممكن من المواد الأرشيفية المذهلة، فالرجل هو سيد الأرشيف في السينما العالمية، يبني أفلامه بالكامل دون أن يصوّر لقطة واحدة، وإنما يمزج على طاولة المونتاج بين آلاف اللقطات النادرة ليقدم القصص التي رويت من قبل عشرات المرات بصورة جديدة وغير متوقعة.

كاباديا قام بتسجيل عدة حوارات للفيلم، أبرزها حوار مع مارادونا نفسه وآخر مع زوجته الأولى وحبيبة فترة صعوده والثالث مع مدرب اللياقة البدنية الذي صاحبه أغلب أوقات مسيرته المهنية. لكننا لا نرى أبدًا ولو لقطة من هذه الحوارات، فقط يستخدمها صوتيًا كجسور تربط الحكاية وتعلق عليها وتمنحها وجهة نظر ورأيًا أعمق في الحوادث. باختصار هو توظيف مدهش لعنصر التعليق الصوتي دون أن يرتبط بالمخرج أو براوي حكيم محايد، بل هو تعليق صوتي من رحم الحكاية وأصحابها الذي لا نتوقف عن مشاهدتهم على الشاشة في لقطات تعرض الحكاية وقت وقوعها.

وإذا كانت معجزة مارادونا هي الكرة، فإن أمتع ما في الفيلم هو اللقطات النادرة لعالم الكرة، كواليس الملاعب والتدريب والكاميرات التي تصوّر مباريات تاريخية من داخل الملعب وتصاحب مارادونا في كل لحظة داخله. وكأنها متعة إضافية يمنحها سيد الأرشيف الأول لمحبي الكرة من مشاهدي فيلمه، متعة إعادة مشاهدة التاريخ من زوايا مختلفة.

الأسطورة والألم

ا جديد في كون أفلام آسيف كاباديا مؤلمة ومخيفة، مؤلمة لأنها تتعرض لأشخاص ذوي مواهب استثنائية لم تحمهم مواهبهم من التعاسة، ومخيفة لأن كون كل عناصرها حقيقية كليًا: الحكاية وطريقة عرضها، تهدم تلقائيًا الحائط الآمن الذي اعتدنا أن نقيمه مع الأفلام مهما كانت مؤثرة، فهي في النهاية أفلام وحكايات خيالية، لكنها هنا حقائق أبطالها نظريًا أكبر من الحياة، وعمليًا طاردتهم التعاسة حتى وهم يقفون على قمة العالم.

خلاصة "دييجو مارادونا" المؤلمة هي أن حكاية الأرجنتيني الموهوب انتهت في 1991 بعدما توقف أداءه داخل الملعب عن كونه أهم لحظات حياته. غاب الإنسان لتبقى الأسطورة، لكن من قال أن جميع الأساطير تنتهي بعيش الأبطال في سعادة أبدية؟!

 

موقع "في الفن" في

21.05.2019

 
 
 
 
 

فيلم كن لوتش "عفوا.. لم نجدك" في مهرجان كان

أمير العمري

فيلم المخرج البريطاني كن لوتش يعتمد على سيناريو بسيط ولكنه عميق، وشخصيات "عادية" قريبة منا، لكن تكمن في بساطتها وعاديتها.

يعود إلى مسابقة مهرجان كان السينمائي المخرج البريطاني الكبير كن لوتش (83 عاما) حائز “السعفة الذهبية” في المهرجان نفسه مرتين من قبل عن “الريح التي هزت الشعير” (2006) و”أنا دانييل بليك” (2016). ويعتبر فيلمه الجديد “عفوا.. لم نجدك” تنويعة جديدة من تنويعاته المألوفة على مسار التدهور الاجتماعي في بريطانيا المعاصرة.

يمكن القول إن كن لوتش، شأنه في ذلك شأن زميله وابن جيله مايك لي، كان دائما يكتب بلغة السينما- من خلال مجموعة أفلامه التي بدأها عام 1967 بفيلم “بقرة مسكينة”- التاريخ الاجتماعي لبريطانيا المعاصرة، في زمن التقلبات الاقتصادية العنيفة ثم هجمة اليمين التاتشري (نسبة إلى مرغريت تاتشر) وتدميره معظم مكتسبات ما بعد الحرب العالمية الثانية بما في ذلك نظام التأمين الصحي الجماعي، وصولا إلى هجمة النيوليبرالية التي تواصل حاليا تدمير كل ما تبقى من تلك المكتسبات التي أصبحت عاجزة عن تلبية الاحتيـاجات الأساسية للمواطنين.

كان لوتش دائما مخرجا صاحب قضية، منحازا للفقراء والطبقات الشعبية التي تكافح من أجل الاستمرار في الحياة. لديه قدرة خاصة على التقاط الجوانب الإيجابية التي تجعل من شخصيات أفلامه أناسا رائعين قريبين منا يتمتعون بحس إنساني وروح المرح والرغبة في احتضان العالم، كما أنهم يستطيعون أيضا تقديم أفضل ما عندهم لو توفرت لهم الظروف الملائمة. وهم يحاولون دائما خلق تلك الظروف، ولكن هناك قوة أكبر منهم، تبدو في أفلام كن لوتش كالقدر الغاشم، تهزم طموحاتهم، وتهدد تماسكهم، بل وتكاد تهدد وجودهم في الحياة. وهو يلتقط مواضيع أفلامه من قلب الواقع، يعهد بها إلى بول لافيرتي الذي يتعاون معه في كتابة سيناريوهات أفلامه منذ “أغنية كارلا” (1996).

