كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

السينما سلاح «كان السينمائى» فى مواجهة لا إنسانية الظلاميين

خالد محمود:

كان السينمائي الدولي

الدورة الثانية والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

البؤساء» يعيد نبوءة «هوجو» بأن الصدام المجتمعى ما زال مستمرا.. ومشهد إبداعى يحذر الجميع ويضع الفيلم فى منافسة حقيقية للفوز بالسعفة الذهبية

* فيلم «يبتلع كابول» يبرز فعلا إنسانيا خطيرا فى وقت قاتم لرواية «ياسمينة خضرا» الرائعة

لا يزال العنوان الكبير لرواية فيكتور هوجو «البؤساء» مصدر إلهام كبيرا لصناع السينما، بما تحمله من معنى ومن دراما حياتية تستمر فصولها على مر الزمان، وصراع لم تهدئه متغيرات عصر وسياسات، وقد شهد مهرجان كان السينمائى الدولى عرض فيلم فرنسى جديد بعنوان «البؤساء» ينافس على السعفة الذهبية للمخرج لادج لى، والذى أبهر الجمهور بلغة إبداعية كبيرة توحى برهان تيرى فريمو مدير المهرجان على خروج دورة استثنائية فى عروض الدورة ال72، فالفيلم يصور بواقعية كبيرة قصته التى تبدأ أحداثها من أحداث الشغب العنيفة التى شهدتها باريس لمدة ثلاثة أسابيع عام 2005، وحملات عنيفة بين الشرطة وفئات من المجتمع وشارك بها أطفال

فى بداية الفيلم يرصد المخرج فى كادر على اتساعه مشاعر وحدة وطنية للقطة منتصف يوليو 2018، وقد خرج كل شخص حى فى باريس تقريبا إلى الشوارع للاحتفال ببطولة كأس العالم فى فرنسا تم تركز الكاميرا على صبى مسلم يدعى عيسى، وقد تلون بألوان علم فرنسا ويسير مع الجميع نحو قوس النصر فى مشهد يحل مؤقتا جميع أنواع الانقسامات الاجتماعية والاقتصادية على طول الطريق. إنه مشهد جميل، لكن عيسى يفطن بما يكفى ليعرف أن كل هذا الفرح سوف يصل إلى العداء عندما تشرق الشمس فى صباح اليوم التالى.

ويطوف المحرض على بعض نماذج المجتمع، وخاصة التى تنتمى إلى جذور إفريقية بملامحها المجهدة فى صراعها من أجل البقاء والحياة، وأطفال يعبثون بالشارع، بينما نرى انضمام، الشرطى 
«
داميان بونارد» إلى فرقة شرطة مكافحة الجريمة فى منطقة مونتفيرميل بباريس، مع زميليه، كريس «اليكسيز مونينتى» وجوادا «جبريل جوندو» لتستكشف عبر مشاهد متتالية التوترات الموجودة بين تلك الشرطة والسكان المسلمين الفقراء الذين يواجهون متاعب كثيرة، وتتطور الخلافات والصراع إلى لحظات أكثر عنفا، من الصغار الذى يحمون كل شىء، حتى فى مواجهة الاشرار، لم يعدوا يسمعون لأحد وقد وضع المخرج وحشية الشرطة فى مواجهة عنف فئة مدنية، ويقف الطرفان فى مواجهة صادمة، كل منهما على أهبة الاستعداد للقضاء على الآخر، ولكن عبقرية الفيلم فى أنه وقف عند ذلك المشهد، فى صورة مدهشة ومبهرة، حتى لا تعرف ماذا يمكن أن يحدث، وأن الصراع ما زال مستمرا، والواقع أنها من أجمل اللحظات سحرا على شاشة السينما، وأكثرها عمقا وفكرا، فهى تعكس الالم والمعاناة والحلم الغاضب لمجتمع بمحاولاتها الطموحة لإثارة مخاوف العنف والرعب على جانبى الحياة البشر والقانون أو فى معركة السلاح والوصايا
.

الحوار فى لحظات المواجهة كان واعيا وذا دلالات، ولا يتظاهر بأنه صورة فريدة من أشكال الظلم الاجتماعى، فرجل الشرطة العصبى يصرخ دائما «إنه أنا القانون»، بينما أفراد المجتمع العشوائى يتحاورون بلغتهم التى تحمل المخاطرة والعناد، بنظرات موحية ومشية مشوهة، وان قانونهم صامد أمام قانون الشرطة الذى بات لا حول له ولا قوة، سيناريو الفيلم الذى قدمه ادج لى وشارك فى كتابته جيوردانو جيدرلينى وأليكسيس ماننتيا ربما أراد أن يلفت نظرنا عن نية الجيل الجديد، باستعادة رمزية نص وطنى ملحمى، ليعكس الواقع الأكثر تنوعا فى فرنسا المعاصرة، وعبرت المشاهد عن خلاصة فكرة هوجو «لا توجد نباتات سيئة أو رجال سيئون، لا يوجد سوى مزارعين سيئين »، حيث تأثر المراهقون بما يحدث من توترات، بينما نرى طفلا يصور بكاميرته الطائرة العنف بين أفراد الشرطة الذين يرتدون ملابس مدنية والصغار، لحظة إطلاق نار، ليتحول الصراع كيف تأتى الشرطة بشريط التصوير خوفا من انتشاره.

صور المخرج شخصياته المختار ة بإحساس قوى وحميم وصادق وهو ما يمنحها بريقا خاصا، ربما ستمنح العمل مؤشرات كبرى للمنافسة على السعفة الذهبية

الاداء التمثيلى لضباط الشرطة الثلاثة الذين ينتمون لثقافات فكرية وجغرافية مختلفة كان رائعا، وكذلك الاطفال فى اشتباكاتهم، وهم يؤدون بإصرار ووعى.

«كشف طالبان» بـ«نظرة ما» 

تبقى السينما هى السلاح الاهم للوقوف على لا إنسانية الافكار الظلامية والظلاميين، تكشف زيفهم وخداعهم، وسطوتهم تحت رداء الدين، وقد عرض مهرجان كان فى «قسم نظرة ما» فيلما مهما بعنوان «ويبتلع كابول» للمخرجتين زابو بيريتمان ايليا جوبى ميفيليك التى عملت كمصممة فى Lastman ورسامة فى فيلم النبى، حيث تغوصان فى كابول طالبان التى تقهر حياة الجميع ويحققان عبر عملهما بالرسوم المتحركة ثنائية الابعاد بألوانها المدهشة رؤية جميلة لرواية ياسمينة خضرا وتكييف خيالها الأدبى الأنيق عن الحياة الخاضعة لسيطرة طالبان فى العاصمة الأفغانية.