من قلب الواقع

كن لوتش قادر دائما على إدهاشنا بموضوعات أفلامه التي قد تبدو من على السطح وللوهلة الأولى، بسيطة بساطة الحياة اليومية نفسها التي قد يراها البعض في متناول الفهم المباشر، لكنه يتمكن بقدرة خاصة، من خلال العناية بالتفاصيل والاهتمام بالسرد الواقعي الخشن خشونة الواقع نفسه، مع لمسات شعرية رائعة ومواقف إنسانية تهزك من الأعماق، من الكشف عن الأبعاد الدرامية الإنسانية العميقة التي تكمن تحت سطح الأشياء، وتكشف عن المعدن الحقيقي لشخوصه التي تبقى دائما في الذاكرة

ولوتش أيضا أستاذ في التعامل مع الممثلين، كونه ابن المسرح الإنكليزي العريق الذي عمل فيه طويلا بل وبدأ أيضا ممثلا. إن نظرات الممثلين إلى بعضهم البعض في أفلام كن لوتش وطريقتهم في التخاطب والتعامل مع من يحيطون بهم والتآلف مع المكان، لهي في حد ذاتها دليل على تلك القدرة العبقرية الفنية النادرة التي لا يصل إليها كثير من المخرجين سوى بعد سنوات طويلة من إجادة العمل مع الممثلين.

وبينما كان فيلم “أنا دانييل بليك” (2016) فيلما عن الفرد وكيف يجد نفسه مهددا بفقدان حياته نفسها بعد أن يتجاوز الستين من عمره في مجتمع يفترض أنه أحد مجتمعات الغرب الغنية التي تمتلك اقتصادا قويا، بعد زوال جميع المشاريع الاجتماعية وإزاحتها بعيدا لحساب الزحف النيوليبرالي المتوحش وتهميش الفرد بدرجة مرعبة، يمكن اعتبار فيلم لوتش الجديد “عفوا.. لم نجدك” Sorry, We Missed You الذي ينافس مجددا على “السعفة الذهبية”، فيلما عما تواجهه الأسرة البسيطة التي كانت من قبل تعيش حياة لا بأس بها (مستورة)- كما يقال، واليوم أصبحت واقعة تحت ضغوط عنيفة لا تهدد فقط تماسكها، بل وتكاد تقضي على وجودها ذاته.

وكما كانت الوسيلة الوحيدة للاستمرار في العمل وبالتالي البقاء على قيد الحياة أمام “لولو” بطل الفيلم الإيطالي البديع “الطبقة العاملة تذهب إلى الجنة” (1971) لإيليو بتري، تتمثل في الخضوع لآلية الإنتاج بالقطعة داخل المصنع الرأسمالي وعلى غرار شابلن في “العصر الحديث”، يبدو جهاز المسح الإلكتروني الذي يستخدمه ناقل الطرود البريدية لتأكيد استلام الأهالي للطرود المرسلة إليهم، الأداة الوحيدة التي تكفل له الحصول على ما يحصل عليه من فتات وبالتالي الاستمرار على قيد الحياة، أي كأي عامل مستلب رغم أنه نظريا، يمتلك السيارة ويعمل لحساب نفسه.

عبودية الآلة

بطل الفيلم “ريكي” فقد عمله السابق وأصبح مع زوجته “آبي” غارقا في الديون، ولكنه يعثر على ما يتصور أنه تحقيق للحلم الذي كان يحلم به طوال حياته. فهو يتعاقد مع شركة تبيعه سيارة نقل خفيفة (فان)، وتوهمه بأنه قد أصبح مالكا يعمل عند نفسه، ولكن نوع التعاقد يكشف عما يمكننا أن نطلق عليه “عقود الإذعان” أو العبودية. فهو يمنح ريكي حرية شكلية تماما في حين أنه في الحقيقة يكبله بالعشرات من القيود والأثقال. ينذره رئيسه في العمل “غافين” قبل أن يوقع على “الاتفاق” بأنه لن يعمل “لحسابهم” بل “معهم”، ولن يحصل على “راتب” بل على “أتعاب”، وأنه مسؤول عن تدبير أمور عمله، ففي حالة غيابه لأي سبب ما يتعين عليه توفير بديل له وإلا يفقد مبلغا محترما عن كل يوم. وعليه الالتزام بتوصيل الطرود في المواعيد المحددة وإلا فقد أيضا جزءا معتبرا من “الأتعاب”، وسوف تتراكم الخصومات والعقوبات عليه بالفعل كما نرى في الفيلم. ورغم أنه يجد نفسه مضطرا لمواصلة العمل 14 ساعة يوميا، إلا أنه بدلا من أن يتمكن من تسديد الديون تزداد عليه وطأة الديون.

أما زوجته آبي فهي تعمل بموجب تعاقد حر، كممرضة تشرف على رعاية المسنين الذين يعانون من فقدان الذاكرة والزهايمر، وقد اضطرت لبيع سيارتها لكي يدفع زوجها العربون الأساسي المطلوب لشراء الشاحنة الصغيرة، فأصبحت آبي بالتالي مضطرة لاستخدام وسائل النقل العام في الوصول لمرضاها الذين يمكن أن يستغيثوا بها في أوقات متأخرة من الليل لسبب أو لآخر، ولكن آبي لا تعمل فقط من أجل المال الذي تحصل عليه بمشقة، بل بدافع إنساني، فشعورها بالمريضات اللاتي ترعاهن شعور تضامن وحنو ورغبة حقيقية في الاستماع إليهن وتقديم المساعدة لهن، وكلما تبدى وجهها الإنساني الجميل المليء بالصدق والحب، كلما تمسك بها زبائنها.

المحصلة أن ريكي يعمل 14 ساعة يوميا دون توقف، وتعمل آبي 14 ساعة يوميا لمدة 6 أيام وليس لديها سوى يوم وحيد تقضيه مع ابنها المراهق سباستيان (15 سنة) وابنتها الرقيقة “ليزا جين” (11 سنة). ويواجه الابن الغاضب المتمرد الذي يشعر بتغير علاقته بوالديه اللذين لا يراهما كثيرا كما كان الأمر من قبل، مشكلات كثيرة في المدرسة ويصبح مهددا بالطرد، وهو يعبر عن غضبه من خلال رسوم الغرافيكس التي يرسمها على الجدران مع بعض زملائه، ولا يتورع حتى عن بيع معطفه الشتوي لشراء علب الطلاء.. بينما تعاني شقيقته من الشعور بالوحدة وتنعكس عليها المشكلات الذي تنجم عن توتر العلاقة بين ريكي وآبي بسبب الضغوط والمشكلات التي يواجهها ابنهما العنيد الذي يلقي اللوم دائما على والده بسبب انصرافه عن البيت.

تتداعى أحداث كثيرة، ويقع ريكي في مشكلات كثيرة سواء بسبب ما يواجهه ابنه في المدرسة أو مع الزبائن الذين يوصل إليهم الطرود، أو مع رئيسه في العمل (غافين)، ذلك المتجبر السادي الذي لا يرحم مهما كانت الظروف، فهو نفسه قد ارتضى بأن يصبح ترسا في آلة جهنمية، يبرر قسوته وفظاظته في التعامل مع السائقين ناقلي الطرود، بأن المساهمين في الشركة لن يرحموا أحدا، وأن الزبائن مهما بدا أنهم يتمتعون بالرقة والأدب، فهم يتحولون إلى وحوش ضارية إن لم تصلهم طرودهم في الوقت المحدد لذلك. فهذا في نهاية الأمر كل ما يهمهم، وبالتالي سيكون أول من يتلقى الضربة هو “غافين” نفسه كما يقول.

يتعرض ريكي لاعتداء اللصوص الذين يسرقون حمولته من أجهزة الهواتف المحمولة، ويكاد يفقد حياته، وهنا يظهر التضامن الأسري كما ينبغي ويعود الابن العاق إلى أبيه، ويقف إلى جواره، وتحاول الزوجة أن تفعل كل ما يمكنها لإنقاذ الأسرة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه.. إلا أن آلية الاندفاع الجهنمية في الدوران داخل دائرة العمل والخضوع لعبودية الآلة من أجل توفير القسط الذي يكفي لسد الرمق، تكون قد أفلتت من عقالها وأصبحت كالقدر العاتي الذي لم يعد منه فكاك.

إننا أمام أسرة تواجه وضعا اجتماعيا شديد التعقيد، ولكنها لا تيأس ولا تستسلم تماما بل تظل تكافح لكي تهزم قسوة الواقع

براعة السيناريو والإخراج

فيلم كن لوتش يعتمد على سيناريو بسيط ولكنه عميق، وشخصيات “عادية” قريبة منا، لكن تكمن في بساطتها وعاديتها، ومن القوة الدرامية التي تدفع الأحداث وتسيطر على المشاعر، وتجعل المشاهد في كل مكان، يتفهمها ويتعاطف معها فهي قريبة منا جميعا. وهو أيضا فيلم إدارة ممثلين، وبناء مشهد من مجموعة من اللقطات في الداخل والخارج، أي في الأماكن المختارة بعناية في مدينة نيوكاسل. ويجيد لوتش أيضا التحكم في الإيقاع الداخلي للمشهد بحيث لا توجد لقطة تستمر على الشاشة أكثر مما هو ضروري، ولا لقطة زائدة عن الحاجة، كما يعتبر من المخرجين المحنكين في إدارة الحوار المتدفق بما يتضمنه من شتائم وصراخ وتعبيرات غاضبة.

إننا أمام أسرة تواجه وضعا اجتماعيا شديد التعقيد، ولكنها لا تيأس ولا تستسلم تماما بل تظل تكافح لكي تهزم قسوة الواقع كما كان دانييل بليك يفعل، ولكنها كلما أقدمت على خطوة ما في سبيل الخروج من المأزق سرعان ما تجد نفسها في مأزق آخر أكثر تعقيدا.

عنوان الفيلم “عفوا، لم نجدك” هو إشارة إلى البطاقة التي يتركها حامل الطرود عندما لا يجد صاحب الطرد موجودا في مسكنه. ولكنه يحمل هنا دلالة ترتبط بذلك “التجاوز″ الاجتماعي والتهميش والاستبعاد، وكأن كن لوتش يقول لنا إن الدولة الرأسمالية الجديدة تخلت عن الفرد وعن الأسرة وأصبحت مكرسة فقط لخدمة “أصحاب المصالح” من أصحاب الاحتكارات. وهنا تصبح عبارة “عفوا.. لم نجدك” مرادفة لـ”عفوا.. أنت غير موجود أصلا”!