العمل تدور احداثه فى كابول، عاصمة أفغانستان، فى أواخر التسعينيات، حيث أغرق عهد طالبان المجتمع المحلى فى ظل الظلامية، تحت الحكم الصارم للشريعة والمتعصبين المسلحين. تم تدمير الجامعة، والموسيقى محظورة، وتجرى أعمال الرجم فى منتصف الشارع لسيدات والإعدام العلنى للرجال فى ملعب لمباريات كرة القدم المفتوحة فى الاستاد الوطنى والحضور يشاهدون المشهد إجباريا فى المدرجات، ونشاهد كيف استولى الخوف على وعى المواطنين وحياتهم اليومية، ولكل النساء اللواتى أجبرن على مرافقتهن للسير فى شوارع المدينة وإدانتهن بالبقاء مختبئات تحت الحجاب والبرقع التقليدى على مستوى العين، تلك الحياة كانت مرادفة للعدم، وقد اتخذت هيمنة الذكور أبعادا ساحقة باسم الدين (وباسم السيطرة الجماعية) . إنها فى قلب هذه الفترة المظلمة للغاية، اختارت ياسمينة خضرا أن تغمر نفسها فى روايتها الرائعة الأكثر مبيعا The Swallows of Kabul (نشرت فى عام 2002) عن الحياة الخاضعة لسيطرة طالبان فى العاصمة الأفغانية، وأبرزالعمل فعلا إنسانيا خطيرا فى وقت قاتم وعنيف من خلال قصص اثنين من الأزواج اللذين يتشابك مصيرهما من خلال الموت والسجن والتضحيات الذاتية الرائعة، فنحن امام ثنائيين مختلفين. الجانب المحافظ ــ عتيق وزوجته مسرات متزوجان منذ 20 عاما ومحافظان على تقاليد الحياة الأفغانية، يعمل عتيق كحارس فى سجن للنساء بينما مسرات مريضة وتحاول جاهدة بأن تبقى قوية حتى النهاية. الجانب الحديث ــ (الشباب والحب) زوناريا ومحسن يقفان ضد كل التقاليد الموجودة فى ظل حكم طالبان، فقد الاثنان وظائفهما كمحامية ومعلم فى الجامعة ويعانيان من صعوبة فى تلبية حاجياتهما اضطرتهما إلى بيع ممتلكاتهما من أجل لقمة العيش، إلا أنهما عازمان على الحفاظ على قيمهما الحديثة. ذات يوم.. رجم، إهانة، ثم قتال… تأخذ الحياة منعطفا بسبب غلطة محسن لتتاشبك فيه حياة هؤلاء الأزواج المتعارضة تماما، وهو السرد الدى يوفر الحبكة الأساسية للفيلم، وإن كان تكثيفه فى 81 دقيقة غير كاف للسياق الدرامى للشخصيات وأحداثها المفعمة، وان كان قد نجح فى طرح سياقه بشكل كبير وشاعرى.

وأجمل ما فى الفيلم، هو التمسك بالامل ومحاولة التصدى لارهاب تلك الجماعة التى تحاول السيطرة حتى على أحلام الناس، حيث نجد الزوجة العاشقة لزوجها تلقى فى السجن بعد موت زوجها، وتقوم زوجة الحارث التى تقطن بزنزانة مجاورة بارتداء ملابسها بدلا منها عندما تعرف بأن طالبان يريد قتلها، ويتم بالفعل قتل زوجة الحارس العجوز، وتنقذ الاخرى، وتصبح التضحية هى الثمن الذى يتم دفعه من أجل الحب، وعندما يكتشف الامر، يقوم الحارس فى مشهد انسانى رائع بتهريب الشابة ودموع التحدى تملأ عينيه، وتذهب الشابة إلى عالم التاريخ والفن الذى كان زوجها ينوى الرحيل إليه، ويفتح العالم بابه لها، وينتهى الفيلم وسط تصفيق طويل من المشاهدين منتزعا أهات الإعجاب.

قيمة الفيلم تكمن فى إرادة تحدى الموت على يدى الظلاميين، وفى تلك الروح والاصرار على البقاء، وكانت الرسوم المتحركة نابضة بحياة شخوصها وكأنها من لحم ودم.

 

####

«المودوفار» يراهن على سعفة مهرجان كان بحكايات «المجد والألم» فى حياته

مهرجان كان ــ خالد محمود:

·        بانديراس يجسد حالة المخرج بصدق مثير للإعجاب.. وبينلوبى كروز متوهجة بتلقائيتها فى رحلة بين الماضى والحاضر

قليل هم المخرجون المدهشون الذين لا يتخلون عن ذواتهم لحظة والانحياز لها فى كل فيلم يقدمونه، حتى ولو بمشهد كاشف لعشق السينما بجنونها وخطاياها وحياتها المليئة بالمغامرة.

ومن هؤلاء المخرجين بيدرو المودوفار، الذى يعشقه جمهور مهرجان كان وانا واحد منهم، أشاهده بشغف وهو يحرك أفكارنا تجاه الماضى، هل ما اتخذناه حقا فى الحياة طريق الصواب أم الخطأ، أو فى منطقة وسطى بينهما، فى فيلمه الجديد الذى ينافس على السعفة الذهبية «المجد والألم» يقدم المؤلف والمخرج الإسبانى المودوفار ملخصا ناعما لطفولته ولحياته فى إسبانيا وأسلوبه كسيرة ذاتية للماضى الشخصى والسينمائى دون الإخلال بمضمون فيلمه الدرامى، وكأنه يحيى نفسه والسينما برسالة حب وإعجاب رائعة.

المخرج الذى يقترب من السبعين يروى قصة حبه لأمه التى تجسدها فى الفيلم بينلوبى كروز، من خلال علاقتها بابنها «سلفادور مالو» الذى هو المخرج نفسه، وحرصها على تعليمه، والذى يجسده فى مرحلة لاحقة انطونيو بانديراس.

حيث يجتمع الألم والمجد فى العديد من فترات مختلفة من مهنة مميزة فى الغالب، الذى عمل لأول مرة مع المودوفار منذ عام 1982 فى متاهة العاطفة عام 1982، يبلغ هنا من العمر 60 عاما، وهو كاتب مسرحى يكافح إبداعا رغم اعتلال صحته لنرى سرد حكايته التى تشير إلى كيفية تدفق الماضى والحاضر والحقيقة والخيال إلى بعضنا البعض، نرى سلفادور فى مشهد رائع يجلس تحت الماء فى حوض السباحة معزولا عن العالم، صورة مبكرة مناسبة لكيف يعيش داخل أحلامه المحتومة، وبالطبع كان لتدخينه الهيروين تأثير كبير على مجرى حياته المفعمة بالألم والأمل، وفى إحدى الليالى عند اكتشاف نص كتبه سلفادور عن ماضيه، يصر صديقه ألبرتو على تأديته كمونولوج فى مسرح صغير فى مدريد. وهكذا فإن الرجلين قادران على إحياء نبضاتهما الإبداعية الفاشلة فيما بينهما. ويظهر الأرجنتينى فيديريكو (ليوناردو سباريليا)، الذى كان على علاقة مع سلفادور قبل سنوات عديدة للمساعدة فى تقديم حكاية الألم والمجد المشهد الأكثر روعة، وفيه تنجرف أفكار سلفادور بانتظام نحو الماضى، ويبدو أن جميع ذكريات سلفادور تأتى من خلال أفلام المودوفار