يبلغ أداء الممثلة “ديبي هونيوود” ذروة التعبير الدرامي في دور الزوجة “آبي” فهي رغم أنها ليس لها باع طويل في عالم التمثيل، إلا أنها تمكنت بفضل التدريبات المكثفة التي حصلت عليها، من إثبات قدرة خاصة على التعبير عن الشخصية التي تؤديها في بساطة تأسر القلوب، ولكن بعمق في فهم الشخصية التي تؤديها وكأنها تعيشها في الواقع. كما يتفوق أيضا كريس هتشين في دور “ريكي” في معاناته وتمزقه وروحه المرحة وقت اللزوم، وغضبه واعتذاره وشعوره بالذنب ولكن عدم القدرة على التوقف بعد أن أصبح التمتع بيوم واحد من الراحة نوعا من الترف.

هناك توازن مقصود في الفيلم بين الدورين وبين الشخصيتين وبين الممثل والممثلة، ورغم أن كريس يحتل المساحة الأكبر نسبيا من الفيلم إلا أن أداء هونيوود يبرز بصورة تذكرنها بأداء بريندا بريثين في “أسرار وأكاذيب” لمايك لي. وربما تفوز هونيوود بجائزة أفضل ممثلة، ولكن يجب أن ننتظر.

كاتب وناقد سينمائي مصري

 

العرب اللندنية في

21.05.2019

 
 
 
 
 

(ألم ومجد) تحفة ألمودوفار تنتظر السعفة الذهبية!

طارق الشناوي

البعض يراها سيرة ذاتية لبيدرو ألمودوفار، إلا أنها أخذت ومضة من الحياة اتكأ عليها، لتُصبح شباكًا يُطل به على دنيا جديدة لم يعشها بكل أبعادها، ربما كانت فقط قابعة فى اللاوعى.

المخرج الإسبانى بين الحين والآخر يفعل ذلك من خلال اقتناص لحظة من الماضى، إلا أنه لا يلتزم أبدا بالبقاء داخل السور الذى تفرضه عليه الحقائق، التى نسجت تفاصيل حكايتها وحبكتها، ولهذا كثيرا ما يحلق بعيدا، ليضيف أو يحذف، وهو قطعا لا يخجل أو يدارى شيئا، بل فقط يبحث عن الصدق الفنى، وفى إجابة موحية عندما سألوه عن فيلمه الأخير (ألم ومجد) المشارك داخل المسابقة الرسمية فى (كان)، قال: أحيانا تسكب حياتك فى قصة، ولكن عندما يبدأ الخيال تحصل على شىء آخر، والشريط السينمائى هو هذا الشىء الآخر.

الفيلم بطولة أنطونيو باندرياس وبينلوبى كروز، ويدور بين زمن الطفولة، حيث يروى المخرج علاقته مع أمه ومعاناة الطفولة، ثم ينتقل للزمن الحالى وما يعيشه من واقع ومشكلات تحول دون التعبير عن نفسه كمبدع، المثلية الجنسية والتعاطى والبوهيمية، مفردات رسمت معالم شخصيته، يقدمها لمجتمع لا يصدر معايير أخلاقية فى الحكم على الناس.

إنه يروى عن تجربته السينمائية وحياته الشخصية متلاعبا بالزمن والانتقال بين نحو نصف قرن صعودا وهبوطا، الشريط السينمائى، الذى أعاد الاطمئنان لعشاق (الفن السابع) بأن المهرجان الذى تجاوز نصف أيامه حتى كتابة هذه السطور، ولم يمنح عشاقه ما يستحقون من ترقب، ولكن الإسبانى الكبير سبعينى العمر فعلها، الكبار عندما يشاركون فى التسابق، يصبح أملهم مضاعفا، خاصة أنه سبق له التنافس أكثر من مرة ورشحه النقاد للسعفة ولم ينلها، بينما حمل الأوسكار، وقبل عامين فقط شغل موقع رئيس لجنة التحكيم فى (كان)، والجميع كان يترقب إعلانه للجوائز، هذه المرة هو الذى يترقب، مهما كان المخرج لديه تاريخ ونجاحات فإنه يرنو للجائزة مع 19 مخرجا كل منهم يحدوه نفس الأمل.

ألمودوفار كان من المفترض طبقا لما أرادته له العائلة أن يسلك الطريق الدينى، هكذا كانت خطة البداية عند إلحاقه بمدرسة دينية، ولكن نداهة السينما والتى تنادى دوما على مجاذبيها اختارته محققا نحو 20 فيلمًا فى مشواره، وكان قادرا دوما على التجدد، ليصبح تاريخيا ومع الزمن وتراكم النجاحات هو ثالث مخرج يضع إسبانيا على طريق العالمية، وأصبح اسمه هو المرادف لسينما الوطن، بل للوطن كله، فعلها قبله كل من لويس بانويل ثم كارلوس ساورا، وألمودوفار هو ثالثهما.

دائما ستلمح صخبًا فى الدراما والموسيقى وألوان الإضاءة والديكور، فهو يميل كأسلوب فنى إلى خطف عين وأذن المتفرج قبل أن يحقق الهدف الأهم وهو سرقة مشاعره.

يروى الشريط حكاية المخرج عندما يقع فريسة الإدمان بسبب الإحباط، فهو فى لحظة فارقة من عمره أصيب بمتاعب صحية حالت دون استمراره على الخريطة الفنية، بينما هم يريدون تكريم أحد أفلامه القديمة، الذى لم يكن راضيا عنه ولا عن أداء البطل، وهكذا تتدخل الدوائر الزمنية وفى السيناريو، تحضر دائما فى المقدمة الأم بينلوبى كروز وهى، كما يبدو دائما، الأكثر تأثيرا فى حياة المخرج على المستوى الواقعى، وهكذا جاء المشهد عبقريا فى اللقطة الأخيرة التى تحسم الجدل بين الشريط السينمائى والحياة، عندما تتراجع الكاميرا فى مشهد نرى فيه الأم تنام على الأرض بينما تترك مكانها على السرير لطفلها، ونكتشف عندما يتسع (الكادر) أن تلك هى لقطات داخل الفيلم الذى يجرى تصويره، بينما يؤدى باندرياس دور ألمودوفار فى تلك المرحلة العمرية، وهو قطعا من أكثر الأسماء التى حققت حضورا طاغيا فى السنوات الأخيرة عالميا، ولم يكن أبدا صورة من ألمودوفار فى الأداء، ولكنه وقف دراميا أمام شخصية تتحرك وفقا لقواعدها الصارمة.

الفيلم لا يتخلى أبدًا عن تلك النظرة الساخرة، البطل مثلًا يخضع لمشهد الأشعة المقطعية ودخوله فى الجهاز الذى يرسم تفاصيل الجسد، يقدم هذا المشهد أقرب لقطعة موسيقية صارخة فى لمحاتها.. مشهد آخر عندما يتصل به منظمو الحفل لحضور التكريم بينما هو بسبب فرط اللامبالاة وشم الهيروين يقرر الاعتذار، صوت المخرج وهو يتعاطى الجرعة عن طريق أنفه يستمع إليه الجمهور فى الصالة، وذلك عندما يقرر مذيع الحفل بعد استئذانه أن يستمع منه إلى كلمة يلقيها للحاضرين.

اللعب بالزمن الماضى والحاضر أحد مفردات ألمودوفار الدائمة فى السينما التى يمارسها ببراءة الأطفال وبكم من الدهشة تبدو دائما على الشاشة طازجة وحميمية، فهو لا يحكى فقط حكايته، بل سيجد المشاهد تفرج أيضا على الشاشة جزءا من حكايته، وإن اختلفت بعض التفاصيل!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

21.05.2019

 
 
 
 
 

"مهرجان كان" يغوص متواطئاً في يوميات أحمد وسامية المتناقضة

كان (جنوب فرنسا) – إبراهيم العريس

ما كان يمكن لشيء أن يجمع المراهق المسلم الذي يعيش في بلجيكا، بالصبية المغربية الآتية من الريف الى الدار البيضاء، غريبة بائسة حاملة جنيناً لن ترغب به. لكن معجزة السينما الصغيرة عرفت كيف تجمعها على شاشتين، قدمتا لنا كل واحد منهما في فيلمين مختلفين، أولهما للأخوين البلجيكيين المخضرمين المحملين بجوائز المهرجانات، جان – بيار ولوك داردين، والثاني هو أول روائيّ طويل للسينمائية المغربية مريم توزاني، التي عرفت بأفلام قصيرة وبتعاونها مع زوجها السينمائي المعروف نبيل عيوش في كتابة بعض أفلامه وإنتاجها.

نتحدث هنا، عن الفيلم البلجيكي "الفتى أحمد" – المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان – من ناحية، وعن "آدم" المغربي – المتباري في تظاهرة "نظرة ما" – من ناحية ثانية. وبالتالي، لم يجتمع أحمد وساميا في فيلم واحد، ولا في جغرافية واحدة. لكنهما كانا الشخصيتين الرئيسيتين في إثنين من أبرز ما عرض أمس، في سياق العروض "الكانية" فجمعتهما الصدفة في يوم واحد، ليرسما معاً صورة ما لمراهقين من أجدّ الأجيال العربية، ومن خلال ذلك، لبعض ما هو ماثل ويحدث لهذه الأجيال.

نبدأ مع فيلم الأخوين داردين، اللذين يحاولان أن يستعيدا فيه بريقاً سينمائياً بات مهدداً في الآونة الأخيرة؛ وذلك من خلال موضوع شائك وشديد الراهنية، على الأقل في أوروبا اليوم، ولا سيما في بلجيكا، التي تعاني ما تعانيه من إرهاب متطرفين إسلاميين، وتجنيد بعض الأئمة المتطرفين للفتيان، محوّلين إياهم قتلة باسم الدين. وأحمد، الذي نحن في صدده هنا، واحد من أولئك الفتيان، يقدّم إلينا منذ بداية الفيلم عبر كاميرا دينامية ذكية، تكاد تكون وثائقية، لترينا نموذجاً لأولئك الفتية المغرّر بهم على الضد من اندماجهم الحقيقي في مجتمع الغربة، وعدم انتمائهم أصلا الى عائلات متشددة، ما يطرح أسئلة عدديدة حول دوافعهم، وكيف وصلوا الى تنظيم "داعش" الإرهابي وأمثاله.