فى الفيلم الذى اتسم بأسلوب لامع بالتحولات بين الماضى والحاضر، تتفق رؤية المودوفار للعالم تماما مع وجهة نظره العملية وتبقى مساحة صغيرة للكشف الطازج أو الجرىء وهى الصفات التى تحدد عمليا الأفلام التى صنعت سمعته، على سبيل المثال عندما تتحول أصابع عازف البيانو فى المطعم إلى أصابع كاهن يعزف على البيانو بأصابع مهددة، ومشاهد تسلسل رقمى طويل حول المعاناة البدنية لسلفادور من الربو وطنين الأذن والصداع والعديد من الصور الأخرى كالمسح بالسينية، كما لو كان هذا فيلما عن تشريح آلام الإنسان وأساطير أجسادنا، على الرغم من جمال تصويرها. فى الواقع إن مشاهدة الفيلم الذى يدور حول الألم أكثر من المجد يبدو كحياتنا.

فى مشهد آخر هزلى، نرى سلفادور وصديقه البرتو لم يذهبا إلى حفل تكريم، ويقوم مقدم الحفل بالاتصال بسلفادور ليتحدث بالتليفون للجمهور الذى ينتظره، ويتطرق الحديث عبر الهاتف إلى مناقشة بين البرتو وسلفادور حول قضاياهما الشخصية ليسمعها الجميع، هذه طريقة ذكية للمودوفار لمعالجة موضوع حياته الخاصة التى يتم بشكل مستمرتداولها من قبل وسائل الإعلام

يتطلب «الألم والمجد» بصريا العديد من المشاهدات، لأن اهتمامه بالتفاصيل رائع للغاية، والتى هى عبارة عن فوضى جميلة، مشاهد الطفولة، التى تتميز بالسماء الزرقاء، والأوراق البيضاء النقية التى ترفرف على خطوط الغسيل، هى الأشياء الجميلة التى تنطلق من الخيال الحنينى، بحيث لا يشعر المشاهدون كثيرا من فقر ما بعد الحرب الأهلية الإسبانية حيث تتألف الأشكال الهندسية المرئية لكل مشهد بعناية فائقة.

الاداء مع بينلوبى كروز كان متوهجا فى تلقائيته رغم مشاهدها القليلة، وكاريزما انطونيو بانديراس وصدقه المثير للإعجاب، وحضور اكسير إيتكسينديا، سيسيليا روث، وجود أنثوى وثانوى مثير للغاية لجولييتا سيرانو، ونورا نافاس، ويبدو أن الجميع استمتع بالعمل مع المودوفار فى طرح مشاعرهم، فطاقة ألبرتو وحماسه من أجل الحياة وحزن فيدريكو الملموس على حد سواء يقفان فى تناقض صارخ مع ذاتية وفن سلفادور الذى يواجهه بانديراس، فى أداء رزين، وقد شاهدناه كممثل داخل العمل يرتدى ملابس المودوفار الخاصة، ويتم تصفيف شعره ليبدو قريبا من المخرج المتألق بخياله الذاتى كما أن هؤلاء جميعا كانوا أبطالا فى أعمال مودوفار السابقة، أكسيير إكسيانديا (العروس)، بينيلوبى كروز (الجميع يعلمون)، ليوناردو سباريليا (الكشف)، نورا نافاس (أثناء العاصفة)، سيسيليا روث (الملاك)، جوليان لوبيز (خسارة الشرق)، رائول أريفالو (مائة عام من المغفرة)، إيفا مارتين (البحر البلاستيكى)، سوسى سانشيز (مرض الأحد)، جوليتا سيرانو (التحذير)، بينما بانديراس أحد أهم الممثلين فى فيلموغرافيا المودوفار(متاهة من العواطف، ماتادور، قانون الرغبة، نساء على وشك الانهيار العصبى، تعادلنى!، الجلد الذى أعيشه).

 

الشروق المصرية في

20.05.2019

 
 
 
 
 

أفلام "كانّ 2019": شقاء مدنٍ وأناسٍ

كانّ ــ محمد هاشم عبد السلام

تتواصل عروض المسابقة الرسمية للدورة الـ72 (14-25 مايو/أيار 2019) لمهرجان "كانّ" السينمائي الدولي، لكن من دون عرض أفلام كوينتن تارانتينو وتيرنس ماليك وإيليا سليمان والأخوين داردن وعبد اللطيف كشيش وكزافيه دولان وماركو بيلّوكيو. مع ذلك، طغت حرارة الأفلام المعروضة، لغاية الآن، على برودة الأجواء الماطرة في المدينة الجنوبية الفرنسية هذا العام. 

افتُتحت المسابقة الرسمية بـ"الموتى لا يموتون" للأميركي جيم جارموش. هناك "البؤساء"، أول روائي طويل للفرنسي لادج لي. فقط العنوان يُحيل إلى رواية "البؤساء" للأديب الفرنسي فيكتور هوغو، بينما أحداثه تدور في فرنسا المعاصرة، بتناولها مشاكل المهاجرين الأفارقة في غيتواتهم المغلقة، ذات النمط الانعزالي والقوانين الخاصة، وهي شبه منفصلة عن الدولة الفرنسية. 

لا يسلّط الفيلمُ الضوءَ على قضية الهجرة المعاصرة إلى أوروبا، تحديدًا، وإن يهدف أساسًا إلى تبيان تبعات الهجرات، وسط سياق التطرّف الديني والاجتماعي الغارق فيه أفرادها، بالتعمّق في رصد كيفية عيش الأفارقة المسلمين. كما يعاين علاقةً شديدة الالتباس، وشائكة جدًا، بين طريقة تعامل الدولة الفرنسية، ممثّلة برجال الشرطة، وأفراد تلك المجتمعات. علاقة يشوبها فساد وعنصرية وتواطؤ وعنف متبادل، وطبعًا خروج على القانون، في ظلّ قانون خاص غير مكتوب، يحرص الطرفان على عدم اختراقه. لا يُدين لادج لي أفراد تلك المجتمعات، إنْ من ناحية التطرّف الديني أو الانعزال أو اللجوء إلى العنف، قدر ما يُبيّن أنّ الأمر متبادل بينهم وبين رجال الشرطة، وأنّ هناك طريقة خاطئة جدًا لمُعالجة الأمور، تؤدّي حتمًا إلى ما لا تُحمَد عواقبه. 

لـ"البؤساء" أهمية كبيرة، بالإضافة إلى عمقٍ وفنيّةٍ. كما أنه رسالة تحذير. 