فيلم الإخوة داردبن، الذي ستكون لنا عودة إليه، وإذا كان تمكن من تذكيرنا بالسينما الحية والإجتماعية والنزيهة لهذين الأخوين البلجيكيين، أبقانا على أي حال على ظمأنا من ناحية سؤال الـ "لماذا"، وبرع في الإجابة على سؤال الـ "كيف"؟.

تماماً كحال عشرات الأعمال الفنية والأدبية السابقة التي تناولت الموضوع نفسه بدءا من فيلم "الأبواب المغلقة" للمصري عاطف حتاتة، ورواية "إرهابي" للكاتب الأميركي الراحل جون أبدايك، وهما عملان سبقا "الفتى أحمد" بما لا يقل عن عقدين حاملين ليس موضوعه وحسب، بل حبكته أيضا، وصولاً الى أعمال عدة أكثر حداثة منها: "ولدي" للتونسي محمد بن عطية، و"زهرة حلب" للتونسي أيضا رضا الباهي – اللافت في نصفه الأول على الأقل - يأتي الفيلم البلجيكي الجديد، ليسهب في تصوير كيف يصبح الإرهابي إرهابياً، لكنه يعجز في المقابل عن إخبارنا لماذا يصبح إرهابياً... ومن هنا، على رغم لغة سينمائية مدهشة وتمثيل جيّد للفتى الذي لعب دور أحمد الذي "يريد أن يستكمل دينه من خلال قتل معلمته المرتدّة لمجرد أنها لا توافقه آرائه وتطرفه وتريد إنقاذه منهما..."، لا يبدو الفيلم إستثنائياً أو يضيف إلى ما "نعرف" مسبقاً حول هذه القضية التي تشغل كثراً اليوم.

هذا بالنسبة الى أحمد، أما بالنسبة الى ساميا في فيلم "آدم"، والتي تكاد تكون في ظروف أخرى أخته أو رفيقته، فإنها مراهقة أخرى لكنها تصل الدار البيضاء من موطنها البعيد وهدفها وضع جنينها والتخلص منه قبل أن تعود الى قريتها وقد محت عارها الذي سببه لها حبيب غدر بها وتخلى عنها. في الدار البيضاء، وبعد جولة تسوّل، ترينا خلالها المخرجة عبر كاميرا تريد أن تكون وثائقية واتهامية للمجتمع في الوقت ذاته، نتفاً من حياة هذه المدينة. تصل ساميا متسولة إلى بيت عبلة (لبنى الزبال)، الأرملة التي تعيش من فرن صغير تملكه وتبيع الحلوى من نافذته، لتقيم أودها وأود طفلتها وردة.

في البداية، تطرد عبلة ساميا، فعندها من الهمّ ما يكفيها، وهي ستطردها مرة ثانية، لكنها في المرتين سوف تستعيدها لتنشأ بين ساميا من جهة وعبلة ووردة من جهة أخرى صداقة وتواطؤ مدهشين بعيداً من عالم الرجال... وتبقى العلاقة طيبة تتمكن فيها كل من المرأتين من زحزحة الهموم عن كاهل الأخرى. لا بل أن عبلة الحزينة المتحفظة دائماً، سوف تنقلب جذرياً تحت ضغط ساميا، المقتربة من وضع طفلها. لكن الذي يحدث، أن ساميا لن تريد الإحتفاظ بالطفل أو حتى تسميته أو مجرد النظر اليه أو إرضاعه! وهنا، وهذه المرة تحت ضغط عبلة، سينتهي الأمر بعد دقائق طويلة من استعراض كاميرا حنون وهادئة للطفل وتطور نظرة أمه إليه لتتقبله بالتدريج، ينتهي الأمر بالأمومة الى التغلب على رفض ساميا للطفل، لا سيما بعد أن تسميه آدم كناية عن اعتباره الرجل الأول في الكون، في إلغاء رمزي لكل الرجال الذين اضطهدوا ساميا في شخص حبيبها الهارب. وينتهي الأمر بساميا الى مبارحة بيت عبلة ونحن على يقين الآن، من دون أن يقول لنا الفيلم بوضوح، أنها قررت أن تمسك مصيرها وطفلها بيديها.

فيلم طيب وحنون "آدم" من دون أن يكون عملا سينمائيا كبيراً، يشكّل في نهاية المطاف ما يشبه التحية للأنثى العربية الجديدة، تلك التي لا تزال تعيش أصعب الظروف في مجتمعات لا تريد أن تتقدم، وبسبب ذكور لا يريدون تحمّل مسؤولياتهم مع إصرارهم على امتلاك كل شيء.

في لحظة من لحظات الفيلم، تقول ساميا لعبلة بكل مرارة حين تحدثها الأخيرة عن "طفلها": "إنه ليس طفلي. إنه ملك الآخرين... أنا وأنت لا نملك شيئاً على الإطلاق ولا حتى ذاتنا". لكن من الواضح في النهاية، أن ساميا قررت أن تبقي على طفلها، مستحوذة على الذكر الأول في التاريخ "الجديد" للبشرية!

 

الحياة اللندنية في

21.05.2019

 
 
 
 
 

اعرف ايه الحكاية.."مارادونا" اليوم بفعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي

كتبت: رانيا علوى

يعرض اليوم الاثنين فيلم " DIEGO MARADONA "  بفعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ72 و التي تستمر حتي 25 مايو الجاري في مدين كان الفرنسية، حيث يتم عرض الفليم في قاعة "   SALLE DU SOIXANTIÈME " .

و فيلم " DIEGO MARADONA " هو من إخراج أسيف كاباديا ، و مده عرضه 130 دقيقة ، هو فيلم وثائقي يركز علي عدد من المحطات المهمة في حياة لاعب كرة القدم الشهير دييجو أرماندو مارادونا الذي حقق شعبية مذهلة في فترة الثمانينات .

 

####

بفعاليات مهرجان كان.. ماذا قالت مريم توزانى عن حال السينما المغربية الآن؟

رانيا علوى

"آدم" هو أول فيلم روائى طويل للمخرجة المغربية مريم توزانى يعرض بفئة "Un Certain Regard"، وذلك ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الـ72 والتى تستمر حتى 25 مايو الجارى فى مدينة كان الفرنسية، وتدور أحداث فيلمها حول امرأتين مرتبطتين بالوحدة، وتبحثان دائما عن فكرة الفرار بحثا عن حياة أفضل.

وقد تحدثت مريم توزانى خلال الفعاليات عن السينما المغربية، فقالت مريم: "أعتقد أن السينما فى بلدى تسير بخطى جيدة، وهناك جيل جديد من المخرجين الذين لديهم رؤية خاصة وأفكارا متنوعة.

واستكملت مريم: "هناك مخرجون مميزون لديهم القدرة على تغيير المفاهيم، مثل نبيل عيوش، الذى لا يحاول أن يقدم أعمالا لإسعاد أو إرضاء البعض فقط، لكنه يعرض وجهة نظر مهمة فى كل عمل يقدمه.

 

####

اليوم.. عرض فيلم Once Upon a Time in Hollywood بمهرجان كان السينمائى

على الكشوطى

يُعرض اليوم الثلاثاء، ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى، فى دورته الـ 72 فيلم Once Upon a Time in Hollywood، والذى يضم مجموعة من نجوم الصف الأول فى السينما الأمريكية، على رأسهم براد بيت وليوناردو ديكابريو وآل باتشينو، ومارجوت روبى، لورينزا ايزو، وداكوتا فانينج، وكيرت روسيل، والفيلم من إخراج وتأليف كوينتين تارانتينو.

تدور أحداث الفيلم فى عام 1969، فى مدينة لوس أنجلوس، حول شخصيتين رئيسيتين هما: "ريك دالتون" ممثل تليفزيونى سابق لمسلسل ينتمى لنوعية "الويسترن" أو الغرب الأمريكى، ويجسده ليوناردو ديكابريو، و"كليف بوث"، الممثل البديل له الذى يؤدى المشاهد الخطرة بدلا منه، ويجسده براد بيت، يكافح الاثنان من أجل تحقيق الشهرة فى هوليوود، بالتزامن مع بدء نشاط القاتل الشهير تشارلز مانسون.

الفيلم يركز على سلسلة جرائم القتل التى ارتكبتها عائلة "مانسون" فى فترة الستينيات من القرن الماضى، وراح ضحيتها عدد من الأشخاص منهم الممثلة الأمريكية شارون تايت التى تم طعنها نحو 16 طعنة وكانت وقتها حامل فى شهرها الثامن.

 

####

تعرف علي أبرز الحضور اليوم بفعاليات مهرجان كان السينمائي الـ72

كتبت / رانيا علوى

يحضر اليوم الثلاثاء فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ 72 والمقام في مدينة كان الفرنسية عدد كبير من نجوم العالم الذين سيسيروا اليوم علي السجادة الحمراء ، و يأتي في المقدمة النجم العالمي ليوناردو دي كابريو ، و المخرج الشهير كوانتين ترانتينو ، كذلك براد بيت و داكوتا فانينج و مارجوت روبي .

كما تضم قائمة النجوم الحضور اليوم بالفعاليات كل من اليس ديوب و سوندرين ماركس و ادوارد واتس و ميلينا ليون و جولي جايت و ايلودي بوشيه و وتلر سالز و ميشال رودريجيز ، و غيرهم .

 

####

بعرض La belle époque.. إيشوريا راى مذهلة على السجادة الحمراء بـ«كان»

رانيا علوى

أذهلت نجمة بوليوود الشهير إيشوريا راى العالم أمس خلال حضورها عرض " La belle époque " ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الـ72، والمقامة فى مدينة كان الفرنسية، حيث ظهرت النجمة الشهيرة البالغة من العمر 45 عاما بفستان ذو تصميم أسطورى باللون الأبيض، وخطف كل أنظار عشاق الموضة والمعنيين بها من شتى أنحاء العالم.

اختارت إيشوريا راى فستانها من مجموعة تصميمات دار أزياء "Ashi Studio"، أما حذاؤها فقد اختارها "Sam Edelman".

 

####

مهرجان القاهرة السينمائى يفتح باب تقديم مشروعات الأفلام لملتقى القاهرة السينمائى

على الكشوطى

 أعلنت إدارة الدورة الـ41 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى والذى يقام فى الفترة من من 20 إلى 29 نوفمبر عن فتح باب تقديم مشروعات الأفلام للنسخة السادسة من ملتقى القاهرة السينمائى التى تقام ضمن أيام القاهرة لصناعة السينما فى نسختها الثانية، وسوف يستمر باب التقديم مفتوحاً حتى 1 أغسطس المقبل.