إلى ذلك، يُعتَبَر "بوكاراو" للبرازيليين كليبير ميندونزا فيلو وجوليانو دورنيليس من الأفلام المميزة فنيًا. فيه، تعود الشابّة تيريزا (باربرا كولين)، دارسة الإخراج السينمائي، إلى بلدتها المعزولة "بوكاراو"، لوداع جدّتها المتوفّاة مؤخرًا. تبدأ بتلمّس أحوال هذا المجتمع المنغلق، قليل السكان، الذي يعاني ندرة مياه، بعد أن تركته فترة طويلة. لا يحدث الكثير في البلدة الهادئة، باستثناء الانتخابات، ورغبة أحد المرشحين في الحصول على أصوات أهل البلدة، مُقدِّمًا لهم وعودًا زائفة بتحسين مستويات المعيشة، وقبل كلّ شيء حلّ مشكلة المياه. 

تدريجيًا، تتعقّد الأمور إلى درجة دموية، إذْ يستشعر السكان أمورًا غريبة تحدث حولهم، إذْ تقع جرائم قتل مجانيّ لبعض السكان، من دون معرفة الفاعل. هناك أفراد ينتمون إلى جنسيات متعدّدة، لا شهوة لهم إلاّ قنص الناس، للاستمتاع بأعمالِ قتلٍ مجانية، وإطلاق الرصاص، ما يعكس سلوكًا غريبًا وغير مُبرَّر. لاحقًا، يتبيّن أن هدف المجموعة الدموية تلك اصطياد أهل البلدة، وتصفيتهم تدريجيًا، على نحو غامض. 

اشتهرت "بوكاراو" بكفاحها الثوري في تاريخ البرازيل، الذي يفتخر سكاّنها به. لكن جرائم القتل تدفعهم، بعد ازدياد وتيرتها، إلى الاستنفار والدفاع عن أنفسهم، ضد حفنة موتورين، يجهلونهم ولا يعرفون دوافعهم. وسط سياق دموي هائل، وقتلى ذوي أعمار وأجناس مختلفة، وطلقات رصاص لا تهدأ، تنجح البلدة أخيرًا في التصدّي لهم وردعهم، وتبيان السرّ الكامن وراء تلك الأحداث، ومسبّباتها. 

في محاولة اقتناص "سعفة ذهبية" ثالثة تضاف إلى رصيده، بعد حصوله على اثنتين سابقتين عن "الريح التي تهزّ الشعير" (2006) و"أنا دانيال بليك" (2016)، يشترك البريطاني كِنْ لوتش، للمرّة 14، في المسابقة الرسمية، بـ"عذرًا، لم نجدك"، الذي يعود به إلى أفلامه الاجتماعية السابقة، وطريقته الأثيرة في المعالجة، حيث الالتزام بقضايا الإنسان، في ظلّ ما يعانيه أفراد المجتمع البريطاني وطبقاته الوسطى من انسحاقٍ غير آدميّ، في سياق رأسماليّ لا يرحم. 

لكن لوتش خيّب آمال من اعتبروا أن جديده سيكون مُكرّرًا ومملاً، وسيخلو من كلّ فنيّة وتشويق، إذ لم يعد لديه، بالنسبة إليهم، ما يقوله أو يضيفه، فنيًا وفكريًا. فـ"عذرًا، لم نجدك" خالف التوقّعات كلّها، وأثبت مخرجه أنه لا يزال قادرًا على الضرب الموجع حدّ الإيلام، وتوجيه صفعات لا تُنسى، والتحذير من إهدارٍ لا يرحم لكرامة الإنسان. هذا كلّه برغبة في توفير أدنى متطلّبات العيش الكريم، في إحدى الدول الكبرى، التي لها أقدم وأرسخ وأقوى الاقتصادات في العالم. 

في هذه الدراما الاجتماعية (سيناريو بول لافيرتي) يحاول ريكي تورنر (كريس هيتشِن) وزوجته آبي (ديبي هانيوود) تربية ابنيهما سيباستيان (ريس ستون) وليزا (كاتي بروكتور)، رغم صعابٍ مادية يواجهانها يوميًا، ويعجزان عن التغلّب عليها. 

من بين الحالمين، منذ أعوام بعيدة، بنيل أول "سعفة ذهبية"، يُقدِّم الإسباني بدرو ألمودوفار جديده، "ألم ومجد". فهو لم يحصل من مهرجان "كانّ" إلا على جائزة الإخراج عن "كلّ شيء عن أمّي" (1999)، وجائزتي السيناريو والتمثيل النسائي (الممثلات جميعهنّ) عن "فولفير" (2006). 

يسرد "ألم ومجد" (سيناريو ألمودوفار)، الذي يُعتبر السيرة الذاتية للمخرج، قصّة حياة المخرج السينمائي سلفادور مايو (أنتونيو بانديراس)، الذي يتذكّر ـ بين حين وآخر، وهو بات فوق الخمسين من عمره ـ طفولته ونشأته، وكيف درس وتعلّم وأحبّ الفن، تارة عبر تداعٍ حرّ للذكريات والأحلام، وتارة أخرى عبر سيناريو يكتب شذرات منه، آملاً في تنفيذه يومًا ما. يركّز الفيلم كثيرًا على دور والدته خاسينتا (بينيلوبي كروز) في مرحلة شبابها، عندما كان المخرج طفلاً، ويُبرز الغياب الواضح للأبّ في حياته. 

إخراجيًا، يصعب أن تغفل العين عن البصمات الواضحة لألمودوفار، المتكرّرة دائمًا في أفلامه كلّها: الألوان والأبطال ومحورية الفنّ والمثليّة الجنسية، بالإضافة إلى الدور البارز جدًا للمونتاج، خاصة في فيلم كهذا، يعتمد أساسًا على تقنية الـ"فلاش باك" (العودة بالزمن إلى الخلف). تنفيذه جيد جدًا، وهو من الفئة نفسها للأفلام الجيدة لألمودفار، وإنْ لم يأتِ بجديد. لذا، يبدو صعبًا على الفيلم أن ينافس أفلامًا أخرى على جوائز المسابقة، مع التنبّه إلى تمكّن المخرج من الابتعاد به عن "ثمانية ونصف" (1963) للإيطالي فيدريكو فيلّيني، الذي سرد فيه سيرته الذاتية، انطلاقًا من الحبكة نفسها تقريبًا.

 

العربي الجديد اللندنية في

20.05.2019

 
 
 
 
 

رسالة كان: «مجد وألم»… السينما كمخلص وملاذ من الألم في فيلم بيدرو ألمودوفار

نسرين سيد أحمد

كان ـ «القدس العربي»:  أهي تغريدة البجعة؟ أهي أغنية الوداع؟ هذا أول ما يتبادر للأذهان عندما نشاهد فيلم «ألم ومجد» للإسباني بيدرو ألمودوفار، في المسابقة الرسمية في مهرجان كان في دورته الثانية والسبعين. إنه فيلم ذاتي لحد كبير ومرهف الحس لحد كبير عن مخرج سينمائي يمعن النظر في حياته، في طفولته، في آلامه واعتلالاته الجسدية والنفسية، وعن قصص حبه التي خلفت أثرها في نفسه. ولكنه أيضا عن علاقة هذا المخرج بالسينما، التي وجد فيها مخلِّصا ورفيقا وسببا للحياة وتعبيرا عن كل تجاربه وآلامه.

طالما كان الطابع الشخصي الاعترافي سمة من سمات أفلام ألمودوفار، ولكن ربما كان «ألم ومجد» أكثرها اعترافية، وأكثرها إقرارا بالألم واستشرافا للموت، الموت الجسدي لجسد يتألم، ولكنه يحصل على لحظات من المجد، وربما السعادة عن طريق السينما والكتابة، ووضع ذاته بكامل أعطابها ورهافتها على شاشة السينما. يمكننا القول إن سلفادور مايو (أنطونيو بانديراس)، المخرج الذي يكشف أمامنا ذاته في فيلم «ألم ومجد»، هو الصورة الأكثر حميمية وكشفا، التي صور بها ألمودوفار ذاته في فيلم من أفلامه. الألم والأسى والوحشة والحنين، هي المشاعر الغالبة على حياة مايو، وربما المجد يتبدى لنا في لحظات عابرة في حياة هذا المخرج، لحظات كلها يتعلق بنجاحه السينمائي، أو ربما المجد هو حلم يصبو إلى تحقيقه عبر أفلامه. السينما هي سبيل مايو ليس فقط للتعبير عن ذاته وذكرياته، ولكن أيضا للتغلب على آلامه وتنسم بعض لحظات من الخلود.

«ألم ومجد» فيلم داخل فيلم، أو بصورة أحرى عن مساعي مخرج لإنجاز فيلم عن حياته. هو فيلم ينتقل بين الحاضر والماضي، وتتشعب القصص بداخله، ولكن يد ألمودفار تحكم الإمساك بكل الخيوط، ولا تفلت أيا منها، فنشعر بأننا نسير في طريق ممهد أثناء مشاهدتنا للفيلم، ولا نضل طريقنا فيه. يمكننا القول إن ألمودوفار حكاء من الطراز الأول ينسج حكاياته عن عالمه الذاتي، فنعيش داخل الحكاية بكل حواسنا، ويغدق علينا ألمودوفار تفاصيل عالمه التي نميزها ونتعلق بها، كما نتعلق باللونين الأزرق والأحمر المميزين لعالم ألوانه وعالمه البصري. يبدو لنا بانديراس خير خيار للعب دور سلفادور، فهو رفيق مسيرة ألمودوفار في الكثير من أفلامه، ويجسد شخصية سلفادور مايو بحساسية وفهم كبيرين. يبدأ الفيلم بسجل من الآلام، حيث يعدد مايو على مسامعنا الآلام الجسدية التي ترافقه في حياته، من طنين الأذنين، لآلام الظهر المبرحة، للصداع وآلام الشقيقة، للأوجاع النفسية والاكتئاب، وهي جميعها آلام تهدد بأن تفتك به، ويتعامل مع الكثير منها بتعاطي جرعات كبيرة من مسكنات الألم، أو من المخدر. هي لحظة اعترافية لدرجة كبيرة يقر فيها ألمودوفار إن بعض الأوجاع لا يقدر الأطباء على علاجها، ولا سبيل لتسكينها لفترة وجيزة إلا المخدر.

يكشف لنا الفيلم العلاقات الأكثر تأثيرا في حياة سلفادور، وأكثرها ألما وبهجة في آن. العلاقة الأقوى هي علاقته بأمه.

سلفادور، الذي يبدو لنا في الفيلم في عقده الخامس، توارت عنه الأضواء، أو ربما يعاني من ركود إبداعي طويل، ولكن تكريم السينماتيك في مدريد لفيلم أخرجه من أعوام طويلة، يضعه في خضم من الذكريات ومن آلام الماضي، ويعيد صلاته بعالم يعيش في عزلة عنه منذ أعوام. يعيده هذا التكريم إلى حقيقة لا مفر منها: «بدون إنجاز أفلام، حياتي بلا معنى»، هكذا يقر لنفسه. كما تعيد قراءة عابرة مختلسة لنص كتبه قديما، صلاته بحب ضاع منذ أعوام طويلة، مخلفا ذكريات من البهجة والعشق والكثير من الألم. مزيج من الدفء والشجن والدموع والذكريات والضحك للتغلب على الألم والحسية واللمسات العفوية والمتعمدة، والأحضان والقبلات والذكريات الأولى للجسد، وذكريات التعلق بالسينما وعشقها، والألوان الصريحة الفاقعة، مزيج هو روح ألمودوفار وعالمه نراهما على الشاشة.

في «ألم ومجد» يضع ألمودوفار بين أيدينا ذاته في كامل هشاشتها، بدون تجمل أو تجميل، تلك الذات التي دوما ما تشعر بالذنب إزاء علاقة إشكالية مع الأم تتراوح بين الحب والرغبة في الابتعاد. هو فيلم يكشف لنا فيه ألمودوفار عن أن الموت هاجس من هواجسه والرغبة في التحقق عبر السينما هاجس أكبر. ولا نملك ونحن نشاهد الفيلم إلا أن نتعاطف مع هذه الذات المرهفة بكل ما تحملته من آلام.

يكشف لنا الفيلم العلاقات الأكثر تأثيرا في حياة سلفادور، وأكثرها ألما وبهجة في آن. العلاقة الأقوى هي علاقته بأمه (بنيلوبي كروز في دورها شابة، وخوليتا سيررانو في دورها امرأة مسنة)، هي علاقة يحفها الكثير من الذنب والشد والجذب والحب والخذلان. فسلفادور الصغير يدين لأمه بأنها أصرت على إلحاقه بمدرسة دينية كاثوليكية للتعلم حتى يكون له حظ أوفر من والده، لكنه في الوقت ذاته لم يرد لنفسه القيود التي تفرضها المدرسة الكاثوليكية. كما أنه يشعر بالذنب إزاء والدته في كبرها، فهي أوصته أن تدفن في قريتها، وفي ملابس بعينها، وهو يشعر بخذلانه لها وأنه نأى عنها في ضعفها واحتياجها له.

الذنب أيضا والإحساس بالرغبة الممزوجة بالإحساس بالخطيئة مشاعر نراها أيضا في إحساس سلفادور طفلا (أسيار فلوريس) إزاء ذلك العامل الشاب الوسيم الذي كان يعلمه القراءة. إنها بداية الرغبة لدى سلفادور وبداية معرفته بمثليته الجنسية.