النسخة السادسة من ملتقى القاهرة السينمائى سوف تجمع المنتجين الدوليين مع الممولين والموزعين وممثلى مؤسسات التمويل والمبيعات والقنوات التليفزيونية لإقامة تعاون دولى وشراكات مع سينمائيين من أنحاء العالم العربى، وتختار لجنة مكونة من خبراء فى صناعة السينما مشروعات الأفلام التى تتلقى الجوائز المادية أو ما يماثلها من خدمات والمقدمة من شركاء ملتقى القاهرة السينمائى.

ويشترط ملتقى القاهرة السينمائى أن يكون مخرج مشروع الفيلم المشارك عربيا أو من أصول عربية، وأن يكون الفيلم روائيا أو وثائقيا طويلا فى مرحلة التطوير أو ما بعد الإنتاج، وأن يكون مخرج المشروع قد سبق له العمل على فيلم واحد على الأقل، سواء كان طويلاً أو قصيراً.

مهرجان القاهرة السينمائى الدولى هو أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا والأكثر انتظاماً، حيث ينفرد بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة العربية والأفريقية المسجل فى الاتحاد الدولى للمنتجين فى باريس (FIAPF) مع 14 مهرجانا آخر ينظم مسابقات دولية.

 

####

6 دقائق تصفيق للمخرج تارانتينو بعد عرض Once Upon a Time In Hollywood

آسر أحمد

يبدو أن الفيلم الجديد للمخرج كوينتين تارانتينو "Once Upon a Time In Hollywood" سينجح فى تحطيم الأرقام القياسية فى شباك التذاكر الأسبوع المقبل، بعد التصفيق الذى حصل عليه بعد العرض الأول للفيلم فى مهرجان كان السينمائى فى دورته الـ 72 منذ قليل.

وحصل تارانتينو على تصفيق حار من المشاهدين والحاضرين لمشاهدة العرض الأول وصل لـ 6 دقائق كاملة، مما يجعله رقم 1 فى الحصول على أكبر عدد دقائق فى التصفيق ليحطم الرقم القياسى، وهو 5 دقائق.

وتدور أحداث الفيلم فى عام 1969 فى مدينة لوس أنجلوس، حول شخصيتين رئيسيتين هما "ريك دالتون" ممثل تليفزيونى سابق لمسلسل ينتمى لنوعية "الويسترن" أو الغرب الأمريكى، ويجسده ليوناردو ديكابريو، و"كليف بوث"، الممثل البديل له الذى يؤدى المشاهد الخطرة بدلا منه، ويجسده براد بيت، يكافح الاثنان من أجل تحقيق الشهرة فى هوليوود، بالتزامن مع بدء نشاط القاتل الشهير تشارلز مانسون.

الفيلم يركز على سلسة جرائم القتل التى ارتكبتها عائلة "مانسون" فى فترة الستينيات من القرن الماضى، وراح ضحيتها عدد من الأشخاص منهم الممثلة الأمريكية شارون تايت التى تم طعنها نحو 16 طعنة وكانت وقتها حامل فى شهرها الثامن، ويشارك فى بطولته براد بيت وليوناردو دى كابريو وآل باتشينو، ومارجوت روبى، لورينزا ايزو، وداكوتا فانينج، وكيرت روسيل، والفيلم من إخراج وتأليف كوينتين تارانتينو.

 

عين المشاهير المصرية في

21.05.2019

 
 
 
 
 

نجمة هوليوود يغمى عليها في مهرجان كان لهذا السبب

تحرير:حليمة الشرباصي

تستمر معاناة نجمات هوليوود مع الموضة، وهذه المرة كانت الممثلة الأمريكية إيل فانينج محل اهتمام كل وسائل الإعلام بعد إغمائها في مهرجان كان السينمائي 2019، لضيق فستانها، حيث تسبب في إصابتها بضيق تنفس، خلال مشاركتها في فعاليات المهرجان، كجزء من عملها ضمن لجنة تحكيم كان السينمائي، الذي يرأسه المخرج المكسيكي أليخاندرو جونزاليس. وشاركت "فانينج" موقفها المحرج عبر صفحتها الشخصية على موقع إنستجرام معلقةً: "من جديد ندفع ثمن أناقتنا، لا تقلقوا أنا بخير، فقط أغمى علي بسبب الفستان"، بحسب موقع Metro البريطاني.

كانت وسائل الإعلام قد اهتمت بإغماء "فانينج" الأخير، إلا أن الممثلة الأمريكية طمأنتهم، وتحدثت عن فيلمها القادم Maleficent 2 الذي يأتي في أعقاب نجاح الجزء الأول الذي عملت فيه مع أنجلينا جولي، وقامت فيه بدور الأميرة "أوروا" التي وضعت عليها الساحرة الشريرة "مليفيسنت" لعنة.

وعبرت الممثلة عن سعادتها للقيام بدور جديد، خاصة أنها ستتمكن من الغناء في الجزء الجديد، وهي تحب الغناء كثيرًا، ومن المتوقع أن تعود أنجلينا جولي لمشاركتها البطولة في هذا الفيلم أيضًا، على أن تحل الممثلة ميشيل فايفر ضيفة جديدة على طاقم العمل.

يذكر أن إعلان الفيلم الجديد صدر منذ أيام، ولاقى اهتماما كبيرا من الجمهور، الذي ما زال متشوقًا لمعرفة كيف تنتهي قصة الجزء الأول. بنرشحلك (سيلينا جوميز وديبيكا تخطفان الأنظار بمهرجان كان).

 

التحرير المصرية في

21.05.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004