«ألم ومجد» فيلم يتركنا وسط إحساس من الشجن ووسط تساؤلات عن تحققنا وما قد يخفف إحساسنا بالألم. ويتركنا مع التساؤل الأكبر: وجد سلفادور بعضا من المجد وبعضا من الخلود في عمله كمخرج وفي مشروعه الإبداعي الجديد الذي وضع فيه جل ذكرياته، فأين لنا نحن أن نجن مجدنا وتحققنا؟

 

العرب اللندنية في

20.05.2019

 
 
 
 
 

اسطورة السينما الفرنسية آلان ديلون يتسلم السعفة التكريمية وسط مؤيد و معارض في مهرجان كان السينمائي

عائشة الدوري _ كان:

رغم الاعتراض و الجدل الذي اثير حول تكريم الفرنسي الأكثر شهرة في العالم آلان ديلون، الا ان تواجده في أروقة المهرجان كان من ابرز احداث هذه الدورة

آلان ديلون (٨٣) عاما الذي يعتبر احد أيقونات السينما الفرنسية و احد أبرز وجوهها في افلام حقبة الستينات و السبعينات تم تكريمه من قبل ادارة المهرجان احتفاء بمشواره السينمائي الذي تجاوز الثمانين فيلما، منها افلام صنعت بصمة في تاريخ السينما وهي الافلام التي عمل فيها مع مخرجين كبار أمثال فسيكونتي و أنتونيوني و جان بيار ميلفيل، الا انه رغم كل تاريخه السينمائي الحافل، لم يحظ بجائزة من مهرجان كان.

هذا التكريم الذي ربما جاء متأخرا بعض الشيء، قوبل باحتجاجات و اعتراضات من قبل بعض الجمعيات والحركات اليسارية و جمعيات حقوق المرأة و حقوق المثليين، وذلك لدعم ديلون الحزب اليميني المتطرف والصداقة الشخصية التي تجمعه بالسياسي و زعيم حزب الجبهة الوطنية السابق جان ماري لوبان، وتصريحات سابقة له للصحافة انتقد فيها موضوع تبني المثليين للأطفال و غيرها من القضايا التي لم تلائم جمعيات حقوق المرأة او اصحاب الفكر اليساري، فقامت هذه الجمعيات بكتابة عريضة رسمية موقعة من قبل ٢٥ الف شخص تطالب بعدم تكريمه.

ادارة المهرجان من جانبها أصدرت تصريحا حول أحقية ديلون بالتكريم كونه اثرى السينما الفرنسية والعالمية بأفلام تعتبر الان من كلاسيكيات الفن السابع، كما اكد المهرجان ان للجميع حق حرية التفكير و لا يجب ان نحكم على فنان بقيمة آلان ديلون و نحاسبه استنادا على تصريحات صحفية كان قد أدلى بها قبل سنوات.

ديلون الذي التقى بالصحافة و الاعلام في ندوة صحفية قبل ساعات من تكريمه في حفل كبير في قصر المهرجان، تحدث عن اهم افلامه مثل «ظهيرة أرجوانية» و «الساموراي» و «الفهد» و «روكو و اخوته» كما تحدث ايضا عن بداياته عندما كان شابا يخدم في البحرية الفرنسية قبل ان يتجه للتمثيل، و توقف ايضا عند أبرز محطاته الفنية، لكنه لم يود الخوض في السياسة و تجنب الحديث عن كل ما يتعلق بالأوضاع في فرنسا او السياسة الداخلية، و فضل التحدث عن التكريم قائلا « سبق ان اعتذرت لإدارة المهرجان ورفضت ان أكرم قبل سنوات، لان مسيرتي السينمائية لم تكن لتعرف بهذا الشكل و الشهرة لولا عملي مع مخرجين كبار، فهم أولى بهذا التكريم…عادت ادارة المهرجان هذا العام و فاتحتني بموضوع التكريم مرة اخرى، فقلت لهم نفس الكلام…الشيء المحزن هذه المرة ان مدير المهرجان قال لي انا احترم موقفك تجاه المخرجين، لكن لا يوجد احد منهم الان على قيد الحياة…فمن هنا جاءت موافقتي وقبولي التكريم و أود ان أهدي هذه السعفة التكريمية لكل المخرجين الذين صنعوا مني آلان ديلون».

 

الصباح الجديد العراقية في

20.05.2019

 
 
 
 
 

مهرجان كان يكرم «آلان ديلون» رغم الاعتراضات

كان ــ د. أحمد عاطف دره

منح مهرجان كان مساء أمس الأحد جائزة السعفة الذهبية الشرفية للممثل الفرنسى العالمى آلان ديلون، وسط اعتراضات عنيفة من أوساط سينمائية عدة. وكانت وثيقة رفض عالمية تم تداولها فى الأيام الماضية وقام بالتوقيع عليها 18 ألف شخص فى العالم بمبادرة من مؤسسة النساء وهوليوود طالبت المهرجان الأشهر فى العالم، بإلغاء تكريمه لـ «آلان ديلون» بسبب اتهامات وجهوها له، اغلبها من حوارات تليفزيونية. عبر فيها ديلون أنه صفع  زوجته من قبل وأن النساء يجب معاملتهن بشىء من الشدة، وأكد أنه ضد أن يقوم المثليون جنسيا بتربية الأطفال وتبنيهم بالاضافة لما هو معروف عنه من صداقة لزعيم اليمين السابق بفرنسا جون مارى لوبن. ورفض تييرى فريمو مدير مهرجان «كان» إلغاء التكريم، موضحا إنها منحت له لقيمته الفنية كأيقونة التمثيل بفرنسا.وشاركت ديلون التكريم ابنته المقربة انوشكا، وعرض كذلك أمس الفيلم المصرى القصير «فخ» إخراج ندى رياض وإنتاج أيمن الأمير ضمن عروض قسم اسبوع النقاد. وأضاءت المهرجان بطلتها المميزة الممثلة الايطالية الشهيرة مونيكا بيلوتشى وكذلك الممثلة والمخرجة الكندية من أصل تونسى مونيا شكرى التى قدمت أول افلامها كمخرجة «زوجة أخى» ضمن قسم نظرة ما

 

الأهرام اليومي في

20.05.2019

 
 
 
 
 

«كان» يباهي المهرجانات ويُبقي السينما في المقدّمة...

محمد حجازي

أيام قليلة وتطوي الدورة 72 من مهرجان «كان» السينمائي الدولي نشاطها السنوي المميّز والأول عالمياً... 11 يوماً من العروض التي تبدأ عند الثامنة والنصف صباحاً مع عروض الصحافة، وصولاً حتى أشرطة برمجة منتصف الليل التي تبقي هذه المدينة الأجمل على الشاطئ اللازوردي، صاحية لا تنام طوال أيام المهرجان وفعالياته.

كل الكلام عن بعد لا يساوي شيئاً، لأن من لم يعرف المدينة والمهرجان يقول أي شيء سوى الواقع. حالة من الفرح والبهجة تغمر جميع المتواجدين في قصر التظاهرة وشاطئه الأجمل، عيد حقيقي تبدو فيه السينما وَسَادَتِها كما سيداتها في أبهى وأجمل حلّة، وعندما يقال إن كباراً تواجدوا معاً في أروقة وعلى شاشات المهرجان، لا يكون كلاماً مؤثّراً، فالمهرجان ومنذ عام انطلاقته (1946) وهو يؤكّد أنه منبر الفن السابع الأصيل، والصادق في علاقاته، والمحترم في تعامله مع جميع الوافدين إليه ضيوفاً ومساهمين في إعلاء شأن المهرجان وخياراته بدءاً من أعضاء لجان التحكيم الى الأشرطة الفائزة، إلى المخرجين الذين بدأوا معها مغمورين ثم أصبحوا من الكبار على الساحة العالمية، مع مبدأ إتاحة الفرصة للجميع كي يفوزوا بالجوائز، أو يتم اختيارهم أعضاء تحكيم وصولاً إلى التكريم.

نحن العرب لم يكن حظّنا جيداً مع المهرجان منذ نشأته، نعم الراحل يوسف شاهين حاز سعفة ذهبية تكريمية له في العيد الخمسين للمهرجان أي قبل 22 عاماً، والمخرج الجزائري محمد لخضر حامينا يعتبر العربي الوحيد الذي يحمل سعفة ذهبية عن فيلمه: «وقائع سنوات الجمر» بعده لم ينل هذا التكريم أحد، بإستثناء نيل الراحل مارون بغدادي، ومن بعده العام الماضي نادين لبكي، جائزة لجنة التحكيم، والفكرة العامة هنا أن الحق ليس على المهرجان بل على العرب أنفسهم، لأننا ظللنا طويلاً جداً نناشد السينمائيين الناطقين بالضاد تحسين صناعتهم تقنياً أولاً لأن معظم الأفلام المصرية التي حاولت الدخول الى نادي كان عانت من عيوب في الصورة والصوت واضحة ومخجلة، قبل أن تظهر سينما شاهين وبعض تلاميذه وأبرزهم يسري نصر الله (سبق وعمل ناقداً في صحيفة «السفير») وتبدأ بالتعاطي مع الموضوع من موقع النديّة وفي انتاجات أسهم فيها الفرنسيون أنفسهم إلى حد أن «الوداع يا بونابرت» كان ضد فرنسا بالكامل، لكنه شاهين الذي يعرف كيف يصوّر، وماذا يريد أن يقول.

إن المهرجانات الدولية، واحدة من أهم المنابر التي يمكن للعرب أن يستفيدوا منها لتوضيح مواقفهم، وتوصيل قضاياهم والقول بالفم الملآن إننا شعب مسالم يحب الآخر ولا يريد أذيّة أحد، لكننا للأسف إنتبهنا متأخّرين لكل هذا، لذا باتت السينما في كوكب ونحن في آخر، نبدو غير مبالين بما قد يصيبها من أضرار.

وأقصى ما حصلنا عليه في السنوات غير القليلة الماضية، نجاح عدد من مخرجينا في إختراق لوائح المشاركات وأحياناً الجوائز، لكن هذا الحراك لم ينتج قيادة عملية واقعية قادرة على حسم موضوع المنافسة الحقيقية مع كبار العالم، وإظهار أن عندنا طاقات نباهي بها العالم كلما دعمناها كلما إزددنا أملاً في توفير الفرص لها كي تفوز وتتصدّر.

في 25 الجاري ينهي المهرجان فعالياته بعدما أطّلعنا على جديد الكبار من جبلي المخضرمين والشباب، وهو ما وثّق علاقتنا بالمهرجان وخياراته فهو لا يدافع عن كونه الأقوى، بل إنه يستمر في إعطاء الدرس تلو الدرس لروّاد وأساتذة السينما، بأن النوع أفضل من الكم وبأن الصورة هي حاكمة أذواقنا هذه الأيام، إنه عصرها.

 

الميادين نت في

20.05.2019

 
 
 
 
 

ألان دولون مكرّماً في «كان»

الأخبار

تسلم الممثل الفرنسي ألان دولون، أمس الأحد جائزة السعفة الذهبية الفخرية تقديراً لمسيرته الفنية التي امتدت لستين عاماً، ضمن فعاليات الدورة الثانية والسبعين من «مهرجان كان السينمائي الدولي». جاء ذلك بعد تجاهل موجة انتقادات واسعة لهذه الخطوة بسبب آراء الفنان البالغ 83 عاماً السلبية تجاه النساء والمثليين. حتى أنّ التماساً نُشر على الإنترنت في الولايات المتحدة جمع أكثر من 25 ألف توقيع، يحثّ على عدم تكريمه.

أدت وسامة دولون وأدواره في الأفلام الرئيسية في السينما طوال فترة الستيناات والسبعينات إلى جعله رمزاً في فرنسا، وقد استقبل بحفاوة كبيرة من قبل الجمهور خلال احتفال خاص في مهرجان «كان».

دولون الذي تسلّم الجائزة من ابنته أنوشكا، قال في كلمة أمام الحضور في المهرجان: «إذا كان هناك شيء واحد أنا فخور به بشكل حقيقي فهذا الشيء الوحيد هو مسيرتي المهنية... هذه السعفة الذهبية منحت لي من أجل مسيرتي وليس لشيء آخر وهذا هو سبب سعادتي وسروري ورضائي».

جسّد دولون بطولة أفلام من بينها «الفهد» للمخرج لوتشينو فيسكونتي الذي فاز بالجائزة الكبرى في مهرجان «كان» عام 1963. كما شغل الرأي العام على مدى مسيرته مثلما حدث عندما أعلن صداقته للسياسي الفرنسي اليميني المتطرف جان ماري لوبان واعترف بصفعه نساء.

وتمسّك دولون ببعض آرائه في مقابلة مع صحيفة «لو جورنال دو ديمانش»، أمس الأحد إذا قال إنّ بعض التصريحات التي نُسبت له «حُرفت»، مشيراً إلى أنّه «لا أعارض زواج المثليين... لا أهتم... يجب أن يفعل الناس ما يشاؤون... لكنني ضد تبني زوجين من الجنس نفسه للأطفال».

وتابع قائلاً: «هل قلت إني صفعت امرأة؟ نعم... لكن كان عليّ أن أضيف أنّني تلقيت صفعات أكثر مما فعلت بكثير. لم أتحرش بأي امرأة في حياتي. أما هن فقد تحرشن بي كثيراً».

 

الأخبار اللبنانية في

20.05.2019

 
 
 
 
 

"من أجل سما".. هل يتبناه العالم وثيقة ضد الأسد؟

المدن - ثقافة

"أوقفوا قصف المستشفيات" شعار رفعته وعد الخطيب مع زوجها حمزة وإدوارد واتس على سجادة "كان" الحمراء

شكل عرض الفيلم الوثائقي "من اجل سما" للصحافية والمخرجة السورية وعد الخطيب، والمخرج البريطاني إدوارد واتس، علامة فارقة في مهرجان "كان" السينمائي، ضمن فئة العروض خارج المسابقة الرسمية. فحُبست الأنفاس خلال عرضه، واعتبر نوعاً من وثيقة بصرية لإدانة نظام الأسد على جرائمه... فهل تشكل مادة الفيلم وثيقة دولية ضد ارتكابات نظام الأسد في سوريا؟ بالطبع من الصعب التكهن بأي شي أو توقع أي شيء، طالما أن ازداوجية المعايير سائدة في المحافل الدولية والثقافية والمجتمعية، وكثيراً ما تُشكل صور الجرائم لحظة عابرة في المهرجانات وتنتهي بانتهاء عرضها...

وكانت الخطيب دشنت، ظهورها على السجادة الحمراء في "كان" بعبارة قوية، حملتها في لافتة مع زوجها حمزة الخطيب، المشارك معها في الشريط الوثائقي، والمخرج البريطاني إدوارد واتس الذي قاسمها الإخراج، تقول: "أوقفوا قصف المستشفيات"، في الوقت الذي يشن فيه النظام السوري حرباً شرسة على محافظة إدلب. وأرفق المنشور برسالة قالوا فيها: "نداء إلى العالم من المخرجين وعد الخطيب وإدوارد واتس، والدكتور حمزة الخطيب: النظام السوري يستمر بقصف المستشفيات في إدلب المحاصرة، في الوقت الذي يعرض فيه فيلمهم لأول مرة في أوروبا".

وصورت الخطيب أكثر من 300 ساعة، ووثقت حياتها كصحافية في مدينة حلب المحاصرة والتي مزقتها الحرب، وبدأت التصوير في العام 2012 تزامناً مع اندلاع المعارك في مدينة حلب بين الفصائل المعارضة التي سيطرت على الأحياء الشرقية منها والقوات الأسدية في الأحياء الغربية. ولم تفارقها الكاميرا منذ ذلك الحين. وهي صوّرت بواسطتها كل المشاهد التي جرت على مرأى ومسمع منها، من القصف إلى الكلمات الأولى لابنتها، مروراً بتوافد الجرحى إلى المستشفى. فخلّدت لحظات وضع مولود ميت ونحيب صبيين تحسرّا على وفاة شقيقهما الأصغر. ورغم كل هذه الأوضاع قررت وعد وزوجها البقاء في حلب على أمل أن يتغير الوضع يوما نحو الحرية. لكن هذا الأمل طال أمده، ولم تزده الأيام المتعاقبة إلا هشاشة، ما كان يعرضها لنوع من اليأس وهي تعبّر عن أسفها لطفلتها "سما"، في بعض المشاهد من الفيلم، على أنها أخطأت في حقها عندما أتت بها إلى هذا العالم.

"لا أريد مغادرة حلب"، يقول الطفل ذارفاً الدموع أمام الكاميرا التي كان يحاول أن يتحاشاها، رغم أنه فقد الكثير من الأصدقاء جراء الحرب والدمار. وعندما استفسرت صاحبة الفيلم عن نظرته لهؤلاء الذين ودعهم يوماً وفضلوا الهروب لمناطق آمنة، قال بنبرة طفولية: "أسامحهم جميعاً، رغم أنهم تركوني وحيداً". لكن أسرة هذا الطفل كانت مرغمة يوماً على مغادرة المدينة، وذلك عندما بدأت قوات النظام تكسب المعارك في أحيائها. وصوّرت الخطيب رحلة العودة إلى حلب المحفوفة بالأخطار التي قامت بها مع طفلتها في تموز 2016 لتزور حماها المريض في تركيا. وقالت: "قاسينا الأمرين طوال خمس سنوات مع الأشخاص (الذين يظهرون في الوثائقي). وبما أنني أتقن استخدام الكاميرا ولديّ معارف في قنوات أجنبية، سعيت إلى الإضاءة على الوضع في حلب". وأكّدت بعزم: "كان أي شخص ليقوم بالمثل".

وخلال خمس سنوات، جمعت الخطيب تسجيلات تمتدّ مئات الساعات، نشرت جزءاً منها في الانترنت مع الحرص على التستّر على هويتها خشية توقيفها. لكن، في ظلّ سيطرة الجيش على الأحياء الشرقية لحلب بعد هجوم عسكري واسع وإجلاء عشرات الآلاف من المدنيين ومقاتلي المعارضة منها، اضطر حمزة ووعد وابنتهما سما، إلى مغادرة البلد. وباتت العائلة تقيم في لندن حيث تتعاون وعد الخطيب مع القناة التلفزيونية الرابعة. وسبق أن نالت الخطيب، بفضل تسجيلاتها هذه، مكافآت عديدة، أبرزها جائزة في مهرجان بايو لمراسلي الحرب سنة 2017. وهي أخبرت "عندما عرضت الأشرطة على أشخاص من حولي في حلب، قالوا لي جميعهم هذه قصتي. فأدركت أن الأمر يستحق العناء". 

ويعرض فيلمها مزيداً من الأدلة التي تدعم الاتهامات الموجهة لنظام الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية، إذ يظهر أطفالاً وكباراً يتنفسون من خلال أقنعة وكمامات، أعقاب هجوم على حلب العام 2016، قالت الأمم المتحدة إنه استخدم غاز الكلورين السام حينذاك، بحسب صحيفة "واشنطن بوست". وكان "قلعة حلب الثانية" أول فيلم أخرجته الخطيب، والذي سلط الضوء على الحراك الثوري في جامعة حلب العام 2011، كما عرض فيلمها "آخر باعة الزهور" في مهرجانات جولية العام الماضي. ووصفت "سي إن إن" أفلام الخطيب بأنها "أكثر الأفلام إقناعاً بما حدث في حلب".

وانفتاح مهرجان "كان" على السينما السورية متواصل منذ سنوات، حيث شارك في المهرجان مخرجون سوريون بأفلام تروي في مجملها معاناة السوريين، التي اشتدت مع ظروف الحرب. ومن بين هذه الأفلام هناك "قماشتي المفضلة" الذي شاركت به المخرجة غايا جيجي في مهرجان "كان" في دورته الأخيرة ضمن فئة "نظرة ما".

 

المدن الإلكترونية في

20.05.2019

 
 
 
 
 

فيلم وثائقي عن مسيرة مارادونا يلقى ترحيبا كبيرا بمهرجان كان السينمائي

الالمانية

حاز فيلم وثائقي يخلد مسيرة لاعب كرة القدم الأرجنتيني الأسطوري والمدرب دييجو مارادونا على ترحيب شديد من المعجبين خلال الدورة الثانية والسبعين لمهرجان كان السينمائي الدولي مساء أمس الأحد.

واستخدم المخرج البريطاني أسيف كاباديا، الذي قدم أيضًا أفلاما حول سائق سيارات السباق البرازيلي آيرتون سينا والمغنية البريطانية آمي واينهاوس، في أحدث أفلامه مشاهد أرشيفية وأمضى ساعات في إجراء مقابلات مع اللاعب البالغ من العمر 58 عامًا، من أجل إنجاز الوثائقي الذي حمل عنوان "دييجو مارادونا".

وشهد عرض الفيلم تصفيقا حارا من الجمهور خلال لحظات رئيسية من مسيرة مارادونا، مثل هدفه ضد إنجلترا في ربع نهائي كأس العالم في المكسيك عام 1986، والذي فازت فيه الأرجنتين بالبطولة.

 

بوابة الأهرام في

20.05.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004